عاشق القائم
23-01-2010, 08:00 AM
فدك وما أدراك ما فدك
قد تعرض الكثير من الباحثين والمحققين لقضية فدك وكتبت أقلامهم الشريفة في ما يتعلق بها من أمور عقائدية وولائية أفضل وأروع الكتب والتحقيقات سواء كانت هذه المؤلفات من الأفذاذ من العلماء الدينيين وكتاب الشيعة المخلصين أو الذين تنورت بصيرتهم بنور الإيمان من جمهور العامة ، حيث تعتبر هذه الكتب من روائع التراث الإسلامي عبر مر السنين والدهور ، وفي خضم الأحداث إلى وقتنا الحاضر ولا زال الجهال بحقائق الأمور يتغافلون ويتناسون هذه الحقيقة الواضحة البرهان في أرث الزهراء خاصة والولاية لعلي بعد النبي عامة ، ويدافعون عن الباطل ويمدهم الشيطان بطغيانهم لحرف المسلمين عن الطريق المستقيم ، والمحجة البيضاء بولاية علي وأولاده الأئمة الأطهار . فمن هذا المنطلق كان لا بد لنا من وقفة يسيرة مع عنوان الولاية والحق السليب من أهل بيت النبوة تلك هي فدك التي جاءت لتعبر عن معاني الولاء أو البراءة بالنسبة للذين يقفون في سدة الحكم الإسلامي إذ بان رحلة النبي الأكرم ، وفدك قرية بالحجاز ، بينهما وبين المدينة يومان ، وقيل : ثلاثة ، أفاءها الله إلى رسوله في سنة " سبع " صلحا ، وذلك أن النبي لما نزل خيبر وفتح حصونها ، ولم يبق إلا ثلاث واشتد بهم الحصار ، راسلوا رسول الله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل ، وبلغ ذلك من أهل فدك ، فأرسلوا إلى رسول الله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك ، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله ، وفيها عين خوارة ونخيل كثيرة ، وهي التي أقطعها رسول الله فاطمة صلوات الله عليهما ولقد نزلت الآيات القرآنية الكريمة على قلب الرسول الأكرم كي تثبت حقيقة خالدة على مر العصور ألا وهي منح فاطمة الزهراء فدكا وعلى لسان القرآن الكريم ، لذلك تعتبر فدك منحة ربانية قبل أن تكون هدية نبوية ، حيث جاء قوله تعالى : * ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القربى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل لكيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم * وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) * .
ليكون دليلا على أن قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " هو كون فدك للصديقة الطاهرة فاطمة ، ولقد أيدت هذا القول الكثير من الكتب الواردة في تفسير قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " منها كشف الغمة وتفسير العياشي وكتاب تأويل الآيات وتفسير مجمع البيان وتفسير فرات ، حيث أجمعت جميع هذه الكتب أن فدك هبة من الله تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول لفاطمة ، والذي يظهر من جميع هذه الكتب إن فدك لفاطمة ولعقبها من بعدها أي للأئمة عليهم السلام ، ولقد غصبت فدك ظلما وعدوانا بعد وفاة النبي ، أما الشاهد على كونها هبة من الله تعالى ما روي في تفسير الإمام الرضا ، في مسألة اصطفاء أهل البيت في الكتاب العزيز في أثني عشر موطنا . . . قال : والآية الخامسة : قول الله عز وجل : * ( وآت ذي القربى حقه ) * ، خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله قال ادعوا إلي فاطمة ، فدعيت له ، " فقال ، قالت : لبيك يا رسول الله . فقال : هذه فدك ، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة ، دون المسلمين ، قد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولي ولدك " .
ولكن القوم لم يتحملوا أن تكون فدك خالصة لأهل بيت النبوة بل شحت عليها أنفس القوم ، وإلى ذلك أشار الإمام علي في رسالته لابن حنيف : " بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أضلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله " ، والذي يظهر من جميع الروايات الواردة في المقام : إن فدك كانت فيئا أفاءها الله على نبيه خاصة دون المسلمين لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فأنزل الله تعالى : * ( وآت ذي القربى حقه ) * فقال لجبرائيل ومن ذا القربى ؟ وما حقه ؟ : أعط فاطمة فدكا ، فأعطاها حوائط فدك ، وما لله ولرسوله فيها فدعا حسنا وحسينا وفاطمة وقال لها : إن الله قد أفاء على أبيك فدكا ، واختصه بها ، فهي لي خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء .
وقال : كان لأمك خديجة على أبيك مهر وأن أباك قد جعل فدك لك بذلك . أقول : يظهر من هذا الكلام أن مسألة المهر الحاضر للزوجة يكون في ذمة الرجل في حالة عدم دفعه بعد وفاة الزوجة ولا بد من إعطاءه للورثة الذين هم أبناء الزوجة لذا كانت فاطمة وريثة أمها خديجة في مهرها فأعطاها فدك في قبال ذلك ، هذا ما نستفيده من خلال الرواية وقال : نحلتكها لتكون لك ولولدك من بعدك فخذيها ، وقال : أكتب لفاطمة نحلة من رسول الله .
وبالجملة فرسول الله أعطاها حقها بأمر الله فدكا ، فكانت لها من الله تعالى وقد جعلها في حياته لها نحلة ، وأشهد على ذلك أمير المؤمنين وأم أيمن . وقالت فاطمة : لست أحدث فيها حدثا وأنت حي ، أنت أولى بي من نفسي وما لي لك ثم قالت في احتجاجها في مسجد النبي : هذا كتاب رسول الله أوجبها لي ولولدي دون المؤمنين ، وعلى كل فليس في الروايات في تعيين من له فدك ، ذكر علي أو ما يشعر بأن فدكا له وهو أول الأئمة ، أو لخصوص الأئمة من ولد الحسين ، أو للإمامة ومن يتصدى لها ، بل هي عطية ونحلة وهبها وأعطاها النبي فاطمة لذي قربى رسول الله في اليوم ، وهم فاطمة وولديها الحسن والحسين كما دعاهم وأعطاها لتكون لفاطمة والحسن والحسين ولا اختصاص في عقب فاطمة بالأئمة من ولد الحسين دون الحسن ، وبعد فاطمة والحسن والحسين تكون ميراثا لعقب الحسن والحسين .
ثم قالت فنحلة لي من والدي * المصطفى فلم ينحلاها فأقامت بها شهودا فقالوا * بعلها شاهد لها وابناها لم يجيزوا شهادة ابني رسول * الله هادي الأنام إذ ناصباها إخراج عمال فاطمة من فدك وردت عدة أحاديث وروايات أثبتت حقيقة واضحة البرهان جليلة البيان وهي أنه لما بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك وأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله منها ، فجاءت فاطمة مستعدية فطالبها بالبينة ، فجاءت بعلي والحسنين صلوات الله عليهم وأم أيمن المشهود لها بالجنة ، فرد شهادة أهل البيت عليهم السلام بجر النفع وشهادة أم أيمن بقصورها عن نصاب الشهادة ثم ادعتها على وجه الميراث ، فغضبت عليه وعلى عمر فهجرتهما ، وأوصت بدفنها ليلا ، لئلا يصليا عليها فأسخطا بذلك ربهما ورسوله ، واستحقا أليم النكال ، وشديد الوبال .
ثم لما انتهت الإمارة إلى عمر بن عبد العزيز ردها علي بني فاطمة ، ثم انتزعها منهم يزيد بن عبد الملك ، ثم دفعها السفاح إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ثم أخذها المنصور ، ثم أعادها المهدي ، ثم قبضها الهادي ، ثم ردها المأمون لما جاءه رسول بني فاطمة ، فنصب وكيلا من قبلهم وجلس محاكما فردها عليهم ، وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي : أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشما فدكا خطأ الخليفة الأول ولنبين .
قد تعرض الكثير من الباحثين والمحققين لقضية فدك وكتبت أقلامهم الشريفة في ما يتعلق بها من أمور عقائدية وولائية أفضل وأروع الكتب والتحقيقات سواء كانت هذه المؤلفات من الأفذاذ من العلماء الدينيين وكتاب الشيعة المخلصين أو الذين تنورت بصيرتهم بنور الإيمان من جمهور العامة ، حيث تعتبر هذه الكتب من روائع التراث الإسلامي عبر مر السنين والدهور ، وفي خضم الأحداث إلى وقتنا الحاضر ولا زال الجهال بحقائق الأمور يتغافلون ويتناسون هذه الحقيقة الواضحة البرهان في أرث الزهراء خاصة والولاية لعلي بعد النبي عامة ، ويدافعون عن الباطل ويمدهم الشيطان بطغيانهم لحرف المسلمين عن الطريق المستقيم ، والمحجة البيضاء بولاية علي وأولاده الأئمة الأطهار . فمن هذا المنطلق كان لا بد لنا من وقفة يسيرة مع عنوان الولاية والحق السليب من أهل بيت النبوة تلك هي فدك التي جاءت لتعبر عن معاني الولاء أو البراءة بالنسبة للذين يقفون في سدة الحكم الإسلامي إذ بان رحلة النبي الأكرم ، وفدك قرية بالحجاز ، بينهما وبين المدينة يومان ، وقيل : ثلاثة ، أفاءها الله إلى رسوله في سنة " سبع " صلحا ، وذلك أن النبي لما نزل خيبر وفتح حصونها ، ولم يبق إلا ثلاث واشتد بهم الحصار ، راسلوا رسول الله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل ، وبلغ ذلك من أهل فدك ، فأرسلوا إلى رسول الله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك ، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله ، وفيها عين خوارة ونخيل كثيرة ، وهي التي أقطعها رسول الله فاطمة صلوات الله عليهما ولقد نزلت الآيات القرآنية الكريمة على قلب الرسول الأكرم كي تثبت حقيقة خالدة على مر العصور ألا وهي منح فاطمة الزهراء فدكا وعلى لسان القرآن الكريم ، لذلك تعتبر فدك منحة ربانية قبل أن تكون هدية نبوية ، حيث جاء قوله تعالى : * ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القربى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل لكيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم * وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) * .
ليكون دليلا على أن قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " هو كون فدك للصديقة الطاهرة فاطمة ، ولقد أيدت هذا القول الكثير من الكتب الواردة في تفسير قوله تعالى " وآت ذا القربى حقه " منها كشف الغمة وتفسير العياشي وكتاب تأويل الآيات وتفسير مجمع البيان وتفسير فرات ، حيث أجمعت جميع هذه الكتب أن فدك هبة من الله تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول لفاطمة ، والذي يظهر من جميع هذه الكتب إن فدك لفاطمة ولعقبها من بعدها أي للأئمة عليهم السلام ، ولقد غصبت فدك ظلما وعدوانا بعد وفاة النبي ، أما الشاهد على كونها هبة من الله تعالى ما روي في تفسير الإمام الرضا ، في مسألة اصطفاء أهل البيت في الكتاب العزيز في أثني عشر موطنا . . . قال : والآية الخامسة : قول الله عز وجل : * ( وآت ذي القربى حقه ) * ، خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله قال ادعوا إلي فاطمة ، فدعيت له ، " فقال ، قالت : لبيك يا رسول الله . فقال : هذه فدك ، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة ، دون المسلمين ، قد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولي ولدك " .
ولكن القوم لم يتحملوا أن تكون فدك خالصة لأهل بيت النبوة بل شحت عليها أنفس القوم ، وإلى ذلك أشار الإمام علي في رسالته لابن حنيف : " بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أضلته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله " ، والذي يظهر من جميع الروايات الواردة في المقام : إن فدك كانت فيئا أفاءها الله على نبيه خاصة دون المسلمين لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فأنزل الله تعالى : * ( وآت ذي القربى حقه ) * فقال لجبرائيل ومن ذا القربى ؟ وما حقه ؟ : أعط فاطمة فدكا ، فأعطاها حوائط فدك ، وما لله ولرسوله فيها فدعا حسنا وحسينا وفاطمة وقال لها : إن الله قد أفاء على أبيك فدكا ، واختصه بها ، فهي لي خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء .
وقال : كان لأمك خديجة على أبيك مهر وأن أباك قد جعل فدك لك بذلك . أقول : يظهر من هذا الكلام أن مسألة المهر الحاضر للزوجة يكون في ذمة الرجل في حالة عدم دفعه بعد وفاة الزوجة ولا بد من إعطاءه للورثة الذين هم أبناء الزوجة لذا كانت فاطمة وريثة أمها خديجة في مهرها فأعطاها فدك في قبال ذلك ، هذا ما نستفيده من خلال الرواية وقال : نحلتكها لتكون لك ولولدك من بعدك فخذيها ، وقال : أكتب لفاطمة نحلة من رسول الله .
وبالجملة فرسول الله أعطاها حقها بأمر الله فدكا ، فكانت لها من الله تعالى وقد جعلها في حياته لها نحلة ، وأشهد على ذلك أمير المؤمنين وأم أيمن . وقالت فاطمة : لست أحدث فيها حدثا وأنت حي ، أنت أولى بي من نفسي وما لي لك ثم قالت في احتجاجها في مسجد النبي : هذا كتاب رسول الله أوجبها لي ولولدي دون المؤمنين ، وعلى كل فليس في الروايات في تعيين من له فدك ، ذكر علي أو ما يشعر بأن فدكا له وهو أول الأئمة ، أو لخصوص الأئمة من ولد الحسين ، أو للإمامة ومن يتصدى لها ، بل هي عطية ونحلة وهبها وأعطاها النبي فاطمة لذي قربى رسول الله في اليوم ، وهم فاطمة وولديها الحسن والحسين كما دعاهم وأعطاها لتكون لفاطمة والحسن والحسين ولا اختصاص في عقب فاطمة بالأئمة من ولد الحسين دون الحسن ، وبعد فاطمة والحسن والحسين تكون ميراثا لعقب الحسن والحسين .
ثم قالت فنحلة لي من والدي * المصطفى فلم ينحلاها فأقامت بها شهودا فقالوا * بعلها شاهد لها وابناها لم يجيزوا شهادة ابني رسول * الله هادي الأنام إذ ناصباها إخراج عمال فاطمة من فدك وردت عدة أحاديث وروايات أثبتت حقيقة واضحة البرهان جليلة البيان وهي أنه لما بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك وأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله منها ، فجاءت فاطمة مستعدية فطالبها بالبينة ، فجاءت بعلي والحسنين صلوات الله عليهم وأم أيمن المشهود لها بالجنة ، فرد شهادة أهل البيت عليهم السلام بجر النفع وشهادة أم أيمن بقصورها عن نصاب الشهادة ثم ادعتها على وجه الميراث ، فغضبت عليه وعلى عمر فهجرتهما ، وأوصت بدفنها ليلا ، لئلا يصليا عليها فأسخطا بذلك ربهما ورسوله ، واستحقا أليم النكال ، وشديد الوبال .
ثم لما انتهت الإمارة إلى عمر بن عبد العزيز ردها علي بني فاطمة ، ثم انتزعها منهم يزيد بن عبد الملك ، ثم دفعها السفاح إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ثم أخذها المنصور ، ثم أعادها المهدي ، ثم قبضها الهادي ، ثم ردها المأمون لما جاءه رسول بني فاطمة ، فنصب وكيلا من قبلهم وجلس محاكما فردها عليهم ، وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي : أصبح وجه الزمان قد ضحكا * برد مأمون هاشما فدكا خطأ الخليفة الأول ولنبين .