مشاهدة النسخة كاملة : متجدد:في شهر محرم الحرام
عبود مزهر الكرخي
23-12-2009, 03:47 PM
في شهر محرم الحرام
في حلول شهر محرم تضع كل الأقلام جانباً ويبقى قلماً واحداً هو القلم الذي يتناول سيرة أبي الشهداء سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين(ع)تلك المدرسة العظيمة التي تعطي للأجيال جيلاً بعد آخر كل العبر والدروس والمعاني الخالدة لذاك السفر الخالد الذي سطره أبي الأحرار وأخيه وأصحابه المنتجبين وبدمائهم الزكية ليكون خالداً على مدى التاريخ ولينهل كل مسلم شريف بل وكل أنساني من مدرسة الحسين والتي تحمل كل معاني الإباء والشموخ والتضحية وانتصار الحق وبالدم على الظلم والسيف وليشهد التاريخ على عظم تلك الواقعة واقعة الطف التي بها بقى الدين محمدياً حافظ على طهارته ودرئه عن كل الأدران والشوائب التي حاول بنو أمية أن يسيروه حسب ميولهم وأهوائهم الضالة لكي يرجعوا بأمتنا إلى دين الجاهلية الأولى وكان صحيحاً ما قيا أن ديننا الإسلامي وجوده محمدي وبقاؤه حسيني فبهذا الدم الشريف الزكي بقى تعاليم الإسلام وهاجة وساطعة رغم كل المحاولات لإخماد هذه الشعلة الوهاجة وبقي ذكر الحسين روحي له الفداء ومبادئه محفورة في نفوس كل الشرفاء من الصغير على الكبير رجالاً ونساء بل يزداد بالرغم من كل المحاولات التي يتفنن بها النواصب والوهابيين والقاعدة من قتل وذبح وبأبشع الأساليب دموية مع الغدر والحقد على الموالين ولكن بقى حب الحسين ولم ينفع كل المحاولات بل أخذت الحشود المليونية تزداد من سنة إلى أخرى وتتوسع الشعائر الحسينية باطراد بل أصبحت تنتشر في مختلف أنحاء العالم وبدأ العالم يعرف ماهية ثورة الحسين(ع) ومبادئها الخالدة لأنها تمثل الدين الإسلامي الصحيح وتعبر أحسن تعبير عن مبادئ ديننا الحنيف لا مبادئ السلفية التي شوهت ديننا ووضعته في أتون العنف والقتل والإرهاب وأصبح وبفضل جهودهم والتي تلتقي مع الصهاينة يسير الدين الإسلامي في خط متواز مع الإرهاب وكل مسلم يعتبر إرهابي.
ولكن الثورة الحسينية وما حملته من أفكار وقيم عظيمة وخالدة بدأت بتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة التي حاول زرعها هؤلاء النفر الضال والممسوخ من ديننا والبريء منهم أيما براءة وأخذ المد الشيعي والتشيع يسود في أغلب مجتمعاتنا العربية والإسلامية وبدأ يقض عروش وكراسي تلك الدول واشتدت الهجمة على مذهبنا بضراوة وقسوة ليس فيها أي رحمة وفي المقابل بقى الإصرار الشيعي على الثبات على المذهب من قبل كل الموالين مما أدى إلى لفت النظر من قبل كل الشرفاء واستنتجوا أن وراء هذا الإصرار والثبات حتماً يوجد وراءه فكر نير ومبادئ خيرة وإنسانية تبشر بخلاص البشرية من كل أنواع الظلم والكبت والقهر وارتقاء الإنسان إلى مصاف الإنسانية الصحيحة ونبذ كل مظاهر الفساد والانحطاط الخلقي والتي تسير بالإنسان بها إلى مصاف الحيوانات فيتم بهذا المبادئ المشرقة والتي حملها أبي الشهداء في سفره الخالد مع أخيه وأهل بيته والصفوة المختارة من أصحابه نشرها إلى جميع العالم وتتخلص البشرية من كل رواسب الجاهلية الأولى ومن الأدران ويصبح مجتمعنا مجتمع الدين المحمدي الذي نادى به جده نبينا محمد(ص)ووالده أمير المؤمنين(ع) روحي لهما الفداء لتحقيق مجتمع الخير والعدالة والفضيلة بكل معانيها السامية والتي يعجز عنها قلمي المتواضع في التعبير عن هذه القيم العظيمة.
وبعد هذه المقدمة فلندخل إلى مدرسة محرم أو عاشوراء كما يتم تسميتها فمن المعلوم أن شهر محرم سمي بهذا الاسم لأنه يتم فيه تحريم القتل وهي من الشهور الحرام وفي الجاهلية الأولى كانت كذلك وجاء ديننا الإسلامي فثبت هذه الأشهر الحرم وهي ثلاثة متصلة لحج الحجيج إلى بيت الله الحرام وهي ذي القعدة وذي الحجة ومحرم والرابع منفصل عن هذه الأشهر وهو شهر رجب وتثبيتاً لذلك أنزل الله سبحانه وتعالى آية تثبت هذه القضية في محكم كتابه((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))سورة التوبة آية 36.
ومن هنا جاء تحريم القتال في هذا الشهر المحرم والغزو لأن العرب في الجاهلية كانت عندهم الغزو والحرب بين القبائل والسلب والنهب فجاء الإسلام لينظف الناس من أمراض الجاهلية الأولى وليؤمن على حجج بيت الله الحرام في الإسلام تنقلهم من مواطنهم إلى مكة وبالعكس والذي كانت يتطلب ذلك عدة شهور لبدائية التنقل في ذلك الوقت وكانت على ظهور الإبل والدواب.وأنتشر الإسلام وساد الإسلام ربوع كثير من إرجاء المعمورة ودخل الإسلام الطلقاء من مشركي قريش وعلى رأسهم أبو سفيان وهو رأس الشرك والنفاق والذي بقى هو وبنو أمية وكثير من المشركين على شركهم رغم دخولهم الدين بسيف النبي(ص) ووصيه أمير المؤمنين(ع)وجاءت وفاة الرسول لكي تكشف كل الأقنعة ولكي يتقصمها أبو بكر وهو يعلم هو ومن معه من هو أحق بها لكي يتم إزاحة سيد الوصيين أبا الحسن روحي له الفداء وسكت أمير المؤمنين حفاظاً على وحدة الإسلام والتي أوصى بها أخيه وابن عمه الرسول الأكرم محمد(ص) وتتابعت المصائب بكسر ضلع بضعة الرسول(ص)وسلب حقها وميراثها في فدك وحجب الخلافة عن وصي رسول رب العالمين وتم التلاعب بالدين والخلافة أيما تلاعب والتي وهي معروفة لدى الجميع إلى إن صار الدين الإسلامي دين ملوك والذي كان سيدها ومخططها وقائدها معاوية (لعنة الله عليه) وجلس على كرسي الحكم بسياسة القتل والذبح والترغيب والتهديد وكان يسم أعداؤه بالعسل ويقول (إن لله جنوداً من عسل)ومن بين من دس لهم السم سيدي ومولاي الحسن(ع)ومن قبل زوجته ونصب من بعده أبنه الفاجر يزيد بأخذ البيعة بالتهديد وتحت السلاح وهو فاجر شارب للخمر لاعبٌ للنرد والذي يأبى الحسين(ع) أن يبايع مثله ونعرف مقولته المشهورة ((أن يزيد فاجر شارب للخمر لاعباً للنرد ومثلي لا يبايع مثله))وهذا صحيح باعتبار أنه أمام زمانه وهو حجة الله على الأرض فكيف يبايع مثله وكيف يقف أمام ربه وأمام جده وأبيه عند القيام بمثل هذا العمل والذي كان له الشرف في تصحيح مسار دين جده والقيام بعملية الإصلاح وهنا بدأت مسيرة الإصلاح يجب أن تنحى منحى مغاير لكل التفسيرات التي يحللها بعض الكتاب القصيري النظرة في تحليل واقعة الطف وهنا أخذ روحي له الفداء بالسير في طريق الشهادة وسلك طريق المنايا وما بشره به جده أبيه بالشهادة في أرض كربلاء والمنزلة التي ينالها باستشهاده وحديث رسولنا الأكرم(ص) يقول فيه ((أن أبني هذا يقتل بأرض من العراق فمن أدركه فلينصره))(1).وهذا ما قاله لأبنه علي الأكبر(ع) وهم في الطريق إلى العراق عندما (ع) ((أن الركب يسير والمنايا تسير معنا)) فما كان سؤال أبنه ((أولسنا على حق)) فقال روحي له الفداء((نعم والله)) فكان جواب الأبن البار لأبنه ((إذن نمضي ولا نبالي))وهذا هو منطق الأبطال من أولاد أمير المؤمنين داحي باب خيبر وقاتل الكفرة من الأبطال.
وهذا هو شأن الثائرين في سبيل تثبيت الأفكار والمبادئ التي يؤمنون بها يجب أن تخط بالدم ولتكون شاهد على تسطير وخط هذه الأفكار وكيف بأمامنا روحي له الفداء وهو أبو الأحرار وسيد الثائرين وأمامهم الذين يتعلمون منه مبادئ الثائرين وعلى مدى التاريخ وهو يطلب الإصلاح في أمة جده التي بدأت تنحى منحى الجاهلية الأولى والتي أراد أن يسيروها بنو أمية ومن قبل كل أئمة الكفر والشرك والطاغوت وهناك كان لا بد من وجود أمام وقائد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقم حدود الله التي عطلها يزيد وأبيه وجده وبنو أمية (لعنة الله عليهم أجمعين) .
فسار للشهادة بنفس مقدامة كرار غير فرار كأبيه وبكل إباء وشموخ لا يهادن مع الباطل وليسطر بأحرف من نور تلك الملاحم الخالدة في سفر واقعة الطف ضد كل الأقزام الذين كل معاني الحقد والظلم والغدر والكره لآل بيت النبوة.
وسوف نمضي في حلقاتنا استخلاص الدروس والعبر في الثورة الحسينية وعن حرمة شهر محرم الحرام والذي تم سفك دم خير خلق الله بعد جده وأمه وأبيه وأخيه وخامس أصحاب الكساء وبخسة وأجرام ليس له مثيل أن كان لنا في العمر بقية أنشاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------------------------
المصدر:أسد الغابة ج 1 ص 123
عاشق الامام الكاظم
23-12-2009, 05:06 PM
سلام الله عليك يا أبا عبد الله وهنيئا للذين كانوا تحت خدمتك ،،
واستشهدوا في ظلالك الطاهر ،،
ياليتنا كنا معكم فـنفوز فوزاً عظيما
سلمت يمناك
ع الطرح القيم
دمت بحفظ الباري
** مسلمة سنية **
23-12-2009, 06:49 PM
وهذا ما قاله لأبنه علي الأكبر(ع) وهم في الطريق إلى العراق عندما (ع) ((أن الركب يسير والمنايا تسير معنا)) فما كان سؤال أبنه ((أولسنا على حق)) فقال روحي له الفداء((نعم والله)) فكان جواب الأبن البار لأبنه ((إذن نمضي ولا نبالي))وهذا هو منطق الأبطال من أولاد أمير المؤمنين داحي باب خيبر وقاتل الكفرة من الأبطال.
السلام على الحسين ... و السلام على علي بن الحسين ... و السلام على أصحاب الحسين
عبارات خالدة و دروس و مواعظ ربّما لا نستطيع ان ندرك جميع جوانبها ... لكنّا نحاول ...
متابعين معكم أخي الكريم
مأجورين
عبود مزهر الكرخي
01-01-2010, 08:41 PM
في شهر محرم الحرام /الجزء الثاني
نستكمل مبحثنا الذي يتعلق بواقعة الطف والتي جرت أحداثها بكل ما من مأساة وبطولات خالدة في شهر محرم الحرام وقد ذكرنا نص الآية الكريمة والتي موجودة في كتابنا وفي سورة التوبة حول تحريم القتال في هذه الأشهر والتي كانت موجودة في العرب في الجاهلية وقد قام الإسلام بتثبيت هذا الحكم لتأمين الحجاج في حجيجهم في الذهاب والأياب ومن ناحية كان هدف الإسلام ونبينا الأكرم محمد(ص) تثبيت حالة السلام ونبذ السلب والقتل والنهب التي كانت سائدة في عصر الجاهلية والني جاء الإسلام لكي يخلصهم من كل رواسب الجاهلية الأولى والبدوي بطبعه مجبول على الغزو وكان يعتبر هذا الأمر من المفاخر والتي يتباهي وهذا ما أكده أغلب علماء الأجتماع ومن ضمنهم العلامة د.على الوردي في أن البدوي يحب الغزو والقتل والنهب والسلب وجاء ديننا الحنيف ونبينا وأئمتنا المعصومين(عليهم السلام أجمعين) في تحريم هذه العادة وضرورة عدم الرجوع إليها لأنها تخالف أحكام ديننا وقرآننا الكريم.
ولهذا خرج سيدي ومولاي أبي الأحرار من مكة المكرمة في يوم التروية ولم يكمل حجه وسبب استعجاله هو توقعه بأن اللعين يزيد سوف يقتله ولو حتى على أستار الكعبة وهذا ما كان يرضاه أمامنا المعصوم في عدم تطليخ الكعبة بدمه الشريف وعدم خرق أحكام الحج التي كانت تجري آنذاك وبأعتبار أمام زمانه أراد أن يثبت هذه الأمور والتي هي تعاليم ومباديء جده(ص) وهذا ماقاله لأخوه محمد الحنفية روحي له الفداء قال له ((أن يزيد مستعد أن يقتله على أستار الكعبة))وما قاله أثبتته الأيام قي قتل الزبير على أستار الكعبة ورمي المدينة بالمنجنيق وحرقها واستباحة المدينة وقتل خيرة الصحابة وعوائلهم وماجرى فيها من نهب وسلب وهتك للأعراض وبأمر من يزيد(لعنة الله عليه) وخرج أبي الأحرار وهو يسير إلى منيته التي بشره بها جده وأبيه(عليهم السلام أجمعين) وأن أختيار شهر محرم لاستشهاد أبي عبد الله الحسين(ع)وباعتقادي المتواضع كان بارادة آلهية والتي أرادها الله لخامس أصحاب الكساء أن تحدث في هذا الشهر المحرم لثبيت أن ابنو أمية هم أناس عطلوا أحكام وحدود الله وأرادوا أن يسير بدين الإسلام وفق أهوائهم ومصالحهم وأرجاع الأمة إلى الجاهلية الأولى بدليل قتلهم ابن بنت نبيهم وسفك دمه الشريف مع اهل بيته وأصحابه وسبي ذراري رسول الله(ص) في هذا الشهر المحرم بدون أي وازع ديني أو أخلاقي وحتى إنساني وسوف أورد بعض الأحاديث الشريفة التي نزلت بأبي الشهداء والمروية بأسناد وبأتفاق من قبل الجميع وهي :
قال رسول الله(ص) : حسين مني وأنا من الحسين أحب الله من أحب حسيناه .حسين سبط من الأسباط .
المصدر صحيح الترمذي ج 2 ص 307.
ويقول (ص) : مرحباً بك يا زين السماوات والأرض.فقال أبن أبي كعب :وهل غيرك زين السماوات والأرض.فقال : يا أبيّ والذي بعثني نبياً أن الحسين بن علي في السماوات أعظم منزلة من الأرض وقد كتب الله في يمين العرش
ـ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ـ ثم أخذ يده وقال : هذا الحسين بن علي فأعرفوه وفضلوه كما فضله الله.
وعن سلمان المحمدي : قال دخلت على النبي(ص) وإذا الحسين على فخذه ويقبل عينه ويلثم فاه ويقول : أنك سيد بن سيد وأمام أبن أمام أبو الأئمة وأنك حجة أبو الحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم.
المصدر مقتل الحسين الخوارزمي ج 1 ص 146.
قال رسول الله(ص) : لما أستقر أهل الجنة قالت الجنة لربها اليست وعدت أن تزينني بركنين من أركاني فقال لها : ألم أزينك بالحسن والحسين فتماست الجنة ميساً كما تميس العروس (أي تباهت وتدللت).
المصدر كنز العمال ص 221.
وكثير من الأحاديث التي تدلل على تأكيد نبينا ألأكرم على عظمة ومنزلة أمامنا روحي له الفداء ولكن ماذا فعل اللعناء قتلوه وسفكوا دمه الشريف بكل الخسة والوحشية والغدر ومثلوا حتى بجثته الشريفة هو ومن معه ووضعوا رأسه على القنا وسبي أهل بيته ذراري رسول الله على الأمصار كخوارج أنشقوا على طاعة أميرهم اللعين ولاهم هؤلاء عترة نبيهم التي أرادوا ان يهلكوها ويبيدوها انتقاماً لثاراتهم القديمة وهذا يزيد يقول في شعره عندما أدخل الراس الشريف إليه بعد أن أقام الاحتفالات بعد قتل الحسين يقول في شعره :
ليت أشياخي ببدر حضروا لأهلوا........ وأستهلوا وقالوا يايزيد لا تشل
لعبت هاشم بالملك.........فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل
فمن هذا الشعر نعرف أنه يقول وكمل قال اللعين مروان بن الحكم عندما استشهد الحسين(ع)ووصل الخبر إلى المدينة في استشهاد الحسين(ع)ذهب إلى قبر النبي(ص) وقال يومٌ بيوم وبدرِ ببدر.
فهذا هومنطق الطلقاء روؤس الشرك والنفاق الذين لم ينسيهم الإسلام جاهليتهم الأولى وهم يتحينون الفرص للنيل من نبينا وآل بيته روحي لهم الفداء والنيل من ديننا الذين أزالهم من مناصبهم وعلى انوفهم وبسيف أمير المؤمنين أسلمواولكن ظل حقدهم على نبينا وعلى أمير المؤمنين(ع).
ولكن نلاحظ يأتي كتاب ومفتيين يدعون الإسلام يقولون بان الحسين كان طالباً للحكم وأنشق عن طاعة الأمير يزيد وهناك قول من قبل مفتي الديار السعودية عبد العزيز بن باز والتي تضحك لها من الأعماق والتي تدلل على عمق سطحية وتفاهة هؤلاء الحفنة الضالة من الكتاب والعلماء المدعين للعلم والتي يقول فيها ((أن بيعة يزيد شرعية وأن الحسين قد غرر به))فهل يعقل هذا الحديث وهناك مقولة تقول (صدق العاقل بما يعقل فأن صدق بما لا يعقل فلا عقل له)وهذا ما ينطبق على مفتهيم ومفكريهم الذين أنهم بالأساس لا عقل لهم وأنهم كالأنعام والدواب أجلكم الله مصداقاًً لقوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ((إن هم كالأنعام بل هم أضلُ سبيلا))فهم لو يسكتون أحسن لهم لأراحوا الإسلام والمسلمين من فتاويهم وأفكارهم والتي ما أنزل الله بها من سلطان والتي بهذه الأفكار شوهوا الصورة الناصعة والجميلة لديننا الحنيف والذين نعتبرهم أحفاد بنو أمية ومعاوية ويزيد وكل المجرمين معهم(لعنهم الله جميعاً)وكيف هو مغرر به؟وهو أمام والذي قال عنه نبي الله الذي لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى ((الحسن والحسين أمامان أن قاما وأن قعدا))فهل يصح مثل هذا القول وسيدي أبو الشهداء والتي نزلت الكثير من الاحاديث الشريفة والتي ذكرنا جزءاً منها وهي أحاديث مسندة وبأتفاق الجميع والتي توضح مكانته وسموه وعلو درجته في الأرض والسماء ويقول واحد من هؤلاء الأنعام أي الدواب ومن وعاظ السلاطين والذين هم بالكثرة فيقول مغرر به ولا أدري من اين جاء بهذه المفاهيم الخرقاء والتي بها يزورون الحقائق والتاريخ والتي عملوا جاهدين آل سفيان وبقيادة روؤسهم من الكفر والنفاق في الصاق التهم وتحريف وتزوير التاريخ والأنقاص من النبي وآل بيته الطيبين الطاهرين(سلام الله عليهم أجمعين).
وأقول لأن هناك الكثير من العوام الذين غرروا بهم فلا يعرفون الحقيقة والتي يحاولون بكل الطرق طمسها وعدم كشفها لأنها بالتالي سوف تقضي على امتيازاتهم ومناصبهم والهبات والهدايا التي يتلقونها من قبل اسيادهم ومرؤسيهم وتبرير كل أفعال الطغاة التي يقومون المتسلطين على رقاب المسلمين بدعوى الدين والويل والثبور لكل من يخالف هذه الفتاوي التي يصدرونها على العباد والتي يكون المترفين والطغاة في منأى عن العمل بها ولأسوق لكم مثال على ذلك على مدى التحريف في الأحاديث النبوية والنيل من أمير المؤمنين علي(ع) ومذهبنا.
في مستدرك الحاكم ونقلاً عن عائشة في كتابه يقول مر النبي(ص) من أمام المسجد النبوي في بداية الهجرة وكان المسجد يبنى فرأى ثلاث أحجار مرصوفة قد بقت فقال(ص) هذه الأحجار تمثل أبو بكر وعمر وعثمان الذين يخلفونني من بعدي ولا أدري لماذا لم يوجد الحجر الرابع الذي يمثل علي(ع) وقد استبعد لغايات يعرفها مع العلم وباجماعهم أنه الخليفة الرابع وبعد التحميص وجد أن الحديث غير صحيح لأن النبي كان غير متزوج من عائشة في ذلك الوقت وأنه حديث مدسوس وقد استبعد الحديث في الطبعات اللاحقة من الكتاب ولكنه موجود لحد الآن في تلخيص الذهبي الذي يشير اليه في كتاب المستدرك للحاكم وهذا أبو هريرة الذي يعتبره كتابهم ومفكريهم وكل علماؤهم المحدث والراوية الأول في أحاديث النبي(ص) والذي نقل وبقدرة قادر أربعة الآف حديث من أحاديث النبي والذي أسلم بعد الهجرة وحسب ادعاءهم أنه لازم النبي ونقل عن النبي كل هذه الأحاديث مع العلم أنه كان فقيراً وأسكنه نبينا الأكرم(ص) في بيت الصفا الذي هو بيت يسكنه فقراء المسلمين ولم يرافق النبي في أي من تنقلاته أو غزاوته وصاحب النبي(ص) سنتين من حياته الشريفة ونتساءل نحن بدورنا كيف تم نقل هذا الكم الهائل من الأحاديث النبوية الشريفة والتي أغلبها يعتبروها مسندة وصحيحة في كل كتبهم وصحاحهم مع العلم أن أمه يهودية وللعلم أنه في الآونة الأخيرة تم اكتشاف الكثير من أحادثية غير صحيحة ومن قبلهم ولا يمكن الوثوق بها وهذا حسب قولهم هم انفسهم فلا أدري لماذا يعتمدون على هذا الرجل ويتركون باب مدينة العلم سيدي مولاي أمير المؤمنين(ع) الذي وصفه نبينا الأكرم روحي له الفداء والذي زقه الله ورسوله بالعلم زقاً زقا هو وأئمتنا المعصومين والذين لديهم مواريث الأنبياء وعلم الاولين والأخرين.
فهم كما يقال يحاولون حجب الشمس الساطعة بغربال وهذا ما لايقدرون عليه وكل يوم تتضح الحقيقة أكثر ويتبين عظمة مذهبنا وأئمتنا(سلام الله عليهم أجمعين)الذين يمثلون ديننا الحنيف والدين المحمدي الخالص لله سبحانه وتعالى وفي حلقاتنا القادمة أنشاء الله سوف نستشرف الملامح الخالدة في السفر الحسيني في شهر محرم والذي كان العلامة البارزة في شهرنا هذا هو الثورة الحسينية بكل قيمها ومعانيها المشرقة لنتشرف وندخل في هذه الملحمة التي اضاءت للناس دروب الحرية وعدم الرضوخ ومهادنة الباطل والظلم لكي نقتبس من المدرسة الحسينية الأنوار المشرقة الخالدة على مدى التاريخ .
ونسألكم الدعاء والمسألة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نور المستوحشين
03-01-2010, 02:07 PM
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ...
أثابكم الله أخي الكريم وسدد خطاكم لمافيه الخير والصلاح
ورزقنا الله واياكم في الدنيا زيارة الحسين وفي الآخرة شفاعته
تحياااتي نور...
عبود مزهر الكرخي
04-01-2010, 04:49 PM
شكراً لك يا أختي الكريمة على هذا المرور الفاضل من قبلكم وكلماتكم الطيبة وأنشاءالله سوف نتابع حلقاتنا هذه الخاصة بملحمة الحسين(ع) في عاشوراء.
** مسلمة سنية **
04-01-2010, 06:57 PM
موفّق لكل خير في الدنيا و الآخرة أخي الكريم
و رزقنا الله و ايّاكم شفاعة الأطهار يوم لا ينفع مال و لا بنون
لكن لي طلب ان استطعت : ان تضع الرابط للمصادر ... أو ان تفصّل أكثر بالمصدر كأن تقول في مستدرك الحاكم باب كذا .. او صفحة كذا .. أو جزء كذا ..
حتى يساعدنا أكتر ع الإستفاده منه
مأجور أخي الكريم
عبود مزهر الكرخي
07-01-2010, 09:12 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الثالث ـ
في جزئنا هذا سوف نتابع الملاحم الخالدة سطرها أبي الأحرار سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين مع أهل بيته وأصحابه النجباء تلك البطولات التي لم يسطر التاريخ عنها في إي من حقبه التاريخية القديمة والحديثة.
فمن المعروف أن الثوار أفكارهم تكون على الدوام نقيض أفكار وأراء الحكام المتسلطين على رقاب الشعب ولهذا هنا يصل الجانبين إلى مفترق طرق تنتهي بالمواجهة ولا تبنى فكرة أو عقيدة إلا بتسطير الدماء الزكية التي تكون عربون لنشر المبادئ والأفكار التي يحملونها.
فكيف ونحن في مدرسة من أعظم المدارس إلا وهي مدرسة أبي الثوار سيدي ومولاي الحسين(ع) الذي علم كل ثوار العالم معنى رفض الظلم ومهادنة والرضوخ للباطل وشعاره المعروف الذي أصبح شعار كل ثائر وهو يقول روحي له الفداء ((هيهات هيهات منا الذلة)) ومقولة غاندي المشهورة (تعلمت من الحسين كيف أن أكون مظلوماً فأنتصر)والتي بهذه المقولة بنى دولة الهند التي تعتبر أحدى دول العالم المتقدمة اقتصاديا وفي مصاف الدول الكبرى من هنا بقت واقعة الطف وألقها المتجدد على مدى الزمان ولم تنطفئ هذه الجذوة المتألقة منذ (1400)سنة لأنها كانت تخاطب ضمير كل ثائر وإنسان شريف في العالم وتحاكي كل الأمم في كيفية الانتصار على الظلم وبالدم وبالتالي أصبح أبي الأحرار رمز وشعار لكل الأمم في كيفية مقارعة الطغيان والطاغوت ممثلة بالحكام المتسلطين على رقاب الشعوب.
ومن هنا يأتي بعض الكتاب والمفكرين من الأنعام والدواب(أجلكم الله)من الذين وصفتهم سابقاً ويقول أن الحسين خرج وثار ضد يزيد لطلب الحكم ولنأتي إلى هذه النقطة ونفندها جملةً وتفصيلا.
فالحسين وفي مقولته والتي تردد من قبل الموالين والمعروفة من قبل القاصي والداني يقول(ع) ((والله أني ما خرجت لا أشرا ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر وأقيم حدود الله التي عطلها يزيد))لأن الانحراف في الدين المحمدي قد استشرى فيه وبواسطة بنو أمية والذين جاءوا واعتنقوا الإسلام بعد فتح مكة وهم من الطلقاء ويحملون بين جنبيهم كل قيم الجاهلية الأولى وصعدوا إلى الحكم بمسلسل طويل معروف ويحتاج إلى وقفة طويلة وهذا ليس موضوعنا لكن صعدوا بأساليب وطرق كلها بعيدة عن خلق الإسلام والدين وتحت سياسة التهديد والترغيب وبقيادة معاوية وبنو أمية جميعاً الملعونين أبد الدهر ومقولة معاوية المعروفة في تصفية خصومه بالسم(أن لله جنوداً من عسل)وتمت البيعة ليزيد الفاجر بطرق يندى لها الجبين من طرق غادرة ومشبوهة وهذا مصداق لقول سيدي ومولاي أمير المؤمنين أبا الحسن علي بن أبي طالب(ع)بقوله ((والله أن معاوية ليس بأدهى مني ولكنه يفسق ويفجر ونفسي تأبى ذلك))وهذا خلق أهل البيت جميعاً ولهذا عندما جلوس الطاغية يزيد على كرسي الحكم أرسل اللعين يزيد كتاب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بين أبي سفيان لأخذ المبايعة من الحسين(ع) وبالقوة فأرسل إلى مروان بن الحكم(لعنه الله) فأشار إليه أن يأخذها وإذا تطلب الأمر قتله،عند ذاك أرسل إلى الحسين وعرف الحسين بالأمر فأرسل إلى بني هاشم وأحس بالمكيدة ومع أخيه العباس فقال ((كونوا معي فإذا دخلت فأجلسوا على الباب فإن سمعتم صوتي قد علا فأدخلوا عليه)).
وذهب أبا عبد الله روحي له الفداء إلى بيت الوالي وطلب منه مبايعة يزيد عند ذلك قال أبي الأحرار مقولته المشهورة والت يتردد صداها على مدى التاريخ والتي درساً لكل الثوار والأحرار في العالم وقال لمروان الذي علم بنيته الغدر((إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة،بنا فتح الله وبنا ختم،ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق،ومثلي لا يبابع مثله،ولكن نصح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحقّ بالخلافة والبيعة))المصدر : مقتل الحسين للمقرّم ص 144،وإعلام الورى : ج 1 ص 435 .وهذا هو كان المنطق الصحيح لأمامنا روحي له الفداء كأمام زمانه ومثل هذه الخطوة في مبايعة يزيد تكتب عليه مثلبة تجاه دين جده وتجاه الإسلام والمسلمين عند ذلك خرج الحسين بيت الوالي ولم يأخذ االوليد بن عتبة بنصيحة اللعين مروان فوبخ مروان الوالي عند ذلك قال له (والله يا مروان ما أُحب أنِّ لي في الدنيا وما فيها وأنّي قتلت الحسين.سبحان الله!أقتل حسيناً أن قال لا أبايع؟والله أنّي أظن من يقتل الحسين يكون خفيف الميزان يوم القيامة)البداية والنهاية ج 8/ص 147
ومن هنا نلاحظ مكانة الحسين(ع) التي يعرفها أعداؤه وما قول عمر بن سعد(لعنه الله) عندما نصحه الحسين بعدم الإثم بسفك دمه فقال شعره المعروف :
فو الله ما أدري وأني لحائر.......أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي........أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين
وفي قتله النار التي ليس دونها.......حجاب، وملك الري قرة عيني
المصدر: سيرة الشهداء الحسين بن علي ،عباس محمود العقاد ص47.
فهذا هم الناس وقد وصفهم روحي له الفداء خير عندما قال((الناس عبيد الدنيا،والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه مادرت به معائش هم،فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون ))ويأتيك من هؤلاء الدواب(أجلكم الله) الذي يحلو لي أن أسميهم من مدعين الفكر والعلم ويقولون من هذه الترهات عن واقعة الطف والتي ما أنزل الله من سلطان ولكي أكمل الحجة عليهم سوف أورد لهم كلام من أعداء الحسين وكيف يعرفون ويقرون بمنزلته العظيمة وهي :
يروى أن يزيد أشار على أبيه معاوية أن يكتب للأمام الحسين أن يصغر له نفسه فقال معاوية (وماعسيت أن أعيب على الحسين والله ما ارى للعيب فيه موضع).
المصدر: أعيان الشيعة للشيخ محسن الأمين.ج 4 ص 146.
يحكى أن رجل من حاشية معاوية أراد الذهاب إلى المدينة فحب معاوية أن يصف الحسين فقال للرجل : إذا دخلت المسجد النبوي ورأيت حلقة حول رجل له سمات الوقار والهيبة والإمامة ويتحلق الرجال حوله عند رجله وكأن الطير فوق رؤوسهم فهذا هو الحسين.
المصدر: عباس محمود العقاد سيرة سيد الشهداء الحسين بن علي.
وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو من ألد الأعداء لأهل البيت يقول وكان جالساً في ظل الكعبة ومر من أمامه الحسين فقال عمر : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز.
المصدر: بحار الأنوار/ج10/ص83.
فلماذا هذا العناد والتحجر في فكر المعاندين والمكابرين في شرح ثورة الحسين التي كان قيامها يمثل مسيرة التحول في الدين الإسلامي من دين الطلقاء والجاهلية الذين أرادوا أن يسيروه الطلقاء من بني أمية ولكن الثورة الحسينية سارت به إلى الدين المحمدي الخالص لوجه الله تعالى فهذا أبي الأحرار يقول ((أن كان في قتلي أصلاح لأمة جدي فيا سيوف خذيني))فهذا الدم الزكي والطاهر بكل قيمه العالية والسامية كان يمثل في بقاء الدين الصحيح كما أراد جده وأبيه(عليهم السلام أجمعين)فالحسين كان يعرف باستشهاده فعند وصوله إلى كربلاء سأل (ع)عن اسم المنطقة فقيل له ك كربلاء،عندئذ دمعت عيناه وهو يقول ((اللهم أني أعوذ بك من الكرب والبلاء))ثم قال ((ذات كرب وبلاء،ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه فوقف،فسأل عنه فأخبر باسمه فقال:ههنا محطّ ركابهم،وها هنا مهراق دمائهم،فسئل عن ذلك فقال : ثقل لآل بيت محمد ينزلون ها هنا))وقبض الإمام الحسين(ع)قبضة من ترابها فشمّها وقال((هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرائيل رسول الله أنني اُقتل فيها،أخبرتني أم سلمة))مجمع الزوائد : ج 9 /ص 192 ،الأخبار الطوال ص 235،والحيوان للدميري ج1/ص60.
ومن هنا فيجب أن نكون حسينيون بالفكر والمبدأ لا بالكلام لأن ثورة أرادت بالإنسان وعلى مستوى العالم الأنعتاق من رقبة الذل والاضطهاد وعدم الرضوخ للظلم والباطل فهذا هو إصلاح الذي جاء به أبو الأحرار روحي له الفداء وليس كتابة الشعارات واللافتات وإقامة مجالس العزاء بل المنبر الحسيني يجب إن يكون هو الصوت الهادر بالحق والنور المتألق لأفكار ومبادئ ثورة الحسين التي بها أفكار الظلام والفساد وصدقوني عندما نكون حسينيون الفكر ومتسلحين به ترقى أمتنا وبلادنا إلى مصاف أرقى الأمم والدول وتنقشع كل سحب الظلام والفساد وتتضح صورة المجتمع الإسلامي المحمدي الذي كافح من اجله نبينا الأكرم ووصيه علي وأئمتنا المعصومين(صلوات الله عليهم أجمعين) وبه خط سيد الشهداء الحسين(ع) بدمه الزكي ملحمة واقعة الخالدة على مر الأجيال ولنتعلم ونستخرج النفائس العظيمة من ثورة أبي عبد الله الحسين وباستمرار ولتكون قدوتنا على مر السنين أليس هناك مقولة مشهورة نرددها ((كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء))فهذا هو معنى هذه المقولة.
وقد حاولت أن أجمع كل ما عندي لكي انهي هذا المبحث ولكن كلما أغوص في أفكار ثورة الحسين أستخرج الكثير من القيم الخالدة والتي من خلال مبحثي أن أوصلها إلى أخواني وأخواتي في المنتدى وأنشاء الله سوف نغوص في هذا المحيط الجميل الذي ليس له نهاية لأفكار ومعطيات ملحمة عاشوراء في شهر محرم الحرام أن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
al-baghdady
07-01-2010, 10:45 PM
عظم الله أجوركم وأجورنا بمصاب أبي الأحرار الحسين عليه السلام
ندعو الله أن يحشرك الله مع الحسين يوم الورود
البغدادي
الحانية
08-01-2010, 02:22 AM
اللهم صل وسلم على محمد واله الاطهار
اللهم اجعلنا مع الحسين عليه السلام
اللهم احشرنا مع الحسين واولاد الحسين واصحاب الحسين عليه السلام
تسلم ايدك اخي عبود
رب ارحمنى
08-01-2010, 03:16 AM
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
ماجورين جميعا
تسلم يمناك اخي الكريم
bahaa ali
08-01-2010, 05:40 PM
عظّم الله أجوركم وأجورنا بمصاب أبي الأحرار الحسين عليه السلام
ندعو الله أن يحشرك الله مع الحسين
** مسلمة سنية **
08-01-2010, 08:24 PM
فلماذا هذا العناد والتحجر في فكر المعاندين والمكابرين في شرح ثورة الحسين التي كان قيامها يمثل مسيرة التحول في الدين الإسلامي من دين الطلقاء والجاهلية الذين أرادوا أن يسيروه الطلقاء من بني أمية
أخي الكريم ... الثورة الحسينية لا تناسب خدمة المناصب و الكراسي و الأطماع الدنيوية ... فكيف تريد من عبيد الدنيا أن يقفوا على مبادئ ثورة الحسين عليه السلام ؟؟؟؟
بارك الله فيك اخي الكريم ... و جزاك خير الجزاء ... و لا عدمنا عطاءك بيننا ...
عبود مزهر الكرخي
09-01-2010, 11:54 AM
أشكر لكم أخواني وأخواتي الفاضلين والفاضلات لردودكم الكريمة والعزيزية عليّ ولنبقى دوماً في خدمة سيد الشهداء الحسين(ع) نتمسك بمبادئه وافكاره لكي نخلص أمتنا من كل مالبسها من شوائب وأدران وردودكم تقويني على الأستمرار في البحث والاستشراف على الثورة الحسينية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبود مزهر الكرخي
14-01-2010, 07:51 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الرابع ـ
نبحث ونستكمل ذلك الوهج المتألق من ثورة الحسين والتي تألقها باقي إلى يوم الساعة وظهور الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) والذي به تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا.
كتب العديد من المفكرين والكتاب القصيري النظرة حول خروج الحسين مع عائلته وأن يعتبروه نوع من الخطأ(حاشا لله) في نظرتهم الضيقة والتي تلتقي مع نظرة كما قلت سابقاً مع الدواب(أجلكم الله) وهذا الرأي باطل من أساسه وغير مستند على أساس علمي أو منطقي يساير العقل والمنطق لأن نحن مذهبنا نسير مع هذين المنهجين والذي يعارض القرآن والسنة وهذين المنهجين نضربه عرض الحائط. ولهذا كان خروج الحسين مع عياله وأهل بيته له مناحي عديدة في تفسيره وسوف نوردها وكالآتي :
المنحى الأول
وهذا التفسير يفسره الكاتب والمفكر المصري عباس محمود العقاد في كتابه سيرة سيد الشهداء الحسين بن علي(ع) وهو
والحق أن مسألة خروج روحي له الفداء مع عياله وحرمه هي عادة عربية قديمة ومنذ الجاهلية وحتى في الإسلام فرسول الله(ص) كان يأخذ معه واحدة أو أثنين من نساءه وحتى في غزوات المسلمين حتى مثلاُ في معركة ذي قار أخذوا معهم حرمهم وعقلوا رواحلهم في المعركة لكي يشتدوا في المعركة ويدافعوا عن حلائلهم فالعرب كانوا يأخذون أهل بيوتهم معهم للدلالة على الشجاعة والاستبسال في خوض المعارك حيث تكون حلائلهم خلفهم ولا يقرون بالتراجع والانكفاء وأن سيد الشهداء(ع) كان يقتدي بسنة جده(ص) في هذه المسألة
المنحى الثاني
هو أن الحسين(ع)أن أخذه لحرم رسول الله أنه يضرب مثالا أنه مع مناصريه ومقاتليه وأنه مؤيديه عندما يتعرضون لأي خطر هم وعوائلهم فهو معهم في نفس الميزان وهو يكون المضحي الأول في هذا المجال لأنه معه حرم رسول الله(ص) فليس من المرؤة أن يندبهم لأمر ولا يكون لهم فيه قدوة والمسلم الذي ينصر الحسين لنسبه الشريف أولى أن غاية نصره بين أهله وعشيرته وإلا فما هو ناصره على الإطلاق فالمنتصر يكون أقوى ما يكون وهو منتصر وفي حالة الخذلان تنقلب الآية على المنتصر المقابل فينال من البغضاء والنقمة على قدر أن انتصاره الذي ينقلب عليه وهذا ما لاحظناه في قيام معسكر يزيد في نهب وترويع وسبي حرم رسول الله والفاطميات لدلالة على مدى خبثهم وأجرامهم وعدم مراعاة لعقائل رسول الله وحرمه وهذا ما قاله روحي له الفداء عندما سقط من جواده وأثخنته الجراح وهجموا على مخيمه قال(( يا شيعة أبي سفيان أن كنتم عرباً وتؤمنون بالمعاد فخلوا عن حرمي وقاتلوني)) فهنا قال لهم عرب أي أن ناشد بهم حمية العروبة ولم ينشادهم بالإسلام لأنهم بالأصل لا يؤمنون به لأنهم معسكر كفر وطغيان وإنما اتخذوا الدين الإسلامي ستار لتمرير كل مخططاتهم الإجرامية وتسييره حسب مصالحهم وأهواءهم.
هذا هو تفسير العقاد في مسألة خروج أبي الأحرار مع عياله وآل بيته.
المنحى الثالث
وهو منحى معطوف على المنحى الثاني وهو أنه عندما تم سبي هذه الفئة من ذرري رسول الله(ص) وسوقوا سبايا وعلى أقتاب الإبل بدون أي حرمة لحرم رسول الله(ص) واقتيادهم في الأمصار ومعاملتهم كخوارج جلدهم بالسياط من قبل الأوغاد المجرمين للأطفال وللنساء بدون أي وازع ديني وأخلاقي هو بحد حجته على عدم مراعاتهم لحرم الله ومفاهيم الدين الإسلامي بدليل عند دخول الرأس الشريف للحسين(ع) على يزيد(لعنه الله) كان يثني على الرأس الطاهر يثنايا قضيبه عند ذلك قال له أنس بن مالك مولى رسول الله(ص) أترك هذه الشفاه والخدود التي طالما لثمها وأشعبها قُبلاً رسول الله(ص).
ولنأتي الحادثة الأخرى في مجلس يزيد وهي تدلل على مصداق على ما نقول وهو أنه كان في مجلس يزيد سول من قيصر الروم فلما عن هوية الرأس الشريف الموضوع في طست من الذهب وعن سبايا قالوا هذا أبن بني رسول الله وهذه حرم رسوله وآل بيته عند ذلك أنتفض هذا الرومي وقال (عجبا لكم نحن نقيم مزار لأثر بغلة عيسى التي ركبها ونحج أليها في كل عام وأنتم تقتلون أبن بنت نبيكم وتقيمون المهرجانات والاحتفالات وتذبحوه) فخرج من المجلس وهو يقول(فلأخرج من هذه القرية الظالم أهلها لكي لا يصب الله علينا غضباً أو رجزاً من السماء)وخرج وأعلن إسلامه موالاته لأهل البيت(ع).
المنحى الرابع
والذي يتبناه كثير من الخطباء الحسينيون في المنبر الحسيني منهم الشيخ (عبد الرضا معاش) (والشيخ جعفر الإبراهيمي) وهو أن الحسين عندما خرج مع أهل بيته فإنما كانت رسالة سلام للكل في أنه كان ينشد الإصلاح في أمة جده ولا يريد إراقة الدماء كأي طالب للحكم كما يزعمون بعض المفكرين بدليل أنه طلع بهذا الكم الهائل من عياله ونسائه ومن ذراري رسول الله التي يجب أن تكون لهم رادع للمقابل في عدم الحرب والقتل وحقن الدماء والتي كان ينشدها سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين(ع)وأنه جاء لطلب الإصلاح في أمة جده من قبل حاكم قد عطل حدود الله وسار بالدين إلى الجاهلية الأولى فلذلك يقتضي منه أقامة الحجة عليه.
من هنا أن كل ما يقوله كل كتابهم ومفكريهم الأنعام هو محض افتراء وتشويه وتزوير للحقائق والتي لا يستطيعون حجبها لأن واضحة كعين الشمس وهذه الكاتبة الإنكليزية القديرة
فريا ستارك تقول :
إن كانت قد كتبت فصلاً صغيراً عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم (صور بغدادية) صفحة (145- 150) طبعة كيلد يوكس1947م، وقد يسمى كتابها (مخططات بغداد)، وتبدأ هذا
الفصل بقولها: إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها.. وتأتي المس فريا ستارك على ذكر واقعة الطف ومصيبة أهل البيت وإحاطة الأعداء حول الإمام الحسين (ع) ومنعهم إياه عن موارد الماء فتقول:
على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه.. بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبل (1257) سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء..
الكاتبة الإنكليزية/ فريا ستارك..
وما منع الماء عن العيال عن النساء والأطفال إلا دليل على إصرارهم على الغدر والحقد على أهل بيت النبوة الذين هم معدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة والذين هم بهم الله يفتح ويستفتح فلهذا كان هذا المنحى الذي يتبناه الكثير من المفكرين من الشيعة وعلماؤنا.
المنحى الخامس
وهذا الرأي يتبناه أغلب علماء الشيعة من أمثال الشيخ المفيد واالطوسي (رض) وعميد المنبر الحسيني الشيخ د.أحمد الوائلي(طيب الله ثراه) في خطبه المتعددة حول ثورة الحسين والقريب إلى مفهوم أغلب العموم الشيعي وهو أن سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين (ع)باعتبار أمام زمانه وحجة الله على خلقه فهو لديه تكليف شرعي وخروجه بهذا الكم الهائل من عياله ونسائه والتي تتحدث بعض الروايات كان(83) فهو أمام ويعرف التكليف الشرعي عندما أخذ هذا العدد الكبير من آل بيته وهو في تقديري المتواضع مصداقاً لقوله أخته الحوراء زينب(ع) عندما يوصي بالعيال وبابنه زين العابدين(ع) فيقول لها روحي لها الفداء((تأسي بالله أخيه،شاء الله أي يراني مقتولاً وشاء الله أن يراكن سبايا))فهذا الحديث لسيد الشهداء هو حديث لأمام معصوم أخبر به من قبل جده وأبيه وأمه(صلوات الله عليهم أجمعين) وهو أمر من الله سبحانه وتعالى لكي يهب هذه المكانة وهو ماكتبته سابقاً في قول رسول الله(ص) ((أن لك مكانة عند الله لن تنالها إلا بالشهادة))فإذن عندما يقوم الحسين(ع) بهذا التكليف الشرعي فهو أمر وبلاء من الله وإلا أن قام بهذا الأمر من الفراغ أي عبث فهذا يفسر أن الله يقوم بأمر عبثي وهذا مستحيل لأن العبث وأوامره.
ونأتي إلى مسألة مهمة وهي الإمامة فالحسين(ع) أمام وهذا مذكور في حديث شريف عن النبي(ص)وموجود في كل كتب العامة والخاصة وفي البخاري والصحاح الستة وهو قول ببينا الأكرم (ص) ((الحسن والحسين إمامان أن قاما وأن قعدا))وهو قول عن نبي لا ينطق عن الهوى إن هوى وحيٌ يوحي والإمام معصوم من الخطأ وفي القرآن الكريم يقول في محكم كتابه ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً))الإسراء آية 71. من هنا فإن الإمامة شيء منزل من الرب وليس شيء وضعي وأنت الذي يختاره الله للإمامة لا يقوم بأمور عبثية لأن هذا يعني أن الله يقوم بأمور عبث(معاذ الله)وهذا يعتبر من المستحيلات لأن الكمال لله وحده وتعالى فأئمتنا هم منزلون من حل وعلا وباختيار من الله سبحانه وتعالى وإمامتهم مفروضة من الله على عباده وهذا يستوجب العصمة للأئمة وطاعتهم والالتزام بهم لأنهم هم لديهم مواريث الأنبياء وعلم الساعة وعلم الأولين والآخرين.
ولهذا كان سيدي ومولاي أبي الأحرار قد قدم البطولة والاستشهاد والمبادئ والأيمان والإباء واليقين والشموخ والقيم بأعلى قيمها السامية وقدم سيفه ونحره ودمه الشريف الزكي هو وأخيه وأهل بيته وأصحابه في سبيل أصلاح أمة جده وتعديل الاعوجاج الذي طرأ على الأمة ولتكون ملحمة الطف ملحمة خالدة على مر التاريخ وتعلم كل الأحرار والثائرين ما هو معنى الانتصار وما هو معنى التضحية والطريق لكي يتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكي نستكمل هذا الموضوع الثري والغني بكل معانية سوف نتابع ذلك في جزء آخر أنشاءالله.
إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** مسلمة سنية **
14-01-2010, 10:20 PM
(( يا شيعة أبي سفيان أن كنتم عرباً وتؤمنون بالمعاد فخلوا عن حرمي وقاتلوني)) فهنا قال لهم عرب أي أن ناشد بهم حمية العروبة ولم ينشادهم بالإسلام لأنهم بالأصل لا يؤمنون به لأنهم معسكر كفر وطغيان وإنما اتخذوا الدين الإسلامي ستار لتمرير كل مخططاتهم الإجرامية وتسييره حسب مصالحهم وأهواءهم.
صدق امامي ابا عبد الله الحسين عليه السلام
و صدق العقاد في تحليله
و احسنت أخي الكريم
و مازلت لا أفهم رأي الوهابية في اصرار الحسين عليه السلام على القتال بالرغم من قلّة الناصر و المعين ... و نساؤه و أطفاله بين يديه !!!!
وما منع الماء عن العيال عن النساء والأطفال إلا دليل على إصرارهم على الغدر والحقد على أهل بيت النبوة الذين هم معدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة والذين هم بهم الله يفتح ويستفتح فلهذا كان هذا المنحى الذي يتبناه الكثير من المفكرين من الشيعة وعلماؤنا.
إي و الله صدقت أخي الكريم
فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وأخر تابع له على ذلك .
اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت و بايعت وتابعت على قتله اللهم ألعنهم جميعاً
اللهم العن الكفر والفسوق والعصيان .
أحسنت أخي الكريم ... بارك الله فيك ... و جعله في موازين حسناتك
عبود مزهر الكرخي
19-01-2010, 08:22 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الخامس ـ
سوف نستمر في هذا الجزء بتفنيد كل المقولات والأفكار التي يطرحونها ذلكم الكتاب والعلماء من الأنعام والتي يطرحونها للنيل من مذهبنا وقد كان حول الإمامة والذين لا يقرونه الكثير من المذاهب الأخرى.
وقد ذكرنا في حديثنا السابق حول إمامة الحسن والحسين(ع) من قبل سيدنا محمد(ص) ونقول في هذا المجال إن الإمامة تبدأ من أمير المؤمنين إلى قائم آل محمد الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وقد ذكرنا الآية الكريمة (71)في سورة الإسراء والتي تؤكد بوجود إمام في كل أمة ويكون على رأسهم في يوم القيامة وأن الإمامة للأثنا عشر هم تنزيل من رب العالمين وهم ليسوا قد تعلموا أو تتلمذوا عند أشخاص معينين بل أن هم أئمة قد زقوا العلم زقاً ، وفي تصوري المتواضع أن طبيعة تكوينهم الجيني الذي هو من الله سبحانه وتعالى قد سند مقولة زق العلم إليهم ويكفينا من الحوادث لأئمتنا ما يؤكد ذلك وهي عن سيدي ومولاي محمد الجواد(ع) والحادثة نرويها كما يلي
من المعلوم أن أئمتنا المعصومين هم من أهل بيت النبوة وقد زقوا العلم زقاً وكان الخلفاء العباسيين كانوا كثيراً ما كانوا يأتون بالعلماء التابعين لهم من وعاظ السلاطين والوعاظ يقوموا بهذه الأمور لظنهم أنهم بهذه المكيدة السخيفة يستطيعون الحط من قدر الأئمة (ع) ولكن كانت كل مخططاتهم كانت تذهب أدراج الرياح وسوف نذكر حادثتين جرت مع أمامنا (ع) للبيان فقط وكن ليس للحصر
الحادثة الأولى : عندما جاء المأمون العباسي بقاضي قضاته يحيى بن أكثم وأجلسه مع الأمام روحي له الفداء أمام جمع من الناس وهو أبن تسع سنين فقال يحيى للمأمون:يأذن لي أمير المؤمنين أن أسأل أبي جعفر عن مسألة؟،فقال المأمون استأذنه في ذلك فقال : أتأذن لي جعلت فداك في مسألة؟ ، فقال أبو جعفر ((سل ما شئت)) قال يحيى ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيداً؟
فقال أبو جعفر(ع) : قتله في حلّ أو في حرم،عالماً كان المحرم عالماً أو جاهلاً،قتله عمداً أو خطأ،حراً كان أو عبداً،صغيراً كان أو كبيراً،مبتدئاً بالقتل أو معيداً،من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها،من صغار الصيد أم من كبارها،مصرّاً على ما فعل أو نادماً،في الليل كان قتله للصيد أم في النهار،محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟ وطل يسأله بحيث أصبحت ثلاثين إلف مسألة شرعية.
فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره وأنه عبارة عن واعظ للسلاطين شأنه شأن بقية وعاظ السلاطين.
وقد أعطى الجواب لكل هذه المسائل في ثلاثين ليلة في أحدى المساجد وبحضور كل العلماء والمشايخ.
الحادثة الثانية : وفي نفس المجلس أراد أمامنا الجواد(ع) أن يسأله لبيان مدى علم أهل بيت النبوة وضحالة وعاظ السلاطين فقال أبو جعفر(ع) : أسألك ؟ قال : ذلك أليك جعلت فداك،فأن عرفته جواب ما تسألني وألا أستفدته منك.
فقال له أبو جعفر(ع) : أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان نظره أليها حراماً،فلما أرتفع حلّت له،فلما زالت حرمت عليه،فلما كان وقت العصر حلّت له،فلما غربت حرمت عليه،فلما دخل وقت العشاء حلّت عليه،فلما كان وقت انتصاف الليل حلت عليه،فلما طلع الفجر حلّت له،ما حال هذه المرأة و بماذا حلّت له وحرمت عليه؟
فقال يحيى بن أكثم: لا والله لا أهتدي إلى جواب هذا السؤال ولا أعرف الوجه فيه،فان رأيت أن تفيدناه.
فقال أبو جعفر(ع) : هذه أمة لرجل من الناس،نظر أليها أجنبي في أول النهار فكان نظره أليها حراماً،فلما أرتفع النهار أبتاعها من مولاها فحلّت له،فلما كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه،فلما كان وقت العصر تزوجها فحلّت له،فلما كان وقت المغرب ظاهّر منها فحرمت عليه،فلما دخل وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له،فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه،فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له.
المصدر: كتاب أعلام الهداية الحلقة(11) الإمام محمد بن علي (ع) الجواد ، إصدار المجمع العلمي لأهل البيت قم المقدسة
ومن هذا العلم نعرف أن أئمتنا لهم مواريث الأنبياء وكل العلوم وعلم الساعة ولنأتي إلى أمامنا الخامس أبو عبد الله جعفر الصادق(ع) الذي هو مؤسس مذهبنا والذي كان لديه من التلاميذ أربعة ألاف يدرسون تحت علمه وحتى في العلوم الطبيعة ومنهم كان مؤسس علم الكيمياء (جابر بن حيان التوحيدي)كان أحد تلاميذه ولديه بين جابر والأمام أبو عبد الله(ع)خمسين رسالة فيما يخص علم الكيمياء وباقي العلوم من الفلك إلى الطب كان أمامنا جعفر(ع) له فيها باع طويل ولدينا كتا عن طب الصادق الذي هو موجود في كل المكتبات من قبل المذاهب والذي يعتمد عليه الكثير من العلماء ويدعون أنه من الطب النبوي وهو في الحقيقة أقسام كبيرة مأخوذة من طب الصادق ولكن يقولون هذا القول للتعتيم على أئمتنا ولأسوق لكم هذه الحادثة لجعفر الصادق(ع) ومدى تفوقهم في كل الأمور وهذه الحادثة ذكرها لنا الشيخ عبد الرزاق العامري (طيب الله أنفاسه) أحد خطباء المنبر الحسيني في حي العامل في بغداد والحادثة هي
دخل الصادق روحي له الفداء ومعه أبنه موسى الكاظم(ع) على أبو جعفر الدونيقي وكان في ساحة لرمي السهام وكان الرماة من الذين يصيبون أهدافهم وفي الهدف وبدقة متناهية عند ذلك أخذ الصادق القوس ورمى سهام عشرة فأصاب السهام في الهدف واحدة فوق الأخر العشرة فتعجب الدونيقي من هذا الفعل وكان عمره الشريف(ع) قد تجاوز الستين وسأله عن كيف قيامه بهذا الرمي للسهام بهذا الشكل العجيب؟ فأجابه الصادق ((إلا تعلم نحن من أهل بيت نبوة زقوا العلم زقاً)) فقال له الدونيقي (صدقت ورب الكعبة)وكان بجانب الدونيقي أبنه الأمين وهو من العمر الخمسة عشر سنة وأراد احد وزرائه أن يحرج الصادق فطلب منه بمصارعة الكاظم(ع) مع الأمين وكان الكاظم(ع) له من العمر تسعة سنين وكان الأمين كما يقال في المثل العراقي((هبش))أي ضخم فقال له الصادق أعطي سكيناً لكل منهما وليتصارعوا عند ذلك بهت الدونيقي ولكز هذا الوزير وعدم تنفيذ هذا الأمر وقال له أن إذا تصارعوا فأن حتماً الكاظم سوف يصرع الأمين فهم أولاد علي بن أبي طالب(ع) قاتل صناديد العرب وهم كما قال الصادق (من أهل بيت زقوا العلم زقا).
ولنأتي إلى الآيات الكريمة المنزلة في كتابنا المحكم آياته الذي لا يأتيه الباطل من فوقه ولا من تحته وهي تؤكد كلها على حق الإمامة وأنها تفويض من الله سبحانه وتعالى وأنها ليست عبث أو شيء جاء من الفراغ ولنستعرضها لكي نقطع كل جدال بها من قبل أولئك الكتاب من الدواب (أجلكم الله)والذين هم بالتأكيد لا يستطيعون أن سوى التهجم أو المغالاة في التشنج والتصلب من غير وجود أي دليل أو منهج علمي ومنطقي في نقاشهم.
1 ) الآية الأولى: ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً))الإسراء آية 71
2 ) الآية الثانية : ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ))سورة الأنبياء آية 73 .
3 ) الآية الثالثة : ((َنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))سورة القصص آية 5.
4 ) الآية الرابعة : ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))
سورة السجدة آية 24.
وفي الأخير نحن كلنا نعرف حديث الصحيفة الخضراء المنزل على نبينا الأكرم(ص) والذي أعطاه إلى فاطمة الزهراء(ع)وهو يتحدث عن الأئمة الأثني عشر الذين يأتون بعد النبي الذين هم أئمتنا المعصومين وهم حجج الله في أرضه أخرهم الحجة المهدي (عجل الله فرجه الشريف) والذي يغيب وبظهوره يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً وهو حديث مروي عن الصحابي الجليل جابر الأنصاري(رض)وهو حديث صحيح ومسند وموجود في كل كتب الصحاح الستة وصحيح البخاري ومسلم والذين يعتبرونه أبناء العامة صحيح ومعتبر بعد القرآن.
والحديث الذي ذكرناه والمروي عن سلمان المحمدي(رض) الذي فيه يقول : دخلت على النبي(ص) وكان الحسين(ع) على فخذه ويقبل عينيه ويلثم فاه ويقول ((أنك سيد بن سيد أبو السادة وأمام بن أمام أبو الأئمة،أنك حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم))
المصدر : مقتل الحسين ،الخوارزمي .ج1 ص 146.
وتوجد من الأحاديث ما نستطيع أن نؤلف كتب عن الأحاديث النازلة عن الحجة قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف).
ولهذا إذا كان للحسين روحي له الفداء هذه المنزلة العظيمة الذي جعله أبو السادات وأبو الأئمة وأبو الحجج ومن ذريته حجج الله على أرضه إلا يجدر بنا أن تكون لهذه الشخصية العظيمة التي يفوق الخيال عن وصفها في أنه لديه مرتبة لدى رب العز والجلالة لا يدانيها أي واحد موجود في الأرض وأن هذا الأمام الجليل الذي قام بتلك الملحمة العظيمة الذي بذل فيها خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى كل شيء وحتى نفسه الزكية في سبيل رفع راية الإسلام وإصلاح دين جده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولنتوقف عن هذا الشرح الذي أعتقد قد أشبع من النقاش ولنستكمل في جزءنا القادم أنشاءالله فلسفة أحياء الشعائر الحسينية والتي الأطراف المقابلة ينكرونها ويعتبرونها نوع من البدع ولندحضها بالحجة والدليل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونسألكم الدعاء والمسألة.
al-baghdady
19-01-2010, 11:29 PM
بارك الله بك على الموضوع القيم
أخي الكريم عبود
حشرك الله مع إمامنا الحسين عليه السلام
البغدادي
** مسلمة سنية **
20-01-2010, 10:59 AM
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
أحسنت مولانا بارك الله فيك و أحسن اليك
فنحن عندما نقول بأنّ الأئمة يعلمون العلوم و يعلمون الغيب ... فنحن هنا لا ندعو للغلوّ فيهم عليهم السلام و لا نعطيهم صفات الخالق عالم الغيب المطلق عزّ و جل ...
و انّما ما نقوله بأنّ الله عزّ و جل قد أخبر الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) بعلم ما كان و ما سيكون .... و رسول الله الأكرم قد أخبر أمير المؤمنين عليهما السلام بهذا العلم ... ثمّ تناقله الأئمة اماما بعد امام عليهم سلام الله أجمعين ...
هل في هذا أي غلوّ و مبالغة ؟؟
فلنعرض هذا الفكر على القرآن الكريم
قال تعالى : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول "
و قال تعالى : " ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء "
ففي هذه الآيات الكريمة الدليل على امكانية اعطاء العلوم الواسعة و علم الغيب لمن يرتضي الله تعالى ....
فأين الغلوّ ؟؟؟!!!
أحسنتم مولانا الكريم ... استمر بارك الله فيكم
عبود مزهر الكرخي
20-01-2010, 07:22 PM
وبارك الله فيكم على هذه الردود القيمة والتي تدل على المتابعة المنهجية والعلمية لمثل هذه المواضيع والتي يحاول الكثير من الكتاب والمفكرين المغرضين تشويه أفكار ومباديء الثورة الحسينية وكذلك مباديء مذهبنا العظيمة.
فلنعمل وبجد ومثابرة في نشر الصورة الناصعة والجلية لملحمة واقعة الطف بكل قيمها وأفكارها الخالدة والسامية وكذلك مباديء ومفاهيم مذهب أهل البيت الذي يحاولون الكثير من الموتورين والحاقدين نشر الضبابية على هذه القيم والمفاهيم العظيمة ولنحاول وبكل قوة نشرها وحتى في منتدياتهم في الطرف المقابل لتوضيح هذه الأفكار لكثير من المغرر بهم والذين يريدون المتسلطين عليهم البقاء في جحور الظلام والجهل والتخلف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نور المستوحشين
22-01-2010, 05:24 PM
تم دمج الموضوعات المتفرقة في متصفح واحد
لتكون بمثابة بحث متكامل لمن ينهل الفائدة
والشكر الجزيل لصاحب الموضوع
تحيااتي نور...
عبود مزهر الكرخي
26-01-2010, 12:44 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء السادس ـ
نواصل تتبع المسيرة الخالدة لثورة الحسين والتي جرت أحداثها بكل ما فيها من قيم للبطولة والكبرياء والشموخ والوقوف بوجه الطغيان والكفر والظلم في شهر محرم وكذلك ما جرى فيها من مآسي والإيغال في الرغبة في هلاك العترة الطاهرة من ذرية رسول الله(ص) والتي يجب من أي كاتب ومفكر نزيه وشريف أن يتوقف ويفكر في هذا المفهوم الذي أصروا فيه بنو أمية وبقيادة رؤوس الكفر والطاغوت من يزيد إلى أبن مرجانة وأبن سعد وشمر وكل المجرمين من ذلكم الأوغاد لعنهم الله أجمعين على سفك دم الحسين(ع)الطاهر ودماء آل بيته وأصحابه المنتجبين الزكية سوى أنهم قالوا لا للظلم ولا للطاغوت ولا لكل مظاهر الانحراف التي طرأت على الدين المحمدي.
ويأتي هؤلاء الكتاب والمفكرين والعلماء من الدواب(أجلكم الله) لكي يصرحوا ويكتبوا بمقولات ما أنزل الله بها من سلطان ويتهجموا بهجوم لاذع بعيداً عن كل أدبيات النقاش والطرح الموضوعي والعلمي وعلى رأسهم هذا الذي يدعي العلم (العرور)والذي أنا أسميه (البعرو..) أجلكم الله تصديقاً لقول أحد الشعراء في هجاء أحد الأشخاص الذي كان يتهجم على الناس في حق أو باطل ويقول هذا الشاعر:
كأنك بعرةٌ في جحر كبش.......مدلاةٌ وذلك الكبش يمشي
أي أنه لا فيه فائدة مثل البعرة أجلكم الله تروح يمنة ويسرة فقط تنشر أذيتها على العالمين. ولنأتي إلى مقولات بعض الكتاب والمفكرين حول الحسين(ع) وثورته الخالدة .
يقول الكاتب والمفكر عبد الله العلايلي في كتابه تاريخ الحسين(ع) ص 226 (جاء في أخبار الحسين : أنه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جده العظيم،فأفاض النبي(ص) إشعاعة غامرة من حبّهُ،وأشياء نفسه،ليتمّ له أيضاً من وراء الصورة معناها فتكون حقيقية من بعد كما كانت من قبل إنسانية أرتقت إلى نبوّة(أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني)فسلام عليه يوم ولد).
وهذا عمر أبو النصر في كتابه آل محمد في كربلاء ص 30 (هذه قصة اُسرة من قريش.حملت لواء التضحية والاستشهاد والبطولة من مشرق الأرض إلى مغاربها.قصة ألّف فصولها شباب ما عاشوا كما عاش الناس،ولا ماتوا كما مات الناس.ذلك أنّ الله شرّف هذه الجماعة من خلقه بأن جعل النبوة والوحي والإلهام في منازلها، وزاد ندى فلم يشأ لها حظّ الرجل العادي من عبادة، وإنما أرادها للتشريد والاستشهاد وأرادها للمثل العليا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب لها أن تتزعم لواء التقوى والصلاح إلى أخر ما يكون في ذريتها).
ويقول الكاتب أحمد حسن لطفي في كتابه الشهيد الخالد الحسين بن علي ص47(إنّ الموت الذي كان ينشده فيها كان يمثل في نظره أروع من كل مثل الحياة، لأنه الطريق إلى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى، ولأنه السبيل إلى الانتصار وإلى الخلود،فهو أعظم بطل ينتصر بالموت على الموت).
ويقول الكاتب والمفكر عباس محمد العقاد في كتابه أبو الشهداء الحسين بن علي(ع) ص150 طبعة النجف (مثل للناس في حلة من النور تخشع لها الأبصار، وباء الفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ الإنسان، غير مستثنىً منهم عربي ولا عجمي، وقديم وحديث فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشهداء اُسرة الحسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين).
وعند قراءتنا لهذه المقولات الرائعة بحق سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) نلاحظ مدى الرفعة والمنزلة التي حظي بها لدى كل مسلم وإنسان شريف يؤمن بالحق والعدالة وهذه المنزلة العظيمة التي خصها بها الله سبحانه وتعالى نالها باستشهاده وهو آل بيته وأصحابه وسبي آل بيته والظلم الذي وقع عليهم بدون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني في طريقة يندى لها جبين كل حر وشريف.
ويجيء هؤلاء الكتاب والعلماء ومن لف لفهم من وعاظ السلاطين ويقولون أن إقامة الشعائر الحسينية لتخليد هذه الثورة العظيمة نوع من البدعة ولا يجوز ذلك وإلى أخر من هذا الكلام الذي بتقديري المتواضع تحريف الكلم عن موضعه مصداقاً لقولة تعالى في القرآن الذي يقول ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))سورة المائدة آية 41.
فإقامة الشعائر الحسينية هو تخليد لتلك الذكرى العطرة لثورة الحسين(ع) والتي بإقامة هذه الشعائر من ندوات إلى مأتم إلى لطميات وإلى فروعها بضمنها التشابيه تضمن بقاء فكر ومبادئ الثورة الحسينية والتي نادى بها سيدي مولاي أبو الأحرار في الإصلاح في امة جده فالدين كما هناك مقولة مأثورة يتداولها الموالين أن الدين ((وجوده محمدي وبقاؤه حسينيي)) فهو بقى على الصورة الناصعة الوهاجة بفضل هذه الأفكار النبيلة التي نادى بها الحسين(ع) وأخيه العباس(ع)وآل بيته والصفوة الخيرة من أصحابه(رض) ويقول الأمام الخميني(رض) ((إن إقامة الشعائر الحسينية هي ضمان لبقاء ذكر الحسين حياً))وهذا صحيح ولهذا نلاحظ أن ابسط أبناءنا من الموالين تجده يعرف الفصول الكاملة والأحداث لواقعة الطف وكيف جرى من ظلم لآل بيت الرسول(ص) وهذا حدث نتيجة بقاء ذكرى الثورة الحسينية متقدة على مدى الزمان ولنأتي إلى القرآن فيقول في محكم كتابه((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))سورة الحج آية 32.
وقد قرن لإقامة الشعائر بالقلب لأن عندما يصفى القلب وتصبح فيه التقوى لأن بنقاء القلب وتقواه يصلح كافة أعضاء الجسم لأن القلب يتصل بالروح وهذا يعني صفاء ونقاء الروح وبذلك يصل الإنسان إلى المرتبة العالية من الإيمان وهو يكون أعظم وأعظم الأيمان السامي ونحن بذكرنا الحسين وإقامة الشعائر الخاصة باستشهاده فأننا نعظم هذه الشعائر لاستشهاد خامس أصحاب الكساء وسفك دمه الشريف مع معسكره في سبيل أعلاء كلمة الإسلام وجعل كل ذلك خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى والذي قدم هذا العطاء والذي هو بلا حدود والذي هو منزلته عند الله في عليين إلا يجدر بنا أن نذكرها وأن نبين الأهداف والمبادئ التي نادى بها وجعلها نموذج ودستور نسير عليه في مختلف الأماكن والأزمنة لأنها لم تجيء لحقبة زمنية معينة بل هي دروس وعبر لكل الأجيال.
ولنأخذ مثال من القرآن الكريم عندما ترك نبينا إبراهيم(ع) أبنه إسماعيل وزوجته هاجر بواد غير ذي زرع لا يوجد ماء فيها ولا زرع وبدأ الطفل إسماعيل بالبكاء طلباً للماء عند ذلك وأخذت تروح وتجيء بين جبلي الصفا والمروة في سبعة أشوط بحثاً عن الماء أو ناس تجلب منهم الماء فإكراما لهذه المرأة ونبينا إسماعيل(ع) ومن تحت رجل الطفل نبع بئر زمزم ومن ثم أصبحت السعي بين الصفا والمروة من شعائر وأركان الحج نتيجة لما عانته هاجر وكذلك أبنها بأن جعل لها هذه المكرمة التي أكرمها الله بها نبيه إسماعيل وأمه.
ولنأتي إلى أبي الأحرار الذي جاد وأعطى كل شيء خالصاً لوجه تعالى والذي هو في لحظات الموت الأخيرة وكان جسده كالقنفذ من كثر السهام التي به وكان كل موضع في جسمه لأثر طعنة رمح وضربة وموقع سهم وهو في هذه الحالة مشغول عن الأعداء وما يقومون به في ذكر الله ويتمتم بكلمات ويقول ((ألهي أن كان هذا من سخطك فخذ حتى ترضى وإن كان هذا يرضيك فلك العتبى فخذ حتى ترضى))فبهذه المنزلة التي لم يدعي على معسكر الكفر والطغيان والطاغوت بل كل جوارحه منصرفة لرب العز والجلالة والذي يدعو في صبيحة عاشوراء وهو يرى جنود يزيد قد اكتظت في الميدان ما يربو على الثلاثين إلف فارس فيد ع (ع) بدعاء جده الرسول(ص) ويقول ((اللهم أنت ثقتي في كل كربٍ، وأنت رّجائي في كل شدّةً وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقةً وعدةً، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد وتقلً فيه الحيلة ويخذُلُ فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك ففرّجته عني وكشفته فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة))الإرشاد ك ج2 ص96.
فهذا هو التأدب أمام ربه وهذا هو الصبر والامتثال لقضاء الله وبلائه والذين به الله يرفع أنبيائه وأئمته إلى أعلى عليين فما من نبي إلا وابتلاه الله لكي يرفعه ويقربه إليه زلفى وهذا ما عمله مع الإمام الحسين(ع) لذلك كان له هذه المنزلة الرفيعة التي نالها باستشهاده والتي من المفروض من كل مسلم أن يعظم هذه الواقعة ويؤبن صاحبها وأن يقيم الشعائر الخاصة بها لكي تبقى ذكرى الحسين وأصحابه خالدة في ضمائر كل الموالين وكل المسلمين الشرفاء وهذا حديث لرسول وهو حديث مسند ومن صحيح البخاري في باب الزهراء عندما جيء بالحسين إلى النبي(ص) حمله ثم بكى فقالت له بضعته الزهراء(ع) ما يبكيك يا والدي فقال لها (ص) (( جاءني حبيبي جبريل وأخبرني بان أبنك هذا يقتل في أرض يقال كربلاء وحيداً فريداً ولا أنا ولا علي ولا أنت ولا أخوه موجودين)) فبكت فاطمة وقالت ((إذن ومن يقيم له العزاء؟))فقال لها ((إن شيعتنا سوف يقيمون له العزاء إلى يوم الدين، ولهم شفاعتنا يوم القيامة))فقالت فاطمة((هنيئاً إذن لشيعتنا)).
ومن خلال هذه الحديث النبوي الشريف الذي فيه يأمر الرسول بإقامة العزاء لسبطه الحسين والذي لا ينطق عن الهوى إن وحيٌ يوحى والمكانة التي حظي بها سيد الشهداء عند الله عز وجل أصبح بالضرورة تعظيم الشعائر الحسينية وإقامتها لتذكر الواقعة وما جرى من مآسي وتذكر واستجلاء كل المعاني الخالدة للثورة الحسينية بأعظم معانيها السامية والعالية المضامين في كل معانيها الروحية ويبقى ذكر الحسين خالداً على مدى الزمان وهذا مصداق ما قاله الشاعر الذي يقول :
كذب الموت فالحسين مخلدا........كلما مر عليه الزمان ذكراه يتجدد
فهذه هاجر وابنها وما أعطاه من مكانة في السعي بين الصفا والمروة نتيجة صبرها على البلاء والامتثال لأمر الله وقضاؤه . فما بال الحسين والذي قدم هذه لبطولات النادرة والإباء والشموخ العالي والصبر على هذه المحن والذي تعجبت ملائكة السماء من صبره وقدم فيها أبنه اعلي الأكبر وكل أولاده واخيه العباس(ع)واهل بيته واصحابه وسبي أهل بيته.إلا يستحق أن يكرمه الله ويجعل ذكره في عليين والذي ينال منزلة لا يدانيها أحد بسبب ما قدمه خالصاً لوجه الله تعالى والذي في صبيحة عاشوراء يبكي وتسأله أخته الحوراء زينب(ع) عن سبب بكائه وفي دالة على التعجب لأنها تعرفه غير مبالي وغير هيابٌ من الموت فيقول (ع)لها ((أبكي على هذه الجموع التي تدخل النار بقتلي وسفك دمي))فهكذا يكون أمام عصره وولي الله في أرضه وحجته على خلقه في أنه أخذ الكمال والعصمة الآلهية من ربه ولكي يجعله فيما قام من رفض للباطل والظلم وعدم مهادنته وطلب الإصلاح في أمة جده إن ينال هذه المكانة العالية التي جعلت أسمه في عليين وفي أرفع الدرجات عند الله ومعه أخوه أبا الفضل العباس(ع)وآل بيته وأصحابه المنتجبين (ع)الذين بفخر صفوة طيبة امتثلت لأمر الله وكما قال الكاتب والمفكر العلايلي الذي كتبناه في بداية مبحثنا ( إنسانية أرتقت إلى نبوّة (أنا من حسين)ونبوة هبطت إلى إنسانية(حسين مني) فكانت والنبوة والإنسانية قد امتـزجت لتكوّن سيدي ومولاي أبي الشهداء الحسين(ع) فهو كما قال العقاد (وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين)وليفتخر كل موالي ومحب لأهل البيت بهذا الإمام الخالد وعلى مر التاريخ لما أعطى من سفر خالد تظل تتذكره الأجيال وعلى مر الزمان ولتكون إقامة شعائرنا الحسينية هي الواجب الإلهي والدليل الحي على محبتنا للحسين ولأئمتنا ولمذهبنا وتبقى الثورة الحسينية ماثلة في عقولنا وضمائرنا ووجداننا وفي قلوبنا لكي بها نتقرب إلى الله وننال المرتبة العالية عند سبحانه وتعالى ونطبق حديث رسول الله(ص) الذي بشر به سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) فقال له ((يا علي أنت وشيعتك الفائزون والعابرون يوم القيامة))وليهنأ كل شيعي بهذه البشرى التي لن ينالها إلا بحب الحسين والتسعة المعصومين من ذريته وأهل بيته(عليهم سلام الله أجمعين).
ولنا وقفة في جزءنا القادم لكي نتعرف مقولات معاصري سيدي ومولاي أبا عبد الله وما قاله أئمتنا في زيارته ومقولات الغربيين في أبي الأحرار أنشاءالل إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونسألكم الدعاء والمسألة.
نووورا انا
28-01-2010, 05:08 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
بوركتم وبورك قلمكم الحسيني اخي عبود مزهر الكرخي
بانتظار الجزء القادم
رب ارحمنى
28-01-2010, 06:40 AM
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
رحم الله و الديك اخي الكريم
عبود مزهر الكرخي
28-01-2010, 10:11 AM
وبارك الله في ردودكم الكريمة التي تؤشر أن هناك نفر من المؤمنين والمؤمنات من هم يريدون إن يعرفوا ماهية الثورة الحسينية والدروس المستنبطة التي خرج بها سيد الشهداء روحي له الفداء والتي هي دروس على مدى الزمان وتعطي ثمارها اليانعة لكل موالي لأهل البيت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبود مزهر الكرخي
02-02-2010, 02:55 PM
في شهر محرم الحرام ـ الجزء الأخيرـ
نستكمل في جزءنا هذا خصوصية وأهمية أقامة الشعائر الحسينية والموجبات المؤكدة والتي توجب زيارة سيد الشهداء سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) وقد ناقشنا في جزءنا السادس الدلائل والأسانيد التي تؤكد على على وجوب أحياء وإقامة الشعائر الحسينية ولنمتثل بقول أمامنا جعفر الصادق الذي يقول((أحيا الله من أحيا أمرنا)) وكل أئمتنا أمروا بإقامة الشعائر والذي أكدوا على أقامتها وضرورة زيارة كربلاء ومن هنا يقول أبي عبد الله الصادق(ع)في زيارة الأربعين ((أن في كل خطوة يخطيها إلى الحسين تكتب حجة وعمرة، إن الله ينظر إلى زوار أبي عبد الله الحسين قبل النظر إلى حجيج عرفة))وسوف يأتي من هؤلاء الدواب(أجلكم الله) ويعترض على هذا ونقول له إن الحسين(ع) قد وهب كل شيء لله خالصاً سبحانه وتعالى وكما قلنا سابقاً وهو الرب الذي يعرف قيمة كل عباده بحيث قال في حديث قدسي شريف ((عبدي طعني تكن مثلي تقول للشيء له كن فيكون))فكيف وهذا لخامس أصحاب الكساء الذي أطاع به وأخلص له إلا إن يكون ربه وهو الكريم في إعطاءه كل هذه المزايا والكرامات وهو الجواد السخي والذي يعطيها لإمامٍ خلق قبل آدم وأسمه مكتوب على يمين ساق العرش والتي يقول عنها نبينا الأكرم(ص) عندما أسري به ((إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))إي أنه ينجي من يركبها ويهلك من تخلف عنها كسفينة نوح ولأزيد لك أخواني وأخواتي هناك حديث للرسول(ص) يقول وهو مسند من قبل كل الصحاح الستة والبخاري((ياتي قوم في أخر الزمان فكأما من زار الحسين فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار الله))فإذن زيارة الحسين هي زيارة لله فما أعظمها من زيارة التي تكون في ضيافة الله وسبحانه ومن هنا أكرمه الله في إن تحت قبته يستجاب الدعاء لأنك وصلت إلى الحضرة الآلهية عند قبة الحسين ومن هنا كانت كرامة استجابة الدعاء ومن هنا كان الحكم شرعي في إن الصلاة تكون فرضاً كاملاً تحت القبة وليس قصراً (أي ركعتين)لأنك في حرم من حرمات الله وهو ما أمرونا به أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم جميعاً) وهم عندما يقولون ذلك فهو إيحاء من الله لأن وكما ذكرنا في أجزاءنا السابقة أنهم حجج الله على أرضه ولديهم مواريث الأنبياء وإذا كانوا يقولون هذا القول عبثاً(حاش لله) فهذا يعني إن الله يصدر منه العبث وهذا مستحيل وهذا ما متفق في كل المذاهب أن الله سبحانه وتعالى له الكمال والعصمة الكاملة.
وجاء عن الحسين (ع) أنه قال ((من أحبنا كان منّا أهل البيت))وأستدل على ذلك بقوله تعالى تقريراً لقول لعبد الصالح ((فمن تبعني فإنّه مني)).وواضح أنِّ من أحبهم فسوف يتبعهم ومن تبعهم فأنه منهم.
ويقول (ع) ((ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(ص) إلا من بغضهم علياً وولده)) المصدر:أعلام الهداية الإمام الحسين (سيد الشهداء).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.ص222.ومن هنا فإن كل يبغض أهل البيت ويحقد عليهم فهو منافق و مشرك بالله لهذا كان لنا حب أهل البيت وهو ما أمر به رسول الله(ص) ورب العزة والجلالة والآيات الخاصة موجودة ومعروفة من قبل الجميع.
ولنأتي إلى أمامنا علي الهادي(ع)الذي ألم به مرض وهو في سامراء وأوصى الصحابي أبو يوسف إن أي أحد يزور قبر جده الحسين(ع) إن يدعو له ويعطيه صرة من المال فذهب ووجد احد الموالين يزمع زيارة الحسين فأوصاه بالدعاء للإمام وأعطاه صرة المال عند ذلك عند ذلك سأله الموالي عن أنه كيف يدعو للإمام وهو حجة الله على أرضه وجده الحسين(ع) وهنا ساور الشك الصحابي أبو يوسف وذهب إلى الهادي(ع)وأبدى استغرابه وطرح عليه سؤال الموالي عند ذلك قال له (ع) ((يا أبو يوسف إن لله أماكن يحبُ إن يدعا فيها وقبر جدي الحسين من الأماكن التي يستحب فيها الدعاء))ولهذا كان يحضون يوصون بزيارة الحسين حتى أمامنا الباقر يقول إن زائر الحسين ((يكون في طوال زيارته تحفه الملائكة في ذهابه وإيابه وتكتب له السلامة وأن زيارة الحسين لا تحسب من عمر الزائر وتمد له في العمر والنماء في الرزق))وهذا موجود في كتاب الأمالي للطوسي ومفاتيح الجنان لعباس القمي. ولنأتي إلى زيارة جابر في الأربعين حيث إن زيارة هذا الصحابي الجليل والذي كان في ذلك قد بلغ من العمر عتياً وهو أعمى ولكن زاره بوصية من رسول الله حيث قال له ((يا جابر زر الحسين في كربلاء ..))وهوأمر من نبينا بالزيارة وكما أن قال له (ص) عندما سأله عن سبب تسمية أمامنا الباقر قال له روحي له الفداء ((لأنه باقر علوم الأولين والآخرين وسوف تدركه وأبلغه عني السلام))وقد وجده في زيارة الأربعين مع ركب زين العابدين وكان من العمر تقريباً أربع سنوات وابلغه جابر سلام النبي(ص)فرسول الله وهو نبي الأمة يوصي بالسلام على خامس أئمتنا المعصومين(عليهم السلام أجمعين)فهذا دلالة على مكانتهم وأمر النبي بمحبتهم وإتباعهم لأنهم هم القرآن الناطق الذي يسير في الأرض وهم الورثة الحقيقيين للنبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة.
وهذا أمامنا علي موسى الرضا(ع)يقيم العزاء على جده الحسين(ع) في عاشوراء ويأتي الشاعر دعبل الخزاعي ينشد من الشعر في رثاء الحسين ويقول البيت المشهور :بيوتٍ خلت من آيات ...ويصل إلى بيت : أفاطم لو خلت الحسين...فيعلو البكاء في مجلس العزاء ويسمع بكاء وشهقة أمراة فيسأل دعبل عن مصدر هذا الصوت فيقول الرضا لا عليك فهذه أمنا فاطمة(ع) قد حضرت مجلسنا والبكاء على أبنها وهذا يعني حضور الزهراء روحي لها الفداء مجالس التي تقيمها الشيعة وهذا مايصرح على الدوام به خطباء المنبر الحسيني في مجالس العزاء فمن هنا نلاحظ ونستنتج إن أقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية هي أمر من نبيه الكريم(ص) وبعده كل أئمتنا المعصومين يحضون ويأمرون على أحياءها وإقامتها لكي يبقى ذكر الحسين حياً ونابضاً في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضميرنا وفي وجداننا وكل وهج وألق الثورة الحسينية مشعة ويبقى الدين محمدي خالصاً لوجه الله جل وعلا.
ولأروي لكم حادثة حصلت في الأردن وهي أنه بعد سقوط الصنم أخذت الجالية العراقية بإقامة مجالس عزاء حيث صادف عاشوراء بعد سقوط المقبور صدام مباشرة وهناك التي قامت بذلك الجالية الشيعية في الأردن وفي قبور الصحابة التي تقع جنوب عمان وفيها قبر جعفر الطيار (ع)وعبد الله بن رواحة وآخرين ولاحظوا هذا العدد الكبير الموالين وتوزيع الطعام وبهذا النفس العالي في حب الحسين(ع) فاستغربوا من هذا الحدث الذي لم يألفوه وقام التلفزيون الأردني بنقل هذه الوقائع وهناك التقى المذيع بدكتور عراقي كان من المشاركين هناك وسأله سؤال باستفزاز وتهكم وقال له(أنه تقيمون المأتم على الحسين وقد مضى على موته أكثر من 1300 سنة)وهناقال له الأستاذ الذي أجابه بجواب جداً رائع لا زال أذكره وهو يعمل في أحدى الجامعات الأردنية هناك في ذاك الوقت قال له(من عندك ميت تعزه؟فاجابه بأن له جده.عند ذاك قال له هل تتذكره؟ أجابه بارتباك : لا.هناك قال له أنت أول سنة تذكرته وأقمت له العزاء وبعد السنة نسيته وهذا موجود لدى كل الناس ولهذا نحن نقيم هذه الشعائر الحسينية لكي يبقى ذكر الحسين حاضراً عندنا وما جرى فيها الظلم والضيم لأبن بنت رسول الله ونتذكر كل البطولة والشموخ والتي رافقت هذه الملحمة الخالدة)
وانقل لكم في ختام هذا البحث بعض ما قاله معاصريه في حق الحسين (ع)
1) قال عمر بن الخطاب للحسين (ع) فإنما انبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم انتم.
2) قال عثمان بن عفان بن عفان في الحسن والحسين (ع) وعبد الله بن جعفر: فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة .
3) قال ابو هريرة : دخل الحسين بن علي وهو معتم، فظننت وان النبي قد بعث .
وكان الحسين (ع) في جنازة فأعيا وقعد في الطريق ،فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال له : ياابا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال له : دعني فوا لله لو يعلم الناس ما أعلم لحملوك على رقابهم .
4) اخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن و الحسين (ع) ،فعوتب في ذلك وقيل له : أنت أسن منهما! فقال :أن هذين ابنا رسول الله (ص) أفليس بسعادة آخذ بركابهما ؟.
5) قال انس ابن مالك (وكان قد رأى الحسين (ع) : كان أشبههم برسول الله (ص)
6) قال ابو برزة الاسلمي ليزيد حينما رآه ينكث ثغر الحسين (ع) : أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين؟!أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله(ص) يرشفه . أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وأبن زياد شفيعك! ويجيء ومحمد شفيعه.
المصدر: إعلام الهداية . الإمام الحسين (سيد الشهداء).الجمع العلمي لأهل البيت ،قم المقدسة .ص29 ، 30.
وهذا عمر بن الخطاب عندما ساد القحط في المدينة المنورة وعدم هطول الأمطار يأخذ الحسن والحسين(ع) إلى جبل في المدينة ويستشفع بهم إلى الله لنزول المطر. وأيضاً بلال مؤذن الرسول يدعو عند قبر الرسول ويستشفع به والمصدر موجود في باب الشفاعة في صحيح البخاري.
وهذا الصحابي أبن مسعود الذي يدعو عند قبر الرسول فيأتيه اللعين مروان بن الحكم ويجذبه من كتفه ويقول له (أن هذا الرسول قد مات لن يفيدك في الدعاء عنده)عندذلك التفت إليه أبن مسعود وقال له (اخبرني حبيبي محمد بأن أكبر المصائب عندما يولونكم شرار أمتي)وهذا هو المنطق نفسه الذي ينادي به السلفية والنواصب والقاعدة فهم أحفادهم هؤلاء الملعونين من بني أمية آل زياد وآل سفيان وآل زياد(لعنهم الله أجمعين).
فإذن الشفاعة وزيارة القبور موجودة ولم ينهى عنها الرسول ولا صحابته ولكن المحدثين من الذين المحسوبين على الإسلام بدءً من معاوية وبالتسلسل هم الذين أبتدعوا بدعة عدم جواز زيارة القبور والاستشفاع بهم وكانوا وعاظ السلاطين الذين أغدقوا عليهم الأموال خير أبواق لهم ولحد الآن من الكتاب والمفتيين الدواب (أجلكم الله).
فالشيعة نحن
* قد أحببناه الحسين بعقولنا لأنه رسم المنهج العقلي والموضوعي لديننا الإسلامي الصحيح.
* وأحببناه بقلوبنا لأنه يمس شغاف فؤاد كل شيعي ومسلم شريف وكل إنساني يؤمن بقيم الحق والعدالة فهو أبو الضيم التي في فاجعة الطف التي حدثت قد أدمت كل القلوب وأضحت حرارة في قلوب كل مؤمن ولن تنطفئ هذه الحرارة إلا بظهور المهدي(عجل الله فرجه الشريف).
* وأحببناه بضمائرنا لأنة نادى بقيم العدالة والإنصاف وانتصار المظلوم على الظالم وسيادة الحق على الباطل.
* وأحببناه بحياتنا وبذلنا الغالي والنفيس في هذا الحب لأنه يمثل انتصار الدم على السيف فرسم بذلك طريق الحياة والخلود والوقوف بوجه الجبروت والطاغوت.
* وأحببناه باخرتنا لأنه مثل لنا الحبل المتين لله سبحانه وتعالى والعروة الوثقى والفوز بالتالي بجنة الخلد في اعلي عليين .
فهذا هو حبنا لسيد الشهداء روحي له الفداء والذي يبقى خالداً على مدى الزمان ليكون بالتالي المنهج الحقيقي لكل موالي ومسلم وأنساني شريف ولترتفع كل الرايات والبيارق لحب الحسين وأخيه العباس (ع) وأصحابه الميامين وليكونوا كواكب منيرة في سماء الخلد تظل منيرة على مدى التاريخ ولتعلم كل الأجيال معنى البطولة والشموخ والكبرياء والتضحية بكل معانيها السامية والنبيلة وبالتالي لترتفع المقولة بأعلى مضامينها ((انتصار الدم على السيف)).
وهذا هو ختام بحثي الذي أردت أن انهل هذا المنهل الصافي لفكر الثورة الحسينية الذي لا ينضب وأرجو إن يجد لديكم قبولاً حسناً والذي عندما أكتب وصدقوني تجري الكلمات وبدون أي شعور لتخرج هذه المقالات والتي طلبت من سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين(ع)بالتفقه في سيرته وثورته وطلبت منه في أحدى زيارتي له وهذا ما حصل في كتاباتي التي كانت تكتب وببركات الحسين التي منّها عليه بجوده وببركاته لأنه لا يرد زائراً لضريحه الشريف عندما يطلب منه.
فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يوم ولدت ويوم سماك جدك الحسين ويوم تقلدت الإمامة ويوم استشهدت وسفك دمك الشريف على أرض كربلاء والسلام عليك يوم تبعث حياً.
والسلام على جدك المصطفى محمد وعلى أبيك المرتضى علي وعلى أمك الزهراء فاطمة وعلى أخيك المجتبى الحسن والسلام على التسعة المعصومين من ولدك مابقي الليل والنهار وحشرنا الله معهم في زمرتهم وأنالنا شفاعتهم يوم الورد المورود.
والسلام على أخيك قمر العشيرة العباس(ع)وعلى أختك بطلة كربلاء الحوراء زينب وعلى أبنك على الأكبر وعلى رضيع أهل البيت وعلى آل بيتك وأصحابك المنتجبين.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ونسألكم الدعاء والمسألة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** مسلمة سنية **
04-02-2010, 10:13 PM
(من عندك ميت تعزه؟فاجابه بأن له جده.عند ذاك قال له هل تتذكره؟ أجابه بارتباك : لا.هناك قال له أنت أول سنة تذكرته وأقمت له العزاء وبعد السنة نسيته وهذا موجود لدى كل الناس ولهذا نحن نقيم هذه الشعائر الحسينية لكي يبقى ذكر الحسين حاضراً عندنا وما جرى فيها الظلم والضيم لأبن بنت رسول الله ونتذكر كل البطولة والشموخ والتي رافقت هذه الملحمة الخالدة)
فعلا ما أروعه من رد ... يتهكمون على الشعائر الحسينية ... و لا يدركون معنى احياء أمر الأئمة عليهم السلام ... و لا يدركون أهمية إحياء ذكرى الحسين و مأساة كربلاء ...
أحسنتم اخي الكريم ... بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024