نووورا انا
16-01-2010, 12:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مصادر الشيعة وثروتهم العلمية
كان وما زال للشيعة مصادرهم من الكتب والمؤلفات العديدة ، بل هم أغنى من غيرهم ببركة وجود الأئمة (عليهم السلام) وكثرة تلاميذهم من العلماء والرواة عنهم ، واهتمامهم بالتدوين ، فقد وقف أمير المؤمنين(ع)ضد تحريم الخلافة لتدوين العلم والحديث النبوي ، وكان هو والأئمة من ذريته (عليهم السلام) يأمرون بالتدوين ، وبلغ العلماء من تلاميذهم والرواة عنهم آلافاً مؤلفة ، وكتبهم المئات .
وفي مقابل ذلك قامت الخلافة القرشية من أول عهودها بهجمة شرسة على كتب الشيعة ومصادرهم ، بمصادرتها وإحراقها ، أو الإحتفاظ بها في خزائن الخلفاء وخزائن علماء السلطة ، يستفيدون منها لأغراضهم ، ويظهرون منها ما يحلو لهم ، بعد أن يحرفوه عن مواضعه !
ويكفيك مثالاً على سياستهم في إبادة العلم: كُتب جابر بن يزيد الجعفي ، وكُتب أحمد ابن عقدة ، وكُتب سليمان الأعمش ، وهم علماء موثقون عندنا وعندهم ! فقد أحرقوا كتبهم أو فُقدت في سنوات تشريد تلاميذهم وتقتيلهم ! وقد بلغت مؤلفاتهم نحو أربع مئة ألف حديث ، أو مئتي مجلداً !
قال مسلم في مقدمة صحيحه:1/15:« الجراح بن مليح يقول: سمعت جابراً يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر(الباقر(ع)) عن النبي (ص) كلها»!
وقد أحضر المنصور سليمان الأعمش ليلاً ليمنعه من رواية مناقب علي(ع) وقال له:«فأخبرني بالله وقرابتي من رسول الله كم رويت من حديث علي بن أبي طالب ، وكم من فضيلة من جميع الفقهاء؟ قلت: شئ يسير يا أمير المؤمنين ! قال: كم؟ قلت: مقدار عشرة آلاف حديث وما يزداد ! قال: يا سليمان ألا أحدثك بحديث في فضائل علي يأكل كل حديث رويته عن جميع الفقهاء؟ فإن حلفت لا ترويه لأحد من الشيعة حدثتك به» ! (فضائل علي(ع)لابن المغازلي/226).
وقال الشهيد نور الله التستري في الصوارم المهرقة/214: «إن أهل بغداد أجمعوا على أنه لم يظهر من زمان ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة من يكون أبلغ منه في حفظ الحديث . وأيضاً قال الدارقطني: سمعت منه أنه قال: قد ضبطت ثلاث مائة ألف حديث من أحاديث أهل البيت وبني هاشم (عليهم السلام) ، وحفظت مائة ألف حديث بأسانيدها ! ونقل الذهبي عن عبد الغني بن سعيد أنه قال: سمعت عن الدارقطني قال: إن ابن عقدة يعلم ما عند الناس ، ولا يعلم الناس ما عنده !
وقال الثلاثة: إن ابن عقدة كان يقعد في جامع براثا من الكوفة ، ويذكر مثالب الشيخين عند الناس ، فلهذا تركوا بعض أحاديثه ، وإلا فلا كلام في صدقه».
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ:3/840: « قال الحاكم ابن البيِّع: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة . وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم . حدث بهذا عنه الدارقطني . وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها.. وقال أبو سعد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل فكانت كتبه ست مائة حملة». وذكر نحوه في وسائل الشيعة: 20/131 ، ونقل قول الشيخ الطوسي فيه: «أمره في الثقة والجلالة والحفظ ، أشهر من أن يذكر ».
وفي مجلة تراثنا: 21/180: « أفرد الذهبي رسالة عن حياته ، مذكورة في مؤلفاته في مقدمة سير أعلام النبلاء باسم: ترجمة ابن عقدة. ترجم له أعلام العامة بكل تجلة وتبجيل ووثقوه ، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطلاعه ، وأرخوا ولادته ليلة النصف من المحرم سنة249، ووفاته في7 ذي القعدة سنة332 ، ومن المؤسف أن هذا الرجل العظيم لم يبق من مؤلفاته الكثيرة الكبيرة سوى وريقات توجد في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ضمن المجموعة رقم4581 ، باسم: جزء من حديث ابن عقدة من الورقة 9-15» !
أما اليوم فلا تجد حتى الترجمة التي كتبها الذهبي لابن عقدة !
ويتضح لك حجم جريمة الحكومات في تضييع علم العترة (عليهم السلام) ، إذا عرفت أن كل ألفي حديث تبلغ مجلداً تقريباً ، وأن صحيح بخاري ومسلم وبقية الكتب الستة مع حذف المكرر تبلغ:9780 حديثاً ، وكل ما في الصحيحين:2980 حديثاً .
http: //www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2586 9
فتكون أحاديث جابر بن يزيد الجعفي خمساً وثلاثين مجلداً ! وحجم العشرة آلاف حديث التي يرويها سليمان الأعمش في فضائل أمير المؤمنين(ع)أكثر من مجموع الكتب الستة ! أما أحاديث أحمد بن عقدة عن رسول الله(ص) فتبلغ خمسين مجلداً ، وعن أهل البيت (عليهم السلام) وبني هاشم ، مئة وخمسين !
ولم تكتفِ السلطة بمصادرة الكتب وإحراقها ، حتى أفتى علماؤها بأن كل من روى شيئاً فيه نقد ولو بسيط لأبي بكر وعمر ، فحكمه أن يدفن حياً في بئر !
قال الذهبي في ميزان الإعتدال:2/75، عن العلل لأحمد بن حنبل:3/8: «قال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: رجل سوء يحدث بأحاديث سوء.. قلت: فقد قال لي: إنك كتبت عنه؟ فحول وجهه وحلف بالله إنه لا أتاه ولا كتب عنه. وقال: يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها » !
فهل يجوز أن تخسر أجيال الأمة هذه الثروة العظيمة ، بسبب روايات تنتقد بعض الصحابة ؟ أمَا كان الواجب عليهم أن يرووها ويردوا عليها ؟! لكنها سياسة التجهيل وحرمان أجيال المسلمين من معرفة الحقائق ، وإحراق كل ما خالف هوى الحاكم !
ورغم هذه السياسة الوحشية ، بقي للشيعة من ثروتهم العلمية الكثير ، وكم من أحاديث وحقائق من السيرة والتاريخ ، توجد في مصادرهم ، ولا توجد عند غيرهم !
المصدر
عصر الشيعة
سماحة الشيخ علي الكوراني
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مصادر الشيعة وثروتهم العلمية
كان وما زال للشيعة مصادرهم من الكتب والمؤلفات العديدة ، بل هم أغنى من غيرهم ببركة وجود الأئمة (عليهم السلام) وكثرة تلاميذهم من العلماء والرواة عنهم ، واهتمامهم بالتدوين ، فقد وقف أمير المؤمنين(ع)ضد تحريم الخلافة لتدوين العلم والحديث النبوي ، وكان هو والأئمة من ذريته (عليهم السلام) يأمرون بالتدوين ، وبلغ العلماء من تلاميذهم والرواة عنهم آلافاً مؤلفة ، وكتبهم المئات .
وفي مقابل ذلك قامت الخلافة القرشية من أول عهودها بهجمة شرسة على كتب الشيعة ومصادرهم ، بمصادرتها وإحراقها ، أو الإحتفاظ بها في خزائن الخلفاء وخزائن علماء السلطة ، يستفيدون منها لأغراضهم ، ويظهرون منها ما يحلو لهم ، بعد أن يحرفوه عن مواضعه !
ويكفيك مثالاً على سياستهم في إبادة العلم: كُتب جابر بن يزيد الجعفي ، وكُتب أحمد ابن عقدة ، وكُتب سليمان الأعمش ، وهم علماء موثقون عندنا وعندهم ! فقد أحرقوا كتبهم أو فُقدت في سنوات تشريد تلاميذهم وتقتيلهم ! وقد بلغت مؤلفاتهم نحو أربع مئة ألف حديث ، أو مئتي مجلداً !
قال مسلم في مقدمة صحيحه:1/15:« الجراح بن مليح يقول: سمعت جابراً يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر(الباقر(ع)) عن النبي (ص) كلها»!
وقد أحضر المنصور سليمان الأعمش ليلاً ليمنعه من رواية مناقب علي(ع) وقال له:«فأخبرني بالله وقرابتي من رسول الله كم رويت من حديث علي بن أبي طالب ، وكم من فضيلة من جميع الفقهاء؟ قلت: شئ يسير يا أمير المؤمنين ! قال: كم؟ قلت: مقدار عشرة آلاف حديث وما يزداد ! قال: يا سليمان ألا أحدثك بحديث في فضائل علي يأكل كل حديث رويته عن جميع الفقهاء؟ فإن حلفت لا ترويه لأحد من الشيعة حدثتك به» ! (فضائل علي(ع)لابن المغازلي/226).
وقال الشهيد نور الله التستري في الصوارم المهرقة/214: «إن أهل بغداد أجمعوا على أنه لم يظهر من زمان ابن مسعود إلى زمان ابن عقدة من يكون أبلغ منه في حفظ الحديث . وأيضاً قال الدارقطني: سمعت منه أنه قال: قد ضبطت ثلاث مائة ألف حديث من أحاديث أهل البيت وبني هاشم (عليهم السلام) ، وحفظت مائة ألف حديث بأسانيدها ! ونقل الذهبي عن عبد الغني بن سعيد أنه قال: سمعت عن الدارقطني قال: إن ابن عقدة يعلم ما عند الناس ، ولا يعلم الناس ما عنده !
وقال الثلاثة: إن ابن عقدة كان يقعد في جامع براثا من الكوفة ، ويذكر مثالب الشيخين عند الناس ، فلهذا تركوا بعض أحاديثه ، وإلا فلا كلام في صدقه».
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ:3/840: « قال الحاكم ابن البيِّع: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة . وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاث مائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم . حدث بهذا عنه الدارقطني . وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها.. وقال أبو سعد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل فكانت كتبه ست مائة حملة». وذكر نحوه في وسائل الشيعة: 20/131 ، ونقل قول الشيخ الطوسي فيه: «أمره في الثقة والجلالة والحفظ ، أشهر من أن يذكر ».
وفي مجلة تراثنا: 21/180: « أفرد الذهبي رسالة عن حياته ، مذكورة في مؤلفاته في مقدمة سير أعلام النبلاء باسم: ترجمة ابن عقدة. ترجم له أعلام العامة بكل تجلة وتبجيل ووثقوه ، وأثنوا على علمه وحفظه وخبرته وسعة اطلاعه ، وأرخوا ولادته ليلة النصف من المحرم سنة249، ووفاته في7 ذي القعدة سنة332 ، ومن المؤسف أن هذا الرجل العظيم لم يبق من مؤلفاته الكثيرة الكبيرة سوى وريقات توجد في دار الكتب الظاهرية بدمشق ، ضمن المجموعة رقم4581 ، باسم: جزء من حديث ابن عقدة من الورقة 9-15» !
أما اليوم فلا تجد حتى الترجمة التي كتبها الذهبي لابن عقدة !
ويتضح لك حجم جريمة الحكومات في تضييع علم العترة (عليهم السلام) ، إذا عرفت أن كل ألفي حديث تبلغ مجلداً تقريباً ، وأن صحيح بخاري ومسلم وبقية الكتب الستة مع حذف المكرر تبلغ:9780 حديثاً ، وكل ما في الصحيحين:2980 حديثاً .
http: //www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2586 9
فتكون أحاديث جابر بن يزيد الجعفي خمساً وثلاثين مجلداً ! وحجم العشرة آلاف حديث التي يرويها سليمان الأعمش في فضائل أمير المؤمنين(ع)أكثر من مجموع الكتب الستة ! أما أحاديث أحمد بن عقدة عن رسول الله(ص) فتبلغ خمسين مجلداً ، وعن أهل البيت (عليهم السلام) وبني هاشم ، مئة وخمسين !
ولم تكتفِ السلطة بمصادرة الكتب وإحراقها ، حتى أفتى علماؤها بأن كل من روى شيئاً فيه نقد ولو بسيط لأبي بكر وعمر ، فحكمه أن يدفن حياً في بئر !
قال الذهبي في ميزان الإعتدال:2/75، عن العلل لأحمد بن حنبل:3/8: «قال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: رجل سوء يحدث بأحاديث سوء.. قلت: فقد قال لي: إنك كتبت عنه؟ فحول وجهه وحلف بالله إنه لا أتاه ولا كتب عنه. وقال: يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها » !
فهل يجوز أن تخسر أجيال الأمة هذه الثروة العظيمة ، بسبب روايات تنتقد بعض الصحابة ؟ أمَا كان الواجب عليهم أن يرووها ويردوا عليها ؟! لكنها سياسة التجهيل وحرمان أجيال المسلمين من معرفة الحقائق ، وإحراق كل ما خالف هوى الحاكم !
ورغم هذه السياسة الوحشية ، بقي للشيعة من ثروتهم العلمية الكثير ، وكم من أحاديث وحقائق من السيرة والتاريخ ، توجد في مصادرهم ، ولا توجد عند غيرهم !
المصدر
عصر الشيعة
سماحة الشيخ علي الكوراني