المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعارف الأصلية من منبع الولاية


عاشق القائم
18-01-2010, 08:46 AM
أفضل بركات التشرف بلقاء الإمام بقية الله (أرواحنا فداه) .. أن يستمد المرء المعارف والحقائق والمعنويات من عين صافية ، وهذا يحدو بمحبي إمام الزمان (عليه السلام) للسعي الحثيث –إذا وفقوا للقاء الإمام (عليه السلام) – ألا يتوانوا عن الاستمداد من هذه العين الصافية الامدادت الروحية وطلب الكمال . ويحدو بهم كذلك لأن يسعوا للتطهر من كل الشوائب والأدناس ، فإن الإمام (عليه السلام) قادر أن يوصل المرء –وبإشارة واحدة- إلى الكمالات المعنوية والمعارف الحقة فيترنّم عندها مخاطباً إمام الزمان (أرواحنا فداه)
سمع العارف وصفك من سجلات الكتب
وحكى ياقوت ثغرك عنك لي كل العجب

يقول أحد كبار العلماء من مراجع التقليد .. يأبى ذكر اسمه :
يقول سيّد من أهل العلم (وفي اعتقادي –من خلال دلائل معينة- أن هذا المرجع المحترم هو نفسه صاحب هذه الواقعة) : من مدينة سامراء ذهبت مشياً على الأقدام لزيارة مرقد سيد محمد ابن الإمام الهادي عليه السلام .. الكائنة قبته ومزاره على بعد ثمانية فراسخ من سامراء ، وفي أثناء سيري .. ضللت الطريق.. وآذاني الحر والظمأ ، حتى وقعت على الأرض فاقد الوعي ، ولم اعد أعي مما حولي شيئاً ، ثم لما فتحت عيني بعدئذ فجأة ، وجدت رأسي مستريحاً على ركبة رجل وهو يسقيني الماء ، فشربت ماء لم أشرب مثله حتى الآن في حلاوته ولذته.

ثم أنه بسط سفرة فيها خبز فناولني عدة أرغفة .. وقال لي : يا سيد .. اغسل بدنك في هذا النهر لتبترد.

قلت له : لا ماء هنا .. حتى أني قد أغمي علي من العطش ، ووقعت على الأرض . ليس هنا من ماء.

قال : الآن .. انظر .. هذا نهر ماؤه طيب لذيذ .. يجري إلى جوارك.
نظرت إلى الجهة التي أشار إليها ، فرأيت إلى جنبي –على مسافة مترين أو ثلاثة أمتار- نهراً يجري رقراقاً .. أدهشني وجوده ، فقلت في نفسي : نهر بهذه اللطافة إلى جنبي ، وكدت أموت من العطش!!!

سألني هذا الرجل : يا سيد .. إلى أين وجهتك؟
قلت : أريد زيارة سيد محمد عليه السلام
فقال: هذا حرم سيد محمد.
وتطلعت إلى الموضع الذي أشار إليه .. فشاهدت قبه سيد محمد ظاهرة في حين كان الحرم الطاهر يبعد عدة فراسخ.

ومهما يكن .. فقد مشينا معاً باتجاه حرم سيد محمد عليه السلام .. وفي أثناء الطريق فطنت إلى أن هذا الرجل هو الإمام بقية الله روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ، فحفظت ما علمني إياه الإمام عليه السلام في مسيرنا من أمور، وهذه الأمور هي:

الأول : أكد الإمام عليه السلام كثيراً قوله : يا سيد .. اقرأ القرآن ما استطعت ، ولعن الله القائلين بتحريف القرآن الواضعين الأحاديث في التحريف.

الثاني: اجعلوا تحت لسان الميت عقيقة كتبت عليها أسماء الأئمة عليهم السلام.
الثالث: أحسن إلى أمك وأبيك ، وإذا كانا ميتين فصلهما بالخيرات والمبرات.
الرابع : أقصد العتبات المقدسة للأئمة الطاهرين عليهم السلام للزيارة ما استطعت ، وزر كذلك قبور أبناء الأئمة وقبور الصلحاء.

الخامس : عليك باحترام السادة والذرية العلوية ما وسعك الاحترام ، وعليك أنت أيضاً أن تعرف قدر انتسابك إلى أهل بيت الرسالة .. واشكر الله تعالى كثيراً على هذه النعمة التي أنعم بها عليك ، فإن هذا النسب مبعث للسعادة والعزة لك في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

السادس: لا تدع صلاة الليل ، وخذها باهتمام كبير ، وقال عليه السلام : يا حسرة على أهل العلم الذين يرون أنفسهم مرتبطين بنا ، ثم لا يواظبون على صلاة الليل.

السابع : لا تترك تسبيح الزهراء عليها السلام ، ولا زيارة سيد الشهداء عليه السلام من القرب أو البعد.

الثامن : لا تدع قراءة خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام التي خطبتها في مسجد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ولا خطبة (الشقشقية) لأمير المؤمنين عليه السلام ولا خطبة السيد زينب عليها السلام التي خطبتها في مجلس يزيد.

عند هذا الحد .. كنا قد بلغنا في مسيرنا قريباً من الحرم ، وفجأة افتقدت الإمام عليه السلام إذ غاب عن بصري ووجدت نفسي بمفردي.

(كنت قد سمعت هذه الواقعة من العالم الجليل المذكور ، في أوان شبيبتي ، وقد التزمت ببعض التعليمات الثمانية الآنفة الذكر اعتقاداً بصدورها من شفتي الإمام بقية الله عليه السلام –فجنيت منها فوائد جمة .. خاصة ما هو غير معروف منها بين عامة الناس ، أو ما لا يولونه الاهتمام اللائق مثل زيارة مراقد أبناء الأئمة واحترام السادة.