المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خطبة الحوراء زينب (ع )في مجلس الطاغية يزيد


عبود مزهر الكرخي
17-01-2010, 08:04 PM
من خطبة الحوراء زينب (ع )في مجلس الطاغية يزيد


عند حلول الأول من صفر دخلوا السبايا إلى دمشق وأقيمت المهرجانات والاحتفالات بذلك وأمروا بالدخول على يزيد(لعنة الله عليه)


وأظهر الطاغية الآثم فرحته الكبرى بإبادته لعترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد صفا له الملك، واستوسقت له الاُمور، وأخذ يهزّ أعطافه جذلاناً متمنّياً حضور القتلى من أهل بيته ببدر ليريهم كيف أخذ بثأرهم من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في ذرّيته، وراح يترنّم بأبيات ابن الزبعري قائلاً أمام الملأ بصوت يسمعه الجميع:


لَيْــــتَ أَشـــــْيَاخِي بِبَدرٍ شَـهِدُ......جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِـنْ وَقْعِ الأَسَـلْ


فَـــــأَهَلُّوا وَاســـــــتَهَلُّوا فِرَحــاً... ثُمَّ قَالُوا: يَا يَـــــزِيدُ لاَ تُشـَــــلْ


قَــــــدْ قَتَلْنَا الْقَوْمَ مِنْ سَادَاتِهِـمْ...وَعَـــــدَلْنَاهُ بـِـــبَدْرٍ فَاعْتَـــــــدَلْ


لَعِبَـــــتْ هَــــــاشِمُ بالْمُلْكِ....فَـــلاَ خَبَرٌ جـَــــاءَ وَلاَ وَحــــْيٌ نــَزَلْ


لَـــستُ مِنْ خِــنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ....مِـــــنْ بَنِي أَحْمَدَ مِا كَانَ فَعـــَلْ


ولمّا سمعت العقيلة هذه الأبيات التي أظهر فيها التشفّي بقتل عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) انتقاماً منهم لقتلى بدر، وثبت كالأسد، فسحقت جبروته وطغيانه فكأنّها هي الحاكمة والمنتصرة والطاغية هو المخذول والمغلوب على أمره، وقد خطبت هذه الخطبة التي هي من متمّمات النهضة الحسينية، قالت (عليها السّلام):


(أَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلىَ مُحَمّدَ وآلِهِ أَجْمَعِيَن، صَدَقَ اللهُ كَذَلكَ يَقُولُ: (ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السؤى أن كذبوا بأيات الله وكانوا بها يَسْتَهْزِؤُونَ)، أَظَنَنْتَ - يَا يَزِيدُ- حَيْثُ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الأَرْضِ وَآفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ الإِمَاءِ - أَنَّ بِنَا عَلَى اللهِ هَوَاناً، وَبِكَ عَلَيْهِ كَرَامَةٍ!! وَأَنَّ ذَلِكَ لِعَظِيمَ خَطَرِكَ عِنْدَهُ!! فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ في عَطْفِكَ، جَذْلانَ مَسْرُوراً، حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً، وَالأُمُورَ مُتَّسِقَةً، وَحِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وسُلْطَاننَا، فَمَهلاً، أَنَسِيتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين).


أَمِنَ الْعَدْلِ يَا بْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَإمَاءَكَ وَسُوقَكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللهِ سَبَايَا؟! قدْ هَتَكْتَ سُتورَهُنَّ، وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ، تَحْدُو بِهِنَّ الأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدِ إلى بلدٍ، وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَازِلِ وَالمَنَاهِلِ، وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالبَعِيدُ، وَالدَّنِيُّ وَالشَّرِيفُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالهِنَّ وَلِيُّ، وَلاَ مِنْ حَمَاتِهنَّ حَمِيُّ.


وَكَيْفَ تُرْتَجىَ مُرَاقبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الأَزْكيَاءِ، وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ؟!


وَكَيْفَ لاَ يَسْتَبطِأُ فِي بُغْضِنَا أَهلَ الْبَيْتِ مَنْ نَظَرَ إِلَيْنَا بَالشَّنَفِ والشَّنَآنِ وَالإِحَنِ وَالأَضْغَانِ؟!


ثُمَّ تَقُولُ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ وَلاَ مُسْتَعْظِمٍ:


لأَهَـــــلُّوا وَاســـــْتَهَلُّوا فَــــرَحاً... ثُــــمَّ قَـــالُوا: يَـــا يَزِيدُ لاَ تُشَلْ


مُنْتَحِياً عَلىَ ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْكُتُهَا بِمِخْصَرَتِكَ.


وَكَيفَ لاَ تَقُولُ ذَلكَ، وَقَدْ نَكَأُتَ الْقَرْحَةَ، وَاسْتَأْصَلْتَ الشَّأْفَةَ، بإِرَاقَتِكَ دِمَاءَ ذُرَّيَّةِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وَنُجُومِ الأرْضِ مِنْ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! وتَهْتِفُ بِأَشْيَاخِكَ، زَعَمْتَ أَنَّكَ تُنَادِيهِمْ!


فَلَتَرِدَنَّ وَشِيكاً مَوْرِدَهُمْ، وَلَتَوَدَّنَّ أَنَّكَ شُلِلْتَ وَبُكمْتَ وَلَمْ تَكُنْ قُلْتَ مَا قُلتَ وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ.


أَللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا، وَانتَقِمْ مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَاحْلُلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَقَتَلَ حُمَاتَنَا.


فَوَاللهِ مَا فَرَيْتَ إِلاَّ جِلْدَكَ، وَلا حَزَزْتَ إِلاَّ لَحْمَكَ، وَلَتَرِدَنَّ عَلى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ سَفْكِ دِمَاءِ ذُرّيَّتِهِ، وَانْتَهكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَلُحْمَتِهِ، وَحَيثُ يَجْمَعُ اللهُ شَمْلَهُمْ وَيَلُمُّ شَعْثَهُمْ وَيَأْخُذُ بِحَقِّهِمْ (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).


وَحَسْبُكَ بِاللهِ حَاكِماً، وَبِمُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله) خَصِيماً، وَجَبِرَئيلَ ظَهيراً، وَسَيَعْلَمُ مَنْ سَوَّلَ لَكَ وَمَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ، بِئْسَ للِظَّالِمِينَ بَدَلاً وَأَيُّكُمُ شَرُّ مَكَاناً وأَضْعَفُ جُنْداً.


وَلَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ، إِنِّي لأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ، وَأَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ، وَأَسْتَكْثِرُ تَوْبِيخَكَ، لَكِنِ الْعُيُونُ عَبْرىَ، وَالصُّدَورُ حَرّىَ.


أَلاَ فَالعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللهِ النُّجبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ، فَهَذِهِ الأَيْدِي تَنْطِفُ.مِنْ دِمَائِنَا، وَالأَفْوَاهُ تَتَحَلَّبُ مِنْ لُحُومِنَا، وَتِلكَ الْجُثَثُ الطَّوَاهِرُ الزَّوَاكِي تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَتَعْفِرُهَا أُمَّهَاتُ الْفَرَاعِلِ، وَلَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَجِدُنَا وَشِيكاً مُغْرَماً، حِينَ لاَ تَجِدُ إِلاَّ مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ، وَمَا ربُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ، فَإلَى اللهِ الْمُشْتَكىَ، وَعَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ.


فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.


وَهَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَداً، وَأَيَّامُكَ إِلاَ عَدَداً، وَجَمْعُكَ إِلابَدَداً، يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ: أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.


فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَتَمَ لأَوَّلِنَا بِالسَّعَادةَ وَالمَغْفِرةِ، وَلآخِرنَا بِالشَّهَادَةِ وِالرَّحْمَةِ.


وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ، وَيُوجِبَ لَهُمُ الْمَزِيدَ، وَيُحْسِنَ عَلَيْنَا الْخِلافَةَ، إِنَّهُ رَحِيمُ وَدُودُ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل


------------------------------------------------------


المصدر : أعلام النساء 504:2. بلاغات النساء:21. حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 378:3-380

عاشقة اّل النبي
17-01-2010, 10:35 PM
حسبنا الله و نعم الوكيل ...

يا حبيبتي و مولاتي يا زينب ... اي فاجعة شهدتي يا جبل الصبر يا عقيلة ال بيت محمـــــد ..

لعنة الله على الظالمين ... لعنة الله على الظالمين ..

يسلموو

الحانية
18-01-2010, 07:28 AM
يعطيك العافية عبود
سلمت يداك ... سلام الله عليك ياسيدتي ومولاتي
ساعد الله قلبك المفجوع

عبود مزهر الكرخي
18-01-2010, 02:48 PM
وسلمت أخواتي الفاضلات على ردودكم والتي أطلب من كل أخواتي المؤمنات ليس فقط المواليات لأهل البيت بل كل المسلمات المؤمنات أن يتخذن الحوراء زينب(ع) قدوة وشعار وأن يكونونَّ زينبيات في القول والفعل والعمل لأن سيدتي ومولاتي بطلة كربلاء أعطت الدروس تلو الدروس في كيفية أن تكون المرأة المؤمنة في الإسلام وفي الصبر وفي كل القيم السامية التي رفعتها مع أخيها الحسين(ع) في واقعة الطف.
فسلامٌ عليك يا سيدتي ومولاتي أم المصائب يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعثين حيه .
والسلام على جدك وأبيك وأمك وأخويك الحسن والحسين والعباس كفيلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

** مسلمة سنية **
18-01-2010, 03:26 PM
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم

بارك الله فيك أخي الكريم ... السيّدة زينب عليها السلام ... زين أبيها ... قد أخذت عفّة و طهارة و خُلق البتول سلام الله عليها ... كما أخذت فصاحة و قوة و شجاعة و بيان أمير المؤمنين عليه السلام ...

خطبتها هذه أجدها من أروع ما قيل في مواقف قاسية كالتي مرّت عليها ... تؤثّر بي و بكل من أسمعته ايّاها ... و أحاول بين الفينة و الأخرى أن أعيد الاستماع لها ... و لا أملّ من هذا التكرار ... ففي كلّ مرة تعيش معها مرارة شعورها ...

فسلام الله عليك سيدتي و مولاتي يا عقيلة بني هاشم ... و لعن الله من ظلمك و آذاك




سلمت يُمناك أخي الكريم و بارك الله فيك

عاشقة_السيد_القبانجي
18-01-2010, 03:39 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بورك هذا القلم الموالي .. وحفظكم المولى
نسأل الله و ندعوه بالاجر و الثواب لكم و رفعة المقام و قضاء الحوائج

عبود مزهر الكرخي
19-01-2010, 02:20 PM
وبورك فيكم أخواتي الفاضلات ونحن دائماً وعلى طول حياتنا ومماتنا حسينيون فكراُ وعملاً والحوراء زينب(ع) كانت أحد أعمدة الثورة التي بفضلها وبفضل أخويها(ع) وبفضل شهداء الطف بقت ثورة الحسين متألقة ومتجددة على مدى التاريخ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.