نور المستوحشين
23-01-2010, 02:54 AM
بيت الاشباح
عندما كنت طفلة لم ابلغ التاسعة من العمربعد, كنت مع بقية اطفال الزقاق نخشى الاقتراب من دار ذو جداران عتيقة عالية ..له باب ضخمة تميل الى السواد ..وكنا نسمية " بيت الاشباح " ..لان كل من سكنه اصبته مصيبة ما..فما زلت اذكر " وداد " تلك الطفلة الوديعة التي كانت تقاربني سنا آن ذاك والتي كانت تعيش مع والديها واشقائها الاصغر سنا في ذلك البيت والذي اودى الاشباح بداخله بحياتها عندما جعلو من قدماها تتعثراثناء نزولها السلالم الكبيرة ..فانزلق جسدها الضعيف وتحطم مع كل خطوة قدم على ذلك السلم المخيف ..فبتنا نلعن ذلك البيت وكيف قاد الكثير من الابرياء الى مصيرهم المحتوم.
وفي احد الايام وبينما كنت العب مع ابنة الجيران سمعت صوت يدوي المكان ..سيارة حمل صغيرة محملة بشيء من الاثاث تقف امام " بيت الاشباح " ! .
هرولت مسرعة الى امي لانقل لها الخبرالطازج ..عائلة جديد ستسكن في البيت المشؤوم بعد مضى اكثر من عام على خلوه من سكان ! ..هل هم مجنونون ! ..ام انهم جاهلون ! ..كيف يسكنون في بيت تسكنه الارواح الشريرة ! .
تناقل الخبر من دار الى دار وبعض النسوة كانوا يغتلسون النظر عبر ثقب الباب الى تلك العائلة الجديدة التي سينتهي مطافها الى مأساة حزينة يدخل تاريخها مع تاريخ مقبرة هذا البيت العتيق! ..امراة عجوز ..رجل يناهز الثلاثين ..امراة شابة وطفلان ..عائلة صغيرة لكن ستواجه فاجعة كبيرة ..هذا تخمين كل من عاش في الزقاق وشهد مختلف مأسي الدار .
احدهم قال " كيف قبلوا استأجار المنزل .. الا يخشون من مصيبة تحل عليهم ؟" .
اجابه الاخر " ربما انهم لا يعلمون ..او ان ضيق الحال دفعهم الى هذا المكان ..يا لهم من مساكين ..ربما سيفجعون باحد اولادهم ..او بتلك العجوز ..الى رحمة لله جميعا ".
اخذ كل فرد في الزقاق يخمن مع نفسه متى سيفرون تلك العائلة بعد حدوث مصيبة لهم ..
مضى اسبوع ! ..شهر! ...عام !..ولا شيء !..لم يسمع صرخة تتردد صداها بين حجر المنزل الكبير ..لا بل قام ساكنه بطلي الجدار وبابه ليكونا ابيض اللون كالقشطة التي اكلها في الصباح ..وقد ادخل اثاث جديد الى داره ! ..بدء وكان عمله يزدهر مع الايام ! ..سؤال ظهر يتردد في اذهن الناس ..هل هجرت الاشباح الدار ! ..ام اصبحوا اصدقاء مع تلك العائلة ! .
وفي احد الايام توددت الى ابنهم الذي يصغرني عام بنية كشف سر الحياة في ذلك الدار ." هل تسمع اصوات مخيفة في الليل ؟"
- " نعم ..أسمع ..لكني لا اعيرها اي اهتمام "
- " الا تخاف !"
- " لماذا !..انها اصوات الرياح " ..طفل ساذج !
- " الا ترى اشباح !" ..
- " بلا لقد رايت شبح كبير يطير من حجرة الى اخرى وله عينان سوداء كبيرة ويداه هكذا " ..قالها وهو يملى رئته بالهواء ليعطي المشهد تهويلا طفوليا وقد شرع ذراعيه يفتحها بكل مسافة قدرت له ..أجتاح جسدي رهبه ملأت اوصالي ذعر وما هي حتى رنة ضحكته بصوت ماكر مسمعي قائلا " ..هل صدقتي هذا ..إنها مجرد خيالات ..هذا ما يقوله ابي " .
-" ايها الكذاب ..لماذا اذن تخيفني " .
-" .لانك تريدين ان تسمعي هذه القصة ..فاسمعتك أياه " ..لم افهم ماذا كان يعني عندها ..ربما كان عندي عطل في الدماغ ! .
لكن عندما كبرت عرفت مقصده ..كنا نحن من نرسم هذه الخيالات عن ذلك البيت المسكين ونصدقها ..وفي الوقت الذي كنا نخاله يظلم ساكنيه كنا نحن ظالمون له .
تمت
بقلم رشا الصيدلي
عندما كنت طفلة لم ابلغ التاسعة من العمربعد, كنت مع بقية اطفال الزقاق نخشى الاقتراب من دار ذو جداران عتيقة عالية ..له باب ضخمة تميل الى السواد ..وكنا نسمية " بيت الاشباح " ..لان كل من سكنه اصبته مصيبة ما..فما زلت اذكر " وداد " تلك الطفلة الوديعة التي كانت تقاربني سنا آن ذاك والتي كانت تعيش مع والديها واشقائها الاصغر سنا في ذلك البيت والذي اودى الاشباح بداخله بحياتها عندما جعلو من قدماها تتعثراثناء نزولها السلالم الكبيرة ..فانزلق جسدها الضعيف وتحطم مع كل خطوة قدم على ذلك السلم المخيف ..فبتنا نلعن ذلك البيت وكيف قاد الكثير من الابرياء الى مصيرهم المحتوم.
وفي احد الايام وبينما كنت العب مع ابنة الجيران سمعت صوت يدوي المكان ..سيارة حمل صغيرة محملة بشيء من الاثاث تقف امام " بيت الاشباح " ! .
هرولت مسرعة الى امي لانقل لها الخبرالطازج ..عائلة جديد ستسكن في البيت المشؤوم بعد مضى اكثر من عام على خلوه من سكان ! ..هل هم مجنونون ! ..ام انهم جاهلون ! ..كيف يسكنون في بيت تسكنه الارواح الشريرة ! .
تناقل الخبر من دار الى دار وبعض النسوة كانوا يغتلسون النظر عبر ثقب الباب الى تلك العائلة الجديدة التي سينتهي مطافها الى مأساة حزينة يدخل تاريخها مع تاريخ مقبرة هذا البيت العتيق! ..امراة عجوز ..رجل يناهز الثلاثين ..امراة شابة وطفلان ..عائلة صغيرة لكن ستواجه فاجعة كبيرة ..هذا تخمين كل من عاش في الزقاق وشهد مختلف مأسي الدار .
احدهم قال " كيف قبلوا استأجار المنزل .. الا يخشون من مصيبة تحل عليهم ؟" .
اجابه الاخر " ربما انهم لا يعلمون ..او ان ضيق الحال دفعهم الى هذا المكان ..يا لهم من مساكين ..ربما سيفجعون باحد اولادهم ..او بتلك العجوز ..الى رحمة لله جميعا ".
اخذ كل فرد في الزقاق يخمن مع نفسه متى سيفرون تلك العائلة بعد حدوث مصيبة لهم ..
مضى اسبوع ! ..شهر! ...عام !..ولا شيء !..لم يسمع صرخة تتردد صداها بين حجر المنزل الكبير ..لا بل قام ساكنه بطلي الجدار وبابه ليكونا ابيض اللون كالقشطة التي اكلها في الصباح ..وقد ادخل اثاث جديد الى داره ! ..بدء وكان عمله يزدهر مع الايام ! ..سؤال ظهر يتردد في اذهن الناس ..هل هجرت الاشباح الدار ! ..ام اصبحوا اصدقاء مع تلك العائلة ! .
وفي احد الايام توددت الى ابنهم الذي يصغرني عام بنية كشف سر الحياة في ذلك الدار ." هل تسمع اصوات مخيفة في الليل ؟"
- " نعم ..أسمع ..لكني لا اعيرها اي اهتمام "
- " الا تخاف !"
- " لماذا !..انها اصوات الرياح " ..طفل ساذج !
- " الا ترى اشباح !" ..
- " بلا لقد رايت شبح كبير يطير من حجرة الى اخرى وله عينان سوداء كبيرة ويداه هكذا " ..قالها وهو يملى رئته بالهواء ليعطي المشهد تهويلا طفوليا وقد شرع ذراعيه يفتحها بكل مسافة قدرت له ..أجتاح جسدي رهبه ملأت اوصالي ذعر وما هي حتى رنة ضحكته بصوت ماكر مسمعي قائلا " ..هل صدقتي هذا ..إنها مجرد خيالات ..هذا ما يقوله ابي " .
-" ايها الكذاب ..لماذا اذن تخيفني " .
-" .لانك تريدين ان تسمعي هذه القصة ..فاسمعتك أياه " ..لم افهم ماذا كان يعني عندها ..ربما كان عندي عطل في الدماغ ! .
لكن عندما كبرت عرفت مقصده ..كنا نحن من نرسم هذه الخيالات عن ذلك البيت المسكين ونصدقها ..وفي الوقت الذي كنا نخاله يظلم ساكنيه كنا نحن ظالمون له .
تمت
بقلم رشا الصيدلي