نووورا انا
01-03-2010, 02:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
شيعة زنجبار وهجرة التجدّد (http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/files.htm#019)
زنجبار. الموقع الجغرافي
تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة. وينتشر السكان فيها على شكل تجمعات سكانية في قرى صغيرة, حول مزارع مكثفة على طول الجزيرة, والتجمع المدني الكبير في وسط الجزيرة _هو يسمى بالعاصمة_ وفيها يتركز النشاط التجاري.
وزنجبار في اللغة كلمة عربية محرّفة عن كلمة (بُرج الزنج).
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/019.jpg
مسلمون شيعة زنجباريون قدموا للصلاة في مساجدهم هناك
الواقع الاقتصادي
كانت ممالك شرق أفريقيا _ومنها زنجبار_ مازالت كثيرة الثراء والازدهار. ويقدر (وندل فيليب) استناداً إلى وثائق أوربية أن إنتاج الذهب الذي كان يقدّمه ساحل شرق أفريقيا قارَبَ نصف مليون جنيه إسترليني سنوياً في وقت ما من زمن الوجود العماني، بالإضافة إلى عائدات بيع المحصولات الرئيسة كجوز الطِّيب وجوز الهند والقصب والقُرنفُل, فزنجبار اليوم اكبر مصدر للقرنفل في العالم.
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/020.jpg
موكب عزاء حسيني في زنجبار
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/021.jpg
الفتيات يشاركن في المراسيم الحسينية
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/022.jpg
احدى التجمعات الاسلامية الحسينية في زنجبار
اللغة السائدة في زنجبار
لغة الناس السائدة في زنجبار هي اللغة السواحلية، وهي مزيج من لغات افريقيّة قديمة إضافة إلى اللغة العربية. ويقدّر بعض علماء اللغة أن 70 % من مفردات اللغة السواحلية هي من أصل عربي.
والألفاظ العربية التي نفهمها من اللغة هناك كثيرة، مثل حكومة ووزارة، و"سانتي سانيا"، وهي نُطق مُحرَّف لجملة أحسنتَ صَنيعاً، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك فما زالت اللغة العربية موجودة والناس تتحدّث بها، وهم ينطقونها بالفصحى، ولكنهم لطول عهدهم بها يبذلون جهداً ومشقة عند التحدث بها.
زنجبار والحكم العربي الأول
كانت زنجبار مأهولة منذ العصر الحجري, ودلت الآثار الفخارية على وجود خطوط تجارية قديمة مع زنجبار تعود إلى أيام الأشوريين. فربما يكون التجار العرب (خصوصا اليمنيين وسكان الخليج من العراق وشيراز) ومن الهند قد اتوا زنجبار ابتداءً من القرن الأول الميلادي. فقد استخدموا الرياح الموسمية للإبحار خلال المحيط الهندي للوصول إلى مرفأ زنجبار.
الإسلام في زنجبار
جاء في دائرة المعارف أنّ أهالي زنجبار دخلوا في الإسلام سنة 72 هجريّة. وقد عرفت زنجبار التشيع منذ ذلك التاريخ، وإنّ المسلمين الشيعة الموجودين حاليّاً في زنجبار هم موجودون منذ زمن قديم.
وأكثر المسلمين الشيعة الاثني عشرية هناك هم من طائفة الخوجة في زنجبار، الذين انتمَوا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، على أثر قدوم عالم مسلم شيعيّ إلى هذه البلاد، وكان لهم الفضل في انتشار التشيّع هناك وهم في اصولهم من مهاجري الخليج وإيران والهند والبحرين وعمان والعراق.
وفي زنجبار الكثير من الخوارج الاباضية, وكانت الأسرة الحاكمة منهم.
قال المسعودي في مروجه أثناء الكلام عن هذه الجزر (أن حكامها كانوا مسلمين) وذلك كان في القرن الرابع الهجري، وقد شهدت تطورا حضاريا في مجالات عدة على ذات النسق الذي كانت تعيشه المدن العربية ومدن الخليج العربي كما يحدثنا "سبنسر ترمنجهام" عن ذلك التأثر الحضاري في شرق إفريقيا عموما وزنجبار خصوصا، بالحضارة الإسلامية فيقول: (وكان الارتباط بحضارات الدول التي جاء منها المستوطنون الأوائل قويا شديدا فعمل الشعب الجديد على تقليد حياة مدن جنوب الجزيرة العربية ومدن الخليج العربي).
ويقول المؤرخ "الأمير شكيب أرسلان" في كتابة ( حاضر العالم الإسلامي ) إن العرب العمانيين قد تملكوا الجزر والسواحل في شرق أفريقيا، وكانت زنجبار تخضع لسلطنة عمان سواء في عهد السلاطين اليعاربة أو سلاطين آل بو سعيد. وكانت السلطة العمانية تمتد إلى مومباسا وماليندي ومقديشو وأسمرة وبعض المدن في وسط أفريقيا, وقد ظلت سيطرة العمانيين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا حوالي ألف عام ولم تنقطع السيطرة العمانية عن تلك المناطق إلا لفترات قصيرة بسبب رحلات الاستكشاف البرتغالية التي أعقبها الاستعمار البرتغالي نفسه فانتزعوها منهم عام 1503م، وبقيت في أيديهم إلى ان طرد الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان ومن ساحل شرق أفريقيا.
وفي عام 1828 للميلاد قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى زنجبار, فاستهواه جمالها وطيب مناخها, فجعل من الجزيرة مقره الرسمي وعاصمة لمملكته, يحكم منها عمان وساحل افريقيا.
أدى تواجد العرب والمسلمين القادمين من عمان وبلاد فارس إلى ازدهار الجزيرة وجعلها ميناء للتجارة بأنواع مختلفة من البضائع. كما تمتعت بعلاقات وثيقة مع الصين والهند وأوروبا.
جذبت روائع زنجبار العديد من الرحالة المعروفين، والذين كان من بينهم الرحالة المغربي ابن بطوطة. وقد تحدثوا جميعا عن ميناء زنجبار المزدحم. يقال أن المسلمين الفارسيين قد جاءوا إلى هناك منذ القرن العاشر الميلادي. حتى أن بعضهم قد استقر هناك وتزوج من السكان المحليين. ما زال أحفادهم يقيمون هناك وهم يعرفون بالشيرازيين.
زنجبار الآن
حتّى صباح يوم السبت 11 كانون الثاني عام 1964، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبد الله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان.
حتى ظهرت تنزانيا ككيان سياسي عقب استقلال تنجانيقا في 9 كانون الأول 1961م وخروجها من الوصاية البريطانية، أما زنجبار فقد حصلت على استقلالها من بريطانيا في كانون الأول 1963. وخلال هذين العامين بين استقلال تنجانيقا وزنجبار كانت بريطانيا قد هيّأت المسرح لما بعد استقلال زنجبار بشهر ونصف فقط، حيث جرت وقائع الانقلاب الدموي الذي خُلع به سلطان زنجبار. في 26 نيسان 1964 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر أُعلن قيام الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار، وأصبح اسم الدولة الجديدة تنزانيا، واختيرت دار السلام عاصمة لها. ونصّ اتفاق الوحدة ثم الدستور على أن يتولى الرئاسة جوليوس نيريري، وأن يليه في الرئاسة حاكم زنجبار. وتشكّلت حكومة محلّية لزنجبار وفوّضت في بعض الصلاحيات المحلية التي من خلالها حاولت الإدارة في زنجبار أن تحتفظ لنفسها بهوية مستقلة نسبياً، وقد ظلت الوظائف الإدارية العليا والإشرافية وبخاصة في الشرطة والجيش في أيدي الأفارقة ذوي الأصول غير العربية، ولكن هذا الاتجاه بدأ يقل تدريجياً بعد ضعف النعرات العرقية واستقرار الأحوال بالدولة الجديدة.
يتبع...
اللهم صل على محمد وآل محمد
شيعة زنجبار وهجرة التجدّد (http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/files.htm#019)
زنجبار. الموقع الجغرافي
تقع جزيرة زنجبار سياسياً ضمن إطار دولة تنزانيا، أما جغرافياً فهي تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا، وتبلغ مساحتها حوالي 1600 كم مربّع، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة. وينتشر السكان فيها على شكل تجمعات سكانية في قرى صغيرة, حول مزارع مكثفة على طول الجزيرة, والتجمع المدني الكبير في وسط الجزيرة _هو يسمى بالعاصمة_ وفيها يتركز النشاط التجاري.
وزنجبار في اللغة كلمة عربية محرّفة عن كلمة (بُرج الزنج).
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/019.jpg
مسلمون شيعة زنجباريون قدموا للصلاة في مساجدهم هناك
الواقع الاقتصادي
كانت ممالك شرق أفريقيا _ومنها زنجبار_ مازالت كثيرة الثراء والازدهار. ويقدر (وندل فيليب) استناداً إلى وثائق أوربية أن إنتاج الذهب الذي كان يقدّمه ساحل شرق أفريقيا قارَبَ نصف مليون جنيه إسترليني سنوياً في وقت ما من زمن الوجود العماني، بالإضافة إلى عائدات بيع المحصولات الرئيسة كجوز الطِّيب وجوز الهند والقصب والقُرنفُل, فزنجبار اليوم اكبر مصدر للقرنفل في العالم.
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/020.jpg
موكب عزاء حسيني في زنجبار
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/021.jpg
الفتيات يشاركن في المراسيم الحسينية
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add7/photos/022.jpg
احدى التجمعات الاسلامية الحسينية في زنجبار
اللغة السائدة في زنجبار
لغة الناس السائدة في زنجبار هي اللغة السواحلية، وهي مزيج من لغات افريقيّة قديمة إضافة إلى اللغة العربية. ويقدّر بعض علماء اللغة أن 70 % من مفردات اللغة السواحلية هي من أصل عربي.
والألفاظ العربية التي نفهمها من اللغة هناك كثيرة، مثل حكومة ووزارة، و"سانتي سانيا"، وهي نُطق مُحرَّف لجملة أحسنتَ صَنيعاً، وهكذا. وعلى الرغم من ذلك فما زالت اللغة العربية موجودة والناس تتحدّث بها، وهم ينطقونها بالفصحى، ولكنهم لطول عهدهم بها يبذلون جهداً ومشقة عند التحدث بها.
زنجبار والحكم العربي الأول
كانت زنجبار مأهولة منذ العصر الحجري, ودلت الآثار الفخارية على وجود خطوط تجارية قديمة مع زنجبار تعود إلى أيام الأشوريين. فربما يكون التجار العرب (خصوصا اليمنيين وسكان الخليج من العراق وشيراز) ومن الهند قد اتوا زنجبار ابتداءً من القرن الأول الميلادي. فقد استخدموا الرياح الموسمية للإبحار خلال المحيط الهندي للوصول إلى مرفأ زنجبار.
الإسلام في زنجبار
جاء في دائرة المعارف أنّ أهالي زنجبار دخلوا في الإسلام سنة 72 هجريّة. وقد عرفت زنجبار التشيع منذ ذلك التاريخ، وإنّ المسلمين الشيعة الموجودين حاليّاً في زنجبار هم موجودون منذ زمن قديم.
وأكثر المسلمين الشيعة الاثني عشرية هناك هم من طائفة الخوجة في زنجبار، الذين انتمَوا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، على أثر قدوم عالم مسلم شيعيّ إلى هذه البلاد، وكان لهم الفضل في انتشار التشيّع هناك وهم في اصولهم من مهاجري الخليج وإيران والهند والبحرين وعمان والعراق.
وفي زنجبار الكثير من الخوارج الاباضية, وكانت الأسرة الحاكمة منهم.
قال المسعودي في مروجه أثناء الكلام عن هذه الجزر (أن حكامها كانوا مسلمين) وذلك كان في القرن الرابع الهجري، وقد شهدت تطورا حضاريا في مجالات عدة على ذات النسق الذي كانت تعيشه المدن العربية ومدن الخليج العربي كما يحدثنا "سبنسر ترمنجهام" عن ذلك التأثر الحضاري في شرق إفريقيا عموما وزنجبار خصوصا، بالحضارة الإسلامية فيقول: (وكان الارتباط بحضارات الدول التي جاء منها المستوطنون الأوائل قويا شديدا فعمل الشعب الجديد على تقليد حياة مدن جنوب الجزيرة العربية ومدن الخليج العربي).
ويقول المؤرخ "الأمير شكيب أرسلان" في كتابة ( حاضر العالم الإسلامي ) إن العرب العمانيين قد تملكوا الجزر والسواحل في شرق أفريقيا، وكانت زنجبار تخضع لسلطنة عمان سواء في عهد السلاطين اليعاربة أو سلاطين آل بو سعيد. وكانت السلطة العمانية تمتد إلى مومباسا وماليندي ومقديشو وأسمرة وبعض المدن في وسط أفريقيا, وقد ظلت سيطرة العمانيين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا حوالي ألف عام ولم تنقطع السيطرة العمانية عن تلك المناطق إلا لفترات قصيرة بسبب رحلات الاستكشاف البرتغالية التي أعقبها الاستعمار البرتغالي نفسه فانتزعوها منهم عام 1503م، وبقيت في أيديهم إلى ان طرد الإمام سلطان بن سيف البرتغاليين من عمان ومن ساحل شرق أفريقيا.
وفي عام 1828 للميلاد قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى زنجبار, فاستهواه جمالها وطيب مناخها, فجعل من الجزيرة مقره الرسمي وعاصمة لمملكته, يحكم منها عمان وساحل افريقيا.
أدى تواجد العرب والمسلمين القادمين من عمان وبلاد فارس إلى ازدهار الجزيرة وجعلها ميناء للتجارة بأنواع مختلفة من البضائع. كما تمتعت بعلاقات وثيقة مع الصين والهند وأوروبا.
جذبت روائع زنجبار العديد من الرحالة المعروفين، والذين كان من بينهم الرحالة المغربي ابن بطوطة. وقد تحدثوا جميعا عن ميناء زنجبار المزدحم. يقال أن المسلمين الفارسيين قد جاءوا إلى هناك منذ القرن العاشر الميلادي. حتى أن بعضهم قد استقر هناك وتزوج من السكان المحليين. ما زال أحفادهم يقيمون هناك وهم يعرفون بالشيرازيين.
زنجبار الآن
حتّى صباح يوم السبت 11 كانون الثاني عام 1964، كانت زنجبار جزيرة عربية مستقلة، يحكمها السلطان جمشيد بن عبد الله بوسعيد، أحد أحفاد السلطان سعيد بن سلطان.
حتى ظهرت تنزانيا ككيان سياسي عقب استقلال تنجانيقا في 9 كانون الأول 1961م وخروجها من الوصاية البريطانية، أما زنجبار فقد حصلت على استقلالها من بريطانيا في كانون الأول 1963. وخلال هذين العامين بين استقلال تنجانيقا وزنجبار كانت بريطانيا قد هيّأت المسرح لما بعد استقلال زنجبار بشهر ونصف فقط، حيث جرت وقائع الانقلاب الدموي الذي خُلع به سلطان زنجبار. في 26 نيسان 1964 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر أُعلن قيام الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار، وأصبح اسم الدولة الجديدة تنزانيا، واختيرت دار السلام عاصمة لها. ونصّ اتفاق الوحدة ثم الدستور على أن يتولى الرئاسة جوليوس نيريري، وأن يليه في الرئاسة حاكم زنجبار. وتشكّلت حكومة محلّية لزنجبار وفوّضت في بعض الصلاحيات المحلية التي من خلالها حاولت الإدارة في زنجبار أن تحتفظ لنفسها بهوية مستقلة نسبياً، وقد ظلت الوظائف الإدارية العليا والإشرافية وبخاصة في الشرطة والجيش في أيدي الأفارقة ذوي الأصول غير العربية، ولكن هذا الاتجاه بدأ يقل تدريجياً بعد ضعف النعرات العرقية واستقرار الأحوال بالدولة الجديدة.
يتبع...