الاشتري
14-01-2010, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
ابن تيمية ينفي جهاد علي (عليه السلام )
1 ـ جهاد علي ،آية الجهاد الذي لم يشهد له التاريخ نظيرا بعد سيد البشر ، هو عند ابن تيمية ليس بشيء ، ولم يكن علي (عليه السلام ) عنده سوى جندي قاتل كما قاتل غيره من المسلمين !!
(( وأبو بكر وعمر أعظم إيمانا وجهادا ، لا سيما وقد قال تعالى : (( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله )) ( التوبة 9/20) .
نعم لاريب في ذلك حين نبادل الأدوار كهلا بإتقان ، فنقدم المتأخر ، ونؤخر المتقدم ، ونعمد إلى من كان في حامية الوطيس يصد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنضعه وراء جبل أحد ، وإلى الذين يصعدون ولا يلوون على أحد فنجعلهم محله ، ونعمد إلى صاحب لواء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) الثابت بين يديه يجندل الصناديد فنجعله مع الذين يسابقون الريح طلبا للنجاة ، وإلى من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فنجعلهم محله ، فحيئنذ لا ريب أبدا في أنهم أعظم جهادا وإيمانا منه !!
وحين نعمد إلى ذي الفقار المخضب بدماء الكفار ، فننتزعه من يد علي (عليه السلام ) ونضعه في يد أحدهما ، ونعطيه واحدا من سيفيهما ( النظيفين ) اللذين لم يعرف التاريخ أنهما خدشا كافرا واحدا ، فلا ريب أنه ليس جهاد أما جهادهما !!
ألا ترى إلى هذا الذي يريد أن يمدح ، فيقدح ! فهلا ترك المقارنة حين يريد ان يطري من يطريه ! وهل نقل عند أحد من الصحابة أنه نازع عليا في هذه المنزلة ، أو عرف لغيره فضلا يدانيه ؟!!
إنها مرة واحدة في يوم واحد في حياة أبي بكر ، ومرة واحد في يوم واحد في حياة عمر ، حملا فيها راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في جهاد ، ولكن حتى هذه المرة الواحدة سلبهما إياها ابن تيمية ، فماذا أبقى لهما إذن يفضلهما به على حليف تلك الراية الذي أحبها وأحبته ؟!!
تلك هي راية خيبر ، حملها أبو بكر فعاد ولم يصنع شيئا ، وحملها بعده عمر فعاد ولم يصنع شيئا ، ثم دفعها النبي إلى علي فكان الفتح على يديه ، تلك الراية يقول عنها ابن تيمية : (( لم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر ، ولا قربهما واحد منهما )) . ( منهاج السنة 4 : 98 ) .
هي المرة الوحيدة التي حملا فيها راية الجهاد ، يقول فيها : لم تكن لهما ، ولا قربها واحد منها !
وبعد أن رأيت كيف سلبهما شرف الصدارة في الجهاد ولو لمرة واحدة ، انظر كيف أوقع نفسه في أثناء رده على ابن المطهر بما كان ينبغي إلا يقع فيه :
2 ـ نقل ابن المطهر قصة راية خيبر ، فرد ابن تيمية قائلا :
(( بعد ان يقال : لعنة الله على الكاذبين ، يقال : من ذكر هذا من علماء النقل ؟ وأين إسناده وصحته ، وهو من الكذب ؟ )) ( منهاج السنة 4 : 175 ) .
فإذا شدك هذا النذير وهذا النكير ، فانظر إلى ما قاله علماء النقل ، وإلى صحة إسناده ، لترى أين هو الكذب الذي ستدور عليه تلك اللعنة :
قال علماء النقل : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث أبا بكر بالراية يوم خيبر فعاد ولم يصنع شيئا ، فأرسل بعده عمر فعادم ولم يفتح ، فقال : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لايخزيه الله أبدا ، ولايرجع حتى يفتح عليه )) وفي بعض النقول (( كرار غير فرار )) . هذا ما نقله النسائي والحاكم والذهبي ’ ونقله كافة أصحاب التاريخ والسير ( سنن النسائي 5 : 109/8402 ، كتاب الخصائص ، المستدرك 3 : 37 ، وتلخيصه للذهبي في ذيل الصفحة ، سيرة ابن هشام 3 : 216 ، عن سيرة ابن إسحاق ، تاريخ الطبري 3 : 93 ، الكامل في التاريخ 2 : 219 ، أسد الغابة 4 : 21 ، البداية والنهاية 7 : 349 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 209 ، حلية الأولياء 1 : 62 ، الروض الأنف 6 : 507 ) .
فهو كالجمع عليه عندهم .
وأما النص الذي أختاره الطبري والحاكم والذهبي ، بعد أن ذكروا أبا بكر ورجوعه بالراية ، قالوا في عمر : ( فعاد يجبن أصحابه ويجبننونه ) وقال بصحته الحاكم والذهبي ، فقد جاء بإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح . ( المستدرك وتلخيصه 3 : 37 ، تاريخ الطبري 3 : 93 ) .
هذا الذي نقله أهل العلم بلا خلاف بينهم ،ولا تظن أن شيئا منه كان خافيا على الشيخ أبدا ! ولكن لأمر ما نفاه ، والأمر معلوم ليس بخفي ، فإقراره بهذا سينقض عقيدته في التفضيل راسا على عقب ،ولكن فاته كما فات الكثير ممن لا يمهمه إلا الانتصار لرأيه ، فاتهم أن الحق سيققى هو الحق سواء رضوا به أم صدوا عنه وجحدوه .
3 ـ وأنكر كل شيء يشهد لجهاد علي (عليه السلام ) :
أنكر ما نزل في ذلك في القرآن في قوله تعالى : (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم )) .( التوبة 9 : 19 ـ 22 )
أنكر أن تكون هذه الآيات قد نزلت في فضل علي (عليه السلام ) عند تفاخره بالسبق في الإيمان والهجرة والجهاد ورده على العباس وطلحة حين افتخرا بالسقاية وسدانة الكعبة ، فقال : هذا لايعرف ، ودلالات الكذب عليه ضاهرة . ( منهاج السنة 3 : 5 ) .
والحديث رواه الخطيب من وراة عبد الرزاق عن معمر ( الأسماء المبهمة والانباء المحكمة للخطيب:473).
ورواه أهم أصحاب التفاسير المعتمدة ، منهم : الطبري ، والبغوي ، والقرطبي ، وابن الجوزي ، والرازي ن والخازن ، رووه جميعا عند تفسير هذه الآيات من سورة التوبة .
لكنه أنكر هذا كما أنكر جميع ما جاء في تفضيل علي (عليه السلام ) حتى المتواتر ، والمتفق على صحته ، كما رأيت .
4 ـ أبو بكر في جيش أسامة :
لأجل أين يثبت أن أبا بكر هو الأعظم منزلة والأعظم إيمانا وجهادا لابد أن ينفي عنه كل ما يبعده عن هذه المنزلة ، فبعد أن أنكر كون راية خيبر كانت عنده أولا فهزم بها ، أنكر أن يكون أبو بكر جنديا في بعثة أسامة التي جهزها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أيام مرضه الذي توفي فيه ، وشدد على سرعة إنفاذها فقال : (( أنفذوا بعث أسامة )) فلما أحس منهم التباطؤ جعل يقول : (( أنفذوا بعث أسامة )) يكرر ذلك ( الطبقات الكبرى 4 : 68 ، المغازي 3 : 1119 ، تهذيب تاريخ دمشق 1 : 122 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 484 ، عيون الأثر 2 : 352 ) ، وروى بعضهم أنه قال : (( لعن الله من تخلف عنه )) ( الملل والنحل 1 : 29 ) . ولكن توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم تنفذ البعثة .
ابن تيمية يقول : وأبو بكر لم يكن في جيس أسامة باتفاق أهل العلم ، لكن روي أن عمر كان فيهم . ( منهاج السنة 3 : 213 ) .
فما هي الحقيقة قول أهل العلم في هذا ؟؟
قال أصحاب التاريخ في ذكر أسامة : استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) على جيش فيه أبو بكر وعمر ، قال ابن سعد في الطبقات ( الطبقات الكبرى 4 : 66 ترجمة أسامة بن زيد ) ، وقد شهد ابن تيمية لابن سعد صاحب الطبقات أنه من أهل العلم والثقة والاطلاع والصدق في النقل (رأس الحسين:198).
وقاله ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وهو منقول في ( تهذيب تاريخ دمشق ) ( تهذيب تاريخ دمشق 2 : 395 ، 3 : 218 ) . ومختصر تاريخ دمشق ( مختصر تاريخ دمشق 4: 248 / 237 ، 5: 129 / 56 ).
وذكره اليعقوبي في تاريخه ( تاريخ اليعقوبي 2 : 77 ) ، وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة )( شرح نهج البلاغة 1 : 159 ، 220 ) ، وصاحب تاريخ الخميس ( تاريخ الخميس 2 : 172 ) .
هؤلاء جميعا ذكروا أن أبا بكر كان جنديا في جيش أسامة ، فعلى أي شيء إذن كان اتفاق أهل العلم ؟!!
لقد كان اتفاقهم كما رأيت على أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة الذي أمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالخروج ، وشدد كثيرا على الإسراعه فإنفاذه قبل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
كما أتفقوا على أن رأية خيبر كانت أولا عند أبي بكر فعاد بها ولم يفتح ، ثم كانت بعده عند عمر فعاد بها ولم يصنع شيئا ، أو عاد يجبن أصحابه ويجبننونه كما رواه الطبري وصححه الحاكم والذهبي ، واتفقوا هم وأصحاب الصحاح السنن على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال بعدهما : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا ، ولايعود حتى يفتح عليه )) فلما اصبحوا ،قال : (( أين علي )) فدعوه وكان قد أصابه رمد في عينيه ، فداواهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بريقة الشريف ودعا له وأعطاه الراية فمضى بها فدك عليهم حصنهم واقتلع باب الحص بيده وألقاه جانبا ( شهد ابن تيمية هنا بصحة هذا الخبر ) ، وقتل قائدهم ( مرحبا ) واقتحم عليهم الجيش الحصن فكان الفتح على يديه (عليه السلام ) .
على هذه الكلمات اتفقوا ، ونحن على يقين من أن الشيخ لم يخف عليه شيء منها ، ولكن ما العمل وهو يريد أن ينتصر ؟ فحيث يمتنع عليه التأويل فلا بد من التكذيب بكل شيء !!!!!
اللهم صلي على محمد وال محمد
ابن تيمية ينفي جهاد علي (عليه السلام )
1 ـ جهاد علي ،آية الجهاد الذي لم يشهد له التاريخ نظيرا بعد سيد البشر ، هو عند ابن تيمية ليس بشيء ، ولم يكن علي (عليه السلام ) عنده سوى جندي قاتل كما قاتل غيره من المسلمين !!
(( وأبو بكر وعمر أعظم إيمانا وجهادا ، لا سيما وقد قال تعالى : (( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله )) ( التوبة 9/20) .
نعم لاريب في ذلك حين نبادل الأدوار كهلا بإتقان ، فنقدم المتأخر ، ونؤخر المتقدم ، ونعمد إلى من كان في حامية الوطيس يصد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنضعه وراء جبل أحد ، وإلى الذين يصعدون ولا يلوون على أحد فنجعلهم محله ، ونعمد إلى صاحب لواء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) الثابت بين يديه يجندل الصناديد فنجعله مع الذين يسابقون الريح طلبا للنجاة ، وإلى من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فنجعلهم محله ، فحيئنذ لا ريب أبدا في أنهم أعظم جهادا وإيمانا منه !!
وحين نعمد إلى ذي الفقار المخضب بدماء الكفار ، فننتزعه من يد علي (عليه السلام ) ونضعه في يد أحدهما ، ونعطيه واحدا من سيفيهما ( النظيفين ) اللذين لم يعرف التاريخ أنهما خدشا كافرا واحدا ، فلا ريب أنه ليس جهاد أما جهادهما !!
ألا ترى إلى هذا الذي يريد أن يمدح ، فيقدح ! فهلا ترك المقارنة حين يريد ان يطري من يطريه ! وهل نقل عند أحد من الصحابة أنه نازع عليا في هذه المنزلة ، أو عرف لغيره فضلا يدانيه ؟!!
إنها مرة واحدة في يوم واحد في حياة أبي بكر ، ومرة واحد في يوم واحد في حياة عمر ، حملا فيها راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في جهاد ، ولكن حتى هذه المرة الواحدة سلبهما إياها ابن تيمية ، فماذا أبقى لهما إذن يفضلهما به على حليف تلك الراية الذي أحبها وأحبته ؟!!
تلك هي راية خيبر ، حملها أبو بكر فعاد ولم يصنع شيئا ، وحملها بعده عمر فعاد ولم يصنع شيئا ، ثم دفعها النبي إلى علي فكان الفتح على يديه ، تلك الراية يقول عنها ابن تيمية : (( لم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر ، ولا قربهما واحد منهما )) . ( منهاج السنة 4 : 98 ) .
هي المرة الوحيدة التي حملا فيها راية الجهاد ، يقول فيها : لم تكن لهما ، ولا قربها واحد منها !
وبعد أن رأيت كيف سلبهما شرف الصدارة في الجهاد ولو لمرة واحدة ، انظر كيف أوقع نفسه في أثناء رده على ابن المطهر بما كان ينبغي إلا يقع فيه :
2 ـ نقل ابن المطهر قصة راية خيبر ، فرد ابن تيمية قائلا :
(( بعد ان يقال : لعنة الله على الكاذبين ، يقال : من ذكر هذا من علماء النقل ؟ وأين إسناده وصحته ، وهو من الكذب ؟ )) ( منهاج السنة 4 : 175 ) .
فإذا شدك هذا النذير وهذا النكير ، فانظر إلى ما قاله علماء النقل ، وإلى صحة إسناده ، لترى أين هو الكذب الذي ستدور عليه تلك اللعنة :
قال علماء النقل : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث أبا بكر بالراية يوم خيبر فعاد ولم يصنع شيئا ، فأرسل بعده عمر فعادم ولم يفتح ، فقال : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لايخزيه الله أبدا ، ولايرجع حتى يفتح عليه )) وفي بعض النقول (( كرار غير فرار )) . هذا ما نقله النسائي والحاكم والذهبي ’ ونقله كافة أصحاب التاريخ والسير ( سنن النسائي 5 : 109/8402 ، كتاب الخصائص ، المستدرك 3 : 37 ، وتلخيصه للذهبي في ذيل الصفحة ، سيرة ابن هشام 3 : 216 ، عن سيرة ابن إسحاق ، تاريخ الطبري 3 : 93 ، الكامل في التاريخ 2 : 219 ، أسد الغابة 4 : 21 ، البداية والنهاية 7 : 349 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 209 ، حلية الأولياء 1 : 62 ، الروض الأنف 6 : 507 ) .
فهو كالجمع عليه عندهم .
وأما النص الذي أختاره الطبري والحاكم والذهبي ، بعد أن ذكروا أبا بكر ورجوعه بالراية ، قالوا في عمر : ( فعاد يجبن أصحابه ويجبننونه ) وقال بصحته الحاكم والذهبي ، فقد جاء بإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح . ( المستدرك وتلخيصه 3 : 37 ، تاريخ الطبري 3 : 93 ) .
هذا الذي نقله أهل العلم بلا خلاف بينهم ،ولا تظن أن شيئا منه كان خافيا على الشيخ أبدا ! ولكن لأمر ما نفاه ، والأمر معلوم ليس بخفي ، فإقراره بهذا سينقض عقيدته في التفضيل راسا على عقب ،ولكن فاته كما فات الكثير ممن لا يمهمه إلا الانتصار لرأيه ، فاتهم أن الحق سيققى هو الحق سواء رضوا به أم صدوا عنه وجحدوه .
3 ـ وأنكر كل شيء يشهد لجهاد علي (عليه السلام ) :
أنكر ما نزل في ذلك في القرآن في قوله تعالى : (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم )) .( التوبة 9 : 19 ـ 22 )
أنكر أن تكون هذه الآيات قد نزلت في فضل علي (عليه السلام ) عند تفاخره بالسبق في الإيمان والهجرة والجهاد ورده على العباس وطلحة حين افتخرا بالسقاية وسدانة الكعبة ، فقال : هذا لايعرف ، ودلالات الكذب عليه ضاهرة . ( منهاج السنة 3 : 5 ) .
والحديث رواه الخطيب من وراة عبد الرزاق عن معمر ( الأسماء المبهمة والانباء المحكمة للخطيب:473).
ورواه أهم أصحاب التفاسير المعتمدة ، منهم : الطبري ، والبغوي ، والقرطبي ، وابن الجوزي ، والرازي ن والخازن ، رووه جميعا عند تفسير هذه الآيات من سورة التوبة .
لكنه أنكر هذا كما أنكر جميع ما جاء في تفضيل علي (عليه السلام ) حتى المتواتر ، والمتفق على صحته ، كما رأيت .
4 ـ أبو بكر في جيش أسامة :
لأجل أين يثبت أن أبا بكر هو الأعظم منزلة والأعظم إيمانا وجهادا لابد أن ينفي عنه كل ما يبعده عن هذه المنزلة ، فبعد أن أنكر كون راية خيبر كانت عنده أولا فهزم بها ، أنكر أن يكون أبو بكر جنديا في بعثة أسامة التي جهزها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أيام مرضه الذي توفي فيه ، وشدد على سرعة إنفاذها فقال : (( أنفذوا بعث أسامة )) فلما أحس منهم التباطؤ جعل يقول : (( أنفذوا بعث أسامة )) يكرر ذلك ( الطبقات الكبرى 4 : 68 ، المغازي 3 : 1119 ، تهذيب تاريخ دمشق 1 : 122 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 484 ، عيون الأثر 2 : 352 ) ، وروى بعضهم أنه قال : (( لعن الله من تخلف عنه )) ( الملل والنحل 1 : 29 ) . ولكن توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم تنفذ البعثة .
ابن تيمية يقول : وأبو بكر لم يكن في جيس أسامة باتفاق أهل العلم ، لكن روي أن عمر كان فيهم . ( منهاج السنة 3 : 213 ) .
فما هي الحقيقة قول أهل العلم في هذا ؟؟
قال أصحاب التاريخ في ذكر أسامة : استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) على جيش فيه أبو بكر وعمر ، قال ابن سعد في الطبقات ( الطبقات الكبرى 4 : 66 ترجمة أسامة بن زيد ) ، وقد شهد ابن تيمية لابن سعد صاحب الطبقات أنه من أهل العلم والثقة والاطلاع والصدق في النقل (رأس الحسين:198).
وقاله ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وهو منقول في ( تهذيب تاريخ دمشق ) ( تهذيب تاريخ دمشق 2 : 395 ، 3 : 218 ) . ومختصر تاريخ دمشق ( مختصر تاريخ دمشق 4: 248 / 237 ، 5: 129 / 56 ).
وذكره اليعقوبي في تاريخه ( تاريخ اليعقوبي 2 : 77 ) ، وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة )( شرح نهج البلاغة 1 : 159 ، 220 ) ، وصاحب تاريخ الخميس ( تاريخ الخميس 2 : 172 ) .
هؤلاء جميعا ذكروا أن أبا بكر كان جنديا في جيش أسامة ، فعلى أي شيء إذن كان اتفاق أهل العلم ؟!!
لقد كان اتفاقهم كما رأيت على أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة الذي أمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالخروج ، وشدد كثيرا على الإسراعه فإنفاذه قبل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
كما أتفقوا على أن رأية خيبر كانت أولا عند أبي بكر فعاد بها ولم يفتح ، ثم كانت بعده عند عمر فعاد بها ولم يصنع شيئا ، أو عاد يجبن أصحابه ويجبننونه كما رواه الطبري وصححه الحاكم والذهبي ، واتفقوا هم وأصحاب الصحاح السنن على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال بعدهما : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا ، ولايعود حتى يفتح عليه )) فلما اصبحوا ،قال : (( أين علي )) فدعوه وكان قد أصابه رمد في عينيه ، فداواهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بريقة الشريف ودعا له وأعطاه الراية فمضى بها فدك عليهم حصنهم واقتلع باب الحص بيده وألقاه جانبا ( شهد ابن تيمية هنا بصحة هذا الخبر ) ، وقتل قائدهم ( مرحبا ) واقتحم عليهم الجيش الحصن فكان الفتح على يديه (عليه السلام ) .
على هذه الكلمات اتفقوا ، ونحن على يقين من أن الشيخ لم يخف عليه شيء منها ، ولكن ما العمل وهو يريد أن ينتصر ؟ فحيث يمتنع عليه التأويل فلا بد من التكذيب بكل شيء !!!!!