المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحدى ثلاث


أم جوانا
17-01-2010, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيكم .. لدي سؤال هو؛ كيف نرد على الروايات السنية التي تقول ؛ أن الأمام الحسين عليه السلام عندما إلتقى بوفد زياد اللعين ، طلب منهم أن يتركوه لإحدى ثلاث ؛ إما يتركوه يذهب الى يزيد أو أن يلتحق بالثغور للجهاد أو أن يتركوه أن يعود أدراجه .. وطبعا أنه لمؤذي لنا أتباع أهل البيت، أن يسفهه خروج الإمام لهذا الحد ، ويجعلونه وكأنه خرج طلبا للملك، وعندما أنقلب عليه من بايعه طلب منهم ما طلب!!.. أما ما ذكروا من خيارات فهو تسطيح للمهمة الكبيرة التي خرج من أجلها الحسين سلام الله عليه .. فكيف يكون الرد الشافي على مثل هذه المزاعم .. وهل فعلا لو وصل كتاب مسلم أبن عقيل رضوان الله تعالى عليه ، ما كان ليخرج ؟؟

ولكم جزيل الشكر ودمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد سامي البدري
10-03-2010, 12:31 AM
جواب سؤال ام جوانا حول ما ترويه بعض المصادر ان الحسين خيرهم بين ثلاث امور منها ان يسيروه الى يزيد ؟
الرواية التي تفيد ان الحسين (ع) خيرهم بين ثلاث هي ما رواه الطبري في تاريخه 3 : 312 ، ، عن ابي مخنف قال قال أبو مخنف : وأما ما حدثنا به المجالد بن سعيد ، والصقعب بن زهير الأزدي وغيرهما من المحدثين فهو ما عليه جماعة المحدثين ، قالوا : إنه قال : اختاروا مني خصالا ثلاثا : 1 - إما أن أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه . 2 - وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى فيما بيني وبينه رأيه . 3 - وإما أن تسيروني إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم ، فأكون رجلا من أهله لي ما لهم وعلي ما عليهم .
ورد عليها ابو مخنف بقوله : فأما عبد الرحمن بن جندب فحدثني ، عن عقبة بن سمعان أنه قال : صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلى مكة ، ومن مكة إلى العراق ، ولم أفارقه حتى قتل ، وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ، ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكره إلى يوم مقتله إلا سمعتها ، ألا - والله ! - ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون : من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ! ولا أن يسيروه إلى ثغر من ولكنه قال : دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتى ننظر ما يصير أمر الناس .
اما قول القائل انه خرج لطلب الملك كما هو حال بعض الكتاب المعاصرين من المصريين وغيرهم امثال شعوط والخضري والعسيري ، فان كلمات الحسين تكذب ذلك حيث خرج آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، وكان يعلم انه سوف يقتل وينال الشهادة ، بإخبار من جده وابيه كما اشتهر خبر مقتله لدى الانبياء من قبل باخبار الله تعالى اياهم . والسر في هذا الاهتمام الالهي في قتله ومصيبته هو المحافظة على حادثة قتله مظلوما نقية من أي شائبة ، فان الاعلام الاموي حاول ان يعتم على خروجه ونهضته بانها لاغراض دنيوية ، وانه القى بنفسه في التهلكة وركب رايه وخالف نصيحة الناضحين له ، فتجئ هذه الاخبارات عن النبي وعن الانبياء من قبل وبكاؤهم له تفجعا وتوجعا انه قتل مظلوما قتل امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وقد شجب الله اعداءه في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (21) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآْخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22) آل عمران/21-22، ورأينا كيف احبط الله خطة بني امية في الدنيا حين ازال ملكهم وضلالتهم في لعن علي (ع) والبراءة منه الى غير رجعة ، ونشر فضائل علي من جديد وكيف حول ارض المعركة كربلا الى روضة وكيف جعل قبر الحسين علامة على تاييد الله تعالى له حين يزداد على مر الايام زواره وحين رزقه بتسع ححج من ذريته ائمة هدى وحين ملا الله تعالى من ولده علي بن الحسين الدنيا من نسله وحين بتر يزيد وولده وكانوا انذاك سبعة عشر ولدا لم يبق منهم باقية اليوم .