rafedy
07-01-2010, 04:15 PM
على طول تاريخ الامة الاسلامية التي دخلت الآن في السنة الثامنة بعد الاربعمائة والالف من بداية انطلاقها بعد الهجرة، على طول هذه الحقبة الزمنية تعرضت أمتنا لضغوط حضارية شديدة جداً كادت تذوب بسببها.
إن هذه الضغوط الحضارية لم تكن خطيرة في الجانب العسكري، لان أمتنا قد تحصنت منذ البدء بفلسفة الشهادة التي لا يخشى عليها من الذوبان العسكري، ولم تكن اقتصادية الاتجاه، لان أمتنا لم تعتمد على محور المال والثروة والاقتصاد. بل تمحورت حول قيمة الحق. لذلك لم تكن الضغوط الاقتصادية قادرة على تذويب أمتنا عبر التاريخ، ولم تكن الضغوط الاجتماعية كذلك، لان امتنا تدرعت بدرع حصين من الروابط الاجتماعية المتينة. بل كانت تلك الضغوط ثقافية، الثقافة التي تتسرب كالماء تدخل في عمق القواعد الارضية للامة، وتفسد جماهيرها ثقافياً وفكرياً بطريقة أو بأخرى. هذا الضغط كان أشد خطراً من ألف سيف بل مئة ألف سيف بل مليون سيف.
إذن كيف نحافظ على أمتنا من خطر الغزو الثقافي عبر التايخ. امتداداً من حركة الترجمة اليونانية في البلاد الاسلامية ايام يزيد بن معاوية أول من حاول أن يترجم الكتب الفلسفية الالحادية الى اللغة العربية، امتداداً من ذلك اليوم وانتهاءاً بانتشار الافكار الديصانية، والافكار الافلاطونية الحديثة، والافكار الهندوكية والافكار المجوسية!!
الجواب: هو مجالس الذكر.
لا ريب ان العلماء الأمناء على حلال الله وحرامه هم أول من حافظ على هذه الثقافة، وأول من ضحى من أجلها.
فحينما كانت ورقة الكتاب تهمة تكفي لاعدام كاتبها، وحينما كانت الدنيا تضيق بأهل العلم الحقيقيين ولا تزال. حينئذ كان المنبر الحسيني وجلسات الذكر ومواكب العزاء ومسيرات التعزية، كلها كانت أداة لتزريق الجماهير بثقافة رسالية حية صافية نقية بعيدة عن الرواسب الجاهلية وعن الافكار المستوردة.
لقد قلت-آنفاً-أن كربلاء ليست ملحمة للبطولة، وانما هي مدرسة لرسالة كلها بما فيها البطولة وبما فيها سائر عناوين الحياة. وحين دخلت ملحمة عاشوراء وعي الامة الاسلامية، فاننا لم نكن نخشى من انهيار ثقافي لان ركيزة ثقافية قوية قد تركزت في عمق الانسان المسلم بسبب كربلاء المقدسة، كون كل انسان مسلم لا سيما الفرد الرسالي يعيش في قلبه خريطة مصغرة لكربلاء ومنذ نعومه أظفاره. ويحمل في قلبه شخصية الامام الحسين عليه السلام، ليس الامام الشهيد فقط وانما كبار أصحابه وابناءه، فالعباس له مكانة خاصة في قلوب الموالين.. وعلي الاكبر، وحتى ذلك الطفل الرضيع الذي أعدم رمياً بالسهام في أرض كربلاء بعد أن ذاق الامرين من العطش والحر، انه هو الآخر يعيش مثلاً للبراءة.. ومثلاً للبطولة في قلب كل انسان مسلم، أليس كذلك؟!
فكيف يمكن لهذا المسلم الذي يعيش كربلاء ويذوب في ملحمة الحسين عليه السلام وتبقى مأساة أطفال الامام الحسين عليه السلام في قلبه أن ينسى رسالة الاسلام؟ رسالة هذه رموزها هل تنسى؟! وأساساً هناك ما يدغدغ حلم الانسان ويحرك أطيب مشاعره اذا لم تدغدغها ملحمة كربلاء؟!
الجواب: كلا.
ومن هنا أصبح المنبر الحسيني وما يرافقه من وسائل اعلامية -وأستخدم هنا كلمة المنبر بمفهومه الشامل- أصبح درعاً للامة الاسلامية من الهجمات الثقافية الخطيرة ولا يزال. وهنا نتسائل على ماذا تعتمد ثقافة أمتنا الاسلامية اليوم في العراق؟
فهل تعتمد على الصحافة التي تسود الاوراق كما تسود وجه التاريخ ووجه الانسانية البيضاء، حيث تراها كل صباح ومساء تمجد خطوات كل مجرم وكل سفاك معتد أثيم، وكل زنيم، هذه الصحف التي يكتب فيها المرتزقة أقاويل ملفقة. فقد كنت أقرأ العدد الاخير الذي سجل بتاريخ [30/أكتوبر] من مجلة الحوادث احدى المجلات السائدة في فلك الرجعية السعودية_وقرأت الواقفين ببلاط الرجعية السعودية كالخدم المهنيين قرأتها فلم أجد كلمة واحدة عن الحج، بالرغم من أن الحج كان أقوى حدث وبارز وأكبر مؤتمر واعمق مسيرة وأشد تأثيراً وفعاليه، ولكن مع ذلك نرى بوضوح مرتزقة الرجعة السعودية-تدعي أنها حامية الحرمين الشريفين-لم يكتبوا ولا كلمة واحدة عن الحج. لانهم قد نذروا أنفسهم للفساد وللجريمة ولبيان كل فكرة ملتوية رجعية متوغلة في التبعية والعبودية للغرب ولاميركا بالذات، وهم نظراً لذلك لا يسجلون تطلعات الامة، ولا يكتبون مسيرتها الحقيقية لا يوضحون الوحدة الاسلامية في الحج، وبدلاً من ذلك يذهبون ويسجلون مؤتمر الشمال والجنوب في المكسيك، ويكتبون تقريراً عن جنازة السادات صاحب معاهدة الكامب الخيانية، كل هذا يسجلونه في عشرات صفحات الصحف التابعة للرجعية السعودية.. هذه الأدارة العميلة التي عبئت لذلك الهجوم البربري الثقافي من قبل الغرب ضد أصالة امتنا الاسلامية وضد كرامة أمتنا الانسانية!! ومقابل ذلك يأتي المنبر الحسيني، وبطل عاشوراء الحسين، ليزود الامة بالطاقة والحيوية والاندفاع والحماس، وأيضاً بالفكر الاسلامي، الثوري الرصين والتقدمي
م/ق ح/4 السيد المدرسي
إن هذه الضغوط الحضارية لم تكن خطيرة في الجانب العسكري، لان أمتنا قد تحصنت منذ البدء بفلسفة الشهادة التي لا يخشى عليها من الذوبان العسكري، ولم تكن اقتصادية الاتجاه، لان أمتنا لم تعتمد على محور المال والثروة والاقتصاد. بل تمحورت حول قيمة الحق. لذلك لم تكن الضغوط الاقتصادية قادرة على تذويب أمتنا عبر التاريخ، ولم تكن الضغوط الاجتماعية كذلك، لان امتنا تدرعت بدرع حصين من الروابط الاجتماعية المتينة. بل كانت تلك الضغوط ثقافية، الثقافة التي تتسرب كالماء تدخل في عمق القواعد الارضية للامة، وتفسد جماهيرها ثقافياً وفكرياً بطريقة أو بأخرى. هذا الضغط كان أشد خطراً من ألف سيف بل مئة ألف سيف بل مليون سيف.
إذن كيف نحافظ على أمتنا من خطر الغزو الثقافي عبر التايخ. امتداداً من حركة الترجمة اليونانية في البلاد الاسلامية ايام يزيد بن معاوية أول من حاول أن يترجم الكتب الفلسفية الالحادية الى اللغة العربية، امتداداً من ذلك اليوم وانتهاءاً بانتشار الافكار الديصانية، والافكار الافلاطونية الحديثة، والافكار الهندوكية والافكار المجوسية!!
الجواب: هو مجالس الذكر.
لا ريب ان العلماء الأمناء على حلال الله وحرامه هم أول من حافظ على هذه الثقافة، وأول من ضحى من أجلها.
فحينما كانت ورقة الكتاب تهمة تكفي لاعدام كاتبها، وحينما كانت الدنيا تضيق بأهل العلم الحقيقيين ولا تزال. حينئذ كان المنبر الحسيني وجلسات الذكر ومواكب العزاء ومسيرات التعزية، كلها كانت أداة لتزريق الجماهير بثقافة رسالية حية صافية نقية بعيدة عن الرواسب الجاهلية وعن الافكار المستوردة.
لقد قلت-آنفاً-أن كربلاء ليست ملحمة للبطولة، وانما هي مدرسة لرسالة كلها بما فيها البطولة وبما فيها سائر عناوين الحياة. وحين دخلت ملحمة عاشوراء وعي الامة الاسلامية، فاننا لم نكن نخشى من انهيار ثقافي لان ركيزة ثقافية قوية قد تركزت في عمق الانسان المسلم بسبب كربلاء المقدسة، كون كل انسان مسلم لا سيما الفرد الرسالي يعيش في قلبه خريطة مصغرة لكربلاء ومنذ نعومه أظفاره. ويحمل في قلبه شخصية الامام الحسين عليه السلام، ليس الامام الشهيد فقط وانما كبار أصحابه وابناءه، فالعباس له مكانة خاصة في قلوب الموالين.. وعلي الاكبر، وحتى ذلك الطفل الرضيع الذي أعدم رمياً بالسهام في أرض كربلاء بعد أن ذاق الامرين من العطش والحر، انه هو الآخر يعيش مثلاً للبراءة.. ومثلاً للبطولة في قلب كل انسان مسلم، أليس كذلك؟!
فكيف يمكن لهذا المسلم الذي يعيش كربلاء ويذوب في ملحمة الحسين عليه السلام وتبقى مأساة أطفال الامام الحسين عليه السلام في قلبه أن ينسى رسالة الاسلام؟ رسالة هذه رموزها هل تنسى؟! وأساساً هناك ما يدغدغ حلم الانسان ويحرك أطيب مشاعره اذا لم تدغدغها ملحمة كربلاء؟!
الجواب: كلا.
ومن هنا أصبح المنبر الحسيني وما يرافقه من وسائل اعلامية -وأستخدم هنا كلمة المنبر بمفهومه الشامل- أصبح درعاً للامة الاسلامية من الهجمات الثقافية الخطيرة ولا يزال. وهنا نتسائل على ماذا تعتمد ثقافة أمتنا الاسلامية اليوم في العراق؟
فهل تعتمد على الصحافة التي تسود الاوراق كما تسود وجه التاريخ ووجه الانسانية البيضاء، حيث تراها كل صباح ومساء تمجد خطوات كل مجرم وكل سفاك معتد أثيم، وكل زنيم، هذه الصحف التي يكتب فيها المرتزقة أقاويل ملفقة. فقد كنت أقرأ العدد الاخير الذي سجل بتاريخ [30/أكتوبر] من مجلة الحوادث احدى المجلات السائدة في فلك الرجعية السعودية_وقرأت الواقفين ببلاط الرجعية السعودية كالخدم المهنيين قرأتها فلم أجد كلمة واحدة عن الحج، بالرغم من أن الحج كان أقوى حدث وبارز وأكبر مؤتمر واعمق مسيرة وأشد تأثيراً وفعاليه، ولكن مع ذلك نرى بوضوح مرتزقة الرجعة السعودية-تدعي أنها حامية الحرمين الشريفين-لم يكتبوا ولا كلمة واحدة عن الحج. لانهم قد نذروا أنفسهم للفساد وللجريمة ولبيان كل فكرة ملتوية رجعية متوغلة في التبعية والعبودية للغرب ولاميركا بالذات، وهم نظراً لذلك لا يسجلون تطلعات الامة، ولا يكتبون مسيرتها الحقيقية لا يوضحون الوحدة الاسلامية في الحج، وبدلاً من ذلك يذهبون ويسجلون مؤتمر الشمال والجنوب في المكسيك، ويكتبون تقريراً عن جنازة السادات صاحب معاهدة الكامب الخيانية، كل هذا يسجلونه في عشرات صفحات الصحف التابعة للرجعية السعودية.. هذه الأدارة العميلة التي عبئت لذلك الهجوم البربري الثقافي من قبل الغرب ضد أصالة امتنا الاسلامية وضد كرامة أمتنا الانسانية!! ومقابل ذلك يأتي المنبر الحسيني، وبطل عاشوراء الحسين، ليزود الامة بالطاقة والحيوية والاندفاع والحماس، وأيضاً بالفكر الاسلامي، الثوري الرصين والتقدمي
م/ق ح/4 السيد المدرسي