المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور عائلية ( الجزء الأول ) ..


آمالٌ بددتها السنونْ
07-01-2010, 01:46 PM
http://z.about.com/d/architecture/1/7/V/o/RobertKaris.jpg (http://z.about.com/d/architecture/1/0/V/o/RobertKaris.jpg)



صور عائلية ( الجزء الأول )


بقلم / الهادي@
وفاء نادر



المقدمة
أحداث القصة تدور حول أفرادِ أحد البيوت الكائنةِ في ضواحي مدينةٍ
صغيرة.عائلة السيد جميل مكونة من
أربعة أفراد زوجتة ليلى, ابنته سارة وهي البكر , حسام الأبن الأوسط
ثم يأتي آخر العنقود لؤي
يقال أن عبأ الوالدين يخف عندما يكبر الأبناء ولكن السيد
جميل يرى عكس ذلك وستعرفون السبب عند قرائتكم مجريات
واحداث قصتة .... وربما في النهاية تتفقون معه في الرأي من يدري؟!.. على اي
حال فالنتابع
السيد جميل مهندس معماري يعمل في احد الشركات. رجل عصامي
طموح مخلص في عملة ومحبوب من الجميع. زوجتهُ ليلى ربة بيت
ممتازة وأمٌ فاضلة ولكن شخصيتها تختلف تماماً عنه , فهي هادئة وعينها تكتحل
بالحنان دوماً....... لما لا
نتوقف عن الكلام ونفتح باب منزل السيد جميل ونرى ماالذي يجري خلف الأبواب


- 1 -
في غرفة الجلوس كان السيد جميل جالساً بمفردة يقرأ كتاباً يتحدث
عن الفن المعماري الحديث.صوت دقات الساعة جعلته يرفع نظرة
عن الكتاب وينظر الى الساعة..."العاشرة تماماً ولازال لؤي
"خارج المنزل !! هذه الولد سيجعلهُ يشيخ قبل آوان
هذه ماكان يفكر فيه عندما تعالى صوت رنين الهاتف, وضع الكتاب
جانباً وتوجه نحو الهاتف ليُجِيب
- منزل السيد جميل من المتكلم ؟
أبي هذه أنا -
صوت ابنته الحبيبة جعل ابتسامةً عريضة ترتسم على وجهه
صغيرتي كيف حالك؟؟ سعيدٌ لسماع صوتك -
وأنا كذلك ياوالدي العزيز , الحمد الله انا بخير -
ومشتاقة لك ولأمي وأخوتي
كيف هي أحوالكم؟؟
نحن بخير والحمد الله ولكن نفتقد تواجدك عزيزتي -
النبرة الحزينة في صوت والدها جعلتها تصاب بالغصة, فأجابتهُ
بصوت مخنوق
أبي أنا لا اسكن بعيداً وسأزوركم دائماً -
هل ستأتين في نهاية الأسبوع ؟ -
أجل هل تشك في ذلك؟؟!!
ضحكته الهادئة كانت الأجابة على تساؤلها
-اخبريني كيف هو علاء ؟؟
وجع الرأس ؟؟!! بخير وهو مستلقاً على الاريكة يشاهد التلفاز -
شيءٌ ارتطم بالهاتف , تلتهُ صرخة أبنتهُ الناعمة
- أبي هذه المعتوه قذفني بالوسادة !!!
اعطني السماعة -
كان ذلك صوت علاء وهو يختطف السماعه
!! عمي ايرضيك هذه ؟؟ -
الأنزعاج المصطنع في صوته كان واضحاً لذلك لم يرى السيد جميل من داعً ليُهديء الأمور
علاء بني ..... كيف حالك؟ -
بخير والحمد لله ياعمي ... انا مضطر لتوديعك وتسيلم السماعة لبنتك فهي تحوم كالنحلة -
الى اللقاء .... تفضلي -
أبي أين امي ؟؟ -
امك تشكو من صداع شديد اليوم وهي نائمة الآن -
مسكينة امي لا اعلم متى سترتاح من نوبات -
الصداع هذه ؟!
الحمد الله على كل حال يا بنتي أدعي لها في صلواتك -
بكل تأكيد بلغها تحياتي وغداً ساتصل للأطمئنان عليها -
سأودعك الآن تصبح على خير ياأبي
تصبحين على خير عزيزتي -
ماأن وضع السيد جميل سماعة الهاتف حتى تناهى الى مسمعه صوت
الباب الأمامي يُفتح

-2-
كان لؤي على وشك ان يرتقي السلم عندما اوقفه صوت والده
وهو يقول مستفسراً:
- أين كنت ؟
طأطأ لؤي برأسه بعد ان رأى علامات عدم الرضى على وجه
أبيه واجاب بصوت منخفض:
- ابي انت تعرف جيدا اين كنت
- وكيف لي أن أعرف؟!
- ابي هذه ليست المرة الأولى التي أتأخر فيها
وسبق ان ابلغتك بالأماكن التي ارتادها ومع من ألتقى
- نعم ولكن مع هذا اريد ان اعرف في كل مرة تخرج فيها
لؤي تأخرك الدائم غير مقبول وهكذا سلوك لا يليق بنا
- ابي انا لم ارتكب سؤاً في حياتي وانت ربيتنا على الصدق
في القول وحسن التصرف
- بني الوضع غير آمن والظروف لا تسمح بأن تبقى
خارج المنزل لوقتٍ متأخر.. والدتك وأنا نقلق كثيراً
- اعرف ذلك ولكني اذهب لقاعة البليارد فقط لأتسلى مع
اصدقائي ونتبادل الحديث
- بني انا لا اعترض على ذلك ولكن عليك مراعاتنا
- ابي انت وامي على راسي من فوق وجل اهتمامي بكم
ولكن لنفسي حق
- بني دائما ينتابنا الخوف عندما تكون خارج البيت وعليه
عليك التقليل من خروجك ليلاً
- نعم ابي اعدك بذلك واستميحك عذرا لتأخري هذه الليله
- لا بأس والحمد لله انك عدت سالماً..
قبل لؤي رأس والده ويده وتمنى له ليلة سعيده....
 
 
-3-
ماأن وصل لؤي غرفته حتى تنفس الصعداء, في الحقيقة لم يكن
صادقً تماماً مع والده عن مكان تواجده ولكن هذه ليست المره
الأولى التي يراوغ فيها!.
ابتسامة عابثه ارتسمت على شفتيه وهو يتوجه نحو سريره
ليستلقى , الأحساس بالأرهاق كان يتملكه فأغمض عينيه , ولكن
شريط أحداث الأمسية المثيرة التي قضها مع اصدقائة ابتدء
يرتسم في مخيلته من جديد
هدير الدراجات النارية ,, الهواء وهو يعصف بوجهه اثناء
قيادتة الدراجه باقصى سرعة ونشوة الفوز بالسباق
- رائع رائع في نهاية الأسبوع سأعاود الكره من جديد
ولكن ليس غداً فقد اغضبت والدي العزيز بمافيه الكفايه
تمتم بذلك في نفسه وانطلقت منه ضحكه خافته نهض بعدها
ليغير ملابسه، في الواقع هو يعشق والده ويفتخر به فهو مثله
الأعلى في الحياة ولكن قلقه الزائد يسبب له الضيق احياناً!. وهو
مُتوجهٌ الى الحمام التفت ناحية النافدة حيث ينام أخوه حسام
احياناً ينسى بأن لديه أخ يشاركه الغرفة -
تنهد ومضى في طريقه , في هذه الأثناء كان السيد جميل يتأكد
من الأبواب والنوافد ويحكم أغلاقها,و بعد أن انتهى من مهمته صعد
لغرفته لينام
كانت خيوط الشمس الذهبية تتسل عبر نافدة غرفة الطعام لتضفي
جواً خيالياً على الغرفة
لقد احسن زوجها فعلاً في تحويل هذه الغرفة ألى غرفة طعام -
لا عجب فهو مهندس وبارعٌ جداً في عمله
كانت تفكر في ذلك وهي ترتب الطاولة لتناول الفطور وما إن
رفعت رأسها حتى رأتهُ يدخل من الباب, فأشرق وجهها كشمس ,
حيته ببتسامة رقيقة..
- أين الأولاد؟
- حسام في المطبخ ولؤي كالعادة يريد خمس دقائق اضافية من النوم
اطلق السيد جميل ضحكة خافته وهز رأسه رداً على تعليق زوجته
جلس وتناول أبريق الشاي ليسكب لنفسه . دخل حسام في هذه الأثناء وقبل رأس والده
- صباح الخير أبي
- صباح الخير بنيّ
- هل تريد ان اسكب لك قدحاً ايضاً؟
- لا شكراً فقد سبقتك ويجب ان انصرف الآن فقد تأخرت
عن الجامعة
- فاليحفظك الله يابني .... حسام
- نعم
- الليلة بعد صلاة المغرب سنذهب انا وانت ولؤي لحظور محاضرة
يلقيها الشيخ عبد الحميد المهاجر , فحاول ان تتفرغ هذه المساء
لاحظ السيد جميل تردد حسام فرفع حاجبه مستفسراً فماكان من حسام
ألا أن همهم بالموافقه. بعد انصرفه نظر السيد جميل الى زوجته وقال:
- حسام يقلقني كثيراً
- اعلم وانا كذلك لستُ ادري لم لا يود الأفصاح عمَّ يجول في خاطره
لما يعزل نفسه عنا وعن العالم؟!
- هوني عليكِ دعيه لي
هذه ماتحبه في زوجها ثقته التامه بنفسه . عندما يتكلم هكذا يجعلها
تشعر بالقوة وتجدد لديه العزيمة كم هي محظوظة به كزوج.
ربتت على يد زوجها شاكره ونهضت لذهاب للمطبخ , في طريقها
كادت تصتطدم بلؤي الذي كان مسرعاً كالصاروخ
- أمي لما لم يوقضني أحد !.. الآن سأذهب للمدرسة راكضاً
ضحكة والديِّه ازعجته فزداد عبوساً
- أنا سأوصلك في طريقي فأنا مغادر ولا مشكلة في ان اغير طريقي
لهذه اليوم فقط ....هيا فلنذهب
- فاليحفظكما الله
ودعت ليلى زوجها وأبنها ونصرفت لتكمل مهمها اليومية...

آمالٌ بددتها السنونْ
07-01-2010, 01:59 PM
-4-


في المساء أجتمع السيد جميل مع ولديه حسام ولؤي في المنزل
قبل التوجه للحسينيه ليعضهم كيف يكون تصرفهم في المجلس.
اليوم هو الأول من شهر محرم الحرام حيث يقام فيه عزاء على
الأمام الحسين عليه السلام.ولقد رأى أن من واجبه كأب أن
يوضح لهم ضرورة أحترام هذه المناسبة
الأليمة والأستفادة القصوى من المحاضرة التي سيلقيها الشيخ.
في الساعة السادسة تماماً توجه السيد جميل مع أولادة للمكان
الذي سوف يُلقي فيه الشيخ الجليل المهاجري محاضرته. اثناء
الطريق كان لؤي يخبر والده عن مشروع المُجسم الذي يريد منهُ
ان يساعدة في بنائة ليقدمة كنشاط مدرسي, وحسام كان مشغولٌ
بأفكارة .....
- لم يكن يُرد الحظور فالتجمعات والناس عموماً يسببون له
التوتر والضيق ولكن مابليد حيله فارفض كان سيجعل والده
يعود للموضوع الذي يمقته....

- حسام

كان ذلك صوت والده مقاطعاً أفكاره....

- نعم أبي
- مارأيك أن تقوم أنت برسم التصميم لأخيك ؟!
- ليس لدي مانع غداً عطلة نهاية الأسبوع وبأمكاننا ان
نعمل عليه معاً.
- المشكلة أن لدي ارتباط مع اصدقائي غداً !!
- لؤي انت تعرف ان أختك وزوجها قادمين غداً وسنقضي اليوم
معاً كأسرة.
- اعلم وسأكون متواجداً ولكن في المساء سأستئذن منكم
- ومن سيعطيك الأذن ؟؟!!
بأبتسامة عريضه.... أنت ياولدي وأعدك بأني لن اتأخر
سندريلا ستكون في البيت في الموعد المحدد
لم يتمالك السيد جميل نفسه ونفجر ضاحكاً..."هذه الولد لديه اسلوب
فريد للحصول على مايريد" ... كان يحدث نفسه بذلك عندما لاح المجلس
أمامه. أوقف السيارة في أحد المواقف وترجل هو وأولاده وتجهو نحو
المجلس. كان المكان مكتظاً والشيخ المهاجري على المنبر يستعد لألقاء

كعادته أسترسل بعفويه وقدم أروع مجلس حسيني
وعظ فيه الناس بالتقوى وعرفهم بمصيبة سيد الشهداء. هذه الشيخ الجليل
رائع ومبدع في أيصال الأهداف السامية للقلوب قبل العقول حفظه الله.
قضى الجميع ساعتين من الفائدة بعدها انصرف كلٌ في طريقة...
- لؤي اين حسام ؟؟!!
- لقد رأيته يتحدث مع والد صديقه محمد رحمة الله عليه
الأب بدهشة.....

- محمد توفي !!! .. متى حصل هذا ؟!
- لقد مرت سنتان تقريباً على وفاتة ولا تتخيل كم تألم حسام
يا أبي !!
- لؤي متى حصل هذا ؟!
- عندما كُنتَ مسافراً لتنفيذ احد مشاريع الشركة
- لاحول ولاقوة ألا بالله
. رحمة الله عليه
فجأة احس السيد جميل بحُزنِّ شديد يطوق قلبه فقد أدرك لتو السبب وراء
عزلة ولده الحبيب, لكن ذاك الأحساس لم يدم طويلاً فسرعان ماحل
الغضب مكانه. الغضب من نفسه اذ يبدو انه مقصر اتجاهه إبنه هذا !!
- أبي هل كُل شيء على مايرام؟!
كان ذلك صوت حسام مستفسراً, فنظرة الحادة الشاردة التي كانت تعلو
وجه والده لم تفته حين وصوله....
- حسام انا وانت يجب ان نتكلم ولكن ليس هنا
فلنصعد السيارة.
استغرب حسام كثيراً فأخذ يسأل نفسه أن كان قد أقدم َعلى فعلٍ أغضب والده
من دون ان يدري ؟!, ولكن على حد علمه هذه اختصاص لؤي. نظر ألى
أخيه ولكن ذاك الآخر كان متجهماً !!.ولم يستطع التكهن.
خيم الصمت على الثلاثة طوال الطريق. وماأن وصلو البيت حتى طلب
السيد جميل من حسام ان يصحبهُ الى المكتب....



-5-
كانت ليلى جالسه في غرفة الجلوس تتابع المحاضرة الثانية لشيخ
على قناة الأنوار عندما سمعت صوت الباب يُفتح. انتظرت أن يدخل
زوجها والأولاد عليها ولكن لا أحد؟؟!!. اطفأت التلفاز ونهضت لترى
مالذي يؤخرُهم.وجدت لؤي جالساً على درجات السلم تعلو وجهه
نظره شاردة.....
- بني ؟!
- نعم أمي
- اين والدك وحسام؟
- في المكتب
- آه !!... كيف كانت المحاضرة؟
- كانت محاضرة نافعة ومفيدة وقد نبهتني لأشياء كثيرة لم تكن
في مخيلتي من قبل ... أتعلمين يا أمي
- ماذا ؟
- حديث الشيخ جعلني افكر واتدبر , مشاعر جديدة ايقظتها
كلماته بداخلي , أيماني بالله وأهل البيت سلام الله عليهم
اصبح اكثر عُمقاً... سأواصل حظور المحاضرات
مع والدي
استبشرت ليلى خيراً من كلام ولدها الصغير, في داخلها كانت تعلم
بأن هذه من بركات المجالس الحسينية, فشكرت الله في سرها.
السرور كان جلياً في عينيها الحنونتين وهي تمسك بيد ولدها وتسأله:
- لما لا نُعدْ الطاولة للعشاء ريثما ينتهى والدك من حديثه
مع حسام
أجابها ببتسامة عريضة...
- كما تريدين ياسيدتي انا في خدمتك دائماً
في المكتب كان شأنٌ آخريحدث والتوتر كان يسود الأجواء, على الأقل
هذه ماكان يشعر به حسام فنظرات والده كانت مركزه عليه وللآن لم
يتفوه بكلمة....
- عظم الله لك الأجر في وفاة محمد يا حسام
وقع الجملة كان كالصاعق عليه , اهتزت مشاعره وترقرقت الدموع في
عينيه ولم يستطع ان يجيب. مرئى الدموع في عينيِّ حسام جعلت السيد
جميل ينهض من مكانه ويحتضن ولده مواسياً
- لما لم تخبرني يابني
- انا لستُ لؤي أو سارة
الحيرة في وجه أبيه جعلتهُ يتابع......
- دائماً اجد صعوبة في التعبير عما بداخلي بعكسهما
تنهد السيد جميل وربتَ على كتف حسام....
- تعال لنجلس
- بني نحن جميعاً بشر ولكن لكل منا شخصيته واسلوبة
في التعبير عن ذاته ومشاعرة... هل تعرف الفرق
بين الكاتب والرسام؟
الكاتب يعبر عن افكارة ومشاعره بكتابة موضوع
اما الرسام يعبر عنها بصورة أليس كذلك ؟!
- نعم أبي
- ماأريد قوله يابني انك لا تشكو من شيء والصعوبة التي
تعاني منها ماهي ألا نتيجة عدم محاولتك التقرب من أحد
أو وضع ثقتك فيه.... طوال سنوات اقتصرت على صداقة
محمد رحمة الله كان أقرب أليك من أفراد أُسرتك ولا تعتقد
اني لم الاحظ........ الآن محمد توفي وهذه سُنة الحياة لأن
الله يقول في كتابه الكريم (( كل من عليها فان)) وهذه حقيقة
لا مفر منها
- نعم أبي ولكن محمد رحمة الله كان صديقي الوحيد ... أخي
الذي لم تلده أمي وقد فقدته
- بني الحياة عالم فسيح وفيه الكثير من الخيرين الذين يمكن
ان تبني معهم علاقة صداقة جديدة
- وهل هنالك مثل محمد ؟!
- نعم وربما تبني علاقة اقوى معهم ولكن عليك المحاولة
ساد الصمت لدقائق اثنائها كان السيد جميل يدرس ملامح حسام والنتيجة
لم تعجبة فلازل الشك والتردد وعدم الأقتناع تملىء نظرات أبنه
لذلك قرر ان يعكس استراتيجيتة في الحديث...
- اتعلم يا حسام ؟! هناك مثل يقول " اذا كبر أبنك خاويه " لما لا
تحاول معي يابني ؟!
الأبتسامة التي أضأت وجه حسام كانت كالبلسم على قلب السيد جميل
كان مستعداً لتقديم الغالي ونفيس في سبيل ان تبقى للأبد على شفتيِّ أبنه.
مر الوقت والأب والأبن يتحدثان في مختلف الأمور , صوت قرعاً
على الباب ورأس لؤي يطل من فتحةِ الباب قاطع حديثهما....
- أبي أمي تقول العشاء سيبرد تناولا الطعام اولاً ثم اكملى
حديثكما
- حسناً نحن قادمان
ماأن أُغلق الباب خلف لؤي حتى التفت السيد جميل ناحية حسام
- بني مارأيك لو خطبنا لك ؟؟
سؤال والده المفاجأ والغير متوقع أربكه...
- أبي ماهذا السؤال .... هل انت جاد في ماتقول ؟
- نعم بني فأنت اصبحت رجلاً وماهي ألا اشهر وتتخرج
ان شاء الله.... ناهيك عن رغبتي في رؤية
اطفالك يترعرعون امام ناظري
- أبي لم أفكر من قبل في هذه الأمر ولكن أن كانت رغبتك فالأمر أمرك
- حسناً سأناقش هذه الموضوع مع والدتك وعندها يقدم الله مافيه الخير
والصلاح
- الآن لنذهب لتناول العشاء قبل ان يقضي أخوك على
الطعام
كان الأثنان لايزالان يضحكان عندما دخلا غرفة الطعام , ومن نظرة
لاحظت ليلى التغير الذي طرأ على إبنها حسام. تطلعت في عيني
زوجها متسائله فرد عليها بنظرة وأيمأه من راسها تقول " فيما بعد ".


-6-
عطلة نهاية الأسبوع هذه ماكانت سارة تنتظرة بفارغ الصبر
فقد اشتاقت لأُسرتها. زوجها مشغول طوال الأسبوع ولم تتمكن
من رؤيتهم والآن ان لم يأتي لمساعدتها فسوف يتأخران
- علاء
- سارة لم تصرخين ؟!.. انا في غرفة الجلوس ولستُ
في الطابق العاشر
- تعال وساعدني يجب ان نكون في منزل والدي في الوقت
المحدد وانا لم انتهي بعد
أحتاج لتنتبه لشوربة ريثما أخرج الغسيل من الغساله
- اسف عزيزتي ولكن لا بد ان أُنهي الأورق التي بيدي
كي اسلمها لرئيسي اليوم... بالمناسبة سنمر على المركز
قبل التوجه لبيت عمي
أحس بوجودها في الغرفة فرفع رأسه عن الأوراق, كانت تضع
يديها على خصرها وتصوب نظرات حاده نحوه..
- اتعلم أمقُتْ عملك هذه
ضحكته العاليه جعلتها تغتاض كثيراً...
- عزيزتي اعتقد ان هذه هي المرة المائة التي تقولينها
اتعلمين كثيرات يتمنين الزواج من محقق بارع
مثلي !!
ردت عليه ساخره.....
- ولما لا تتزوجهن ؟!
- بكل بساطه تكفيني واحدة... وهي جميلة ورقيقة
ولديها أسرة رائعة تحتضنني كأبن لها
كانت تحاول ألا تبتسم وهي ترفع حاجبها وتقول له ....
- من الأفضل ان تذهب لتحريك الشوربة
صدى ضحكاته رافقتها لغرفة الغسيل ولكن ذلك لم يزعجها
فقد تعودت على حس الفكاهة لديه. علاء زوج صالح وهي
تفتخر به ولكن عمله كمحقق يسبب لها القلق فهو محفوف
بالمخاطر...
- عندما ارى أمي اليوم سأبث لها همي وكذلك
سأخبرها بسري الصغير
أبتسمت بخجل وواصلت عملها ......
في الساعة الثانية عشرة تماماً كانت سارة وعلاء في منزل
السيد جميل. تناولت الأسرة طعام الغذاء بعدها انتقلو لغرفة
الجلوس لشرب القهوة وتبادل الأحاديث.كان الجو حميماً والأحاديث
طيبه ولم ينتبه الجميع ان المساء قد حل ألا لؤي بتأكيد.....
- أبي
- نعم بني
- اطلب الأذن للأنصراف
مقطب الجبين نظر السيد جميل في ساعته...
- الساعة الخامسة مساءً لقد مر الوقت ولم نشعر
حسناً بأمكانك الأنصراف ولكن .....
قاطعه لؤي واكمل....
- "لا تتأخر" .. لقد حفظت الدرس ياولدي واعدك
بأني لن أتأخر
- بارك الله فيك
انصرف لؤي وترك الأسرة تكمل أمسيتها بدونه. وماهي ألا ساعة
حتى تعال صوت رنين الهاتف المحمول الخاص بعلاء .....
- عن أذنكم سأجيب على الهاتف
نهض من مكانه وغادر الغرفة بعد دقائق عاد أليهم والحرج
يعلو ملامحه...
- متأسف ولكن أنا مضطر للمغادرة
نظرات زوجته جعلته يضيف بسرعه....
- الأمر طارىء يحتاجونني في المركز
وألا لما .....
رفع السيد جميل يده مقاطعاً..........
- لا داعي لتأسف أو تبرر لنا يابني اذهب في أمان الله
- شكراً ياعمي أراكم لاحقاً

آمالٌ بددتها السنونْ
07-01-2010, 02:04 PM
- 7 -
ما أن غادر علاء حتى نهضت سارة متوجهه الى المطبخ
وعلامات الضيق على وجهها..
- يجب أن الحق بها فهي لا تبدو بخير
أومأ السيد جميل برأسه وتناول الصحيفة التي بجانبه ليقرأها,
عندما وصلت ليلى وجدت ابنتها تجفف دموعها..
- سارة ؟!
- لما بكأكِ حبيتي ؟!
فور سماع سارة صوت والدتها استدارت وألقت نفسها في
أحضان أمها ..
- أمي انا حامل
السرور العارم الذي احست به ليلى افقدها النطق لثوان
لذلك تابعت سارة باكية....
- وأمُقت عمل علاء
اطلقت ليلى ضحكة عدم تصديق.. - يبدو ان ابنتها تعاني من تغير
الهرمونات -..احتضنتها ثانية ومسحت على شعرها
- حبيبتي هوني عليكِ تعالي ...
اخدتها وصعدت بها لغرفتها التي قضت فيها اربعة وعشرين
سنة من حياتها.حامت نظراتها فوق كل ركن من اركان
غرفتها, شعرت بالحنين وتاهت في الذكريات.. لازال كل شيء
كما تركته ليلة زفافها, يبدوان أمها تداوم على تنظيفها فلا أثر
للغبار. كانت تحدث نفسها بذلك عندما جاءها سؤال والدتها ...
- والآن لما كل هذه الأنفعال لكونك حامل ؟!
يجب ان تكوني مسروره لكونك ستصبحين أماً
- اعلم وانا سعيدة جداً ولكن ليس هذه مايزعجني
- أذن ؟!
تنهدت سارة ونظرت لوالدتها بحزن ...
- دائماً ينتابني الخوف عندما يستدعونه هكذا.... اخاف
ان يصيبه مكروه....
- " وقل لن يصيبنا ألا ماكتب الله لنا " ... بنيتي نحن
جميعاً تحت مشيئته سبحانه ونتمسك بأذيال رحمته
ولا نستطيع ان نهرب من المقدر علينا
كون علاء يعمل في مجال خطر هذه لا يعني بأنه
محتومٌ ان يصبه شيء
امسكت ساره بيد والدتها وقبلتها....
- كنت اعلم بأني سأرتاح بمجرد الحديث لك
ياأمي... لا حرمني الله منكِ
ابتسمت ليلى بحنان ومسحت على خذ ابنتها
- نصيحه من أمك التي تحبك كوني سنداً لزوجك
لا عبأً ودعي الهواجس جانباً... بنيتي تفهمينني
أليس كذلك ؟؟
- نعم ياأمي
- والآن لننزل للأسفل ونخبر والدك وإخيكِ بالخبر
السعيد
ماأن وصلتا لممر المؤدي لغرفة الجلوس حتى دخل علاء ولؤي
من الباب الأمامي. ملامح وجهيهما لم تكن تبشر بالخير فهرعت
ليلى نحو ابنها وامسكت بيده...
- بني هل حصل مكروه ؟؟
- حماتي من الأفضل ان نتحدث في غرفة الجلوس
نظرت لعلاء واومأت برأسها موافقه ....



-8-
- لقد تم القبض عليه وهو يقود دراجة ناريه مسروقة
خيم الصمت على الجميع ماأن صرح علاء بذلك. الذهول كان
واضحاً على وجوه أفراد أُسرته .. والدته, أُخته , وأخيه اما
والده فلم يقوى على النظر أليه لذلك ركز نظراتها على الأرض.
كانت ساره هي من كسرت الصمت عندما صاحت...
- علاء ماذا تقول؟؟ هل انت متأكد؟؟
- نعم عزيزتي كان يقود دراجة نارية مسروقة
والمكالمة التي وصلتني كانت من زميلي , عندما
اخبرهم بأسمه عرف فوراً ان بيننا صلة قرابة
فتصل بي..
كان الجميع بانتظار ان يتكلم السيد جميل ولكنه لم يتفوه بكلمة.
لم يتحمل لؤي أكثر فرفع رأسه ونظر الى أبيه وما أن التقت
عيناهما حتى تمنى ان تشق الأرض وتبتلعه. كانت خيبة الأمل
والآسى تكسو ملامح أبيه فما كان منه ألا نهض من مكانه و
توجه الى حيث كان يجلس وركع عند قدميه..
- أقسم بأني لم أكُنْ اعلم ياأبي .... أُقسم
- عمي مايقوله لؤي صحيح فهو لم يسرقها
وصاحب الدراجه شهد بذلك, رفيقه حاتم
هو من سرقها
- اذاً لم كُنت تقودها؟؟
نبرة والده المملؤه بالغضب جعلت قلبه يغوص بين اضلعه, فأجاب
بصوت منخفض..
- كان هناك سباق لدراجات وأردتُ الأشتراك
فقام حاتم وعرضها عليِّ... اقسم بالله بأني
لم اكن اعلم.
- يبدو ان ثقتي لم تكن في محلها..... أذهب لغرفتك
الآن..
- أبي ؟؟!!
قالها لؤي راجياً ألا أن السيد جميل نهض من مكانه وتجه
نحو النافدة.امسك حسام يد أخيه وقادهُ خارج الغرفة.عندما أُغلقَ
الباب خلفهُما تنهد السيد جميل واستدار...
- علاء شكراً بني لن انسى صنيعك هذا
- عمي !!.... لؤي أخي وانتم أُسرتي فلا
تشكرني فهذه واجبي.
- بارك الله فيك يابني
- أبي ؟؟
- نعم صغيرتي
- لؤي لازال صغيراً.. و..... وأنت تعرف كيف هو
القلق في صوت ابنته على أخيها جعله يرفع حاجبه ويبتسم...
- وانتِ تعرفين كيف هو والدك أليس كذلك ؟!
أومأت برأسها وبادلته الأبتسام. أجل هي تعرف كيف هو والدها
طيب , حنون ويعالج الأموردائماً بعقلانية وحكمة بالغه.. ما أروعه
من أب ؟!!.تحدثو في الموضوع قليلاً بعدها غادرت سارة مع زوجها.



-9-

عندما نزل السيد جميل الى غرفة الجلوس كانت زوجته تُخرج
كرات الصوف من صندوق الحياكة الخاص بها. جلس على
الكنبه المقابله لها وتناول الكتاب الموضوع على المنضدة.
- هل تحدثت أليه ؟
لم ترفع بصرها وهي تسأله ذلك, اخذ يتأملها وهي تختبر أبر
الحياكة وتفك الخيوط وتلف اطرافها حول اصابعه وكأنها
تريد ان تتاكد من درجة نعومتها.لو كان بيكاسيو لخلذ هذه
اللحظات في لوحة تنطق جمالاً..
رفعت رأسها فجأة مستغربةً صمته !!, وكررت سؤالها..
- عزيزي هل تحدثت للؤي ؟؟
- اه ... أجل, لقد وعد بأنه لن يكررها
وسيتجنب رفاق السؤ مستقبلاً ..... ندمه
كان واضحاً ولمست الصدق فيه لذلك
سامحته .... مع هذه فهو معاقب
ولن يبرح المنزل لمدة اسبوع وقد اخبرته بذلك.
ضحكت برقه وأجابت ...
- جيد
- اتعلمين كلما كبر الأولاد كلما ازدادت مسؤليتنا
نحن الآباء و الأمهات .. كُنت اعتقد بأنه بمجرد ان يتمكنو من
الأعتماد على انفسهم سنرتاح ولكن كما ترين
المسؤلية لم تنقص بل زادت !!!
- عزيزي لا اعتقد ان دورنا ينتهى ابداً مهما بلغو من
العمر فطالما نحن نحبهم ونهتم لأمرهم فلن نتوقف
عن القلق عليهم ومساعدتهم متى احتاجونا
- اجل كلامك صحيح
- عزيزي؟؟
- نعم
- يجب ان تستعد للعب دوراً جديد
- وماهو ان شاء الله ؟!
- الجد
- سارة حامل ؟!
اومأت برأسها والسعادة مرسومة على شفتيها...
- لهذه اخرجتي صندوق الحياكة !!
انا لم ارك تعملين بالصوف منذ ولادت لؤي
الآن فهمت.... ولكن
لما لم تخبرني تلك العفريته الصغيرة؟!
- عزيزي انت تعرف شخصية ابنتك
مزيج من الجرأة و الخجل.. هي لم تخبر علاء
للآن اتصدق ؟؟!!
لم يتمالك السيد جميل نفسه واطلق ضحكة تملؤها البهجة.تملكه
شعور رائع بعدها.. شعور بالأمتنان نحو الخالق. رفع كفيه ألى السماء
شكر الله وسأله ان يحفظ عائلته ويوفقه في مهمته كأب وجد..


الخاتمة
بعد مرور تسعة أشهر انضم عضوين جديدين لعائلة السيد جميل
مولودة صغيرة أسموها" ميلاد" وزوجة حسام آمال.وقد ولدت الصغيرة
في ليلة زفاف خالها مما جعل الفرحة فرحتين. لؤي التحق بكلية
الطب وكانت تلك مفأجاة للجميع فلطالما اعتقدو بأنه سيسر على نهج
والده وأخيه, ولكن يبدو ان ميوله مختلفة.. والآن لنغلق باب منزل
السيد جميل فلا داعي لأن نتطفل عليهم أكثر.....

خادم الحسين(ع)
01-02-2010, 10:20 AM
ما أحلاها من قصة: هل هي حقيقية؟
يوجد خطأ تعبيري :- "لا تتأخر" .. لقد حفظت الدرس ياولدي
التصحيح:- "لا تتأخر" .. لقد حفظت الدرس ياوالدي

(^_^)

آمالٌ بددتها السنونْ
01-02-2010, 02:40 PM
لا اخوي جميع الأحداث والشخصيات من نسج خيال
الكُتاب وان صادف حدوثها او وجد نفس الشخصيات في الواقع
ماهو ألا صدفه.... الأسلوب الذي اتبعناه هو الـ fiction وهذه النوع
من الكتابه يمتزج فيه الخيال مع تجارب الكاتب وينتج عنه قصه
قريبه من الواقع....
أخي الكريم شكراً لمرورك ولتصحيحك للأخطاء الوارده
تحياتي لك

بنت العراق
27-06-2010, 07:41 AM
بسمه تعالى

جميلة جداً هذه القصة


سوف اذهب سريعا لاكمال الجزاء الثاني

سلامه999
29-06-2010, 06:58 PM
شكرااا على القصه

آمالٌ بددتها السنونْ
17-08-2011, 03:49 PM
بسمه تعالى

جميلة جداً هذه القصة


سوف اذهب سريعا لاكمال الجزاء الثاني



شكراً لمرورك اختي الفاضلة وابداء
رأيك، خالص شكري وامتناني و
تحيه طيبه لك مني..

آمالٌ بددتها السنونْ
17-08-2011, 03:50 PM
شكرااا على القصه

الشكر لكم اخي الفاضل لتشريفكم
صفحتنا المتواضعه
خالص شكري وامتناني وتحيه
طيبه

حبيبة الحسين
29-08-2011, 12:11 AM
مشكورين لهذا المجهود الرائع
بارك الله بكم

ربيبة الزهـراء
04-09-2011, 06:13 PM
احسنتم جدا جدا جدا

ابداع منكم .. مبدعين عيوني :)


تسسلمين حبيبتي :) ويعطيكم ربي الف عافيه


موفقة يارب

آمالٌ بددتها السنونْ
12-09-2011, 02:46 PM
مشكورين لهذا المجهود الرائع


بارك الله بكم


الشكر موصلٌ لك اختي الفاضلة حبيبة
تواجدك سرني، تحيه طيبه لك مني

آمالٌ بددتها السنونْ
12-09-2011, 02:48 PM
احسنتم جدا جدا جدا

ابداع منكم .. مبدعين عيوني :)


تسسلمين حبيبتي :) ويعطيكم ربي الف عافيه


موفقة يارب

ردك الطيب غمرني بكل ماهو جميل اختي
الفاضلة ربيبة، انا ممتنه لك حقاً من القلب
شكراً، فاليحفظك الله عزيزتي
تحياتي.

دموع.
19-09-2011, 07:24 PM
جميل جدا اختي العزيزه
و اريد ان اقرأ الجزء الثاني بلهفه
تحياتي

آمالٌ بددتها السنونْ
26-09-2011, 04:37 PM
جميل جدا اختي العزيزه
و اريد ان اقرأ الجزء الثاني بلهفه
تحياتي
الجميل هو تواجدك الكريم يا اختي العزيزة
اتمنى ان يحوز الجزء الثاني كذلك على
اعجابك
بيني وبينك افضله على الجزء الأول هههه
لأنني عندما كتبته كنت اكثر تماسكاً وكنت
اعرف ما اريد لهذا خرج اكثر جودة بطبع
الفضل يرجع الى الجزء الأول
فهو كان محاولة واختبار لطاقة قلمي ومنه
تعلمت..
سرني مرورك كثيراً اختي فاااتي من القلب
شكرا وتحيه طيبه

ghada
05-10-2011, 01:23 AM
غاليتي وفاء
قصة رائعة واسلوب جميل جدا كلمات سهلة انسابت بكل جمال فلامست كياننا وكاننا جزء من هذه العائلة
وفقك الله لكل خير
دائما متميزة ومبدعة
لك مني اجمل باقات الورد

لله عشقي
07-10-2011, 08:32 PM
عائله جميله
قصه راائعه ومرتبه
جزيل الشكرلكم
وفقكم الله ورعاكم

آمالٌ بددتها السنونْ
20-10-2011, 03:15 PM
عائله جميله
قصه راائعه ومرتبه
جزيل الشكرلكم
وفقكم الله ورعاكم
الشكر موصول لكم اختي الفاضلة لله عشقي
تواجدك ها هنا ايضاً من جديد اسعدني و
رأيكم محط تقدير منا.. تحياتي