المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة الوحشة و حرق الخيام‏


نسايم
28-12-2009, 01:37 AM
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آل بيتك المظلومين لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
ما خاب والله من تمسك بكم أمن من لجأ والتجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز والله فوزا عظيما

السلام عليكِ يا بنت النبأ العظيم السلام عليكِ يا بنت من قاد زمام ناقتها جبرائيل وشاركها في مصابها إسرافيل وغضب بسببها الرب الجليل وبكى لمصابها إبراهيم الخليل ونوح وموسى الكليم في كربلاء, السلام عليكِ يا بطلة كربلاء يا أم المصائب زينب ورحمة الله وبركاته.


بأبي التي وردت مصائب أمها فأخذت تقارعه بصبر أبيها



ليتني كنت أعمى وجفني ما تبصر = وطأت الشمر على الصدر المطهر

والله هــــبر الأوداج والله كيف هبــــر

كنت مقلوبا على الوجه المبعثر= لكن بلا رأس ومنحر
جنبه طفلا رضيعا يتعفر= شاهدت عيناي ضلعا يتكـــــسر



من إلى النساء في سفرٍ يطولُ
من إلى الصغار تسحقها الخيولُ
من إلى فؤادي يا أيها الجديلُ

لكنما الأمر لله ولا حول ولا قوة إلا بالله
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


بسم الله الرحمن الرحيم
"أصبر وما صبرك إلا بالله "
صدق الله العلي العظيم

الصبر هو القدرة أو الطاقة الإلهية على تحمل المصائب والشدائد
فالله عز وجل إذا أحب عبدا أبتلاه ليجده صابرا محتسبا لديه
فالصبر من الله وإلى الله بمعنى إن الله ينزل على عبده البلاء والمصيبة ليمتحنه ويرى قوة إيمانه
والله سبحانه وتعالى دائما يمتحن الأنبياء والأوصياء وعباده المؤمنين

فرسول الله (ص) تأذى كثيرا في حياته فكان يقول " ما أودي نبي مثلي " لكنه كان صابرا وقادرا على تحمل الأذى منذ بداية دعوته
وحتى بعد مماته (ص) أدوه لم يحفظوا عترته فقد ظلموهم وسلبوهم وقتلوهم
حتى فاطمة الزهراء (ع) لم تسلم منهم ولكن فاطمة وما أدراك ما فاطمة فقد صبرت وتحملت أداهم
فجميعنا عند زيارة فاطمة الزهراء عليها السلام نردد:
"يا ممتحنة أمتحنكِ الله الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ فوجدكِ لما أمتحنكِ صابرة"

فأهل البيت هم مدرسة الصبر الحقيقة وهم قدوتنا في الحياة

فها هي مفخرة الإسلام السيدة زينب عليها السلام في هذه الليلة تجسد الصبر بكل معانيه
فلقد تكالبت عليها الكوارث منذ فجر الصبا لكنها تسلحت بالصبر على النوائب وفجائع الأيام

وأقسى ما تجرعته من المحن والمصائب يوم الطف حيث رأت شقيقها الإمام الحسين (ع) لا ناصر له ولا معين
وشاهدت الكواكب المشرقة من شباب العلويين صرعى قد حصدتهم سيوف الأمويين
وشاهدت الأطفال الرضع يذبحون أمامها

فقد أحاطت بها جميع رزايا الدنيا ومصائب الأيام، لكنها تسلّحت بالصبر، وقامت برعاية أيتام أخيها، فقد سارعت تلتقط الأطفال الذين هاموا على وجوههم من الخوف، وتجمّع العيال في تلك البيداء الموحشة، وهي تسلّيهم وتصبّرهم على تحمل تلك الرزايا، وأمامها الأشلاء الطاهرة قد تناثرت في البيداء، واُحرقت أخبيتها، وقد أحاط بها أرجاس البشرية ووحوش الأرض.


إن أي واحدة من رزايا سيدة النساء زينب لو ابتلي بها أيّ إنسان مهما تذرّع بالصبر وقوة النفس لأوهنت قواه ، واستسلم للضعف النفسي ، وما تمكن على مقاومة الأحداث ، ولكنّها سلام الله عليها قد صمدت أمام ذلك البلاء العارم ، وقاومت الأحداث بنفس آمنة مطمئنة راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على بلائه ، فكانت من أبرز المعنيين بقوله تعالى: "وبشّر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة"

وقال تعالى " إنّما يوفّي الصابرون آجرهم بغير حساب "

وقال تعالى : «ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»


لقد صبرت حفيدة الرسول صلى الله عليه وآله وأظهرت التجلّد وقوة النفس أمام أعداء الله ، وقاومتهم بصلابة وشموخ ، فلم يشاهد في جميع فترات التأريخ سيدة مثلها في قوة عزيمتها وصمودها أمام الكوارث والخطوب .

يقول الحجّة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في صبرها وعظيم محنتها :


لله صبـر زينـب العقـيلـة=كم شاهدت مصائباً مهولة
رأت مـن الخطوب والرزايـا=أمراً تهـون دونه المنايـا
رأت كـرام قومهـا الأمـاجد=مجزريـن في صعيد واحد
تسفي على جسومهـا الريـاح=وهي لذؤبـان الفلا تبـاح
رأت رؤوسـاً بـالقنا تشـال=وجثثـاً أكفانهـا الرمـال
رأت رضيعـاً بالسهام يفطـم=و صبيتة بعـد أبيهم أيتموا
رأت شمـاتـة العـدو فيهـا=وصنعـه ما شاء في أخيها
وإن من أدهى الخطوب السود=وقوفهـا بين يـدي يزيـد


وقال السيد حسن البغدادي :


يـا قلب زينب مـا لاقيت من محن
فيك الرزايا و كـل الصبر قد جمعـا
لو كان ما فيك من صبر و من محن
في قلب أقوى جبال الأرض لإنصدعا
يكفيـك صبراً قلوب النـاس كلهـم
تفـطّـرت للـذي لاقـيتـه جزعـا

لقد قابلت العقيلة ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي .



مدرسة عظيمة بالصبر يا حزينة= احنا منها ننهل كل غالية وثمينة
لو جارت علينا =هالعصبة الأليمة
والله بالصبر ما من مثل زينب


في هذه الليلة يبدأ جهاد السيدة زينب عليها السلام بمراعاة الأطفال والنسوة وبالصبر على المحن والمصائب

فبعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام نادى شمر بن ذي الجوشن علي بالنار حتى احرق هذا البيت على أهله, فحمل القوم أقبسة من النار وهم ينادون: احرقوا بيوت الظالمين
لقد كان بيت الإمام - حسب ما يزعموه - بيت الظلم وبيت ابن مرجانه وسيده يزيد حفيد أبي سفيان بيت العدل! فيا الله أمام هذا الظلم الذي لم يقع نظيره في تأريخ الأمم والشعوب.
وتنصّ بعض المصادر إلى أنّ عمر بن سعد أمر بحرق الخيام بما فيها من النساء والأطفال، وقد حاول الشمر ذلك إلاّ أنّ شبث بن ربعي عذله ومنعه عن ذلك.

وعلى أي حال فحينما التهبت النار في خيم آل النبيّ فررن بنات الرسالة وعقائل الوحي من خباء إلى خباء، أمّا اليتامى فقد علا صراخهم وتعلّق بعضهم بأذيال عمّته الحوراء لتحميه من النار، وهام بعضهم على وجهه لا يلوي على شيء.


لقد كان ذلك المنظر من أفجع وأقسى ما مر على آل النبيّ، ولم يغب عن ذهن الإمام زين العابدين(عليه السّلام) طيلة المدّة التي عاشها بعد أبيه، وكان يذكره مشفوعاً بالأسى والحزن، وهو يقول:
(والله ما نظرت إلى عماتي وأخواتي إلاّ و حنقتني العبرة، وتذكّرت فرارهن يوم الطفّ من خيمة ومن خباء إلى خباء، ومنادي القوم ينادي: احرقوا بيوت الظالمين..).



وبذلك هجموا على مخيم آل الرسول وتناهبوا ما فيه, فقد عمد أراذل أهل الكوفة، وعبيد ابن مرجانة إلى سلب حرائر النبوة وعقائل الوحي، فسلبوا ما عليهن من حلي وحلل، وعمد البعض إلى السيّدة اُم كلثوم فسلب قرطيها، وأسرع وغد خبيث نحو السيّدة فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكي، فقالت له السيّدة: ما لك تبكي؟
كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
ولمّا رأت ذلك أنكرت عليه، وطلبت منه أن لا يسلبها فأجابها:
أخاف أن يأخذه غيري
وبذلك قام الأرجاس بنهب جميع ما في الخيام من ثقل ومتاع
حتى إن امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر ابن سعد نادت يا آل بكر بن وائل لا حكم إلا لله أتسلب بنات رسول الله؟
أما عندكم غيره وحمية تسلب بنات رسول الله وأنتم تنظرون وتشاركون السلب والنهب.

كما عمدوا إلى ضرب بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكعوب رماحهم وهن يلذن بعضهن ببعض من الرعب، وقد سقطت السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين مغشياً عليها من شدّة الضرب، فلمّا أفاقت رأت عمّتها السيّدة أم كلثوم تبكي عند رأسها

إنّ مأساة بنات الوحي وعقائل الرسالة تذوب من هولها الجبال.



وهجم الفجرة الجفاة على الإمام زين العابدين عليه السّلام، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد الخبيث الأبرص شمر بن ذي الجوشن قتله فنهره حميد بن مسلم وقال له:
سبحان الله أتقتل الصبيان، إنّما هو مريض.
فلم يعن به الخبيث، ورام قتل الإمام إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت:
(لا يقتل حتى اُقتل دونه..)
فكفّ اللئيم عنه، ولولا السيّدة زينب لمحيت ذرية أخيها الحسين.

وقامت العقيلة في تلك الليلة القاسية فأدّت صلاة الشكر لله تعالى على ما حلّ بها وبأهلها من الكوارث والخطوب، طالبة من الله أن يتقبّل ما منيت به من الرزايا، وأن يثيبها على ذلك، ويتقبّل ما جرى عليها وعلى أخيها من المصائب كما أدّت وردها من صلاة الليل، وقد استولى عليها الضعف فأدّت الصلاة من جلوس

وأما الآن بعد حرق الخيام والنهب والسلب الذي جرى على بنات الرسالة في كربلاء لم يتبقى لهم سوى خيمة واحدة تضم الأطفال الأيتام و الأرامل الثاكلات تراعهم السيدة زينب عليها السلام

وكأني بها بأبي وأمي واقفة على باب الخيمة لحراسة الأطفال والنساء وقد خيمت عيناها وكأنها ترى فارسا خيال قد أقبل نحوها
وأخذت تناديه:


يا خيال لا تقرب لا تجي يم الصياوين
ما عندي إلا الأطفال وفرسان مطاعين
شواني دهري في عبـــــاس وحسين

ورد عليها الفارس


يا بنتي أنا الولي حيدر=جيت أحرسكم هذي الليلة
يا بنتي تكسر الخاطر=حملك ما حــد كفوا يشيله
فصاحت بويا ضربونا بويا سلبونا بويا حرقوا خيامنا



يـُذكر أن السيدة سكينة عليها السلام خرجت و أتت لجسد أبيها الحسين عليه السلام
وألقت بنفسها على ذلك الجسد الطريح
تقول السيدة سكينة حينما ألقيت بنفسي على جسد أبي الحسين سمعت صوت يخرج من نحر أبي الحسين يقول:


شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني
أو سمعتم بشهيد أو غريب فاندبوني
فأنا السبط الذي من غير حرم قتلوني
وبجرد الخيل بعد القتل عمدا سحقوني
ليتكم في يوم عاشوراء جميعا تنظروني
كيف استسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني

عندها جاء القوم وأقاموا السيدة سكينة بالسياط عن جسد أبيها
قامت والدموع جارية تقول:

أبويه ضربوك رغما عليك
أنا يجرني العدو من بين يديك
أصرخ وأدير العين ليك
وأدري بحميتك ما تخليك
معذور يالحزوا وريديك

إلى أن جاء القوم بالنياق
وصاحوا فيهم هيا يا بنات رسول الله أركبن النياق
فجاءت السيدة زينب تريد أن تـُركب العائلة
فجائهم اثنان من رجال القوم لعنهم الله فصاحت بهم السيدة زينب ابتعدا هن يـُركبن بعضهن البعض
وصارت زينب وأختها عليهما السلام يـُركبان النسوة والصغار إلى أن بقيتا كلتيهما حيث كل منهما تقول للأخرى أركبي يانور عيني
فتقول: إذا أنا ركبت من ذا يركبكِ يازينب
قالت: أنا أمضي للذي أخرجني من المدينة فاتجهت إلى نهر العلقمي وصاحت أخي عباس أنت الذي أركبتني في محملي أنت الذي أخرجتني من منزلي

أخي قم الآن وركّب أختك
آني رايحة لعباس أجعده
وأركّب جفوفه فوق زنده
وأقوله ترى عيالك بشده
يا خويه حملي وقع يا هو الليسنده

ثم اتجهت إلى أخيها الحسين عليه السلام وصاحت أخي يا أبا عبدالله لو خيروني بين المقام عندك أو الرحيل لأخترت المقام عندك ولو أن السباع تأكل من لحمي ولكن الأمر كما ترى ها هي نياق الرحيل

وأخذت تقول:

ودعتك الله يا غــريب الغاضرية. عنك مشينه وجثتك حسرة رمــية. لا تقول عني سافروا وما ودعـوني.ولا تقول زينب والحرم ما يودوني . والله يخويه سفرتي غصبٍ عليـه. من غير والي يا حسين ...

الحانية
28-12-2009, 02:15 AM
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عليه السلام
اللهم العنهم وعذبهم عذابا اليما
السلام على بنات الرساله وعقائل النبوة السلام على السيدة الصابرة الصامدة زينب الله درها هذه المرأه
بنت امير المؤمنين راعي الشدايد علــــــــي ابن ابي طالب
يعطيك العافية اخيتي نسايم والله ابكيتني وانا اقرا ماكتبت
ماجورة ومثابة انشالله

ربيبة الزهـراء
28-12-2009, 03:13 AM
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

إن ليلة الوحشة من أشد الليالي حزناً على قلوب آل محمد ، وهي الليلة التي أمسى بها حرم الإمام الحسين وحدهم ويواسون قتلاهم بالزفرات والعويل والبكاء والنحيب في هذه الليلة ، بعد يوم عاصف وحافل بالمصائب التي صبت عليهم من كل جانب ومكان

فيا ليلة الوحشة أجيبينا

ومن دموع الحزن حدثينا

ومن الآلام والمآسي أخبرينا

عن حال الحرم والأيتام

والنساء المسبيات

ولا تنسي سكينة والرباب

وليلى وزينب أم المصاب


ماجوره اختي نسايم

موفقة

ازهار فاطميه
28-12-2009, 03:49 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم ...

ساعد الله قلب العقيله زينب عليها السلام كعبة الرزايا والأحزان ..

اللهم ألعن قتلة الحسين عليه السلام ...
اللهم ألعن من هتك حرمة السيدة زينب عليها السلام

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واللعن الدائم على ظالمي آل بيت رسول الله


مأجورين

** مسلمة سنية **
28-12-2009, 08:59 AM
يعجز اللسان عن التعبير

كلّما زاد المرء عزّا .. زاد شعوره بالذل عند اهانته
و هذه المواقف لا تتحملها النسء العاديّات
فما بالنا بنساء أهل بيت النبوة

عليك و آلك أفضل الصلاة و السلام يا محمد يا حبيبي يا رسول الله
هل هذه هي المودة في القربى التي طلبتها من أمّتك ؟؟؟

عظمت الرزايا من بعدك على ابنتك و زوجها و أبنيهما و كلّ ناصر لهم

اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم

لبيك داعي الله
28-12-2009, 11:29 AM
http://www.abu-saiba.net/vb/%5BHoosueen1%5D/b7-anim.gif

أنا منك إليك حسيــــــــــــــن


السلام على من غسله دمه وشيبه قطنه ونسج الريح أكفانه والتراب الذاري كافوره والقنا الخطي نعشه وفي قلب من والاه قبره ... السلام على الجسم السليب السلام على الشيب الخضيب السلام على المحزوز رأسه من القفا السلام على مسلوب العمامة والرداء السلام على الحسين وعلى على بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين وعلى أصحاب الحسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حزوم نجد
29-12-2009, 01:03 AM
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
فعلاً هذه الليلة ليلة الوحشة فيها تطفىء الأنوار والأفراح وتغلق المحلات والأسواق حزناً على مقتل أبا عبدالله الحسين عليه السلام .