عاشق الامام الكاظم
21-12-2009, 07:29 PM
محاولة لفهم ثورة كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السوأل الذي نسعى للإجابة عليه في بحثنا هو كيف نستفيد من عاشوراء ؟ ومن البديهي أن المقدمة لهذا الأمر تكمن في ضرورة فهم ثورة كربلاء وأهدافها كما أرادها أهل البيت عليهم السلام
في البداية لابد من التأكيد أن عاشوراء هي مناسبة لا تخص الشيعة هي للمسلمين قاطبة لابل هي للبشر عموماً ولا مبالغة أو غلو في قولنا هذا إذا أحطنا ببعض مفاهيم الثورة الحسينية على الأقل
هناك صنف من المسلمين يفهم عاشوراء مناسبة للبس السواد والحزن والنياحة والبكاء فلنحرص على إستماع المجالس ونسمع السيرة ونبكي فنكسب من الثواب والحسنات ما شاء الله ثم نخرج في اليوم الثاني ونستأنف حياتنا الطبيعية ولم يطرأ اي شيء على سلوكنا ومفاهيمنا
هناك صنف آخر أسوأ حالاً من الصنف الأول فعاشوراء لا تعني له شيء وهي مجرد إستعراض وسرد تاريخي روتيني يتكرر كل عام وكل ما يفهمه من هذه الثورة أنه كان صراعاً على الحكم بين يزيد والحسين (ع) فهو مجرد صراع شخصي وأقصى ما يمكن أن يصل إليه فهمه أن الحسين (ع) ظُلم في هذا الصراع
وكما هو واضح فإنّ هذا يُعتبر تقزيم وتبسيط لمفهوم الثورة الحسينية فعاشوراء هي صراع بين مدرستين مختلفتين وليس مجرد صراع شخصي لقد أراد الحسين (ع) ان تكون عاشوراء مناسبة لإحياء الإسلام وفهمه وضخ الدم في شرايينه على مرّ التاريخ لقد عايش الحسين (ع) بدايات الحكم الأموي الذي جعل مرتكزاته تشويه الإسلام وأفكاره ومعتقداته وإستغلال الناس وظلمهم والتنكيل بهم وعمدوا إلى مرتزقة مدفوعي الأجر لإصطناع الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص) وقتلوا خيرة أصحابه كانت فترة صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية فرصة لفضح الحكم الأموي وغاياته وهذه واحدة من أبرز أهداف هذا الصلح ومع وصول الأمر إلى مستوى من الإنحراف وتخدير الأمة لا ينفع معه إصلاح كان تكليف الإمام الحسين (ع) الثورة وقال قولته الشهيرة " لم أخرج أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي " إذن قضية الحسين (ع) لم تكن من أجل حكم وكرسي ولا مسألة شخصية بل هي قضية الناس جميعاً وكرامتهم ومستقبلهم ومستقبل الإسلام كانت إحتجاج دموي عنيف من أجل الإسلام والمسلمين من أجل البشرية وترسيخ مفاهيم العدالة وإحقاق الحق من إجل إيقاظ المجتمعات من غفلتها وتخديرها أنظروا إلى من ثار الإمام (ع) من أجلهم لقد كانوا مقسومين إلى عدة أقسام قسم مقهور مغلوب على أمره ومحكوم لنظام قمعي بث الرعب في قلوبهم وقسم كان قادراً على التحرك ولكنه آثر السكوت والوقوف على الحياد وقسم جرّد سيفه ضد الحسين (ع) طمعاً بالدنيا وحطامها
فهل كان يليق بالحسين (ع) سليل النبوة السكوت والرضوخ لمثل هذه الأوضاع ؟ كلا وحاشى
ذكر أبو مخنف حوار دار بين إبن زياد ومسلم بن عقيل وهذا النص مهم جداً يكشف لنا خطورة الأوضاع التي وصل إليها الإسلام وكيفية إنقلاب المفاهيم وحجم التضليل لاحظوا ودققوا في مفردات الحوار بين الرجلين
" لما اُدخل مسلم على إبن زياد فلم يسلم عليه فقال الحرس : لما لم تسلم على الأمير
قال مسلم : اسكت ويحك ما هو لي بأمير
فقال ابن زياد : لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول
قال مسلم : إن قتلتني فلقد قتلَ من هو شر منك من هو خير مني
قال إبن زياد : إيه يابن عقيل أتيت الناس وأمرهم جمع وكلمتهم واحدة لتشتتهم وتفرق كلمتهم وتحمل بعضهم على بعض
قال مسلم : كلا لست كذلك إنما شق عصا الطاعة معاوية وإبنه يزيد وأما الفتنة فإنما لقحها أبوك زياد وأنت من بعده وان أباك قتل خيارهم وسفك دمائهم وعمل فيهم عمل كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمرهم بالعدل وندعوهم إلى حكم الكتاب ( وتابع مسلم في فضحهم )
فقال ابن زياد : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام
فقال مسلم : أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن وإنك لا تدع سوء قتلة وقبح مثلة وخبث سريرة ولؤم الغلبة ولا أحد من الناس أحق بها منك .....
نحن أمام نص يكشف منهجين واسلوبين نهج يرفع لواء العدل والعمل بكتاب الله ونهج مبتدع لا يتورع عن اي شيء لتوطيد حكمه ونلاحظ كيف يعمد إبن زياد إلى التضليل وتحريف الحقائق وردود مسلم المفحمة التي لم يملك أمامها ابن زياد سوى التهديد المتواصل بالقتل
ونستعرض نص آخر لا يقل أهمية نرى فيه محاولات التشويه العقائدي التي مارسها النظام الأموي نذكره ثم نعلق عليه
روي انه لما أدخل موكب السبايا لقصر الإمارة اقبل ابن زياد على الحوراء زينب (ع) فقال لها شامتاً : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا
فقال : كيف رأيت فعل الله بأخيك وأهل بيتك
فقالت : لم ارى إلا جميلاً هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ٍ ....
مفردات تحتاج الوقوف طويلاً وتأملها بدقة نتوقف عند عبارة ( وأكذب أحدوثتكم ) ففي هذا تكذيب واضح من إبن زياد لأصل رسالة النبي (ص) لذلك نرى أن الحوراء كان ردها هو تأكيد النبوة (أكرمنا بنبيه ) فلله درّها بنت أبيها
أما قول ابن زياد (كيف رأيت فعل الله ...) فهنا بعد الطعن في النبوة عمد ابن زياد إلى تحريف عقائدي فنسب جريمته وفعله الشنيع إلى الله تعالى عن ذلك وهذا ما أصطلح عليه بعقيدة الجبر حتى قيل فيما بعد ان الجبر أموي لإنهم وجدوا في هذه العقيدة ما يناسب ويقوي دعائم حكمهم فكل اعمالهم وجرائمهم ينسبون فعلها إلى الله تعالى فهم مجبورون عليها وليسوا مخيرين فيها وهذا لعمري من أعظم المصائب التي تم تخدير وكيّ وعي الأمة بها
عود على بدء نقول أن ثورة الحسين التي كانت من أجل الناس كانت لها مهمتان
أولاً : إدانة النظام الأموي وفضح أهدافه وغاياته نهائياً وبشكل واضح وجليّ
ثانياً : إيقاظ وعي الأمة وتعميق الشعور بالمسؤولية عندهم لأجل أن تتحرك سيوفهم وفق هوى قلوبهم لا وفق هوى مصالحهم الضيقة والصغيرة فتكون قلوبهم حسينية وسيوفهم أيضاً
ولأن ثورة كربلاء ثورة من أجل الإنسان فلقد كُتب لها أن تبقى حية ونابضة وأن تطوي مراحل التاريخ وتتوقف في كل محطة من محطاته فيشع نورها وتملأ الآفاق فتصبح القدوة والنبراس لكل مظلوم ومضطهد ينشد العدالة هذا ما يريدنا أهل البيت (ع) احياؤه وهذا هو أمرهم نعم النياحة والبكاء والدموع كلها أمور مطلوبة ومثاب عليها ولكن قيمتها تتجلى في أن تنهمر من العيون لتحفر عميقاً في القلوب والعقول مفاهيم العدالة وإحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإباء والعزة إن مفاهيم ثورة كربلاء هي تجسيد عملي وفعلي للمفاهيم التي تحدث عنها القرآن الكريم تدبروا سوره وآياته فهو كتاب أنزله الله للناس ومن أجلهم يبدأ أوله بإسم الله (بسم الله الرحمن الرحيم ) وآخره بسورة الناس تأملوا نهج البلاغة لتجدوا أن أكثر ما كان يؤلم علي (ع) هو الظلم الواقع على الناس لقد إنصب جُل همه للدعوة إلى العدل والمساواة بين الناس حتى قيل ان عليّ قتله عدله
هذه محاولة متواضعة حاولت من خلالها سبر اغوار اليسير من مفاهيم هذه الثورة والإغتراف ولو قليلاً من بحرها المتلاطم
اللهم اجعل النور في ابصارنا والبصيرة في ديننا واليقين في قلوبنا والإخلاص في أعمالنا
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
السوأل الذي نسعى للإجابة عليه في بحثنا هو كيف نستفيد من عاشوراء ؟ ومن البديهي أن المقدمة لهذا الأمر تكمن في ضرورة فهم ثورة كربلاء وأهدافها كما أرادها أهل البيت عليهم السلام
في البداية لابد من التأكيد أن عاشوراء هي مناسبة لا تخص الشيعة هي للمسلمين قاطبة لابل هي للبشر عموماً ولا مبالغة أو غلو في قولنا هذا إذا أحطنا ببعض مفاهيم الثورة الحسينية على الأقل
هناك صنف من المسلمين يفهم عاشوراء مناسبة للبس السواد والحزن والنياحة والبكاء فلنحرص على إستماع المجالس ونسمع السيرة ونبكي فنكسب من الثواب والحسنات ما شاء الله ثم نخرج في اليوم الثاني ونستأنف حياتنا الطبيعية ولم يطرأ اي شيء على سلوكنا ومفاهيمنا
هناك صنف آخر أسوأ حالاً من الصنف الأول فعاشوراء لا تعني له شيء وهي مجرد إستعراض وسرد تاريخي روتيني يتكرر كل عام وكل ما يفهمه من هذه الثورة أنه كان صراعاً على الحكم بين يزيد والحسين (ع) فهو مجرد صراع شخصي وأقصى ما يمكن أن يصل إليه فهمه أن الحسين (ع) ظُلم في هذا الصراع
وكما هو واضح فإنّ هذا يُعتبر تقزيم وتبسيط لمفهوم الثورة الحسينية فعاشوراء هي صراع بين مدرستين مختلفتين وليس مجرد صراع شخصي لقد أراد الحسين (ع) ان تكون عاشوراء مناسبة لإحياء الإسلام وفهمه وضخ الدم في شرايينه على مرّ التاريخ لقد عايش الحسين (ع) بدايات الحكم الأموي الذي جعل مرتكزاته تشويه الإسلام وأفكاره ومعتقداته وإستغلال الناس وظلمهم والتنكيل بهم وعمدوا إلى مرتزقة مدفوعي الأجر لإصطناع الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص) وقتلوا خيرة أصحابه كانت فترة صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية فرصة لفضح الحكم الأموي وغاياته وهذه واحدة من أبرز أهداف هذا الصلح ومع وصول الأمر إلى مستوى من الإنحراف وتخدير الأمة لا ينفع معه إصلاح كان تكليف الإمام الحسين (ع) الثورة وقال قولته الشهيرة " لم أخرج أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي " إذن قضية الحسين (ع) لم تكن من أجل حكم وكرسي ولا مسألة شخصية بل هي قضية الناس جميعاً وكرامتهم ومستقبلهم ومستقبل الإسلام كانت إحتجاج دموي عنيف من أجل الإسلام والمسلمين من أجل البشرية وترسيخ مفاهيم العدالة وإحقاق الحق من إجل إيقاظ المجتمعات من غفلتها وتخديرها أنظروا إلى من ثار الإمام (ع) من أجلهم لقد كانوا مقسومين إلى عدة أقسام قسم مقهور مغلوب على أمره ومحكوم لنظام قمعي بث الرعب في قلوبهم وقسم كان قادراً على التحرك ولكنه آثر السكوت والوقوف على الحياد وقسم جرّد سيفه ضد الحسين (ع) طمعاً بالدنيا وحطامها
فهل كان يليق بالحسين (ع) سليل النبوة السكوت والرضوخ لمثل هذه الأوضاع ؟ كلا وحاشى
ذكر أبو مخنف حوار دار بين إبن زياد ومسلم بن عقيل وهذا النص مهم جداً يكشف لنا خطورة الأوضاع التي وصل إليها الإسلام وكيفية إنقلاب المفاهيم وحجم التضليل لاحظوا ودققوا في مفردات الحوار بين الرجلين
" لما اُدخل مسلم على إبن زياد فلم يسلم عليه فقال الحرس : لما لم تسلم على الأمير
قال مسلم : اسكت ويحك ما هو لي بأمير
فقال ابن زياد : لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول
قال مسلم : إن قتلتني فلقد قتلَ من هو شر منك من هو خير مني
قال إبن زياد : إيه يابن عقيل أتيت الناس وأمرهم جمع وكلمتهم واحدة لتشتتهم وتفرق كلمتهم وتحمل بعضهم على بعض
قال مسلم : كلا لست كذلك إنما شق عصا الطاعة معاوية وإبنه يزيد وأما الفتنة فإنما لقحها أبوك زياد وأنت من بعده وان أباك قتل خيارهم وسفك دمائهم وعمل فيهم عمل كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمرهم بالعدل وندعوهم إلى حكم الكتاب ( وتابع مسلم في فضحهم )
فقال ابن زياد : قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام
فقال مسلم : أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن وإنك لا تدع سوء قتلة وقبح مثلة وخبث سريرة ولؤم الغلبة ولا أحد من الناس أحق بها منك .....
نحن أمام نص يكشف منهجين واسلوبين نهج يرفع لواء العدل والعمل بكتاب الله ونهج مبتدع لا يتورع عن اي شيء لتوطيد حكمه ونلاحظ كيف يعمد إبن زياد إلى التضليل وتحريف الحقائق وردود مسلم المفحمة التي لم يملك أمامها ابن زياد سوى التهديد المتواصل بالقتل
ونستعرض نص آخر لا يقل أهمية نرى فيه محاولات التشويه العقائدي التي مارسها النظام الأموي نذكره ثم نعلق عليه
روي انه لما أدخل موكب السبايا لقصر الإمارة اقبل ابن زياد على الحوراء زينب (ع) فقال لها شامتاً : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا
فقال : كيف رأيت فعل الله بأخيك وأهل بيتك
فقالت : لم ارى إلا جميلاً هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ٍ ....
مفردات تحتاج الوقوف طويلاً وتأملها بدقة نتوقف عند عبارة ( وأكذب أحدوثتكم ) ففي هذا تكذيب واضح من إبن زياد لأصل رسالة النبي (ص) لذلك نرى أن الحوراء كان ردها هو تأكيد النبوة (أكرمنا بنبيه ) فلله درّها بنت أبيها
أما قول ابن زياد (كيف رأيت فعل الله ...) فهنا بعد الطعن في النبوة عمد ابن زياد إلى تحريف عقائدي فنسب جريمته وفعله الشنيع إلى الله تعالى عن ذلك وهذا ما أصطلح عليه بعقيدة الجبر حتى قيل فيما بعد ان الجبر أموي لإنهم وجدوا في هذه العقيدة ما يناسب ويقوي دعائم حكمهم فكل اعمالهم وجرائمهم ينسبون فعلها إلى الله تعالى فهم مجبورون عليها وليسوا مخيرين فيها وهذا لعمري من أعظم المصائب التي تم تخدير وكيّ وعي الأمة بها
عود على بدء نقول أن ثورة الحسين التي كانت من أجل الناس كانت لها مهمتان
أولاً : إدانة النظام الأموي وفضح أهدافه وغاياته نهائياً وبشكل واضح وجليّ
ثانياً : إيقاظ وعي الأمة وتعميق الشعور بالمسؤولية عندهم لأجل أن تتحرك سيوفهم وفق هوى قلوبهم لا وفق هوى مصالحهم الضيقة والصغيرة فتكون قلوبهم حسينية وسيوفهم أيضاً
ولأن ثورة كربلاء ثورة من أجل الإنسان فلقد كُتب لها أن تبقى حية ونابضة وأن تطوي مراحل التاريخ وتتوقف في كل محطة من محطاته فيشع نورها وتملأ الآفاق فتصبح القدوة والنبراس لكل مظلوم ومضطهد ينشد العدالة هذا ما يريدنا أهل البيت (ع) احياؤه وهذا هو أمرهم نعم النياحة والبكاء والدموع كلها أمور مطلوبة ومثاب عليها ولكن قيمتها تتجلى في أن تنهمر من العيون لتحفر عميقاً في القلوب والعقول مفاهيم العدالة وإحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإباء والعزة إن مفاهيم ثورة كربلاء هي تجسيد عملي وفعلي للمفاهيم التي تحدث عنها القرآن الكريم تدبروا سوره وآياته فهو كتاب أنزله الله للناس ومن أجلهم يبدأ أوله بإسم الله (بسم الله الرحمن الرحيم ) وآخره بسورة الناس تأملوا نهج البلاغة لتجدوا أن أكثر ما كان يؤلم علي (ع) هو الظلم الواقع على الناس لقد إنصب جُل همه للدعوة إلى العدل والمساواة بين الناس حتى قيل ان عليّ قتله عدله
هذه محاولة متواضعة حاولت من خلالها سبر اغوار اليسير من مفاهيم هذه الثورة والإغتراف ولو قليلاً من بحرها المتلاطم
اللهم اجعل النور في ابصارنا والبصيرة في ديننا واليقين في قلوبنا والإخلاص في أعمالنا
والحمد لله رب العالمين