عاشق القائم
15-01-2010, 08:20 AM
الزهراء وحقها المشروع في فدك
التعريف بفدك: فدك قرية في الحجاز بينها وبين المدينة يومان او ثلاثة وهي أرض يهودية سكنها اليهود حتى السنة السابعة للهجرة حيث قذف الله الرعب في قلوب اهلها فصالحوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على النصف منها وروي أنه صالحهم عليها كلها.
وقد ملكها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لانها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب باجماع المسلمين.
روى أبو سعيد الخدري قال : لما نزلت ( فآت ذا القربى حقه ) </b>قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يا فاطمة لك فدك. وعن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام ) قال : اقطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة (عليها السلام ) فدك.
ولما بويع ابو بكر واستقام له الامر بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة (عليها السلام ) منها فجاءت فاطمة الى ابي بكر ثم قالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمر الله تعالى؟
فقال هاتي على ذلك بشهود فجاءت بأم أيمن فشهدت ان الله عز وجل أوحى الى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( وآت ذا القربى حقه ) </b>فجعل فدكاً لها طعمه بأمر الله فجاء علي (عليه السلام ) فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتاباً ودفعه اليها فدخل عمر فأخذ الكتاب من فاطمة فمزقه فخرجت فاطمة باكية. فجاء عليٌ الى أبي بكر وحوله المهاجرون والانصار فقال : يا ابا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياته فقال ابو بكر هذا فيء المسلمين فإن اقامت شهوداً ان رسول الله جعله لها والا فلا حق لها فيه.
فقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين قال لا قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم ادعيت انا فيه ممن تسأل البينة قال : اياك أسأل البينة قال فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها؟ وقد ملكته في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعده ولم تسأل البينة من المسلمين على دعواهم فسكت ابو بكر وقال عمر يا علي دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حجتك فان اتيت بشهود عدول والا فهو فيء المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله قال : نعم قال أخبرني عن قول الله تعالى ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فيمن نزلت فينا ام في غيرنا؟ قال بل فيكم قال فلو ان شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بفاحشة ما كنت صانعاً بها؟ قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيمه على سائر نساء المسلمين قال : اذن كنت عند الله من الكافرين قال ولم؟ قال لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله ورسوله ان جعلا لها فدكاً ثم قبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه عليها واخذت منها فدكاً وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه) فرددت قول رسول الله فدمدم الناس وقالوا صدق والله علي.
قال الامام شرف الدين: سبحان الله أين حلمه واناته؟ واين نظره البعيد في عواقب الامور واين احتياطه على ريح المسلمين؟ ليته آثر ما هو الأليق به فلم يوقف وديعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي ثكلى مواقفها تلك وماذا عليه لو احتل محل أبيها فسلمها فدكاً من غير محاكمة فإن للامام ان يفعل ذلك بولايته وما قيمة فدك في سبيل هذه المصلحة ودفع هذه المفسدة.
قال الاستاذ محمود ابو رية المصري المعاصر: بقي أمر لابد ان نقول فيه كلمة صريحة: وهو موقف ابي بكر من فاطمة رضي الله عنها وما فعل معها في ميراث أبيها، لانا اذا سلمنا بان خبر الاحاد الظني يخصص الكتاب القطعي وانه قد ثبت ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قال : انه لايورث وانه لاتخصيص في عموم هذا الخبر فإن أبا بكر كان يسعه ان يعطي فاطمة (رضى الله عنها ) بعض تركة أبيها كأن يخصها بفدك وهذا من حقه الذي لايعارضه فيه احد وقد خص هو نفسه الزبير بن العوام ومحمد بن مسلمة وغيرهما ببعض متروكات النبي على ان فدكاً هذه التي منعها ابو بكر عن فاطمة لم تلبث ان أقطعها الخليفة عثمان لمروان.
نقل ابن ابي الحديد عن بعض السلف كلاماً مضمونه العتب علي الخليفتين والعجب منهما في مواقفهما من الزهراء بعد ابيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالوا في آخره: ( وقد كان الاجلّ ان يمنعهما التكرّم عما ارتكباه من بنت رسول الله فضلاً عن الدين ) فذيله ابن ابي الحديد بقوله (وهذا الكلام لا جواب عنه ) !
يبقى شيء نقوله للتاريخ وهو انه اذا كان موقف الخليفة (رضى الله عنه))صحيحاً وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال فعلاً ( نحن معاشر الانبياء لانورث ما تركناه صدقة ) ( فلماذا أهمل عمر بن الخطاب رواية الخليفة وطرحها جانباً وسلّم فدكاً الى العباس وعلي وموقفه منهما يدل علي انه سلم فدكاً اليهما على اساس انها ميراث رسول الله وذلك حينما تولى هو أمر الخلافة )
التعريف بفدك: فدك قرية في الحجاز بينها وبين المدينة يومان او ثلاثة وهي أرض يهودية سكنها اليهود حتى السنة السابعة للهجرة حيث قذف الله الرعب في قلوب اهلها فصالحوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على النصف منها وروي أنه صالحهم عليها كلها.
وقد ملكها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لانها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب باجماع المسلمين.
روى أبو سعيد الخدري قال : لما نزلت ( فآت ذا القربى حقه ) </b>قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يا فاطمة لك فدك. وعن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام ) قال : اقطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة (عليها السلام ) فدك.
ولما بويع ابو بكر واستقام له الامر بعث الى فدك من أخرج وكيل فاطمة (عليها السلام ) منها فجاءت فاطمة الى ابي بكر ثم قالت : لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمر الله تعالى؟
فقال هاتي على ذلك بشهود فجاءت بأم أيمن فشهدت ان الله عز وجل أوحى الى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( وآت ذا القربى حقه ) </b>فجعل فدكاً لها طعمه بأمر الله فجاء علي (عليه السلام ) فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتاباً ودفعه اليها فدخل عمر فأخذ الكتاب من فاطمة فمزقه فخرجت فاطمة باكية. فجاء عليٌ الى أبي بكر وحوله المهاجرون والانصار فقال : يا ابا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياته فقال ابو بكر هذا فيء المسلمين فإن اقامت شهوداً ان رسول الله جعله لها والا فلا حق لها فيه.
فقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : يا ابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين قال لا قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم ادعيت انا فيه ممن تسأل البينة قال : اياك أسأل البينة قال فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها؟ وقد ملكته في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعده ولم تسأل البينة من المسلمين على دعواهم فسكت ابو بكر وقال عمر يا علي دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حجتك فان اتيت بشهود عدول والا فهو فيء المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال امير المؤمنين (عليه السلام ) : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله قال : نعم قال أخبرني عن قول الله تعالى ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فيمن نزلت فينا ام في غيرنا؟ قال بل فيكم قال فلو ان شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بفاحشة ما كنت صانعاً بها؟ قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيمه على سائر نساء المسلمين قال : اذن كنت عند الله من الكافرين قال ولم؟ قال لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله ورسوله ان جعلا لها فدكاً ثم قبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه عليها واخذت منها فدكاً وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه) فرددت قول رسول الله فدمدم الناس وقالوا صدق والله علي.
قال الامام شرف الدين: سبحان الله أين حلمه واناته؟ واين نظره البعيد في عواقب الامور واين احتياطه على ريح المسلمين؟ ليته آثر ما هو الأليق به فلم يوقف وديعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي ثكلى مواقفها تلك وماذا عليه لو احتل محل أبيها فسلمها فدكاً من غير محاكمة فإن للامام ان يفعل ذلك بولايته وما قيمة فدك في سبيل هذه المصلحة ودفع هذه المفسدة.
قال الاستاذ محمود ابو رية المصري المعاصر: بقي أمر لابد ان نقول فيه كلمة صريحة: وهو موقف ابي بكر من فاطمة رضي الله عنها وما فعل معها في ميراث أبيها، لانا اذا سلمنا بان خبر الاحاد الظني يخصص الكتاب القطعي وانه قد ثبت ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قال : انه لايورث وانه لاتخصيص في عموم هذا الخبر فإن أبا بكر كان يسعه ان يعطي فاطمة (رضى الله عنها ) بعض تركة أبيها كأن يخصها بفدك وهذا من حقه الذي لايعارضه فيه احد وقد خص هو نفسه الزبير بن العوام ومحمد بن مسلمة وغيرهما ببعض متروكات النبي على ان فدكاً هذه التي منعها ابو بكر عن فاطمة لم تلبث ان أقطعها الخليفة عثمان لمروان.
نقل ابن ابي الحديد عن بعض السلف كلاماً مضمونه العتب علي الخليفتين والعجب منهما في مواقفهما من الزهراء بعد ابيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالوا في آخره: ( وقد كان الاجلّ ان يمنعهما التكرّم عما ارتكباه من بنت رسول الله فضلاً عن الدين ) فذيله ابن ابي الحديد بقوله (وهذا الكلام لا جواب عنه ) !
يبقى شيء نقوله للتاريخ وهو انه اذا كان موقف الخليفة (رضى الله عنه))صحيحاً وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال فعلاً ( نحن معاشر الانبياء لانورث ما تركناه صدقة ) ( فلماذا أهمل عمر بن الخطاب رواية الخليفة وطرحها جانباً وسلّم فدكاً الى العباس وعلي وموقفه منهما يدل علي انه سلم فدكاً اليهما على اساس انها ميراث رسول الله وذلك حينما تولى هو أمر الخلافة )