المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تآمر على قتل النبي محمد ( صلى الله عليه وآله )


خادمة ثوار المنبر
15-02-2010, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

من تآمر على قتل النبي محمد ( صلى الله عليه وآله )
ذكر في كتاب الديلمي بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أخبر عائشة بانقضاء عمره وقرب تنصيبه عليا ( عليه السلام ) خليفة للمسلمين . ووقعت هذه الحادثة قبل حادثة الغدير وجاء : " فلم تلبث أن أخبرت حفصة ، وأخبرت كل واحدة منها أباها ، فاجتمعا فأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين فخبراهم بالأمر فأقبل بعضهم على بعض وقالوا : إن محمدا يريد أن يجعل هذا الأمر في أهل بيته كسنة كسرى وقيصر إلى آخر الدهر ، لا والله ما لكم في الحياة من حظ إن أفضي هذا الأمر إلى علي بن أبي طالب ، وأن محمدا عاملكم على ظاهركم ، وأن عليا يعاملكم على ما يجد في نفسه منكم ، فأحسنوا النظر لأنفسكم في ذلك وقدموا آراءكم فيه .
ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ناقته على عقبة الهريش ، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في غزاة تبوك ، فصرف الله الشر عن نبيه ( صلى الله عليه وآله ) فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السم على غير وجه ، وقد كان اجتمع أعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الطلقاء من قريش والمنافقين من الأنصار ، ومن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة وما حولها ، فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته ، وكانوا أربعة عشر رجلا ، وكان من عزم رسول الله أن يقيم عليا ( عليه السلام ) وينصبه للناس بالمدينة إذا أقدم ، فسار رسول الله يومين وليلتين ، فلما كان في اليوم الثالث أتاه جبرائيل ( عليه السلام ) بآخر سورة الحجر فقال : إقرأ ولنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون ، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين .
قال : ورحل رسول الله وأغدق السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليا ( عليه السلام ) علما للناس ، فلما كانت الليلة الرابعة هبط جبرائيل ( عليه السلام ) في آخر الليل فقرأ عليه : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } ،
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أما تراني يا جبرائيل أغدق السير مجدا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية علي على الشاهد والغائب . فقال له جبرائيل ( عليه السلام ) : الله يأمرك أن تفرض ولاية علي غدا إذا نزلت منزلك . فقال رسول الله : نعم يا جبرائيل غدا أفعل ذلك إن شاء الله ، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته ، وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم ، وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه ، ودعا عليا ( عليه السلام ) ورفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يد علي اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين ، وفرض طاعته عليهم ، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده ، وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل ، وقال لهم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ثم أمر الناس أن يبايعوه فبايعه الناس جميعا ولم يتكلم منهم أحد .
وقد كان أبو بكر وعمر تقدما إلى الجحفة فبعث وردهما ، ثم قال لهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) متهجما : يا بن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليابالولاية من بعدي فقالا : أمر من الله ورسوله . فقال : وهل يكون مثل هذا من غير أمر الله ومن رسوله ، نعم أمر من الله ومن رسوله فبايعا ثم انصرفا ، وسايرا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باقي يومه وليلته ، حتى إذا دنوا من العقبة تقدمه القوم فتواروا في ثنية العقبة ، وقد حملوا معهم دبابا ( 1 ) وطرحوا فيها الحصى .
قال حذيفة : ودعاني رسول الله ودعا عمار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها ، حتى إذا صرنا في رأس العقبة ثار القوم من ورائنا ، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله ، فصاح بها النبي : أن اسكني وليس عليك بأس ، فأنطقها الله تعالى بقول عربي فصيح ، فقالت : والله يا رسول الله ما أزلت يدا عن مستقر يد ولا رجل عن موضع رجل وأنت على ظهري ، فتقدم القوم إلى الناقة ليدفعوها ، فأقبلت أنا وعمار نضرب وجوههم بأسيافنا ، وكانت ليلة مظلمة فزالوا عنا وأيسوا مما ظنوا ودبروا ، فقلت : يا رسول الله من هؤلاء القوم وما يريدون ، فقال : يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة ، فقلت : ألا تبعث إليهم يا رسول الله رهطا فيأتوا برؤوسهم .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله أمرني أن أعرض عنهم وأكره أن يقول الناس إنه دعا أناسا من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا له فقاتل بهم حتى ظهر على عدوه ، ثم أقبل عليهم فقتلهم ، ولكن دعهم يا حذيفة فإن الله لهم بالمرصاد وسيمهلهم قليلا ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ ، فقلت ومن هؤلاء المنافقون يا رسول الله أمن المهاجرين أمن من الأنصار ؟
فسماهم لي رجلا رجلا حتى فرغ منهم وقد كان فيهم أناس أكره أن يكونوا منهم فأمسكت عن ذلك . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا حذيفة كأنك شاك في بعض من سميت لك ارفع رأسك إليهم ، فرفعت طرفي إلى القوم وهم وقوف على الثنية ، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا وثبتت البرقة حتى خلتها شمسا طالعة ، فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلا رجلا وإذا هم كما قال رسول الله ، وعدد القوم أربعة عشر رجلا ، تسعة من قريش ، وخمسة من سائر الناس ، فقال له سمهم لنا يرحمك الله فقال حذيفة : هم والله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، هؤلاء من قريش وأما الخمسة فأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة الثقفي وأوس بن الحدثان البصري وأبو هريرة وأبو طلحة الأنصاري .
قال حذيفة ثم انحدرنا من العقبة وقد طلع الفجر ، فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتوضأ وانتظر أصحابه حتى انحدروا من العقبة واجتمعوا فرأيت القوم بأجمعهم ، وقد دخلوا مع الناس ، وصلوا خلف رسول الله ، فلما انصرف من صلاته ( صلى الله عليه وآله ) التفت فنظر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة يتناجون فأمر مناديا فنادى في الناس : لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس يتناجون فيما بينهم بسر .
وارتحل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالناس من منزل العقبة فلما نزل المنزل الآخر رأى سالم مولى أبي حذيفة أبا بكر وعمر وأبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم وقال : أليس قد أمر رسول الله أن لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر ، والله لتخبروني عما أنتم وإلا أتيت رسول الله حتى أخبره بذلك منكم ، فقال أبو بكر يا سالم عليك عهد الله وميثاقه ولئن نحن خبرناك بالذي نحن فيه وإنما اجتمعنا له فأن أحببت أن تدخل معنا فيه دخلت وكنت رجلا منا وإن كرهت ذلك كتمته علينا ، فقال سالم : ذلك لكم مني وأعطاهم بذلك عهده وميثاقه وكان سالم شديد البغض والعداوة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعرفوا ذلك منه فقالوا له : إنا قد اجتمعنا على أن نتحالف ونتعاقد على أن لا نطيع محمدا فيما فرض علينا من ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعده . فقال لهم سالم : عليكم عهد الله وميثاقه ، إن في هذا الأمر كنتم تخوضون وتتناجون . قالوا : أجل علينا عهد الله وميثاقه إنما كان في هذا الأمر بعينه لا في شئ سواه . قال سالم : وأنا والله أول من يعاقدكم على هذا الأمر ولا يخالفكم عليه ، إنه والله ما طلعت الشمس على أهل بيت أبغض إلي من بني هاشم ، ولا في بني هاشم أبغض إلي ولا أمقت من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاصنعوا في هذا الأمر ما بدا لكم ، فإني واحد منكم ، فتعاقدوا من وقتهم على هذا الأمر ثم تفرقوا.

يتبع ..

خادمة ثوار المنبر
15-02-2010, 03:34 AM
هل أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بوفاته الوشيكة

لقد أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بموته الوشيك في سنة 11 هجرية ، وإليك أدلة ذلك :

1 - نعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نفسه قبل موته بشهر.

2 - دخل أبو سفيان على النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوما فقال : يا رسول الله أريد أن أسألك عن شئ . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إن شئت أخبرتك قبل أن تسألني . قال : افعل ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : أردت أن تسأل عن مبلغ عمري . فقال : نعم يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني أعيش ثلاثا وستين سنة . فقال : أشهد أنك صادق . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : بلسانك دون قلبك.

3 - وصعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر مودعا أهل الدين والدنيا مناديا : ألا من كانت له مظلمة قبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) إلا قام فليقتص منه.

4 - وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل موته بليلة لأبي مويهبة : إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة . . . لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي.

5 - وقال ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع أمام مسلمي ذلك الزمان : إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضني هذا العام مرتين ، وما أراه إلا قد حضر أجلي.

6 - وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أمام ملأ المسلمين في غدير خم : أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب ، وأني مسؤول وأنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟

7 - " وقد رأى العباس ذات ليلة في منامه أن القمر قد رفع من الأرض إلى السماء . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) له : هو ابن أخيك . وقال العباس : عرفنا أن بقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا قليل " .

8 - وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتزعمون أني من آخركم وفاة ، ألا وإني من أولكم وفاة. إذا المسلمون وخاصة في المدينة المنورة عالمون بوفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) القريبة ، وهذه النقطة يجب أن لا ينساها من يقرأ أو يفكر في أحداث السقيفة وما قبلها وما بعدها .

9 - وأخبر ( صلى الله عليه وآله ) عائشة بوفاته القريبة قائلا : ولا تؤذوني بباكية ولا برنة ولا بصيحة.


10 - وذكر عبد الله بن مسعود قائلا : " نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة ، فنظر إلينا وشدد فدمعت عينه وقال : مرحبا بكم رحمكم الله آواكم الله حفظكم الله ، رفعكم الله ، نفعكم الله ، وفقكم الله ، نصركم الله ، سلمكم الله ، قبلكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم ، واستخلفه عليكم ، وأؤديكم إليه إني لكم نذير وبشير ، لا تعلوا على الله في عباده وبلاده ، فإنه قال لي ولكم : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } ( 2 ) . وقال { أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } ( 3 ) . فقلنا متى أجلك ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : قد دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى . قلنا : فمن يغسلك يا نبي الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : أهلي الأدنى فالأدنى . قلنا : ففيم نكفنك يا نبي الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : في ثيابي هذه إن شئتم ، أو في بياض مصر أو حلة يمانية . قلنا : فمن يصلي عليك يا نبي الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا . فبكينا وبكى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي علي جليسي وخليلي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنود كثيرة من الملائكة بأجمعها ، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما ، ولا تؤذوني بباكية ولا برنة ولا صيحة ، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم . . . " .


11 - وأخبر ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ( عليها السلام ) بوفاته في وجعه ( 2 ) . وجاء في القرآن الكريم آيات تؤيد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) منها : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم . . } ( 3 ) . { كل نفس ذائقة الموت } ( 4 ) . { إنك ميت وإنهم ميتون }.

فهل يمكن بعد كل هذه الأدلة القرآنية والحديثية أن ينفي عمر بن الخطاب وعثمان الموت عن النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ !

انتداب عصبة قريش لحملة أسامة بعد عودة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع وصل إلى غدير خم وهناك أوصى لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالخلافة ، وعينه إماما للأمة فبايعوه وفي المدينة دعا الناس للتوجه لحرب الروم ، وفي ذلك الجيش معظم الصحابة .

وذكرت أمهات الكتب الحديثية والتاريخية وجود أبي بكر وعمر وعثمان وابن الجراح فيمن انتدب إلى حملة الشام ، فقد ذكر ابن سعد : " فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواءا بيده ثم قال : اغز بسم الله وفي سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، فخرج وعسكر بالجرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة ، فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وغيره.


يتبع ..

خادمة ثوار المنبر
15-02-2010, 03:39 AM
وبعد موت رسول الله طلب أبو بكر من أسامة الإذن لعمر بن الخطاب بالبقاء في المدينة والرخصة في عدم الذهاب في حملته إلى الشام . ولم يذهب أيضا باقي زعماء الحزب القرشي .

إذن ثبت بالدليل القاطع والنص المتواتر وجود أبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة بن الجراح في جيش أسامة . معارضة عصبة قريش لحملة أسامة بعد أن أثبتنا انتداب عصبة قريش في حملة أسامة بن زيد ، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة بن الجراح ، نبين هنا عصيان هؤلاء لهذه الحملة ، ومعارضتهم لها ، وامتناعهم عن الانضواء تحت لوائها في زمن حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي زمن خلافة أبي بكر . وإثبات هذا الأمر يبين أن عصبة قريش كانت تتمنى موت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سريعا لرفضها الذهاب في حملة أسامة إلى الشام ، فهي تخاف الذهاب إلى حرب الروم في الشام وتخشى انتقال الخلافة إلى علي ( عليه السلام ) .



وذكريات معركة مؤتة ما زالت عالقة في أذهانهم حيث استشهد فيها جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة . وقد استدعى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر المسجد من المسلمين ( يوم الاثنين ) ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ألم آمر أن تنفذوا جيش أسامة ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فلم تأخرتم عن أمري ؟ قال أبو بكر : إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا . وقال عمر : يا رسول الله إني لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : انفذوا جيش أسامة يكررها ثلاثا.
واستمر عمر في معارضة حملة أسامة في زمن خلافة أبي بكر إذ قال لأبي بكر : " إن الأنصار أمروني أن أبلغك ، وأنهم يطلبون إليك أن تولي رجلا أقدم سنا من أسامة . فوثب أبو بكر وكان جالسا فأخذ بلحية عمر فقال له : ثكلتك أمك يا بن الخطاب ، استعمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأمرني أن أنزعه " ( 2 ) .

واستمر عمر في مخالفته للحملة بالرغم مما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ممتنعاعن الذهاب في حملة أسامة فأخذ أبو بكر له إذنا من أسامة بالبقاء في المدينة إذ جاء : " أمر أبو بكر أسامة بن زيد أن ينفذ في جيشه وسأله أن يترك له عمر يستعين به على أمره ، فقال أسامة : فما تقول في نفسك ؟ ( أبو بكر ما زال اسما جنديا في تلك الحملة ) فقال أبو بكر : يا بن أخي فعل الناس ما ترى فدع لي عمر وأنفذ لوجهك ، فخرج أسامة بالناس ".

وهكذا امتنع أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من الذهاب في حملة أسامة في زمن حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي زمن حكم أبي بكر . وهذا يبين إصرار عصبة قريش على عصيان أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وخوفهم من مقابلة الروم في حرب دامية . ومن صفات أفراد الحزب القرشي في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي زمن الخلفاء الامتناع عن المشاركة في الحروب والهروب منها بشتى الوسائل المتاحة.

أعمال عصبة قريش الخطيرة ضد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبل وبعد شهادته بعد عودة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الحج ووصيته إلى علي ( عليه السلام ) في خطبة الوداع وفي خطبة الغدير أمر عصبة قريش بالانخراط في حملة أسامة ، وعندها اشتدت الخصومة بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبين المتحفزين للسيطرة على الحكم الذين لم يتحملوا وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) . فبرزت الخصومة واضحة بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من جهة وأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة من جهة أخرى . فكانت آراء وأقوال وأعمال هؤلاء المعارضة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متمثلة بما يلي :

1 - رفضت عصبة قريش الانضمام إلى صفوف جيش أسامة وعلى رأس هؤلاء أبو بكر وعمر ، فذهب أبو بكر إلى السنح بعد أن سم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فبقي بجانب زوجته هناك ، ولم يعد إلا بعد مقتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالسم. واستمر عصيان أبي بكر لحملة أسامة بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يذهب فيها لا قائدا ولا مأمورا رغم مطالبة أسامة له بذلك . وقد رفض عمر الانضمام إلى حملة أسامة في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي زمن أبي بكر رغم الأمر النبوي له بذلك . بل إنه طالب أبا بكر بإقالة أسامة من منصبه وعصيان الأمر الإلهي في تعيينه . لكنه استمر بمناداة أسامة بالأمير في زمن خلافة أبي بكر : إذ أخرج ابن كثير : كان عمر إذا لقيه ( أسامة بن زيد ) يقول : السلام عليك أيها الأمير.

2 - قال عمر وعصبة قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في تلك الأيام إنه يهجر وردوا نظريته ( صلى الله عليه وآله ) المصرح بها : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ( عليهم السلام ) وطرحوا نظريتهم : حسبنا كتاب الله .


3 - طالبت نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الخميس بإعطاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورقة ودواة فقال عمر لهن : اسكتن .

4 - أمرت عائشة أباها على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالصلاة في صبيحة يوم الاثنين فغضب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وجاء إلى الصلاة متكئا على علي ( عليه السلام ) وقثم بن العباس فصلى بالناس جماعة.

5 - منعت عصبة قريش الناس من دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يومي الاثنين والثلاثاء بانتظار مجيء أبي بكر من السنح . فقال العباس بن عبد المطلب في ذلك : عن جثمان النبي إنه ( صلى الله عليه وآله ) يأسن.

6 - وبرز حقد وغضب عصبة قريش على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في امتناعها عن حضور مراسم غسله وتكفينه ، وذهابها إلى السقيفة لإجراء مراسم البيعة لأبي بكر.

7 - وامتنع أبو عبيدة بن الجراح حفار قبور المهاجرين في المدينة من حفر قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذهب لإجراء مراسم السقيفة ، فاضطر أهل البيت ( عليهم السلام ) لدعوة أبي طلحة حفار قبور الأنصار ليحفر قبرا للنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ! وقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري . ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.
8 - وبعدما دفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ليلة الأربعاء ، هجمت عصبة قريش على بيت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الأربعاء بعد مراسم بيعة أبي بكر العامة تسببت في مقتل فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) مع ابنها محسن.

وبذلك يتوضح اشتداد الصراع بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبين الحزب القرشي إلى درجة يتوقع أن تنتهي بحمام دم . وفعلا انتهت باغتيالهم له ( صلى الله عليه وآله ) .

غضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) على عصبة قريش وأقواله فيهم بعد اشتداد حدة الصراع بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبين حزب قريش رد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أقوال وأعمال عصبة قريش
وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة بشدة بما يلي :

1 - لعن العاصين لحملة أسامة بن زيد إلى الشام ( 2 ) .

2 - رد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على قولهم يهجر ( في يوم الخميس ) ورفضهم نظريته : كتاب الله وعترتي أهل بيتي بقوله لهم : إنهن ( نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة ( عليها السلام ) أفضل منكم ( 1 ) وذلك بعدما قال عمر لهن : اسكتن.

3 - أخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عمر وأصحابه من منزله في يوم الخميس قائلا لهم : قوموا.

4 - قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لعائشة وحفصة في صبيحة يوم الاثنين ( يوم وفاته ) ردا على دعوتهما أبويهما لإمامة الصلاة في المسجد النبوي : إنكن لصواحب يوسف.

5 - تمنى النبي ( صلى الله عليه وآله ) موت عائشة السريع قبل وفاته ( صلى الله عليه وآله ) إذ قالت عائشة : فتمنى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) موتي قائلا : وددت أن ذلك يكون وأنا حي فأصلي عليك وأدفنك. أي تمنى النبي ( صلى الله عليه وآله ) موت عائشة السريع قبل مشاركتها في قتله ودخولها في فتنة عمياء ، ومسيرها لمحاربة علي ( عليه السلام ) في البصرة .



6 - وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن مسكن عائشة : هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، من حيث يخرج قرن الشيطان.

7 - وبعدما سقوه وصف عملهم بالعمل الشيطاني.

8 - وبعد مسمومية النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقبل وفاته قالت عائشة : ذهب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى البقيع ثم التفت إلي فقال : ويحها لو تستطيع ما فعلت ! وهذا النص واضح في إقدام عائشة على ارتكاب فعل خطير مشابه لفعلها في معركة الجمل ، وذلك الفعل ما هو إلا إقدامها على سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لصالح أبيها وعصبته . وفسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك بعدم سيطرتها على أهوائها . وإقدامها على جريمة عظيمة .
وأخرج مالك بن أنس ما يبين حادثة منكرة لأبي بكر قائلا : " إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لشهداء أحد : هؤلاء أشهد عليهم ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله إخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي . فبكى أبو بكر ثم بكى ، ثم قال : أإنا لكائنون بعدك ؟ ( 3 ) وهذا من دلائل النبوة إذ أخبر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر وعائشة بجريمتهم قبل وبعد سمهما له .

هل قتلت عصبة قريش أحدا من المسلمين ؟
لقد قتل رجال الحزب القرشي الكثير من الناس بوسائل مختلفة وعلى رأس تلك الوسائل الاغتيال ، فقد هجم عمر وأتباعه بأمر أبي بكر على بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، بعد يوم واحد على دفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فضغط عمر باب فاطمة ( عليها السلام ) على فاطمة ( عليها السلام ) المتسترة خلف الباب ، ودخلوا بيتها عنوة ودون إذنها.فاغتالوا فاطمة ( عليها السلام ) بعد اغتيالهم لأبيها ( صلى الله عليه وآله ) إذ ماتت بعد فترة وجيزة من ذلك الحادث قال اليعقوبي : إنها عاشت بعد أبيها ثلاثين ، أو خمسة وثلاثين يوما ، وهذا أقل ما قيل في مدة بقائها بعد أبيها. وقول آخر أربعون يوما ، وقول ثالث خمسة وسبعون يوما وهو الأشهر . والرابع خمسة وتسعون يوما وهو الأقوى.

وقال الإمام الصادق : إنها قبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة ( 4 ) . وامتنعت سيدة نساء العالمين من التحدث إلى أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة من يوم قتل أبوها إلى أن ماتت ( 1 ) .

وتسببت عصبة قريش في مقتل الكثير من الصحابة لاحقا ، من أمثال سعد بن عبادة وخالد بن سعيد بن العاص وأبي ذر وعبد الله بن مسعود ( 2 ) ، دون سبب موجب لذلك ، مثل ردة بعد إسلام ، وزنا بعد إحصان ، وقتل نفس مؤمنة . وبعد اغتيال الحزب القرشي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابنته فاطمة ( عليها السلام ) تقدموا لقتل بقية أهل البيت ( عليهم السلام ) وحذف السنة النبوية من النواحي التراثية والسياسية والعلمية بقولهم : حسبنا كتاب الله ، فمنعوا تدوين السنة النبوية وتفسير القرآن ، بينما سمحوا لكعب الأحبار وتميم الداري بالوعظ الديني في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ( 3 ) . ثم تحرك رجال الحزب القرشي لاغتيال بعضهم البعض في سبيل الاستحواذ على السلطة والاستمرار فيها ، فقتلوا أبا بكر وصاحبه عتاب بن أسيد الأموي ، وطبيب العرب ابن كلدة الذي فضح الاغتيال ( 1 ) . وقتل معاوية أشراف قريش دون استثناء منه لرجال بني أمية . فاغتال في هذا الطريق عبد الرحمن بن أبي بكر وعائشة وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والحسن بن علي ( عليه السلام ) ، وزياد بن أبيه .

زوجتا النبي ( صلى الله عليه وآله ) عائشة وحفصة من المستحسن ذكر بعض أعمال عائشة وحفصة للتعرف على شخصيتهما : لقد ذكر البخاري اعتزال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لنسائه ( 3 ) أي طلاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعائشة وحفصة . وأيد مسلم نزول هذه الآية في تلك الحادثة { عسى ربه طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، مسلمات مؤمنات } .

وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد طلق عائشة وحفصة ثم راجعهما . مما يبين سوء أخلاقهما معه وعدم حبهما له وإغضابهما له . وكانت حفصة وعائشة قد تظاهرتا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فنزلت الآية المباركة : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه . . . }.



وكانت عائشة وحفصة تؤذيان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى يظل يومه غضبان . فقال عمر بن الخطاب لحفصة : " لقد علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يحبك ". واعتراف البخاري بذلك ، يعني أن خبر أذاهما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد انتشر بين الناس وتواتر الخبر . وهما اللتان صورتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالشيطان نعوذ بالله من ذلك ، يوم قالتا لمليكة ( زوجته الجديدة ) : قولي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أعوذ بالله منك ، فإنه يحب ذلك . فقالت المسكينة ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فطلقها. ثم ماتت المسكينة كمدا ، وكانت المتعوذة بالله سبحانه من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بتعليم عائشة وحفصة أكثر من واحدة . وشككت عائشة في نسب إبراهيم ابن الرسول ( صلى الله عليه وآله ).

وخالفت عائشة وحفصة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه وأرادت كل واحدة منهما أن تدعوا أباها لإمامة صلاة الجماعة فقال لهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنكن صواحب يوسف.

وخالفت عائشة قول الله سبحانه وتعالى : { قرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }. وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الامتناع عن محاربة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فحاربته في معركة الجمل ، وأرادت حفصة الاشتراك في ذلك فمنعها أخوها عبد الله.

وكانت زبيدة زوجة هارون الرشيد أفضل من عائشة إذ جاء : " لما قتل محمد الأمين دخل إلى السيدة زبيدة أمه بعض خدمها ، وقالوا لها : ما يجلسك وقد قتل أمير المؤمنين ؟ فقالت : ويلك ماذا أصنع ؟ قال : تخرجين فتطلبين بثأره ، كما خرجت عائشة تطلب بدم عثمان . فقالت : اخسأ لا أم لك ، ما للنساء وطلب الثأر ومنازلة الرجال ؟ ثم أمرت بثيابها فسودت ، ولبست مسحا من شعر ".

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعائشة يوما : أفأخذك شيطانك. وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عن دار عائشة : ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ، ها هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان .

وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لمن سقاه الدواء ( السم ) في بيت عائشة : إنها من الشيطان. واستمرت عائشة في مخالفتها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فبينما قال الرسول : الولد للفراش وللعاهر الحجر كتبت عائشة لزياد بن أبيه : " زياد بن أبي سفيان ! "

وفرحت عائشة وحفصة بمقتل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .

وبينما قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. منعت عائشة مع مروان بن الحكم من دفن الحسن ( عليه السلام ) مع جده ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . فتكون عائشة وحفصة قد أغضبتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخالفتاه فطلقهما وصورتا خاتم الأنبياء بالشيطان - نعوذ بالله من ذلك - ، وكذبتا عليه في الحديث ، وتسببت عائشة في قتل أعداد كثيرة من المسلمين بفتواها وبيديها وقيادتها للجيوش . وأمرت في البصرة بقتل سبعين مسلما هم حراس بيت المال هناك للسيطرة على الأموال الموجودة في الخزينة العامة ( 3 ) . ومن يفعل هذه الأفعال يكون من السهل عليه ارتكاب جريمة أخرى ، وهذا ما يؤيد إقدامها على قتل رسول البشرية ( صلى الله عليه وآله ) لتهيئة الأرضية لحكومة أبيها . ويدعم ذلك الروايات الصحيحة في اشتراكها في قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).

يتبع ..

خادمة ثوار المنبر
15-02-2010, 03:42 AM
من أيد موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالسم

لقد أيدت كتب الحديث والسيرة موت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسم ، وذكرت ذلك بأحاديث متواترة : قال ابن سعد : جاء في رواية : ومات مسموما وله ثلاث وستون سنة . هذا قول ابن عبدة.

وقال الشيخ المفيد : وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته ، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وذكر العلامة الحلي شهادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسم. وجاء في كتاب جامع الرواة : وقبض ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة مسموما . وقال الشيخ الطوسي : قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مسموما لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة ( 1 ) . وقال المجلسي : سنة إحدى عشرة . ومن أدلة شهادته ( صلى الله عليه وآله ) : دخل في قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والفضل وأسامة فقال رجل من الأنصار يقال له ابن خولي : قد علمتم أني كنت أدخل قبور الشهداء ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضل الشهداء فأدخل معهم ؟

وقال البيهقي : أنبأنا الحاكم ، أنبأنا الأصم ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار عن أبي معن عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : لئن أحلف تسعا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك إن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا.

وأيد الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين مقتل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومقتل أبي بكر بالسم . إذ جاء : قال الشعبي : والله لقد سم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسم أبو بكر الصديق وقتل عمر بن الخطاب صبرا وقتل عثمان بن عفان صبرا وقتل علي بن أبي طالب صبرا وسم الحسن بن علي وقتل الحسين.

لقد أقسم الشعبي بالله العظيم لإثبات اغتيال النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأبي بكر . وقسمه المذكور فيه معنى ! وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : ما من نبي أو وصي إلا شهيد.

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما منا إلا مسموم أو مقتول . وبعدما ثبت اغتيال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسم بعد تعيينه عليا ( عليه السلام ) خليفة وتجنيده أفراد حزب قريش لحرب الروم حاولت السلطات ذر الرماد في العيون وإبعاد الأنظار عن مشاركتها في قتله ، وذلك بإرجاع سبب قتله إلى سم خيبر ! ولا يعتقد عاقل بهذه الحجة الواهية لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل في سنة 11 هجرية وحادثة خيبر في سنة 7 هجرية .


من قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

جاء في روايتي البخاري ومسلم عن عائشة : " لددنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني . قلنا : كراهية المريض الدواء . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا يبقى في البيت أحد إلا لد ، وأنا أنظر إلا عمي العباس فإنه لم يشهدكم ".


وجاء عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : " لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا ".

وجاء عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله ( الصادق ) ( عليه السلام ) قال : " تدرون مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو قتل إن الله يقول : { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } ( 3 ) . فسم قبل الموت إنهما سقتاه ". وتشير هذه الرواية إلى أن عائشة وحفصة سقتاه السم وقتلتاه . وجاء في رواية : عائشة وحفصة سقتاه ( سما ). وقال المجلسي : " يحتمل أن يكون كلا السمين دخيلين في شهادته " ( 6 ) . ويقصد المجلسي بالسمين سم خيبر والسم الثاني الذي سقوه في أواخر أيامه في الدنيا .

وقد ذكرنا بأن السم الثاني هو الذي قتله ، ولا أثر للسم الأول في ذلك لأن السم الأول كان في سنة 7 هجرية في فتح خيبر بينما قتل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في سنة 11 هجرية . وثانيا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عرف بمسمومية الطعام بواسطة جبريل فلم يأكله . وفي الحادثة الثانية جرعوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) السم كرها ، فدخل في جوفه وقتله ! وذكرت عائشة بعد سم النبي أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لها : " ويحها لو تستطيع ما فعلت " .
وهذا اعتراف من عائشة بارتكابها فعلا شنيعا بحق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك . وجاء في رواية في البحار باجتماع الأربعة على سمه. عدة روايات في لد النبي ( صلى الله عليه وآله ) جاء عن عائشة : " لددنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا تلدوني . فقلنا : كراهية المريض الدواء . فلما أفاق ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم ".

وعن عائشة : قالت : " لددنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني . قلنا : كراهية المريض الدواء . فقال : لا يبقى أحد في البيت إلا لد ، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم " .

قال البخاري : ورواه ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة. وقال السندي في شرح البخاري : " معنى قوله : " لا يبقى في البيت أحد إلا لد " عقوبة لهم بتركهم امتثال نهيه عن ذلك " . وجاء : " فلدوه وهو مغمور ( 1 ) ، فلما أفاق ( صلى الله عليه وآله ) قال : من فعل بي هذا ، هذا من عمل نساء جئن من ها هنا ، وأشار بيده إلى أرض الحبشة ". وهذا اعتراف من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأنه سقي سما بالطريقة التي تسقي بها نساء الحبشة رجالها . وسم الحبشة مشهور ومعروف . وكان البعض فيها مختص في السحر والشعوذة والسموم ، وانتقامهم من سفير قريش عمارة بن الوليد بن المغيرة الذي خان ملك الحبشة في زوجته يبين ذلك . إذ نفخوا في إحليله وتركوه هائما مع الحيوانات الوحشية هناك ( 3 ) .
وجاء : " إنا لنرى برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات الجنب فهلموا فلنلده ، فلدوه . فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من فعل هذا ؟ فقالوا : عمك العباس تخوف أن يكون بك ذات الجنب . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنها من الشيطان ، وما كان الله ليسلطه علي ، لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس ، فلد أهل البيت كلهم " .

أي أنكر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) اشتراك العباس في ذلك ، هذا أولا .

وثانيا : وصف ذلك الفعل بالشيطاني .

تحذير النبي ( صلى الله عليه وآله ) الحاضرين من لده لقد منع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحاضرين في منزله من لده إذ روت عائشة عنه أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : " لا تلدوني " ( 1 ) . وكان أمره ( صلى الله عليه وآله ) بعدم لده قبل سقيهم له ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) بعد ذلك لهم : ألم أنهكم أن لا تلدوني ( 2 ) . فالنهي النبوي بعدم سقيه دواء واضح لا لبس فيه ، ولأنه ( صلى الله عليه وآله ) عالم بأنهم يريدون أن يفعلوا فعلا ظالما وخطيرا . وبعدما سقوه ما أرادوا أن يسقوه ، رغما عليه ( صلى الله عليه وآله ) وبخهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على فعلهم . إن مخالفة الجماعة لأوامره ونواهيه ( صلى الله عليه وآله ) لا يختلف عليها اثنان ، فهم الذين خالفوا أوامره ونواهيه وخاصة في الأسبوعين الأخيرين من حياته ( صلى الله عليه وآله ) في هذه الدنيا .

وتجسدت معارضتهم له في مخالفتهم لأمره بانضمامهم في حملة أسامة بن زيد . وتجسد أيضا في مخالفتهم لأوامره ( صلى الله عليه وآله ) بالمجئ بصحيفة ودواة لكتابة وصيته الشريفة . وتثبت أيضا في اتهامهم له بأنه ( صلى الله عليه وآله ) يهجر . واغتصابهم للسلطة . ومجموع تلك المخالفات من قبل الحزب القرشي ومن اتبعهم يثبت إصرارهم وتخطيطهم لقتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والاستحواذ على السلطة .

وقد وصل إلى هذه النتيجة العلماء والمحققون . كيف اغتيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) هناك شواهد وأدلة تشير إلى أن الحاضرين قد لدوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) أثناء نومه ، إذ قالت عائشة : لددنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني " ( 1 ) . وهناك رواية أخرى من طريق عائشة يشير إلى منعه ( صلى الله عليه وآله ) إياهم من سقيه بالإشارة ( 2 ) . أي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منعهم من سقيه شرابا بالقول ( صلى الله عليه وآله ) ، ولما سقوه رغما عنه ، أعاد عليهم تكرار نهيه بالإشارة ( باليد ) ، لعدم تمكنه من النطق ؟ ! ولكن لم ينفع معهم ذلك ! والظاهر من رواية لدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونهيه عن ذلك بالإشارة ، أنهم لدوه أثناء نومه ، وبواسطة عصبة من الناس ، ولما استيقظ في أثناء ذلك - وكانوا قد سقوه الدواء - لم يتمكن من دفعهم . فاكتفى بالإشارة إلى ذلك كما جاء في الرواية . وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد منع من لده ، فسمع الحاضرون ذلك ، فامتنعوا من لده في يقظته انتظارا لنومه . ولما نام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سقوه ما أرادوا أثناء نومه رغما عنه إذ جاء : فلما أفاق ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) . وجاء : فلدوه وهو مغمور ، فلما أفاق ( صلى الله عليه وآله ) قال : . . . ( 2 ) .

فهل كان رسول البشرية وخاتم الأنبياء لا يعرف فائدة الدواء ، وتلك المجموعة تعرف ذلك ؟ وهل كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يتحسس مصلحته والآخرون يتحسسون ذلك ؟ طبعا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أدرك لمصلحته ومصلحة أمته من غيره ، وأكثر علما بفائدة الدواء من غيره ، ولكنه عالم بأن تلك العصبة لا تريد حياته ، فذكريات حملة أولئك عليه في العقبة ما زالت عالقة في ذهنه
منقول

القلم الرقيب
15-02-2010, 03:54 AM
احسنت بارك الله فيك ـ نقل موفق وجميل

قطرة من فيض الغدير
16-02-2010, 01:27 AM
ان قضية استشهاد النبي صلى الله عليه وآله باتت تؤرقني بكل تفاصيلها ،لذا أحاول ارساء ثوابت لاتمحى من ذهني لهذا الموضوع الحيوي الهام الذي طرحته خادمة ثوار المنبر أنار الله آخرتها بالنظر لخاتم المرسلين بحق محمد وآله الطاهرين،ومن هذا المنطلق وايضا من منطلق التحصن ضد المخالفين أسأل وأنا أؤمن تمام الايمان بان هذا هو حقيقة ماحدث ولكن ليطمأن قلبي للرد على اي مخالف
في الآية( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته،والله يعصمك من الناس)
ما معنى الله يعصمك من الناس وقد سموا النبي صلى الله عليه وآله بعد ذلك ؟
اخواني هذه الأسئلة مهمة للرد على المخالفين وضحدهم أرجو مساعدتي.

كربلائية حسينية
16-02-2010, 02:11 AM
بسمه تعالى
أختي المكرمة قطرة من فيض الغدير ...
لا تعارض بين الآية الكريمة { و الله يعصمك من الناس } و بين استشهاد الرسول الأعظم بالسم ..
سأعطيك بعون الله بعض النقاط و باشارة سريعة ..
أولا : الآية الكريمة التي وردت بالقرآن الكريم { لقوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }
و فيها تصريح من الله عز و جل أن رسول الله قد يستشهد مقتولا ...
ثانيا : { الله يعصمك من الناس } وردت في موقف معين و هو تبليغ أمر الولاية الذي سيرتاب منه المنافقون ويتزعزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا وهذا الأمر هو تبليغ ولاية علي (عليه السلام) الذي لا يطيقه المنافقون والذين في قلوبهم مرض ، فإنهم سيحاولون إلى التصدي لجهوده (ص وآله) لذا أخبره تعالى إن الله سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم ...


و قد ثبت عندنا الشيعة أمر استشهاد رسول الله ( ص و آله ) مسموما و هذا الأمر لا يرد أبدا ...
ثالثا : السنة أنفسهم يثبتون هذا الأمر و في هذا الموقع السلفي يجيبون على هذا الموضوع بأدلته هم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/104825 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/104825)

رابعا : عند الشيعة تفسير الميزان يفسر هذه المسألة و يوضح نوع عصمة الله لرسول من الناس في أمر تبليغ أمر الولاية ..
أرجو أن تتابعي الشرح في التفسير :

http://www.holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl?ch=5&vr=67&sp=0&sv=67 (http://www.holyquran.net/cgi-bin/almizan.pl?ch=5&vr=67&sp=0&sv=67)


و الشكر الجزيل لصاحبة الموضوع خادمة ثوار المنبر
مأجورين ...

موالي قطيفي
16-02-2010, 02:54 AM
بحث مميز وراقي

ولعنه الله قاتليك ياحبيبي يارسول الله صلوات الله عليه واهل بيته


مشكورين احبابي

aschk alhosin
16-02-2010, 07:53 PM
احسنت بارك الله فيك

قطرة من فيض الغدير
17-02-2010, 01:08 AM
أختي الكريمة :
كربلائية حسينية ، الحمد لله قرأت التفسير وهداني الله ، لما كنت أسأل عنه بفضلكم أنت وخادمة ثوار المنبر ،
لاحرمكم الله من نعمة خدمة آل البيت وحشركم الله مع محمد وآله الطاهرين .
أكرر شكري على الموضوع الذي ملأ فراغا في عقيدتي أختي خادمة ثوار المنبر.

نووورا انا
17-02-2010, 03:38 AM
نقل موفق احسنتم خادمة ثوار المنبر بارك الله بكم