rafedy
07-01-2010, 10:01 PM
ان قيمة كربلاء وملحمتها الثورية ليست فقط في انها كانت ثورة، بل لانها ثورة في ثورة، وتغيير وتصحيح لمسار الثورات وحركات التغيير، انظروا الى التاريخ الاسلامي لتجدوا كم من ثورة انحرفت الى فوضى، وكم من ثورة تحولت الى حزبية ضيقة، والى ديكتاتورية ارهابية، وكم من ثورة نسيت أهدافها وتحولت الى ثورة مضادة حينما وصلت الى السلطة
ضمانات استقامة الثورة
أولاً: الابتعاد عن الانحرافات النفسية والأهداف الدنيوية:
انني أدين وبشدة ما فعلته القرامطة في العالم الاسلامي، إذ انهم كانوا ثوريين، لكن ثورتهم انطلقت من دوافع الثأر والانتقام والبغضاء والحقد، ولكن أنظروا الى الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، كيف يعلمنا دروس الثورة، قل لي أيها الانسان: أصحيح انك تثور لكرامتك دون أن تحقد؟!
يأتي الامام الحسين (ع) في كربلاء ويبكي بكاءاً عالياً وينشج بصوت رفيع، فيسأله أحد أصحابه، يابن رسول الله لماذا تبكي هذا البكاء العالي وأنت أنت الحسين بن علي البطل الشجاع الذي خططت من أجل أن تستشهد في سبيل الله؟
قال: نعم ليس بكائي لنفسي ولا لاهل بيتي، وليس لهؤلاء القتلى من حولي. وإنما بكائي لأجل هؤلاء القوم الذين سيدخلون النار بسببي!!
كان يبكي لاعداءه، ويحاول قدر جهده أن ينصحهم ويهديهم طريق السبيل والرشاد، وكان من أجلهم يحارب، ولو تسنى للحسين (ع) أن ينتصر لفعل بهم ما وعد والده الامام علي بن أبي طالب (ع) أن يفعل بمن أرادقتله وهو ((ابن ملجم)) قال اذا أنا شفيت من هذه الضربة فسوف أعفو عنك.
الثورة يحب أن تكون بعيدة عن الحقد الاسود، وإلا فانها تتحول الى ثورة مضادة، لان الثورة يجب أن تقوم على منهج الله الحكيم، وإلا ستصبح شركاً!! الثورة يجب ان تكون من أجل الله لا من أجل الذات ولا من أجل الشهوات.
ثانياً: الهدف الأخروي:
الامام الحسين عليه السلام سار وهو يعلم انه سيقتل، ومن كان هذا أصلاً من أصول مسيرته، فإن ثورته لم تكن طلباً للمنصب. ولا بحثاً عن سلطان ولا من أجل العلو في الارض، وهو الذي كان يكرر قوله تعالى:
((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) القصص (83).
خرج الامام الحسين عليه السلام، من مكة المكرمة الى أرض كربلاء كان يذّكر من حوله بقصة النبي يحيى، ويؤكد ويقول:
((من هوان الدنيا على الله أن يهدى رأس يحيى بن زكريا الى بغي من بغايا بني اسرائيل)).
لماذا؟
لكي يذّكر من حوله ويؤكد لهم ان حركته ليست لتنصيبه على رأس السلطة، أو للحصول على شهرة، وإنما كان يريد الآخرة وان الدنيا هينة، ولذا يسعى الى ما سوف يسبب ذبحه كما ذبح يحيى بن زكريا، ونحن هنا نتعلم من ثورة الامام الحسين عليه السلام ليس درساً واحداً فقط، وانما درسين:
1-درساً في أصل الثورة.
2-درساً في منهجها الرسالي.
رابعاً: الثقافة الرسالية قاعدة الثورة:
ان الثقافة الرسالية التي حاول الامام الحسين عليه السلام وسعى من أجل بثها في الامة الاسلامية عشر سنوات قبل قيامه عليه الصلاة والسلام بثورته المباركة. كانت القاعدة التي يجب أن تنبعث منها الثورة. ولو انبعثت من غيره هذه الثقافة الرسالية لتعرضت لانحرافات ونكسات خطيرة.
جاء شمربن ذي الجوشن يقود حملة ضد الامام الحسين عليه السلام في عشية يوم تاسوعاء.. فبعث الامام الحسين أخاه العباس ليستكشف أهدافهم؟
فاذا هم يريدون قتله فاستمهلهم سواد تلك الليلة فقال بعض أصحاب الامام الحسين (ع) يابن رسول الله ولماذا؟
الحرب هي الحرب سواءاً اليوم أو غد. قال: لا، أريد أن اجدد ذكراً مع ربي له هذه اليلة، وأسكنه بقراءة القرآن.
لماذا؟
لا لكي يرتاح.. أو يكتب وصاياه الاخيرة.. كلا وانما ليزداد قرباً الى الله سبحانه وتعالى، وهذا درس في أن للثقافة الرسالية ضرورة قصوى في الثورة الصحيحة.
قبل فترة أكد الامام الخميني (حفظه الله) لوفد من قادة الحرس الثوري زاروه: (على الحركات التحررية في العالم ان تتعمق في الثقافة الرسالية) والواقع أنها وصية حسنة لكي نتحصن ضد مخاطر تحول الثورة الى الثورة المضادة، وان هذه المخاطر لا ينفعها سوى التحصن بالثقافة الرسالية الاصيلة.
ومن هنا تجد في خطب الامام الحسين (ع) وأدعيته يوم عاشوراء-قد كررها أكثر من خمس مرات-انه لم يكن يتحدث عن القضايا السياسية فحسب، وانما كان يركز على القضايا الايدلوجية، وعن التوحيد، وعن الاتصال بالله سبحانه وتعالى.. لان هذا هو الاساس وهذا هو الهدف.
خامساً: تجديد ذكر الامام الحسين (ع):
اننا يجب أن نحيي ذكر الامام الحسين، لان اية أمة اذا أرادت النجاح والانتصار، فلابد أن تحضر في تاريخها، وأن يكون تاريخها حاضراً في واقعها.
يحب أن نكون نحن في تاريخنا، لنكتب بروح عصرنا بمشاكلنا وبأوضاعنا وبتطلعاتنا السامية، وبمعنى نكتب من جديد، ونكتب حياتنا به.
لذلك نحيي ذكر الامام الحسين (ع) لتكون نوراً على مر كل السنين، ولتكون بطولاته نبراساً مضيئاً ولتكون حياتنا-اليوم-ومشاكلنا طريقاً لفهم ثورة الامام الحسين عليه السلام وحياته وثورته.
انك لا تستطيع أن تفهم ثورة الامام الحسين إلا بعد أن تفهم شبكات المؤامرات التي أحاطت اليوم بنا، لان هذه الظروف هي التي توضح لنا كيف قام الامام الحسين (ع)، كما أننا لا نستطيع ان نكسر الطوق المحيط بنا إلا اذا عرفنا كيف نستطيع تجديد وأعادة ملحمة كربلاء الى واقعنا.. نحن اليوم في عالمنا الاسلامي وبالذات في العراق نحتاج الى ملحمة من نوع ملحمة كربلاء، وإلا فان هذا الارهاب ووسائل القوى الوحشية ستنال من ثورة هذا الشعب.
وإن لم تكن الضربة من النظام العراقي، فانها ستكون من التكاتف الاستكباري ضد عموم الحركات الاسلامية ، وقد أكد هذا التوجه التقريرات الخاصة التي رفعت الى رئيس الطغيان العالمي-ريغان-تدعوه فيها الى الاخذ بزمام المبادرة في ضرب حركات التحرر الاسلامية .
وخوفاً من المعادلة الجديدة التي سوف يسطرها الاسلامين بسواعدهم العاملة، فإنهم دأبوا على تزويد بعض الانظمة العربية بالسلاح لإرهاب واخماد هذا الصوت المعارض فبعثوا بالاواكس الى مصر من أجل مراقبة الخطوط الداخلية في مصر، ووافق مجلس الكونغرس الامريكي على بيع السعودية طائرات أواكس لذات الهدف. ثم يؤكد ريغان بكل صراحة: [انها لمصلة أمريكا]!! وما هي مصلحة أمريكا في الجزيرة العربية؟
بالطبع، ان مصلحتها في الجزيرة العربية هي منع تغيير النظام الحليف والصديق لهم!
إن شياطين الارض تجتمع-الآن-من أجل محاصرة الثورة الاسلامية، ومن أجل تصفية الحركات الاسلامية. هذه الحركات المستضعفة النابعة من وضع اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، سياسي، عسكري.. متخلف، فكيف يمكن لهذه الحركات أن تنتصر على تلك المؤامرات، وتلك الشبكة الواسعة من الخطط الاستعمارية؟
م/ق ح/5 السيد المدرسي
انها تستطيع الانتصار فقط بالطريقة الحسينية.
ان شعبنا في العراق الذي يتجدد حزننا في كل سنة جديدة، تتوالى عليه صنوف الويلات والمآسي خوفاً من أن يجدد ذكرى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) ويعلنها تجربة حية في أرض كربلاء بأرض العراق وفي أيام عاشوراء.
1-السبيل الوحيد للتخلص من قبضات الكبت والارهاب الوحشية، انما يتسنى بتفجير ثورة دائمة.. هي الثورة الحسينية..
يجب أن يضحي اثنان وسبعون انسان من أجل بقاء ((14)) مليون يخرجون الى الشوارع ويكسرون طوق الارهاب، فيهب الجنود البواسل للانتفاضة والتمرد على القرارات العسكرية التي تأمرهم بالذهاب الى الجحيم.
اننا نستطيع أن نكتشف في يوم عاشوراء المؤمن الحقيقي الصادق الذي يذرف دمعه للحسين عليه السلام احتجاجاً على يزيد العراق صدام، وباكتشافنا لهذا المؤمن يجب أن نلتحق به، إذ ليس كل انسان في العراق مخبراً بعثياً كما يشيع البعثيون.. المباحث قليلون.. والأمن كذلك، وانما هذه خطة ارهابية من قبل صدام لزرع الشك بين المسلم وأخيه، ألا فليلتحم المسلمون في العراق! ألا فليتخذوا من ثورة الامام الحسين (ع) درساً في الالتحام البطولي الثوري، وليكونوا خلايا المقاومة الرسالية.. ألا فليتكل كل خمسة رجال أمثال أصحاب الامام الحسين (ع) أنى تسنى لهم في تأسيس حركتهم المستقلة من أجل تحريرالعراق. وبامكان كل انسان أن يتحرك اذا أراد، وبالتالي تستطيع كل خلية أن تقوم بدور نضالي في ضد هذه الطغمة الحاكمة، والى متى تبقى هذه الاصنام فوق رؤوسنا؟
ليتخذ الخطباء والقراء من الاماكن الحسينية في كل مكان، وليتخذ أصحاب المجالس، بل أقول لتتخذ الامهات الحواضن في البيوت والآباء والاخوات من قضية الامام الحسين (ع) منبراً ومنطلقاً لتعميق جذور الثورة في نفوس الابناء. لنقل لأولادنا: الامام الحسين (ع) قتل في ثورته ضد يزيد، ويزيدنا صدام الطاغية، فأين هو حسيننا؟
نقول ذلك للطفل لينشاً حسينياً، أولا أقل يحتذي بعلي الاكبر.. العباس.. حبيب ابن مظاهر. أو ليمثل الطفل دور عبدالله بن الحسن الذي قتل على جسد عمه الحسين (ع)، وكان آخر من استشهد من آل بيت رسول الله (ص) في واقعة الطف.
لنقل ونبين هذه الدروس لأولادنا، لاننا مسؤولون عن ذلك أمام الله سبحانه وتعالى ان لم نوضح هذه الحقائق لابنائنا، ونخلق منهم جيلا ثورياً يحمل مشعل الثورة من بعدنا. ولنتخذ من ملحمة عاشوراء درساً ونبراساً نستضيء به في ظلمات العصر اليزيدي الصدامي.
ضمانات استقامة الثورة
أولاً: الابتعاد عن الانحرافات النفسية والأهداف الدنيوية:
انني أدين وبشدة ما فعلته القرامطة في العالم الاسلامي، إذ انهم كانوا ثوريين، لكن ثورتهم انطلقت من دوافع الثأر والانتقام والبغضاء والحقد، ولكن أنظروا الى الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، كيف يعلمنا دروس الثورة، قل لي أيها الانسان: أصحيح انك تثور لكرامتك دون أن تحقد؟!
يأتي الامام الحسين (ع) في كربلاء ويبكي بكاءاً عالياً وينشج بصوت رفيع، فيسأله أحد أصحابه، يابن رسول الله لماذا تبكي هذا البكاء العالي وأنت أنت الحسين بن علي البطل الشجاع الذي خططت من أجل أن تستشهد في سبيل الله؟
قال: نعم ليس بكائي لنفسي ولا لاهل بيتي، وليس لهؤلاء القتلى من حولي. وإنما بكائي لأجل هؤلاء القوم الذين سيدخلون النار بسببي!!
كان يبكي لاعداءه، ويحاول قدر جهده أن ينصحهم ويهديهم طريق السبيل والرشاد، وكان من أجلهم يحارب، ولو تسنى للحسين (ع) أن ينتصر لفعل بهم ما وعد والده الامام علي بن أبي طالب (ع) أن يفعل بمن أرادقتله وهو ((ابن ملجم)) قال اذا أنا شفيت من هذه الضربة فسوف أعفو عنك.
الثورة يحب أن تكون بعيدة عن الحقد الاسود، وإلا فانها تتحول الى ثورة مضادة، لان الثورة يجب أن تقوم على منهج الله الحكيم، وإلا ستصبح شركاً!! الثورة يجب ان تكون من أجل الله لا من أجل الذات ولا من أجل الشهوات.
ثانياً: الهدف الأخروي:
الامام الحسين عليه السلام سار وهو يعلم انه سيقتل، ومن كان هذا أصلاً من أصول مسيرته، فإن ثورته لم تكن طلباً للمنصب. ولا بحثاً عن سلطان ولا من أجل العلو في الارض، وهو الذي كان يكرر قوله تعالى:
((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) القصص (83).
خرج الامام الحسين عليه السلام، من مكة المكرمة الى أرض كربلاء كان يذّكر من حوله بقصة النبي يحيى، ويؤكد ويقول:
((من هوان الدنيا على الله أن يهدى رأس يحيى بن زكريا الى بغي من بغايا بني اسرائيل)).
لماذا؟
لكي يذّكر من حوله ويؤكد لهم ان حركته ليست لتنصيبه على رأس السلطة، أو للحصول على شهرة، وإنما كان يريد الآخرة وان الدنيا هينة، ولذا يسعى الى ما سوف يسبب ذبحه كما ذبح يحيى بن زكريا، ونحن هنا نتعلم من ثورة الامام الحسين عليه السلام ليس درساً واحداً فقط، وانما درسين:
1-درساً في أصل الثورة.
2-درساً في منهجها الرسالي.
رابعاً: الثقافة الرسالية قاعدة الثورة:
ان الثقافة الرسالية التي حاول الامام الحسين عليه السلام وسعى من أجل بثها في الامة الاسلامية عشر سنوات قبل قيامه عليه الصلاة والسلام بثورته المباركة. كانت القاعدة التي يجب أن تنبعث منها الثورة. ولو انبعثت من غيره هذه الثقافة الرسالية لتعرضت لانحرافات ونكسات خطيرة.
جاء شمربن ذي الجوشن يقود حملة ضد الامام الحسين عليه السلام في عشية يوم تاسوعاء.. فبعث الامام الحسين أخاه العباس ليستكشف أهدافهم؟
فاذا هم يريدون قتله فاستمهلهم سواد تلك الليلة فقال بعض أصحاب الامام الحسين (ع) يابن رسول الله ولماذا؟
الحرب هي الحرب سواءاً اليوم أو غد. قال: لا، أريد أن اجدد ذكراً مع ربي له هذه اليلة، وأسكنه بقراءة القرآن.
لماذا؟
لا لكي يرتاح.. أو يكتب وصاياه الاخيرة.. كلا وانما ليزداد قرباً الى الله سبحانه وتعالى، وهذا درس في أن للثقافة الرسالية ضرورة قصوى في الثورة الصحيحة.
قبل فترة أكد الامام الخميني (حفظه الله) لوفد من قادة الحرس الثوري زاروه: (على الحركات التحررية في العالم ان تتعمق في الثقافة الرسالية) والواقع أنها وصية حسنة لكي نتحصن ضد مخاطر تحول الثورة الى الثورة المضادة، وان هذه المخاطر لا ينفعها سوى التحصن بالثقافة الرسالية الاصيلة.
ومن هنا تجد في خطب الامام الحسين (ع) وأدعيته يوم عاشوراء-قد كررها أكثر من خمس مرات-انه لم يكن يتحدث عن القضايا السياسية فحسب، وانما كان يركز على القضايا الايدلوجية، وعن التوحيد، وعن الاتصال بالله سبحانه وتعالى.. لان هذا هو الاساس وهذا هو الهدف.
خامساً: تجديد ذكر الامام الحسين (ع):
اننا يجب أن نحيي ذكر الامام الحسين، لان اية أمة اذا أرادت النجاح والانتصار، فلابد أن تحضر في تاريخها، وأن يكون تاريخها حاضراً في واقعها.
يحب أن نكون نحن في تاريخنا، لنكتب بروح عصرنا بمشاكلنا وبأوضاعنا وبتطلعاتنا السامية، وبمعنى نكتب من جديد، ونكتب حياتنا به.
لذلك نحيي ذكر الامام الحسين (ع) لتكون نوراً على مر كل السنين، ولتكون بطولاته نبراساً مضيئاً ولتكون حياتنا-اليوم-ومشاكلنا طريقاً لفهم ثورة الامام الحسين عليه السلام وحياته وثورته.
انك لا تستطيع أن تفهم ثورة الامام الحسين إلا بعد أن تفهم شبكات المؤامرات التي أحاطت اليوم بنا، لان هذه الظروف هي التي توضح لنا كيف قام الامام الحسين (ع)، كما أننا لا نستطيع ان نكسر الطوق المحيط بنا إلا اذا عرفنا كيف نستطيع تجديد وأعادة ملحمة كربلاء الى واقعنا.. نحن اليوم في عالمنا الاسلامي وبالذات في العراق نحتاج الى ملحمة من نوع ملحمة كربلاء، وإلا فان هذا الارهاب ووسائل القوى الوحشية ستنال من ثورة هذا الشعب.
وإن لم تكن الضربة من النظام العراقي، فانها ستكون من التكاتف الاستكباري ضد عموم الحركات الاسلامية ، وقد أكد هذا التوجه التقريرات الخاصة التي رفعت الى رئيس الطغيان العالمي-ريغان-تدعوه فيها الى الاخذ بزمام المبادرة في ضرب حركات التحرر الاسلامية .
وخوفاً من المعادلة الجديدة التي سوف يسطرها الاسلامين بسواعدهم العاملة، فإنهم دأبوا على تزويد بعض الانظمة العربية بالسلاح لإرهاب واخماد هذا الصوت المعارض فبعثوا بالاواكس الى مصر من أجل مراقبة الخطوط الداخلية في مصر، ووافق مجلس الكونغرس الامريكي على بيع السعودية طائرات أواكس لذات الهدف. ثم يؤكد ريغان بكل صراحة: [انها لمصلة أمريكا]!! وما هي مصلحة أمريكا في الجزيرة العربية؟
بالطبع، ان مصلحتها في الجزيرة العربية هي منع تغيير النظام الحليف والصديق لهم!
إن شياطين الارض تجتمع-الآن-من أجل محاصرة الثورة الاسلامية، ومن أجل تصفية الحركات الاسلامية. هذه الحركات المستضعفة النابعة من وضع اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، سياسي، عسكري.. متخلف، فكيف يمكن لهذه الحركات أن تنتصر على تلك المؤامرات، وتلك الشبكة الواسعة من الخطط الاستعمارية؟
م/ق ح/5 السيد المدرسي
انها تستطيع الانتصار فقط بالطريقة الحسينية.
ان شعبنا في العراق الذي يتجدد حزننا في كل سنة جديدة، تتوالى عليه صنوف الويلات والمآسي خوفاً من أن يجدد ذكرى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) ويعلنها تجربة حية في أرض كربلاء بأرض العراق وفي أيام عاشوراء.
1-السبيل الوحيد للتخلص من قبضات الكبت والارهاب الوحشية، انما يتسنى بتفجير ثورة دائمة.. هي الثورة الحسينية..
يجب أن يضحي اثنان وسبعون انسان من أجل بقاء ((14)) مليون يخرجون الى الشوارع ويكسرون طوق الارهاب، فيهب الجنود البواسل للانتفاضة والتمرد على القرارات العسكرية التي تأمرهم بالذهاب الى الجحيم.
اننا نستطيع أن نكتشف في يوم عاشوراء المؤمن الحقيقي الصادق الذي يذرف دمعه للحسين عليه السلام احتجاجاً على يزيد العراق صدام، وباكتشافنا لهذا المؤمن يجب أن نلتحق به، إذ ليس كل انسان في العراق مخبراً بعثياً كما يشيع البعثيون.. المباحث قليلون.. والأمن كذلك، وانما هذه خطة ارهابية من قبل صدام لزرع الشك بين المسلم وأخيه، ألا فليلتحم المسلمون في العراق! ألا فليتخذوا من ثورة الامام الحسين (ع) درساً في الالتحام البطولي الثوري، وليكونوا خلايا المقاومة الرسالية.. ألا فليتكل كل خمسة رجال أمثال أصحاب الامام الحسين (ع) أنى تسنى لهم في تأسيس حركتهم المستقلة من أجل تحريرالعراق. وبامكان كل انسان أن يتحرك اذا أراد، وبالتالي تستطيع كل خلية أن تقوم بدور نضالي في ضد هذه الطغمة الحاكمة، والى متى تبقى هذه الاصنام فوق رؤوسنا؟
ليتخذ الخطباء والقراء من الاماكن الحسينية في كل مكان، وليتخذ أصحاب المجالس، بل أقول لتتخذ الامهات الحواضن في البيوت والآباء والاخوات من قضية الامام الحسين (ع) منبراً ومنطلقاً لتعميق جذور الثورة في نفوس الابناء. لنقل لأولادنا: الامام الحسين (ع) قتل في ثورته ضد يزيد، ويزيدنا صدام الطاغية، فأين هو حسيننا؟
نقول ذلك للطفل لينشاً حسينياً، أولا أقل يحتذي بعلي الاكبر.. العباس.. حبيب ابن مظاهر. أو ليمثل الطفل دور عبدالله بن الحسن الذي قتل على جسد عمه الحسين (ع)، وكان آخر من استشهد من آل بيت رسول الله (ص) في واقعة الطف.
لنقل ونبين هذه الدروس لأولادنا، لاننا مسؤولون عن ذلك أمام الله سبحانه وتعالى ان لم نوضح هذه الحقائق لابنائنا، ونخلق منهم جيلا ثورياً يحمل مشعل الثورة من بعدنا. ولنتخذ من ملحمة عاشوراء درساً ونبراساً نستضيء به في ظلمات العصر اليزيدي الصدامي.