عبد العباس الجياشي
26-02-2010, 01:53 AM
حديث وضع الربّ رجله في جهنّم
فمنها: ما رواه البخاري في تفسير سورة " ق "، عن أبي هريرة: "
يقال لجهنّم: هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الربّ تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قَطْ قَطْ "(1).
وفي رواية أُخرى: " فأمّا النار فلا تمتلئ حتّى يضع رجله، فتقول: قطْ قطْ، فهنالك تمتلئ ويُزوى بعضها إلى
بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً "(2).
وروى نحو ذلك، عن أنس، في كتاب التوحيد، في باب قول الله تعالى، وهو العزيز الحكيم:
( سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون )(3)،
قال: حتّى يضع فيها ربّ العالمين قدمه، فيُزوى بعضها إلى بعض، ثمّ تقول: قَدْ قَدْ
بعزّتك وكرمك "(4).
وكذا عن أبي هريرة، في باب ما جاء في قول الله تعالى: ( إنّ رحمة الله قريب من المحسنين )(5) من الكتاب
المذكور، قال: " فتقول: هل من مزيد ; ثلاثاً، حتّى يضع فيها قدمه فتمتلئ، ويُرَدّ بعضها إلى بعض وتقول: قطْ
قطْ قطْ "(6).
وروى أيضاً نحو ذلك عن أنس، في باب الحلف بعزّة الله وصفاته، من كتاب الأيمان والنذور، وقال: " لا تزال
تقول: هل من مزيد، حتّى يضع ربّ العزّة فيها قدمه، فتقول: قطْ قطْ وعزّتك "(7).
وروى مسلم أخباراً كثيرة من هذا النحو، في باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء، من كتاب الجنّة
وصفة نعيمها وأهلها(8).
وهي كما ترى كفر صريح ; لاقتضائها الجسمية والحلول بالمكان، وفيها تكذيب لله سبحانه حيث يقول في سورة
الأعراف: ( اخرج منها مذموماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأنّ جهنّم منكم أجمعين )(9).
أقول فإنّ هذه الآيات الشريفة صريحة في أنّها تمتلئ بإبليس وأتباعه، فكيف يقال: لا تمتلئ حتّى يضع قدمه؟!
ولعلّ الذي أوهم أبا هريرة وأنساً، أو الرواة عنهما، هو قوله تعالى:
( يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )(10)،
حيث تخيّلوا منه أنّها لا تزال تقول: " هل من مزيد "
ولم تمتلئ بالعصاة أصلا، لا في حين سؤال الله تعالى لها عن امتلائها!
وغفلوا عن بقية الآيات المذكورة، فأحدثوا رواية خيالية، وكذبوا على حسب ما تقتضيه عقولهم، وأخذ عنهم
الخرافيّون والقصصيّون من دون معرفة أيضاً.
ولا يخفى أن قول أبي هريرة: " ولا يظلم الله من خلقه أحداً "(12)
دالٌّ على أنّه سبحانه لو ألقى فيها أحد غير مَن فيها كان ظالماً له، وهو خلاف
____________
(1) صحيح البخاري 6 / 245 ـ 246 .
(2) صحيح البخاري 6 / 246 .
(3) سورة الصافّات 37: 180.
(4) صحيح البخاري 9 / 209 .
(5) سورة الأعراف 7: 56.
(6) صحيح البخاري 9 / 239 ـ 240 .
(7) صحيح البخاري 8 / 241 ـ 242 .
(8) صحيح مسلم 8 / 151 ـ 152.
(9) سورة الأعراف 7: 18.
(10) سورة ق 50: 30.
(11) صحيح البخاري 6 / 246
فمنها: ما رواه البخاري في تفسير سورة " ق "، عن أبي هريرة: "
يقال لجهنّم: هل امتلأت، وتقول: هل من مزيد، فيضع الربّ تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قَطْ قَطْ "(1).
وفي رواية أُخرى: " فأمّا النار فلا تمتلئ حتّى يضع رجله، فتقول: قطْ قطْ، فهنالك تمتلئ ويُزوى بعضها إلى
بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً "(2).
وروى نحو ذلك، عن أنس، في كتاب التوحيد، في باب قول الله تعالى، وهو العزيز الحكيم:
( سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون )(3)،
قال: حتّى يضع فيها ربّ العالمين قدمه، فيُزوى بعضها إلى بعض، ثمّ تقول: قَدْ قَدْ
بعزّتك وكرمك "(4).
وكذا عن أبي هريرة، في باب ما جاء في قول الله تعالى: ( إنّ رحمة الله قريب من المحسنين )(5) من الكتاب
المذكور، قال: " فتقول: هل من مزيد ; ثلاثاً، حتّى يضع فيها قدمه فتمتلئ، ويُرَدّ بعضها إلى بعض وتقول: قطْ
قطْ قطْ "(6).
وروى أيضاً نحو ذلك عن أنس، في باب الحلف بعزّة الله وصفاته، من كتاب الأيمان والنذور، وقال: " لا تزال
تقول: هل من مزيد، حتّى يضع ربّ العزّة فيها قدمه، فتقول: قطْ قطْ وعزّتك "(7).
وروى مسلم أخباراً كثيرة من هذا النحو، في باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء، من كتاب الجنّة
وصفة نعيمها وأهلها(8).
وهي كما ترى كفر صريح ; لاقتضائها الجسمية والحلول بالمكان، وفيها تكذيب لله سبحانه حيث يقول في سورة
الأعراف: ( اخرج منها مذموماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأنّ جهنّم منكم أجمعين )(9).
أقول فإنّ هذه الآيات الشريفة صريحة في أنّها تمتلئ بإبليس وأتباعه، فكيف يقال: لا تمتلئ حتّى يضع قدمه؟!
ولعلّ الذي أوهم أبا هريرة وأنساً، أو الرواة عنهما، هو قوله تعالى:
( يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )(10)،
حيث تخيّلوا منه أنّها لا تزال تقول: " هل من مزيد "
ولم تمتلئ بالعصاة أصلا، لا في حين سؤال الله تعالى لها عن امتلائها!
وغفلوا عن بقية الآيات المذكورة، فأحدثوا رواية خيالية، وكذبوا على حسب ما تقتضيه عقولهم، وأخذ عنهم
الخرافيّون والقصصيّون من دون معرفة أيضاً.
ولا يخفى أن قول أبي هريرة: " ولا يظلم الله من خلقه أحداً "(12)
دالٌّ على أنّه سبحانه لو ألقى فيها أحد غير مَن فيها كان ظالماً له، وهو خلاف
____________
(1) صحيح البخاري 6 / 245 ـ 246 .
(2) صحيح البخاري 6 / 246 .
(3) سورة الصافّات 37: 180.
(4) صحيح البخاري 9 / 209 .
(5) سورة الأعراف 7: 56.
(6) صحيح البخاري 9 / 239 ـ 240 .
(7) صحيح البخاري 8 / 241 ـ 242 .
(8) صحيح مسلم 8 / 151 ـ 152.
(9) سورة الأعراف 7: 18.
(10) سورة ق 50: 30.
(11) صحيح البخاري 6 / 246