بو هاشم الموسوي
03-01-2010, 12:11 AM
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" ( صحيح مسلم، 4 / 1870، ح رقم 2404 )
* أول منزلة :
إن هارون (ع) كان شريكا لموسى (ع) في أمره، فكذلك علي (ع) شريك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أمره على الإمامة والخلافة من بعده لم يستثن سوى النبوة فقط.
- قال الله تعالى :
" هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي" (1)
- روى مسلم النيسابوري في صحيحه بسنده :
" عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". (2)
ــــــــــ
* المنزلة الثانية :
إن هارون (ع) كان أخا لموسى (ع) فكذلك علي (ع) كان أخا لرسول الله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله بين الفريقين، ولم يستثن الرسول من حديثه إلا النبوة وعن ابن عباس في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي (ع) لم تكن لغيره من الصحابة الذي نقله حفاظ أهل السنة.
- طلب موسى (ع) من الله تعالى :
" وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي" (3)
- روى الحاكم النيسابوري في مستدركه بسنده وصحّحه الذهبي في التلخيص :
" ثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس : إما أن تقوم معنا و إما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال : فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال : فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه و يقول أف و تف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و سلم : لأبعثن رجلا لا يجزيه الله أبدا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فاستشرف لها مستشرف فقال : أين علي فقالوا : إنه في الرحى يطحن قال و ما كان أحدهم ليطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال ابن عباس ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه فقال ابن عباس و قال النبي صلى الله عليه و سلم لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال و علي جالس معهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة فأبوا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا و الآخرة قال ابن عباس : و كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها قال و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين و قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قال ابن عباس : و شرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه و سلم ثم نام مكانه قال ابن عباس : و كان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء أبو بكر رضي الله عنه و علي نائم قال و أبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال : يا نبي الله فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال و جعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان رمي نبي الله صلى الله عليه وسلم و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم و كان صاحبك لا يتضور و نحن نرميه و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك فقال ابن عباس : و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و خرج بالناس معه قال فقال له علي : أخرج معك قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا فبكى علي فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي قال ابن عباس و قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة قال ابن عباس و سد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال ابن عباس : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كنت مولاه فإن مولاه . . . " (4)
الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.
الذهبي : صحيح.
ــــــــــ
* المنزلة الثالثة :
إن هارون (ع) كان وزيرا لموسى(ع) " وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي"، فكذلك علي بن أبي طالب (ع) وزير رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وطاعته واجبة وهو وصيّه من بعده بدليل
- قال الله تعالى :
" وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (5)
- روى الحافظ أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي بسنده :
" عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال:لما نزلت هذه الآية "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة وأمل لنا عسا من لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم فصنع لهم الطعام وحضروا فأكلوا وشبعوا وبقي الطعام قال ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا بني عبد المطلب أي والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وإن ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا وأني لأحدثهم سنا فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا / فقام القوم يضحكون ويقولون " لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع". (6)
ــــــــــ
* المنزلة الرابعة :
إن هارون (ع) كان أفضل قوم موسى (ع) عند الله تعالى وعند نبيه موسى (ع) فكذلك علي (ع) أفضل أمة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عند الله تعالى وعند رسوله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) .
ــــــــــ
* المنزلة الخامسة :
إن هارون كان أعلم قوم موسى (ع) فكذلك علي أعلم أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد صرّح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك :
- قال الحافظ أحمد بن صديق المغربي في كتابه (فتح الملك العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم علي) :
" عن مجاهد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت عليها ، أخرجه الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في كتابه بحر الأسانيد في صحاح المسانيد الذي جمع فيه مائة ألف حديث بالأسانيد الصحيحة وفيه يقول الحافظ أبو سعد بن السمعاني : لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله ، وهو في ثمانمائة جزء ." (7)
ـــــــــ
* المنزلة السادسة :
إن هارون (ع) كان هو القائم مقام موسى (ع) في غيبته مطلقا ، فكذلك علي هو الذي يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غيبته مطلقا، وقد جاء التنصيص عليه جليا، واضحا لا يرتاب فيه اثنان من أهل الإيمان بقوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي رواه الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي :
"لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " (8)
ــــــــــ
* المنزلة السابعة :
إن الله تعالى قد شد أزر نبيه موسى (ع) بأخيه هارون (ع) فكذلك شد أزر نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخيه علي (ع).
- قال الله تعالى :
" هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي". (9)
ــــــــــ
* المنزلة الثامنة :
إن هارون (ع) كان ثاني موسى (ع) في قومه، فكذلك علي (ع) ثاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أخوته.
ــــــــــ
* المنزلة التاسعة :
إن هارون (ع) كان أحب الناس إلى الله تعالى وإلى كليمه موسى (ع)، فكذلك علي بن أبي طاللب (ع) أحب الناس إلى الله تعالى وإلى رسوله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
" وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي". (10)
ــــــــــ
* المنزلة العاشرة :
إن هارون (ع) كان معصوما من الخطأ والنسيان، والزلل والعصيان فكذلك علي يكون معصوما من الخطأ والنسيان والزلل والعصيان .
ــــــــــ
* المنزلة الحادية عشر :
أبى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلا أن تكون أسماء بني علي (ع) إلا كأسماء بني هارون شبر وشبير ومشبر، فأراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونيين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون .
- روى الإمام أحمد بن حنبل بسنده وصحّحه الشيخ شعيب الأرنؤوط :
" عن على رضي الله عنه قال لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين قال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسين فلما ولدت الثالث جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر".
قال الشيخ شعيب الأرنؤووط : رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ فمن رجال أصحاب السنن.(11)
ــــــــــ
* المنزلة الثانية عشر :
ما حدث لهارون مع بني إسرائيل بعد ذهاب موسى (ع) لميقات ربه وتلقيه التوراة . فقد حدث ما يشبهه لعلي (ع) بعد وفاة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) سواء بصدهم عنه ومحاولة قتله :
- قال الله تعالى على لسان هارون (ع) :
"إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي". (12)
إذًا فحديث المنزلة نص صريح من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تعيين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بعده.
وصلّى اللهمّ على محمّد وآل محمّد وألعن أعدائهم ،،،
..................................................
(1) سورة طه / 30 – 32
(2) مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، 4 / 1870، ح رقم 2404 (بيروت: دار إحياء التراث)
(3) سورة طه / 29 – 30
(4) الحاكم النيسابوري، المستدرك ]بهامشه تعليقات الذهبي في التلخيص [، 3 / 143، ح رقم 4652
(بيروت: درا الكتب العلميّة، تحق مصطفى عبد القادر عطا، 1990م)
(5) سورة الشعراء / 214
(6) ابن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 48 – 49 (بيروت: دار الفكر، تحق علي شيري، 1996م.)
(7) أحمد بن الصدّيق المغربي، فتح الملك العليّ، ص 22 (أصفهان: مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (ع) العامة)
(8) الحاكم النيسابوري، المصدر السابق، 3 / 143، ح رقم 4652
(9) سورة طه / 30
(10) ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، 7 / 19، باب قول النبي (ص) لو كنت متخذا خليلا (بيروت: دار المعرفة)
(11) أحمد بن حنبل، مسند أحمد، 1 / 118، ح رقم 953، (القاهرة: مؤسسة قرطبة، الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها)
(12) سورة الأعراف / 150
* أول منزلة :
إن هارون (ع) كان شريكا لموسى (ع) في أمره، فكذلك علي (ع) شريك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أمره على الإمامة والخلافة من بعده لم يستثن سوى النبوة فقط.
- قال الله تعالى :
" هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي" (1)
- روى مسلم النيسابوري في صحيحه بسنده :
" عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". (2)
ــــــــــ
* المنزلة الثانية :
إن هارون (ع) كان أخا لموسى (ع) فكذلك علي (ع) كان أخا لرسول الله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بدليل حديث المؤاخاة المتواتر نقله بين الفريقين، ولم يستثن الرسول من حديثه إلا النبوة وعن ابن عباس في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي (ع) لم تكن لغيره من الصحابة الذي نقله حفاظ أهل السنة.
- طلب موسى (ع) من الله تعالى :
" وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي" (3)
- روى الحاكم النيسابوري في مستدركه بسنده وصحّحه الذهبي في التلخيص :
" ثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس : إما أن تقوم معنا و إما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال : فقال ابن عباس بل أنا أقوم معكم قال و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال : فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه و يقول أف و تف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و سلم : لأبعثن رجلا لا يجزيه الله أبدا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله فاستشرف لها مستشرف فقال : أين علي فقالوا : إنه في الرحى يطحن قال و ما كان أحدهم ليطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال ابن عباس ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني و أنا منه فقال ابن عباس و قال النبي صلى الله عليه و سلم لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال و علي جالس معهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة فأبوا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا و الآخرة قال ابن عباس : و كان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها قال و أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثوبه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين و قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قال ابن عباس : و شرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه و سلم ثم نام مكانه قال ابن عباس : و كان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء أبو بكر رضي الله عنه و علي نائم قال و أبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقال : يا نبي الله فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال و جعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان رمي نبي الله صلى الله عليه وسلم و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم و كان صاحبك لا يتضور و نحن نرميه و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك فقال ابن عباس : و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و خرج بالناس معه قال فقال له علي : أخرج معك قال : فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا فبكى علي فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي قال ابن عباس و قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة قال ابن عباس و سد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال ابن عباس : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كنت مولاه فإن مولاه . . . " (4)
الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.
الذهبي : صحيح.
ــــــــــ
* المنزلة الثالثة :
إن هارون (ع) كان وزيرا لموسى(ع) " وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي"، فكذلك علي بن أبي طالب (ع) وزير رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وطاعته واجبة وهو وصيّه من بعده بدليل
- قال الله تعالى :
" وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (5)
- روى الحافظ أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي بسنده :
" عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال:لما نزلت هذه الآية "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة وأمل لنا عسا من لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم فصنع لهم الطعام وحضروا فأكلوا وشبعوا وبقي الطعام قال ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا بني عبد المطلب أي والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وإن ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا وأني لأحدثهم سنا فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا / فقام القوم يضحكون ويقولون " لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع". (6)
ــــــــــ
* المنزلة الرابعة :
إن هارون (ع) كان أفضل قوم موسى (ع) عند الله تعالى وعند نبيه موسى (ع) فكذلك علي (ع) أفضل أمة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عند الله تعالى وعند رسوله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) .
ــــــــــ
* المنزلة الخامسة :
إن هارون كان أعلم قوم موسى (ع) فكذلك علي أعلم أمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد صرّح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك :
- قال الحافظ أحمد بن صديق المغربي في كتابه (فتح الملك العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم علي) :
" عن مجاهد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت عليها ، أخرجه الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في كتابه بحر الأسانيد في صحاح المسانيد الذي جمع فيه مائة ألف حديث بالأسانيد الصحيحة وفيه يقول الحافظ أبو سعد بن السمعاني : لو رتب وهذب لم يقع في الإسلام مثله ، وهو في ثمانمائة جزء ." (7)
ـــــــــ
* المنزلة السادسة :
إن هارون (ع) كان هو القائم مقام موسى (ع) في غيبته مطلقا ، فكذلك علي هو الذي يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غيبته مطلقا، وقد جاء التنصيص عليه جليا، واضحا لا يرتاب فيه اثنان من أهل الإيمان بقوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي رواه الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي :
"لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " (8)
ــــــــــ
* المنزلة السابعة :
إن الله تعالى قد شد أزر نبيه موسى (ع) بأخيه هارون (ع) فكذلك شد أزر نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأخيه علي (ع).
- قال الله تعالى :
" هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي". (9)
ــــــــــ
* المنزلة الثامنة :
إن هارون (ع) كان ثاني موسى (ع) في قومه، فكذلك علي (ع) ثاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أخوته.
ــــــــــ
* المنزلة التاسعة :
إن هارون (ع) كان أحب الناس إلى الله تعالى وإلى كليمه موسى (ع)، فكذلك علي بن أبي طاللب (ع) أحب الناس إلى الله تعالى وإلى رسوله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
" وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي". (10)
ــــــــــ
* المنزلة العاشرة :
إن هارون (ع) كان معصوما من الخطأ والنسيان، والزلل والعصيان فكذلك علي يكون معصوما من الخطأ والنسيان والزلل والعصيان .
ــــــــــ
* المنزلة الحادية عشر :
أبى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلا أن تكون أسماء بني علي (ع) إلا كأسماء بني هارون شبر وشبير ومشبر، فأراد بهذا تأكيد المشابهة بين الهارونيين وتعميم الشبه بينهما في جميع المنازل وسائر الشؤون .
- روى الإمام أحمد بن حنبل بسنده وصحّحه الشيخ شعيب الأرنؤوط :
" عن على رضي الله عنه قال لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين قال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسين فلما ولدت الثالث جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر".
قال الشيخ شعيب الأرنؤووط : رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ فمن رجال أصحاب السنن.(11)
ــــــــــ
* المنزلة الثانية عشر :
ما حدث لهارون مع بني إسرائيل بعد ذهاب موسى (ع) لميقات ربه وتلقيه التوراة . فقد حدث ما يشبهه لعلي (ع) بعد وفاة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) سواء بصدهم عنه ومحاولة قتله :
- قال الله تعالى على لسان هارون (ع) :
"إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي". (12)
إذًا فحديث المنزلة نص صريح من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تعيين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بعده.
وصلّى اللهمّ على محمّد وآل محمّد وألعن أعدائهم ،،،
..................................................
(1) سورة طه / 30 – 32
(2) مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، 4 / 1870، ح رقم 2404 (بيروت: دار إحياء التراث)
(3) سورة طه / 29 – 30
(4) الحاكم النيسابوري، المستدرك ]بهامشه تعليقات الذهبي في التلخيص [، 3 / 143، ح رقم 4652
(بيروت: درا الكتب العلميّة، تحق مصطفى عبد القادر عطا، 1990م)
(5) سورة الشعراء / 214
(6) ابن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 48 – 49 (بيروت: دار الفكر، تحق علي شيري، 1996م.)
(7) أحمد بن الصدّيق المغربي، فتح الملك العليّ، ص 22 (أصفهان: مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (ع) العامة)
(8) الحاكم النيسابوري، المصدر السابق، 3 / 143، ح رقم 4652
(9) سورة طه / 30
(10) ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، 7 / 19، باب قول النبي (ص) لو كنت متخذا خليلا (بيروت: دار المعرفة)
(11) أحمد بن حنبل، مسند أحمد، 1 / 118، ح رقم 953، (القاهرة: مؤسسة قرطبة، الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها)
(12) سورة الأعراف / 150