عاشق القائم
20-01-2010, 08:58 AM
شهادة مولاتنا الصدّيقة فاطمة الزهراء
«صلوات اللّه عليها»
أكّدتها الأخبار.. فإنّها اعتلّت بعد الهجوم على دارها، و عصرِها بين الباب و الجدار حتّى كُسر ضلعها و أُسقط جنينها، فظلّتْ تعاني ذلك مدّة - تفاوت أصحاب السير في تحديدها - حتّى تُوفّيت شهيدةً مظلومة.
و الموضوع خضع للتحقيق، فخرج بنتيجة قاطعة أنّها تُوفّيت على أثر عصرة الباب وإسقاطها محسناً وأثر ذلك المسمار الذي ضغطه (فلان) في صدرها القدسيّ، فمرضت حتّى وافاها الأجل.
و هنا نشير إلى أبواب التحقيق فقط :
* روى ابن قولويه بسنده عن حمّاد بن عثمان، عن الصادق «عليه السلام» قال: لمّا أُسري بالنبيّ «صلّى اللَّه عليه وآله» إلى السماء، قيل له: إنّ اللَّه تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك... وأمّا الثالثة فما يلقى أهل بيتك مِن بعدك من القتل، أمّا أخوك عليّ فيَلقى من أُمّتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم، وآخر ذلك القتل... وأمّا ابنتك فتُظلم وتُحرم ويُؤخذ حقّها غصباً الذي تجعله لها،
وتُضرَب وهي حامل، ويُدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثمّ يمَسُّها هوانٌ وذُلّ، ثمّ لا تجد مانعاً، وتَطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب.. .
* وروى الجوينيّ بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبيّ الأكرم «صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» في خبر طويل، أنّه قال: وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نورُ عيني، وهي ثمرة فؤادي... وإنّي لمّا رأيتُها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذُلّ بيتَها، وانتُهكتْ حرمتُها، وغُصب حقّها، ومُنعتْ إرثها، وكُسر جنْبُها، وأسقطَتْ جنينها، وهي تنادي: يا محمّداه! فلا تُجاب، وتستغيث فلا تُغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبةً باكية... وعند ذلك يؤنسها اللّه تعالى، فيناديها بما نادى به مريمَ ابنة عمران، فيقول: يافاطمة! إنّ اللّه اصطفاكِ وطهّركِ واصطفاكِ على نساء العالمين، يافاطمةُ! اقنتي لربّكِ واسجدي واركعي مع الراكعين.
ثمّ يبتدئ بها الوجع فتمرض، فيبعث اللّهُ «عزّ وجلّ» إليها مريمَ ابنة عمران تُمرّضها وتُؤنسها في علّتها، فتقول عند ذاك: ياربّ! إنّي قد سئمتُ الحياة، وتبرّمتُ بأهل الدنيا، فألحِقْني بأبي، فيُلحقها اللّه «عزّ وجلّ»، فتكون أوّل مَنْ يلحقُني مِن أهل بيتي، فتَقْدِم عَليَّ محزونةً
مكروبة، مغمومةً مغصوبة، مقتولة. يقول رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» عند ذلك: اللّهمّ العنْ مَنْ ظَلَمها، وعاقِبْ مَن غصبها، وذلّل مَن أذلّها، وخلّدْ في نارِكَ مَن ضرب جنبها حتّى ألقتْ ولَدَها، فتقول الملائكةُ عند ذلك: آمين .
* وعن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، قال: سمعتُ سيّدتي فاطمة عليها الصلاة والسلام تقول: سمعتُ رسول اللَّه (ص) يقول:
إنّكِ المظلومة المغصوبة المقتولة بعدي، فلعن اللَّه من يظلمك ويغصبك ويقتلك. يافاطمة! البشرى، فلكِ عند اللَّه مقام محمود تشفعين فيه لمحبّيكِ وشيعتك...
يافاطمة! إذا كان يومُ القيامة أقبلتِ على نجيب من نور، شيّعتكِ المؤمناتُ، فيهنّ: حوّاء، ومريمُ بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أخت موسى ومَن دونهنّ، وجبرئيلُ آخذ بخطام النجيب، وميكائيلُ عن يمينك وإسرافيلُ عن يساركِ، مع كلّ واحد منهم سبعون ألفَ ملَك، فينادي منادٍ: «يامعشرَ الخلائق! طأطِئوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمةُ بنتُ محمّد»، فيقول أهل الجمع: مَن هذه الأَمَةُ الكريمة على اللَّه؟! فينادي المنادي: هذه الصدّيقة الشهيدة التي عزّت على أبيها وهانت على أمّته مِن بعده، حتّى ظُلمتْ حقَّها وغُصبت إرثَها، ولُطم خدُّها، وقُتل جنينها، وفارقت الدنيا
بحسرتها. أقسم الجليلُ بعزّته أن ينتقم مِن أعدائها، ويُحلَّهم دارَ البوار في ناره .
* وفي كتاب سُلَيم، في حديث قال ابن عبّاس فيه: لقد دخلت على عليّ «عليه السلام» بذي قار، فأخرج إليَّ صحيفة... فقرأها... فكان فيما قرأه عَلَيَّ كيف يُصنع به وكيف تستشهد فاطمة «عليها السلام»، وكيف يستشهد الحسن ابنه، وكيف تغدر به الأمة، فلمّا أن قرأ كيف يُقتل الحسين «عليه السلام» ومن يقتله أكثَرَ البكاءَ.. .
وروى سليم أيضاً: فألجأها (قنفذ) إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعاً في جَنْبها، فألقت جنيناً من بطنها.. .
* وروى الشهرستانيّ الشافعيّ عن النظّام أنّه قال: إنّ عمرَ ضرب بطنَ فاطمة يوم البيعة حتّى ألقتِ الجنين مِن بطنها .
* وروى مقاتل بن عطيّة: إنّ أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف والقوّة، أرسل عمرَ وقنفذاً وجماعة إلى دار عليٍّ وفاطمة «عليهما السلام»، وجمع عمرُ الحطبَ على دار فاطمة وأحرق باب الدار، ولمّا جاءت فاطمة خلف الباب لتردّ عمرَوأصحابَه، عصرَ عمرُ فاطمةَ خلف الباب حتّى أسقطت جنينها، ونبت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة حتّى ماتت .
وورد ذلك أيضاً في: (الإمامة والسياسة 1: 31 - 32) لابن قتيبة، و(شرح نهج البلاغة 14 : 193) لابن أبي الحديد، و(الفَرق بين الفِرق: 107) للاسفرائينيّ، و(لسان الميزان 1 : 293) لابن حجر العسقلانيّ، و(العقد الفريد 2 : 197) لابن عبد ربّه، وانظر تهديدَهمُ الزهراءَ «عليها السلام» بحرق دارها في: (تاريخ الأمم و الملوك 3: 198 - 199) للطبريّ، وفيه روايتان: الأولى بسنده عن زياد بن كليب، والثانية عن حميد الحِمْيريّ.
وإضافة إلى وفرة المصادر السُنيّة، تتضاعف عليها الكتب الشيعيّة.. كـ (الشافي) للشريف المرتضى: 240، و(الطرائف) للسيّد ابن طاووس: 64، و (مرآة العقول) للشيخ المجلسيّ 5 : 318، و(كتاب سليم بن قيس) 2: 585 - 588 و675 و864، وموارد أخرى فيه ، وغيرها.. وهُنّ كثار، حتّى قال الشيخ المجلسيّ «رحمه اللّه»: إنّ شهادة فاطمة من المتواترات .
أمّا الأخبار الخاصّة الأخرى من طرقنا في شهادتها «سلام اللّه عليها» فهي كثيرة أيضاً، ومنها:
* عن أبي بصير، عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال: وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت «محسناً» ومرضتْ من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدَع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها.. .
* وقال السيّد تاج الدين بن عليّ الحسينيّ، العامليّ: سبب وفاتها: من الضرب الذي أصابها، وأسقطت بعده الجنين .
ثمّ بيّن ذلك بشيءٍ من التفصيل في قوله:
فجمع عمر جماعةً وأتى بهم إلى منزل عليّ «عليه السلام»، فوجدوا البابَ مغلقاً، فنادوه فلم يُجبْهم أحد.. فاستدعى عمر بحطبٍ وقال: واللّهِ لئن لم تفتحوه لنحرقنّه بالنار، فلمّا سمعت فاطمة «عليها السلام» ذلك خرجت وفتحت الباب، فدفعه عمر، فاختفتْ هي مِن وراءِ الباب، فعصرها بالباب، فكان ذلك سبب إسقاطها، ونُقل أنّه سببُ موتها «عليها السلام».
وجاء تفصيل ذلك في (كتاب سُليم بن قيس) 2 : 584 - 588 / ح4 وفيه: فلم تزل صاحبةَ فراشٍ حتّى ماتت «صلّى اللَّه عليها» من ذلك شهيدةً.
* وفي (ملتقى البحرين) : علّة وفاة فاطمة أنّ عمر بن الخطّاب هجم مع ثلاثمائة رجلٍ على بيتها «سلام اللّه عليها».
* وقال الشيخ عبّاس القمّيّ «طاب ثراه»: وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى عمر نكزها بنعل السيف بأمره .
وأمّا الأخبار العامّة في شهادتها «صلوات اللّه عليها» فمنها:
* ما رواه الشيخ الكلينيّ «رحمه اللّه» عن مولانا الإمام موسى الكاظم «عليه السلام» أنّه قال: إنّ فاطمة «عليها السلام» صدّيقة شهيدة .
* قال المولى محمّد صالح المازندرانيّ المتوفّى سنة 1081هـ في شرحه على الكافي: والشهيد مَن قُتل من المسلمين في معركة القتال المأمور به شرعاً، ثمّ اتّسع فأُطلق على كلّ مَن قُتل منهم ظلماً، كفاطمة «عليها السلام»؛ إذ قتلوها بضرب الباب على بطنها وهي حامل، فسقط حملها فماتت لذلك . وقد علّق على هذا الخبر أيضاً العلاّمة المجلسيّ «رضوان اللّه تعالى عليه» قائلاً: - ثمّ إنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ فاطمة «صلوات اللّه عليها» كانت شهيدة، وهو من المتواترات.
«صلوات اللّه عليها»
أكّدتها الأخبار.. فإنّها اعتلّت بعد الهجوم على دارها، و عصرِها بين الباب و الجدار حتّى كُسر ضلعها و أُسقط جنينها، فظلّتْ تعاني ذلك مدّة - تفاوت أصحاب السير في تحديدها - حتّى تُوفّيت شهيدةً مظلومة.
و الموضوع خضع للتحقيق، فخرج بنتيجة قاطعة أنّها تُوفّيت على أثر عصرة الباب وإسقاطها محسناً وأثر ذلك المسمار الذي ضغطه (فلان) في صدرها القدسيّ، فمرضت حتّى وافاها الأجل.
و هنا نشير إلى أبواب التحقيق فقط :
* روى ابن قولويه بسنده عن حمّاد بن عثمان، عن الصادق «عليه السلام» قال: لمّا أُسري بالنبيّ «صلّى اللَّه عليه وآله» إلى السماء، قيل له: إنّ اللَّه تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك... وأمّا الثالثة فما يلقى أهل بيتك مِن بعدك من القتل، أمّا أخوك عليّ فيَلقى من أُمّتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم، وآخر ذلك القتل... وأمّا ابنتك فتُظلم وتُحرم ويُؤخذ حقّها غصباً الذي تجعله لها،
وتُضرَب وهي حامل، ويُدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثمّ يمَسُّها هوانٌ وذُلّ، ثمّ لا تجد مانعاً، وتَطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب.. .
* وروى الجوينيّ بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبيّ الأكرم «صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» في خبر طويل، أنّه قال: وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نورُ عيني، وهي ثمرة فؤادي... وإنّي لمّا رأيتُها ذكرتُ ما يُصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذُلّ بيتَها، وانتُهكتْ حرمتُها، وغُصب حقّها، ومُنعتْ إرثها، وكُسر جنْبُها، وأسقطَتْ جنينها، وهي تنادي: يا محمّداه! فلا تُجاب، وتستغيث فلا تُغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبةً باكية... وعند ذلك يؤنسها اللّه تعالى، فيناديها بما نادى به مريمَ ابنة عمران، فيقول: يافاطمة! إنّ اللّه اصطفاكِ وطهّركِ واصطفاكِ على نساء العالمين، يافاطمةُ! اقنتي لربّكِ واسجدي واركعي مع الراكعين.
ثمّ يبتدئ بها الوجع فتمرض، فيبعث اللّهُ «عزّ وجلّ» إليها مريمَ ابنة عمران تُمرّضها وتُؤنسها في علّتها، فتقول عند ذاك: ياربّ! إنّي قد سئمتُ الحياة، وتبرّمتُ بأهل الدنيا، فألحِقْني بأبي، فيُلحقها اللّه «عزّ وجلّ»، فتكون أوّل مَنْ يلحقُني مِن أهل بيتي، فتَقْدِم عَليَّ محزونةً
مكروبة، مغمومةً مغصوبة، مقتولة. يقول رسول اللّه «صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» عند ذلك: اللّهمّ العنْ مَنْ ظَلَمها، وعاقِبْ مَن غصبها، وذلّل مَن أذلّها، وخلّدْ في نارِكَ مَن ضرب جنبها حتّى ألقتْ ولَدَها، فتقول الملائكةُ عند ذلك: آمين .
* وعن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، قال: سمعتُ سيّدتي فاطمة عليها الصلاة والسلام تقول: سمعتُ رسول اللَّه (ص) يقول:
إنّكِ المظلومة المغصوبة المقتولة بعدي، فلعن اللَّه من يظلمك ويغصبك ويقتلك. يافاطمة! البشرى، فلكِ عند اللَّه مقام محمود تشفعين فيه لمحبّيكِ وشيعتك...
يافاطمة! إذا كان يومُ القيامة أقبلتِ على نجيب من نور، شيّعتكِ المؤمناتُ، فيهنّ: حوّاء، ومريمُ بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أخت موسى ومَن دونهنّ، وجبرئيلُ آخذ بخطام النجيب، وميكائيلُ عن يمينك وإسرافيلُ عن يساركِ، مع كلّ واحد منهم سبعون ألفَ ملَك، فينادي منادٍ: «يامعشرَ الخلائق! طأطِئوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمةُ بنتُ محمّد»، فيقول أهل الجمع: مَن هذه الأَمَةُ الكريمة على اللَّه؟! فينادي المنادي: هذه الصدّيقة الشهيدة التي عزّت على أبيها وهانت على أمّته مِن بعده، حتّى ظُلمتْ حقَّها وغُصبت إرثَها، ولُطم خدُّها، وقُتل جنينها، وفارقت الدنيا
بحسرتها. أقسم الجليلُ بعزّته أن ينتقم مِن أعدائها، ويُحلَّهم دارَ البوار في ناره .
* وفي كتاب سُلَيم، في حديث قال ابن عبّاس فيه: لقد دخلت على عليّ «عليه السلام» بذي قار، فأخرج إليَّ صحيفة... فقرأها... فكان فيما قرأه عَلَيَّ كيف يُصنع به وكيف تستشهد فاطمة «عليها السلام»، وكيف يستشهد الحسن ابنه، وكيف تغدر به الأمة، فلمّا أن قرأ كيف يُقتل الحسين «عليه السلام» ومن يقتله أكثَرَ البكاءَ.. .
وروى سليم أيضاً: فألجأها (قنفذ) إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعاً في جَنْبها، فألقت جنيناً من بطنها.. .
* وروى الشهرستانيّ الشافعيّ عن النظّام أنّه قال: إنّ عمرَ ضرب بطنَ فاطمة يوم البيعة حتّى ألقتِ الجنين مِن بطنها .
* وروى مقاتل بن عطيّة: إنّ أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف والقوّة، أرسل عمرَ وقنفذاً وجماعة إلى دار عليٍّ وفاطمة «عليهما السلام»، وجمع عمرُ الحطبَ على دار فاطمة وأحرق باب الدار، ولمّا جاءت فاطمة خلف الباب لتردّ عمرَوأصحابَه، عصرَ عمرُ فاطمةَ خلف الباب حتّى أسقطت جنينها، ونبت مسمار الباب في صدرها وسقطت مريضة حتّى ماتت .
وورد ذلك أيضاً في: (الإمامة والسياسة 1: 31 - 32) لابن قتيبة، و(شرح نهج البلاغة 14 : 193) لابن أبي الحديد، و(الفَرق بين الفِرق: 107) للاسفرائينيّ، و(لسان الميزان 1 : 293) لابن حجر العسقلانيّ، و(العقد الفريد 2 : 197) لابن عبد ربّه، وانظر تهديدَهمُ الزهراءَ «عليها السلام» بحرق دارها في: (تاريخ الأمم و الملوك 3: 198 - 199) للطبريّ، وفيه روايتان: الأولى بسنده عن زياد بن كليب، والثانية عن حميد الحِمْيريّ.
وإضافة إلى وفرة المصادر السُنيّة، تتضاعف عليها الكتب الشيعيّة.. كـ (الشافي) للشريف المرتضى: 240، و(الطرائف) للسيّد ابن طاووس: 64، و (مرآة العقول) للشيخ المجلسيّ 5 : 318، و(كتاب سليم بن قيس) 2: 585 - 588 و675 و864، وموارد أخرى فيه ، وغيرها.. وهُنّ كثار، حتّى قال الشيخ المجلسيّ «رحمه اللّه»: إنّ شهادة فاطمة من المتواترات .
أمّا الأخبار الخاصّة الأخرى من طرقنا في شهادتها «سلام اللّه عليها» فهي كثيرة أيضاً، ومنها:
* عن أبي بصير، عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال: وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت «محسناً» ومرضتْ من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدَع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها.. .
* وقال السيّد تاج الدين بن عليّ الحسينيّ، العامليّ: سبب وفاتها: من الضرب الذي أصابها، وأسقطت بعده الجنين .
ثمّ بيّن ذلك بشيءٍ من التفصيل في قوله:
فجمع عمر جماعةً وأتى بهم إلى منزل عليّ «عليه السلام»، فوجدوا البابَ مغلقاً، فنادوه فلم يُجبْهم أحد.. فاستدعى عمر بحطبٍ وقال: واللّهِ لئن لم تفتحوه لنحرقنّه بالنار، فلمّا سمعت فاطمة «عليها السلام» ذلك خرجت وفتحت الباب، فدفعه عمر، فاختفتْ هي مِن وراءِ الباب، فعصرها بالباب، فكان ذلك سبب إسقاطها، ونُقل أنّه سببُ موتها «عليها السلام».
وجاء تفصيل ذلك في (كتاب سُليم بن قيس) 2 : 584 - 588 / ح4 وفيه: فلم تزل صاحبةَ فراشٍ حتّى ماتت «صلّى اللَّه عليها» من ذلك شهيدةً.
* وفي (ملتقى البحرين) : علّة وفاة فاطمة أنّ عمر بن الخطّاب هجم مع ثلاثمائة رجلٍ على بيتها «سلام اللّه عليها».
* وقال الشيخ عبّاس القمّيّ «طاب ثراه»: وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى عمر نكزها بنعل السيف بأمره .
وأمّا الأخبار العامّة في شهادتها «صلوات اللّه عليها» فمنها:
* ما رواه الشيخ الكلينيّ «رحمه اللّه» عن مولانا الإمام موسى الكاظم «عليه السلام» أنّه قال: إنّ فاطمة «عليها السلام» صدّيقة شهيدة .
* قال المولى محمّد صالح المازندرانيّ المتوفّى سنة 1081هـ في شرحه على الكافي: والشهيد مَن قُتل من المسلمين في معركة القتال المأمور به شرعاً، ثمّ اتّسع فأُطلق على كلّ مَن قُتل منهم ظلماً، كفاطمة «عليها السلام»؛ إذ قتلوها بضرب الباب على بطنها وهي حامل، فسقط حملها فماتت لذلك . وقد علّق على هذا الخبر أيضاً العلاّمة المجلسيّ «رضوان اللّه تعالى عليه» قائلاً: - ثمّ إنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ فاطمة «صلوات اللّه عليها» كانت شهيدة، وهو من المتواترات.