الاشتري
22-01-2010, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد والعن اعدائهم
السلام عليك يا صاحب القبر المهدوم والجنازة المرمية بالسهام ومن حمل جنازته سيد الشهداء وهدم قبره ابناء الحرام .
السلام عليك يا كريم اهل البيت ع الامام السبط المسموم الحسن بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين .
عظم الله اجوركم يا موالين بشهادة سيد شباب الجنة الامام الحسن المجتبى صلوات الله تعالى عليه وعلى اهل بيته الكرام .
من الشبهات التي تتردد حول الامام الحسن ع مسألة دفنه عند قبر جده الرسول ص وهو امر الامام الحسن من ابعد الناس عنه لانه لايجوز التصرف باملاك الغير الا باذنه ولا يصح للامام الحسن الزكي ع ان يدفن في بيت الرسول ص كما اقترف ابو بكر وعمر عندما اوصيى ان يدفنى عند الرسول ص بدون اخذ اذن مسبق من النبي ص وعدم وجود وجه شرعي لدفنهم في املاك الغير .وهذه جملة من الروايات التي تؤكد هذه النظرية :
روى الشيخ الكليني في الكافي 1 / 302 ح 3 , بسنده عن محمد بن مسلم , قال:سمعت أبا جعفر(عليه السلام )يقول:لما أحتضر الحسن بن علي(عليهما السلام )قال للحسين:يا أخي أوصيك بوصية فاحفظه , فإذا أنا مت فهيئني , ثم وجّهني إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأحدث به عهد , ثم أصرفني إلى أمي فاطمة(سلام الله عليه ) , ثم ردّني فادفنّي في البقيع , واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعه , وعداوتها لله ولرسوله(صلى الله عليه وآله )وعداوتها لنا أهل البيت .
فلمّا قبض الحسن(عليه السلام )وضع على سريره , وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله(صلى الله عليه وآله )الذي كان يصلّي فيه على الجنائز , فصلّي على الحسن(عليه السلام ) , فلمّا أن صلّي عليه حمل فأدخل المسجد , فلمّا أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر , وقيل له:إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي(عليهما السلام )ليدفن مع رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , فخرجت مبادرة على بغل بسرج , فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرج , فوقفت فقالت:نحوا ابنكم عن بيتي , فإنه لا يدفن فيه شيء , ولا يهتك على رسول الله(صلى الله عليه وآله )حجابه .
فقال لها الحسين بن علي(عليهما السلام ):قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله(صلى الله عليه وآله )قربه , وإن الله سائلك عن ذلك ياعائشة , إن أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليحدث به عهد , واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله , وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله(صلى الله عليه وآله )ستره , لأن الله تبارك وتعالى يقول :(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) , وقد أدخلت أنت بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله )الرجال بغير إذنه , وقد قال الله عزوجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) ، ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله(صلى الله عليه وآله )المعاول , وقال الله عزّ وجل: (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى )) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله(صلى الله عليه وآله )بقربهما منه الأذى , وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , إن الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء , وتالله ياعائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن(عليه السلام )عند أبيه(صلوات الله عليهم )جائزاً فيما بيننا وبين الله , لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك .
قال:ثم تكلّم محمد بن الحنفية وقال:ياعائشة:يوماً على بغل , ويوماً على جمل , فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم .
قال:فأقبلت عليه فقالت:يا ابن الحنفية , هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك ؟
فقال لها الحسين(عليه السلام ):وأنى تبعدين محمداً من الفواطم , فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم:فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم , وفاطمة بنت أسد بن هاشم , وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر .
قال:فقالت عائشة للحسين(عليه السلام ):نحوا ابنكم واذهبوا به , فإنكم قوم خصمون .
قال:فمضى الحسين(عليه السلام )إلى قبر أمّه , ثم أخرجه فدفنه بالبقيع .
ونقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار 44 / 154 , عن كتاب الخرائج أنه :
روي أن الصادق(عليه السلام )قال:لمّا حضرت الحسن بن علي(عليه السلام )الوفاة , بكى بكاء شديداً وقال:إني أقدم على أمر عظيم , وهول لم أقدم على مثله قط , ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع , فقال:يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأجدّد به عهدي , ثم ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فأدفني , فستعلم يا ابن أم , أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله , فيجلبون في منعكم , وبالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم .
فلمّا غسلّه وكفّنه الحسين(عليه السلام )وحمله على سريره , وتوجّه إلى قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليجدّد به عهد , أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية فقال:أيدفن عثمان في أقصى المدينة , ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبد , ولحقت عائشة على بغل وهي تقول:مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا احب .
فقال ابن عباس لمروان بن الحكم , لا نريد دفن صاحبن , فإنه كان أعلم بحرمة قبر رسول الله من أن يطرق عليه هجم , كما طرق ذلك غيره , ودخل بيته بغير إذنه , انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كما وصّى .
ثم قال لعائشة:واسوأتاه يوماً على بغل , ويوماً على جمل , وفي رواية , يوماً تجملت ويوماً تبغلت , وإن عشت تفيلت .
فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال:
يـا بنـت أبـي بـكـر لا كـان ولا كـنـت
لـك التـسع من الثـمن وبـالـكل تـملـكـت
تـجـملـت تـبـلـغت وإن عـشـت تفـيلـت
وروي في الإرشاد 174 , عن زياد المخارقي قال:لمّا حضرت الحسن(عليه السلام )الوفاة , استدعى الحسين(عليه السلام )وقال:يا أخي إني مفارقك , ولاحق بربّي , وقد سقيت السم , ورميت بكبدي في الطست , وإني لعارف بمن سقاني السم , ومن أين دهيت , وأنا أخاصمه إلى الله عزّ وجل , فبحقّي عليك إن تكلّمت في ذلك بشيء , وانتظر ما يحدث الله عزّ وجل فيّ , فإذا قضيت نحبي فغمّضني , وغسّلني وكفّني , وأدخلني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأجدّد به عهد , ثم ردّني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد(رضي الله عنه )فأدفني هناك وستعلم يا ابن أم , إن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )فيجلبون في ذلك , ويمنعونكم منه , بالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم , ثم وصّى إليه بأهله وولده وتركته , وما كان وصّى إليه أمير المؤمنين(عليه السلام )حين استخلفه وأهله بمقامه , ودل شيعته على استخلافه , ونصّبه لهم علما من بعده .
فلمّا مضى لسبيله , غسّله الحسين(عليه السلام )وكفّنه وحمله على سريره , ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية , أنهم سيدفنونه عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )فتجمّعوا ولبسوا السلاح , فلمّا توجّه به الحسين(عليه السلام )إلى قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليجدّد به عهد , أقبلوا إليه في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل , وهي تقول:مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب , وجعل مروان يقول :(يا رب هيجاهي خير من دعة )أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف , وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم , وبين بني امية .
فبادر ابن عباس(رحمه الله )إلى مروان فقال له:إرجع يا مروان من حيث جئت , فإنا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )لكنا نريد أن نجدّد به عهدا بزيارته , ثم نردّه إلى جدته فاطمة , فندفنه عندها بوصيته بذلك , ولو كان أوصى بدفنه مع النبي(صلى الله عليه وآله )لعلمت أنك أقصر باعاً من ردنا عن ذلك , لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره , من أن يطرق عليه هدماً كما طرق ذلك غيره , ودخل بيته بغير إذنه .
ثم أقبل على عائشة وقال له:واسوأتاه يوماً على بغل , ويوماً على جمل ؟ تريدين أن تطفئي نور الله , وتقاتلي أولياء الله , ارجعي فقد كفيت الذي تخافين , وبلغت ما تحبين , والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين .
وقال الحسين(عليه السلام ):والله لولا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء , وأن لا أهريق في أمره محجمة دم , لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذه , وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم , وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا .
ومضوا بالحسن(عليه السلام )فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف(رضي الله عنه ).
ومثله في مناقب آل أبي طالب 4 / 29 , مع اختصار وزاد فيه:ورموا بالنبال جنازته , حتى سل منها سبعون نبلاً .
فلعن الله قوم قتلوك ولعن الله قوما حاربوك وانت على سرير الجنازة ولعن الله قوما هدموا قبرك الشامخ وخافوك وانت اجداثا .
اللهم صلي على محمد وال محمد والعن اعدائهم
السلام عليك يا صاحب القبر المهدوم والجنازة المرمية بالسهام ومن حمل جنازته سيد الشهداء وهدم قبره ابناء الحرام .
السلام عليك يا كريم اهل البيت ع الامام السبط المسموم الحسن بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين .
عظم الله اجوركم يا موالين بشهادة سيد شباب الجنة الامام الحسن المجتبى صلوات الله تعالى عليه وعلى اهل بيته الكرام .
من الشبهات التي تتردد حول الامام الحسن ع مسألة دفنه عند قبر جده الرسول ص وهو امر الامام الحسن من ابعد الناس عنه لانه لايجوز التصرف باملاك الغير الا باذنه ولا يصح للامام الحسن الزكي ع ان يدفن في بيت الرسول ص كما اقترف ابو بكر وعمر عندما اوصيى ان يدفنى عند الرسول ص بدون اخذ اذن مسبق من النبي ص وعدم وجود وجه شرعي لدفنهم في املاك الغير .وهذه جملة من الروايات التي تؤكد هذه النظرية :
روى الشيخ الكليني في الكافي 1 / 302 ح 3 , بسنده عن محمد بن مسلم , قال:سمعت أبا جعفر(عليه السلام )يقول:لما أحتضر الحسن بن علي(عليهما السلام )قال للحسين:يا أخي أوصيك بوصية فاحفظه , فإذا أنا مت فهيئني , ثم وجّهني إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأحدث به عهد , ثم أصرفني إلى أمي فاطمة(سلام الله عليه ) , ثم ردّني فادفنّي في البقيع , واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعه , وعداوتها لله ولرسوله(صلى الله عليه وآله )وعداوتها لنا أهل البيت .
فلمّا قبض الحسن(عليه السلام )وضع على سريره , وانطلقوا به إلى مصلى رسول الله(صلى الله عليه وآله )الذي كان يصلّي فيه على الجنائز , فصلّي على الحسن(عليه السلام ) , فلمّا أن صلّي عليه حمل فأدخل المسجد , فلمّا أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر , وقيل له:إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي(عليهما السلام )ليدفن مع رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , فخرجت مبادرة على بغل بسرج , فكانت أول إمرأة ركبت في الإسلام سرج , فوقفت فقالت:نحوا ابنكم عن بيتي , فإنه لا يدفن فيه شيء , ولا يهتك على رسول الله(صلى الله عليه وآله )حجابه .
فقال لها الحسين بن علي(عليهما السلام ):قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله(صلى الله عليه وآله )قربه , وإن الله سائلك عن ذلك ياعائشة , إن أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليحدث به عهد , واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله , وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله(صلى الله عليه وآله )ستره , لأن الله تبارك وتعالى يقول :(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) , وقد أدخلت أنت بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله )الرجال بغير إذنه , وقد قال الله عزوجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) ، ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله(صلى الله عليه وآله )المعاول , وقال الله عزّ وجل: (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى )) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله(صلى الله عليه وآله )بقربهما منه الأذى , وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله ) , إن الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء , وتالله ياعائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن(عليه السلام )عند أبيه(صلوات الله عليهم )جائزاً فيما بيننا وبين الله , لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك .
قال:ثم تكلّم محمد بن الحنفية وقال:ياعائشة:يوماً على بغل , ويوماً على جمل , فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم .
قال:فأقبلت عليه فقالت:يا ابن الحنفية , هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك ؟
فقال لها الحسين(عليه السلام ):وأنى تبعدين محمداً من الفواطم , فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم:فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم , وفاطمة بنت أسد بن هاشم , وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر .
قال:فقالت عائشة للحسين(عليه السلام ):نحوا ابنكم واذهبوا به , فإنكم قوم خصمون .
قال:فمضى الحسين(عليه السلام )إلى قبر أمّه , ثم أخرجه فدفنه بالبقيع .
ونقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار 44 / 154 , عن كتاب الخرائج أنه :
روي أن الصادق(عليه السلام )قال:لمّا حضرت الحسن بن علي(عليه السلام )الوفاة , بكى بكاء شديداً وقال:إني أقدم على أمر عظيم , وهول لم أقدم على مثله قط , ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع , فقال:يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأجدّد به عهدي , ثم ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فأدفني , فستعلم يا ابن أم , أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله , فيجلبون في منعكم , وبالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم .
فلمّا غسلّه وكفّنه الحسين(عليه السلام )وحمله على سريره , وتوجّه إلى قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليجدّد به عهد , أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية فقال:أيدفن عثمان في أقصى المدينة , ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبد , ولحقت عائشة على بغل وهي تقول:مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا احب .
فقال ابن عباس لمروان بن الحكم , لا نريد دفن صاحبن , فإنه كان أعلم بحرمة قبر رسول الله من أن يطرق عليه هجم , كما طرق ذلك غيره , ودخل بيته بغير إذنه , انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كما وصّى .
ثم قال لعائشة:واسوأتاه يوماً على بغل , ويوماً على جمل , وفي رواية , يوماً تجملت ويوماً تبغلت , وإن عشت تفيلت .
فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال:
يـا بنـت أبـي بـكـر لا كـان ولا كـنـت
لـك التـسع من الثـمن وبـالـكل تـملـكـت
تـجـملـت تـبـلـغت وإن عـشـت تفـيلـت
وروي في الإرشاد 174 , عن زياد المخارقي قال:لمّا حضرت الحسن(عليه السلام )الوفاة , استدعى الحسين(عليه السلام )وقال:يا أخي إني مفارقك , ولاحق بربّي , وقد سقيت السم , ورميت بكبدي في الطست , وإني لعارف بمن سقاني السم , ومن أين دهيت , وأنا أخاصمه إلى الله عزّ وجل , فبحقّي عليك إن تكلّمت في ذلك بشيء , وانتظر ما يحدث الله عزّ وجل فيّ , فإذا قضيت نحبي فغمّضني , وغسّلني وكفّني , وأدخلني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله )لأجدّد به عهد , ثم ردّني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد(رضي الله عنه )فأدفني هناك وستعلم يا ابن أم , إن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )فيجلبون في ذلك , ويمنعونكم منه , بالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم , ثم وصّى إليه بأهله وولده وتركته , وما كان وصّى إليه أمير المؤمنين(عليه السلام )حين استخلفه وأهله بمقامه , ودل شيعته على استخلافه , ونصّبه لهم علما من بعده .
فلمّا مضى لسبيله , غسّله الحسين(عليه السلام )وكفّنه وحمله على سريره , ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية , أنهم سيدفنونه عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )فتجمّعوا ولبسوا السلاح , فلمّا توجّه به الحسين(عليه السلام )إلى قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله )ليجدّد به عهد , أقبلوا إليه في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل , وهي تقول:مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب , وجعل مروان يقول :(يا رب هيجاهي خير من دعة )أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف , وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم , وبين بني امية .
فبادر ابن عباس(رحمه الله )إلى مروان فقال له:إرجع يا مروان من حيث جئت , فإنا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله )لكنا نريد أن نجدّد به عهدا بزيارته , ثم نردّه إلى جدته فاطمة , فندفنه عندها بوصيته بذلك , ولو كان أوصى بدفنه مع النبي(صلى الله عليه وآله )لعلمت أنك أقصر باعاً من ردنا عن ذلك , لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره , من أن يطرق عليه هدماً كما طرق ذلك غيره , ودخل بيته بغير إذنه .
ثم أقبل على عائشة وقال له:واسوأتاه يوماً على بغل , ويوماً على جمل ؟ تريدين أن تطفئي نور الله , وتقاتلي أولياء الله , ارجعي فقد كفيت الذي تخافين , وبلغت ما تحبين , والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين .
وقال الحسين(عليه السلام ):والله لولا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء , وأن لا أهريق في أمره محجمة دم , لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذه , وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم , وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا .
ومضوا بالحسن(عليه السلام )فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف(رضي الله عنه ).
ومثله في مناقب آل أبي طالب 4 / 29 , مع اختصار وزاد فيه:ورموا بالنبال جنازته , حتى سل منها سبعون نبلاً .
فلعن الله قوم قتلوك ولعن الله قوما حاربوك وانت على سرير الجنازة ولعن الله قوما هدموا قبرك الشامخ وخافوك وانت اجداثا .