المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياةالعملاق الفيلسوف الشهيد( السيد محمد باقر الصدر..قد) بقلم السيد بهاء آل طعم


بهاء آل طعمه
30-01-2010, 03:54 PM
الشّهـيد ٌ السَّـيِد مُحَــمّد بَاقِرِ الصـدْر

عَشِقَ الشَّهَادَةَ حَتَّى تَـغَـنـَتْ بِاسْمِهِ الفِردَوْسْ



بقلم / السيد بهاء آل طعمه



سَهَرتُ لَيلَتي وجمعت أفكاري بشغفٍ عـميق حيث أصبحتُ غواصاً في عمق البحار لأبحث عما أبدع الله سبحانه في عالـم لم يشــهده الأكثرون لأنشرَ رحلتي البحرية المصيرية تلك إلى الدنيا بأسرها ليؤمن جميع مَنْ على وجهِ الأرضِ إن الحياة بكلّ إبداعاتها الخلاّقة قد صنعتها يد خالقٍ عظيم هوا لله سبحانه , فالذي أنا بصدده رجلاً فذاً من رجـالات العصر وفيلسوفه حيث إنّه لايوصف كمالا توصف ذرات الهواء..! بل هو البحر العميق الهائج الـذي ( غرق ) بداخـله فـطالحة الباحثين والمحقـقين الإسلاميين وحتى غير الإسلاميين..! فمهـما كتبوا وحقـقوا لم ولن يصـلوا إلى كنه معـرفة هـؤلاء القمـاقم الغيارى وما يحمـلون من أسـرارٍ لها على مرّ العصور أبدا... فلم يكن مثل أولئك الأحرار الذين علموا التأريخ كـيف يكون نزيها ويمجدهم بكل حين بل صنعوا التأريخ بحروف من نور وألبسوه تاج العزّةِ والكرامة ووضعوا له الأسس القويمة كي لايـحرّفـَهُ من باع ضميره بابخس الأثمان وعثى في الأرض فسادا فَمِنْ أولـئك الأرجاس همهم الوحيد أن ( يُسَوًّدُوُا) التأريخ ويحرّفوا الكَلِم عن مواضعه0 (إنْ هُمْ كَالأَنعَامِ, بَلْ هُمْ أضَلُ سَبِيلاَ) فكما أن في كُلِّ يوم ( حُسَيْنْ) يقابـله في اليوم ألف ( يزيد) واؤلـئك الواشون منهم عليهم جميعا لعائنُ الله ,, وحتى يكون التأريخ مشـرقاً ينيرُ درب العاشقـين الأخيار أبد الزمـان., فلا بـد له أن يحتمي بأفذاذ الزمان ورجاله المخلصين,, وحقا يرتعد الإنسان ويرتعش شوقا من أسماء أقسمت الدنيا معاهدةً نفسها أن تبجّل مـثل َهؤلاء الفحول الذين أحدهم هو(أمةٌ في رجل) في أمة القرآن , ومن الصعب جدا حيث أنا حائرٌ ماذا أقول عن أندى الأنام وسراة الناس طرّاً ذلك الرجل الهِزَبْر ( السيد محمد باقر الصّدر) (قد) الذي هو ( حُسَيْنُ زَمانِه ) ولا يستطيع أحداً تثمين ماخلــدّهُ لنا من مآثر جمة لاتقاس بمقياس أو بكيل ,, فكان السيـد الشهيد رضوان الله تعالى علــيه قـوي العزيمة صُـلب الإرادة شـديد البأس سبّاقاً لمـقارعة الظالمين بكـل تفان وإيثارلاتأخـذهُ في اللهِ لومَةَ لائم,,! حيثُ يصفه أغلبُ عُلـمائِنا الأجـلاّء بانّ الشّهيدَ الصدر الأول (قد) كان مابيـنه وبين أئمـتنا المعـصومين .ع, إلاّ العِصمَة) فقد نذر نفسه المقدسة قربانا لله سبحانه من أجـل تحـرير شـعـب جريـح كان ( كرةً) بيد العفالقة ألصداميّين المجرمين ,, فوقف بوجهـهم كما تقف الجبال الراسيات, فحين يصطدم ضوء الينابيع وتسمو المواقف العبقرية في عقله ألملكوتي حينذاك يتسع المنهج الجهادي في فكره فينقلب مايـريدهُ عَبرَةً في مصبِّ التضحيةِ والـفداء وهـو يكرّس للأُمة حُقـوقِها السِّياسِيّة والإنسانية المثلى فراح يُحلّقُ بآفاقهِ النيّرةُ صَوبَ إنقَـاذِ الأمّةِ مِنْ طَواغِيتِ العَصر.., فَإنّ الأمّةَ في ذِهنِ الشّهـيدِ الصّدر( هِيَ مَيـدانٌ مَـليءٌ بالمُبادَرةِ وَالعَطاء وشاخِصَاً عَظيماً يبحثُ عنْ سُلّمٍ قيادِيّ إسلاميّ يقـومُ بمَسـؤوليةِ الارتِقاءِ لأمَانِ وَنجاةِ هذه الأمة ) فكان رحمه اللهُ قرينَ القـرآن وعشيـقهُ مستعداً لآخرتهِ وساعٍ لها ورافضا للدنيا وزاهداً فيها ورعا تقيا الكل عنده في الحب سواء, فَمِنْ تدوينه الجهادي كان يكسرُ قِطعَةً من قلبه على إنّ رهان استعادة القلب منطلقا من قدرة الأمة على استعادة حقوقها المسلوبة وروحها الحضارية من جديد وبعد ماعرفناك يقينا اكتشفنا أن خَوَاطِرُكَ تَصبُو سائرةً لتَحقِيِقِ ( القيادة ِ وَالهَدفِ وَالطّريقِ المستقل) وَعبرماوجدناه عنك في الغوص في داخلك وعن اتـجاهاتك العملاقة المترامية الأطراف وجدناك هناك مسجّىً بين التأويل والتنوير وكأننا على موعدٍ مَعَ ألمٍ جديدٍ وكبير يتحول إلى كلمات ساجدةٍ للكون راكعة لقدرة المفكر الإسلامي اللوذعي الفذ همّه الوحيد أن يعيد هديَ هذه الأمة بكل اتجاهاتها السياسية والثقافية والإنسانية,, تلك تأملات عميقة لإمام أرخص الدم والجرح وسنوات الجهادالمستمرالمنقطع إلى الله عزّوجل فلمّا كان يتألق في التأمل على أفُقِ الدَّمَ المقدّس تصبح شراع تغير جذري ولحظة الثورة على الذات إلى مشروع للنهضة والاستئناف.., هوذاالطريق الذي يعبر عن صورة الرجل العملاق الفيلسوف وهو يكوّن من جديد حركة الكون والحياة عبر خواطره المبلـلّة بعطر الشهادة وأرجوان الخلود.., وهكذا مضى الشهيد الخالد ومضت سيرته الوضّاءة التي استنارت بها كل الشعوب الإسلامية الرائدة وأصبحت منهلاً معطاءاً لكل جيل ولكل عهد, كان الشهيد المِقدام السيد محمد باقرالصدر(قد) صادقاً بكل ماتحمله الكلمة بأسمى وأجل معانيها الممجدة إذ كان من أندى رجال زمانه ومن سراة الناس طرّاً رابط الجأش صابراً متحمساً غضنفراً لاتهزه الهزاهزولاتأخذه العواصف والعواطف المعبأة بالمكر والغدر له ولهذا الشعب الأبيّ المحروم حيث قارع أعتى دكتاتور عرفه التأريخ وكان حجة دامغة وثورة رادعة بوجه ذلك الطاغوت الدموي ( صدام) وأعوانه اللقطاء عليهم لعائن الله,, حيثُ كان الشهيد رضوان الله عليه إنموذجاً مثالياً فريداً في التصدّي للسياسات الصدّامية الجائرة وحتى غيرها من السياسات الطائشة الـهوجاء في شرق الأرض وغربها...! وبعد..., ولد المعظم السيد محمد باقر الصـدر (قد) فـي العـراق بمـدينــة ( الكاظمية المقدسة) في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة( 1352هـ ) المصادف الثامن والعشرين من شباط عام (1935 م) توفي والده سماحة السيد حيدر الصدر(قد) في عام ( 1956م) فتولى أخاه الأكبر سماحة السيد إسماعيل الصّدر(قد) رعايته الأبوية ومن ثًمَّ ( خاله) المرجع الديني الشيخ مرتضى آل ياسين)( قد) الذي رعاه وقاده نحو القمم.., وكان لوالدته ( رحمها الله) أيضا الدور الفاعل في نشأته وترعرعه,, فدرس منذ صباه العلوم الدينية الحوزوية فتضلّع وبرع فيها منذ نعومة أنامله المقدسة وعند بلوغه طاب ثراه كان لم يقلد أحداً من مراجع الدين آنذاك بل كان يعمل بفتواه ويقلد نفسه في المسائل الشرعية ويحتاط في البعض منها.. وفي أغلب الأحيان كان يجادل أستاذ درسه ويناقشه الحديث حيث وصل به الأمر أن يقوم جنب أستاذه ويشرح المادة العلمية لزملائه الحضور أمام معلّمه ممّا نال ذلك إعجاب معلّميه في الوسط العلمي آنذاك..! حتّى شب وترعرع وقاد مسيرة التفاني والنضال سائراً على نهج ( الحسين.ع) الخالد لينير للأحرار دربهم المجيد إذ أفتى للأمة بالجهاد المقدس ضدا لعصابة الأموية الصدامية فلبّى فتواه الكثيرون من شعبنا الأغر حتّى نال منه البعثيون الطلقاء وأَلْقوا القبض عليه وأعدم رضوان الله عليه في( 9/ 4 / 1980م ) فراح كالطير المذبوح مخضباً بدمه الشريف إلى الله سبحانه وتعالى يشكوه أمران ألأول قتله ظلماً والثاني يشكوه جُرحاً طال نزيفه يلتفُ حول شعب جريح يقتله كل يوم ألف ( صدام وصدام) .., ومن حكمة الله تعالى ولطفه صادف سقوط الطاغية الهدام بنفس التأريخ الذي أعدم فيه الشهيد الصّدر(قد) في ( 9/ 4 / 2003م) وهذا بحد ذاته نصر مؤزر للسيد الشهي حيث كان للموعد هذا إرادة الله سبحانه ليخلد الشهيد الأغر في الذرى وفي قلوب العراقيين والعالمَ بأسره ويذهب قاتله الطاغية المقبور( صدام ) إلى مزبلة التأريخ وإلى جهنم وبأس المصير هو والدّمويّون من أعوانه .., فالسلامُ عليك أيها الشهيد المظلوم يوم ولدت ويوم كنت متحدياً للطاغوت الأكبر ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيّاً مع الصّدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا,, والحمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلىَ مُحَمَّدٍّ وَآلهِ الطّاهِرينْ .....,