بو هاشم الموسوي
13-02-2010, 09:24 PM
محمد بن أبي بكر"رضوان الله عليه" ولد في سنة حجة الوداع 11 هجري، و قد كان يسمى "عابد قريش"(1) و ذكر ابن كثير في تاريخه : " ولدته [أمه] بالشجرة بين مكة والمدينة ورسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ذاهب إلى حجة الوداع "(2) وأمه هي السيدة الجليلة أسماء بنت عميس، و هذه السيدة الجليلة كانت زوجة جعفر بن أبي طالب و قد هاجرت معه إلى أرض الحبشة و بعد استشهاد جعفر في وقعة مؤتة سنة 8 هجري تزوجها الخليفة أبو بكر وأولدت له من الأولاد محمد"رض" و بعد و فاته تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وترجم لها الزركلي في كتابه الأعلام حيث قال :
" أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث الخثعمي : صحابية، كان لها شأن أسلمت قبل دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم بمكة، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له عبد الله ومحمدا وعوفا، ثم قتل عنها جعفر شهيدا في وقعة مؤتة ( سنة 8 ه ) فتزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمدا ابن أبي بكر، وتوفي عنها أبو بكر فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا. وماتت بعد علي. وصفها أبو نعيم بمهاجرة الهجرتين ومصلية
القبلتين"(3).
وقد كان محمد بن بكر يسمى بربيب الإمام علي بن أبي طالب لأنه نشأ و تربى في كنف علي بن أبي طالب (ع) (4) ويعتبر بن أبي بكر جد الإمام جعفر الصادق من جهة أمه و هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (5) وكان محمد بن أبي بكر و معه جماعة من أهل مصر ممن اتهم بمحاصرة وقتل الخليفة عثمان بن عفان (6) بل يذكر اسمه صراحة بقتل الخليفة عثمان (7) وكان ذلك عام 35 هجري.
ومحمد بن أبي بكر كان من الذين يرون بأحقية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الخلافة و ظل ملازما لعلي حتى استشهاده و كان مع علي بن أبي طالب (ع) في معركتي الجمل والتي كانت مع اخته السيدة عائشة وصفين مع معاوية بن أبي سفيان، ورد ذلك في أسد الغابة : "وشهد [ محمد بن أبي بكر] مع علي بن أبي طالب الجمل و كان على الرجالة و شهد معه [علي] صفين ثم ولاه مصر" (8) وبعد انتهاء معركة الجمل أمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، محمد بن أبي بكر أن ينزل اخته السيدة عائشة دار أبي عبدالله بن خلف الخزاعي وكان عبدالله في من قتل ذلك اليوم – معركة الجمل – فنزلت عند امرأته
صفية (9).
وكان محمد بن أبي بكر من ولاة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حيث كان والي مصر بعد عزل قيس بن سعد بن عبادة وبعد انتهاء معركة صفين وجه اليه معاوية بن أبي سفيان خطابا يتهمه بقتل الخليفة عثمان ويأمره بترك مصر إلا انه أبى ذلك وقاتل جند معاوية بقيادة عمرو بن العاص حتى استشهد رضوان الله عليه وقد ظفر به معاوية بن حديج وأحرقه في جيفة حمار وقد أورد الصفدي هذه الحادثة في كتابه (الوافي بالوفيات) : "فجهز معاوية إليه عمرا ابن العاص في ستة آلاف فلما دانى مصر خرجت العثمانية إليه فكتب إليه عمرو بن العاص أما بعد فتنح عني بدمك فإني أحب أن لا يصيبك مني قلامة ظفر والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك فأخرج أني لك من الناصحين وجاءه كتاب معاوية يقول يا محمد أن البغي والظلم عظيم الوبال وسفك الدم الحرام من النقمة في الدنيا والآخرة وأنا لا نعلم أن أحدا كان على عثمان أشد منك سعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني نايم عنك أو ناس لك فعلك حتى تأتي فتتأمر على بلاد أنت فيها جارى وجل أهلها انصارى يرون رأيي ويرقبون قولي ويستصرخون عليك وقد بعثت إليك قوما حناقا يستشفون بدمك ويتقربون إلى الله بجهادك وقد أعطوا الله عهدا ليقاتلونك وذكر فعله بعثمان وضربه بالمشاقص ثم قال ولن يسلمك القصاص أينما كنت والسلام ولما ظفر به معاوية امسكه معاوية بن حديج وقتله ثم جعله في جوف حمار وحرقه
بالنار" (10).
وعندما علمت عائشة بذلك حزنت حزنا شديدا عليه و أخذت تدعو على ابن حديج وابن العاص في صلاتها، حيث ورد في نفس المصدر : "وبلغ عايشة ذلك فساءها وقنتت دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن حديج وعمرو وهذا ما روى أبو مخنف وأما الواقدي فقال قاتل حتى قتل وقال ابن عبد ربه أن معاوية بن حديج بعث برأس محمد إلى معاوية وكان أول رأس طيف به في الإسلام" (11).
و من أراد التوسع فقد أورد العلماء والمؤرخين بكتبهم تحت عنوان حوادث سنة 37 و 38 هجري.
و قد كان ابن أبي بكر "رض" من الصلاح والورع والتقوى والتي بسببها خلّده تاريخنا الإسلامي وكيف لا يكون كذلك وهو الذي تربى بحجر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وكان استشهاد محمد بن أبي بكر "رض" سنة 38 للهجرة على يد معاوية بن حديج وعمرو بن العاص بأمر معاوية بن أبي سفيان.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) خير الدين الزركلي، الأعلام، ج6، ص 219-220.
(2) أبي الفداء بن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج4، ص289.
(3) خير الدين الزركلي، المصدر السابق، ج1، ص306.
(4) أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ص405.
(5) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص187 و أيضا : أبي نصر البخاري، سر السلسلة العلوية، ص33.
(6) ابن عبدالبر، الإستيعاب، ج3، ص1366 وأيضا: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج9، ص74 و أيضا : المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص 364 و أيضا: الصفدي، الوافي بالوفيات، ج2، ص 187، وأيضا: الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3، ص266.
(7) ابن شبة النميري، تاريخ المدينة، ج4، ص1230.
(8) عزّ الدين ابن الأثير، أسد الغابة، ج5، ص 98.
(9) أحمد بن داوود الدنيوري، الأخبار الطوال، ص144.
(10) خليل بن ايبك الصفدي، الوافي بالوفيات، ج2، ص187.
(11) خليل بن ايبك الصفدي، المكان نفسه.
حشرنا الله مع محمّد وآله وأصحابه المنتجبين ،،،
ولعنة الله تعالى على ظالمي آل محمّد ،،،
" أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث الخثعمي : صحابية، كان لها شأن أسلمت قبل دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم بمكة، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له عبد الله ومحمدا وعوفا، ثم قتل عنها جعفر شهيدا في وقعة مؤتة ( سنة 8 ه ) فتزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمدا ابن أبي بكر، وتوفي عنها أبو بكر فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا. وماتت بعد علي. وصفها أبو نعيم بمهاجرة الهجرتين ومصلية
القبلتين"(3).
وقد كان محمد بن بكر يسمى بربيب الإمام علي بن أبي طالب لأنه نشأ و تربى في كنف علي بن أبي طالب (ع) (4) ويعتبر بن أبي بكر جد الإمام جعفر الصادق من جهة أمه و هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (5) وكان محمد بن أبي بكر و معه جماعة من أهل مصر ممن اتهم بمحاصرة وقتل الخليفة عثمان بن عفان (6) بل يذكر اسمه صراحة بقتل الخليفة عثمان (7) وكان ذلك عام 35 هجري.
ومحمد بن أبي بكر كان من الذين يرون بأحقية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الخلافة و ظل ملازما لعلي حتى استشهاده و كان مع علي بن أبي طالب (ع) في معركتي الجمل والتي كانت مع اخته السيدة عائشة وصفين مع معاوية بن أبي سفيان، ورد ذلك في أسد الغابة : "وشهد [ محمد بن أبي بكر] مع علي بن أبي طالب الجمل و كان على الرجالة و شهد معه [علي] صفين ثم ولاه مصر" (8) وبعد انتهاء معركة الجمل أمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، محمد بن أبي بكر أن ينزل اخته السيدة عائشة دار أبي عبدالله بن خلف الخزاعي وكان عبدالله في من قتل ذلك اليوم – معركة الجمل – فنزلت عند امرأته
صفية (9).
وكان محمد بن أبي بكر من ولاة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حيث كان والي مصر بعد عزل قيس بن سعد بن عبادة وبعد انتهاء معركة صفين وجه اليه معاوية بن أبي سفيان خطابا يتهمه بقتل الخليفة عثمان ويأمره بترك مصر إلا انه أبى ذلك وقاتل جند معاوية بقيادة عمرو بن العاص حتى استشهد رضوان الله عليه وقد ظفر به معاوية بن حديج وأحرقه في جيفة حمار وقد أورد الصفدي هذه الحادثة في كتابه (الوافي بالوفيات) : "فجهز معاوية إليه عمرا ابن العاص في ستة آلاف فلما دانى مصر خرجت العثمانية إليه فكتب إليه عمرو بن العاص أما بعد فتنح عني بدمك فإني أحب أن لا يصيبك مني قلامة ظفر والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك فأخرج أني لك من الناصحين وجاءه كتاب معاوية يقول يا محمد أن البغي والظلم عظيم الوبال وسفك الدم الحرام من النقمة في الدنيا والآخرة وأنا لا نعلم أن أحدا كان على عثمان أشد منك سعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني نايم عنك أو ناس لك فعلك حتى تأتي فتتأمر على بلاد أنت فيها جارى وجل أهلها انصارى يرون رأيي ويرقبون قولي ويستصرخون عليك وقد بعثت إليك قوما حناقا يستشفون بدمك ويتقربون إلى الله بجهادك وقد أعطوا الله عهدا ليقاتلونك وذكر فعله بعثمان وضربه بالمشاقص ثم قال ولن يسلمك القصاص أينما كنت والسلام ولما ظفر به معاوية امسكه معاوية بن حديج وقتله ثم جعله في جوف حمار وحرقه
بالنار" (10).
وعندما علمت عائشة بذلك حزنت حزنا شديدا عليه و أخذت تدعو على ابن حديج وابن العاص في صلاتها، حيث ورد في نفس المصدر : "وبلغ عايشة ذلك فساءها وقنتت دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن حديج وعمرو وهذا ما روى أبو مخنف وأما الواقدي فقال قاتل حتى قتل وقال ابن عبد ربه أن معاوية بن حديج بعث برأس محمد إلى معاوية وكان أول رأس طيف به في الإسلام" (11).
و من أراد التوسع فقد أورد العلماء والمؤرخين بكتبهم تحت عنوان حوادث سنة 37 و 38 هجري.
و قد كان ابن أبي بكر "رض" من الصلاح والورع والتقوى والتي بسببها خلّده تاريخنا الإسلامي وكيف لا يكون كذلك وهو الذي تربى بحجر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وكان استشهاد محمد بن أبي بكر "رض" سنة 38 للهجرة على يد معاوية بن حديج وعمرو بن العاص بأمر معاوية بن أبي سفيان.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) خير الدين الزركلي، الأعلام، ج6، ص 219-220.
(2) أبي الفداء بن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج4، ص289.
(3) خير الدين الزركلي، المصدر السابق، ج1، ص306.
(4) أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ص405.
(5) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص187 و أيضا : أبي نصر البخاري، سر السلسلة العلوية، ص33.
(6) ابن عبدالبر، الإستيعاب، ج3، ص1366 وأيضا: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج9، ص74 و أيضا : المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص 364 و أيضا: الصفدي، الوافي بالوفيات، ج2، ص 187، وأيضا: الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3، ص266.
(7) ابن شبة النميري، تاريخ المدينة، ج4، ص1230.
(8) عزّ الدين ابن الأثير، أسد الغابة، ج5، ص 98.
(9) أحمد بن داوود الدنيوري، الأخبار الطوال، ص144.
(10) خليل بن ايبك الصفدي، الوافي بالوفيات، ج2، ص187.
(11) خليل بن ايبك الصفدي، المكان نفسه.
حشرنا الله مع محمّد وآله وأصحابه المنتجبين ،،،
ولعنة الله تعالى على ظالمي آل محمّد ،،،