مجلة الروضة الحسينية
15-02-2010, 05:23 PM
ثورة كربلاء الخالدة هل كانت ثورة بالمفهوم المتعارف عليه في الثورات .. وهل أوجدت نتائجها منذ تفجرت وحتى الآن مفهوما جديدا للثورة على اعتبارها ثورة غير مسبوقة كانت ساحتها النفوس والأفئدة ؟
لقد كانت هزة وأية هزة .. زلزلت أركان الأمة من أقصاها إلى أدناها ، ففتحت العيون وأيقظت الضمائر على ما لسطوة الإفك والشر من اقتدار ، وما للظلم من تلاميذ بررة على استعداد لزرعه في تلافيف الضمائر ليغتالوا تحت ستر مزيفة .. قيم الدين وينتهكوا حقوق أهليه ، ويخمدوا ومضات سحره الهيولية .
كانت ثورة بمعناها اللفظي ولكنها لم تكن كذلك بمبناها القياسي ، إذ كانت أكبر من أن تُستوعب في معنى لفظي ذي أبعاد محددة وأعظم من أن تقاس بمقياس بشري .
هي ثورة رقت درجات فوق مستوى الملحمة كما عهدنا الملاحم التي يجاد بها بالأنفس ، فأية ملحمة هي استمدت وقود أحداثها من عترة النبي وآل بيته الأخيار ؟ وأية انتفاضة رمت إلى حفظ كيان أمة محمد وصون عقيدة المسلم وحماية السنة المقدسة وذب أذى المنتهكين عنها ؟
فإذا نظرنا إليها بمنظار الملاحم .. لم يفتنا ما فيها من كبَر فوقها ، فالملاحم والثورات التي غيرت مجرى التاريخ والأمم .. تقاس عادة بمدى إيجابية وعظم أهدافها ، وإمكانية تساميها إلى مستوى العقيدة أو المبدأ لمجموع فئة أو فئات ، وعلى هذا المقياس تكون ثورة الحسين (ع) الأولى والرائدة والوحيدة في تاريخ الإنسانية مذ وجدت وحتى تنقضي الدهور ، إذ هي خالدة خلود الإنسان الذي قامت لأجله .
" أولى " .. لأنها في إطارها الديني كانت أول ثورة سجلت في تاريخ الإسلام ، وكذلك في تاريخ الأديان السماوية الأخرى ، ما كان منها على مستوى المبادئ أو القيم العقائدية .
" رائدة " .. لأنها مهدت لروح ثورية وثورة روحية انطوت عليها صدور المسلمين ، تذكرهم في نومهم وقعودهم بمعنى الكرامة وبمعنى أن ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه موقظي الفتنة باسم الدين ، ورافعي مداميك الشرك والعبث في صرح العقيدة ، فكانت دعوة جاهرة لنقض هذه المداميك ، وهدم دعائم الضلال والوقوف أمام أهداف الذين حادوا عن صراط الشريعة ، ولعبوا بنواميس وشرائع الدين ، وقامروا بكيان الديانة الوليدة تمهيدا لوأدها قبل أن تحبو .
" وحيدة " .. لأنها استحوذت على ضمائر المسلمين فيما خلفته من آثارعقائدية ضخمة ، فما كان قائما من ممارسات لدى القائمين على الاسلام والحاكمين باسمه .. كان بحاجة إلى هزة انتحارية فاجعة لها وقع الصاعقة آنذاك ، ومسرى الحب في الضمائر بعد أجيال وحقب تالية .
" خالدة " .. لأنها انسانية أولا وآخرا ، انبثقت من الانسان وعادت إليه مجللة بالغار ، وملطخة بالدم الزكي ، مطهرة بزوفى الشهادة المثلى ، فظلت في خاطر المسلم رمزا للكرامة الدينية ، شاهد من خلالها صفحة جديدة من مسيرة عقيدته ، صفحة بيضاء عارية من أشكال العبودية والرق والزيف ، مسطرة بأحرف مضيئة تهدي وجدانه إلى السبل القويمة التي يتوجب عليه السير في مسالكها ليبلغ نقطة الأمان الجديرة به كإنسان .
إنها عقيدة الشهداء البررة التي لا تنخدع بسراب المطامع الدنيوية ، ولا ترضى بمبدأ المساومة في ميدان العقيدة .
ورفض الخداع والمساومة مقرون دوما ً بالاستعداد لبذل الحياة وإطفاء شعلة النفس إذا كان في إطفائها ما ينير شمعة تهدي السائرين على طريق الحق والعدل .
وهذا المبدأ المنبثق من هكذا عقيدة من الصعب إدراك مراميه في حينه ، لا سيما إذا كانت الموازين آنذاك هي الموازين التي نصبها حكام ظالمون لأمة تدجنت روحها وذبلت عقيدتها ، فما عادت تفرق بين الخطأ والصواب .
وعلى هذا المقياس الذي لا يرفعه إلا الصفوة المختارة من الصالحين .. أصاب الحسين ( ع) بثورته في المدى البعيد ، وأخفق في المدى القريب ، طلب إحقاق الحق في وقته .. فلم يصل إليه ، لكن أمة الإسلام أدركته بمماته ، ولم يقف الأمر عندها على مستوى إدراكه فحسب .. بل صار جزءا من وجدانها العقائدي ، وضميرا يستصرخها ويستحثها في كل مواقف الضعف وحيال مختلف أشكال التدجين والظلم والانحراف عن السنة .
لقد كانت هزة وأية هزة .. زلزلت أركان الأمة من أقصاها إلى أدناها ، ففتحت العيون وأيقظت الضمائر على ما لسطوة الإفك والشر من اقتدار ، وما للظلم من تلاميذ بررة على استعداد لزرعه في تلافيف الضمائر ليغتالوا تحت ستر مزيفة .. قيم الدين وينتهكوا حقوق أهليه ، ويخمدوا ومضات سحره الهيولية .
كانت ثورة بمعناها اللفظي ولكنها لم تكن كذلك بمبناها القياسي ، إذ كانت أكبر من أن تُستوعب في معنى لفظي ذي أبعاد محددة وأعظم من أن تقاس بمقياس بشري .
هي ثورة رقت درجات فوق مستوى الملحمة كما عهدنا الملاحم التي يجاد بها بالأنفس ، فأية ملحمة هي استمدت وقود أحداثها من عترة النبي وآل بيته الأخيار ؟ وأية انتفاضة رمت إلى حفظ كيان أمة محمد وصون عقيدة المسلم وحماية السنة المقدسة وذب أذى المنتهكين عنها ؟
فإذا نظرنا إليها بمنظار الملاحم .. لم يفتنا ما فيها من كبَر فوقها ، فالملاحم والثورات التي غيرت مجرى التاريخ والأمم .. تقاس عادة بمدى إيجابية وعظم أهدافها ، وإمكانية تساميها إلى مستوى العقيدة أو المبدأ لمجموع فئة أو فئات ، وعلى هذا المقياس تكون ثورة الحسين (ع) الأولى والرائدة والوحيدة في تاريخ الإنسانية مذ وجدت وحتى تنقضي الدهور ، إذ هي خالدة خلود الإنسان الذي قامت لأجله .
" أولى " .. لأنها في إطارها الديني كانت أول ثورة سجلت في تاريخ الإسلام ، وكذلك في تاريخ الأديان السماوية الأخرى ، ما كان منها على مستوى المبادئ أو القيم العقائدية .
" رائدة " .. لأنها مهدت لروح ثورية وثورة روحية انطوت عليها صدور المسلمين ، تذكرهم في نومهم وقعودهم بمعنى الكرامة وبمعنى أن ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه موقظي الفتنة باسم الدين ، ورافعي مداميك الشرك والعبث في صرح العقيدة ، فكانت دعوة جاهرة لنقض هذه المداميك ، وهدم دعائم الضلال والوقوف أمام أهداف الذين حادوا عن صراط الشريعة ، ولعبوا بنواميس وشرائع الدين ، وقامروا بكيان الديانة الوليدة تمهيدا لوأدها قبل أن تحبو .
" وحيدة " .. لأنها استحوذت على ضمائر المسلمين فيما خلفته من آثارعقائدية ضخمة ، فما كان قائما من ممارسات لدى القائمين على الاسلام والحاكمين باسمه .. كان بحاجة إلى هزة انتحارية فاجعة لها وقع الصاعقة آنذاك ، ومسرى الحب في الضمائر بعد أجيال وحقب تالية .
" خالدة " .. لأنها انسانية أولا وآخرا ، انبثقت من الانسان وعادت إليه مجللة بالغار ، وملطخة بالدم الزكي ، مطهرة بزوفى الشهادة المثلى ، فظلت في خاطر المسلم رمزا للكرامة الدينية ، شاهد من خلالها صفحة جديدة من مسيرة عقيدته ، صفحة بيضاء عارية من أشكال العبودية والرق والزيف ، مسطرة بأحرف مضيئة تهدي وجدانه إلى السبل القويمة التي يتوجب عليه السير في مسالكها ليبلغ نقطة الأمان الجديرة به كإنسان .
إنها عقيدة الشهداء البررة التي لا تنخدع بسراب المطامع الدنيوية ، ولا ترضى بمبدأ المساومة في ميدان العقيدة .
ورفض الخداع والمساومة مقرون دوما ً بالاستعداد لبذل الحياة وإطفاء شعلة النفس إذا كان في إطفائها ما ينير شمعة تهدي السائرين على طريق الحق والعدل .
وهذا المبدأ المنبثق من هكذا عقيدة من الصعب إدراك مراميه في حينه ، لا سيما إذا كانت الموازين آنذاك هي الموازين التي نصبها حكام ظالمون لأمة تدجنت روحها وذبلت عقيدتها ، فما عادت تفرق بين الخطأ والصواب .
وعلى هذا المقياس الذي لا يرفعه إلا الصفوة المختارة من الصالحين .. أصاب الحسين ( ع) بثورته في المدى البعيد ، وأخفق في المدى القريب ، طلب إحقاق الحق في وقته .. فلم يصل إليه ، لكن أمة الإسلام أدركته بمماته ، ولم يقف الأمر عندها على مستوى إدراكه فحسب .. بل صار جزءا من وجدانها العقائدي ، وضميرا يستصرخها ويستحثها في كل مواقف الضعف وحيال مختلف أشكال التدجين والظلم والانحراف عن السنة .