أبو حيدر11
26-12-2009, 01:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف
:: الملعون معاوية تحت المجهر ::
سأتناول سيرة هذا الفاجر من الألف حتى الياء, ومن كتب السنة والشيعة, ولنرى كيف كان هذا الملعون خال الفاسقين, محبوباً لدى السنة.! وهذا العمل أقدمة كهدية منى لأهل السنة والجماعة, الذين تخلوا عن أهل البيت عليهم السلام, وتمسكوا بأبناء البغايا وأهل المجون والطرب.!
((معاوية بن أبى سفيان))
إن الكثير من الحقائق التاريخية التي حاول البعض سترها أو التغافل عنها لابد لها أن تظهر للناس والأجيال لتؤخذ منها الدروس والعبر وكي توضع الأمور مواضعها حتى تكون نظرتنا للتاريخ نظرة عبرة واستفادة وحتى يمكن التمييز بين الخبيث والطيب فقد كان للتاريخ مواقفه من الأشخاص والجماعات موافقا لهذا التمييز رغم تسلط قوى الاستبداد والتعسف والظلم في أكثر حقب التاريخ واستخدامهم للسلطة في تشويه الحقائق وإظهارها بغير مظهرها إلا أننا نرى أن واقع التمييز لابد وان يحصل ويعطى مدلولاته المعرفية ذلك نتيجة حتمية لجهود المفكرين والمحققين المتنورين المبتعدين عن سيطرة العاطفة الذي يعانى منه كثير من المؤرخين والكتاب الإسلاميين , وشخصية مثل شخصية معاوية وهو مؤسس الكيان الأموي لابد لها أن تأخذ مساحة ليست بالقصيرة من اهتمام التاريخ وواضعيه فكانت من نتائجها آراء متباينة وأفكار متضاربة حول هذه الشخصية أوجبت دخول الكثير من الباحثين في صراع كبير حول تقييم حاله والتعرف عليه .
تناولت هذا الموضوع بيد لا شرقية و لا غربية وقطفت لكم أنضج الثمار وأينعها مما يتعلق بسيرة هذا الداهية وقد قمت بهذا البحث والتحقيق وأنا في ساحة الإسلام فضاقت نفسي بعقدة التناقض سيدنا معاوية و "سيدنا على " ولما كان قاموسي الإسلامي والعقلي خاليا من أي اضطراب وتناقض ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) شمرت عن ساعدي وخلعت ثوب الخمول والكسل ونظرت إلى التاريخ بعين العقل والبصيرة فخرجت لي حقائق ودقائق ارتأيت أن انقل لكم مختصرا منها للتعرف على هذه الشخصية كما أنى لا أبالغ عندما أقول أن كتب التاريخ جاءت بشبه معجزة عندما ذكرت بعض الحقائق عن معاوية وهذا لطف كبير سيما عندما يكون الحديث عن خال المؤمنين وأميرهم .
الشجرة الملعونة في القران الكريم هم بنو أمية :
قال الشوكانى : عند تفسير قوله تعالى (و الشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبير ) سورة الإسراء آية 60 أخرج بن مردويه عن عائشة أنها قالت : لمروان بن الحكم سمعت رسول الله يقول لأبيك إنكم الشجرة الملعونة في القران .
قال القرطبي : في الجامع لأحكام القران 10/286 في تفسير قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) قال بن عباس : هذه الشجرة بنو أمية .
قال الطبري : في تاريخه 10/58 عند ذكر قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) لا اختلاف بين احد انه أراد بها بني أمية .
قال بن كثير : في تفسير القرآن العظيم 4/324 المراد بالشجرة الملعونة بني أمية
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف:
ولد أبو سفيان بمكة 10 سنوات قبل عام الفيل ومات بالمدينة المنورة سنة 30 للهجرة قبل قتل عثمان على يد الصحابة والتابعين بخمس سنوات وهو ابن 93 سنة وقد فقد بصره أخر عمره وكان دميما قصيرا رأس من رؤوس الأحزاب وكهف المنافقين حاقدا وحاسدا لبني هاشم إلى أن مات .
كيف دخل أبو سفيان إلى الإسلام :
قال بن كثير : قال العباس لأبى سفيان ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك ؟ قال فشهد شهادة الحق فأسلم .
موقف أبوسفيان من الخلافة والحكم :
1.كان أبو سفيان ينظر للخلافة بنظرة العصبية الجاهلية فلم يكن راضيا أن يتولى سدة الخلافة ضئيل تيم على حد تعبيره وقال : ما بال هذا الأمر في أضعف قريش وأقلها أما والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم يا آل عبد مناف فيم أبوبكر من أموركم فوا لله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا .
2.فرح أبو سفيان بتولي عثمان الأموي زمام السلطة ودخل عليه بعد أن بويع بالخلافة فقال : هل علينا من عين ؟ فقال عثمان : لا فقال : يا عثمان إن الأمر أمر عالمية والملك ملك جاهلية فاجعل أوتاد الأرض بني أمية يا معشر بني أمية إن الخلافة صارت في تيم وعدى حتى طمعت فيها وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا نار .
هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ( آكلة الأكباد ) :
قال بن أبى الحديد : كانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر .
وقال النسابة المعروف هشام الكلبي في كتابه المثالب : كانت هند من المغيلمات وكانت تميل إلى السودان من الرجال فكانت اذا ولدت ولدا اسودا قتلته .
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص205 : كانت هند متزوجة من الفاكه بن المغيرة فشاهد رجل يخرج من خيمتها فاتهمها بالزنا وطلقها .
مولد معاوية بن أبى سفيان :
ولد معاوية بمكة سنة 20 قبل الهجرة وأسلم هو وأبوه يوم فتح مكة سنة 8 للهجرة ومات في شهر رجب سنة 60 هجرية / ابريل 682 م ودفن بين الجابية والباب الصغير بدمشق وكان من الطلقاء والمؤلفة قلوبهم .
ما قيل حول نسبه وولادته :
كان معاوية يعزى إلى أربعة رجال كلهم يقال هو أبيه : مسافر بن أبى عمرو بن أمية , وعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي , والعباس بن عبد المطلب , والصباح عبد لعمارة بن الوليد , كلهم زنى بأمه هند بنت عتبة .
معنى اسم معاوية لغة : أنثى الكلاب .
معاوية خال المؤمنين :
قال الجاحظ : في الرسائل السياسية ص345 خال المؤمنين إنما يكون خالا لو كان كون أم حبيبة أم المؤمنين من طريق النسب لا من طريق تحريم النكاح والتعظيم لحقوق الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولو كان قولهم قياسا مقبولا وتأويلا معقولا لكان أبوبكر وعمر وأبو سفيان أجداد المسلمين وهذا حمل , والاحتجاج به سفه والقائل به إما ساقط العقل وإما ظاهر العبث ولو كان للمسلمات خالا لما جاز له أن ينكحهن وهذا رأى ساقط ومذهب فاضح .
معاوية والخمر :
أخرج ابن عساكر في تاريخه وبن عبد البر في الاستيعاب والعسقلاني في أسد الغابة : من طريق محمد بن كعب القرظى قال : غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري (وكان ذو فهم وعلم وهو بدري ) في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر - لمعاوية - فقام إليها برمحه فبقر كل راوية منها فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كلا والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرا و أحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأقبرن بطنه أو لأ موتن دونه.
ونقل احمد بن حنبل في باقي مسند الأنصار : عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فشرب معاوية ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي فقَالَ : مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حرمه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
معاوية والخلاعة الماجنة:
قال بن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 4/91 : كان حديج نخاسا لمعاوية وكان معه في الجابية , قال حديج : اشتريت لمعاوية جارية بيضاء جميلة فأدخلتها عليه مجردة وبيده قضيب فجعل يهوى به إلى متاعها ويقول : هذا المتاع لو كان لي متاع اذهب بها إلى يزيد بن معاوية ثم قال : لا ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشى وكان فقيها فلما دخل عليه قال : إن هذه أتيت بها مجردة فرأيت منها ذاك وذاك واني أردت أن أبعتها إلى يزيد ؟ قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنها لا تصلح له , قال : نعم ما رأيت ثم قال ادع لي عبد الله بن مسعدة الفزارى فدعوته وكان ادم شديد الادمة( اسود اللون) فقال دونك هذه بيض بها ولدك وكان عبد الله سبيا ثم اتصل بمعاوية وكان من اشد الناس ( ضد ) على علي بن أبى طالب .
معاوية والطرب :
قال بن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد 4/29 والمدائني والطبري: وحدث أن معاوية استمع على يزيد ذات ليلة فسمع عنده غناء أعجبه فلما أصبح قال له : من كان ملهيك البارحة ؟ قال : سائب بن خاثر مولى بني ليث قال : فأكثر له العطاء فما رأيت في نشيده بأسا .
معاوية وضيوفه:
قال البلاذرى فى أنساب الأشراف 5/47 : دخل مالك بن هبيرة السكونى على معاوية وخدرت رجله فمدها فقال له معاوية يا أبا سعيد وددت أن لي جارية لها مثل ساقيك قال في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين .
معاوية خليفة الله :
قال البلادرى فى أنساب الأشراف 5/27 : عن يزيد بن عياض قال : قال معاوية الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلي وما تركته للناس فبالفضل منى .
معاوية والربا :
أخرج مالك رقم 1321 والنسائي وغيرهما من طريق عطاء بن يسار: إن معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه:سمعت رسول الله عن مثل هذا إلا مثلا بمثل فقال معاوية : ما أرى بهذا بأسا فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها .... .
معاوية وتماثيل الرجال:
قال البلاذرى في انساب الأشراف 5/136 : حدثنا يوسف وإسحاق قالا : جرير عن الأعمش عن أبى وائل قال كنت مع مسروق بالسلسة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال فسألهم عنها فقالوا بعث بها معاوية إلى ارض السند والهند تباع له , فقال مسروق : لو اعلم إنهم لا يقتلوني لغرقتها ولكنى أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني والله ما أدرى أى الرجلين معاوية أرجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رجل زين له سوء عمله .
معاوية يصلى صلاة الجمعة يوم الإربعاء :
قال المسعودي : في مروج الذهب 2/72 ولقد بلغ من أمر أهل الشام في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الإربعاء وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص: إن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي بن أبى طالب سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير
معاوية واللباس:
نقل ابوداود في السنن 2/186 : قال المقدام بن معدي كرب عند رؤيته مظاهر الفرح والسرور على معاوية بوفاة الحسن بن على : أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره ثم قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني وإن أنا كذبت فكذبني قال : أفعل قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس الحرير؟ قال : نعم قال: فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله ينهى عن لبس الذهب؟ قال نعم قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ؟ قال: نعم قال فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية! فقال معاوية : قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام! .
معاوية والصلاة :
أخرج الشافعي في كتابه " الأم 1/94 من طريق عبيدة بن رفاعة قال: أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم فلم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار: أن يا معاوية! سرقت صلاتك؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت ؟ فصلى بهم صلاة أخرى، فقال: ذلك فيما الذي عابوا عليه.
معاوية وصلاة العيد :
كان معاوية وسائر بني أمية يصلون صلاة العيد وبعد فراغهم من الصلاة يخطبون خطبة العيد ويسبون فيها على بن أبى طالب فترك الناس حضور الخطبة واكتفوا بالصلاة فغير معاوية سنة النبي وجعل الخطبة قبل الصلاة فقد روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 144: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة معاوية وجرى ذلك في الأمراء المروانية
معاوية ودية القتلى :
قال البيهقي في سننه 8/ 102: كانت دية اليهود والنصارى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل دية المسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلما كان معاوية أعطى أهل المقتول النصف وألقى النصف في بيت المال، قال: ثم قضى عمر بن عبد العزيز في النصف وألقى ما كان جعل معاوية .
وقال ابن كثير في تاريخه 8: 139: قال الزهري: مضت السنة أن دية المعاهد كدية المسلم، وكان معاوية أول من قصرها إلى النصف وأخذ النصف .
معاوية والحج :
أخرج النسائي في سننه 5: 253، من طريق سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس بعرفة فقال: يا سعيد ! ماليي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك أللهم لبيك، وإن رغم أنف معاوية اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي.
معاوية والطعام :
قال بن كثير : في البداية والنهاية (ص119 ج8) أن معاوية كان يأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ويقول ما اشبع وإنما أعيا.
وروي مسلم في صححيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه واله وسلم دعا معاوية عدة مرات وكان يأكل فقال النبي: « لا أشبع الله بطنه ».( مسلم 4 / 201 ـ كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي)
معاوية وآنية الذهب والفضة:
نقل بن أبى الحديد أن الصحابي أبو الدر داء قال لمعاوية : عندما رآه يشرب في أنية الذهب والفضة " إني سمعت رسول الله يقول الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم " فقال معاوية : أما أنا فلا أرى بذلك بأسا فقال أبو الدر داء من عذيرى من معاوية أنا اخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أبدا.
وللحديث بقية...~
أبو حيدر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف
:: الملعون معاوية تحت المجهر ::
سأتناول سيرة هذا الفاجر من الألف حتى الياء, ومن كتب السنة والشيعة, ولنرى كيف كان هذا الملعون خال الفاسقين, محبوباً لدى السنة.! وهذا العمل أقدمة كهدية منى لأهل السنة والجماعة, الذين تخلوا عن أهل البيت عليهم السلام, وتمسكوا بأبناء البغايا وأهل المجون والطرب.!
((معاوية بن أبى سفيان))
إن الكثير من الحقائق التاريخية التي حاول البعض سترها أو التغافل عنها لابد لها أن تظهر للناس والأجيال لتؤخذ منها الدروس والعبر وكي توضع الأمور مواضعها حتى تكون نظرتنا للتاريخ نظرة عبرة واستفادة وحتى يمكن التمييز بين الخبيث والطيب فقد كان للتاريخ مواقفه من الأشخاص والجماعات موافقا لهذا التمييز رغم تسلط قوى الاستبداد والتعسف والظلم في أكثر حقب التاريخ واستخدامهم للسلطة في تشويه الحقائق وإظهارها بغير مظهرها إلا أننا نرى أن واقع التمييز لابد وان يحصل ويعطى مدلولاته المعرفية ذلك نتيجة حتمية لجهود المفكرين والمحققين المتنورين المبتعدين عن سيطرة العاطفة الذي يعانى منه كثير من المؤرخين والكتاب الإسلاميين , وشخصية مثل شخصية معاوية وهو مؤسس الكيان الأموي لابد لها أن تأخذ مساحة ليست بالقصيرة من اهتمام التاريخ وواضعيه فكانت من نتائجها آراء متباينة وأفكار متضاربة حول هذه الشخصية أوجبت دخول الكثير من الباحثين في صراع كبير حول تقييم حاله والتعرف عليه .
تناولت هذا الموضوع بيد لا شرقية و لا غربية وقطفت لكم أنضج الثمار وأينعها مما يتعلق بسيرة هذا الداهية وقد قمت بهذا البحث والتحقيق وأنا في ساحة الإسلام فضاقت نفسي بعقدة التناقض سيدنا معاوية و "سيدنا على " ولما كان قاموسي الإسلامي والعقلي خاليا من أي اضطراب وتناقض ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) شمرت عن ساعدي وخلعت ثوب الخمول والكسل ونظرت إلى التاريخ بعين العقل والبصيرة فخرجت لي حقائق ودقائق ارتأيت أن انقل لكم مختصرا منها للتعرف على هذه الشخصية كما أنى لا أبالغ عندما أقول أن كتب التاريخ جاءت بشبه معجزة عندما ذكرت بعض الحقائق عن معاوية وهذا لطف كبير سيما عندما يكون الحديث عن خال المؤمنين وأميرهم .
الشجرة الملعونة في القران الكريم هم بنو أمية :
قال الشوكانى : عند تفسير قوله تعالى (و الشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبير ) سورة الإسراء آية 60 أخرج بن مردويه عن عائشة أنها قالت : لمروان بن الحكم سمعت رسول الله يقول لأبيك إنكم الشجرة الملعونة في القران .
قال القرطبي : في الجامع لأحكام القران 10/286 في تفسير قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) قال بن عباس : هذه الشجرة بنو أمية .
قال الطبري : في تاريخه 10/58 عند ذكر قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) لا اختلاف بين احد انه أراد بها بني أمية .
قال بن كثير : في تفسير القرآن العظيم 4/324 المراد بالشجرة الملعونة بني أمية
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف:
ولد أبو سفيان بمكة 10 سنوات قبل عام الفيل ومات بالمدينة المنورة سنة 30 للهجرة قبل قتل عثمان على يد الصحابة والتابعين بخمس سنوات وهو ابن 93 سنة وقد فقد بصره أخر عمره وكان دميما قصيرا رأس من رؤوس الأحزاب وكهف المنافقين حاقدا وحاسدا لبني هاشم إلى أن مات .
كيف دخل أبو سفيان إلى الإسلام :
قال بن كثير : قال العباس لأبى سفيان ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك ؟ قال فشهد شهادة الحق فأسلم .
موقف أبوسفيان من الخلافة والحكم :
1.كان أبو سفيان ينظر للخلافة بنظرة العصبية الجاهلية فلم يكن راضيا أن يتولى سدة الخلافة ضئيل تيم على حد تعبيره وقال : ما بال هذا الأمر في أضعف قريش وأقلها أما والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم يا آل عبد مناف فيم أبوبكر من أموركم فوا لله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا .
2.فرح أبو سفيان بتولي عثمان الأموي زمام السلطة ودخل عليه بعد أن بويع بالخلافة فقال : هل علينا من عين ؟ فقال عثمان : لا فقال : يا عثمان إن الأمر أمر عالمية والملك ملك جاهلية فاجعل أوتاد الأرض بني أمية يا معشر بني أمية إن الخلافة صارت في تيم وعدى حتى طمعت فيها وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا نار .
هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ( آكلة الأكباد ) :
قال بن أبى الحديد : كانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر .
وقال النسابة المعروف هشام الكلبي في كتابه المثالب : كانت هند من المغيلمات وكانت تميل إلى السودان من الرجال فكانت اذا ولدت ولدا اسودا قتلته .
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص205 : كانت هند متزوجة من الفاكه بن المغيرة فشاهد رجل يخرج من خيمتها فاتهمها بالزنا وطلقها .
مولد معاوية بن أبى سفيان :
ولد معاوية بمكة سنة 20 قبل الهجرة وأسلم هو وأبوه يوم فتح مكة سنة 8 للهجرة ومات في شهر رجب سنة 60 هجرية / ابريل 682 م ودفن بين الجابية والباب الصغير بدمشق وكان من الطلقاء والمؤلفة قلوبهم .
ما قيل حول نسبه وولادته :
كان معاوية يعزى إلى أربعة رجال كلهم يقال هو أبيه : مسافر بن أبى عمرو بن أمية , وعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي , والعباس بن عبد المطلب , والصباح عبد لعمارة بن الوليد , كلهم زنى بأمه هند بنت عتبة .
معنى اسم معاوية لغة : أنثى الكلاب .
معاوية خال المؤمنين :
قال الجاحظ : في الرسائل السياسية ص345 خال المؤمنين إنما يكون خالا لو كان كون أم حبيبة أم المؤمنين من طريق النسب لا من طريق تحريم النكاح والتعظيم لحقوق الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولو كان قولهم قياسا مقبولا وتأويلا معقولا لكان أبوبكر وعمر وأبو سفيان أجداد المسلمين وهذا حمل , والاحتجاج به سفه والقائل به إما ساقط العقل وإما ظاهر العبث ولو كان للمسلمات خالا لما جاز له أن ينكحهن وهذا رأى ساقط ومذهب فاضح .
معاوية والخمر :
أخرج ابن عساكر في تاريخه وبن عبد البر في الاستيعاب والعسقلاني في أسد الغابة : من طريق محمد بن كعب القرظى قال : غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري (وكان ذو فهم وعلم وهو بدري ) في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر - لمعاوية - فقام إليها برمحه فبقر كل راوية منها فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كلا والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرا و أحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأقبرن بطنه أو لأ موتن دونه.
ونقل احمد بن حنبل في باقي مسند الأنصار : عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فشرب معاوية ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي فقَالَ : مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حرمه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
معاوية والخلاعة الماجنة:
قال بن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 4/91 : كان حديج نخاسا لمعاوية وكان معه في الجابية , قال حديج : اشتريت لمعاوية جارية بيضاء جميلة فأدخلتها عليه مجردة وبيده قضيب فجعل يهوى به إلى متاعها ويقول : هذا المتاع لو كان لي متاع اذهب بها إلى يزيد بن معاوية ثم قال : لا ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشى وكان فقيها فلما دخل عليه قال : إن هذه أتيت بها مجردة فرأيت منها ذاك وذاك واني أردت أن أبعتها إلى يزيد ؟ قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنها لا تصلح له , قال : نعم ما رأيت ثم قال ادع لي عبد الله بن مسعدة الفزارى فدعوته وكان ادم شديد الادمة( اسود اللون) فقال دونك هذه بيض بها ولدك وكان عبد الله سبيا ثم اتصل بمعاوية وكان من اشد الناس ( ضد ) على علي بن أبى طالب .
معاوية والطرب :
قال بن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد 4/29 والمدائني والطبري: وحدث أن معاوية استمع على يزيد ذات ليلة فسمع عنده غناء أعجبه فلما أصبح قال له : من كان ملهيك البارحة ؟ قال : سائب بن خاثر مولى بني ليث قال : فأكثر له العطاء فما رأيت في نشيده بأسا .
معاوية وضيوفه:
قال البلاذرى فى أنساب الأشراف 5/47 : دخل مالك بن هبيرة السكونى على معاوية وخدرت رجله فمدها فقال له معاوية يا أبا سعيد وددت أن لي جارية لها مثل ساقيك قال في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين .
معاوية خليفة الله :
قال البلادرى فى أنساب الأشراف 5/27 : عن يزيد بن عياض قال : قال معاوية الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلي وما تركته للناس فبالفضل منى .
معاوية والربا :
أخرج مالك رقم 1321 والنسائي وغيرهما من طريق عطاء بن يسار: إن معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه:سمعت رسول الله عن مثل هذا إلا مثلا بمثل فقال معاوية : ما أرى بهذا بأسا فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها .... .
معاوية وتماثيل الرجال:
قال البلاذرى في انساب الأشراف 5/136 : حدثنا يوسف وإسحاق قالا : جرير عن الأعمش عن أبى وائل قال كنت مع مسروق بالسلسة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال فسألهم عنها فقالوا بعث بها معاوية إلى ارض السند والهند تباع له , فقال مسروق : لو اعلم إنهم لا يقتلوني لغرقتها ولكنى أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني والله ما أدرى أى الرجلين معاوية أرجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رجل زين له سوء عمله .
معاوية يصلى صلاة الجمعة يوم الإربعاء :
قال المسعودي : في مروج الذهب 2/72 ولقد بلغ من أمر أهل الشام في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الإربعاء وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص: إن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي بن أبى طالب سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير
معاوية واللباس:
نقل ابوداود في السنن 2/186 : قال المقدام بن معدي كرب عند رؤيته مظاهر الفرح والسرور على معاوية بوفاة الحسن بن على : أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره ثم قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني وإن أنا كذبت فكذبني قال : أفعل قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس الحرير؟ قال : نعم قال: فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله ينهى عن لبس الذهب؟ قال نعم قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ؟ قال: نعم قال فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية! فقال معاوية : قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام! .
معاوية والصلاة :
أخرج الشافعي في كتابه " الأم 1/94 من طريق عبيدة بن رفاعة قال: أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم فلم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار: أن يا معاوية! سرقت صلاتك؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت ؟ فصلى بهم صلاة أخرى، فقال: ذلك فيما الذي عابوا عليه.
معاوية وصلاة العيد :
كان معاوية وسائر بني أمية يصلون صلاة العيد وبعد فراغهم من الصلاة يخطبون خطبة العيد ويسبون فيها على بن أبى طالب فترك الناس حضور الخطبة واكتفوا بالصلاة فغير معاوية سنة النبي وجعل الخطبة قبل الصلاة فقد روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 144: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة معاوية وجرى ذلك في الأمراء المروانية
معاوية ودية القتلى :
قال البيهقي في سننه 8/ 102: كانت دية اليهود والنصارى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل دية المسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلما كان معاوية أعطى أهل المقتول النصف وألقى النصف في بيت المال، قال: ثم قضى عمر بن عبد العزيز في النصف وألقى ما كان جعل معاوية .
وقال ابن كثير في تاريخه 8: 139: قال الزهري: مضت السنة أن دية المعاهد كدية المسلم، وكان معاوية أول من قصرها إلى النصف وأخذ النصف .
معاوية والحج :
أخرج النسائي في سننه 5: 253، من طريق سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس بعرفة فقال: يا سعيد ! ماليي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك أللهم لبيك، وإن رغم أنف معاوية اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي.
معاوية والطعام :
قال بن كثير : في البداية والنهاية (ص119 ج8) أن معاوية كان يأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ويقول ما اشبع وإنما أعيا.
وروي مسلم في صححيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه واله وسلم دعا معاوية عدة مرات وكان يأكل فقال النبي: « لا أشبع الله بطنه ».( مسلم 4 / 201 ـ كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي)
معاوية وآنية الذهب والفضة:
نقل بن أبى الحديد أن الصحابي أبو الدر داء قال لمعاوية : عندما رآه يشرب في أنية الذهب والفضة " إني سمعت رسول الله يقول الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم " فقال معاوية : أما أنا فلا أرى بذلك بأسا فقال أبو الدر داء من عذيرى من معاوية أنا اخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أبدا.
وللحديث بقية...~
أبو حيدر.