المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناقب و فضائل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام


اللجنة العامة
22-01-2010, 09:50 PM
بسم الله الرحمنالرحيم

مناقب الإمام الحسن عليه السلام

*يروي صاحب ( كشف الغمّة ) عن كتاب حليةالأولياء
أنّ رسول الله ( صلىّ الله عليه وآله ) وضع الحسن ( عليه
السلام ) يوماً على عاتقه وقال : من أحبني فليحبّه .




* يروى ان رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يصلي
فجاء الحسن والحسين فارتدفاه ،فلمّا رفع رأسه أخذهما
أخذاً رفيقاً ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذاعلى
فخذه الأيمن ، وهذا على فخذه الأيسر : ثم قال : منأحبنّي
فليحبّهذين .




* ويروي الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
قال أبي عن أبيه : كان الحسن بن علي بن أبيطالب
( عليه السلام ) أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
وكان اذا حجّ ، حجّ ماشياً ، وربّما مشى حافياَ ؛ وكان إذا ذكر
الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث
والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ،
وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهقشهقة
يغشى عليه منها .




وكانإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ ،
وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم ( لدغته حية أو عقرب ) ،
وسأل الله الجنّة ، وتعوّذ من النار .
وكان ( عليه السلام ) لا يقرأمن كتاب الله عزّ وجلّ : (يا أيّها الذين آمنوا )
إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك، ولم يُر في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه ،
وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقاً .... إلخ




ويروىفي مناقب ابن شهر اشوب وروضة الواعظين أنه ( عليه السلام )
كان إذا توضّأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه ؛ فقيل له في ذلك فقال :
(حقّ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّلونه
وترتعد فرائصه ) .




وكانإذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وقال :
( إلهي ضيفك ببابك ، يا محسنقد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي
بجميل ما عندك يا كريم ) .




كماروى ابن شهر اشوب عن الصادق ( عليه السلام ) أن الإمامالحسن
( عليه السلام ) حجّ خمساً وعشرين مرّة ماشياً ، وأن النجائب لتقاد معه؛وقاسم الله تعالىماله مرّتين ، وروي ثلاث مرّات ( أي كان يستبقي
النصف لنفسه ، ويوزع النصفالآخر على الفقراء ) .




ومن حلمهما روى المبرّد وغيره أنّ شاميّاً رآه راكباً فجعل يلعنه،
والحسن ( عليه السلام ) لا يردّ ، فلمّا فرغ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فسلّم عليه وضحك ، فقال : أيّها الشيخ أظنّكغريباً ، ولعلّك شبّهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولوسألتنا
أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنتجائعاً أشبعناك ،
وإن كنت عرياناً كسوناك ، وإنّ كنت محتاجاً أغنيناك،
وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك .
فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقتإرتحالك
كان أعود عليك ، لأنّ لنا موضعاً رحباً ، وجاهاً عريضاً،
ومالاً كثيراً .
فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ،ثم قال : أشهد أنّك خليفة
الله في أرضه ، والله أعلم حيثيضع رسالته ، وكنت
أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ .
وحوّل رحله إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل،
وصار معتقداً لمحبّتهم .




معنىأعتبناك : أزلنا عنك العتبة ، والعتبة : المكروه والشدّة .
أو يمكن أن يكون المعنى : لو استرضيتنا
أرضيناك ( المعرب ) .




يرويالشيخ رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي أنّرجلاً
وقف على الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) فقال : يا بن أميرالمؤمنين
بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه ،بل
إنعاماً منه عليك إلاّ ما أنصفتني من خصمي فإنّه غشوم ظلوم ، لايوقّر
الشيخ الكبير ، ولا يرحم الطفل الصغير ؛ وكان متكئاً فاستوى جالساً ،
وقال له : من خصمك حتّى انتصف لك منه ؟ فقال له : الفقر .
فأطرق (عليه السلام ) ساعة ، ثمّ رفع رأسه إلى خادمه وقال له :
أحضر ما عندك من موجود ، فأحضر خمسة آلاف درهم فقال :
ادفعها إليه ، ثمّ قال له : بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بهاعليّ
متى أتاك خصمك جائراً إلاّ ما أتيتني منه متظلمّاً .




نقلالعلّامة المجلسي ( ره ) عن بعض كتب المناقبالمعتبرة
عن رجل اسمه نجيح قال : رأيت الحسن بن علي ( عليه السلام )
يأكل وبين يديه كلب ، كلّما أكل لقمة طرح للكلب مثلها ، فقلت له؛
يا بن رسول الله ، ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك ؟ قال : دعه،
إنّي لأستحيي من الله عزّ وجلّ أن يكون ذو روح ينظر فيوجهي
وأنا آكل ثمّ لا أطعمه .




ورويأنّ غلاماً له ( عليه السلام ) جنى جناية توجب العقاب فأمربه
أن يضرب ، فقال : يا مولاي ، ( والكاظمين الغيظ ) ، قال : كظمت غيضي ،قال : ( والعافين
عن الناس ) ، قال : عفوت عنك ، قال : ( والله يحب المحسنين )
قال : أنت حرّ لوجه الله ، ولك ضعف ما كنت أعطيك .

نقلا عن كتاب

منتهى الآمال فيتواريخ
النبي والآل عليهم السلام .. الجزء الأول ..
تأليف :العلامة المرحوم الشيخ عباس القمي ..طابثراه..

اللجنة العامة
22-01-2010, 09:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


فضائل الإمام الحسن عليه السلام



عبادته (عليه السلام) :
أ ـ روى المفضّل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) عن أبيهعن جدّه : «أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً ، وربّما مشى حافياً ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذاذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ،وإذا ذكر العرض على الله ـ تعالى ذكره ـ شهق شهقةً يغشى عليه منها .






وكانإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّوجلّ ، وكان إذا ذكر الجنة والناراضطرب اضطراب السليم[1] وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار ، وكان لا يقرأ منكتاب الله عزّوجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك ، ولم يُرَفي شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً ...»[2].



ب ـوكان (عليه السلام) إذا توضّأ; ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك فقال : «حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعدمفاصله».



ج ـوكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : «ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء،فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم»[3] .



د ـوكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس وإن زحزح[4] .



هـ ـوعن الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) : «أنّ الحسن (عليه السلام) قال : إنّيلأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمشِ الى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة علىرجليه»[5] .



و ـوعن علي بن جذعان : أنّ الحسن بن علي(عليه السلام) خرج من ماله مرتين، وقاسم اللهماله ثلاث مرّات، حتى أن كان ليعطي نعلاً، ويمسك نعلاً ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً[6] .



وللإمام المجتبى(عليه السلام) أدعية شتّى رُويت عنه، وهي تتضمّنمجموعةً من المعارف والآداب، كما تحمل أدب التقديس لله تعالى والخضوع له والتذلّلبين يديه، ونشير الى نموذج منها :



قال(عليه السلام) : «اللهمّ إنّك الخَلَفُ من جميع خَلقِك، وليس فيخلقِكَ خَلَفٌ مثلُكَ ، إلهِي من أحسنَ فبرحمتكَ ، ومن أساء فبخطيئته ، فلا الذيأحسنَ استغنى عن رَدفك ومعونتك ، ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك ، الهي بكعرفتك، وبك اهتديتُ الى أمرك ، ولو لا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ ، فيا من هو هكذا ولاهكذا غيره صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهمّاجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك ، إلهي أطعتك ولكالمنّة عليَّ في أحبّ الأشياء اليك : الإيمان بك والتصديق برسولك، ولم أعصك في أبغضالأشياء اليك: الشرك بك والتكذيب برسولك ، فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين »[7].



وعنابن كثير : أنّ الحسن كان يقرأ كلّ ليلة سورة الكهف في لوح مكتوب، يدور معه حيث دارمن بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش[8] .



لقدتغذّى الإمام الحسن (عليه السلام) بلباب المعرفة وبجوهر الإيمان وبواقع الدين،وانطبعت مُثُلُه في دخائل نفسه وأعماق ذاته ، فكان من أشدّ الناس إيماناً، ومنأكثرهم إخلاصاً وطاعةً لله[9] .



حلمه وعفوه :

لقد عُرف الإمام الحسن المجتبى (عليهالسلام) بعظيم حلمه، وأدلّ دليل على ذلك هو تحمّله لتوابع صلحه مع معاوية الذي نازععلياً حقّه وتسلّق من خلال ذلك الى منصب الحكم بالباطل، وتحمّل (عليه السلام) بعدالصلح أشد أنواع التأنيب من خيرة أصحابه، فكان يواجههم بعفوه وأناته، ويتحمّل منهمأنواع الجفاء في ذات الله صابراً محتسباً .





ورويأنّ مروان بن الحكم خطب يوماً فذكر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فنال منه والحسنبن علي (عليهما السلام) جالس ، فبلغ ذلك الحسين(عليه السلام) فجاء الى مروان فقال : يا ابن الزرقاء! أنت الواقع في عليّ؟!، ثم دخل على الحسن(عليه السلام) فقال : تسمعهذا يسبّ أباك ولا تقول له شيئاً؟!، فقال : وما عسيتُ أن أقول لرجل مسلّط يقول ماشاء ويفعل ما يشاء .



وذُكر أنّ مروان بن الحكم شتم الحسن بن علي(عليه السلام)، فلمّا فرغقال الحسن : إنّي والله لا أمحو عنك شيئاً، ولكن مهّدك الله ، فلئن كنت صادقاًفجزاك الله بصدقك ، ولئن كنت كاذباً فجزاك الله بكذبك، والله أشدّ نقمةً منِّي .



ورويأنّ غلاماً له(عليه السلام) جنى جنايةً توجب العقاب، فأمر به أن يُضرب، فقال : يامولاي «والعافين عن الناس)، قال : عفوت عنك، قال : يا مولاي «والله يحب المحسنين)،قال : أنت حرٌ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك[10].



وروىالمبرّد وابن عائشة: أنّ شاميّاً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ ، فلما فرغأقبل الحسن(عليه السلام) فسلّم عليه وضحك، فقال : «أيها الشيخ! أظنّك غريباً؟ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك،ولو استحملتنا حملناك ، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسَوْناك، وإن كنتمحتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حرّكترحلك إلينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباًوجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً» .



فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال : أشهد أنّك خليفة الله في أرضه،والله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّخلق الله إليّ ...[11]

اللجنة العامة
22-01-2010, 09:58 PM
كرمه وجوده :
إنّ السخاء الحقيقي هو بذل الخير بداعيالخير، وبذل الإحسان بداعي الإحسان، وقد تجلّت هذه الصفة الرفيعة بأجلى مظاهرهاوأسمى معانيها في الإمام أبي محمد الحسن المجتبى(عليه السلام) حتى لُقّب بكريم أهلالبيت .




فقدكان لا يعرف للمال قيمةً سوى ما يردّ به جوع جائع، أو يكسو به عارياً، أو يغيث بهملهوفاً، أو يفي به دين غارم ، وقد كانت له جفان واسعة أعدّها للضيوف، ويقال: إنّهما قال لسائل «لا» قَطّ.



وقيلله : لأىّ شيء لا نراك تردّ سائلاً ؟ فأجاب : «إنّي لله سائل وفيه راغب، وأنا أستحيأن أكون سائلاً وأردّ سائلاً ، وإنّ الله عوّدني عادةً أن يفيض نعمه عليَّ ،وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة»[12] .



واجتاز (عليه السلام) يوماً على غلام أسود بين يديه رغيف يأكل منه لقمةويدفع لكلب كان عنده لقمة اُخرى ، فقال له الإمام : ما حملك على ذلك؟ فقال الغلام : إنّي لأستحي أن آكل ولا اُطعمه .



وهنارأى الإمام فيه خصلة حميدة، فأحبّ أن يجازيه على جميل صنعه، فقال له : لا تبرح منمكانك، ثم انطلق فاشتراه من مولاه، واشترى الحائط (البستان) الذي هو فيه، وأعتقهوملّكه إيّاه[13] .



ورويأنّ جارية حيّته بطاقة من ريحان، فقال (عليه السلام) لها : أنت حرّة لوجه الله،فلامه أنس على ذلك ، فأجابه(عليه السلام) : «أدّبنا الله فقال تعالى : (وإذاحُيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها)[14] وكان أحسن منهاإعتاقها»[15].



ومنمكارم أخلاقه أنّه ما اشترى من أحد حائطاً ثمّ افتقر البائع إلاّ ردّه عليه وأردفهبالثمن معه .



وجاءه فقير يشكو حاله ولم يكن عنده شيء في ذلك اليوم فعزّ عليه الأمرواستحى من ردّه، فقال (عليه السلام) له : إنّي أدلّك على شيء يحصل لك منه الخير ،فقال الفقير يا ابن رسول الله ما هو؟ قال (عليه السلام) : اذهب الى الخليفة، فإنّابنته قد توفيت وانقطع عليها، وما سمع من أحد تعزيةً بليغة، فعزّه بهذه الكلماتيحصل لك منه الخير، قال: يا ابن رسول الله حفّظني إيّاها، قال (عليه السلام): قل له : «الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها، ولم يهتكها بجلوسها على قبرك»، وحفظالفقير هذه الكلمات وجاء الى الخليفة فعزّاه بها، فذهب عنه حزنه وأمر له بجائزة، ثمقال له : أكلامك هذا؟ فقال : لا، وإنّما هو كلام الإمام الحسن ، قال الخليفة : صدقتفإنّه معدن الكلام الفصيح، وأمر له بجائزةاُخرى[16].



لقدكان (عليه السلام) يمنح الفقراء برّه قبل أن يبوحوا بحوائجهم ويذكروا مديحهم، لئلايظهر عليهم ذلّ السؤال[17].



تواضعه وزهده :
إنّ التواضع دليل على كمال النفس وسموّهاوشرفها ، والتواضع لا يزيد العبد إلاّ رفعةً وعظمةً، وقد حذا الإمام الحسن (عليهالسلام) حذو جدّه وأبيه في أخلاقه الكريمة، وقد أثبت التاريخ بوادر كثيرة تشير الىسموّ الإمام في هذا الخلق الرفيع، نشير الى شيء منها :




أ ـاجتاز الإمام على جماعة من الفقراء قد وضعوا على الأرض كسيرات وهم قعود يلتقطونهاويأكلونها ، فقالوا له: هلمّ يابن بنت رسول الله الى الغذاء، فنزل(عليه السلام) وقال : «إنّ الله لا يحبّ المستكبرين»، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حالهببركته، ثم دعاهم الى ضيافته وأطعمهم وكساهم[18].



ب ـومرّ (عليه السلام) على صبيان يتناولون الطعام، فدعوه لمشاركتهم فأجابهم الى ذلك،ثم حملهم الى منزله فمنحهم برّه ومعروفه، وقال : «اليد لهم لأنّهم لم يجدوا غير ماأطعموني، ونحن نجد ما أعطيناهم»[19] .



ورفضالإمام جميع ملاذّ الحياة ومباهجها متّجهاً الى الدار الآخرة التي أعدّها اللهللمتّقين من عباده، فمن أهمّ مظاهر زهده : زهده في الملك طلباً لمرضاة الله،ويتجلّى ذلك إذا لاحظنا مدى حرص معاوية على الملك واستعماله لكلّ الأساليباللاأخلاقية للوصول الى السلطة، بينما نجد الإمام الحسن (عليه السلام) يتنازل عنالملك حينما لا يراه يحقّق شيئاً سوى إراقة دماءالمسلمين.



ومنجملة مظاهر زهده أيضاً: ما حدّث به مدرك بن زياد أنّه قال : كنّا في حيطان ابنعباس، فجاء ابن عبّاس وحسن وحسين فطافوا في تلك البساتين ثم جلسوا على ضفاف بعضالسواقي ، فقال الحسن : يا مدرك! هل عندك غذاء؟ فقلت له : نعم، ثم انطلقت فجئتهبخبز وشيء من الملح مع طاقتين من بقل، فأكل منه، وقال : يا مدرك! ما أطيب هذا؟ ،وجيء بعد ذلك بالطعام وكان في منتهى الحُسن، فالتفت (عليه السلام) الى مدرك وأمرهبأن يجمع الغلمان ويقدّم لهم الطعام، فدعاهم مدرك فأكلوا منه ولم يأكل الإمام منهشيئاً، فقال له مدرك : لماذا لا تأكل منه؟ فقال(عليه السلام) : «إنّ ذاك الطعامأحبّ عندي»[20].



* * *





--------------------------------------------------------------------------------



[1] اضطراب السليم من لسعة العقرب .



[2] راجع الأمالي للصدوق : 150 ، وبحار الأنوار : 43 / 331 .



[3] المناقب : 3 / 180، والبحار : 43 / 339 .



[4] بحار الأنوار: 43 / 339 ، وأخبار إصبهان : 1 / 44 .



[5] المناقب : 3 / 180 ، وبحار الأنوار : 43 / 339 .



[6] المصدر السابق .



[7] مهج الدعوات : 144.



[8] راجع البداية والنهاية : 8 / 42 ، طبعة دار إحياء التراث العربي 1408 هـ .



[9] حياة الإمام الحسن : 1 / 326 .



[10] بحار الأنوار : 43 / 352 .



[11] العوالم (الإمام الحسن) : 121 نقلاً عن المناقب : 3 / 184 .



[12] حياة الإمام الحسن : 1 / 316 ـ 317 عن أنساب الأشراف: 1 / 319 ، والطبقات الكبرى: 1 / 23 .



[13] راجع البداية والنهاية : 8 / 38 .



[14] النساء (4) : 86 .



[15] المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 23 ، وحياة الإمام الحسن : 1 / 322 عنالخوارزمي.



[16] نور الأبصار : 135 ـ 136 .



[17] المصدر السابق : 325 ، وحياة الإمام الحسن: 1 / 325 .



[18] عوالم العلوم ( الإمام الحسن ) : 123 عن المناقب : 3 / 187 .



[19] حياة الإمام الحسن : 1 / 313 عن الصبان على هامش نور الأبصار : 196 .



[20] مختصر تاريخ دمشق : 7 / 21 ، طبعة دار الفكر .

البحرانية
23-01-2010, 05:23 AM
يعطيكم العافيه على هذا البحث المثمر..

والطرح النورانى ..

بميزان اعمالكم ان شاااااء الله
وفقنا الله و إياكم لخدمة محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين
و عظم الله الأجر لعليٍّ و فاطمة بولدهم المجتبى الامام الحسن علية السلام

سلامه999
23-01-2010, 07:31 AM
شكرااا تقبل مروري

** مسلمة سنية **
23-01-2010, 08:33 PM
نتقدم بالتعازي الى مولانا صاحب العصر أرواحنا له الفداء و الى مراجعنا العظام و الى شيعة أمير المؤمنين

بذكرى استشهاد كريم آل البيت الحسن المجتبى عليه السلام

عظم الله لكم الأجر



بارك الله فيكم اخوتنا في لجنة المنتدى العام على ما تقدموه من جهود جبارة جعلها الله في موازين أعمالكم

نووورا انا
23-01-2010, 10:11 PM
السلام على الحسن الزكي

السلام على المسموم المظلوم

الله ارزقنا في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته

بوركتم لجنة المنتدى العام

عظم الله لكم الاجر باستشهاد ريحانة رسول الله

(رقية بنت الحسين)
23-01-2010, 10:30 PM
بسم الله الذي لاارجو الافضله

السلام عليك ياكريم ال محمد ورحمة الله وبركاته

باركككم الله تعالى وقوى سواعدكم

لبيك داعي الله
24-01-2010, 11:56 PM
http://www.almlf.com/get-1-2010-almlf_com_7x4pwhjb.gif

بارك الله فيكم

بارك الله في جهودكم الواضحه اعزائي

اجركم على المولى

موفقين

ghada
25-01-2010, 01:23 AM
نتقدم بالتعازي الى مولانا صاحب العصر أرواحنا له الفداء و الى مراجعنا العظام و الى شيعة أمير المؤمنين


بذكرى استشهاد كريم آل البيت الحسن المجتبى عليه السلام

بوركتم لجنة المنتدى العام على الطرح الجميل للموضوع وجعله الله في ميزان حسناتكم وعظم الله لكم ولنا الاجر باستشهاد ريحانة المصطفى وقرة عين البتول الامام ابي محمد الحسن المجتبى ((عليه السلام))