شهيدالله
21-12-2009, 08:28 PM
السلام عليك يا ابا الفضل العباس ابن علي ابن ابي طالب
الاقتران الروحي والجهادي
هناك من يتصورون ان العمل السياسي والجهادي والحركي الاسلامي يغني عن البناء الروحي والتربية النفسية والمداومة على ذكر اللّه تعالى والتنفل والتهجد، وتلهيهم مسائل العمل ومشاغل الحركة والجهاد عن الانصراف الى البناء الداخلي وما يتطلب من جهد ومداومة على الرياضة النفسية والتهذيب والتزكية
ان سيرة اهل البيت عليهم السلام قد مزجوبين البعد الروحي والجهادي في بناء الفرد والامة من خلال السيرة والسلوك .
وان القرآن الكريم يؤكد على أهمية البناء الروحي للعاملين بشكل خاص ويربط بين هذين الجانبين من شخصية المؤمن المجاهد ربطاً وثيقاً.
ان اللّه اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل
اللّه* فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً* في التوراة والانجيل والقرآن* ومن أوفى بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به* وذلك هو الفوز العظيم التائبون* العابدون* الحامدون* السائحون* الراكعون* الساجدون* الآمرون بالمعروف* والناهون عن المنكر* والحافظون لحدود اللّه* وبشر المؤمنين
ترى كيف يتم هذا الاقتران الرائع بين القتال والجهاد في سبيل اللّه ومبايعة اللّه ورسوله، وبين التوبة والعبادة، والحمد، والسياحة، والركوع، والسجود..
(محمد رسول اللّه والذين معه اشداء على الكفار* رحماء بينهم* تراهم ركعاً سجداً* يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود* ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل)
هؤلاء القوم الذين وصفهم اللّه تعالى بأنهم اشداء على الكفار وكأنهم زبر الحديد في مواجهة الكفار صلابة وقوة. كيف يرتسم على وجوههم أثر السجود، وكيف ترق قلوبهم محبة وشفقة على المؤمنين وكيفيكون خشوعهم وتضرعهم بين يدي اللّه تعالى ان كربلاء قدمت لنا اعظم صورهذا الارتباط الوثيق بين الجانب الروحي والسياسيي الجهادي
وصدق من اسمها
محراب الجهاد
دخل ابو جعفر (ع) على ابيه السجاد (ع)
فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه احد، فرآه، وقد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم انفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام للصلاة.
قال أبو جعفر : فلم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال من البكاء، فبكيت رحمة له، واذا هو يفكر فالتفت اليّ بعد هنيهة وقال :
يا بنّي اعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن ابي طالب (ع) فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده وقال : من يقدر على عبادة علي بن ابي طالب (ع
وان تعجب فعجب ان تحرص سيدتنا زينب بنت علي (ع) ان لا تفوتها نافلة الليل حتى ليلة الحادي عشر من محرم على مقربة من الاجساد الطاهرة.هذا صورة من صور اندماج الروحي والجهادي
فقد روي ان سيدتنا زينب بنت امير المؤمنين ع ما تركت تهجدها للّه تعالى طوال دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم.
وروي عن زين العابدين ع قال :
(رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس).
وعن الفاضل البيرجندي عن بعض المقاتل المعتبرة عن مولانا السجاد ع انه قال :
(ان عمتي مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا الى الشام ما تركت نوافلها الليلية)
وقالت فاطمة بنت الحسين (ع)
: (واما عمتي زينب فأنها لم تزل قائمة في تلك الليلة (اي العاشر من المحرم) في محرابها تستغيث الى ربها، فما سكنت لنا عين ولا هدأت لنا رنة)
ان عمتي زينب كانت تؤدي صلاتها من قيام الفرائض والنوافل وعند سير القوم بنا من الكوفة الى الشام وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت : اصلي من جلوس لشدة الجوع لانها كانت تقسم ما يصيبها من الطعام على الاطفال)
ان عبادة سيدتنا زينب (ع) وانقطاعها الى اللّه في مسيرتها الى كربلاء ثم الى الشام والمدينة
هذه الصور الرائعة التي يذكرها المؤرخون لاصحاب الحسين (ع) ليلة العاشر من المحرم، يقول المؤرخون :
(وبات اصحاب الحسين (ع) في تلك الليلة، ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد
في تاريخنا الجهادي الحسيني والحركي نلتقي كثيراً بهذه المشاهد الرائعة من اقتران الجهاد البطولي في ساحات الوغى والدعوة الى اللّه بالعبادة وتهذيب النفس والابتهال والتبتل والتهجد وقيام الليل.
ومن اروع هذه المشاهد مشاهد التهجد والتنفل على جبهة القتال لجند الاسلام،في كربلاء حيث يرابط انصار الاسلام امام سيدهم الحسين ع
يقف هؤلاء الابطال في الليالي الظلماء بين يدي ربهم عز وجل، يناجونه ويتضرعون اليه ويسجدون على تراب ويطيلون السجود والبكاء حتى تبتل ارض الجبهة بدموعهم. هؤلاء الذين هجرت عيونهم في الليل غمضها، وأدت أنفسهم إلى بارئها فرضها، حتى إذا غلب عليها الكرى، افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم،
اولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله:
مره العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، صفر الالوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، اولئك إخواني الذاهبون،
فحق لنا أن نظمأ إليهم، ونعض الايدي على فراقهم.
ولئن كان هؤلاء الابطال لا يتركون صلاة الليل في مواجهة العدو فإنهم يقتفون في ذلك خطى قائدهم و امامهم ابن بنت نبيهم الامام الحسين ع الغريب
ان
اولى عناصر العاطفة الايمانية، حب اللّه تعالى قال سبحانه :
(ومن النّاس من يتخذ من دون اللّه انداداً، يحبونهم كحبّ اللّه والذين آمنوا اشد حباً للّه
وعاطفة الحب اوسع العواطف الايمانية، واشملها، وتتمثل في الميل النفسي الى اللّه تعالى والاستعداد الدائم للانس والالتذاذ بلقائه وينبسط
هذا الحب، ويتفرع الى معاني اخرى بسبب ارتباطها باللّه، بنحو من انحاء الارتباط.واول هذا الارتباط واشده هو معرفة الامام وحقة ومنها يتكون العشق الالهي ويتعلق المؤمن قلب وحركة باالامام ع
ان حب المؤمنين للامام نتيجة طبيعية لحب اللّه تعالى. لانهم مرتبطون باللّه بأسمى معاني الارتباط، وحب الشيء ينبسط وينسحب على ارتباطاته، ومتعلقاته
قال المستشرق الألماني ماربين:
((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح
وما دامت الحياة دار ابتلاء، وامتحان، وميدان معركة وصراع، فقد منح اللَّه الإنسان حريته الكاملة في اختيار الجبهة التي يناضل ضمن خطوطها في ميدان الحياة..
واقتصر دور السماء على توجيه الإنسان وتوعيته بحقيقة الجبهتين العريضتين في الحياة.. ودعوة الإنسان للانضمام إلى جبهة الحق ومقاومة إغراءات الباطل وجحافل الشر.
ودارت رحى المعركة الخطيرة بين دواعي الخير ونوازع الشر في الحياة منذ نعومة أظفار الإنسان وبداية وجوده ولا تزال مستمرة.. تمر على كل جيل من أجيال البشرية فتفرز عناصره وتكشف عن اتجاهات أفرادنا، وتميز بين رواد الحق وأتباع الباطل..
وقد شاء اللَّه تعالى أن تكون المعركة أبدية ترافق استمرار الإنسان في الحياة
{لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
من جميع الأجيال وكل العصور.
وقد كشفت هذه المعركة الدائمة عن سقوط الأغلبية الساحقة من الناس في أوحال الباطل ومزالق الشر، وثبوت أقلية مؤمنة صمدت في مواقع الخير، وأصرّت على مواقف الحق.. لذلك ان النصر غالباً وفي أكثر فترات التاريخ، ومناطقه حليف جبهة الباطل وعصابات الشر..
وقد توعد اللَّه الباطل بهزيمة نكراء، ينتقم بها للحق وأتباعه من الباطل وفلوله. وذلك في معركة حاسمة لا تبقى للباطل بعدها باقية..
حينما يتوارى ظلام الجور والكفر في العالم وتشرق شمس الهداية والخير على الحياة.. حينما يولي الظالم مدحوراً لا يجد له مقراً في الأرض التي سيملؤها القسط والعدل
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام:
( المهدي وأصحابه يُمَلِّكهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت اللَّه عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم )
( اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا -صلواتك عليه وآله- وغيبة إمامنا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلِّ على محمد وآله محمد، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها برحمتك يا ارحم الراحمين )
اخوكم شهيدالله
لواءمحمدباقر
الاقتران الروحي والجهادي
هناك من يتصورون ان العمل السياسي والجهادي والحركي الاسلامي يغني عن البناء الروحي والتربية النفسية والمداومة على ذكر اللّه تعالى والتنفل والتهجد، وتلهيهم مسائل العمل ومشاغل الحركة والجهاد عن الانصراف الى البناء الداخلي وما يتطلب من جهد ومداومة على الرياضة النفسية والتهذيب والتزكية
ان سيرة اهل البيت عليهم السلام قد مزجوبين البعد الروحي والجهادي في بناء الفرد والامة من خلال السيرة والسلوك .
وان القرآن الكريم يؤكد على أهمية البناء الروحي للعاملين بشكل خاص ويربط بين هذين الجانبين من شخصية المؤمن المجاهد ربطاً وثيقاً.
ان اللّه اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل
اللّه* فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً* في التوراة والانجيل والقرآن* ومن أوفى بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به* وذلك هو الفوز العظيم التائبون* العابدون* الحامدون* السائحون* الراكعون* الساجدون* الآمرون بالمعروف* والناهون عن المنكر* والحافظون لحدود اللّه* وبشر المؤمنين
ترى كيف يتم هذا الاقتران الرائع بين القتال والجهاد في سبيل اللّه ومبايعة اللّه ورسوله، وبين التوبة والعبادة، والحمد، والسياحة، والركوع، والسجود..
(محمد رسول اللّه والذين معه اشداء على الكفار* رحماء بينهم* تراهم ركعاً سجداً* يبتغون فضلاً من اللّه ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود* ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل)
هؤلاء القوم الذين وصفهم اللّه تعالى بأنهم اشداء على الكفار وكأنهم زبر الحديد في مواجهة الكفار صلابة وقوة. كيف يرتسم على وجوههم أثر السجود، وكيف ترق قلوبهم محبة وشفقة على المؤمنين وكيفيكون خشوعهم وتضرعهم بين يدي اللّه تعالى ان كربلاء قدمت لنا اعظم صورهذا الارتباط الوثيق بين الجانب الروحي والسياسيي الجهادي
وصدق من اسمها
محراب الجهاد
دخل ابو جعفر (ع) على ابيه السجاد (ع)
فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه احد، فرآه، وقد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم انفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام للصلاة.
قال أبو جعفر : فلم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال من البكاء، فبكيت رحمة له، واذا هو يفكر فالتفت اليّ بعد هنيهة وقال :
يا بنّي اعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن ابي طالب (ع) فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده وقال : من يقدر على عبادة علي بن ابي طالب (ع
وان تعجب فعجب ان تحرص سيدتنا زينب بنت علي (ع) ان لا تفوتها نافلة الليل حتى ليلة الحادي عشر من محرم على مقربة من الاجساد الطاهرة.هذا صورة من صور اندماج الروحي والجهادي
فقد روي ان سيدتنا زينب بنت امير المؤمنين ع ما تركت تهجدها للّه تعالى طوال دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم.
وروي عن زين العابدين ع قال :
(رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس).
وعن الفاضل البيرجندي عن بعض المقاتل المعتبرة عن مولانا السجاد ع انه قال :
(ان عمتي مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا الى الشام ما تركت نوافلها الليلية)
وقالت فاطمة بنت الحسين (ع)
: (واما عمتي زينب فأنها لم تزل قائمة في تلك الليلة (اي العاشر من المحرم) في محرابها تستغيث الى ربها، فما سكنت لنا عين ولا هدأت لنا رنة)
ان عمتي زينب كانت تؤدي صلاتها من قيام الفرائض والنوافل وعند سير القوم بنا من الكوفة الى الشام وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت : اصلي من جلوس لشدة الجوع لانها كانت تقسم ما يصيبها من الطعام على الاطفال)
ان عبادة سيدتنا زينب (ع) وانقطاعها الى اللّه في مسيرتها الى كربلاء ثم الى الشام والمدينة
هذه الصور الرائعة التي يذكرها المؤرخون لاصحاب الحسين (ع) ليلة العاشر من المحرم، يقول المؤرخون :
(وبات اصحاب الحسين (ع) في تلك الليلة، ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد
في تاريخنا الجهادي الحسيني والحركي نلتقي كثيراً بهذه المشاهد الرائعة من اقتران الجهاد البطولي في ساحات الوغى والدعوة الى اللّه بالعبادة وتهذيب النفس والابتهال والتبتل والتهجد وقيام الليل.
ومن اروع هذه المشاهد مشاهد التهجد والتنفل على جبهة القتال لجند الاسلام،في كربلاء حيث يرابط انصار الاسلام امام سيدهم الحسين ع
يقف هؤلاء الابطال في الليالي الظلماء بين يدي ربهم عز وجل، يناجونه ويتضرعون اليه ويسجدون على تراب ويطيلون السجود والبكاء حتى تبتل ارض الجبهة بدموعهم. هؤلاء الذين هجرت عيونهم في الليل غمضها، وأدت أنفسهم إلى بارئها فرضها، حتى إذا غلب عليها الكرى، افترشت أرضها، وتوسدت كفها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم،
اولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله:
مره العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، صفر الالوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، اولئك إخواني الذاهبون،
فحق لنا أن نظمأ إليهم، ونعض الايدي على فراقهم.
ولئن كان هؤلاء الابطال لا يتركون صلاة الليل في مواجهة العدو فإنهم يقتفون في ذلك خطى قائدهم و امامهم ابن بنت نبيهم الامام الحسين ع الغريب
ان
اولى عناصر العاطفة الايمانية، حب اللّه تعالى قال سبحانه :
(ومن النّاس من يتخذ من دون اللّه انداداً، يحبونهم كحبّ اللّه والذين آمنوا اشد حباً للّه
وعاطفة الحب اوسع العواطف الايمانية، واشملها، وتتمثل في الميل النفسي الى اللّه تعالى والاستعداد الدائم للانس والالتذاذ بلقائه وينبسط
هذا الحب، ويتفرع الى معاني اخرى بسبب ارتباطها باللّه، بنحو من انحاء الارتباط.واول هذا الارتباط واشده هو معرفة الامام وحقة ومنها يتكون العشق الالهي ويتعلق المؤمن قلب وحركة باالامام ع
ان حب المؤمنين للامام نتيجة طبيعية لحب اللّه تعالى. لانهم مرتبطون باللّه بأسمى معاني الارتباط، وحب الشيء ينبسط وينسحب على ارتباطاته، ومتعلقاته
قال المستشرق الألماني ماربين:
((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح
وما دامت الحياة دار ابتلاء، وامتحان، وميدان معركة وصراع، فقد منح اللَّه الإنسان حريته الكاملة في اختيار الجبهة التي يناضل ضمن خطوطها في ميدان الحياة..
واقتصر دور السماء على توجيه الإنسان وتوعيته بحقيقة الجبهتين العريضتين في الحياة.. ودعوة الإنسان للانضمام إلى جبهة الحق ومقاومة إغراءات الباطل وجحافل الشر.
ودارت رحى المعركة الخطيرة بين دواعي الخير ونوازع الشر في الحياة منذ نعومة أظفار الإنسان وبداية وجوده ولا تزال مستمرة.. تمر على كل جيل من أجيال البشرية فتفرز عناصره وتكشف عن اتجاهات أفرادنا، وتميز بين رواد الحق وأتباع الباطل..
وقد شاء اللَّه تعالى أن تكون المعركة أبدية ترافق استمرار الإنسان في الحياة
{لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
من جميع الأجيال وكل العصور.
وقد كشفت هذه المعركة الدائمة عن سقوط الأغلبية الساحقة من الناس في أوحال الباطل ومزالق الشر، وثبوت أقلية مؤمنة صمدت في مواقع الخير، وأصرّت على مواقف الحق.. لذلك ان النصر غالباً وفي أكثر فترات التاريخ، ومناطقه حليف جبهة الباطل وعصابات الشر..
وقد توعد اللَّه الباطل بهزيمة نكراء، ينتقم بها للحق وأتباعه من الباطل وفلوله. وذلك في معركة حاسمة لا تبقى للباطل بعدها باقية..
حينما يتوارى ظلام الجور والكفر في العالم وتشرق شمس الهداية والخير على الحياة.. حينما يولي الظالم مدحوراً لا يجد له مقراً في الأرض التي سيملؤها القسط والعدل
عن أبي جعفر الباقر عليه السلام:
( المهدي وأصحابه يُمَلِّكهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت اللَّه عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم )
( اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا -صلواتك عليه وآله- وغيبة إمامنا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلِّ على محمد وآله محمد، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها برحمتك يا ارحم الراحمين )
اخوكم شهيدالله
لواءمحمدباقر