جاسم العجمي
16-02-2010, 04:25 AM
العلامة السيد مهدي بحر العلوم وركضة طويريج
يروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلامة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر
من محرم إلى مدينة كربلاء المقدسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه
فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة (طويريج) التي يفصلها
عن كربلاء حوالي أربعة فراسخ، حيث يعد هذا الموكب من أشهر
المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أن نمطا من أنماط العزاء الحسيني مازال مشتهرا باسم
(عزاء طويريج) نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات
الألوف من الرجال والنساء والأطفال، وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء
صلوات الله وسلامه عليه.
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام، حاسري الرؤؤس، وهم يلطمون أنفسهم بقوة
وحرارة على وقع المراثي كالمفجوعين توّا، مما يزيد الأسى واللوعة
بمصاب سيد الشهداء وتتحول مدينة كربلاء المقدسة إلى حالة من الحزن والأسى في كل
أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه.
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم ، تفاجأ الذين من
حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته وخلع قميصه ، وقد انفجر من شدة البكاء
وغاص في وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدة وقوة وهو ينادي
ويصيح: "واحسيناه.. واح حسيناه"!
وقد تعجب هؤلاء الذين كانوا من المقربين إلى السيد من قيامه بهذا التصرف بغتة،
بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً.
وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب ، فأحاطوا به
من كل جانب خشية أن يصيبه مكروه أو يداس بالأقدام وسط أمواج
هذا الموكب المهرول الكبير.
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجبهم ودهشتهم،
إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ، فقد كان يضرب نفسه بقوة
وشدة وجزع وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان
حقاً كالذي فقد عزيزا الساعة.
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم. وبعد انتهاء مراسم العزاء
وانفضاض الجميع، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية
ولكنه كان شاحب الوجه منخرّ القوى، ولم يكن يقوى على النهوض.
فسأله المحيطون به منكرين :
سيدنا.. ماذا جرى لكم حتى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب
عزاء طويريج كأحدهم ؟
فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال:
(لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك.. فإنني
ما إن اقترب مني الموكب حتى رأيت مولاي صاحب الأمر
– عجل الله فرجه الشريف – حاسر الرأس حافي القدمين وهو يلطم ويبكي مع
اللاطمين الباكين، فلم احتمل المنظر
ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه)
ركضة طويريج
هي عادة قديمة
عكف على إجرائها شيعة العراق
الركضة هي مجموعة من المعزين تخرج من قضاء الهندية
ويركضون تعبيراً وتلبية ًوهم يستشعرون روحياً
نداءالإمام الحسين ( ع ) أما من ناصرٍ ينصرنا .. أما من ذابٍ يذب عنا ...
حيث يركضون مرددين ( لبيك ياحسين ...
أو
الله الله حسين وينه بالسيوف مقطعينه)
وتقدر المسافة بحوالي 10 كيلومترات
تبدأ بناحية طويريج حتى تأتي كربلاء فتدخل حرم الإمام الحسين ( ع )
وتخرج بعد ذلك لحرم أبي الفضل العباس ( ع )
والركضة عادة تبدأ بعد صلاة الظهر مباشرة
وقت حدوث المعركة
ويقال انها امتداد لركضة العقيلة زينب حينما ركضت بين مصرعي
الامام الحسين وأبوالفضل العباس عليهم السلام
ونسألكم الدعاء
يروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلامة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر
من محرم إلى مدينة كربلاء المقدسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه
فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة (طويريج) التي يفصلها
عن كربلاء حوالي أربعة فراسخ، حيث يعد هذا الموكب من أشهر
المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أن نمطا من أنماط العزاء الحسيني مازال مشتهرا باسم
(عزاء طويريج) نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات
الألوف من الرجال والنساء والأطفال، وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء
صلوات الله وسلامه عليه.
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام، حاسري الرؤؤس، وهم يلطمون أنفسهم بقوة
وحرارة على وقع المراثي كالمفجوعين توّا، مما يزيد الأسى واللوعة
بمصاب سيد الشهداء وتتحول مدينة كربلاء المقدسة إلى حالة من الحزن والأسى في كل
أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه.
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم ، تفاجأ الذين من
حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته وخلع قميصه ، وقد انفجر من شدة البكاء
وغاص في وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدة وقوة وهو ينادي
ويصيح: "واحسيناه.. واح حسيناه"!
وقد تعجب هؤلاء الذين كانوا من المقربين إلى السيد من قيامه بهذا التصرف بغتة،
بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً.
وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب ، فأحاطوا به
من كل جانب خشية أن يصيبه مكروه أو يداس بالأقدام وسط أمواج
هذا الموكب المهرول الكبير.
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجبهم ودهشتهم،
إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ، فقد كان يضرب نفسه بقوة
وشدة وجزع وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان
حقاً كالذي فقد عزيزا الساعة.
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم. وبعد انتهاء مراسم العزاء
وانفضاض الجميع، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية
ولكنه كان شاحب الوجه منخرّ القوى، ولم يكن يقوى على النهوض.
فسأله المحيطون به منكرين :
سيدنا.. ماذا جرى لكم حتى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب
عزاء طويريج كأحدهم ؟
فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال:
(لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك.. فإنني
ما إن اقترب مني الموكب حتى رأيت مولاي صاحب الأمر
– عجل الله فرجه الشريف – حاسر الرأس حافي القدمين وهو يلطم ويبكي مع
اللاطمين الباكين، فلم احتمل المنظر
ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه)
ركضة طويريج
هي عادة قديمة
عكف على إجرائها شيعة العراق
الركضة هي مجموعة من المعزين تخرج من قضاء الهندية
ويركضون تعبيراً وتلبية ًوهم يستشعرون روحياً
نداءالإمام الحسين ( ع ) أما من ناصرٍ ينصرنا .. أما من ذابٍ يذب عنا ...
حيث يركضون مرددين ( لبيك ياحسين ...
أو
الله الله حسين وينه بالسيوف مقطعينه)
وتقدر المسافة بحوالي 10 كيلومترات
تبدأ بناحية طويريج حتى تأتي كربلاء فتدخل حرم الإمام الحسين ( ع )
وتخرج بعد ذلك لحرم أبي الفضل العباس ( ع )
والركضة عادة تبدأ بعد صلاة الظهر مباشرة
وقت حدوث المعركة
ويقال انها امتداد لركضة العقيلة زينب حينما ركضت بين مصرعي
الامام الحسين وأبوالفضل العباس عليهم السلام
ونسألكم الدعاء