رامي العكراتي
10-02-2010, 11:11 PM
كتاب العقل والجهل
1 - أخبرنا(1) أبوجعفر محمد بن يعقوب قال: حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما خلق الله العقل(2) استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر(3) ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب.
2 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف(4)، عن الاصبغ بن نباته، عن علي عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه
___________________________________
(1) الظاهر أن قائل أخبرنا: أحد رواة الكافي كالنعماني أو الصفواني أو غيرهما ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف رضوان الله عليه كما هو دأب القدماء. (آت).
(2) ان العقل هو تعقل الاشياء وفهمها في اصل اللغة واصطلح اطلاقه على امور: الاول: قوة ادراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب الامور ذوات الاسباب وما يؤدي اليها وما يمنع منها. والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب. الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع، واجتناب الشرور والمضار الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم، فان وافقت قانون الشرع واستعملت في ما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع.
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك، وأثبتوا لها مراتب أربع سموها بالعقل الهيولاني: والعقل بالملكة، والعقل بالفعل: والعقل المستفاد.
الخامس: النفس الناطقة الانسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس: ما ذهب اليه الفلاسفة من أنه جوهر قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا. (آت).
(3) الامر بالاقبال والادبار يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقياد الاشياء لما يريده تعالى منها.
و أن يكون امرا تكوينيا لتكون قابلة للامرين، اي: الصعود إلى الكمال والقرب والوصال، و الهبوط إلى النقص وما يوجب الوبال. (آت)
(4) وزان أمير على ما في القاموس.
[11]
فقالا: يا جبرئيل إنا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.(1)
1 - أخبرنا(1) أبوجعفر محمد بن يعقوب قال: حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما خلق الله العقل(2) استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر(3) ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب.
2 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف(4)، عن الاصبغ بن نباته، عن علي عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه
___________________________________
(1) الظاهر أن قائل أخبرنا: أحد رواة الكافي كالنعماني أو الصفواني أو غيرهما ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف رضوان الله عليه كما هو دأب القدماء. (آت).
(2) ان العقل هو تعقل الاشياء وفهمها في اصل اللغة واصطلح اطلاقه على امور: الاول: قوة ادراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب الامور ذوات الاسباب وما يؤدي اليها وما يمنع منها. والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب. الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع، واجتناب الشرور والمضار الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم، فان وافقت قانون الشرع واستعملت في ما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع.
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك، وأثبتوا لها مراتب أربع سموها بالعقل الهيولاني: والعقل بالملكة، والعقل بالفعل: والعقل المستفاد.
الخامس: النفس الناطقة الانسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس: ما ذهب اليه الفلاسفة من أنه جوهر قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا. (آت).
(3) الامر بالاقبال والادبار يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقياد الاشياء لما يريده تعالى منها.
و أن يكون امرا تكوينيا لتكون قابلة للامرين، اي: الصعود إلى الكمال والقرب والوصال، و الهبوط إلى النقص وما يوجب الوبال. (آت)
(4) وزان أمير على ما في القاموس.
[11]
فقالا: يا جبرئيل إنا امرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.(1)