شرف العراقي
08-01-2010, 04:29 PM
http://97.74.216.245//images/smilies/h_calendar.gifقضية الامام الحسين (http://97.74.216.245//images/smilies/p2.gif)
و التخالف بين عمل الامه و عواطفها
في فكر الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)
أعجب مظهر من مظاهر الانهيار هو التناقض الذي كان موجوداً بين قلب الامة و عواطفها و عملها ,هذا التناقض الذي عبر عنه الفرزدق بقوله للامام الحسين (ع):أن قلوبهم معك و سيوفهم عليك .. وليس معنى ذلك أن جماعه قلوبهم معك و جماعة اخرى سيوفهم عليك بل الوحدات الثمانية في التناقض كلها محفوظة, ولكن مع هذا لا تناقض لان هذا الشخص الذي لا يملك ارادته يمكن ان تتحرك يده على خلاف قلبه و عاطفته لهذا كنا نراهم يبكون و يقتلون الامام الحسين (ع).
لأنهم يشعرون بقتلهم للامام الحسين يقتلون مجدهم، يقتلون أخر أمالهم ، يقتلون البقية الباقية من تراث الامام علي (ع) هذه البقية التي كان يعقد عليها كل الواعين من المسلمين الامل في أعادة حياة الاسلام ..كانوا يشعرون بأنهم يقتلون بهذا الامل الوحيد الباقي للتخلص من الظلم القائم ، ولكنهم مع هذا الشعور لم يكونوا يستطيعون ألا أن يقفوا هذا الموقف و يقتلوا الامام الحسين .. قتلوه و هم يبكون.
واسأل الله ان لا يجعلنا نقتل الامام الحسين (ع) ونحن نبكي عليه أن لا يجعلنا نقتل اهداف الحسين ونحن نبكي .
ألامام الحسين ليس انساناً محدوداً عاش من سنة كذا و مات في سنة كذا ، الامام الحسين هو الاسلام ككل، هو كل هذه الاهداف التي ضحى من أجلها هذا الامام العظيم ، و هذه الاهداف هي الامام الحسين ، لأنها هي روحه ، وهي فكره ، وهي قلبه ، وهي عواطفه ، كل مضمون الامام الحسين هي هذه الاهداف هي هذه القيم المتمثله في الاسلام .
فكما أن أهل الكوفه و(اهل الشام) ، كانوا يقتلون الامام الحسين وهم يبكون فهناك خطر كبير في أن نمنى نحن بنفس المحنه أن نقتل الحسين ونحن نبكي .
يجب ان نشعر بأننا لا نكون على الاقل قتلة للحسين و نحن باكون ، البكاء لا يعني أننا غير قاتلين للحسين لأن البكاء لو كان وحده يعني أن الانسان غير قاتل للامام أذاً لما كان عمر بن سعد قاتلاً للحسين ، لأن عمر بن سعد بنفسه بكى حينما مرت زينب (ع) في موكب السبايا ، في الضحايا ، حينما التفتت الى اخيها ، وأتجهت الى رسول الله (ص) تستنجده أو تستصرخه أو تخبره عن جثة الامام الحسين وهي بالعراء و عن السبايا وهم مشتتون وعن الاطفال وهم مقيدون حينما أخبرت جدها بكل ذلك ضج القتلة كلهم بالبكاء بكى السفاكون بكى هؤلاء الذين اوقعوا هذه المجازر .. بكوا انفسهم ، إذن فالبكاء وحده ليس ضماناً و العاطفه وحدها ليست ضماناً لأثبات ان صاحب العاطفه لا يقف مو قفاً يقتل فيه الامام الحسين أو يقتل اهداف الامام .
لابد من أمتحان ، لآبد من تأمل ، لابد من تدبر، لابد من تعقل ، لكي تنأكد من أننا لسنا من قتلة الامام .. ومجرد أننا نحب الامام ومجرد أننا نزرو الامام الحسين ومجرد أننا نبكي الامام الحسين ومجرد أننا نمشي الى زيارته (ع) كل هذا شئ عظيم ، شئ جيد شئ ممتاز شئ راجح لكن هذا الشي الراجح لا يكفي ضماناً ودليلاً لكي يثبت اننا لا نساهم في قتل الامام يجب ان نحاسب انفسنا يجب ان نتأمل في سلوكنا يجب ان نعيش موقفاً بدرجة أكبر من التدبر و العمق و الاحاطه و الانفتاح على كل المضاعفات و الملابسات لكي نتأكد من اننا لا نمارس من قريب او بعيد بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر قتل الامام الحسين (ع).
المصدر: محاضرة للسيد الشهيد نشرت بعنوان الحسين يكتب قصته الاخيره تقريرات أحد تلامذته .
مركز الشهيد محمد باقر الصدر للفكر والحوار
العراق ـ النجف الأشرف
و التخالف بين عمل الامه و عواطفها
في فكر الشهيد محمد باقر الصدر(قدس)
أعجب مظهر من مظاهر الانهيار هو التناقض الذي كان موجوداً بين قلب الامة و عواطفها و عملها ,هذا التناقض الذي عبر عنه الفرزدق بقوله للامام الحسين (ع):أن قلوبهم معك و سيوفهم عليك .. وليس معنى ذلك أن جماعه قلوبهم معك و جماعة اخرى سيوفهم عليك بل الوحدات الثمانية في التناقض كلها محفوظة, ولكن مع هذا لا تناقض لان هذا الشخص الذي لا يملك ارادته يمكن ان تتحرك يده على خلاف قلبه و عاطفته لهذا كنا نراهم يبكون و يقتلون الامام الحسين (ع).
لأنهم يشعرون بقتلهم للامام الحسين يقتلون مجدهم، يقتلون أخر أمالهم ، يقتلون البقية الباقية من تراث الامام علي (ع) هذه البقية التي كان يعقد عليها كل الواعين من المسلمين الامل في أعادة حياة الاسلام ..كانوا يشعرون بأنهم يقتلون بهذا الامل الوحيد الباقي للتخلص من الظلم القائم ، ولكنهم مع هذا الشعور لم يكونوا يستطيعون ألا أن يقفوا هذا الموقف و يقتلوا الامام الحسين .. قتلوه و هم يبكون.
واسأل الله ان لا يجعلنا نقتل الامام الحسين (ع) ونحن نبكي عليه أن لا يجعلنا نقتل اهداف الحسين ونحن نبكي .
ألامام الحسين ليس انساناً محدوداً عاش من سنة كذا و مات في سنة كذا ، الامام الحسين هو الاسلام ككل، هو كل هذه الاهداف التي ضحى من أجلها هذا الامام العظيم ، و هذه الاهداف هي الامام الحسين ، لأنها هي روحه ، وهي فكره ، وهي قلبه ، وهي عواطفه ، كل مضمون الامام الحسين هي هذه الاهداف هي هذه القيم المتمثله في الاسلام .
فكما أن أهل الكوفه و(اهل الشام) ، كانوا يقتلون الامام الحسين وهم يبكون فهناك خطر كبير في أن نمنى نحن بنفس المحنه أن نقتل الحسين ونحن نبكي .
يجب ان نشعر بأننا لا نكون على الاقل قتلة للحسين و نحن باكون ، البكاء لا يعني أننا غير قاتلين للحسين لأن البكاء لو كان وحده يعني أن الانسان غير قاتل للامام أذاً لما كان عمر بن سعد قاتلاً للحسين ، لأن عمر بن سعد بنفسه بكى حينما مرت زينب (ع) في موكب السبايا ، في الضحايا ، حينما التفتت الى اخيها ، وأتجهت الى رسول الله (ص) تستنجده أو تستصرخه أو تخبره عن جثة الامام الحسين وهي بالعراء و عن السبايا وهم مشتتون وعن الاطفال وهم مقيدون حينما أخبرت جدها بكل ذلك ضج القتلة كلهم بالبكاء بكى السفاكون بكى هؤلاء الذين اوقعوا هذه المجازر .. بكوا انفسهم ، إذن فالبكاء وحده ليس ضماناً و العاطفه وحدها ليست ضماناً لأثبات ان صاحب العاطفه لا يقف مو قفاً يقتل فيه الامام الحسين أو يقتل اهداف الامام .
لابد من أمتحان ، لآبد من تأمل ، لابد من تدبر، لابد من تعقل ، لكي تنأكد من أننا لسنا من قتلة الامام .. ومجرد أننا نحب الامام ومجرد أننا نزرو الامام الحسين ومجرد أننا نبكي الامام الحسين ومجرد أننا نمشي الى زيارته (ع) كل هذا شئ عظيم ، شئ جيد شئ ممتاز شئ راجح لكن هذا الشي الراجح لا يكفي ضماناً ودليلاً لكي يثبت اننا لا نساهم في قتل الامام يجب ان نحاسب انفسنا يجب ان نتأمل في سلوكنا يجب ان نعيش موقفاً بدرجة أكبر من التدبر و العمق و الاحاطه و الانفتاح على كل المضاعفات و الملابسات لكي نتأكد من اننا لا نمارس من قريب او بعيد بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر قتل الامام الحسين (ع).
المصدر: محاضرة للسيد الشهيد نشرت بعنوان الحسين يكتب قصته الاخيره تقريرات أحد تلامذته .
مركز الشهيد محمد باقر الصدر للفكر والحوار
العراق ـ النجف الأشرف