المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كـتاب يوحنا } ~~


هدى الايمان3
10-02-2010, 01:32 AM
كتاب يوحنا

إعداد


عبدالنبي عبدالمجيد النشابة



الطبعة الثانية


2002م

سأرفق بين فين وآخر أربع صفحات





بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي أنقذني من الملل الباطلة، ونجاني من النحل العاطلة، وبصرني مزالق الآراء الواهية، وأرشدني إلى الفرقة الناجية من الفرقة الهاوية، وعرفني الأئمة المعصومين ومراتبهم الجالية، فواليت من والاهم وعاديت من عاداهم في السر والعلانية. فصل اللهم على خاتم أنبيائك الماضية وقائد أولئك الآتية، محمد المنعوت في كتب الخالية، والمبعوث بالملة الزاهرة، صلاة دائمة باقية هامرة، وعلى عترته الطاهرة، سادات الدنيا والآخر.
(وبعد) فيقول يوحنا بن إسرائيل الذمي: إني كنت رجلا ذميا متقنا للفنون العقلية ممتعا من العلوم النقلية لا يحيدني عن الحق مموهات الدلائل ولا يلقيني في الباطل مزخرفات العبارات ومنمقات الرسائل، انجر ينابيع التحقيق من أطواد الحلوم واستخرج بالفكر الدقيق المجهول من العلوم، أتصفح بنظر الاعتبار ومعتقد فريق فريق أميز بين ذلك سواء الطريق، والناس إذ ذاك قد مزقوا دينهم وكانوا شيعا وتمزقوا كل ممزق وتبروا قطعا، فلهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها، يخبطون خبط عشواء فهم لا يبصرون ويتعسفون مهامه الضلالة فهم في ريبهم يترددون، فبعضهم دينه صابئي وغيرهم مجوسي وهذا يهودي وهذا نصراني وآخر محمدي، وبعض عبدوا الكواكب وبعض عبدوا الشمس، وطائفة عبدوا النار وقوم عبدوا العجل، وكل فرقة من هؤلاء صاروا فرقا لا تحصى فلما رأيت تشعب القول وشاهدت تناقض النقول طابقت المنقول بالمنقول وميزت الصحيح من المعلول وأقمت الدليل على وجوب اتباع ملة الإسلام والاقتداء بها إلى يوم الحساب والقيام، فأظهرت كلمة الشهادة وألزمت نفسي بما فيه من العبادة وجمعت الكتب الإسلامية من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع من جميع الفرق المختلفة وجعلت أطالعها ليلا ونهارا وأتفكر في المنافضات التي وقعت في دين الإسلام، فقال بعضهم: إن صفات الله تعالى عين ذاته، وبعض قال: لا عين ذاته ولا زائدة، وبعض قال: إن الله عز وجل أراد الشر وخلقه وبعض نزهه عن ذلك، وبعض جوز على الأنبياء الصغائر، وبعض جوز الكبائر، وبعض جوز الكفر، وبعض أوجب عصمتهم وبعض أوجب النص بالإمامة، وبعض أنكره، وبعض قال بإمامة أبي بكر وأنه أفضل، وبعض كفره، وبعض قال بإمامة علي، وبعض قال بآلهيته، وبعض ساق الإمامة في أولاد الحسن، وبعض ساقها في أولاد الحسين، وبعض وقف على مرسى الكاظم، وبعضهم قال باثنى عشر إماما إلى غير ذلك من الأقوال التي لا تحصى.
وكل هذه الاختلافات إنما نشأت من استبدادهم بالرأي في مقابلة النص واختيارهم الهوى في معارضة النفس وتحكيم العقل على من لا يحكم عليه العقل وكان الأصل فيما اختلف فيه جميع الأمم السالفة واللاحقة من الأصول شبهة إبليس، وكان الأصل في جميع ما اختلفت فيه المسلمون من الفروع مخالفة وقعت من عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستبداده برأي منه في مقابلة الأمر النبوي فصارت تلك الشبهة والمخالفة مبدأ كل بدعة ومنبع كل ضلالة.

هدى الايمان3
10-02-2010, 01:33 AM
أما شبهة إبليس فتشعبت منها سبع شبه فصارت في الخلائق وفتنت العقلاء وتلك الشبهات السبع مسطورة في شرح الأناجيل مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين إبليس وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود والامتناع منه، فقال إبليس للملائكة: إن سلمت أن الباري تعالى إلهي وإله الخلق عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته وانه مهما أراد شيئا قال له كن فيكون وهو حكيم إلى انه يتوجه على مساق حكمته أسئلة. قالت الملائكة: وما هي؟ وكم هي؟ قال إبليس: سبع (الأول) انه قد علم قبل خلقي أي شئ يصدر عني ويحصل مني فلم خلقني أولا وما الحكمة في خلقه إياي؟ (الثاني) إذ خلقني على مقتضى إرادته ومشيئته فلم كلفني بطاعته وأماط الحكمة في التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعته ولا يتضرر بمعصيته؟ (الثالث) إذ خلقني وكلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت وأطعت فلم كلفني بطاعة آدم والسجود له وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك في طاعتي ومعرفتي؟ (الرابع) إذ خلقني وكلفني بهذا التكليف على الخصوص فإذ لم اسجد لعنني وأخرجني من الجنة، ما الحكمة في ذلك بعد إدلم ارتكب قبيحا إلا قولي لا أسجد إلا لك؟ (الخامس) إذ خلقني وكلفني مطلقا وخصوصا فلما لم أطع في السجود لعنني وطردني فلم طرقني إلى آدم حتى دخلت الجنة وغررته بوسوستي فأكل من الشجرة المنهي عنها ولم أخرجه معي وما الحكمة في ذلك بعد أن لو منعني من دخول الجنة امنع استخراجي لآدم وبقي في الجنة؟ (السادس) إذ خلقني وكلفني عموما وخصوصا ولعنني ثم طرقني إلى الجنة وكانت الخصومة بيني وبين آدم فلم سلطني على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروني وتؤثر فيهم وسوستي ولا يؤثر في حولهم إلى قوتهم ولا استطاعتهم وما الحكمة في ذلك بعد أن لو خلاهم على الفطرة دون من يغتالهم عنها فيشعون طاهرين سالمين مطيعين كان أليق وأحرى بالحكمة؟ (السابع) سلمت لهذا كله خلقني وكلفني مطلقا ومقيدا وإذ لم أطع طردني ولعنني وإذا أردت دخول الجنة مكنني وطرقني وإذ عملت عملي أخرجني ثم سلطني على بني آدم فلم إذ استمهلته أمهلني فقلت: ((انظرني إلى يوم يبعثون)) قال: ((إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)) وما الحكمة في ذلك بعد إذ لو أهلكني في الحال استراح الخلق مني وما بقي شر في العالم أليس ببقاء العالم على نظام الخير خير من امتزاجه بالشر؟ قال: فهذه الحجة حجتي على ما ادعيته من كل مسألة.
قال شارح الإنجيل: فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قولوا له: أما تسليمك الأولى إني إلهك ولاه الخلق فإنك غير صادق فيه ولا مخلص إذ لو صدقت إني إله العالمين لما احتكمت علي بلم وأنا الله الذي لا إله إلى هو لا أسأل عما افعل والخلق يسألون. قال يوحنا: وهذا الذي ذكرته من التوراة في الإنجيل مسطور على الوجه الذي ذكرته.
وأما المخالفة التي وقعت من عمر بن الخطاب انه لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرضه الذي توفي فيه دخل عليه جماعة من الصحابة وفيهم عمر بن الخطاب وعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحلته من الدنيا واختلاف أمته بعده وضلال كثير منهم فقال للحاضرين: ((ائتوني بدواة وبيضاء لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي)) قال عمر بن الخطاب: إن النبي قد غلب عليه الوجع وإن الرجل ليهجر وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله، فلو أن عمر لم يحل بينه وبين الكتاب لكتب الكتاب ولو كتبه لارتفع الضلال عن الأمة لكن عمر منعه من الكتابة فكان هو السبب في وقع الضلال، وأنا والله لا أقول هذا تعصبا للرافضة ولكني أقول ما وجدته في كتب أهل السنة الصحيحة وهو مصرح في صحيح مسلم الذي يعتمدون عليه.

هدى الايمان3
10-02-2010, 01:37 AM
ومن الخلاف الذي جرى بين عمر وبعض الصحابة انه لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي توفي فيه جهز جيشا إلى الروم إلى موضع يقال له (موته) وبعث فيه وجوه الصحابة مثل أبي بكر وعمر وغيرهما فأمر عليهم أسامة بن زيد فولاه وبرزوا عن المدينة، فلما ثقل المرض برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تثاقل الصحابة عن السير وتسللوا وبقي أبو بكر وعمر يجيئان ويتجسسان أحوال صحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومرضه ليلا ويذهبان إلى المعسكر نهارا ورسول الله يصيح بهم: ((جهزوا جيش أسامة لعن الله المتخلف عنه)) حتى قالها ثلاثا، فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وقال قوم: لا تسمع قلوبنا المفارقة. ولا يخفى على العاقل قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعث أبي بكر وعمر تحت ولاية أسامة في مرضه وحثهم على المسير، ولا يخفى أيضا مخالفتهم ورجوعهم من غير إذن لما كان ذلك، ولا يخفى لعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتخلف عن جيش أسامة فلماذا كان؟ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ومن الخلاف انه لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عمر: ((والله ما مات محمد ولن يموت ومن قال أن محمدا مات قتلته بسيفي هذا وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم))، فلما تلا عليه أبو بكر (انك ميت وانهم ميتون) رجع عمر وقال: كأني لم اسمع بهذه حتى قرأها أبو بكر.
ومن الخلاف الواقع في الإمامة انه ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة، وهو انه لما مات النبي صلى الله عليه وآله اشتغل علي بتجهيزه ودفنه وملازمته ذلك ومضى أبو بكر وعمر إلى سقيفة بني ساعدة فمد عمر يده فبايع أبا بكر وبايعه الناس، وتخلف علي عليه السلام عن البيعة وعمه العباس والزبير وبنو هاشم وسعد بن عباده الأنصاري ووقع الخلاف الذي سفك فيه الدماء، ولو ترك عمر بن الخطاب الاستعجال وصبر حتى نجتمع الحل والعقد ويبايعوا الأول لكان أولى ولم يحصل الخلاف لمن بعدهم في الاستخلاف.
ومن الخلاف انه لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي يد فاطمة عليه السلام فدك متصرفة فيه من عند أبيها فوقع أبو بكر يدها عنه وعزل وكلاؤها فأتت إلى أبي بكر وطلبت ميراثها من أبيها فمنعها واحتج بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما تركناه يكون صدقة، واحتجت فاطمة فلم يجبها فولت غضبانة عليه وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت، وفي أثناء المحاجة أذعن أبو بكر لقولها فكتب لها بفدك كتابا فلما رآه عمر مزق الكتاب وكان هذا هو السبب الأعظم في الاعتراض على الصحابة والتشنيع عليهم بإيذاء فاطمة عليه السلام مع روايتهم أن من آذاها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الحقيقة ما كان لائقا من الصحابة أن يعطي رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته مما أفاء الله عليه فينزعه أبو بكر وعمر منها مع علمهم أنها كانت تطحن الشعير بيدها، وإنما كانت تريد بالذي ادعته من فدك صرفه للحسن والحسين عليه السلام فيحرمونها ذلك ويتركونها محتاجة كئيبة حزينة، وعثمان بن عفان يعطي مروان بن الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائتي مثقال من الذهب من بيت مال المسلمين ولا ينكرون عليه ولا على أبي بكر، ولو أن عمر لم يمزق الكتاب أو انه ساعد فاطمة في دعواها لكان لهم احمد عاقبة ولم تبلغ الشنيعة ما بلغت.

هدى الايمان3
10-02-2010, 01:38 AM
قال يوحنا: فصاح به إمام الشافعية وأظن انه كان بين الشافعي والحنفي منازعات فقال له: اسكت لا نطقت والله لقد كذبت وتقولت ومن أين أنت والتمييز بين المذاهب وترجيح المجتهدين؟ ويلك ثكلتك أمك وأين لك وقوفا على ما قاله أبو حنيفة وما قاسه برأيه، فانه المسمى بصاحب الرأي يجتهد في مقالة النص ويستحسن في دين الله ويعمل به حتى أوقعه رأيه الواهي في أن قال: لو عقد رجل في بلاد الهند على امرأة كانت في الروم عقدا شرعيا ثم أتاها بعد سنين فوجدها حاملة وبين يديها صبيان يمشون ويقول لها: ما هؤلاء؟ وتقول له: أولادك فيرافعها في ذلك إلى القاضي الحنفي فيحكم أن الأولاد من صلبه ويلحقونه ظاهرا وباطنا يرثهم ويرثونه، فيقول: ذلك الرجل كيف وهذا ولم أقربها قط؟ فيقول القاضي: يحتمل انك أجنبت أو أن يكون أمنيت فطار منيك في قطعة فوقعت في فرج هذه المرأة هل هذا يا حنفي مطابق لكتاب والسنة؟ قال الحنفي: نعم إنما يلحق به لأنها فراشه والفراش يلحق ويلتحق بالعقد ولا يشترط فيه الوطي. وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) فمنع الشافعي أن يصير فراشا بدون الوطي وغلب الشافعي الحنفي بالحجة.
ثم قال الشافعي: وقال أبو حنيفة: لو أن امرأة زفت إلى زوجها فعشقها رجل فادعى عند قاضي الحنفية انه عقد عليها قبل الرجل الذي زفت إليه أرشى المدعي فاسقين حتى شدها له كذبا بدعواه فحكم القاضي له تحرم على زوجها الأول ظاهرا وباطنا وثبتت زوجية تلك المرأة للثاني وأنها تحل عليه ظاهرا وباطنا وتحل منها على الشهود الذين تعمدوا الكذب في الشهادة! فانظروا أيها الناس من هذا مذهب من عرف قواعد الإسلام؟ قال الحنفي: لا اعتراض لك عندنا أن حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا وهذا متفرع عليه فخصمه الشافعي ومنع أن ينفذ حكم القاضي ظاهرا وباطنا بقوله تعالي: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ) ولم ينزل الله ذلك.
ثم قال الشافعي: وقال أبو حنيفة: لو أن امرأة غاب عنها زوجها فانقطع خبره فجاء رجل فقال لها: أن زوجك قد مات فاعتدي، فاعتدت ثم بعد العدة عقد علها آخر ودخل علها وجاءت منه بالأولاد ثم غاب الرجل الثاني و ظهر حياة الرجل الأول وحضر عندها فإن جميع أولاد الرجل الثاني أولاد للرجل الأول يرثهم ويرثونه، فيا أولي العقول فهل يذهب إلى هذا القول من له دراية وفطنة؟ فقال الحنفي: إنما اخذ أبو حنيفة هذا من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) فاحتج عليه الشافعي بكون الفراش مشروطا بالدخول فغلبه.
ثم قال الشافعي: وإمامك أبو حنيفة قال: أيما رجل رأى امرأة مسلمة فادعى عند القاضي بان زوجها طلقها وجاءت بشاهدين شهدا له كذبا فحكم القاضي بطلاقها حرمت على زوجها وجاز للمدعي بنكاحها وللشهود أيضا، وزعم أن حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا. ثم قال الشافعي: وقال إمامك أبو حنيفة: إذا شهد أربعة رجال على رجل بالزنا فان صدقهم سقط عنه الحد وان كذبهم لزمه وثبت الحد فاعتبروا يا أولي الأبصار. ثم قال الشافعي: وقال أبو حنيفة: لو لاط رجل بصبي واوقبه فلا حد عليه بل يعزر، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من عمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول)). وقال أبو حنيفة: لو صب أحد حنطة فطحنها ملكها بطحنها فلو أراد أن يأخذ صاحب الحنطة طحينها ويعطي الغاصب الأجرة لم يجب على الغاصب إجابته وله منعه فإن قتل صاحب الحنطة كان دمه هدرا

ترانيم الملائكة
10-02-2010, 10:01 AM
يعطيك العافية اختي هدى الايمان وشكرا على الطرح القيم

هدى الايمان3
10-02-2010, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا لك على المرور ,,

انتظروا الصفحات الاخرى من الكتاب