عبود مزهر الكرخي
19-02-2010, 07:23 PM
محللون ومراقبون إسرائيليون ينظرون بقلق بالغ إزاء المسيرة المليونية الأربعينية/الجزء الثاني
ونتابع في مقالتنا هذه في تحليل هذا الخبر وكنا قد بينا كيف إن سيدنا مولانا أمير المؤمنين قد نهى عن السب والتقاذف وكذلك لو كل تعاليم ديننا قد نهت عن التقاذف والتخاصم وقرآننا الكريم قد نهى عن الأمر بآيات كثيرة منها ((وجادلهم بالتي هي أحسن))و((أدفع السيئة بالحسنة))وكثير من الآيات التي تحض على الحلم والعفو وجسدتها بنبينا الأكرم الذي له مواقف لا تعد ولا تحصى في العفو والحلم والتسامح وما حادثة الطلقاء لمشركي قريش وعلى رأسهم رأس الكفر والطاغوت أبو سفيان(لعنه الله) إلا خير دليل على ذلك وجاء بعده وصيه وأئمته لكي يكملوا هذا المشوار الرائع في سماحة أهل البيت وعفوهم والتي لو ذكرناها لجعلنا منها كتب وبحوث وباعتقادي الجميع لديهم إلمام بسماحة أهل البيت حيث يقول سيدي ومولاي زين العابدين علي السجاد(ع)في خطبته الشهيرة في مجلس الطاغية يزيد(لعنه الله) ((أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع،أعطينا العلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد(ص)ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد الرسول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة)).فالسماحة كانت من سمات أئمة أهل البيت(عليهم السلام أجمعين)المميزة وتعاقبت السنون وحتى كان منهج علماؤنا ومرجعياتنا الرشيدة على نفس المنوال وما هذا الموقف الأخير والعظيم لآية الله العظمى السيد على السيستاني(دام طله الشريف)في لقاءه مع شيعة دول الخليج إلا خير دليل على ذلك بالحض على المحبة والأخوة وطلب المغفرة لمن تهجم عليه ذلك المدعو العريفي وبألفاظ خارجة عن اللياقة الأدبية وهذا يدلل على سمو أخلاق مرجعيتنا الرشيدة وترفعها عن هذه الأمور واقتداءً بما أمر الله في وصف المؤمنين((والذين هم عنه اللغو معرضون))ثم ليأتي الموقف السامي والغاية في الروعة لسماحته بالدعوة إلى إشاعة كلمة ومفهوم ((أنا أحبك))والتي باعتقادي المتواضع لو طبقت بشكل صحيح وبمفهومها العميق لذهبت كل المظاهر الموجودة في العراق سواء على مستوى الساحة السياسية من تصارع واحتراب بين قوانا السياسية لكي تنسحب على مختلف طبقات الناس لكي تجمع كل الناس على الألفة والمودة والمحبة والتسامح مصداقاً لقول نبينا الأكرم محمد(ص) في قوله((بشروا ولا تنفروا))وقوله((جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء)) وهذا ما أكده القرآن الكريم في محكم كتابه عندما يقول((كونوا عباد الله أخوانا)).
من هنا فأن التقاذف والتشاتم لا يفيد إلا من هم الذين لا يريدون للعملية السياسية إن تنجح في العراق والذين يبغضون مذهبنا أهل البيت وهم تجدهم من خلال مناقشاتهم وعلى القنوات الفضائية التي تحسب أنها عراقية أو إسلامية إن الشيعة لم يستطيعوا الحكم وقيادة العملية السياسية في العراق ولا يتعرضوا إلى مقدار الضغوط والمخاطر التي تحيط بالعراق من قبل الكل لتزويرهم الحقائق واللجوء إلى المغالطة والتحريف وتشويه الحقائق فهذه الفضائيات والتي يديرها أغلبهم ممن كانوا في عهد النظام البائد ومن أبواقه المؤثرة والتي كانت تمجد في نظامه المقبور وأصبحت بقدرة قادر حريصة على العملية الديمقراطية في العراق وعلى العراق وتنادي بكل شعارات الديمقراطية وهناك من الفضائيات التي تنادي بالعنف وتنشر الأخبار الملفقة على العراق وعلى الحكم وتنعته بمختلف الأوصاف من التبعية لإيران إلى غير من الدول وكما أصبحت أبواق مهمة لمموليهم ومن يصرف عليهم فمن هذا المنطلق يجب إن لا ينسحب الصراع الموجود على الساحة السياسية على المواطن العراقي وخصوصاً الذين يهمهم بناء الدولة العراقية في ظل الحكم الشيعي والذي لو طبق فيه بشكله الصحيح لوجدوا فيه كل العدالة الخير والمساواة لكل أفراد شعبنا العراقي ويجب إن لا نكون معاول تهديم في بناء هذه الدولة الجديدة من خلال تشرذمنا وتفككنا وعدائيتنا والتي يراهن كل الأعداء الذين لا يريدون الخير لهذا البلد وبضمنهم أمريكا التي يبقي منذ احتلالها العراق أوراق مفتوحة على الساحة العراقية لكي تلعب مثلاً ورقة كركوك وما سمي بالمناطق المتنازع عليها وأمور أخرى كثيرة لكي يتبقي ورقة ضغط تلعب عليها في حالة شعورها بأي تهديد عليها وكذلك صنيعتها إسرائيل هل هي غافلة عن كل هذه الأمور؟قطعاً كلا فيه في مراقبة دائمة للوضع الإسلامي والعراق بالذات ولأضرب لكم مثالاً على ذلك وهو أنه عندما كنت في الخارج في سنوات الحصار قرأت خبراً في أحدى الصحف يقول أنه تم عقد اجتماع لحاخامات اليهود في العالم وهو البحث في تثبيت دولة إسرائيل والتي يعتبرونها أرض الميعاد ويتم هذه المؤتمرات بصورة دورية من أجل الغرض الذي ذكرته وخطب فيهم الحاخام الأكبر وقال بالحرف الواحد((أن أمن إسرائيل لا زال بخير ولا خوف عليه والسبب هو عدم ذهاب المسلمين لصلاة الفجر للجوامع بصورة كبيرة وملفتة للنظر))لأن يعتبرون صلاة الفجر هي دلالة عن ((الوعي والتمسك بالدين)) كما صرحوا بذلك في زيارة الأربعينية للإمام الحسين(ع) وهذا صحيح لأن صلاة الفجر وكما تعرفونها أنتم والذهاب إلى المسجد تتطلب كثير من الاستعداد من النهوض باكراً الوضوء حتى في الماء البارد وتحمل البرد والحر للقيام بهذه الصلاة التي يعتبرها علماؤنا هي عمود الصلاة لما لها من أهمية في تحديد المسلم الصحيح فلاحظوا هم كيف يحسبون كل مانقوم بدقة بالغة بحيث ذكر لي احد الفلسطينيين عندما كنت في الخارج وهو من داخل الأرض المحتلة أنه عندما يدخل إلى الأرض المحتلة يقومون بالتحقيق والسؤال هل يذهب المصلون إلى صلاة الفجر إلى الجوامع ومن خلال الاستجواب لمعرفة الأمور وكما وجود شبكاتهم التجسسية والمنتشرة في كل الوطن العربي وبفخر كبير.
وقد ذكرت أنهم يركزون على العراق بالذات لأسباب عديدة وأهم سبب إن العراق هو مركز التشيع وفيه المذهب الشيعي الذين أمامهم سيدي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) والذين يعرفونه معرفة جيدة فهو مخرب حصونهم وقاتل أبطلهم وصناديدهم وهم لاينسون أي ثأر من ثاراتهم ولا أحقادهم وهذا معروف عن اليهود وبما إن مركز الشيعة في العراق فلا بد من إن يتم مراقبة الوضع في العراق والحذر كل الحذر من مذهب أهل البيت والمعروف بأنه لا يتم تقبل دولة إسرائيل من قبل جميع أبناء المذهب ولذلك كانت هذه النظرة من إسرائيل على بلدنا العراق حتى في الأزمان القديمة فأجدادنا هم إبطال السبي البابلي الأول في زمن حمورابي والسبي الثاني في عهد نبوخذ نصر وهذا ما يؤكده التاريخ فيعرفون إن الخطر الذي يجيء على إسرائيل فهو من العراق وهذا ما صرح به رئيس وزرائهم بن غورين في ذلك الوقت ولهذا عند سقوط الصنم وسرقة المتحف العراقي للأثار وتم سرقة كل الرقم الطينية التي تخص وتمجد السبي البابلي لليهود وبشكل منظم وهذا ما ذكره لي أحد أقربائي الذين يشتغلون في المتحف العراقي والتي من الصعب استعادتها لعدم معرفة أين تكون وتم سرقتها بشكل مبرمج ومنظم كما ذكر لي.
فلاحظوا مدى تكالب أعدائنا على بلدنا وبالأخص على مذهبنا والهجوم الذي نتعرض من الداخل والخارج.
ومن هذا المنطلق يجب إن نتكاتف ونتمسك ببعضنا وإن نلتف حول مرجعيتنا الرشيدة(دام ظلها الشريف)التي بتمسكنا بها وبتكاتفنا وإن نكون عباد الله إخوانا كما هو مذكور في محكم كتابنا الكريم سوف نسقط كل مراهنات أعدائنا الذين يراهنون على تشرذمنا وتفرقنا لكي يسقطوا تجربتنا الجديدة في بناء حكم يرتكز على العدل والمساواة والخير لكل المواطنين ولنأخذ التجربة الألمانية التي كانت بعد الحرب العالمية الثانية قد أصحبت تراب ولم يبقى فيها شيء من البنى التحتية وحتى المدن أي أصبحت تراب ولكن حكومتها وشعبها قد قرروا غلق بلادهم وبناء بلدهم على منهج اقتصادي صحيح والآن بعد كل هذه السنين نرى إن ألمانيا قد أصبحت قوة اقتصادية جبارة ومن الدول الكبرى من ناحية البناء والقوة الاقتصادية وكان بفضل تلاحم شعبها ومع حكومتها ووحدتهم أصبحت الآن من الدول التي تنافس أميركا في اقتصادها ولها وزنها السياسي والدولي بفضل اقتصادها القوي.
ولكن ماذا نجد في بلدنا نلاحظ إن التمزق والتفكك قد أخذ كل مأخذ وأنسحب الصراع الذي بين السياسيين وزرعوه بين مواطنينا ومن المذهب الواحد بحيث أصبح هذا من الحزب الفلاني وذلك من التيار الفلاني والأخر من الكتلة المعينة وأصبح الذي من غير ما يؤمن أحدهم يكون عدو للأخر وليس هم بالأساس من مذهب واحد ومرجعية واحدة يتبعونها وكان دور أمريكا وإسرائيل واضح في إذكاء هذا التفكك والتمزق وحتى من الأطراف من المذهب المقابل وبأوامر من الدول المجاورة التي يتلقون منهم الأموال والأوامر.
فيا أخواني وأخواتي كونوا موحدين لأن الله يقول((يد الله فوق الجماعة))لأنه يحب التوحد وعدم الفرقة وقد وصفهم في وحدتهم وفي تراصهم كالبنيان المرصوص وهذا ما ذكره في سورة الصف لكي يتم مجابهة كل الأعداء وبسهولة والأمثلة واضحة وكثيرة ومنها كيف تفرقت كلمة جيش الإمام علي(ع) في يوم صفين وخذلوه واحتكموا إلى خدعة رفع المصاحف التي رفعها اللعين معاوية وبتدبير من الملعون عمر بن العاص وأدى هذا الأمر بتفرق المسلمين واستشهاد أمير المؤمنين(ع) وصعود بنو أمية إلى الحكم بالخديعة والمكر والغدر والخيانة واستشهاد الإمام الحسن(ع) بالسم من قبل معاوية ووصل الأمر إلى سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين(ع)الذي خذلوه أهل الكوفة بحبهم للدنيا والمال وما قوله مقولته المشهورة في يوم عاشوراء إلا خير دليل على ذلك وهي ((الناس عبيد الدنيا،والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه مادرت به معائشهم،فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون))فلنكون ثابتين على مذهب أهل البيت ونلتف حول مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)وإن لا نسمع من هؤلاء الذين اسميهم الناعقين الغربان من السياسيين الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية ومآربهم السياسية وإن نكون موحدين وفي انتخاباتنا التي هي على الأبواب إن نختار الشخص الذين يمثلنا أحسن تمثيل ويمثل ما يحقق تطلعاتنا وهمومنا وإن يتم الاختيار بعناية ودقة وما البيان الأخير لمرجعيتنا الرشيدة إلا خير تعبير عن ما يجب القيام به في الانتخابات القادمة من ضرورة المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات واختيار المرشح الكفؤ والنزيه بعيداً عن المصالح المادية أو الحزبية أو الفئوية وحتى العشائرية بل يكون المرشح مايخدم البلد وبناءه وما يخدم ديننا ومذهبنا ويحقق المصالح الحقيقية للفئة العريضة من الطبقات المسحوقة من شعبنا العراقي الصابر الجروح وتجنبوا التشرذم والتفرق والتقاذف بل يجب إن يكون همنا الأول بناء بلدنا وتجربتنا الجدية في ظل الحكم الشيعي وإن نثبت للعالم أجمع إننا أهل لهذه المهمة ويكون حكمنا مصدر أشعاع لكل العالم أجمع في نشر قيم العدل والمساواة والمحبة والخير للجميع والذي ينعكس بالأخير على نظرة العالم لديننا الإسلامي في أنه دين محبة وخير لكل العالم وليس ما يتصوره الآن والذي زرعه أولئك النواصب والسلفية والقاعدة وما لف لفهم في تشويه صورة الإسلام وإن نمضي إلى صناديق الاقتراع ونحن أخوة متحابين ونختار من هو خير لبلدنا ومذهبنا وديننا ولشعبنا العراقي الصابر الجريح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رابط الجزء الأول:
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=88232 (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=88232)
ونتابع في مقالتنا هذه في تحليل هذا الخبر وكنا قد بينا كيف إن سيدنا مولانا أمير المؤمنين قد نهى عن السب والتقاذف وكذلك لو كل تعاليم ديننا قد نهت عن التقاذف والتخاصم وقرآننا الكريم قد نهى عن الأمر بآيات كثيرة منها ((وجادلهم بالتي هي أحسن))و((أدفع السيئة بالحسنة))وكثير من الآيات التي تحض على الحلم والعفو وجسدتها بنبينا الأكرم الذي له مواقف لا تعد ولا تحصى في العفو والحلم والتسامح وما حادثة الطلقاء لمشركي قريش وعلى رأسهم رأس الكفر والطاغوت أبو سفيان(لعنه الله) إلا خير دليل على ذلك وجاء بعده وصيه وأئمته لكي يكملوا هذا المشوار الرائع في سماحة أهل البيت وعفوهم والتي لو ذكرناها لجعلنا منها كتب وبحوث وباعتقادي الجميع لديهم إلمام بسماحة أهل البيت حيث يقول سيدي ومولاي زين العابدين علي السجاد(ع)في خطبته الشهيرة في مجلس الطاغية يزيد(لعنه الله) ((أيها الناس أعطينا ستاً وفضلنا بسبع،أعطينا العلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد(ص)ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد الرسول ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة)).فالسماحة كانت من سمات أئمة أهل البيت(عليهم السلام أجمعين)المميزة وتعاقبت السنون وحتى كان منهج علماؤنا ومرجعياتنا الرشيدة على نفس المنوال وما هذا الموقف الأخير والعظيم لآية الله العظمى السيد على السيستاني(دام طله الشريف)في لقاءه مع شيعة دول الخليج إلا خير دليل على ذلك بالحض على المحبة والأخوة وطلب المغفرة لمن تهجم عليه ذلك المدعو العريفي وبألفاظ خارجة عن اللياقة الأدبية وهذا يدلل على سمو أخلاق مرجعيتنا الرشيدة وترفعها عن هذه الأمور واقتداءً بما أمر الله في وصف المؤمنين((والذين هم عنه اللغو معرضون))ثم ليأتي الموقف السامي والغاية في الروعة لسماحته بالدعوة إلى إشاعة كلمة ومفهوم ((أنا أحبك))والتي باعتقادي المتواضع لو طبقت بشكل صحيح وبمفهومها العميق لذهبت كل المظاهر الموجودة في العراق سواء على مستوى الساحة السياسية من تصارع واحتراب بين قوانا السياسية لكي تنسحب على مختلف طبقات الناس لكي تجمع كل الناس على الألفة والمودة والمحبة والتسامح مصداقاً لقول نبينا الأكرم محمد(ص) في قوله((بشروا ولا تنفروا))وقوله((جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء)) وهذا ما أكده القرآن الكريم في محكم كتابه عندما يقول((كونوا عباد الله أخوانا)).
من هنا فأن التقاذف والتشاتم لا يفيد إلا من هم الذين لا يريدون للعملية السياسية إن تنجح في العراق والذين يبغضون مذهبنا أهل البيت وهم تجدهم من خلال مناقشاتهم وعلى القنوات الفضائية التي تحسب أنها عراقية أو إسلامية إن الشيعة لم يستطيعوا الحكم وقيادة العملية السياسية في العراق ولا يتعرضوا إلى مقدار الضغوط والمخاطر التي تحيط بالعراق من قبل الكل لتزويرهم الحقائق واللجوء إلى المغالطة والتحريف وتشويه الحقائق فهذه الفضائيات والتي يديرها أغلبهم ممن كانوا في عهد النظام البائد ومن أبواقه المؤثرة والتي كانت تمجد في نظامه المقبور وأصبحت بقدرة قادر حريصة على العملية الديمقراطية في العراق وعلى العراق وتنادي بكل شعارات الديمقراطية وهناك من الفضائيات التي تنادي بالعنف وتنشر الأخبار الملفقة على العراق وعلى الحكم وتنعته بمختلف الأوصاف من التبعية لإيران إلى غير من الدول وكما أصبحت أبواق مهمة لمموليهم ومن يصرف عليهم فمن هذا المنطلق يجب إن لا ينسحب الصراع الموجود على الساحة السياسية على المواطن العراقي وخصوصاً الذين يهمهم بناء الدولة العراقية في ظل الحكم الشيعي والذي لو طبق فيه بشكله الصحيح لوجدوا فيه كل العدالة الخير والمساواة لكل أفراد شعبنا العراقي ويجب إن لا نكون معاول تهديم في بناء هذه الدولة الجديدة من خلال تشرذمنا وتفككنا وعدائيتنا والتي يراهن كل الأعداء الذين لا يريدون الخير لهذا البلد وبضمنهم أمريكا التي يبقي منذ احتلالها العراق أوراق مفتوحة على الساحة العراقية لكي تلعب مثلاً ورقة كركوك وما سمي بالمناطق المتنازع عليها وأمور أخرى كثيرة لكي يتبقي ورقة ضغط تلعب عليها في حالة شعورها بأي تهديد عليها وكذلك صنيعتها إسرائيل هل هي غافلة عن كل هذه الأمور؟قطعاً كلا فيه في مراقبة دائمة للوضع الإسلامي والعراق بالذات ولأضرب لكم مثالاً على ذلك وهو أنه عندما كنت في الخارج في سنوات الحصار قرأت خبراً في أحدى الصحف يقول أنه تم عقد اجتماع لحاخامات اليهود في العالم وهو البحث في تثبيت دولة إسرائيل والتي يعتبرونها أرض الميعاد ويتم هذه المؤتمرات بصورة دورية من أجل الغرض الذي ذكرته وخطب فيهم الحاخام الأكبر وقال بالحرف الواحد((أن أمن إسرائيل لا زال بخير ولا خوف عليه والسبب هو عدم ذهاب المسلمين لصلاة الفجر للجوامع بصورة كبيرة وملفتة للنظر))لأن يعتبرون صلاة الفجر هي دلالة عن ((الوعي والتمسك بالدين)) كما صرحوا بذلك في زيارة الأربعينية للإمام الحسين(ع) وهذا صحيح لأن صلاة الفجر وكما تعرفونها أنتم والذهاب إلى المسجد تتطلب كثير من الاستعداد من النهوض باكراً الوضوء حتى في الماء البارد وتحمل البرد والحر للقيام بهذه الصلاة التي يعتبرها علماؤنا هي عمود الصلاة لما لها من أهمية في تحديد المسلم الصحيح فلاحظوا هم كيف يحسبون كل مانقوم بدقة بالغة بحيث ذكر لي احد الفلسطينيين عندما كنت في الخارج وهو من داخل الأرض المحتلة أنه عندما يدخل إلى الأرض المحتلة يقومون بالتحقيق والسؤال هل يذهب المصلون إلى صلاة الفجر إلى الجوامع ومن خلال الاستجواب لمعرفة الأمور وكما وجود شبكاتهم التجسسية والمنتشرة في كل الوطن العربي وبفخر كبير.
وقد ذكرت أنهم يركزون على العراق بالذات لأسباب عديدة وأهم سبب إن العراق هو مركز التشيع وفيه المذهب الشيعي الذين أمامهم سيدي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) والذين يعرفونه معرفة جيدة فهو مخرب حصونهم وقاتل أبطلهم وصناديدهم وهم لاينسون أي ثأر من ثاراتهم ولا أحقادهم وهذا معروف عن اليهود وبما إن مركز الشيعة في العراق فلا بد من إن يتم مراقبة الوضع في العراق والحذر كل الحذر من مذهب أهل البيت والمعروف بأنه لا يتم تقبل دولة إسرائيل من قبل جميع أبناء المذهب ولذلك كانت هذه النظرة من إسرائيل على بلدنا العراق حتى في الأزمان القديمة فأجدادنا هم إبطال السبي البابلي الأول في زمن حمورابي والسبي الثاني في عهد نبوخذ نصر وهذا ما يؤكده التاريخ فيعرفون إن الخطر الذي يجيء على إسرائيل فهو من العراق وهذا ما صرح به رئيس وزرائهم بن غورين في ذلك الوقت ولهذا عند سقوط الصنم وسرقة المتحف العراقي للأثار وتم سرقة كل الرقم الطينية التي تخص وتمجد السبي البابلي لليهود وبشكل منظم وهذا ما ذكره لي أحد أقربائي الذين يشتغلون في المتحف العراقي والتي من الصعب استعادتها لعدم معرفة أين تكون وتم سرقتها بشكل مبرمج ومنظم كما ذكر لي.
فلاحظوا مدى تكالب أعدائنا على بلدنا وبالأخص على مذهبنا والهجوم الذي نتعرض من الداخل والخارج.
ومن هذا المنطلق يجب إن نتكاتف ونتمسك ببعضنا وإن نلتف حول مرجعيتنا الرشيدة(دام ظلها الشريف)التي بتمسكنا بها وبتكاتفنا وإن نكون عباد الله إخوانا كما هو مذكور في محكم كتابنا الكريم سوف نسقط كل مراهنات أعدائنا الذين يراهنون على تشرذمنا وتفرقنا لكي يسقطوا تجربتنا الجديدة في بناء حكم يرتكز على العدل والمساواة والخير لكل المواطنين ولنأخذ التجربة الألمانية التي كانت بعد الحرب العالمية الثانية قد أصحبت تراب ولم يبقى فيها شيء من البنى التحتية وحتى المدن أي أصبحت تراب ولكن حكومتها وشعبها قد قرروا غلق بلادهم وبناء بلدهم على منهج اقتصادي صحيح والآن بعد كل هذه السنين نرى إن ألمانيا قد أصبحت قوة اقتصادية جبارة ومن الدول الكبرى من ناحية البناء والقوة الاقتصادية وكان بفضل تلاحم شعبها ومع حكومتها ووحدتهم أصبحت الآن من الدول التي تنافس أميركا في اقتصادها ولها وزنها السياسي والدولي بفضل اقتصادها القوي.
ولكن ماذا نجد في بلدنا نلاحظ إن التمزق والتفكك قد أخذ كل مأخذ وأنسحب الصراع الذي بين السياسيين وزرعوه بين مواطنينا ومن المذهب الواحد بحيث أصبح هذا من الحزب الفلاني وذلك من التيار الفلاني والأخر من الكتلة المعينة وأصبح الذي من غير ما يؤمن أحدهم يكون عدو للأخر وليس هم بالأساس من مذهب واحد ومرجعية واحدة يتبعونها وكان دور أمريكا وإسرائيل واضح في إذكاء هذا التفكك والتمزق وحتى من الأطراف من المذهب المقابل وبأوامر من الدول المجاورة التي يتلقون منهم الأموال والأوامر.
فيا أخواني وأخواتي كونوا موحدين لأن الله يقول((يد الله فوق الجماعة))لأنه يحب التوحد وعدم الفرقة وقد وصفهم في وحدتهم وفي تراصهم كالبنيان المرصوص وهذا ما ذكره في سورة الصف لكي يتم مجابهة كل الأعداء وبسهولة والأمثلة واضحة وكثيرة ومنها كيف تفرقت كلمة جيش الإمام علي(ع) في يوم صفين وخذلوه واحتكموا إلى خدعة رفع المصاحف التي رفعها اللعين معاوية وبتدبير من الملعون عمر بن العاص وأدى هذا الأمر بتفرق المسلمين واستشهاد أمير المؤمنين(ع) وصعود بنو أمية إلى الحكم بالخديعة والمكر والغدر والخيانة واستشهاد الإمام الحسن(ع) بالسم من قبل معاوية ووصل الأمر إلى سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين(ع)الذي خذلوه أهل الكوفة بحبهم للدنيا والمال وما قوله مقولته المشهورة في يوم عاشوراء إلا خير دليل على ذلك وهي ((الناس عبيد الدنيا،والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه مادرت به معائشهم،فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون))فلنكون ثابتين على مذهب أهل البيت ونلتف حول مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف)وإن لا نسمع من هؤلاء الذين اسميهم الناعقين الغربان من السياسيين الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية ومآربهم السياسية وإن نكون موحدين وفي انتخاباتنا التي هي على الأبواب إن نختار الشخص الذين يمثلنا أحسن تمثيل ويمثل ما يحقق تطلعاتنا وهمومنا وإن يتم الاختيار بعناية ودقة وما البيان الأخير لمرجعيتنا الرشيدة إلا خير تعبير عن ما يجب القيام به في الانتخابات القادمة من ضرورة المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات واختيار المرشح الكفؤ والنزيه بعيداً عن المصالح المادية أو الحزبية أو الفئوية وحتى العشائرية بل يكون المرشح مايخدم البلد وبناءه وما يخدم ديننا ومذهبنا ويحقق المصالح الحقيقية للفئة العريضة من الطبقات المسحوقة من شعبنا العراقي الصابر الجروح وتجنبوا التشرذم والتفرق والتقاذف بل يجب إن يكون همنا الأول بناء بلدنا وتجربتنا الجدية في ظل الحكم الشيعي وإن نثبت للعالم أجمع إننا أهل لهذه المهمة ويكون حكمنا مصدر أشعاع لكل العالم أجمع في نشر قيم العدل والمساواة والمحبة والخير للجميع والذي ينعكس بالأخير على نظرة العالم لديننا الإسلامي في أنه دين محبة وخير لكل العالم وليس ما يتصوره الآن والذي زرعه أولئك النواصب والسلفية والقاعدة وما لف لفهم في تشويه صورة الإسلام وإن نمضي إلى صناديق الاقتراع ونحن أخوة متحابين ونختار من هو خير لبلدنا ومذهبنا وديننا ولشعبنا العراقي الصابر الجريح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رابط الجزء الأول:
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=88232 (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=88232)