نووورا انا
16-02-2010, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشبهة :
لو كان موجوداً لوجب أن يظهر لوجود الداعي إلى ظهوره وهو انتشار الفساد، وضعف الدين، وتعطيل الأحكام والحدود، وشيوع الظلم والجور، وهو إنما يظهر ليملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
والجواب:
إذا كانت غيبته بأمر الله تعالى فظهوره لا يكون إلا بأمر الله تعالى، ولا نقدر أن نحيط بالعلة التي توجب ظهوره ولا بالحكمة التي تقتضي أمر الباري تعالى له بالظهور، فإن ذلك لا يطّلع عليه إلا علاّم الغيوب، فعلى قول من يقول أن أفعال الباري تعالى لا تعلل بالعلل والاغراض فالأمر واضح، إذ ليس لنا أن نسأل عن عدم ظهوره ولا عن علة ظهوره، وعلى قول أصحابنا بأن أفعاله تعالى معللة بالعلل والأغراض لا يمكننا الإحاطة بتلك العلل وأمرها موكول إليه تعالى.
وقد كان يوسف (عليه السلام) وهو نبي ابن نبي معصوم لا يصدر إلا عن أمر ربه بينه وبين أبيه يعقوب (عليه السلام) مسافة غير كثيرة البعد وهو حزين عليه حتى ذهب بصره وهو قادر على أن يخبره بمكانه، فلم يفعل حتى أذن له الله تعالى في ذلك، ولم يكن تركه لإعلام أبيه (عليهما السلام) مع تلك الحالة التي وصفناها إلا عن أمر الله تعالى لحكمة اقتضت ذلك، وهذا كما أن الله تعالى لم يبعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة إلا بعد أربعين من عمره مع انتشار الكفر والفساد وعبادة الأوثان والإلحاد. وليس لأحد أن يقول لم أخّر بعثته إلى الأربعين ولم يبعثه قبل ذلك مع وجود المقتضي لبعثه، لأن ذلك معارضة للحكيم فيما لا يطلع عليه ولا يعلم حكمته غيره، مع أنه إذا جاز أن يؤخر الله تعالى خلقه مع وجود الظلم جاز أن يؤخر ظهوره مع وجوده، على أن الوارد أنه لا يظهر حتى تمتلئ ظلماً وجوراً، ولم يحن بعدُ ذلك الزمان.
المصدر
ترجمة الإمام المهدي عجل الله فرجه في أعيان الشيعة
السيد محسن الأمين
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشبهة :
لو كان موجوداً لوجب أن يظهر لوجود الداعي إلى ظهوره وهو انتشار الفساد، وضعف الدين، وتعطيل الأحكام والحدود، وشيوع الظلم والجور، وهو إنما يظهر ليملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
والجواب:
إذا كانت غيبته بأمر الله تعالى فظهوره لا يكون إلا بأمر الله تعالى، ولا نقدر أن نحيط بالعلة التي توجب ظهوره ولا بالحكمة التي تقتضي أمر الباري تعالى له بالظهور، فإن ذلك لا يطّلع عليه إلا علاّم الغيوب، فعلى قول من يقول أن أفعال الباري تعالى لا تعلل بالعلل والاغراض فالأمر واضح، إذ ليس لنا أن نسأل عن عدم ظهوره ولا عن علة ظهوره، وعلى قول أصحابنا بأن أفعاله تعالى معللة بالعلل والأغراض لا يمكننا الإحاطة بتلك العلل وأمرها موكول إليه تعالى.
وقد كان يوسف (عليه السلام) وهو نبي ابن نبي معصوم لا يصدر إلا عن أمر ربه بينه وبين أبيه يعقوب (عليه السلام) مسافة غير كثيرة البعد وهو حزين عليه حتى ذهب بصره وهو قادر على أن يخبره بمكانه، فلم يفعل حتى أذن له الله تعالى في ذلك، ولم يكن تركه لإعلام أبيه (عليهما السلام) مع تلك الحالة التي وصفناها إلا عن أمر الله تعالى لحكمة اقتضت ذلك، وهذا كما أن الله تعالى لم يبعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة إلا بعد أربعين من عمره مع انتشار الكفر والفساد وعبادة الأوثان والإلحاد. وليس لأحد أن يقول لم أخّر بعثته إلى الأربعين ولم يبعثه قبل ذلك مع وجود المقتضي لبعثه، لأن ذلك معارضة للحكيم فيما لا يطلع عليه ولا يعلم حكمته غيره، مع أنه إذا جاز أن يؤخر الله تعالى خلقه مع وجود الظلم جاز أن يؤخر ظهوره مع وجوده، على أن الوارد أنه لا يظهر حتى تمتلئ ظلماً وجوراً، ولم يحن بعدُ ذلك الزمان.
المصدر
ترجمة الإمام المهدي عجل الله فرجه في أعيان الشيعة
السيد محسن الأمين