المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في كربلاء حيث الماساة زين العابدين"عليه السلام"


عهد الولاء
12-01-2010, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
~~~~~~~~~
وعندما استقر الحسين"عليه السلام"في كريلاء اقتضت الحكمة الإلهية أن الإمام السجاد وتصيبه حمى أعجزته عن القيام ,ولذلك لم يشارك في واقعة الطف مشاركة ميدانية ولكنه كان معهم روحياً,فقد كانت عواطفه الصادقة وهواجسه وأفكاره كلها مع الحسين ومشروعه الثوري العظيم وكان كلما يمضي الوقت في كريلاء يحتدم قلب الإمام السجاد وتتأثر نفسه وتتصاعت علته عليه لما يشاهد وحدة أبيه الحسين"عليه السلام" وسط الأعداء .

ولم تمض الساعات إلا وهو يرى رأس أبيه الطاهر على رمح معلى وامنادي ينادي: احرقوا الخيام , فرأى بعينيه حرائر النبوة وهن يهربن في البيداء من جلاوزة ابن سعدلعنهما الله وأخزاهما.

ولذلك اشتهر عنه أنه من البكائين الخمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة الزهراء والسجاد حزنا على أبيه من قتل معه ,فإنه لم تكن تغرب صورة الطف عن ذهنه أبداً وقد اعترض عليه لكثرة بكائه فقال:وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش.

فقد بكى أبيه عشرين عاماً وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قيل له: نخاف عليك أن تكون من الهاكين ؟ قال:إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون , إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة.
وقيل له يوماً إما آن لحزنك أن ينقضي ؟
فقال:إن يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وكان ابنه حيا في الدنيا ,وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟.

ثم إن الإمام السجاد استطاع من خلال البكاء أن يؤكد مظلومية الحسين"عليه السلام" وعظمتة من جانب , ويفضح طاغوتية يزيد وبني أمية من جانب آخر,فإنه حشد عواطف المة مع الحسين لكيلا يضيع دم الحسين"عليه السلام" هدرا تحت خداع أجهزة بني أمية وبالفعل تفاعلت الأمة مع واقعة كريلاء على أنها اعظم الوقائع.

وأن مدة إمامة السجاد"عليه السلام" 34سنة وعاصر يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وتوفي "عليه السلام"أثر السم الذي أمربه الوليد على يد أخيه هشام الذي كان يكن البغض الشديد لالشيء سوى ماعرف به الإمام من طيب السيرة والابتعاد عن الدنيا وزخرفتها والتفات الزهاد والعلماء حوله ورجوع أهل المعرفة إليه دون غيره من رجال الأمة وهذه مما يثير حفيظة الأمويين ضده كما قال الله تعالى"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله"
فالسلام على السجاد يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً.