شهيدالله
05-02-2010, 12:23 PM
الحسين ع ايقاض الامة من الانكسار
في ذكرى الاربعين
ان وعي الظواهر السلبية وادراكها لا يكفي دون بيانها للناس كافة كما بينها الله تعالى لرسوله ص، وأمّا التغاضي عنها فانه سيؤدي إلى تفاقم المنكر بشتى سُبله وألوانه وانكسار الامة وضياع دينها وعقلها وذاتها
ولا شكّ أنّ من أهم الاَسباب التي أدّت إلى ضعف المسلمين بعد قوتهم ، وتمزيق شملهم بعد وحدتهم ، و شرذمتهم وتبديد كلمتهم ، وتفتيت أوصالهم ، وانكسار عزيمتهم حتى وصلوا إلى هذهِ الحال إنما هو فقدان الموقف الحسينية الصادقه الصرايحة إزاء ظواهر النفاق ونظائرها في المجتمع الاِسلامي كالمسامحة في اختراق أدب وقوانين الشريعة
من الظالمين والطغاة
ولهذى فان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الواجبات الشرعية، وصلاح المجتمع، أو فساده، متوقف تمامًا، على تطبيق هذين الأصلين الذين يخرجان الامة من الاضطهاد والغفوة
والنتيجة المنطقية لعدم تطبيقهما هو توفير المناخ المساعد، لسيطرة الأشراروالطغاة على مقدرات المجتمع، والعبث بما شاوؤا به، وإذا فرط المجتمع في ممارسة هذه المهمة المقدسة، فسوف يتعرض للعقوبة، وللنتيجة المنطقية الناجمة من تقصير هذا المجتمع وتفريطه بالوظائف الملقاة على عاتقه، وطريق الخلاص من الواقع التعيس الذي يعيشونه، يتحدد بالتوبة، وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمدى ما يملكونه، من إمكانات
وقدرات وبذلك فحسب، سيتوصلون إلى الآمال التي يحملون به
ا (إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وهذه من السنن الإلهية، وفي رواية معتبرة
(لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم ثم تدعون فلا يستجلب لكم..
.وهكذا كانت ثورة الامام الحسين ونهضتة على كل اشكال وصور الظلم والاضطها د والانكسار على مر العصور
تساءل "بروس ليفين":"هل الأمريكيين شعب منكسر؟" (http://www.informationclearinghouse.info/article24184.htm) ...
ويسأل لماذا لم نعد ندافع عن انفسنا ضد قوى الإضطهاد؟
قد يثير السؤال التعجب لأنه يأتي من أشد الشعوب أفتخاراً بنفسه وحريتهان هذا الشعور بالانكسار والهزيمة التدريجية لغياب الفكر الغربي عن مشروع الحسين ع والاسلام الذي يخلق في الانسان الوعي بالذات وبالمجتمع ويجدد الارادة واللاندفاع ثم
يكتب "ليفين" في مقالته هل يمكن أن يصبح الناس منكسرين إلى الدرجة التي لايعود فيها ممكناً تحريرهم من خلال تبيان حقيقة واقعهم الأليم؟ هل يمكن أن تجعلهم تلك الحقيقة أكثر إحباطاً واستسلاماً؟ هل حدث مثل هذا الإحباط والإستسلام في الولايات المتحدة؟ هل يرغب المتسلطون بأن نرى كيف تم ابتزازنا لأنهم يعلمون بأن صورة الشعب المهزوم أمام الإضطهاد الصريح ستعمق الإستسلام للإضطهاد؟".
عن هذا يجيب ليفين : نعم يمكن أن يصل الناس إلى درجة من الإنكسار، لايعود فيها توضيح الإضطهاد لهم محفزاً على الرفض والإحتجاج، بل إلى الإغراق في الإستسلام، ولهذه الحالة إسم علمي معروف هو
عارض الإضطهاد
ولاغرو ان بعض المفكرين العظماء تصطدم مشاعرهم وضمائرهم بما يلمسون في مجتماعاتهم من تاخر وانحراف وفساد فيعمدون الى الاصلاح والتجديد والتنبية على ما في تراثهم الديني من قيم واتجاهات سامية وحلول ممكنة لمايطرءمن مشكلات ويدركون مافي ذالك التاثر من عدوة الى الثورة على الفساد والانحراف والتاخر
وتجد في نهضة الحسين ع ضد الظلم والاظطهاد جامعة علوم تعيد بناء الانسان بعد ان تشوة تفكرية ومسحت ذاكرتة تعيد الانسان لمشروعة الرسالي
فنطلق الامام الحسين عليه السلام لييوجة المؤمن في الاساس لينطلق في عمله الرسالي الدعوتي، لان الله تعالى يطلب منه ذلك، ولانه يثيبه عليه.. ولكن الانسان المسلم لا يتعامل مع عمله على اساس انه (مسؤولية) يريد التنصل منها، وابراء ذمته، وعهدته من عبء الامر، والطلب الالهي.. بل، ولا يتعامل معه على انه (طريق للثواب) الاخروي.. فقط.. وانما تنشأ عنده قبل العمل لله، واثناءه علاقات وجدانية تتمثل في حب هداية الناس، والتطلع الى تغييرهم،وحمايتهم من الانكسارامام الظالمين والطغاة والمفسدين ولهذ تجد الامام الحسين عليه السلام يبكي على قاتلية في موقف يمثل العمق الانساني النادر الوجود
ويسعى لاصلاح دينهم، وآخرتهم، وينشط لديه الحس الاخلاقي فيهمه امر الناس، والاحسان اليهم وطاعتهم لله ورفع الظلم والاضطهاد عنهم بايديهم
في الرواية عن عمار السابطي قال قلت لابي عبد الله (ع) :
(ايما افضل العبادة في السر مع الامام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق، ودولته، مع الامام منكم الظاهر ؟ فقال : يا عمار الصدقة في السر والله افضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع امامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل، وحال الهدنة افضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور دولة الحق مع امام حق ظاهر في دولة الحق..
ثم قال عمار : قلت : جعلت فداك فما ترى اذاً ان نكون من اصحاب القائم، ويظهر الحق، ونحن اليوم في امامتك وطاعتك افضل أعمالاً من اصحاب دولة الحق والعدل ؟
قال (ع) :
(سبحان الله اما تحبون ان يظهر الله تبارك وتعالى الحق، والعدل في البلاد، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة، ولا يعصون الله عز وجل في ارضه وتقام حدوده في خلقه، ويرد الله الحق الى اهله فيظهر حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخلق)
وهكذا لا يريد الامام ان يجعل من قضية تطبيق حدود الله أو اقامة
دعائم ومعالم رسالته في الارض مجرد قضية مسؤولية باردة.. يتهرب عنها الانسان في أي لحظة يتوهم فيها أن عملاً آخر اكثر ثواباً، واجراً..
ويتعامل معها تعاملاً فردياً جافاً، وانما هي قضية رسالة ربانية تبدء من منطلقات ومنهج ومخطط .. وارادة الله تعالى في الارض يكتّل لها الامام، والاسلام القيم الدينية النفسية المتعلقة بالثواب، والقيم العاطفية الراجعة الى حب الله، وحب رسالته، والغضب لمحارمه، اذا انتهكت، والقيم الانسانية الاخلاقية المتعلقة بالعدل، والاحسان، والتأليف بين القلوب، وامثالها من المعاني، التي لا يريد الاسلام ان يميتها، ويذيبها في الحس الديني بمعناه الضيق المحدود، وانما يشركها في عملية البناء والتربية.وايقاض الامة وعدم انكسارها ووقوفها بوجة الظلم والاضطهاد
ونتيجة للتعامل العاطفي مع قضية الدعوة.. والعلائق الوجدانية بها، فمن المعقول ان يألم المؤمن في اللحظات التي ينحرف فيها الناس، ولا تحقق الدعوة نجاحاً حسياً ملموساً ويحس بحزن هادئ رزين، وتصيبه حالات من التحسر على الناس وشيء من الاسى المخفف ومن الطبيعي ان يسر، ويفرح عندما يتحقق نحو من التقدم للدعوة والعمل عند الناس..
وليس في هذا ما ينقص من دينه وارتباطه بالناس.. وهذه سيرة الرسول (ص) والائمة (ع)سيرة الحسين ع حاشدة بالامثلة على هذه الاواصر القلبية، والتعلق الوجداني (العاطفي، والانفعالي) بينهم وبين الدعوة ومع الناس.. واسبق الامثلة الى الاذهان.. ما يبدو من خلالكربلاء الحسين ع وهو قمة ما امكن للهدى الالهي ان ينشئه ويربيه - كان يتحسر على قومه ويصيبه نحو من انحاء الالم النفسي على أنهم لا يؤمنون.. وكل ما حاوله كتاب الله تعالى وسنة جدة المصطفى هو ان عزاه وسلاه، والفت نظره الى وسائل
التثبيت، والتسلية، والعزاء من خلال معايشة التصور الرباني للحياة.. واللجوء الى الله.
يقول ويل ديورانت-وهو لا يؤمن بأيّ دين، في كتابه
(دروس التاريخ)
في بحثه حول التاريخ والدين:
(للدين مئة روح، كلُّ شيء إذا قضي عليه، في المرة الأولى، فإنّه سوف يموت وإلى الأبد، إلاّ الدين، فإنّه لو قضي عليه مئة مرة، فإنّه رغم ذلك، سيظهر، وتنبعث
في الحياة بعد ذلك).
يقول الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون
(( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
« وقد سبق إلى جنات عدن أقوام كانوا أكثر الناس صلاة وصياماً ، فإذا وصلوا إلى الباب ردّوهم عن الدخول ، فقيل : بماذا ردّوا ؟ ألم يكونوا في دار الدنيا قد صلّوا وصاموا وحجّوا ؟ فإذا بالنداء من قبل الملك الاَعلى جلّ وعلا : بلى قد كانوا ليس لاَحد أكثر منهم صياماً ولا صلاة ولا حجاً ولا اعتماراً ، ولكنّهم غفلوا عن الله مواعظه
اخر مااقول
يوما بعد يوم يزداد الكشف المذهل للنهضة الحسينية المباركة التي تتضمن بعد زمني يشير الى ان مرور الايام والسنين والقرون سوف يحقق مزيدا من الكسب لموقع المشروع الالهي الكربلائي في العالم والخسران والاندحار لمنابع الكفر والحاد والنواصب هناك حيث تتعرى السنن الطبيعية الحياة وحقائق الوجود وطبيعة الانسان وفطرتة في رفض الطاغوت والسهي نحوالعدالة والحرية ان فلسفة كربلاء هي حصيلة المعطيات الالهي لقانون الله في الارض قانونة المكثف وتفسيرة المركز ليعلن بوضوح لاتعلق به ذرة غباراننا امام عصر سيعود فيه العالم لكي يرتمي في احضان الدين الاسلامي الحسيني بعد رحلة عذاب ونصب دامت القرون طويلة
لبيك يا حسين
اللهم تقبل منا بقبل حسن
خادمكم
لواءمحمدباقر
في ذكرى الاربعين
ان وعي الظواهر السلبية وادراكها لا يكفي دون بيانها للناس كافة كما بينها الله تعالى لرسوله ص، وأمّا التغاضي عنها فانه سيؤدي إلى تفاقم المنكر بشتى سُبله وألوانه وانكسار الامة وضياع دينها وعقلها وذاتها
ولا شكّ أنّ من أهم الاَسباب التي أدّت إلى ضعف المسلمين بعد قوتهم ، وتمزيق شملهم بعد وحدتهم ، و شرذمتهم وتبديد كلمتهم ، وتفتيت أوصالهم ، وانكسار عزيمتهم حتى وصلوا إلى هذهِ الحال إنما هو فقدان الموقف الحسينية الصادقه الصرايحة إزاء ظواهر النفاق ونظائرها في المجتمع الاِسلامي كالمسامحة في اختراق أدب وقوانين الشريعة
من الظالمين والطغاة
ولهذى فان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الواجبات الشرعية، وصلاح المجتمع، أو فساده، متوقف تمامًا، على تطبيق هذين الأصلين الذين يخرجان الامة من الاضطهاد والغفوة
والنتيجة المنطقية لعدم تطبيقهما هو توفير المناخ المساعد، لسيطرة الأشراروالطغاة على مقدرات المجتمع، والعبث بما شاوؤا به، وإذا فرط المجتمع في ممارسة هذه المهمة المقدسة، فسوف يتعرض للعقوبة، وللنتيجة المنطقية الناجمة من تقصير هذا المجتمع وتفريطه بالوظائف الملقاة على عاتقه، وطريق الخلاص من الواقع التعيس الذي يعيشونه، يتحدد بالتوبة، وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمدى ما يملكونه، من إمكانات
وقدرات وبذلك فحسب، سيتوصلون إلى الآمال التي يحملون به
ا (إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وهذه من السنن الإلهية، وفي رواية معتبرة
(لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم ثم تدعون فلا يستجلب لكم..
.وهكذا كانت ثورة الامام الحسين ونهضتة على كل اشكال وصور الظلم والاضطها د والانكسار على مر العصور
تساءل "بروس ليفين":"هل الأمريكيين شعب منكسر؟" (http://www.informationclearinghouse.info/article24184.htm) ...
ويسأل لماذا لم نعد ندافع عن انفسنا ضد قوى الإضطهاد؟
قد يثير السؤال التعجب لأنه يأتي من أشد الشعوب أفتخاراً بنفسه وحريتهان هذا الشعور بالانكسار والهزيمة التدريجية لغياب الفكر الغربي عن مشروع الحسين ع والاسلام الذي يخلق في الانسان الوعي بالذات وبالمجتمع ويجدد الارادة واللاندفاع ثم
يكتب "ليفين" في مقالته هل يمكن أن يصبح الناس منكسرين إلى الدرجة التي لايعود فيها ممكناً تحريرهم من خلال تبيان حقيقة واقعهم الأليم؟ هل يمكن أن تجعلهم تلك الحقيقة أكثر إحباطاً واستسلاماً؟ هل حدث مثل هذا الإحباط والإستسلام في الولايات المتحدة؟ هل يرغب المتسلطون بأن نرى كيف تم ابتزازنا لأنهم يعلمون بأن صورة الشعب المهزوم أمام الإضطهاد الصريح ستعمق الإستسلام للإضطهاد؟".
عن هذا يجيب ليفين : نعم يمكن أن يصل الناس إلى درجة من الإنكسار، لايعود فيها توضيح الإضطهاد لهم محفزاً على الرفض والإحتجاج، بل إلى الإغراق في الإستسلام، ولهذه الحالة إسم علمي معروف هو
عارض الإضطهاد
ولاغرو ان بعض المفكرين العظماء تصطدم مشاعرهم وضمائرهم بما يلمسون في مجتماعاتهم من تاخر وانحراف وفساد فيعمدون الى الاصلاح والتجديد والتنبية على ما في تراثهم الديني من قيم واتجاهات سامية وحلول ممكنة لمايطرءمن مشكلات ويدركون مافي ذالك التاثر من عدوة الى الثورة على الفساد والانحراف والتاخر
وتجد في نهضة الحسين ع ضد الظلم والاظطهاد جامعة علوم تعيد بناء الانسان بعد ان تشوة تفكرية ومسحت ذاكرتة تعيد الانسان لمشروعة الرسالي
فنطلق الامام الحسين عليه السلام لييوجة المؤمن في الاساس لينطلق في عمله الرسالي الدعوتي، لان الله تعالى يطلب منه ذلك، ولانه يثيبه عليه.. ولكن الانسان المسلم لا يتعامل مع عمله على اساس انه (مسؤولية) يريد التنصل منها، وابراء ذمته، وعهدته من عبء الامر، والطلب الالهي.. بل، ولا يتعامل معه على انه (طريق للثواب) الاخروي.. فقط.. وانما تنشأ عنده قبل العمل لله، واثناءه علاقات وجدانية تتمثل في حب هداية الناس، والتطلع الى تغييرهم،وحمايتهم من الانكسارامام الظالمين والطغاة والمفسدين ولهذ تجد الامام الحسين عليه السلام يبكي على قاتلية في موقف يمثل العمق الانساني النادر الوجود
ويسعى لاصلاح دينهم، وآخرتهم، وينشط لديه الحس الاخلاقي فيهمه امر الناس، والاحسان اليهم وطاعتهم لله ورفع الظلم والاضطهاد عنهم بايديهم
في الرواية عن عمار السابطي قال قلت لابي عبد الله (ع) :
(ايما افضل العبادة في السر مع الامام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق، ودولته، مع الامام منكم الظاهر ؟ فقال : يا عمار الصدقة في السر والله افضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع امامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل، وحال الهدنة افضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور دولة الحق مع امام حق ظاهر في دولة الحق..
ثم قال عمار : قلت : جعلت فداك فما ترى اذاً ان نكون من اصحاب القائم، ويظهر الحق، ونحن اليوم في امامتك وطاعتك افضل أعمالاً من اصحاب دولة الحق والعدل ؟
قال (ع) :
(سبحان الله اما تحبون ان يظهر الله تبارك وتعالى الحق، والعدل في البلاد، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة، ولا يعصون الله عز وجل في ارضه وتقام حدوده في خلقه، ويرد الله الحق الى اهله فيظهر حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخلق)
وهكذا لا يريد الامام ان يجعل من قضية تطبيق حدود الله أو اقامة
دعائم ومعالم رسالته في الارض مجرد قضية مسؤولية باردة.. يتهرب عنها الانسان في أي لحظة يتوهم فيها أن عملاً آخر اكثر ثواباً، واجراً..
ويتعامل معها تعاملاً فردياً جافاً، وانما هي قضية رسالة ربانية تبدء من منطلقات ومنهج ومخطط .. وارادة الله تعالى في الارض يكتّل لها الامام، والاسلام القيم الدينية النفسية المتعلقة بالثواب، والقيم العاطفية الراجعة الى حب الله، وحب رسالته، والغضب لمحارمه، اذا انتهكت، والقيم الانسانية الاخلاقية المتعلقة بالعدل، والاحسان، والتأليف بين القلوب، وامثالها من المعاني، التي لا يريد الاسلام ان يميتها، ويذيبها في الحس الديني بمعناه الضيق المحدود، وانما يشركها في عملية البناء والتربية.وايقاض الامة وعدم انكسارها ووقوفها بوجة الظلم والاضطهاد
ونتيجة للتعامل العاطفي مع قضية الدعوة.. والعلائق الوجدانية بها، فمن المعقول ان يألم المؤمن في اللحظات التي ينحرف فيها الناس، ولا تحقق الدعوة نجاحاً حسياً ملموساً ويحس بحزن هادئ رزين، وتصيبه حالات من التحسر على الناس وشيء من الاسى المخفف ومن الطبيعي ان يسر، ويفرح عندما يتحقق نحو من التقدم للدعوة والعمل عند الناس..
وليس في هذا ما ينقص من دينه وارتباطه بالناس.. وهذه سيرة الرسول (ص) والائمة (ع)سيرة الحسين ع حاشدة بالامثلة على هذه الاواصر القلبية، والتعلق الوجداني (العاطفي، والانفعالي) بينهم وبين الدعوة ومع الناس.. واسبق الامثلة الى الاذهان.. ما يبدو من خلالكربلاء الحسين ع وهو قمة ما امكن للهدى الالهي ان ينشئه ويربيه - كان يتحسر على قومه ويصيبه نحو من انحاء الالم النفسي على أنهم لا يؤمنون.. وكل ما حاوله كتاب الله تعالى وسنة جدة المصطفى هو ان عزاه وسلاه، والفت نظره الى وسائل
التثبيت، والتسلية، والعزاء من خلال معايشة التصور الرباني للحياة.. واللجوء الى الله.
يقول ويل ديورانت-وهو لا يؤمن بأيّ دين، في كتابه
(دروس التاريخ)
في بحثه حول التاريخ والدين:
(للدين مئة روح، كلُّ شيء إذا قضي عليه، في المرة الأولى، فإنّه سوف يموت وإلى الأبد، إلاّ الدين، فإنّه لو قضي عليه مئة مرة، فإنّه رغم ذلك، سيظهر، وتنبعث
في الحياة بعد ذلك).
يقول الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون
(( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام)).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
« وقد سبق إلى جنات عدن أقوام كانوا أكثر الناس صلاة وصياماً ، فإذا وصلوا إلى الباب ردّوهم عن الدخول ، فقيل : بماذا ردّوا ؟ ألم يكونوا في دار الدنيا قد صلّوا وصاموا وحجّوا ؟ فإذا بالنداء من قبل الملك الاَعلى جلّ وعلا : بلى قد كانوا ليس لاَحد أكثر منهم صياماً ولا صلاة ولا حجاً ولا اعتماراً ، ولكنّهم غفلوا عن الله مواعظه
اخر مااقول
يوما بعد يوم يزداد الكشف المذهل للنهضة الحسينية المباركة التي تتضمن بعد زمني يشير الى ان مرور الايام والسنين والقرون سوف يحقق مزيدا من الكسب لموقع المشروع الالهي الكربلائي في العالم والخسران والاندحار لمنابع الكفر والحاد والنواصب هناك حيث تتعرى السنن الطبيعية الحياة وحقائق الوجود وطبيعة الانسان وفطرتة في رفض الطاغوت والسهي نحوالعدالة والحرية ان فلسفة كربلاء هي حصيلة المعطيات الالهي لقانون الله في الارض قانونة المكثف وتفسيرة المركز ليعلن بوضوح لاتعلق به ذرة غباراننا امام عصر سيعود فيه العالم لكي يرتمي في احضان الدين الاسلامي الحسيني بعد رحلة عذاب ونصب دامت القرون طويلة
لبيك يا حسين
اللهم تقبل منا بقبل حسن
خادمكم
لواءمحمدباقر