عاشق القائم
12-01-2010, 08:22 AM
عوذ بالله من الشيطان الرجيم
"إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3)إِذَا رُجَّتْ الْأَرْضُ رَجًّا(4)وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسًّا(5)فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا(6)وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً(7)فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8)وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ"
[الواقعة/ 2-16].
الواقعة اسم للسورة وبيان لموضوعها والمراد منها هو يوم القيامة، وقد صنّف الله تعالى الناس في ذلك اليوم بهذه السورة المباركة إلى ثلاثة أصناف، بقوله:" وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً" أي أصنافها ثلاثة لا صنفين اثنين كما هو السائد في استعراض مشاهد القيامة في القرآن في غير هذه السورة مثلاً يقول الله تعالى: "يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ" ثم يفصل مصير كلٍ من الصنفين بقوله تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" [هود/ 106-109].
غير مجذوذ أي غير منقطع وقال تعالى: "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ" [الأعراف/ 9-10].
وهكذا السائد في القرآن تصنيف الناس إلى صنفين اثنين في يوم القيامة. نعم أشار الله تعالى إلى الأصناف الثلاثة بقوله: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" [فاطر/ 33].
ولكن هذه الآية ليست في صدد يوم القيامة وتقسيم الناس فيها، بل هي خاصة في هذه الأمة وفي أئمتها لا في غيرهم من الأمم.
وعلى كلٍ لما صنف الله الناس في ذلك اليوم إلى ثلاثة أصناف بدأ عند التقسيم أولاً بأصحاب الميمنة وثنى بأصحاب المشأمة وأخر الصنف الثالث وهم السابقون ليبدأ أولاً بذكر جزائهم الخاص وما أعد لهم من القرب منه تعالى، ومن المنازل السامية الخاصة بهم. وأصحاب الميمنة هم الذين يعطون كتبهم التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها بإيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وهم أصحاب اليمن والأمان على أنفسهم الملاقون لعظيم الأجر والثواب بما آمنوا وأطاعوا، كما تفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من النعيم المقيم.
وأصحاب المشأمة هم الذين يعطون كتبهم –التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها- بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، وهم أصحاب الشؤم والخوف على أنفسهم الملاقون لعظيم العذاب والعقاب بما كفروا وعصوا وتفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من الجحيم الدائم.
أما السابقون وهم الصنف الثالث حسب التقسيم فهم الذين خصهم الله بالتمييز والذكر في هذه السورة دون غيرها، فهم أيضاً يعطون كتبهم بإيمانهم ويصيرون إلى الجنة ونعيمها فهم من هذه الجهة مشاركون لأصحاب اليمين، ولكن من جهات أخرى لهم مميزات ميزتهم عن بقية أصحاب اليمين وقد حازوا تلك المميزات في الدنيا بما فاقوا به غيرهم من المؤمنين بسبقهم لهم في الإيمان الثابت. والإخلاص التام بالعمل الصالح لذلك كانوا مميزين عنهم أيضاً في الآخرة بالقرب من الله تعالى وبعلوّ المنازل التي فصلها الله في هذه السورة بقوله: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ" إلى آخر ما جاء في وصف منازلهم ومقامهم في جنات النعيم.
"إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3)إِذَا رُجَّتْ الْأَرْضُ رَجًّا(4)وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسًّا(5)فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا(6)وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً(7)فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(8)وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ(9)وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ"
[الواقعة/ 2-16].
الواقعة اسم للسورة وبيان لموضوعها والمراد منها هو يوم القيامة، وقد صنّف الله تعالى الناس في ذلك اليوم بهذه السورة المباركة إلى ثلاثة أصناف، بقوله:" وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً" أي أصنافها ثلاثة لا صنفين اثنين كما هو السائد في استعراض مشاهد القيامة في القرآن في غير هذه السورة مثلاً يقول الله تعالى: "يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ" ثم يفصل مصير كلٍ من الصنفين بقوله تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" [هود/ 106-109].
غير مجذوذ أي غير منقطع وقال تعالى: "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ" [الأعراف/ 9-10].
وهكذا السائد في القرآن تصنيف الناس إلى صنفين اثنين في يوم القيامة. نعم أشار الله تعالى إلى الأصناف الثلاثة بقوله: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" [فاطر/ 33].
ولكن هذه الآية ليست في صدد يوم القيامة وتقسيم الناس فيها، بل هي خاصة في هذه الأمة وفي أئمتها لا في غيرهم من الأمم.
وعلى كلٍ لما صنف الله الناس في ذلك اليوم إلى ثلاثة أصناف بدأ عند التقسيم أولاً بأصحاب الميمنة وثنى بأصحاب المشأمة وأخر الصنف الثالث وهم السابقون ليبدأ أولاً بذكر جزائهم الخاص وما أعد لهم من القرب منه تعالى، ومن المنازل السامية الخاصة بهم. وأصحاب الميمنة هم الذين يعطون كتبهم التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها بإيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وهم أصحاب اليمن والأمان على أنفسهم الملاقون لعظيم الأجر والثواب بما آمنوا وأطاعوا، كما تفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من النعيم المقيم.
وأصحاب المشأمة هم الذين يعطون كتبهم –التي فيها تسجيل أعمالهم وجزائها- بشمالهم ويؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، وهم أصحاب الشؤم والخوف على أنفسهم الملاقون لعظيم العذاب والعقاب بما كفروا وعصوا وتفصل السورة ذلك الجزاء المعد لهم من الجحيم الدائم.
أما السابقون وهم الصنف الثالث حسب التقسيم فهم الذين خصهم الله بالتمييز والذكر في هذه السورة دون غيرها، فهم أيضاً يعطون كتبهم بإيمانهم ويصيرون إلى الجنة ونعيمها فهم من هذه الجهة مشاركون لأصحاب اليمين، ولكن من جهات أخرى لهم مميزات ميزتهم عن بقية أصحاب اليمين وقد حازوا تلك المميزات في الدنيا بما فاقوا به غيرهم من المؤمنين بسبقهم لهم في الإيمان الثابت. والإخلاص التام بالعمل الصالح لذلك كانوا مميزين عنهم أيضاً في الآخرة بالقرب من الله تعالى وبعلوّ المنازل التي فصلها الله في هذه السورة بقوله: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ" إلى آخر ما جاء في وصف منازلهم ومقامهم في جنات النعيم.