عاشق الامام الكاظم
22-12-2009, 12:14 PM
موت الضحية وموت الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
كثيراً ما تتردد عبارة (يا مظلوم ) في مثل هذه الأيام مع ذكر الإمام الحسين (ع) نعم الحسين مظلوم ولكن ما هو المقصود ؟
يحدث أحياناً أن يهاجم بعض اللصوص منزلاً ما يريدون سلبه فيبادر صاحب المنزل للدفاع عن ماله وعرضه فيُقتل فيكون مظلوماً
ولكن مع سيد الشهداء مفهوم عبارة مظلوم تختلف فتأخذ بُعدها الحقيقي فالحسين (ع) هو مظلوم ثائر وشهيد
مدخلنا لتوضيح الفكرة في هذا البحث هو قول سيد الشهداء
" ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ورسوله "
الإمام هنا يقول أنه كان أمام خيارين السلة وهي الإبرة التي تلسع بها النحلة كناية وتشبيه عن أمر قاتل ومصير صعب والخيار الثاني الذلة والعيش الذليل لمجرد العيش
نعم النظام الأموي إستطاع في فترة وجيزة إسكات الناس وتخديرهم وترغيبهم بالحياة حتى لو كانت ذليلة وعلى حساب دينهم وآخرتهم رضوا بالظلم وقالوا نعم سمعاً وطاعة ولكن موقف الحسين (ع) كان مختلف قال لا وإختار الموت أي موت ؟
للموت مراتب عديدة
المرتبة الأولى الموت الطبيعي بالشيخوخة والمرض وهذا يشترك فيه الإنسان والحيوان والنبات
المرتبة الثانية موت الضحايا والمظلومين هؤلاء يرتضون الظلم والجور فيقال عند موتهم ضحايا النظام الحاكم أو نتيجة حادث ما فيقال ضحايا الزلازل مثلاً ...
المرتبة الثالثة موت الشهادة وهذا لايحصل عليه كل الناس يحصل عليه من يُخير بين السلة والذلة فيختار الموت فيضع نفسه على طريق الشهادة فيقبل الله منه هذا ويرزقه هذا الوسام الرفيع
الحسين (ع) رفض أن يكون ذليلاً اي أن يكون مجرد مظلوماً ضحية إختار أن يكون مظلوماً ثائراً لإن هذا ما أمر به الله وهذا ما يحبه الله وضع نفسه وروحه في سبيل الله خدمة لقضية محقة وعادلة وشاملة
" إلهي تركت الخلق طراً في هواك "
فمن صفات الشهيد أن تكون له قضية عادلة قضية ارفع واسمى من قضية شخصية او مسألة حكم وكرسي هذا كان خيار الحسين(ع) وخيار أصحابه الذين خاطبهم ليلة العاشر
" هذا الليل قد غشيكم فإتخذوه جملاً هؤلاء القوم لا يريدون غيري "
لقد منحهم الإذن فرفضوا وأصروا على البقاء لأن قضيتهم قضية عامة قضية الإسلام والعدالة ورفض الظلم فليس صحيحاً أن الدافع فقط هو حبهم للحسين(ع) وتعلقهم به نعم لقد عشقوا حسيناً لأنه تجسيد لمبادىء الإسلام لإنه قرآن الله الناطق لإنه مَظهر العدل لإن طينتهم من فاضل طينته لهذا إستحقوا الوسام الحسيني
" لا أعرف أصحاباً خيراً من أصحابي "
هذا هو عنوان الدرس الحسيني ( طالما أن هناك ظلم هناك قضية تبحث عن شهداء وثوار )
وهؤلاء الشهداء الثوار يجب أن يتحلوا بأعلى درجة الفضيلة والصدق والأمانة فلا يمكن لثورة أن تحقق النصر والإستمرار بدون توفر هذه الشروط في القائد وأصحابه وبدون أن تكون أهدافها أشمل واكبر من الزمان والمكان لهذا لم تكن ثورة كربلاء مجرد واقعة تاريخية طوها النسيان مثل الكثير من الوقائع التاريخية بل هي واقعة تدفق بالإستمرارية عبر الزمان وتتكرر في كل مكان هذا معنى كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء فما دام يوجد إنسان مظلوم وآخر طاغية فعاشوراء حاضرة وستتحول تلك الأرض إلى كربلاء
نسأل الله تعالى أن نكون ممن ينهجون نهج الحسين (ع) وأصحابه وأن يرزقنا مرتبة الشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
كثيراً ما تتردد عبارة (يا مظلوم ) في مثل هذه الأيام مع ذكر الإمام الحسين (ع) نعم الحسين مظلوم ولكن ما هو المقصود ؟
يحدث أحياناً أن يهاجم بعض اللصوص منزلاً ما يريدون سلبه فيبادر صاحب المنزل للدفاع عن ماله وعرضه فيُقتل فيكون مظلوماً
ولكن مع سيد الشهداء مفهوم عبارة مظلوم تختلف فتأخذ بُعدها الحقيقي فالحسين (ع) هو مظلوم ثائر وشهيد
مدخلنا لتوضيح الفكرة في هذا البحث هو قول سيد الشهداء
" ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ورسوله "
الإمام هنا يقول أنه كان أمام خيارين السلة وهي الإبرة التي تلسع بها النحلة كناية وتشبيه عن أمر قاتل ومصير صعب والخيار الثاني الذلة والعيش الذليل لمجرد العيش
نعم النظام الأموي إستطاع في فترة وجيزة إسكات الناس وتخديرهم وترغيبهم بالحياة حتى لو كانت ذليلة وعلى حساب دينهم وآخرتهم رضوا بالظلم وقالوا نعم سمعاً وطاعة ولكن موقف الحسين (ع) كان مختلف قال لا وإختار الموت أي موت ؟
للموت مراتب عديدة
المرتبة الأولى الموت الطبيعي بالشيخوخة والمرض وهذا يشترك فيه الإنسان والحيوان والنبات
المرتبة الثانية موت الضحايا والمظلومين هؤلاء يرتضون الظلم والجور فيقال عند موتهم ضحايا النظام الحاكم أو نتيجة حادث ما فيقال ضحايا الزلازل مثلاً ...
المرتبة الثالثة موت الشهادة وهذا لايحصل عليه كل الناس يحصل عليه من يُخير بين السلة والذلة فيختار الموت فيضع نفسه على طريق الشهادة فيقبل الله منه هذا ويرزقه هذا الوسام الرفيع
الحسين (ع) رفض أن يكون ذليلاً اي أن يكون مجرد مظلوماً ضحية إختار أن يكون مظلوماً ثائراً لإن هذا ما أمر به الله وهذا ما يحبه الله وضع نفسه وروحه في سبيل الله خدمة لقضية محقة وعادلة وشاملة
" إلهي تركت الخلق طراً في هواك "
فمن صفات الشهيد أن تكون له قضية عادلة قضية ارفع واسمى من قضية شخصية او مسألة حكم وكرسي هذا كان خيار الحسين(ع) وخيار أصحابه الذين خاطبهم ليلة العاشر
" هذا الليل قد غشيكم فإتخذوه جملاً هؤلاء القوم لا يريدون غيري "
لقد منحهم الإذن فرفضوا وأصروا على البقاء لأن قضيتهم قضية عامة قضية الإسلام والعدالة ورفض الظلم فليس صحيحاً أن الدافع فقط هو حبهم للحسين(ع) وتعلقهم به نعم لقد عشقوا حسيناً لأنه تجسيد لمبادىء الإسلام لإنه قرآن الله الناطق لإنه مَظهر العدل لإن طينتهم من فاضل طينته لهذا إستحقوا الوسام الحسيني
" لا أعرف أصحاباً خيراً من أصحابي "
هذا هو عنوان الدرس الحسيني ( طالما أن هناك ظلم هناك قضية تبحث عن شهداء وثوار )
وهؤلاء الشهداء الثوار يجب أن يتحلوا بأعلى درجة الفضيلة والصدق والأمانة فلا يمكن لثورة أن تحقق النصر والإستمرار بدون توفر هذه الشروط في القائد وأصحابه وبدون أن تكون أهدافها أشمل واكبر من الزمان والمكان لهذا لم تكن ثورة كربلاء مجرد واقعة تاريخية طوها النسيان مثل الكثير من الوقائع التاريخية بل هي واقعة تدفق بالإستمرارية عبر الزمان وتتكرر في كل مكان هذا معنى كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء فما دام يوجد إنسان مظلوم وآخر طاغية فعاشوراء حاضرة وستتحول تلك الأرض إلى كربلاء
نسأل الله تعالى أن نكون ممن ينهجون نهج الحسين (ع) وأصحابه وأن يرزقنا مرتبة الشهادة