خادم زينب الكبرى
11-02-2010, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
لقد عانى ماعانى الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله من هذه الأمة طول فترة حياته فقد قال صلوات الله عليه ((ماأوذي نبي بمثل ماأوذيت)) .
ولد النبي صلّى الله عليه وآله قبل وفاة والده بشهرين ، وبعد فترة قليلة فقدَ والدته لكي يعيش محروماً من حنان ورعاية الوالدين ، وبذلك أصبح يتيم الأبوين ، وماذلك إلا إرادة ربانية حتى يكون تحت الرعاية الالهية الخالصة ، وليتشرف ذلك الرجل الجليل أبو طالب رضوان الله تعالى عليه بهذه المهمة على الرغم من تربص المتربصين من اليهود .
وقبل نبوته كان يعتزل القوم ليتعبّد بمكان منعزلٍ عن العيون ، فكان يشمئز من النظر الى الأوثان الموضوعة ورؤيته تعبّد الناس لها والابتعاد عن المعبود الحقيقي بالرغم من وجود النبوات والرسائل السماوية السابقة ، لكنها النفس الآمرة بالهوى ولعب الشيطان في العقول يسيّرها حيث يريد والناس متبعون لها لايبصرون الطريق الصحيح لابأبصارهم ولاببصيرتهم .
فكان صلوات الله عليه يجد نفسه في تلك العزلة فينفرد بربه بذلك الغار ليستقبل الفيوضات الالهية ويُقرّ لله بالعبودية ويتبرأ مما يعبد القوم ومايشركون به ، وغالباً ماكان يأخذ بيده إبن عمه في عزلته فكان يصيبه من ذلك الشئ الكثير .
وبدأ العناء الحقيقي عند بداية نبوته مما لاقاه من عشيرته التي بدأ دعوته بهم ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) ومن ثم قومه ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)) ، فما ناله منهم إلا السخرية والاستهزاء والطعن بنبوته وتكذيبه وإتهامه بالسحر ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)) ، بالرغم ماعرفوه منه من الصدق وحسن السيرة طول حياته معهم - فكانوا يلقبونه بالصادق الأمين وهو الذي أرشدهم الى كيفية وضع الحجر الأسود عند إختصامهم الذي لولاوه صلوات الله عليه لفتكت الفتنة بهم ، فوضع الحجر بيديه الكريمتين - فلم يكن ذلك شافعاً له عندهم ، لأن ذلك كان يتضارب مع أهوائهم وسلطانهم ومما يدّر عليهم (من وجود الأصنام) من الأموال والهبات . فكل ذلك يضرّ بمصالحهم فحاربوه وقاطعوه حتى وصل بهم الأمر الى أن إعتزلوهم وعزلوهم في شعب أبي طالب ، ويالها من عزلة التي قاسى فيها النبي أشد أنواع الابتلاءات ، وخرج من ذلك الحصار بوفاة الناصر والداعم له ألا وهي زوجته الوفية رضوان الله تعالى عليها التي عاضدته ووقفت الى جانبه فتركت في نفسه الحزن والأسى ، وماهي إلا أيام بعدها إرتحل الى العالم الآخر كافله وحصنه والذاب عنه أبو طالب رضوان الله تعالى إليه ، فتكالبت عليه الأعداء بعده .
وكل ذلك لم يثن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله عن إكمال تبليغ الرسالة وإيصال مايرده الله من الناس ، ففُك الحصار بمعجزة الدودة التي أرسلها الله على صحيفتهم .
ومن هنا بدأت المرحلة الثانية من حياة الرسالة إستهلها بالهجرة ، فكان وضع اللبنات الأساسية للدولة الإسلامية وإرساء القواعد الأساسية للدين .
فهبّت قريش بحَثٍّ ومساعدة من اليهود لمحاربته لإخماد هذا الدين ، ولكن يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ، فشعّ نور الإسلام حتى فُتحت مكة وأخذ الناس يدخلون أفواجاً أفواجاً ((إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْح ُ * وَرَاَيْت َ النَّاس َ يَدْخُلُون َ فِي دِين ِ اللهِ اَفْوَاجاً)) ، ورويداً رويداً يقوى النور ويضعف الظلام .
ومن هنا بدأت المرحلة الثالثة ، ألا وهي تبليغ ونشر الأحكام والتعاليم الالهية وتعريفهم بها وارشادهم لما فيه الهداية والصلاح ، وفي ذلك كله كان الرفيق في مشواره ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام فتعلم منه العلوم التي لم يصل اليها أحد حتى قال عليه السلام ((علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب كل باب يفتح ألف باب)) .
وقبل وفاته صلّى الله عليه وآله بلّغ بالوصي والخليفة من بعده بعد الرجوع من حجة الوداع بعدما أتاه الوحي بتبليغ ذلك على الناس ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) ، فأمرهم صلّى الله عليه وآله بمبايعة الإمام علي عليه السلام فعرفت ببيعة غدير خم ، حتى لايتيه الناس بعد وفاته صلوات الله عليه ويُحفظ الدين .
وأثناء مرض الوفاة أراد أن يكتب عليه الصلاة والسلام كتاباً لهم حتى لايضلّوا بعده ، ولكن ... !!!
ولطالما كان يذكر لهم أهل بيته طول مرحلة رسالته من خلال الآيات الكريمة والأحداث والأحاديث الشريفة حتى قال لهم عليه الصلاة والسلام ((إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) .
وياللقوم في حفظهم لوصية الرسول صلّى الله عليه وآله في أهل بيته !!!
ولم يكتفوا بسلب حقهم الذي أوصى به الله ، بل تعدّوا عليهم بالتعذيب والأذى والقتل وحتى السبي ... فيالها من مصيبة .
صلّى الله عليك ياسيدي ومولاي يارسول الله
أعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب العظيم بفقدنا الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله ...
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
لقد عانى ماعانى الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله من هذه الأمة طول فترة حياته فقد قال صلوات الله عليه ((ماأوذي نبي بمثل ماأوذيت)) .
ولد النبي صلّى الله عليه وآله قبل وفاة والده بشهرين ، وبعد فترة قليلة فقدَ والدته لكي يعيش محروماً من حنان ورعاية الوالدين ، وبذلك أصبح يتيم الأبوين ، وماذلك إلا إرادة ربانية حتى يكون تحت الرعاية الالهية الخالصة ، وليتشرف ذلك الرجل الجليل أبو طالب رضوان الله تعالى عليه بهذه المهمة على الرغم من تربص المتربصين من اليهود .
وقبل نبوته كان يعتزل القوم ليتعبّد بمكان منعزلٍ عن العيون ، فكان يشمئز من النظر الى الأوثان الموضوعة ورؤيته تعبّد الناس لها والابتعاد عن المعبود الحقيقي بالرغم من وجود النبوات والرسائل السماوية السابقة ، لكنها النفس الآمرة بالهوى ولعب الشيطان في العقول يسيّرها حيث يريد والناس متبعون لها لايبصرون الطريق الصحيح لابأبصارهم ولاببصيرتهم .
فكان صلوات الله عليه يجد نفسه في تلك العزلة فينفرد بربه بذلك الغار ليستقبل الفيوضات الالهية ويُقرّ لله بالعبودية ويتبرأ مما يعبد القوم ومايشركون به ، وغالباً ماكان يأخذ بيده إبن عمه في عزلته فكان يصيبه من ذلك الشئ الكثير .
وبدأ العناء الحقيقي عند بداية نبوته مما لاقاه من عشيرته التي بدأ دعوته بهم ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) ومن ثم قومه ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)) ، فما ناله منهم إلا السخرية والاستهزاء والطعن بنبوته وتكذيبه وإتهامه بالسحر ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)) ، بالرغم ماعرفوه منه من الصدق وحسن السيرة طول حياته معهم - فكانوا يلقبونه بالصادق الأمين وهو الذي أرشدهم الى كيفية وضع الحجر الأسود عند إختصامهم الذي لولاوه صلوات الله عليه لفتكت الفتنة بهم ، فوضع الحجر بيديه الكريمتين - فلم يكن ذلك شافعاً له عندهم ، لأن ذلك كان يتضارب مع أهوائهم وسلطانهم ومما يدّر عليهم (من وجود الأصنام) من الأموال والهبات . فكل ذلك يضرّ بمصالحهم فحاربوه وقاطعوه حتى وصل بهم الأمر الى أن إعتزلوهم وعزلوهم في شعب أبي طالب ، ويالها من عزلة التي قاسى فيها النبي أشد أنواع الابتلاءات ، وخرج من ذلك الحصار بوفاة الناصر والداعم له ألا وهي زوجته الوفية رضوان الله تعالى عليها التي عاضدته ووقفت الى جانبه فتركت في نفسه الحزن والأسى ، وماهي إلا أيام بعدها إرتحل الى العالم الآخر كافله وحصنه والذاب عنه أبو طالب رضوان الله تعالى إليه ، فتكالبت عليه الأعداء بعده .
وكل ذلك لم يثن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله عن إكمال تبليغ الرسالة وإيصال مايرده الله من الناس ، ففُك الحصار بمعجزة الدودة التي أرسلها الله على صحيفتهم .
ومن هنا بدأت المرحلة الثانية من حياة الرسالة إستهلها بالهجرة ، فكان وضع اللبنات الأساسية للدولة الإسلامية وإرساء القواعد الأساسية للدين .
فهبّت قريش بحَثٍّ ومساعدة من اليهود لمحاربته لإخماد هذا الدين ، ولكن يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ، فشعّ نور الإسلام حتى فُتحت مكة وأخذ الناس يدخلون أفواجاً أفواجاً ((إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْح ُ * وَرَاَيْت َ النَّاس َ يَدْخُلُون َ فِي دِين ِ اللهِ اَفْوَاجاً)) ، ورويداً رويداً يقوى النور ويضعف الظلام .
ومن هنا بدأت المرحلة الثالثة ، ألا وهي تبليغ ونشر الأحكام والتعاليم الالهية وتعريفهم بها وارشادهم لما فيه الهداية والصلاح ، وفي ذلك كله كان الرفيق في مشواره ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام فتعلم منه العلوم التي لم يصل اليها أحد حتى قال عليه السلام ((علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب كل باب يفتح ألف باب)) .
وقبل وفاته صلّى الله عليه وآله بلّغ بالوصي والخليفة من بعده بعد الرجوع من حجة الوداع بعدما أتاه الوحي بتبليغ ذلك على الناس ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) ، فأمرهم صلّى الله عليه وآله بمبايعة الإمام علي عليه السلام فعرفت ببيعة غدير خم ، حتى لايتيه الناس بعد وفاته صلوات الله عليه ويُحفظ الدين .
وأثناء مرض الوفاة أراد أن يكتب عليه الصلاة والسلام كتاباً لهم حتى لايضلّوا بعده ، ولكن ... !!!
ولطالما كان يذكر لهم أهل بيته طول مرحلة رسالته من خلال الآيات الكريمة والأحداث والأحاديث الشريفة حتى قال لهم عليه الصلاة والسلام ((إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) .
وياللقوم في حفظهم لوصية الرسول صلّى الله عليه وآله في أهل بيته !!!
ولم يكتفوا بسلب حقهم الذي أوصى به الله ، بل تعدّوا عليهم بالتعذيب والأذى والقتل وحتى السبي ... فيالها من مصيبة .
صلّى الله عليك ياسيدي ومولاي يارسول الله
أعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب العظيم بفقدنا الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله ...
*** والحمد لله ربّ العالمين ***