مريم محمد
13-02-2010, 02:44 PM
دور الدراما في إصلاح المجتمع
* د. منال أبو الحسن
** ** **
http://www.balagh.com/thaqafa/images/301010.jpg (http://www.balagh.com/thaqafa/images/301010.jpg)
يمثل الإنتاج الدرامي قطاعاً مهماً من الإنتاج الإعلامي الذي يهتم به العديد من فئات المجتمع؛ في مقدمتهم الجمهور النسائي، ثم الشباب الذي تعددت دوافعه لمشاهدة الدراما من حيث الترفيه والتعلم واكتساب المعرفة والتفاعل مع الآخرين وفهم قضايا اجتماعية، والتعرف على أنماط اجتماعية جديدة.
الدراما الأجنبية: ومن الظواهر الحديثة التي أثرت في الشباب العربي كثرة المعروض من الأعمال الدرامية الأجنبية، والتي أدت إلى قبول القيم الأجنبية كبديل عن القيم المجتمعية العربية، واستخدام نفس طرق حل المشكلات التي ربما تحدث خللاً مجتمعياً، وزيادة الفجوة بين الأجيال، وانفصال الشباب عن مشكلاتهم الواقعية مما يعطل طرق العلاج والتنمية، واعتبار الشخصيات الأجنبية نموذجاً يمكن الاقتداء به.
كما انتشرت الدراما التركية المدبلجة بما تحمله من خطورة زحف هذا النوع من الدراما الرومانسية والاجتماعية على فلسفة تكوين الأسرة لدى الشباب العربي، ومعايير الارتباط بالزوج والزوجة من حيث الشكل والمضمون.
وظهرت المنتجات الدرامية الكوميدية المقلدة من الإنتاج الأجنبي، وهو ما يسمى "بالست كوم"، وهي دراماً تعتمد على المواقف الاجتماعية المضحكة، ولا تربط المشاهد بقضية معينة لمتابعتها بما يمكن أن نسميها "دراما التيك أواي"، وهي لا تعطي نموذجاً يمكن الاقتداء به، بل على العكس، فإنها تعرض نماذج ساخرة من الشخصيات الإنسانية، وتقدم أشكالاً جديدة للأسرة (أسرة من بنات فقط – أسرة من أصدقاء ذكور وإناث!)، ومثل هذه النوعية من الدراما تدعم التوجهات الخاصة بقبول الأشكال المتعددة للأسرة، وتقديمها في المنتجات الإعلامية الخفيفة والكوميدية ليسهل تقبل الجمهور لها.
وتعتبر الدراسات الخاصة بالدراما مرجعاً للقارئ يستطيع من خلاله التعرف على العديد من الظواهر المتعلقة باستخدامات المشاهد للدراما وتأثيراتها عليه في كافة الجوانب، قد تختلف في بعض النتائج ولكن لا تزال هناك نتائج عامة يمكن الاستفادة منها لتطوير هذا القطاع الفني لخدمة المجتمع.
فقد بينت دراسة حديثة تفضيل الشباب للدراما وخاصة الأجنبية منها، وتليها الدراما التركية بما يؤدّي إلى اغتراب ثقافي لدى الشباب، فيكون لسان حالهم "لن أعيش في جلباب أبي"! وتبين أن الشباب يدركون أن القيم الإيجابية في الأعمال الدرامية تعرض بشكل لا يسمح بالاقتداء بها؛ حيث إنها لا تُدعم بالسلوك الإيجابي الذي يتحلى بالفضيلة في الحياة الواقعية.
- الفضيلة والرذيلة:
كما يصعب على الشباب اكتساب الفضيلة من خلال الأعمال الدرامية لكثرة الرذائل في العمل الدرامي، وصعوبة تطبيق الفضيلة في الواقع وعدم واقعية تناولها في العمل الدرامي، والشباب على درجة من الوعي تسمح لهم بإدراك واقع المشكلات الاجتماعية وارتباطها بما يُعرض من أعمال درامية، وإدراك ما يمكن أن تؤديه الأعمال الدرامية من مشكلات أسرية خاصة بالعنوسة والطلاق والعنف الأسري، وهذا يتطلب ضرورة العمل لاستخدام القالب الدرامي في حل المشكلات المجتمعية بدلاً من المساهمة في تكريسها؛ خاصة وأن هذه المشكلات قد ارتفعت نسبة وجودها في المجتمعات العربية وبنسب متقاربة، كما أنها تمتد لتشمل قطاعات عديدة في المجتمع، كقطاع المرأة والطفل، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالعديد من القضايا الأخرى، كأطفال الشوارع، والإدمان، والبطالة.
وتؤكّد العديد من الدراسات الإعلامية الأخرى للدراما في مصر والدول العربية، أن تركيزها منصب على القيم السلبية بما يفتح المجال لظهور اختلال في القيم، وظهور مجموعة من الأفكار السلبية في الأعمال الدرامية، مثل: اختلال قيمة الكفاح، واهتزاز صورة الأب والأم والأسرة، والنظرة المادية للزواج، وعدم احترام العلم، وسيطرة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وعدم احترام القانون، وقلة عدد الشخصيات الإيجابية في الأدوار الرئيسة وزيادتها في الأدوار الثانوية.
- وسيلة للإصلاح:
وفي وسط هذا الزخم الشديد من التأثيرات الدرامية السلبية، نجد نماذج أخرى استطاعت الاستفادة من هذا الفن في حل بعض مشكلات المجتمع في المجالات المختلفة، كالتعليم، والزراعة، والطب، والإرشاد، ذلك ما يدعونا للنظر إليها كوسيلة للإصلاح من خلال تناول أطرافها المتعددة.
فالدراما كقالب فني يستطيع من خلال أشكاله المتعددة وقدرته على التأثير أن يأخذ مكانته في تنمية المجتمع وترسيخ قيمه الأصيلة، وهو ما يلقي العبء على فئات عديدة يمكنه المساهمة في دعم هذا الفن وتنقيته من الرذائل التي لحقت به، والاستفادة من مقوماته وخصائصه في التأثير على المجتمع، ومن هذه الفئات الكاتب والسينارست الذي يستطيع من خلال قلمه عرض المشكلة، وإعطاء الحلول، وتجنب الأخطار، وتصحيح السلوكيات، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وكذلك الممثلون، يمكن أن يقوموا بدور إيجابي يتمثل في حسن اختيار الأدوار واعتبار عملهم رسالة تنموية وتربوية لا أن يكون مصدراً للربح غير المشروع، وعلى المنتجين دور في نجاح هذا القطاع الفني من حيث دعم الأعمال الفنية الراقية والأصيلة بما يتناسب مع الإمكانات الإنتاجية الحديثة، وتدعيم القيم العربية والإسلامية من خلال أعمال إنتاجية مشتركة ضخمة تكرس من أجل نشر الرسالة الراقية، كما يجب تشجيع الخريجين في مجال الإخراج والتصوير والمونتاج، وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من التقنيات الحديثة، ودعم أصحاب الخبرة لهم.
- عناصر نجاح:
ومن عناصر نجاح الدراما أن تناقش قضايا حقيقية وليست مصنوعة أو مفروضة ضمن أجندة دولية معينة، يساق إليها الكتاب من أجل تحقيق الربح السريع أو الشهرة الزائفة، ومنها ما يساق إليه المؤلفون الآن من الكتابة للموضوعات الخاصة بالاغتصاب والتحرش الجنسي، وتمكين المرأة وتغير الأدوار النمطية لها، حيث يكون التركيز فيها على تغير المصطلحات والقيم المجتمعية، وعلى تصوير بعض الأحداث على أنها قضايا مهمة، وإبراز شخصيات نسائية كقدوة في المجتمع وإغفال شخصيات أخرى، وغالباً ما يستخدم فيها الممثلون الذين يعملون أيضاً ضمن الإطار والموجة الدولية لنشر هذه القضايا المفروضة.
أما الأسرة فتقوم بدور فعّال في رفض الأعمال الهادمة والرخيصة ومقاومتها، والحوار الأسري حول القضايا المثارة يجب أن يكون على مستوى احترام العقل والقيم الإنسانية والدينية والمجتمعية والتأكيد على ثوابت الأمة؛ وتوحيد الرؤى حول الأفكار وتوحيد الاتجاهات نحو القضايا، مع ملاحظة الاستخدام الرشيد وعدم الإسراف في المشاهدة، وخاصة من خلال القنوات الدرامية المتخصصة، فكلما زادت كثافة مشاهدة الدراما زاد إدراك مضمون القيم الثقافية المتضمنة على أنها تعكس الواقع حتى وإن كان غير ذلك.
فالدراما يجب أن تقوم بدور فعال في تصحيح المفاهيم والمساهمة في عرض القضايا الراهنة وتوضيح سبل العلاج من خلال مواقف حياتية اجتماعية، تخرج بالدراما من قوقعة التسلية والترفيه إلى رحاب التنمية والتطوير.
_____________________
هذا مقال منقول
لأجل نتشارك فيه ونستنتج منه إلى أي مدى
الدراما الخليجيه + العربيه + التركيه
تأثر على شباب وفتيات هذا الجيل
وهل نحن مع طرح القضايا الجريئه بحجة الإصلاح والبحث على الحل ؟!
هذا ماسنتطرق إليه سويا
أنتظر منكم آرائكم
تحياتي
مريم محمد
* د. منال أبو الحسن
** ** **
http://www.balagh.com/thaqafa/images/301010.jpg (http://www.balagh.com/thaqafa/images/301010.jpg)
يمثل الإنتاج الدرامي قطاعاً مهماً من الإنتاج الإعلامي الذي يهتم به العديد من فئات المجتمع؛ في مقدمتهم الجمهور النسائي، ثم الشباب الذي تعددت دوافعه لمشاهدة الدراما من حيث الترفيه والتعلم واكتساب المعرفة والتفاعل مع الآخرين وفهم قضايا اجتماعية، والتعرف على أنماط اجتماعية جديدة.
الدراما الأجنبية: ومن الظواهر الحديثة التي أثرت في الشباب العربي كثرة المعروض من الأعمال الدرامية الأجنبية، والتي أدت إلى قبول القيم الأجنبية كبديل عن القيم المجتمعية العربية، واستخدام نفس طرق حل المشكلات التي ربما تحدث خللاً مجتمعياً، وزيادة الفجوة بين الأجيال، وانفصال الشباب عن مشكلاتهم الواقعية مما يعطل طرق العلاج والتنمية، واعتبار الشخصيات الأجنبية نموذجاً يمكن الاقتداء به.
كما انتشرت الدراما التركية المدبلجة بما تحمله من خطورة زحف هذا النوع من الدراما الرومانسية والاجتماعية على فلسفة تكوين الأسرة لدى الشباب العربي، ومعايير الارتباط بالزوج والزوجة من حيث الشكل والمضمون.
وظهرت المنتجات الدرامية الكوميدية المقلدة من الإنتاج الأجنبي، وهو ما يسمى "بالست كوم"، وهي دراماً تعتمد على المواقف الاجتماعية المضحكة، ولا تربط المشاهد بقضية معينة لمتابعتها بما يمكن أن نسميها "دراما التيك أواي"، وهي لا تعطي نموذجاً يمكن الاقتداء به، بل على العكس، فإنها تعرض نماذج ساخرة من الشخصيات الإنسانية، وتقدم أشكالاً جديدة للأسرة (أسرة من بنات فقط – أسرة من أصدقاء ذكور وإناث!)، ومثل هذه النوعية من الدراما تدعم التوجهات الخاصة بقبول الأشكال المتعددة للأسرة، وتقديمها في المنتجات الإعلامية الخفيفة والكوميدية ليسهل تقبل الجمهور لها.
وتعتبر الدراسات الخاصة بالدراما مرجعاً للقارئ يستطيع من خلاله التعرف على العديد من الظواهر المتعلقة باستخدامات المشاهد للدراما وتأثيراتها عليه في كافة الجوانب، قد تختلف في بعض النتائج ولكن لا تزال هناك نتائج عامة يمكن الاستفادة منها لتطوير هذا القطاع الفني لخدمة المجتمع.
فقد بينت دراسة حديثة تفضيل الشباب للدراما وخاصة الأجنبية منها، وتليها الدراما التركية بما يؤدّي إلى اغتراب ثقافي لدى الشباب، فيكون لسان حالهم "لن أعيش في جلباب أبي"! وتبين أن الشباب يدركون أن القيم الإيجابية في الأعمال الدرامية تعرض بشكل لا يسمح بالاقتداء بها؛ حيث إنها لا تُدعم بالسلوك الإيجابي الذي يتحلى بالفضيلة في الحياة الواقعية.
- الفضيلة والرذيلة:
كما يصعب على الشباب اكتساب الفضيلة من خلال الأعمال الدرامية لكثرة الرذائل في العمل الدرامي، وصعوبة تطبيق الفضيلة في الواقع وعدم واقعية تناولها في العمل الدرامي، والشباب على درجة من الوعي تسمح لهم بإدراك واقع المشكلات الاجتماعية وارتباطها بما يُعرض من أعمال درامية، وإدراك ما يمكن أن تؤديه الأعمال الدرامية من مشكلات أسرية خاصة بالعنوسة والطلاق والعنف الأسري، وهذا يتطلب ضرورة العمل لاستخدام القالب الدرامي في حل المشكلات المجتمعية بدلاً من المساهمة في تكريسها؛ خاصة وأن هذه المشكلات قد ارتفعت نسبة وجودها في المجتمعات العربية وبنسب متقاربة، كما أنها تمتد لتشمل قطاعات عديدة في المجتمع، كقطاع المرأة والطفل، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالعديد من القضايا الأخرى، كأطفال الشوارع، والإدمان، والبطالة.
وتؤكّد العديد من الدراسات الإعلامية الأخرى للدراما في مصر والدول العربية، أن تركيزها منصب على القيم السلبية بما يفتح المجال لظهور اختلال في القيم، وظهور مجموعة من الأفكار السلبية في الأعمال الدرامية، مثل: اختلال قيمة الكفاح، واهتزاز صورة الأب والأم والأسرة، والنظرة المادية للزواج، وعدم احترام العلم، وسيطرة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وعدم احترام القانون، وقلة عدد الشخصيات الإيجابية في الأدوار الرئيسة وزيادتها في الأدوار الثانوية.
- وسيلة للإصلاح:
وفي وسط هذا الزخم الشديد من التأثيرات الدرامية السلبية، نجد نماذج أخرى استطاعت الاستفادة من هذا الفن في حل بعض مشكلات المجتمع في المجالات المختلفة، كالتعليم، والزراعة، والطب، والإرشاد، ذلك ما يدعونا للنظر إليها كوسيلة للإصلاح من خلال تناول أطرافها المتعددة.
فالدراما كقالب فني يستطيع من خلال أشكاله المتعددة وقدرته على التأثير أن يأخذ مكانته في تنمية المجتمع وترسيخ قيمه الأصيلة، وهو ما يلقي العبء على فئات عديدة يمكنه المساهمة في دعم هذا الفن وتنقيته من الرذائل التي لحقت به، والاستفادة من مقوماته وخصائصه في التأثير على المجتمع، ومن هذه الفئات الكاتب والسينارست الذي يستطيع من خلال قلمه عرض المشكلة، وإعطاء الحلول، وتجنب الأخطار، وتصحيح السلوكيات، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وكذلك الممثلون، يمكن أن يقوموا بدور إيجابي يتمثل في حسن اختيار الأدوار واعتبار عملهم رسالة تنموية وتربوية لا أن يكون مصدراً للربح غير المشروع، وعلى المنتجين دور في نجاح هذا القطاع الفني من حيث دعم الأعمال الفنية الراقية والأصيلة بما يتناسب مع الإمكانات الإنتاجية الحديثة، وتدعيم القيم العربية والإسلامية من خلال أعمال إنتاجية مشتركة ضخمة تكرس من أجل نشر الرسالة الراقية، كما يجب تشجيع الخريجين في مجال الإخراج والتصوير والمونتاج، وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من التقنيات الحديثة، ودعم أصحاب الخبرة لهم.
- عناصر نجاح:
ومن عناصر نجاح الدراما أن تناقش قضايا حقيقية وليست مصنوعة أو مفروضة ضمن أجندة دولية معينة، يساق إليها الكتاب من أجل تحقيق الربح السريع أو الشهرة الزائفة، ومنها ما يساق إليه المؤلفون الآن من الكتابة للموضوعات الخاصة بالاغتصاب والتحرش الجنسي، وتمكين المرأة وتغير الأدوار النمطية لها، حيث يكون التركيز فيها على تغير المصطلحات والقيم المجتمعية، وعلى تصوير بعض الأحداث على أنها قضايا مهمة، وإبراز شخصيات نسائية كقدوة في المجتمع وإغفال شخصيات أخرى، وغالباً ما يستخدم فيها الممثلون الذين يعملون أيضاً ضمن الإطار والموجة الدولية لنشر هذه القضايا المفروضة.
أما الأسرة فتقوم بدور فعّال في رفض الأعمال الهادمة والرخيصة ومقاومتها، والحوار الأسري حول القضايا المثارة يجب أن يكون على مستوى احترام العقل والقيم الإنسانية والدينية والمجتمعية والتأكيد على ثوابت الأمة؛ وتوحيد الرؤى حول الأفكار وتوحيد الاتجاهات نحو القضايا، مع ملاحظة الاستخدام الرشيد وعدم الإسراف في المشاهدة، وخاصة من خلال القنوات الدرامية المتخصصة، فكلما زادت كثافة مشاهدة الدراما زاد إدراك مضمون القيم الثقافية المتضمنة على أنها تعكس الواقع حتى وإن كان غير ذلك.
فالدراما يجب أن تقوم بدور فعال في تصحيح المفاهيم والمساهمة في عرض القضايا الراهنة وتوضيح سبل العلاج من خلال مواقف حياتية اجتماعية، تخرج بالدراما من قوقعة التسلية والترفيه إلى رحاب التنمية والتطوير.
_____________________
هذا مقال منقول
لأجل نتشارك فيه ونستنتج منه إلى أي مدى
الدراما الخليجيه + العربيه + التركيه
تأثر على شباب وفتيات هذا الجيل
وهل نحن مع طرح القضايا الجريئه بحجة الإصلاح والبحث على الحل ؟!
هذا ماسنتطرق إليه سويا
أنتظر منكم آرائكم
تحياتي
مريم محمد