المهندس الكاتب
31-01-2010, 11:52 PM
من أروقة الجامعة ( صفحات طلابية مضيئة )
بقلم سرمد فاضل المهندس
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين ..
لا يخفى على المتابع للمسيرة الطلابية ما لهذه الشريحة المهمة من قوة تأثير في الواقع حتى ان تركيز الإعلام على ما يحدث في الجامعات أصبح ملفتا للنظر وخصوصا إذا أوحي أليه بشن حمله موجهه على إحدى الأنظمة الحاكمة وليس لهذا التركيز الا تفسير واحد وهو اهميه هذه الطبقة وقوتها ..
ولا يخفى على المتابعين أيضا أهميه تحييد الجامعات حتى لا تكون مسيسة إلى جهة معينه فيجتث التنوع الكبير الموجود فيها وتصبح ذات فكر واحد ربما يكون خاطئا كما حدث قبل فتره من الزمن في العراق .
الكل يعرف ان للجامعة أهميه كبيره في حياه الطالب فهي مركز لانطلاقه لقياده المجتمع إذ يستطيع الطالب ان ينمي الكثير من قابلياته في ألجامعه ويستطيع ان يدرب نفسه على تحمل المسؤولية في المستقبل لذا لابد للطالب الجامعي ان يكون شاعرا بمدى خطورة هذه السنوات التي يقضيها في الجامعه فلا يستنزف كل طاقاته في الدرس والعزلة فقط بحيث يصبح صندوقا لإدخال وإخراج المعلومات بدون معالجه بل يلزمه الى جانب الدراسه التعلم والاحتكاك بالطلبه فالانسان اجتماعي بالطبع كما يقول افلاطون.
اننا لنشعر بالأسى حين ننظر الى التخلف الحاصل لجامعاتنا التي اصبح النجاح وارضاء الاستاذ فيها غايه الطالب فبدل الفهم وتحليل المعلومة ومناقشة النظريات العلمية واختراع الاشياء المفيدة (كما يفعل الطلبة في الدول المتقدمة ) اصبحت درجه النجاح هي المهمه وباي طريقه حتى بات المختبر بأجهزته القديمة مهمشا بشكل كبير حتى في الدرجة التي تحتسب له فوصلت الحاله بان يعطى للطالب 10%او 15% من الدرجه الكليه على الجهد العملي المختبري في بعض الكليات ..لقد لمست من بعض الطلبة في ايام دراستي عبقرية كبيره في المادة العملية وصلت الى ان يستعين الاساتذه بهم لاصلاح وبرمجه أجهزه العصور الوسطى التي يمتلكونها في مختبراتهم ولكن هؤلاء الطلبه وعلى الرغم من ذلك يعانون الإهمال بل أكثر من ذلك اصبح بعضهم يمكث في المرحله الواحده اكثر من عام فلماذا ولمصلحه من تهدر هذه الثروه العلميه الكبيره ؟
اعرف ان صوتي غير مسموع ولكن عسى ان يصل مااكتب الى اصحاب القرار فيرقوا على الجيل ويذهبوا لزياره دوله اليابان مثلا ويشاهدوا الجامعات هناك ويروا التقدم الحاصل.
ان الدموع تنهال منا بغزاره حينما نجد "عاملا ماهرا" من دوله متقدمه او شبه متقدمه وهو يدرب مهندس عراقي قضى اربع سنوات من عمره في دراسه مصادر بائسه ومختبرات لا تصلح حتى ل " النياندرتال " .. والعجيب ان جامعاتنا لم تأخذ من الدول الأخرى الا التبرج والسفور للطالبات و قصات الشعر والبنطرون بتلك المواصفات للطالب وبدل ان نقلدهم في اختلاط وتنوع الافكار التي تشجع على مذاكره العلم وتطوير الثقافه قلدناهم بالاختلاط المحرم الذي نهانا عنه قادتنا العظام ..اقول قولي هذا واسأل الله ان يأخذ بأيدينا ويرجعنا قاده للامم كما كنا سابقا .
ثقافة الآخرين تنتشر وثقافتنا تنحسر
"الثقافة تصنع المعاجز" هكذا عنون احد المفكرين موضوعا, وبالفعل ان الثقافة تستطيع قلب الموازين وقد انتبه الكثير غيرنا لذلك فاخذوا يوجهون قنوات الثقافة لصالحهم ويبثون ما يريدون من أفكار لقد أذاع راديو إسرائيل في احد الأيام خبر مفاده ان الكتب التي وزعت داخل إسرائيل بلغت ما يقارب عشرة ملايين كتاب في سنه واحده وهذا طبعا مضافا الى برامج ثقافيه أخرى كالأفلام وغيرها وقد ذكر احد العلماء انه اخذ كتابا وعشرون روبية أي ما يعادل مثقال ذهب عندما كان طالبا في الكتاتيب في احدى المدن المقدسه بالعراق من رجلين احدهما يوزع الكتب والاخر المال لمن ياخذها يقول هذا العالم لما جئت بالكتب إلى البيت واريتها لمن معي اكتشفنا أنها كتب تبشير وقبل عده سنوات كتبت احدى المجلات : ان الاتحاد السوفييتي طبع ووزع في سنه واحده فقط واحد وعشرين مليار من الكتب وكانت نفوس العالم آنذاك أربع مليارات انظر ايها المسلم كيف يفكرون انظر كيف يقومون بنشر ثقافتهم فهل فعل المسلمون ذلك ؟
الانسان ينطلق في اعماله من ثقافته
لقد قال دستورنا " إقرء " فهل يصح لامه دستورها "اقرء" ترك القراءة ؟ القراءة احد مصاديق الثقافه والثقافه كما نعلم سمعيه ومرئية وغيرها اما إهمالنا فقد شمل الجميع لقد أحصت جريده تصدر في إحدى البلدان الإسلامية معدل المطالعة في بلدهم فوجدتها دقيقه واحده في كل سنه لكل فرد!! لا اريد الإطالة فبإمكان اي شخص مراجعة الإحصائيات او سؤال المحيطين به كالاصدقاء مثلا عن مطالعتهم وسوف يرى الحقيقة بنفسه . قال شيخ الائمه "العالم بامور زمانه لا تهجم عليه اللوابس" واللوابس جمع لابسه أي الأشياء المشتبهة التي تسبب له انحرافا وتحطما , فهل يكون الإنسان عالما بزمانه بدون ثقافة ؟ ان أي شخص إنما ينطلق في أعماله نتيجة لثقافته ان خيرا فخير وان شرا فشر فمن يذهب الى الملاهي ينطلق من ثقافته المنحرفة والذي يذهب إلى المسجد ينطلق من ثقافته .
مسؤولية الطالب الجامعي
والان لنسأل السؤال التالي : على من تقع مسؤولية تثقيف المجتمع ؟ والجواب هو على كل مثقف تقع تلك المسؤليه, العظيم محمد بن عبد الله يقول" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالثقافة مسؤولية المعلم والمدرس والعالم والدكتور والطبيب والطالب الجامعي و..الخ والذي يهمنا من هؤلاء هو الطالب الجامعي او الذي هو على ابواب الجامعه (وهو من كتبت له الكتاب) فهو أي الطالب مسؤول عن تثقيف من حوله بعد تثقيفه لنفسه سوف اترك الكلام عن تثقيف النفس باعتبار ان الذي اكتب له قد تجاوز هذه المرحله ..
الهدف من ذهاب الطالب للجامعه
ولكي يقوم الطالب بمسؤليته التثقيفيه لابد له من معرفه السبب في ذلك او بعباره اوضح لماذا يقوم الطالب الجامعي بنشر الثقافه الاسلاميه في الجامعه ؟ والجواب على ذلك اضافه الى ماتقدم نقول : ما هو الهدف من ذهاب الطالب للجامعه ؟
ذكر احد العلماء اهدافا لذلك لا هدفا واحدا ننقلها هنا املين ان تكون جوابا شافيا للسؤال الرئيسي
" الاول : الجامعه فرصه عظيمه للاستزاده من العلوم بمختلف اشكالها سواء كانت التخصصيه او غير التخصصيه فالتخصصيه يقضي الطالب اربع سنوات يكملها مع مناهجها بحثا وتنقيبا ويخرج بحصيله علميه لاباس بها ربما اهلته لامساك راس الخيط الذي انتهى لصنع عامل منه او باحث في مجال تخصصه هذا وانت خبير بما تجره تلك النتيجه من خير على ذلك الفرد دنيويا واخرويا فالخير الدنيوي من ناحيه تقدم مجتمعه وامته علميا وجعلها في مصاف المجتمعات والامم الراقيه والمتمدنه واخرويا من ناحيه فوز ذلك الفرد برضا الله سبحانه وتعالى ونيل الثواب الاخروي وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكرا وانثى "اما غير التخصصيه فيشكل فرضه للاطلاع على باقي العلوم الموجوده في الكتب والمصادر المتوفره في المكتبه المركزيه للجامعه او الكليه وهذه الاطلاعات مقيده لتخصصه من ناحيه ولحياته العامه الاجتماعيه من ناحيه اخرى حيث سيكتسب ثقافه عامه جيده تؤهله لخوض غمار المجتمع في جميع صفوفه والاختلاط معهم ومجالستهم وما لذلك من اثر في بناء شخصيته الاجتماعيه والاخلاقيه .
الثاني : الجامعه فرصه اولى في حياه الفرد للاختلاط بمجتمه واسع بمختلف الثقافات والاديان والمذاهب والطبقات الاجتماعيه والاقتصاديه والفكريه وهذه الفرصه قد لا تتكرر و(إضاعة الفرصة غصة) كما قال الامام علي "ع " لذا يجب على الفرد استغلال اوقات فراغه والاحتكاك بتلك الثقافات والاتجاهات المختلفه وان لا يسير بركبها على غير هدى بل عليه ان يحاورها محاوره المنتقي لخيرها والمعرض عن شرها وهذا لا يكون طبعا الا عندما متحصنا ضد الانحراف والتاثر السريعين أي ان عليه ان يكون على بينه وثبات بصحه معتقده اولا ومن ثم يندفع ويختلط بزملائه الطلبه بتلك المحاورات التي اشرنا اليها فيكون عندئذ قد اثر وتاثر وهذا فيه نفه للجميع بلا شك .
الثالث : الجامعه ميدان عمل واسع للطالب المؤمن بالله ليؤدي بها دورا كبيرا قد كلفه الله سبحانه وتعالى به كما كلفه بالصلاه والزكاه والحج ...الخ من التكاليف لما في الجامعه ومع الاسف الشديد من تعد واضح ومشين لحدود الله سبحانه وتعالى لذا فالجامعه من هذه الناحيه فرصه لذلك الطالب المؤمن ليحمل المعول الذي حمله ابراهيم الخليل "ع" وعلي بن ابي طالب "ع" ليكسر به اصنام الجاهليه .
الرابع : يصادف دخول الطالب الى الجامعه وهو في بدايه العام التاسع عشر من عمره وهذا يعني انه في السنتين الأخيرتين من فتره وزارته وعلى مشارف الدخول في فتره الرئاسه التي تستمر الى اخر عمره لذا فمصادفه الجامعه في تلك الفتره من حياته تصيرها ان تكون ظرفا يخلو به الطالب مع نفسه ليرى ما فرط من عمره في فترته الوزارية ويستعد ويراجع أخطاءه وإفرازات فتره المراهقة عليها ليتجاوزها ويتخلص من تبعاتها عليه الى اخر عمره وعليه ان لا تشغله الجامعة في تلك السن عن هذه المهمة الخطيرة في حياته بل يجب عليه العكس أي ان تكون الجامعه بحكم ما ذكرناه في النقاط السابقة عاملا مساعدا على تجاوز العقبات والأخطاء التي افرزتها المرحله السابقه من حياته وزيادة معلوماته وقوه تحمله وهذه كلها عوامل مساعده لنجاحه في مهمته الانتقاليه تلك " عزيزي الطالب ان نشر الثقافة الإسلامية او بتعبير أخر ترويج الإسلام من أهم جزئيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل هي في الجامعه أي نشر الثقافة الإسلامية الطريقة الأساسية التي يعتمد عليها الطالب وقد تكون الوحيدة للعمل الإسلامي , ثم ان الطالب بمجرد احتكاكه واختلاطه بزملائه الطلبه يكون قد نشر ثقافه معينه خصوصا اذا كان ذو شخصيه قويه بحيث يؤثر على الاخرين فمثلا اذا تحدث امام زملائه حول اغاني احد المطربين بإعجاب فبالتأكيد سيتأثر الآخرون ويسمعون تلك الأغنيات لتأثرهم بزميلهم وهكذا فكل إنسان مؤثر في الاخرين وناشر للثقافه الجيدة او الرديئة شاء ام أبى بل وحتى قليل الكلام اذا كان مؤثرا بمن حوله ستجد من يعمل بطريقته ويتأثر بسلوكه (وقد قالوا : صاحب اخا ثقه تحضى بصحبته – فالطبع مكتسب من كل مصحوب ) , فاذا كان الحال هذا لماذا إذن لا تكون الثقافة الإسلامية هي التي ننشرها وهي من الثقافات الجيدة بدون أدنى شك ولماذا لا نكون جنودا للرحمن بدل من ان نكون احجار شطرنج بيد الشيطان وأتباعه ؟
انكم طلبة جامعيون ومثقفون
ذكر احد الطلبه انه وزملاءة تحاوروا مع احد ركاب السياره التي تقلهم من محافظتهم الى بغداد ايام دراسته في الجامعة وكان الحوار حول احد الأمور التي شغلت الألسن في تلك الفترة, يقول: والكلام للطالب بعد نهايه الحوار قال لنا هذا الراكب الذي كان يختلف معنا في الرأي ويكبرنا سنا: الكلام معكم مميز وطريقتكم مهذبه في طرح المفاهيم والسبب في ذلك انكم طلبه جامعيون ومثقفون ..
نعم هكذا هو الجامعي باستطاعته ان كان مثقفا ان يحاور ويناقش و..الخ ويستطيع إقناع الآخرين برأيه حتى وان كان رأيه خاطئا وحتى لو لم يستطع إقناع الا خرين فبالتاكيد سوف يؤثر فيهم .
الكافر وكتاب الرياضيات للفقيه
وهناك الكثير من القصص التي جسد بطولاتها المثقفين من طلبه الجامعات اكتفي بذكر واحده منها: يقول احد الطلبه : كان معي ايام دراستي طالبا يقال بأنه لا يصلي بل ولا يؤمن بشيء حتى ان احد الطلبه من زملائنا نعته بالكفر ليس امامه طبعا وكانت تربطني بهذا الطالب الكافر كما يزعمون علاقه بسيطه لا تعدو الزماله المتعارفه بين الطلبه ولكني كنت دائما اتوسم فيه الخير لذا كنت افكر دائما في كيفيه هدايته وبعد هذا التفكير خطر ببالي ان هذا الطالب يحب العلم وبالخصوص المناهج الدراسيه كالرياضيات فقلت في نفسي ان العلم طريقه للهدايه وصادف في ذلك الوقت ان اطلعت على كتاب لا حد المفكرين المعاصرين الذي كان وفقه الله قد وظف في كتابه الرياضيات لصالح الدين واستفاد من الحسابات الرياضية في بعض المسائل الشرعيه وكان قد سمى كتابه ب" الرياضيات للفقيه" وفي احد الايام فتحت معه حوار بسيط وحذر بكلمات منتقاة ومحسوبات وكان من ضمن الأمور التي طرقتها في حديثي معه كتاب "الرياضيات للفقيه" فشاهدت من هذا الطالب تجاوب وبشكل كبير وراح يسألني عن الكتاب ومحتوياته وهكذا اخذت اتكلم له عنه وبعد انتهاء الحديث وافتراقنا جاء دور الخطوه الثانيه اذ قررت في داخل نفسي إهداءة نسخه من الكتاب حتى أضع حجر الأساس لهذا الطالب فاكون قد أكملت ما بدأته معه ,ولكن وللاسف الشديد لم احصل على نسخه من الكتاب في ذلك الوقت ..
ويكمل الطالب كلامه فيقول: صحيح اني حين أتذكر زميلي الذي لم يكن كافرا كما زعموا اتالم لعدم إكمالي الخطوة الثانية ولكني من ناحيه اخرى افرح لكوني وفقت في اختيار اليه الامر بالمعروف معه ..
كيف ننشر ثقافتنا في الجامعه
توجد الكثير من الايات والاحاديث الحاثه على العمل الاسلامي( قال تعالى: ]الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَ اللهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً[([1] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn1)).وقال سبحانه: ]ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[([2] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn2)).وقال عزوجل: ]ومن أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[([3] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn3)).هذه الآيات مكانها الهامش ) الذي تمثل الثقافة الإسلامية اقصد نشرها إحدى مصاديقه والتي حاولنا فيما مضى تعليل نشرها في الجامعة بقي علينا ان نعرف كيف نقوم بهذا العمل ولكي تكتمل الصورة لابد من معرفه القنوات المفتوحة في ألجامعه والتي نستطيع من خلالها بث ثقافتنا ..
وباستعراض بسيط لبعض التجارب الطلابية نجد ان من هذه القنوات :
1- السلوك الفردي : وهو اهم هذه القنوات اذ يمكن للطالب ان يكون وسيله لنشر الثقافه الاسلاميه باعتداله وسلوكه الحسن اضافه الى اجتهاده في دراسته. وليتذكر الطالب الجامعي العالم الكبير والاستاذ البارع الذي اسس اكبر جامعه علميه في العالم جعفر بن محمد الصادق وهو يوصي بعض الناس فيقول :
" أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن ألصحبه لمن صحبتموه وان تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا : يا بن رسول الله وكيف ندعو اليكم ونحن صموت ؟ قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانه وتامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطلع الناس منكم الا على خير فاذا رأوا ما انتم عليه علموا فضل ما عندنا فتسارعوا اليه "
2- لوحه الإعلانات : توجد في كل كليه لوحه او لوحات إعلانات وقد تسمى بالجدار الحر ويمكن لأي طالب تعليق كتاباته او مشاركاته عليها ..
3- الندوات : وتعقد في اغلب الكليات وقد تكون دينيه او غير دينيه ويمكن للطالب المشاركة الفعالة فيها بإلقاء كلمه او قصيده او..الخ
4- معارض الكتاب يستطيع الاتحاد او التجمع الطلابي بعد التنسيق مع أداره الجامعة دعوه إحدى المؤسسات الثقافية لأقامه معرض للكتاب داخل الكلية وسوف تكون هناك فرصه كبيره لجميع الطلبه والاساتذه للتزود بالكتب ..
5- النشرات والجرائد : يستطيع الطلبه اصدارها في نفس الكليه وقد تجلب من مكان اخر وتوزع على ألطلبه .
6- المنشورات والإصدارات : توزع باليد اذا كان الامر مهم جدا او تلسق على لوحه الاعلانات وتصدر من نفس الجامعه او الكليه وقد تجلب من مكان اخر .
7- الاقراص وتوزع على الطلبه مجانا او قد تباع في معرض الكتاب ..
8- اللافتات تكتب وتعلق في مناسبات عديدة كبداية العام الدراسي لاستقبال الطلبه الجدد او نهايه العام الدراسي لتوديع المتخرجين او في مناسبات اخرى..
ولكي نتمكن من اشباع هذه القنوات الابد من ملاحظه الاتي : بعد دخول الطالب للجامعه وتكيفه مع الوضع العام يبدأ بالبحث عن مروجي الإسلام فان وجدهم انظم إليهم وأضاف ورمم ما يجده محتاج لذلك وان لم يجدهم او اختلف الف بالمئة مع من يعمل فعندئذ له ان يتوجه للعمل الفردي او يفاتح زملائه الطلبة (المقربين) في تشكيل خليه للعمل الإسلامي وسوف يجد الكثير من المتحمسين الذين ينتظرون من يحركهم ( مع ملاحظه الحذر الشديد في اختيار الاشخاص وكيفيه مفاتحتهم وعدم اليأس اذا شاهد من يصده عن ذلك) فان لم يجد من يعمل صنع ممن حوله بفعل حركيتة ونشاطه طلبه رساليين يعاونوه في العمل وإلا اكتفى بالعمل الفردي كما قلنا .
العمل الإسلامي إما فردي أو جماعي
ولكي يكون الكلام أكثر وضوحا لابد من الالتفات الى ان العمل الإسلامي اما فردي او جماعي والجماعي تاره يكون منظما وأخرى غير منظم فالفردي وان كان له الكثير من الموارد الا انه قاصر عن إشباع القنوات المذكوره (قد توجد قنوات أخرى للعمل الإسلامي وقد تبتكر اخرى اما ما ذكرته فهو الذي حصلت من خلال استقرائي للتجارب الطلابية) فلا يستطيع الطالب بمفرده التنسيق مع إدارة الكلية فضلا عن إدارة ألجامعه لدعوه مؤسسه تقيم معرضا للكتاب داخل الحرم الجامعي ولا يستطيع الطالب بمفرده اصدار جريده او نشره او حتى منشور الا بعد عناء كبير جدا . وسوف يقتصر دوره وتأثيره على القريبين منه فقط وهم مهما كثروا يبقون قله بالنسبة الى بقيه ألطلبه ..
العمل الجماعي
اما العمل الجماعي فهو أفضل من الفردي لما فيه من روح التعاون والجماعة واقل ثمره من ثمراته ان الطالب سيتعرف على الكثير من زملائه في المراحل المتقدمة عليه وهذا يسهل عليه مطالعه محاضراته واضافه معلومات علميه كثيره عليها خصوصا وان الطالب الجديد في المرحلة الأولى يحتاج الى الكثير من الاشياء .
سوف تضيف هذه النتيجه للطالب بما لا يقبل الشك تفوقا دراسيا واجتماعيا يجذب الطلاب حوله مما يسهل عليه عمله في نشر مفاهيمه ومعتقداته.
والعمل الاسلامي هذا وكما قلنا اما يكون منظما او غير منظم اما الاخير ففيه نجاح ولكن الاول نجاحه اكثر .
ان الشخص المؤمن بمبدأ القيادة يختار العمل المنظم علما اننا لانفصد بالتنظيم أقامه حزب او تكتل سياسي بل ما ندعوا له هو تشكيل رابطه او تجمع طلابي ينشر الثقافة الاسلاميه ويساعد الطلبه خصوصا الجدد منهم و يكون اعضائه طلبه مؤمنين ملتزمين مثقفين ..
العمل غير المنظم
ان العمل غير المنظم لا يلتزم فيه بالكثير من الاشياء فانت تريد ان تعمل وصاحبك يريد ان يعمل والثالث كذلك ,..الخ والكل يجد ان عمله صحيح والوقت مناسب له مما يحدث تزاحما وتعميما للفوضى فتاتي النتائج عكسية تماما.
حينما نفتش في بعض الاعمال الإسلامية غير المنظمة نجد فيها الكثير من غير المنضبط وغير المطابق لواقع الحال وكذلك نجد العمل غير الموقت, ان مثل هذه الامور سوف تسيء كثيرا للاسلام وستسبب نفورا من الطلبه والناس اجمعين والا بربك ماذا يقدم للاسلام استدعاء جماعه لجلد الطلبه بحجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الم تاتي النتائج عكسيه؟ الم يخرج الطلبه بعد جلدهم ينادون " كلا كلا للقران " ؟ اهذا ما جاء به رسول الله ؟
فللقضاء على الفوضى التي تفسد العمل الإسلامي نلجأ إلى اقامه رابطه يرأسها احد الطلبة ممن له صوت مسموع أمام زملائه ويحمل ثقافة ودين واسعين لنسد الباب بوجه الإعمال العشوائية والمرتجلة .
وبهذه الطريقة أيضا يستطيع جميع الطلبة مشاوره بعضهم البعض وتوقيت إعمالهم وانتقائها انتقاءا صحيحا يخدم إخوانهم الطلبة .
القصه الاولى (العمل المنظم )
والقصة التالية مثالا على ما تقدم احضر احد الطلبة وهو عضو في إحدى الروابط من صديق له في كليه أخرى منشور وأراد تعليقه في لوحه الإعلانات ولكنه قبل ذلك مرره على رئيس الرابطة على عادتهم في العمل(المنظم) وبعد اطلاع رئيس الرابطة على المنشور وجد فيه كلمات ليس محلها الجامعة فنبه الطالب على ذلك ولم يجد المنشور مكانا له على لوحه الإعلانات يقول الطالب الذي جلب المنشور: ان ما فعله رئيس الرابطة كان عين الصواب فانا لم أقراء المنشور جيدا لثقتي بثقافة صاحبي الذي اعطانيه .
القصه الثانية (العمل الفوضوي)
ولنأخذ مثالا أخر ولكن مغايرا للأول وقد حدث في إحدى الكليات, اذ قام احد الطلبة ارتجالا بكتابه مقال ثم تعليقه في لوحه الإعلانات ( بدون مشورة الا لرئيس الاتحاد الذي لم يكن بذاك المستوى من الثقافة ) وكان قد تعرض في مقاله على احد الأساتذة بالتجريح والتهجم فاحدث هذا الأمر ضجة اخذ صداها يتسع بين الطلبة و الأساتذة مما حدا بعماده الكلية وأمام هذا السخف إلى معاقبه رئيس اتحاد الطلبة وفصل كاتب المقال الذي كان على أبواب التخرج من المرحلة الرابعة ولكن وبعد وساطات وإراقة لماء الوجه عفي عنه ولم يستفد أي طالب من المقال ولا مما حصل بعده .. نحن لا نريد ان تصدر من أي طالب حماقة بحجه الدفاع عن الإسلام تؤدي به إلى السير خلف أسوار الكلية ,نعم نحن مع الثقافة ونشرها ولكن لسنا مع ابتكار المشاكل لا مع الطلبة ولا مع الأساتذة .
المشوره لمن ؟
ولكي نتفادى مثل هذه الأمور لابد لنا من المشورة ولكن هل نشاور الجميع ؟أي هل نشاور حتى من يختلف معنا على مبدا العمل الإسلامي ؟ طبعا لا, نشاور فقط أعضاء (التنظيم) الرابطة او التجمع وغيرهم من المؤمنين بالعمل الإسلامي.فالمشورة طرد للاستبداد بالرأي.وقد وصف الله المؤمنين بقوله : "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " .وبالمشورة تكون الآراء سديدة واحتمال الصواب فيها أكثر والعمل لابد ان يكون بالآراء السديدة وإلا فالفوضى متربصة وتتحين الفرصة .
لقد قالوا ( ان الكذب المرتب احسن من الصدق غير المرتب ) ولسنا هنا في مقام الدفاع عن الكذب بإيراد هذا المثل فالكذب خراب الايمان كما في الحديث (عن الإمام الباقر " إن الكذب هو خراب الإيمان " الكافي ج2 ) ولكن ما اريد قوله هو ان الكذب وعلى قذارته وضعف صاحبه اذا كان مرتبا منظما سيكون له رواجا وقبولا بين الناس اما الصدق وعلى فضيلته اذا كان في غير محله ووقته وبلا تنظيم فستكون فيه مفسده كبيره (كما في قصه كتابه المقال أعلاه ) .
والى التنظيم مره اخرى
ولنرجع الى التنظيم, لقد قال الأمير "ونظموا أمركم" ونحن نجد آن كل شيء من حولنا منظما فالكواكب منظمه والطبيعه كذلك وجسم الانسان يخضع الى تنظيم معين ايضا فسبحان رب العزه والجلال خالق هذا النظام ( وهذا التنظيم الدقيق من الدلائل والبراهين على وجوده سبحانه وعلى قدرته كما يقول الكلاميين ) اما على المستوى البشري فالكل يعمل بالتنظيم بل بالتنظيم الموحد الا نحن المسلمين وتوجد الكثير من التنظيمات الموحده على الباطل كما قالوا:" اجتمعوا على باطلهم" فهل يعقل ان نعيش بجو مشحون بالتنظيمات بلا تنظيم او بتنظيمات متفرقه ومتناحره انه لمن الغباء ان نتفرق ونتبعثر ( فرادى او على شكل تنظيمات ضعيفه ) على حقنا .
وحتى لا نبتعد كثيرا ويفهم من الكلام امور غير مقصوده نعود الى العمل الطلابي ان واقع الجامعه يفرض على الطالب مظهرا مرتبا وشخصيه مرتبه و..الخ
فالتنظيم أساس الجامعة واغلب الأشياء فيها منظمة وهي ترفض بواقعها اللانظام فهل يصح للطالب ان يعيش العشوائية مع التنظيم والترتيب؟من هنا ندعو الى اقامه الروابط و التجمعات الموحدة قدر الإمكان التي تظم جميع الطلبة الإسلاميين مع الانفتاح على الجميع .
اهداف التجمعات والروابط الطلابيه
1- إشباع الجامعة وكلياتها بالثقافة عن طريق القنوات المفتوحة فيها , فتقع عليهم مثلا مسؤولية التنسيق مع اداره الكلية (العمادة) لاستضافه معرض الكتاب وتقع عليهم كذلك مسؤولية إصدار النشرات والجرائد ..الخ .
2- مساعده الطلبة وخصوصا الجدد منهم .وقد ورد في كتاب الكافي الشريف عن ابي جعفر (الباقر ) " عليه السلام " انه قال " اوحى الله عز وجل الى موسى " عليه السلام " أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة , فقال موسى : يا رب وما تلك الحسنه قال يمشي مع اخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت او لم تقض"
3- طرح البدائل المناسبة للطلبة فبدلا من السفرات البائسة ( التي لا نفع فيها والتي تكون في اغلب الأحيان بداية لانجراف الطلبة الى الانحراف ) نستعيض بزيارة احد العلماء او المفكرين او زيارة الأماكن المقدسة وبدل الحفل الغنائي الراقص نقيم حفلا يضم الكثير من البرامج كالشعر وفقره سؤال وجواب ومولد إسلامي يشارك فيه الطلبة ..الخ .
4- العمل على تفعيل ألمباحثه العلمية بين الطلبة فهي مهمة جدا وتعمل وترفع من مستوى الطالب الدراسي والاجتماعي . فمثلا يخصص أعضاء التجمع كل يومين في الأسبوع لتدريس ماده من المواد المنهجية ويتبنى التدريس احد الطلبة المتفوقين او طلبه المراحل المتقدمة وهذه فكره جيده جدا وسهله التنفيذ وذات نتائج باهرة .
5- أقامه مسابقات دوريه للطلبة مع توزيع هدايا للفائزين .
6- تبني اقامه فرق رياضيه لكره القدم مثلا ..
7- مقاطعه الحفلات الغنائية التي تقام في الكليات (بعدم الحضور فيها وعدم دفع التبرعات وتثقيف الطلبة بالثقافة المغايرة لها وكل ذلك يتم بالحسنى ولا يكلف الله نفسا الا وسعها .وتذكروا جيدا ان على المرء ان يسعى وليس عليه ان يكون موفقا) وانه لمن السخف ان يستغل مكان طلب العلم للرقص والغناء فلا تبقى أي هيبة للعلم الذي دخل الطلب الكلية لأجل تحصيله . ( وأقول مقاطعه الحفل لا مقاطعه الطلبة الذين يحضرون للحفل ولا أقول خلق المشاكل مع من يقيم حفل غنائي . فلا اكراه في الدين و لسنا وهابيه سلفيين )
صفات الطلبه الرساليين
1- حسن الخلق : قال صاحب كتاب أخلاق أهل البيت في تعريفه لحسن الخلق " هو حاله نفسيه تبعث على حسن معاشره الناس ومجاملتهم بالبشاشة وطيب القول ولطف المدارة .." نعم فحسن الخلق لابد منه في المؤمن بصوره عامه وفي الطالب الجامعي(الرسالي) بصوره خاصة فالبشاشة والابتسامة البسيطة عند لقاء ألطلبه وحب الجميع بغض النظر عن توجهاتهم كلها أمور تجذب الطلبة وتلفت أنظارهم الى دينهم ومدى قوته وتأثيره في النفوس .
2- إيمان ألطلبه العاملين في التيار الإسلامي بما يعملون مع جديتهم في العمل :وهنا أرى من المناسب ان اذكر ما شاهدته في مقر إحدى التجمعات الطلابية الإسلامية مع شديد الاسف ,اذ أقام احد التجمعات الطلابية في بغداد احتفاليه بذكرى تأسيسه وكنا قد دعينا إلى ذلك الحفل الذي اقيم في قاعه جامعه .. فاعددنا وفدا طلابيا وذهبنا وقد حظر الحفل الذي كان على مستوى عال من التنظيم بعض الشخصيات البرلمانية الفعالة , وبعد ايام دعينا مره اخرى ولكن هذه المرة الى مقر التجمع الطلابي الذي اعد الحفل المتقدم الذكر فاعددنا وفدا اخر وذهبنا, وكانت الدعوه لمناقشه الحفل الذي أقيم قبل أيام , وبعد شروعنا بالنقاش مع كوادر التجمع ورئيسه لاحظت مايلي : 1- ظاهر بعض الكوادر لايدل على التدين إطلاقا.(يجب على اعضاء التجمع ان يكونوا على مستوى من التدين والثقافة وحسن الخلق وكذلك يجب عليهم الحذر من ادخال الطلبة غير المتدينين بينهم فقد شاهدنا الكثير ممن انتحل التدين والخشوع وهو يتقرب للطالبات ويقيم العلاقات المشبوهة تحت رايه الدين راجع الاستفتاء في نهايه الكتاب ) 2- عدم ايمان بعض الكوادر بما يقومون به من اعمال حتى ان بعضهم يستهزئ بمن يتكلم ويناقش و..الخ . يا ترى ما هي الآلية التي تم بموجبها اختيار هذه الحفنة من الفاشلين ليكونوا قاده للعمل الإسلامي؟ وكيف تدفع لهم هذه المبالغ الضخمة فيتصرفوا بها فيقيموا احتفاليات بهذا المستوى؟ .
3- الذكاء والفراسة : لابد من توفر الذكاء والفراسة في الإسلاميين الحركيين فبالذكاء يعرف الطالب الرسالي متى يعمل ( ومسألة توقيت العمل من المسائل المهمة التي يجب الانتباه إليها فمثلا يُجمد العمل الإسلامي قبل الامتحانات في الفترة المعروفة عند الطلبة بفترة المراجعة لان الطالب في هذه الأيام لا يستقبل إلا امور الدراسة فقط وهذا امر يعرفه جميع الطلبه لذا يجب ان يكون الطالب ذكيا في اختيار وقت العمل ) وبالفراسه يعرف لمن يوصل صوته ومفاهيمه .
4- سعه الصدر : وهي من الأمور المهمة التي يجب توفرها في الإسلاميين حتى يستطيعوا تحمل الآخرين الذين يرفضونهم او يحاربونهم في فتره من الفترات .قال تعالى في كتابه العزيز "فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ال عمران159
5- الثقافة العالية : وخصوصا في رواد العمل او قل إسلاميي الخط الأول وإنما قام هذا الكتاب على أساس الحث والتشجيع على نشر الثقافة فكيف يستطيع من لا ثقافة له نشر الثقافة أليس من المفروض ان يثقف نفسه اولا قبل ان يذهب للاخرين .والمطلوب هنا ليس الثقافه فقط وإنما الثقافة العالية التي تشكل الثقافة الدينية جزء كبير منها ( تجب بعض المسائل الدينيه على كل مكلف وقد حددها العلماء في كتب الفقه ). وقد اجاد من قال:
يا ايها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كــــان ذا التعليـــم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وانت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... ابدا وانت من الرشاد عديم
فابدا بنفسك فانهها عن غيها ... فاذا انتهت عنـه فانت حكيـم
فهناك يقبل ما تقول ويهتدي ... بالقول منك وينفـــع التعليـم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك اذا فعلـــت عظيـم
6- نبذ الانانيه : من ايجابيات العمل الاسلامي الجماعي انه يذيب الانانيه الفرديه ويجعل افراد التنظيم(التجمع الطلابي) يعملون كشخص واحد متحدين و أقوياء فإذا دب داخل افراد الجسد الواحد الاستبداد بالراي والانانيه حلت بدايه النهايه للعمل الاسلامي وأخذت هذه آلافه تنخر في الجسد الواحد حتى ينتهي .
7- الانفتاح والتسامح والابتعاد عن التعصب و التحجر : على كل الطلبة الذين ينوون العمل الإسلامي في الجامعه النظر الى جميع اخوانهم بنظره الحب والتسامح لانظره الكره والتعصب فالجامعة متنوعة الأفكار والاتجاهات ومن لم يكن مستعدا لتقبل التنوع فليترك العمل الإسلامي وينعزل بدل من ان يصب عقده النفسيه في قالب اسلامي ويظهر مزاجيتة على انها رؤى إسلاميه فيسبب نفور الطلبه من دينهم المتسامح وما اكثر من نفر منهم بسبب ذلك . قال تعالى " ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم " فاذا كان الله لا يمنع عباده المسرفين من رحمته فمن يكون الطالب المتعصب حتى يؤيس عباد الله من رحمته سبحانه .لينظر الجميع في كلام بن ابي طالب "ع" وهو يوصي ولده الحسن "ع" وليسألوا أنفسهم هل هم افهم في دين محمد"ص" من علي"ع"؟ لاحظ ماذا يقول سلام الله عليه :" أي بني لا تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير وكم من مقبل على عمله مفسد في اخر عمره صائر الى النار نعوذ بالله منها أي بني كم من عاص نجا وكم من عامل هوى "
كتب تفيد الطالب الجامعي
هذه بعض الكتب المهمه التي لاغنى لأي طالب جامعي عنها :
1- رساله عمليه لمرجع التقليد وانصح الجميع وقبل قراءه أي رسالة عمليه مطالعه كتاب "الفتاوى الميسرة" للسيد السيستاني فهذا الكتاب مهم جدا واراه مدخلا للرسائل العمليه ..
2- كتاب "بداية المعرفة" للشيخ حسن مكي العاملي وهو كتاب في اصول الدين التي ينبغي لكل شخص ان يعتقد بها ولا يقلد فيها احد . وكذلك يطالع كتاب "حقائق عن الشيعة" للسيد صادق الشيرازي .
3- كتاب"فقه الجامعات" للشيخ محمد موسى اليعقوبي وهو كتاب مهم ومفيد للطلبة .
4- كتاب "دنيا الشباب" وكتاب "دنيا المرأه" للسيد محمد حسين فضل الله .
وهذه الكتب ضرورية جدا على الطالب فهم وحفظ مطالبها جيدا بحيث تكون اغلب المطالب حاضره عنده في كل وقت. اما غيرها من الكتب فهي ايضا مهمه ويبقى الطالب ونشاطه ومطالعاته .. وفق الله جميع الطلبه لكل خير وسهل وذلل الله لهم كل الصعوبات انه بعباده رؤوف رحيم .
مصادر الكتاب
القران الكريم وأحاديث المعصومين
فقه الجامعات للشيخ محمد اليعقوبي
السبيل الى إنهاض المسلمين للسيد محمد مهدي الشيرازي
[/URL]([1]) سورة الأحزاب: 39.
(http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftnref1)([2]) سورة النحل: 125.
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftnref3"]([3]) سورة فصلت: 33.
بقلم سرمد فاضل المهندس
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد واله الطاهرين ..
لا يخفى على المتابع للمسيرة الطلابية ما لهذه الشريحة المهمة من قوة تأثير في الواقع حتى ان تركيز الإعلام على ما يحدث في الجامعات أصبح ملفتا للنظر وخصوصا إذا أوحي أليه بشن حمله موجهه على إحدى الأنظمة الحاكمة وليس لهذا التركيز الا تفسير واحد وهو اهميه هذه الطبقة وقوتها ..
ولا يخفى على المتابعين أيضا أهميه تحييد الجامعات حتى لا تكون مسيسة إلى جهة معينه فيجتث التنوع الكبير الموجود فيها وتصبح ذات فكر واحد ربما يكون خاطئا كما حدث قبل فتره من الزمن في العراق .
الكل يعرف ان للجامعة أهميه كبيره في حياه الطالب فهي مركز لانطلاقه لقياده المجتمع إذ يستطيع الطالب ان ينمي الكثير من قابلياته في ألجامعه ويستطيع ان يدرب نفسه على تحمل المسؤولية في المستقبل لذا لابد للطالب الجامعي ان يكون شاعرا بمدى خطورة هذه السنوات التي يقضيها في الجامعه فلا يستنزف كل طاقاته في الدرس والعزلة فقط بحيث يصبح صندوقا لإدخال وإخراج المعلومات بدون معالجه بل يلزمه الى جانب الدراسه التعلم والاحتكاك بالطلبه فالانسان اجتماعي بالطبع كما يقول افلاطون.
اننا لنشعر بالأسى حين ننظر الى التخلف الحاصل لجامعاتنا التي اصبح النجاح وارضاء الاستاذ فيها غايه الطالب فبدل الفهم وتحليل المعلومة ومناقشة النظريات العلمية واختراع الاشياء المفيدة (كما يفعل الطلبة في الدول المتقدمة ) اصبحت درجه النجاح هي المهمه وباي طريقه حتى بات المختبر بأجهزته القديمة مهمشا بشكل كبير حتى في الدرجة التي تحتسب له فوصلت الحاله بان يعطى للطالب 10%او 15% من الدرجه الكليه على الجهد العملي المختبري في بعض الكليات ..لقد لمست من بعض الطلبة في ايام دراستي عبقرية كبيره في المادة العملية وصلت الى ان يستعين الاساتذه بهم لاصلاح وبرمجه أجهزه العصور الوسطى التي يمتلكونها في مختبراتهم ولكن هؤلاء الطلبه وعلى الرغم من ذلك يعانون الإهمال بل أكثر من ذلك اصبح بعضهم يمكث في المرحله الواحده اكثر من عام فلماذا ولمصلحه من تهدر هذه الثروه العلميه الكبيره ؟
اعرف ان صوتي غير مسموع ولكن عسى ان يصل مااكتب الى اصحاب القرار فيرقوا على الجيل ويذهبوا لزياره دوله اليابان مثلا ويشاهدوا الجامعات هناك ويروا التقدم الحاصل.
ان الدموع تنهال منا بغزاره حينما نجد "عاملا ماهرا" من دوله متقدمه او شبه متقدمه وهو يدرب مهندس عراقي قضى اربع سنوات من عمره في دراسه مصادر بائسه ومختبرات لا تصلح حتى ل " النياندرتال " .. والعجيب ان جامعاتنا لم تأخذ من الدول الأخرى الا التبرج والسفور للطالبات و قصات الشعر والبنطرون بتلك المواصفات للطالب وبدل ان نقلدهم في اختلاط وتنوع الافكار التي تشجع على مذاكره العلم وتطوير الثقافه قلدناهم بالاختلاط المحرم الذي نهانا عنه قادتنا العظام ..اقول قولي هذا واسأل الله ان يأخذ بأيدينا ويرجعنا قاده للامم كما كنا سابقا .
ثقافة الآخرين تنتشر وثقافتنا تنحسر
"الثقافة تصنع المعاجز" هكذا عنون احد المفكرين موضوعا, وبالفعل ان الثقافة تستطيع قلب الموازين وقد انتبه الكثير غيرنا لذلك فاخذوا يوجهون قنوات الثقافة لصالحهم ويبثون ما يريدون من أفكار لقد أذاع راديو إسرائيل في احد الأيام خبر مفاده ان الكتب التي وزعت داخل إسرائيل بلغت ما يقارب عشرة ملايين كتاب في سنه واحده وهذا طبعا مضافا الى برامج ثقافيه أخرى كالأفلام وغيرها وقد ذكر احد العلماء انه اخذ كتابا وعشرون روبية أي ما يعادل مثقال ذهب عندما كان طالبا في الكتاتيب في احدى المدن المقدسه بالعراق من رجلين احدهما يوزع الكتب والاخر المال لمن ياخذها يقول هذا العالم لما جئت بالكتب إلى البيت واريتها لمن معي اكتشفنا أنها كتب تبشير وقبل عده سنوات كتبت احدى المجلات : ان الاتحاد السوفييتي طبع ووزع في سنه واحده فقط واحد وعشرين مليار من الكتب وكانت نفوس العالم آنذاك أربع مليارات انظر ايها المسلم كيف يفكرون انظر كيف يقومون بنشر ثقافتهم فهل فعل المسلمون ذلك ؟
الانسان ينطلق في اعماله من ثقافته
لقد قال دستورنا " إقرء " فهل يصح لامه دستورها "اقرء" ترك القراءة ؟ القراءة احد مصاديق الثقافه والثقافه كما نعلم سمعيه ومرئية وغيرها اما إهمالنا فقد شمل الجميع لقد أحصت جريده تصدر في إحدى البلدان الإسلامية معدل المطالعة في بلدهم فوجدتها دقيقه واحده في كل سنه لكل فرد!! لا اريد الإطالة فبإمكان اي شخص مراجعة الإحصائيات او سؤال المحيطين به كالاصدقاء مثلا عن مطالعتهم وسوف يرى الحقيقة بنفسه . قال شيخ الائمه "العالم بامور زمانه لا تهجم عليه اللوابس" واللوابس جمع لابسه أي الأشياء المشتبهة التي تسبب له انحرافا وتحطما , فهل يكون الإنسان عالما بزمانه بدون ثقافة ؟ ان أي شخص إنما ينطلق في أعماله نتيجة لثقافته ان خيرا فخير وان شرا فشر فمن يذهب الى الملاهي ينطلق من ثقافته المنحرفة والذي يذهب إلى المسجد ينطلق من ثقافته .
مسؤولية الطالب الجامعي
والان لنسأل السؤال التالي : على من تقع مسؤولية تثقيف المجتمع ؟ والجواب هو على كل مثقف تقع تلك المسؤليه, العظيم محمد بن عبد الله يقول" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالثقافة مسؤولية المعلم والمدرس والعالم والدكتور والطبيب والطالب الجامعي و..الخ والذي يهمنا من هؤلاء هو الطالب الجامعي او الذي هو على ابواب الجامعه (وهو من كتبت له الكتاب) فهو أي الطالب مسؤول عن تثقيف من حوله بعد تثقيفه لنفسه سوف اترك الكلام عن تثقيف النفس باعتبار ان الذي اكتب له قد تجاوز هذه المرحله ..
الهدف من ذهاب الطالب للجامعه
ولكي يقوم الطالب بمسؤليته التثقيفيه لابد له من معرفه السبب في ذلك او بعباره اوضح لماذا يقوم الطالب الجامعي بنشر الثقافه الاسلاميه في الجامعه ؟ والجواب على ذلك اضافه الى ماتقدم نقول : ما هو الهدف من ذهاب الطالب للجامعه ؟
ذكر احد العلماء اهدافا لذلك لا هدفا واحدا ننقلها هنا املين ان تكون جوابا شافيا للسؤال الرئيسي
" الاول : الجامعه فرصه عظيمه للاستزاده من العلوم بمختلف اشكالها سواء كانت التخصصيه او غير التخصصيه فالتخصصيه يقضي الطالب اربع سنوات يكملها مع مناهجها بحثا وتنقيبا ويخرج بحصيله علميه لاباس بها ربما اهلته لامساك راس الخيط الذي انتهى لصنع عامل منه او باحث في مجال تخصصه هذا وانت خبير بما تجره تلك النتيجه من خير على ذلك الفرد دنيويا واخرويا فالخير الدنيوي من ناحيه تقدم مجتمعه وامته علميا وجعلها في مصاف المجتمعات والامم الراقيه والمتمدنه واخرويا من ناحيه فوز ذلك الفرد برضا الله سبحانه وتعالى ونيل الثواب الاخروي وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكرا وانثى "اما غير التخصصيه فيشكل فرضه للاطلاع على باقي العلوم الموجوده في الكتب والمصادر المتوفره في المكتبه المركزيه للجامعه او الكليه وهذه الاطلاعات مقيده لتخصصه من ناحيه ولحياته العامه الاجتماعيه من ناحيه اخرى حيث سيكتسب ثقافه عامه جيده تؤهله لخوض غمار المجتمع في جميع صفوفه والاختلاط معهم ومجالستهم وما لذلك من اثر في بناء شخصيته الاجتماعيه والاخلاقيه .
الثاني : الجامعه فرصه اولى في حياه الفرد للاختلاط بمجتمه واسع بمختلف الثقافات والاديان والمذاهب والطبقات الاجتماعيه والاقتصاديه والفكريه وهذه الفرصه قد لا تتكرر و(إضاعة الفرصة غصة) كما قال الامام علي "ع " لذا يجب على الفرد استغلال اوقات فراغه والاحتكاك بتلك الثقافات والاتجاهات المختلفه وان لا يسير بركبها على غير هدى بل عليه ان يحاورها محاوره المنتقي لخيرها والمعرض عن شرها وهذا لا يكون طبعا الا عندما متحصنا ضد الانحراف والتاثر السريعين أي ان عليه ان يكون على بينه وثبات بصحه معتقده اولا ومن ثم يندفع ويختلط بزملائه الطلبه بتلك المحاورات التي اشرنا اليها فيكون عندئذ قد اثر وتاثر وهذا فيه نفه للجميع بلا شك .
الثالث : الجامعه ميدان عمل واسع للطالب المؤمن بالله ليؤدي بها دورا كبيرا قد كلفه الله سبحانه وتعالى به كما كلفه بالصلاه والزكاه والحج ...الخ من التكاليف لما في الجامعه ومع الاسف الشديد من تعد واضح ومشين لحدود الله سبحانه وتعالى لذا فالجامعه من هذه الناحيه فرصه لذلك الطالب المؤمن ليحمل المعول الذي حمله ابراهيم الخليل "ع" وعلي بن ابي طالب "ع" ليكسر به اصنام الجاهليه .
الرابع : يصادف دخول الطالب الى الجامعه وهو في بدايه العام التاسع عشر من عمره وهذا يعني انه في السنتين الأخيرتين من فتره وزارته وعلى مشارف الدخول في فتره الرئاسه التي تستمر الى اخر عمره لذا فمصادفه الجامعه في تلك الفتره من حياته تصيرها ان تكون ظرفا يخلو به الطالب مع نفسه ليرى ما فرط من عمره في فترته الوزارية ويستعد ويراجع أخطاءه وإفرازات فتره المراهقة عليها ليتجاوزها ويتخلص من تبعاتها عليه الى اخر عمره وعليه ان لا تشغله الجامعة في تلك السن عن هذه المهمة الخطيرة في حياته بل يجب عليه العكس أي ان تكون الجامعه بحكم ما ذكرناه في النقاط السابقة عاملا مساعدا على تجاوز العقبات والأخطاء التي افرزتها المرحله السابقه من حياته وزيادة معلوماته وقوه تحمله وهذه كلها عوامل مساعده لنجاحه في مهمته الانتقاليه تلك " عزيزي الطالب ان نشر الثقافة الإسلامية او بتعبير أخر ترويج الإسلام من أهم جزئيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل هي في الجامعه أي نشر الثقافة الإسلامية الطريقة الأساسية التي يعتمد عليها الطالب وقد تكون الوحيدة للعمل الإسلامي , ثم ان الطالب بمجرد احتكاكه واختلاطه بزملائه الطلبه يكون قد نشر ثقافه معينه خصوصا اذا كان ذو شخصيه قويه بحيث يؤثر على الاخرين فمثلا اذا تحدث امام زملائه حول اغاني احد المطربين بإعجاب فبالتأكيد سيتأثر الآخرون ويسمعون تلك الأغنيات لتأثرهم بزميلهم وهكذا فكل إنسان مؤثر في الاخرين وناشر للثقافه الجيدة او الرديئة شاء ام أبى بل وحتى قليل الكلام اذا كان مؤثرا بمن حوله ستجد من يعمل بطريقته ويتأثر بسلوكه (وقد قالوا : صاحب اخا ثقه تحضى بصحبته – فالطبع مكتسب من كل مصحوب ) , فاذا كان الحال هذا لماذا إذن لا تكون الثقافة الإسلامية هي التي ننشرها وهي من الثقافات الجيدة بدون أدنى شك ولماذا لا نكون جنودا للرحمن بدل من ان نكون احجار شطرنج بيد الشيطان وأتباعه ؟
انكم طلبة جامعيون ومثقفون
ذكر احد الطلبه انه وزملاءة تحاوروا مع احد ركاب السياره التي تقلهم من محافظتهم الى بغداد ايام دراسته في الجامعة وكان الحوار حول احد الأمور التي شغلت الألسن في تلك الفترة, يقول: والكلام للطالب بعد نهايه الحوار قال لنا هذا الراكب الذي كان يختلف معنا في الرأي ويكبرنا سنا: الكلام معكم مميز وطريقتكم مهذبه في طرح المفاهيم والسبب في ذلك انكم طلبه جامعيون ومثقفون ..
نعم هكذا هو الجامعي باستطاعته ان كان مثقفا ان يحاور ويناقش و..الخ ويستطيع إقناع الآخرين برأيه حتى وان كان رأيه خاطئا وحتى لو لم يستطع إقناع الا خرين فبالتاكيد سوف يؤثر فيهم .
الكافر وكتاب الرياضيات للفقيه
وهناك الكثير من القصص التي جسد بطولاتها المثقفين من طلبه الجامعات اكتفي بذكر واحده منها: يقول احد الطلبه : كان معي ايام دراستي طالبا يقال بأنه لا يصلي بل ولا يؤمن بشيء حتى ان احد الطلبه من زملائنا نعته بالكفر ليس امامه طبعا وكانت تربطني بهذا الطالب الكافر كما يزعمون علاقه بسيطه لا تعدو الزماله المتعارفه بين الطلبه ولكني كنت دائما اتوسم فيه الخير لذا كنت افكر دائما في كيفيه هدايته وبعد هذا التفكير خطر ببالي ان هذا الطالب يحب العلم وبالخصوص المناهج الدراسيه كالرياضيات فقلت في نفسي ان العلم طريقه للهدايه وصادف في ذلك الوقت ان اطلعت على كتاب لا حد المفكرين المعاصرين الذي كان وفقه الله قد وظف في كتابه الرياضيات لصالح الدين واستفاد من الحسابات الرياضية في بعض المسائل الشرعيه وكان قد سمى كتابه ب" الرياضيات للفقيه" وفي احد الايام فتحت معه حوار بسيط وحذر بكلمات منتقاة ومحسوبات وكان من ضمن الأمور التي طرقتها في حديثي معه كتاب "الرياضيات للفقيه" فشاهدت من هذا الطالب تجاوب وبشكل كبير وراح يسألني عن الكتاب ومحتوياته وهكذا اخذت اتكلم له عنه وبعد انتهاء الحديث وافتراقنا جاء دور الخطوه الثانيه اذ قررت في داخل نفسي إهداءة نسخه من الكتاب حتى أضع حجر الأساس لهذا الطالب فاكون قد أكملت ما بدأته معه ,ولكن وللاسف الشديد لم احصل على نسخه من الكتاب في ذلك الوقت ..
ويكمل الطالب كلامه فيقول: صحيح اني حين أتذكر زميلي الذي لم يكن كافرا كما زعموا اتالم لعدم إكمالي الخطوة الثانية ولكني من ناحيه اخرى افرح لكوني وفقت في اختيار اليه الامر بالمعروف معه ..
كيف ننشر ثقافتنا في الجامعه
توجد الكثير من الايات والاحاديث الحاثه على العمل الاسلامي( قال تعالى: ]الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَ اللهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً[([1] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn1)).وقال سبحانه: ]ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[([2] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn2)).وقال عزوجل: ]ومن أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[([3] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftn3)).هذه الآيات مكانها الهامش ) الذي تمثل الثقافة الإسلامية اقصد نشرها إحدى مصاديقه والتي حاولنا فيما مضى تعليل نشرها في الجامعة بقي علينا ان نعرف كيف نقوم بهذا العمل ولكي تكتمل الصورة لابد من معرفه القنوات المفتوحة في ألجامعه والتي نستطيع من خلالها بث ثقافتنا ..
وباستعراض بسيط لبعض التجارب الطلابية نجد ان من هذه القنوات :
1- السلوك الفردي : وهو اهم هذه القنوات اذ يمكن للطالب ان يكون وسيله لنشر الثقافه الاسلاميه باعتداله وسلوكه الحسن اضافه الى اجتهاده في دراسته. وليتذكر الطالب الجامعي العالم الكبير والاستاذ البارع الذي اسس اكبر جامعه علميه في العالم جعفر بن محمد الصادق وهو يوصي بعض الناس فيقول :
" أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن ألصحبه لمن صحبتموه وان تكونوا لنا دعاة صامتين فقالوا : يا بن رسول الله وكيف ندعو اليكم ونحن صموت ؟ قال تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانه وتامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطلع الناس منكم الا على خير فاذا رأوا ما انتم عليه علموا فضل ما عندنا فتسارعوا اليه "
2- لوحه الإعلانات : توجد في كل كليه لوحه او لوحات إعلانات وقد تسمى بالجدار الحر ويمكن لأي طالب تعليق كتاباته او مشاركاته عليها ..
3- الندوات : وتعقد في اغلب الكليات وقد تكون دينيه او غير دينيه ويمكن للطالب المشاركة الفعالة فيها بإلقاء كلمه او قصيده او..الخ
4- معارض الكتاب يستطيع الاتحاد او التجمع الطلابي بعد التنسيق مع أداره الجامعة دعوه إحدى المؤسسات الثقافية لأقامه معرض للكتاب داخل الكلية وسوف تكون هناك فرصه كبيره لجميع الطلبه والاساتذه للتزود بالكتب ..
5- النشرات والجرائد : يستطيع الطلبه اصدارها في نفس الكليه وقد تجلب من مكان اخر وتوزع على ألطلبه .
6- المنشورات والإصدارات : توزع باليد اذا كان الامر مهم جدا او تلسق على لوحه الاعلانات وتصدر من نفس الجامعه او الكليه وقد تجلب من مكان اخر .
7- الاقراص وتوزع على الطلبه مجانا او قد تباع في معرض الكتاب ..
8- اللافتات تكتب وتعلق في مناسبات عديدة كبداية العام الدراسي لاستقبال الطلبه الجدد او نهايه العام الدراسي لتوديع المتخرجين او في مناسبات اخرى..
ولكي نتمكن من اشباع هذه القنوات الابد من ملاحظه الاتي : بعد دخول الطالب للجامعه وتكيفه مع الوضع العام يبدأ بالبحث عن مروجي الإسلام فان وجدهم انظم إليهم وأضاف ورمم ما يجده محتاج لذلك وان لم يجدهم او اختلف الف بالمئة مع من يعمل فعندئذ له ان يتوجه للعمل الفردي او يفاتح زملائه الطلبة (المقربين) في تشكيل خليه للعمل الإسلامي وسوف يجد الكثير من المتحمسين الذين ينتظرون من يحركهم ( مع ملاحظه الحذر الشديد في اختيار الاشخاص وكيفيه مفاتحتهم وعدم اليأس اذا شاهد من يصده عن ذلك) فان لم يجد من يعمل صنع ممن حوله بفعل حركيتة ونشاطه طلبه رساليين يعاونوه في العمل وإلا اكتفى بالعمل الفردي كما قلنا .
العمل الإسلامي إما فردي أو جماعي
ولكي يكون الكلام أكثر وضوحا لابد من الالتفات الى ان العمل الإسلامي اما فردي او جماعي والجماعي تاره يكون منظما وأخرى غير منظم فالفردي وان كان له الكثير من الموارد الا انه قاصر عن إشباع القنوات المذكوره (قد توجد قنوات أخرى للعمل الإسلامي وقد تبتكر اخرى اما ما ذكرته فهو الذي حصلت من خلال استقرائي للتجارب الطلابية) فلا يستطيع الطالب بمفرده التنسيق مع إدارة الكلية فضلا عن إدارة ألجامعه لدعوه مؤسسه تقيم معرضا للكتاب داخل الحرم الجامعي ولا يستطيع الطالب بمفرده اصدار جريده او نشره او حتى منشور الا بعد عناء كبير جدا . وسوف يقتصر دوره وتأثيره على القريبين منه فقط وهم مهما كثروا يبقون قله بالنسبة الى بقيه ألطلبه ..
العمل الجماعي
اما العمل الجماعي فهو أفضل من الفردي لما فيه من روح التعاون والجماعة واقل ثمره من ثمراته ان الطالب سيتعرف على الكثير من زملائه في المراحل المتقدمة عليه وهذا يسهل عليه مطالعه محاضراته واضافه معلومات علميه كثيره عليها خصوصا وان الطالب الجديد في المرحلة الأولى يحتاج الى الكثير من الاشياء .
سوف تضيف هذه النتيجه للطالب بما لا يقبل الشك تفوقا دراسيا واجتماعيا يجذب الطلاب حوله مما يسهل عليه عمله في نشر مفاهيمه ومعتقداته.
والعمل الاسلامي هذا وكما قلنا اما يكون منظما او غير منظم اما الاخير ففيه نجاح ولكن الاول نجاحه اكثر .
ان الشخص المؤمن بمبدأ القيادة يختار العمل المنظم علما اننا لانفصد بالتنظيم أقامه حزب او تكتل سياسي بل ما ندعوا له هو تشكيل رابطه او تجمع طلابي ينشر الثقافة الاسلاميه ويساعد الطلبه خصوصا الجدد منهم و يكون اعضائه طلبه مؤمنين ملتزمين مثقفين ..
العمل غير المنظم
ان العمل غير المنظم لا يلتزم فيه بالكثير من الاشياء فانت تريد ان تعمل وصاحبك يريد ان يعمل والثالث كذلك ,..الخ والكل يجد ان عمله صحيح والوقت مناسب له مما يحدث تزاحما وتعميما للفوضى فتاتي النتائج عكسية تماما.
حينما نفتش في بعض الاعمال الإسلامية غير المنظمة نجد فيها الكثير من غير المنضبط وغير المطابق لواقع الحال وكذلك نجد العمل غير الموقت, ان مثل هذه الامور سوف تسيء كثيرا للاسلام وستسبب نفورا من الطلبه والناس اجمعين والا بربك ماذا يقدم للاسلام استدعاء جماعه لجلد الطلبه بحجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الم تاتي النتائج عكسيه؟ الم يخرج الطلبه بعد جلدهم ينادون " كلا كلا للقران " ؟ اهذا ما جاء به رسول الله ؟
فللقضاء على الفوضى التي تفسد العمل الإسلامي نلجأ إلى اقامه رابطه يرأسها احد الطلبة ممن له صوت مسموع أمام زملائه ويحمل ثقافة ودين واسعين لنسد الباب بوجه الإعمال العشوائية والمرتجلة .
وبهذه الطريقة أيضا يستطيع جميع الطلبة مشاوره بعضهم البعض وتوقيت إعمالهم وانتقائها انتقاءا صحيحا يخدم إخوانهم الطلبة .
القصه الاولى (العمل المنظم )
والقصة التالية مثالا على ما تقدم احضر احد الطلبة وهو عضو في إحدى الروابط من صديق له في كليه أخرى منشور وأراد تعليقه في لوحه الإعلانات ولكنه قبل ذلك مرره على رئيس الرابطة على عادتهم في العمل(المنظم) وبعد اطلاع رئيس الرابطة على المنشور وجد فيه كلمات ليس محلها الجامعة فنبه الطالب على ذلك ولم يجد المنشور مكانا له على لوحه الإعلانات يقول الطالب الذي جلب المنشور: ان ما فعله رئيس الرابطة كان عين الصواب فانا لم أقراء المنشور جيدا لثقتي بثقافة صاحبي الذي اعطانيه .
القصه الثانية (العمل الفوضوي)
ولنأخذ مثالا أخر ولكن مغايرا للأول وقد حدث في إحدى الكليات, اذ قام احد الطلبة ارتجالا بكتابه مقال ثم تعليقه في لوحه الإعلانات ( بدون مشورة الا لرئيس الاتحاد الذي لم يكن بذاك المستوى من الثقافة ) وكان قد تعرض في مقاله على احد الأساتذة بالتجريح والتهجم فاحدث هذا الأمر ضجة اخذ صداها يتسع بين الطلبة و الأساتذة مما حدا بعماده الكلية وأمام هذا السخف إلى معاقبه رئيس اتحاد الطلبة وفصل كاتب المقال الذي كان على أبواب التخرج من المرحلة الرابعة ولكن وبعد وساطات وإراقة لماء الوجه عفي عنه ولم يستفد أي طالب من المقال ولا مما حصل بعده .. نحن لا نريد ان تصدر من أي طالب حماقة بحجه الدفاع عن الإسلام تؤدي به إلى السير خلف أسوار الكلية ,نعم نحن مع الثقافة ونشرها ولكن لسنا مع ابتكار المشاكل لا مع الطلبة ولا مع الأساتذة .
المشوره لمن ؟
ولكي نتفادى مثل هذه الأمور لابد لنا من المشورة ولكن هل نشاور الجميع ؟أي هل نشاور حتى من يختلف معنا على مبدا العمل الإسلامي ؟ طبعا لا, نشاور فقط أعضاء (التنظيم) الرابطة او التجمع وغيرهم من المؤمنين بالعمل الإسلامي.فالمشورة طرد للاستبداد بالرأي.وقد وصف الله المؤمنين بقوله : "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " .وبالمشورة تكون الآراء سديدة واحتمال الصواب فيها أكثر والعمل لابد ان يكون بالآراء السديدة وإلا فالفوضى متربصة وتتحين الفرصة .
لقد قالوا ( ان الكذب المرتب احسن من الصدق غير المرتب ) ولسنا هنا في مقام الدفاع عن الكذب بإيراد هذا المثل فالكذب خراب الايمان كما في الحديث (عن الإمام الباقر " إن الكذب هو خراب الإيمان " الكافي ج2 ) ولكن ما اريد قوله هو ان الكذب وعلى قذارته وضعف صاحبه اذا كان مرتبا منظما سيكون له رواجا وقبولا بين الناس اما الصدق وعلى فضيلته اذا كان في غير محله ووقته وبلا تنظيم فستكون فيه مفسده كبيره (كما في قصه كتابه المقال أعلاه ) .
والى التنظيم مره اخرى
ولنرجع الى التنظيم, لقد قال الأمير "ونظموا أمركم" ونحن نجد آن كل شيء من حولنا منظما فالكواكب منظمه والطبيعه كذلك وجسم الانسان يخضع الى تنظيم معين ايضا فسبحان رب العزه والجلال خالق هذا النظام ( وهذا التنظيم الدقيق من الدلائل والبراهين على وجوده سبحانه وعلى قدرته كما يقول الكلاميين ) اما على المستوى البشري فالكل يعمل بالتنظيم بل بالتنظيم الموحد الا نحن المسلمين وتوجد الكثير من التنظيمات الموحده على الباطل كما قالوا:" اجتمعوا على باطلهم" فهل يعقل ان نعيش بجو مشحون بالتنظيمات بلا تنظيم او بتنظيمات متفرقه ومتناحره انه لمن الغباء ان نتفرق ونتبعثر ( فرادى او على شكل تنظيمات ضعيفه ) على حقنا .
وحتى لا نبتعد كثيرا ويفهم من الكلام امور غير مقصوده نعود الى العمل الطلابي ان واقع الجامعه يفرض على الطالب مظهرا مرتبا وشخصيه مرتبه و..الخ
فالتنظيم أساس الجامعة واغلب الأشياء فيها منظمة وهي ترفض بواقعها اللانظام فهل يصح للطالب ان يعيش العشوائية مع التنظيم والترتيب؟من هنا ندعو الى اقامه الروابط و التجمعات الموحدة قدر الإمكان التي تظم جميع الطلبة الإسلاميين مع الانفتاح على الجميع .
اهداف التجمعات والروابط الطلابيه
1- إشباع الجامعة وكلياتها بالثقافة عن طريق القنوات المفتوحة فيها , فتقع عليهم مثلا مسؤولية التنسيق مع اداره الكلية (العمادة) لاستضافه معرض الكتاب وتقع عليهم كذلك مسؤولية إصدار النشرات والجرائد ..الخ .
2- مساعده الطلبة وخصوصا الجدد منهم .وقد ورد في كتاب الكافي الشريف عن ابي جعفر (الباقر ) " عليه السلام " انه قال " اوحى الله عز وجل الى موسى " عليه السلام " أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة , فقال موسى : يا رب وما تلك الحسنه قال يمشي مع اخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت او لم تقض"
3- طرح البدائل المناسبة للطلبة فبدلا من السفرات البائسة ( التي لا نفع فيها والتي تكون في اغلب الأحيان بداية لانجراف الطلبة الى الانحراف ) نستعيض بزيارة احد العلماء او المفكرين او زيارة الأماكن المقدسة وبدل الحفل الغنائي الراقص نقيم حفلا يضم الكثير من البرامج كالشعر وفقره سؤال وجواب ومولد إسلامي يشارك فيه الطلبة ..الخ .
4- العمل على تفعيل ألمباحثه العلمية بين الطلبة فهي مهمة جدا وتعمل وترفع من مستوى الطالب الدراسي والاجتماعي . فمثلا يخصص أعضاء التجمع كل يومين في الأسبوع لتدريس ماده من المواد المنهجية ويتبنى التدريس احد الطلبة المتفوقين او طلبه المراحل المتقدمة وهذه فكره جيده جدا وسهله التنفيذ وذات نتائج باهرة .
5- أقامه مسابقات دوريه للطلبة مع توزيع هدايا للفائزين .
6- تبني اقامه فرق رياضيه لكره القدم مثلا ..
7- مقاطعه الحفلات الغنائية التي تقام في الكليات (بعدم الحضور فيها وعدم دفع التبرعات وتثقيف الطلبة بالثقافة المغايرة لها وكل ذلك يتم بالحسنى ولا يكلف الله نفسا الا وسعها .وتذكروا جيدا ان على المرء ان يسعى وليس عليه ان يكون موفقا) وانه لمن السخف ان يستغل مكان طلب العلم للرقص والغناء فلا تبقى أي هيبة للعلم الذي دخل الطلب الكلية لأجل تحصيله . ( وأقول مقاطعه الحفل لا مقاطعه الطلبة الذين يحضرون للحفل ولا أقول خلق المشاكل مع من يقيم حفل غنائي . فلا اكراه في الدين و لسنا وهابيه سلفيين )
صفات الطلبه الرساليين
1- حسن الخلق : قال صاحب كتاب أخلاق أهل البيت في تعريفه لحسن الخلق " هو حاله نفسيه تبعث على حسن معاشره الناس ومجاملتهم بالبشاشة وطيب القول ولطف المدارة .." نعم فحسن الخلق لابد منه في المؤمن بصوره عامه وفي الطالب الجامعي(الرسالي) بصوره خاصة فالبشاشة والابتسامة البسيطة عند لقاء ألطلبه وحب الجميع بغض النظر عن توجهاتهم كلها أمور تجذب الطلبة وتلفت أنظارهم الى دينهم ومدى قوته وتأثيره في النفوس .
2- إيمان ألطلبه العاملين في التيار الإسلامي بما يعملون مع جديتهم في العمل :وهنا أرى من المناسب ان اذكر ما شاهدته في مقر إحدى التجمعات الطلابية الإسلامية مع شديد الاسف ,اذ أقام احد التجمعات الطلابية في بغداد احتفاليه بذكرى تأسيسه وكنا قد دعينا إلى ذلك الحفل الذي اقيم في قاعه جامعه .. فاعددنا وفدا طلابيا وذهبنا وقد حظر الحفل الذي كان على مستوى عال من التنظيم بعض الشخصيات البرلمانية الفعالة , وبعد ايام دعينا مره اخرى ولكن هذه المرة الى مقر التجمع الطلابي الذي اعد الحفل المتقدم الذكر فاعددنا وفدا اخر وذهبنا, وكانت الدعوه لمناقشه الحفل الذي أقيم قبل أيام , وبعد شروعنا بالنقاش مع كوادر التجمع ورئيسه لاحظت مايلي : 1- ظاهر بعض الكوادر لايدل على التدين إطلاقا.(يجب على اعضاء التجمع ان يكونوا على مستوى من التدين والثقافة وحسن الخلق وكذلك يجب عليهم الحذر من ادخال الطلبة غير المتدينين بينهم فقد شاهدنا الكثير ممن انتحل التدين والخشوع وهو يتقرب للطالبات ويقيم العلاقات المشبوهة تحت رايه الدين راجع الاستفتاء في نهايه الكتاب ) 2- عدم ايمان بعض الكوادر بما يقومون به من اعمال حتى ان بعضهم يستهزئ بمن يتكلم ويناقش و..الخ . يا ترى ما هي الآلية التي تم بموجبها اختيار هذه الحفنة من الفاشلين ليكونوا قاده للعمل الإسلامي؟ وكيف تدفع لهم هذه المبالغ الضخمة فيتصرفوا بها فيقيموا احتفاليات بهذا المستوى؟ .
3- الذكاء والفراسة : لابد من توفر الذكاء والفراسة في الإسلاميين الحركيين فبالذكاء يعرف الطالب الرسالي متى يعمل ( ومسألة توقيت العمل من المسائل المهمة التي يجب الانتباه إليها فمثلا يُجمد العمل الإسلامي قبل الامتحانات في الفترة المعروفة عند الطلبة بفترة المراجعة لان الطالب في هذه الأيام لا يستقبل إلا امور الدراسة فقط وهذا امر يعرفه جميع الطلبه لذا يجب ان يكون الطالب ذكيا في اختيار وقت العمل ) وبالفراسه يعرف لمن يوصل صوته ومفاهيمه .
4- سعه الصدر : وهي من الأمور المهمة التي يجب توفرها في الإسلاميين حتى يستطيعوا تحمل الآخرين الذين يرفضونهم او يحاربونهم في فتره من الفترات .قال تعالى في كتابه العزيز "فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ال عمران159
5- الثقافة العالية : وخصوصا في رواد العمل او قل إسلاميي الخط الأول وإنما قام هذا الكتاب على أساس الحث والتشجيع على نشر الثقافة فكيف يستطيع من لا ثقافة له نشر الثقافة أليس من المفروض ان يثقف نفسه اولا قبل ان يذهب للاخرين .والمطلوب هنا ليس الثقافه فقط وإنما الثقافة العالية التي تشكل الثقافة الدينية جزء كبير منها ( تجب بعض المسائل الدينيه على كل مكلف وقد حددها العلماء في كتب الفقه ). وقد اجاد من قال:
يا ايها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كــــان ذا التعليـــم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وانت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... ابدا وانت من الرشاد عديم
فابدا بنفسك فانهها عن غيها ... فاذا انتهت عنـه فانت حكيـم
فهناك يقبل ما تقول ويهتدي ... بالقول منك وينفـــع التعليـم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك اذا فعلـــت عظيـم
6- نبذ الانانيه : من ايجابيات العمل الاسلامي الجماعي انه يذيب الانانيه الفرديه ويجعل افراد التنظيم(التجمع الطلابي) يعملون كشخص واحد متحدين و أقوياء فإذا دب داخل افراد الجسد الواحد الاستبداد بالراي والانانيه حلت بدايه النهايه للعمل الاسلامي وأخذت هذه آلافه تنخر في الجسد الواحد حتى ينتهي .
7- الانفتاح والتسامح والابتعاد عن التعصب و التحجر : على كل الطلبة الذين ينوون العمل الإسلامي في الجامعه النظر الى جميع اخوانهم بنظره الحب والتسامح لانظره الكره والتعصب فالجامعة متنوعة الأفكار والاتجاهات ومن لم يكن مستعدا لتقبل التنوع فليترك العمل الإسلامي وينعزل بدل من ان يصب عقده النفسيه في قالب اسلامي ويظهر مزاجيتة على انها رؤى إسلاميه فيسبب نفور الطلبه من دينهم المتسامح وما اكثر من نفر منهم بسبب ذلك . قال تعالى " ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم " فاذا كان الله لا يمنع عباده المسرفين من رحمته فمن يكون الطالب المتعصب حتى يؤيس عباد الله من رحمته سبحانه .لينظر الجميع في كلام بن ابي طالب "ع" وهو يوصي ولده الحسن "ع" وليسألوا أنفسهم هل هم افهم في دين محمد"ص" من علي"ع"؟ لاحظ ماذا يقول سلام الله عليه :" أي بني لا تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير وكم من مقبل على عمله مفسد في اخر عمره صائر الى النار نعوذ بالله منها أي بني كم من عاص نجا وكم من عامل هوى "
كتب تفيد الطالب الجامعي
هذه بعض الكتب المهمه التي لاغنى لأي طالب جامعي عنها :
1- رساله عمليه لمرجع التقليد وانصح الجميع وقبل قراءه أي رسالة عمليه مطالعه كتاب "الفتاوى الميسرة" للسيد السيستاني فهذا الكتاب مهم جدا واراه مدخلا للرسائل العمليه ..
2- كتاب "بداية المعرفة" للشيخ حسن مكي العاملي وهو كتاب في اصول الدين التي ينبغي لكل شخص ان يعتقد بها ولا يقلد فيها احد . وكذلك يطالع كتاب "حقائق عن الشيعة" للسيد صادق الشيرازي .
3- كتاب"فقه الجامعات" للشيخ محمد موسى اليعقوبي وهو كتاب مهم ومفيد للطلبة .
4- كتاب "دنيا الشباب" وكتاب "دنيا المرأه" للسيد محمد حسين فضل الله .
وهذه الكتب ضرورية جدا على الطالب فهم وحفظ مطالبها جيدا بحيث تكون اغلب المطالب حاضره عنده في كل وقت. اما غيرها من الكتب فهي ايضا مهمه ويبقى الطالب ونشاطه ومطالعاته .. وفق الله جميع الطلبه لكل خير وسهل وذلل الله لهم كل الصعوبات انه بعباده رؤوف رحيم .
مصادر الكتاب
القران الكريم وأحاديث المعصومين
فقه الجامعات للشيخ محمد اليعقوبي
السبيل الى إنهاض المسلمين للسيد محمد مهدي الشيرازي
[/URL]([1]) سورة الأحزاب: 39.
(http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftnref1)([2]) سورة النحل: 125.
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=109#_ftnref3"]([3]) سورة فصلت: 33.