القلب الصبور
03-02-2010, 11:28 PM
الإنسان محور الوجود
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على نبينا محمد و آله المنتجبين
قال تعالى : الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1940&idto=1940&bk_no=48&ID=1368#docu)
الأنسان هو محور هذا الوجود ولأجله خلق الله تعالى كل ما في الكون و سخر له كل ما في الأرض والآية التي ذكرناها صريحة على هذا التسخير للإنسان و تدل على أن الإنسان هو المحور الذي خلق الله تعالى له السماوات والأرض
ومن هنا يتضح قول الله في الحديث القدسي ( يا بن آدم خلقت كل شيء لأجلك و خلقتك لأجلي )
فكل شيء حولنا إنما هو مسخر ومخلوق لنا و ما نحن إلا مخلوقين لله وللوصول لهدف سامي خلقنا لأجله و إلا يكون خلقنا عبثا والله حكيم و لا يخلق عبثا
والمدرسة الإسلامية بينت لنا بشكل واضح مكانة الإنسان في الوجود
وقبل أن نتحدث عن الهدف من خلق الإنسان نعرض هنا عدة نقاط قد وضحتها لنا المدرسة الإسلامية
تبين لنا مكانة الإنسان وهي
1النقطة الأولى ـ هذا الكون وتسخيره للأنسان و كيف أن الله تعالى جعل كل شيئ في يد الأنسان و في خدمته: (( والأرضَ وَضَعَهَا للأنام))
النقطة الثانية :إرسال الرسل و الأنبياء مئةوأربعة وعشرون ألف نبي، وهذه النقطة إنما توضح لنا أهمية وجود الأنسان لهدف سامي و مهم فعلى الأنسان أن يتأمل و يتفكر في كل هذا الأهتمام من بعث الأنبياء والرسل على مدى إختلاف الأزمنة والأمكنة فهذه خصوصية تعطى للأنسان
النقطة الثالثة : الإنسان هو محور الفيوضات الربانية فهدف الله تعالى للأنسان أن يجعله سعيد في الدارين الدنيا والأخرى وهذه نقطة أيضا توضح لنا أهمية الأنسان وتفضله على سائر الموجودات
النقطة الرابعة :الأنسان أعطي دور الخلافة في الأرض ليكون الأنسان هو المرآة لله تعالى حيث يعمل هذا الخليفة و تتجلى صفات الله فيه ....
هذه الخلافة التي لم تعطى حتى للملائكة
و أبت الجبال أن تحملها و حملها الأنسان
هذه النقاط الأربعة توضح لنا بشكل جلي عن مكانة الأنسان في المدرسة الإسلامية
و أفضليته عن باقي المخلوقات
فالأنسان أفضل المخلوقات حيث يقول الله تعالى (( كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )) فهذا التكريم للإنسانية أجمع بعد ذلك ينطلق الإنسان لأن يكون أفضل من الملائكة أو أوهن من الحيوانات حيث يكون أضل من الأنعام
( إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا )
فقد تنازل البعض عن سيادته و مقامه الإنساني و نجد كيف إن كان الأنسان المؤمن كيف تكون حرمته فهذا المؤمن له شأن وحرمه عند الله تعالى قد نسمع في بعض الروايات أن حرمة المؤمن أكثر من حرمة الكعبة ونحن نعلم بأن كلام المعصوم نفس كلام القرآن ولا يناقضه فلو عرضنا كلامه على القرآن نجد في القرآن أن الله تعالى يقول في الإنسان
( و نفخت فيه من روحي )
ويقول في البيت الحرام
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1206#docu))
يقول المفسرون هذه الياء ياء النسبة هي التي تزين البيت بيتي لكن من الأفضل بيتي
أم روحي طبعا روحي أفضل..........
طبعا هناك من رفع الأنسان إلى مقامات لا يستحقها و هناك من حصر الأنسان في جسمه الحيواني و أنزله إلى مقام الحيوانات
والحديث في هذه النقطة يطول لكن المدرسة الإسلامية تعلمنا مكانة الأنسان الصحيحة
و هنا سؤال قد يطرح نفسه إن كان الأنسان هو محور الوجود هل هذا يعني التميز للأنسان فقط ؟
نجيب على هذا التسائل بأن نقول ليس هذا تميز للأنسان فقط بل على قدر التميز تكون المسؤوليات و الواجبات
كلما كانت المميزات أكثر كلما كانت الواجبات أكثر نرى الميزات التي يمتاز بها أكمل وجود على الخلق أجمع و هو رسول الله صلى الله عليه و آله نرى كمية المسؤوليات التي يحملها من ثقل النبوة حيث أن الأمام علي لم يستطع حمله ليصعد على ظهره حينما أراد تكسير الأصنام و حمل النبي الإمام لأن ثقل النبوة التي يحملها لا يحملها أحد ولا يقدر على حملها و من هنا نعرف أن على قدر التميز تكون المسؤوليات
قد عرفنا أن الأنسان هو محور الوجود وقد خلق لغاية عظيمة............
فما هي هذه الغاية يا ترى ؟
غاية خلق الأنسان هي الوصول إلى الكمال
فما هو هذا الكمال يا ترى ؟
نرى أن الأنسان ينمو و يتكامل جسديا و هذا التكامل ليس بإرادته
طبعا ليس هذا هو المقصود من الكمال لأن الوصول إلى الكمال لا بد أن يكون بإرادة الإنسان و اختياره لذلك نجد أن الله تعلى يرسل لنا الأنبياء لينتهي بالنبي محمد صلى الله عليه وآله لنختار هذا الدين بملء ارادتنا و نتكامل تكامل روحي بختيارنا و إرادتنا فما هو هذا الكمال الروحي ؟؟
نسمع في كثير من النصوص والآيات القرآنية أن غاية خلق الإنسان العبادة قال تعالي( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فهل هذه العبادة يا ترى هي الغاية العبادة فقط أم هناك غاية أعلى من هذه العبادة
1. نجد أن الله تعالى يقول "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" (http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_27293.html)
إذا العبادة ليست هي الغاية بل غاية وسطية
و إنما هي واسطة للوصول إلى اليقين
الغاية إذا هي معرفة الله معرفة الله هي الكمال الروحي ولا يصل إلى هذا الكمال والمعرفة إلا بهذه العبادة
لذلك نجد التركيز على هذه العبادة والنصوص كثيرة على العبادة
لأن العبادة بمثابة الجسر التي توصل الإنسان إلى اليقين فكما قال الشيخ جوادي آملي :
هذه العبادة يتكئ عليها اليقين وفي كل نشئة يتكئ بما يناسبه ففي الدنيا تتكئ على العبادات التشريعية وفي الأخرى على صورة العمل و باطنها....
فالإنسان يحتاج إلى العبادة ليصل إلى اليقين
والغاية التي خلق من أجلها هي الوصول لليقين والوصول للمعرفة
يقول السيد منير الخباز
هنا سؤال يتبادر إلى ذهن الإنسان ، وهو إذا كان الإنسان خلق من أجل الكمال أو من أجل العبادة فكيف نقرأ في حديث الكساء الذي هو حديث مستفيض بحسب النقل أن الهدف هو أهل البيت ، " ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحوه ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلك يسري ولا بحر يجري إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء " . قيل ومن تحت الكساء ؟ قال هم : فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها" فهل هناك تهافت ؟ هذا الحديث يقول أن الغرض والهدف من وجود الكون هو أهل البيت والآية تقرر أن الهدف هو العبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) … فهل هناك تهافت بين ما ذكرته الآية وبين ما يذكره الحديث القدسي ؟ لا، لا يوجد تهافت . نحن نجيب على هذا السؤال ، فلماذا لا يوجد تهافت ؟ لأن الآية تتحدث عن خلق الموجود العاقل ( الإنس والجن ) الموجود العاقل الذي يعيش على الأرض اثنين إما إنس أو جن ، فالموجود العاقل الذي يعيش على الأرض له هدف والموجودات الغير عاقلة التي تعيش على هذا الكون لها هدف آخر مثل سماء وأرض ونجوم ومجرات ومجموعات شمسية إلى آخره . الآية تتكلم عن الهدف من خلق الموجود العاقل . ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فالهدف من وجود الموجود العاقل هو العبادة أو الوصول إلى الكمال . الهدف من وجود الكون أي الموجودات الغير عاقلة من سماء وأرض ونجوم ماذا ؟ ما خلقت هذه الأشياء إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ( لولاك ما خلقت الأفلاك ) انسجام بين النصين ، لماذا ؟ إن الهدف من وجود الإنسان هو الوصول إلى الكمال أليس كذلك ؟ فمن هم أبرز مصاديق الإنسان الكامل ؟ هم محمد ( " صلى الله عليه وآله وسلم " ) وأهل بيته عليهم السلام ، لذلك يوجد انسجام بين النصيين ، فهذا النص يقول بأن الهدف من وجود الإنسان هو الكمال ، وذاك النص يقول بأن الله خلق الكون كله لأجل الإنسان الكامل والذي وصل إلى الكمال ألا وهو النبي محمد ( " صلى الله عليه وآله وسلم " ) وأهل بيته عليهم السلام . إذاً لا يوجد تهافت بين النصين لذلك قال الحديث ( … إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ) .
ومن هنا يتضح لنا الغاية التي خلق لها الأنسان وهي الوصول إلى اليقين والكمال الروحي
قال مولى الموحدين علي بن أبي طالب
(عليه السلام): «إلهي كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً وكفى بيّ فخراً أن تكون لي ربّاً»
جعلنا الله من العارفين بحق أمير المؤمنين
و أهل بيته فبهم نعرف الله تعالى
وجعلنا الله ممن يمسك هذا الحبل
لنصعد من خلاله ونصل إلى الله تعالى
هذا وغفر الله لي ولكم
وصلى الله على محمد و آله الطاهرين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على نبينا محمد و آله المنتجبين
قال تعالى : الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1940&idto=1940&bk_no=48&ID=1368#docu)
الأنسان هو محور هذا الوجود ولأجله خلق الله تعالى كل ما في الكون و سخر له كل ما في الأرض والآية التي ذكرناها صريحة على هذا التسخير للإنسان و تدل على أن الإنسان هو المحور الذي خلق الله تعالى له السماوات والأرض
ومن هنا يتضح قول الله في الحديث القدسي ( يا بن آدم خلقت كل شيء لأجلك و خلقتك لأجلي )
فكل شيء حولنا إنما هو مسخر ومخلوق لنا و ما نحن إلا مخلوقين لله وللوصول لهدف سامي خلقنا لأجله و إلا يكون خلقنا عبثا والله حكيم و لا يخلق عبثا
والمدرسة الإسلامية بينت لنا بشكل واضح مكانة الإنسان في الوجود
وقبل أن نتحدث عن الهدف من خلق الإنسان نعرض هنا عدة نقاط قد وضحتها لنا المدرسة الإسلامية
تبين لنا مكانة الإنسان وهي
1النقطة الأولى ـ هذا الكون وتسخيره للأنسان و كيف أن الله تعالى جعل كل شيئ في يد الأنسان و في خدمته: (( والأرضَ وَضَعَهَا للأنام))
النقطة الثانية :إرسال الرسل و الأنبياء مئةوأربعة وعشرون ألف نبي، وهذه النقطة إنما توضح لنا أهمية وجود الأنسان لهدف سامي و مهم فعلى الأنسان أن يتأمل و يتفكر في كل هذا الأهتمام من بعث الأنبياء والرسل على مدى إختلاف الأزمنة والأمكنة فهذه خصوصية تعطى للأنسان
النقطة الثالثة : الإنسان هو محور الفيوضات الربانية فهدف الله تعالى للأنسان أن يجعله سعيد في الدارين الدنيا والأخرى وهذه نقطة أيضا توضح لنا أهمية الأنسان وتفضله على سائر الموجودات
النقطة الرابعة :الأنسان أعطي دور الخلافة في الأرض ليكون الأنسان هو المرآة لله تعالى حيث يعمل هذا الخليفة و تتجلى صفات الله فيه ....
هذه الخلافة التي لم تعطى حتى للملائكة
و أبت الجبال أن تحملها و حملها الأنسان
هذه النقاط الأربعة توضح لنا بشكل جلي عن مكانة الأنسان في المدرسة الإسلامية
و أفضليته عن باقي المخلوقات
فالأنسان أفضل المخلوقات حيث يقول الله تعالى (( كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )) فهذا التكريم للإنسانية أجمع بعد ذلك ينطلق الإنسان لأن يكون أفضل من الملائكة أو أوهن من الحيوانات حيث يكون أضل من الأنعام
( إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا )
فقد تنازل البعض عن سيادته و مقامه الإنساني و نجد كيف إن كان الأنسان المؤمن كيف تكون حرمته فهذا المؤمن له شأن وحرمه عند الله تعالى قد نسمع في بعض الروايات أن حرمة المؤمن أكثر من حرمة الكعبة ونحن نعلم بأن كلام المعصوم نفس كلام القرآن ولا يناقضه فلو عرضنا كلامه على القرآن نجد في القرآن أن الله تعالى يقول في الإنسان
( و نفخت فيه من روحي )
ويقول في البيت الحرام
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1206#docu))
يقول المفسرون هذه الياء ياء النسبة هي التي تزين البيت بيتي لكن من الأفضل بيتي
أم روحي طبعا روحي أفضل..........
طبعا هناك من رفع الأنسان إلى مقامات لا يستحقها و هناك من حصر الأنسان في جسمه الحيواني و أنزله إلى مقام الحيوانات
والحديث في هذه النقطة يطول لكن المدرسة الإسلامية تعلمنا مكانة الأنسان الصحيحة
و هنا سؤال قد يطرح نفسه إن كان الأنسان هو محور الوجود هل هذا يعني التميز للأنسان فقط ؟
نجيب على هذا التسائل بأن نقول ليس هذا تميز للأنسان فقط بل على قدر التميز تكون المسؤوليات و الواجبات
كلما كانت المميزات أكثر كلما كانت الواجبات أكثر نرى الميزات التي يمتاز بها أكمل وجود على الخلق أجمع و هو رسول الله صلى الله عليه و آله نرى كمية المسؤوليات التي يحملها من ثقل النبوة حيث أن الأمام علي لم يستطع حمله ليصعد على ظهره حينما أراد تكسير الأصنام و حمل النبي الإمام لأن ثقل النبوة التي يحملها لا يحملها أحد ولا يقدر على حملها و من هنا نعرف أن على قدر التميز تكون المسؤوليات
قد عرفنا أن الأنسان هو محور الوجود وقد خلق لغاية عظيمة............
فما هي هذه الغاية يا ترى ؟
غاية خلق الأنسان هي الوصول إلى الكمال
فما هو هذا الكمال يا ترى ؟
نرى أن الأنسان ينمو و يتكامل جسديا و هذا التكامل ليس بإرادته
طبعا ليس هذا هو المقصود من الكمال لأن الوصول إلى الكمال لا بد أن يكون بإرادة الإنسان و اختياره لذلك نجد أن الله تعلى يرسل لنا الأنبياء لينتهي بالنبي محمد صلى الله عليه وآله لنختار هذا الدين بملء ارادتنا و نتكامل تكامل روحي بختيارنا و إرادتنا فما هو هذا الكمال الروحي ؟؟
نسمع في كثير من النصوص والآيات القرآنية أن غاية خلق الإنسان العبادة قال تعالي( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فهل هذه العبادة يا ترى هي الغاية العبادة فقط أم هناك غاية أعلى من هذه العبادة
1. نجد أن الله تعالى يقول "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" (http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_27293.html)
إذا العبادة ليست هي الغاية بل غاية وسطية
و إنما هي واسطة للوصول إلى اليقين
الغاية إذا هي معرفة الله معرفة الله هي الكمال الروحي ولا يصل إلى هذا الكمال والمعرفة إلا بهذه العبادة
لذلك نجد التركيز على هذه العبادة والنصوص كثيرة على العبادة
لأن العبادة بمثابة الجسر التي توصل الإنسان إلى اليقين فكما قال الشيخ جوادي آملي :
هذه العبادة يتكئ عليها اليقين وفي كل نشئة يتكئ بما يناسبه ففي الدنيا تتكئ على العبادات التشريعية وفي الأخرى على صورة العمل و باطنها....
فالإنسان يحتاج إلى العبادة ليصل إلى اليقين
والغاية التي خلق من أجلها هي الوصول لليقين والوصول للمعرفة
يقول السيد منير الخباز
هنا سؤال يتبادر إلى ذهن الإنسان ، وهو إذا كان الإنسان خلق من أجل الكمال أو من أجل العبادة فكيف نقرأ في حديث الكساء الذي هو حديث مستفيض بحسب النقل أن الهدف هو أهل البيت ، " ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحوه ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلك يسري ولا بحر يجري إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء " . قيل ومن تحت الكساء ؟ قال هم : فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها" فهل هناك تهافت ؟ هذا الحديث يقول أن الغرض والهدف من وجود الكون هو أهل البيت والآية تقرر أن الهدف هو العبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) … فهل هناك تهافت بين ما ذكرته الآية وبين ما يذكره الحديث القدسي ؟ لا، لا يوجد تهافت . نحن نجيب على هذا السؤال ، فلماذا لا يوجد تهافت ؟ لأن الآية تتحدث عن خلق الموجود العاقل ( الإنس والجن ) الموجود العاقل الذي يعيش على الأرض اثنين إما إنس أو جن ، فالموجود العاقل الذي يعيش على الأرض له هدف والموجودات الغير عاقلة التي تعيش على هذا الكون لها هدف آخر مثل سماء وأرض ونجوم ومجرات ومجموعات شمسية إلى آخره . الآية تتكلم عن الهدف من خلق الموجود العاقل . ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فالهدف من وجود الموجود العاقل هو العبادة أو الوصول إلى الكمال . الهدف من وجود الكون أي الموجودات الغير عاقلة من سماء وأرض ونجوم ماذا ؟ ما خلقت هذه الأشياء إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ( لولاك ما خلقت الأفلاك ) انسجام بين النصين ، لماذا ؟ إن الهدف من وجود الإنسان هو الوصول إلى الكمال أليس كذلك ؟ فمن هم أبرز مصاديق الإنسان الكامل ؟ هم محمد ( " صلى الله عليه وآله وسلم " ) وأهل بيته عليهم السلام ، لذلك يوجد انسجام بين النصيين ، فهذا النص يقول بأن الهدف من وجود الإنسان هو الكمال ، وذاك النص يقول بأن الله خلق الكون كله لأجل الإنسان الكامل والذي وصل إلى الكمال ألا وهو النبي محمد ( " صلى الله عليه وآله وسلم " ) وأهل بيته عليهم السلام . إذاً لا يوجد تهافت بين النصين لذلك قال الحديث ( … إلا لأجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ) .
ومن هنا يتضح لنا الغاية التي خلق لها الأنسان وهي الوصول إلى اليقين والكمال الروحي
قال مولى الموحدين علي بن أبي طالب
(عليه السلام): «إلهي كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً وكفى بيّ فخراً أن تكون لي ربّاً»
جعلنا الله من العارفين بحق أمير المؤمنين
و أهل بيته فبهم نعرف الله تعالى
وجعلنا الله ممن يمسك هذا الحبل
لنصعد من خلاله ونصل إلى الله تعالى
هذا وغفر الله لي ولكم
وصلى الله على محمد و آله الطاهرين