rafedy
07-01-2010, 05:19 PM
في احدى زياراتي الى ساحة رأس بوتين وسط روما والتي يتجمع فيها الشباب من كل صوب ومن الفنانين لبيع لوحاتهم ، شاهدت شخصا ضعيفا، ملابسه رثة وخفيفة في عز البرد القارص ، وقد جلس القرفصاء وامامه رسومه التي تعكس رسمه الفاشل ، استوقفتني حالته فسألته عن سعر لوحاته ، اجابني :(بما تجود به يدك!) ، وبعد حديث معه عرفتُ انه عراقي جاء الى ايطاليا في العام 1975والتحق بجامعة بيروجا الخاصة بالطلبة الاجانب وفشل في النجاح اربع سنوات متتالية فتم طرده من الجامعة ، وهو يعيش حد الكفاف من رسومه، وتوسل مني لمساعدته في شراء لوحة واحدة بعشرة دولارات ..أخذتُ واحدة واعطيته خمسين دولارا ، شكرني كثيرا حتى انه انحنى لي احتراما ، وبقيت في كل مرة أزور بها المنطقة وأجده أساعده ببعض الدولارات ، في احد زياراتي للمنطقة مع صديقي فارس لم نجد هذا الشخص الذي عرفتُ ان إسمه(عادل) ، فقال لي فارس: (انه مريض بالسكري ، وقد يبقى طريح الفراش عدة ايام لعدم قدرته على شراء أبرة الانسولين )
وعلى الفور ركبتُ السيارة ومعي فارس الى سكن عادل حيث يسكن في غرفة لايمكن أن أسميها سوى زريبة ، وجدته في أسؤ حال وقمت بمساعدته وبعد ايام إستطعتُ تعينه في المؤسسة التي اعمل فيها وجعلته قريبا مني بهدف مساعدته لمرضه وحاله، ومع ذلك استمريت اساعده شهريا بما تجود به يدي، كما يقول هو ..بعد حوالي سته اشهر على عمله معي جاءني ترافقه فتاة جزائرية تعمل في احد اسواق (السوبر ماركت) وهو يأمل الزواج منها ويطلب مساعدتي ، فكانت هديتي له ضخمة حيث اشتريت لهما بدلتي عرس وتوابعهما واعطيته 300دولار لاكمال زواجه ، وتمر الايام وعادل وزوجته تحسنت اوضاعها ودائما كان يردد امامي (( كيف استطيع ان أردَّ فضلك؟ )).
وفي احد اجتماعات ادارة المؤسسة التي أعمل فيها قرأ رئيس المؤسسة تقريرا مطولا يثبت فيه كاتبه عشرات المخالفات التي قمتُ بها في العمل ، أجري َّ تحقيق دقيق في كل الاتهامات المثبتة ضدي في التقرير وتوصلت لجنة التحقيق الى ان كل ماورد في التقرير عار عن الصحة واعتذرت مني المؤسسة وصدر على الفور قرار بفصل عادل من العمل لرفعه معلومات كاذبة وتأخيره للعمل واساءة للعاملين الاخرين ، اختفى عادل من المدينة ويبدو انه انتقل الى مدينة اخرى ، قبل حوالي ثلاثة اشهر وانا أزور معرضا فنيا في احدى قاعة العرض في بغداد وجدتُ نفسي امام عادل وزوجته ، سلما عليَّ ، وسألته عن احواله ، قال :(انا الآن في العراق رئيسا لاحدى الجمعيات الفنية ، وهي نشطة وراعية للفن العراقي ، على حد قوله.. نظرتُ اليه بامعان وقلت له :(( وهل تركت كتابة التقارير الكاذبة على من أحسنوا اليك !! إمتعض واصفر وجهه وظل صامتا
م/ق
وعلى الفور ركبتُ السيارة ومعي فارس الى سكن عادل حيث يسكن في غرفة لايمكن أن أسميها سوى زريبة ، وجدته في أسؤ حال وقمت بمساعدته وبعد ايام إستطعتُ تعينه في المؤسسة التي اعمل فيها وجعلته قريبا مني بهدف مساعدته لمرضه وحاله، ومع ذلك استمريت اساعده شهريا بما تجود به يدي، كما يقول هو ..بعد حوالي سته اشهر على عمله معي جاءني ترافقه فتاة جزائرية تعمل في احد اسواق (السوبر ماركت) وهو يأمل الزواج منها ويطلب مساعدتي ، فكانت هديتي له ضخمة حيث اشتريت لهما بدلتي عرس وتوابعهما واعطيته 300دولار لاكمال زواجه ، وتمر الايام وعادل وزوجته تحسنت اوضاعها ودائما كان يردد امامي (( كيف استطيع ان أردَّ فضلك؟ )).
وفي احد اجتماعات ادارة المؤسسة التي أعمل فيها قرأ رئيس المؤسسة تقريرا مطولا يثبت فيه كاتبه عشرات المخالفات التي قمتُ بها في العمل ، أجري َّ تحقيق دقيق في كل الاتهامات المثبتة ضدي في التقرير وتوصلت لجنة التحقيق الى ان كل ماورد في التقرير عار عن الصحة واعتذرت مني المؤسسة وصدر على الفور قرار بفصل عادل من العمل لرفعه معلومات كاذبة وتأخيره للعمل واساءة للعاملين الاخرين ، اختفى عادل من المدينة ويبدو انه انتقل الى مدينة اخرى ، قبل حوالي ثلاثة اشهر وانا أزور معرضا فنيا في احدى قاعة العرض في بغداد وجدتُ نفسي امام عادل وزوجته ، سلما عليَّ ، وسألته عن احواله ، قال :(انا الآن في العراق رئيسا لاحدى الجمعيات الفنية ، وهي نشطة وراعية للفن العراقي ، على حد قوله.. نظرتُ اليه بامعان وقلت له :(( وهل تركت كتابة التقارير الكاذبة على من أحسنوا اليك !! إمتعض واصفر وجهه وظل صامتا
م/ق