رامي العكراتي
15-03-2010, 01:03 AM
ساتطرق الى الفكر السلفي العقيم الذي حمله شرذمة وحاولو ان يطبقوه على الواقع العالمي ليتاشى مع نظريتهم الرغبوية وتقديس الصحابة وعدم المساس بهم من جهة ومن جهة اخرى ارادو بنظرتهم ان يكفرو الاخر ويسقطو من يخالفهم بالرايء وتظاربت نظريتهم مع الواقع العالمي الذي رفضهم بكل اشكال الرفض مما جعل تشويشا واضحا على عقائد الاسلام القويم فجعل الناس تختلف با جاء بالنهج الصحيح لفكر الرسول ص والائمة الاثني عشر ع
اولا. فهم ينادون إلى الإمساك عن الخوض فيما بدر بين الصحابة من الاختلاف والقتال، أو ما سُمي بعصر "الفتنة"؛ ويصرون على ضرورة (تمزيق) هذه الورقة من التاريخ، وُيدخلون ذلك (عنوة) في مسائل العقيدة؛ بينما أن تلك (الأحداث) لا يمكن أن تسيء للإسلام، ولا أن تنتقص من قدره، بقدر ما تثبتُ أن (الإسلام حمال أوجه)، وأن الصحابة بشر وليسو بمعصومين، وهذا ما لا يريده السلفيون، حيث أن ذلك يعطي (الرأي الآخر) شرعية نابعة من الواقع التاريخي الإسلامي نفسه، كما يُثبت ـ أيضا ـ أن فكرة (الإجماع) هي فكرة هلامية، تتبخر وتتلاشى بمجرد أن ترى أن "الصحابة "، الذين كانوا اقرب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا فيما بينهم، بل وتقاتلوا نتيجة لهذا الاختلاف، الأمر الذي (يؤكد) أن الإسلام، ومنذ فجره، قابلٌ للتفسير والتأويل والأخذ والرد، وبالتالي فليسَ ثمة إسلام ((واحد))، يُـحملُ الناس عليه حملاً كما يذهب أصحاب الرأي الأحادي في الإسلام. فالمنطقُ يقول: إذا كان اقرب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا في فهم مدلولات تعاليمه إلى درجة الاقتتال والتذابح، أفلا ُيبرر لنا ذلك (شرعاً) أن نختلف، وأن يعذر بعضنا بعضاً نتيجة لهذا الاختلاف، ونحن على بعد ألف وأربعمائة سنة من عصر النبوة ؟ .. هنا يظهر التفكير (الرغبوي) في أسوء حالاته، فالرغبة، أو الأمنية، تتجلى في (طمر) هذا التاريخ، وبالتالي سيطرت (رغبة الطمر) على الموضوعية، فاختل الخطاب منطقياً من أساسه ..
ثانيا.تمسكهم على الاتيان بالدليل وهذا جعله سخريه للجميع وتناقض فكرهم وركاكته ن خلال حديث الذبابة
فلو قلت لأحد السلفيين: هل ترى الشمس في رابعة النهار ؟ .. لأجاب: آتوني بدليل من الكتاب والسنة أو من أقوال العلماء الأعلام، يُثبت أن الشمس تظهرُ في رابعة النهار !! .. قد يكونَ في هذا القول مبالغة، إلا انه يُشير بسخرية إلى درجة اتكاء الجيل الجديد من السلفيين على "الدليل"، وتهميش ليس العقل فحسب، وإنما حتى ما تثبته الحواس لأي إنسان سوي .. ولعل في حديث "الذبابة"، الذي يرفضه كل ذوق إنساني سليم، فضلاً عن الطب ومبادئ الصحة الوقائية، دليل على مدى تقديم النقل، وتقديس "رواة السند"، على كل منطق وذوق وعلم وعقل عند هؤلاء. لذلك فهم يضعون بعض القواعد الأصولية التي "ترسخ" قدسية، ومرجعية النص، عندما يقولون: (لا اجتهاد مع وجود النص)، ثم يتحاشون أن هذه القاعدة مثلاً، تناقض أول ما تناقض ما ذهب إليه عمر بت الخطاب رضي الله عنه، عندما ((عَـلق)) نص (قطع يد السارق) القرآني، حينما اقتضت الضرورة عام الرمادة، وهو بالتالي ((اجتهد)) مع وجود النص، وقام بتعطيله نظراً لمقتضيات المصلحة. والفرق بين "السلفيين" وعلماء كل عصور الإسلام، يكمن في أن الاعتماد على النص عند هؤلاء العلماء هو ((معيار نسبي)) والدليل على ذلك ما فعله عمر عام الرمادة، بينما هو عند السلفيين ((معيار مطلق)) مقدمٌ على العقل والعلم، وحتى على الحواس ..
وهم عندما يعتمدون على اختياراتهم للنصوص، ويحتكرون تفسيرها، ثم يلغون الزمان، والمكان، ومقتضيات الظروف، التي واكبت النص نفسه، فإنهم يمارسون بذلك نمطاً من التفكير الرغبوي أيضاً، والذي يتمثل في رغبتهم الجامحة "للسيطرة" على الإسلام، من خلال تقديس النصوص، ومن ثم تقديس تفسيراتهم لها، فيصلون في النهاية إلى ترسيخ سلطتهم الدينية والدنيوية، انطلاقا من أن الإسلام دينٌ ودنيا .. أي أن التفكير الرغبوي هنا هو تفكير مصلحي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
ثالثا
تقسيمهم للعالم بين عالم الحرب وعالم السلام
وبالتالي تقسيم الإنسانية جمعاء إلى صنفين: (كفار)، (ومسلمون). ولا يتوقفون عند تلك التقسيمات فحسب، وإنما يُقسمون المسلمين أنفسهم إلى أقسام: فهناك المسلون الشيعة، أو كما يُسميهم السلفيين الرافضة، ويرى فريقٌ من السلفيين أن الشيعة أكفر من اليهود والنصارى. وهناك المسلمون العلمانيون الذين يرى أغلب السلفيين أنهم كافرون ملحدون. وهناك المسلمون الذين يعيشون بين ظهراني الكافرين، وهم المسلمون الذين يعيشون في الغرب، ويمتد بها بعضهم حتى إلى (المسلمين) الذين يذهبون إلى هناك بغرض النزهة أو السياحة، وهؤلاء يرى بعض أقطاب التيار المتشدد من السلفيين إنهم (موالون) للكفار، بمجرد استيطانهم أو زيارتهم لبلدانهم، على اعتبار أن الزيارة فيها حب وإعجاب ومودة. وموالاة الكفار في الفكر السلفي تعني في وجه من وجوهها: مساسٌ بالعقدي ..
خطورة هذا التقسيم انه يقود إلى واقع لا يمكن أن يتناسبَ ـ إطلاقاً ـ مع الواقع العالمي المعاصر، ولا مع فكرة التعاون بين الأمم، فالأصل في التعامل مع الآخر (الكافر) لدى السلفي هو الحرب، وان كان سلماً، فهو على سبيل (الهدنة) التي يجب أن تُلغى بمجرد انتفاء أسبابها، ليعود التعامل إلى الأصل، أي إلى وضع الحرب والقتال.. وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن علي بن أبي طالب قال: (بُعِثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف: سَيْف لِلْمُشْرِكِينَ"فَإِذَا اِنْسَلَخَ الأشهر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ" وَسَيْف لِكُفَّارِ أَهْل الْكِتَاب " قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ" وَسَيْف لِلْمُنَافِقِينَ "جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ" وَسَيْف لِلْبُغَاةِ " فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه) .. هنا، يصبح التعامل مع الآخر هو ((القتال))، سواء كان هذا الآخر مشركاً، أو ذمياً (يهود أو نصارى)، أو منافقاً، أو باغياً !! ..
أما التعامل في السلم، فيدلنا عليه ما جاء في صحيح مسلم: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)..
رابعا .هناك مفصل هام في هيكلية الذهنية السلفية، وهو انشداده إلى الماضي، وكرهه للحاضر، وخوفه من المستقبل. فالزمن في الذهنية السلفية عبارة عن (منحنى)، يبدأ من عهد النبوة، ثم ينحدر مع الأيام، ليصبح ألامس هو الأفضل على الإطلاق، والغد هو الأسوأ مقارنة بالماضي، واليوم هو مرحلة زمنية هي أسوأ من الماضي، وأفضل من المستقبل. ودليلهم حديثٌ جاء فيه: (أفضل العصور عصري ثم الذي يليه ثم الذي يليه) ..
خامسا.ما هو التفكير الرغبوي، أو ما يسمى في الغرب (Wishful thinking) ؟ ..
انه ضربٌ من التفكير الذي ُتسيطر على ذهنية صاحبه رغباته، وتستعبده أهواؤه وأمنياته، فلا يستطيع لذلك أن يرى الأمور بواقعية، ولا أن يُحللها بموضوعية وعدالة، فهو (لا يريد) أن يقتنع إلا بما يتوافقُ مع عواطفه وما يتمنى أن تكون عليه الأمور، ويتهربُ عادة من التفكير المنطقي السليم إذا كانت نتيجة هذا التفكير تتناقض مع قناعاته المبدئية، ولعل ذلك من أهم الأسباب التي جعلتهم ((يحرمون)) دراسة وتعلم المنطق والفلسفة، بحجة أنها علمٌ لا ينفع وجهل لا يضر، أو كما قال ابن تيمية: لا يحتاجها الذكي ولا يفهمها الغبي. لذلك ترى السلفي انتقائياً في الاستدلال، ينتقي من الأدلة ما يتوافق مع أهوائه، ويترك، أو يتجاوز، أو ُيضَـعف، كل الأدلة الأخرى التي تدل إلى عكس ما ذهب إليه. ولأنه كذلك، تجد أن سياق خطابه المنطقي (مضطرب)، بعيداً عن العقلانية، ُمفعماً بالعواطف، لا يصمد طويلاً أمام النقد العقلي، أو المنهجي ..
وكما ترون، لا يمكن لهذا المنهج اللاعقلي أن يصمدَ أمام المنهج العقلي. ولأن حضارتنا المعاصرة حضارة علم يعتمدُ أساساً على المنطق في الدرجة الأولى، وخصوصاً فيما يتعلق بالاستدلال والاستنباط والاكتشاف؛ لذلك فإن الفكر السلفي المعاصر لا يمكن له، وهو بهذه الصورة الغيبية، المهمشة لكل ما هو عقلي، أن ينتج حلاً حضارياً، قادراً على خلقِ البواعث والأسباب التي من شأنها إفراز حضارة حقيقية قادرة على المواكبة والمنافسة، وإقالة عثرتنا الحضارية المتمثلة في كل المجالات، وليست مجرد حضارة لغة وأدب وفقه، مثلما كانت عليه ما تسمى بالحضارة العربية الإسلامية. ولعل هذه النقطة على وجه التحديد هي من أهم المعوقات الحضارية التي جعلت العربَ والمسلمين اليوم في ذيل ركب الحضارة المعاصرة ..
بعضه مستند الى احاديث من التاريخ السلفي ومن نظريات لاحد الزملاء متطابقة مع وجهة نظري للسلفية السنية مع انه نجد الان بعض او تشابه السلفية الشيعية المتشددة التي تسقط الاخرين بطرق غير علمية مبنية على الاوهام لاتستند الى الواع العلمي
ان تحليلي للسلفية انما هو قراءة نقدية للواقع الذي يعيشه العالم الاسلامي الان وما جعل من الغرب بظهور مايعرف بالتجني بشتى الوسائل على الرسول الكريم ص وهذا لايخلو من الخطا الذي انتهجهه الفكر السلفي والوهابي والاموي
ارجو التثبيت فهو قراءة مستفيضة لمن يبحث عن منهج الفكر السلفي والوهابي العاصر
اولا. فهم ينادون إلى الإمساك عن الخوض فيما بدر بين الصحابة من الاختلاف والقتال، أو ما سُمي بعصر "الفتنة"؛ ويصرون على ضرورة (تمزيق) هذه الورقة من التاريخ، وُيدخلون ذلك (عنوة) في مسائل العقيدة؛ بينما أن تلك (الأحداث) لا يمكن أن تسيء للإسلام، ولا أن تنتقص من قدره، بقدر ما تثبتُ أن (الإسلام حمال أوجه)، وأن الصحابة بشر وليسو بمعصومين، وهذا ما لا يريده السلفيون، حيث أن ذلك يعطي (الرأي الآخر) شرعية نابعة من الواقع التاريخي الإسلامي نفسه، كما يُثبت ـ أيضا ـ أن فكرة (الإجماع) هي فكرة هلامية، تتبخر وتتلاشى بمجرد أن ترى أن "الصحابة "، الذين كانوا اقرب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا فيما بينهم، بل وتقاتلوا نتيجة لهذا الاختلاف، الأمر الذي (يؤكد) أن الإسلام، ومنذ فجره، قابلٌ للتفسير والتأويل والأخذ والرد، وبالتالي فليسَ ثمة إسلام ((واحد))، يُـحملُ الناس عليه حملاً كما يذهب أصحاب الرأي الأحادي في الإسلام. فالمنطقُ يقول: إذا كان اقرب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا في فهم مدلولات تعاليمه إلى درجة الاقتتال والتذابح، أفلا ُيبرر لنا ذلك (شرعاً) أن نختلف، وأن يعذر بعضنا بعضاً نتيجة لهذا الاختلاف، ونحن على بعد ألف وأربعمائة سنة من عصر النبوة ؟ .. هنا يظهر التفكير (الرغبوي) في أسوء حالاته، فالرغبة، أو الأمنية، تتجلى في (طمر) هذا التاريخ، وبالتالي سيطرت (رغبة الطمر) على الموضوعية، فاختل الخطاب منطقياً من أساسه ..
ثانيا.تمسكهم على الاتيان بالدليل وهذا جعله سخريه للجميع وتناقض فكرهم وركاكته ن خلال حديث الذبابة
فلو قلت لأحد السلفيين: هل ترى الشمس في رابعة النهار ؟ .. لأجاب: آتوني بدليل من الكتاب والسنة أو من أقوال العلماء الأعلام، يُثبت أن الشمس تظهرُ في رابعة النهار !! .. قد يكونَ في هذا القول مبالغة، إلا انه يُشير بسخرية إلى درجة اتكاء الجيل الجديد من السلفيين على "الدليل"، وتهميش ليس العقل فحسب، وإنما حتى ما تثبته الحواس لأي إنسان سوي .. ولعل في حديث "الذبابة"، الذي يرفضه كل ذوق إنساني سليم، فضلاً عن الطب ومبادئ الصحة الوقائية، دليل على مدى تقديم النقل، وتقديس "رواة السند"، على كل منطق وذوق وعلم وعقل عند هؤلاء. لذلك فهم يضعون بعض القواعد الأصولية التي "ترسخ" قدسية، ومرجعية النص، عندما يقولون: (لا اجتهاد مع وجود النص)، ثم يتحاشون أن هذه القاعدة مثلاً، تناقض أول ما تناقض ما ذهب إليه عمر بت الخطاب رضي الله عنه، عندما ((عَـلق)) نص (قطع يد السارق) القرآني، حينما اقتضت الضرورة عام الرمادة، وهو بالتالي ((اجتهد)) مع وجود النص، وقام بتعطيله نظراً لمقتضيات المصلحة. والفرق بين "السلفيين" وعلماء كل عصور الإسلام، يكمن في أن الاعتماد على النص عند هؤلاء العلماء هو ((معيار نسبي)) والدليل على ذلك ما فعله عمر عام الرمادة، بينما هو عند السلفيين ((معيار مطلق)) مقدمٌ على العقل والعلم، وحتى على الحواس ..
وهم عندما يعتمدون على اختياراتهم للنصوص، ويحتكرون تفسيرها، ثم يلغون الزمان، والمكان، ومقتضيات الظروف، التي واكبت النص نفسه، فإنهم يمارسون بذلك نمطاً من التفكير الرغبوي أيضاً، والذي يتمثل في رغبتهم الجامحة "للسيطرة" على الإسلام، من خلال تقديس النصوص، ومن ثم تقديس تفسيراتهم لها، فيصلون في النهاية إلى ترسيخ سلطتهم الدينية والدنيوية، انطلاقا من أن الإسلام دينٌ ودنيا .. أي أن التفكير الرغبوي هنا هو تفكير مصلحي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
ثالثا
تقسيمهم للعالم بين عالم الحرب وعالم السلام
وبالتالي تقسيم الإنسانية جمعاء إلى صنفين: (كفار)، (ومسلمون). ولا يتوقفون عند تلك التقسيمات فحسب، وإنما يُقسمون المسلمين أنفسهم إلى أقسام: فهناك المسلون الشيعة، أو كما يُسميهم السلفيين الرافضة، ويرى فريقٌ من السلفيين أن الشيعة أكفر من اليهود والنصارى. وهناك المسلمون العلمانيون الذين يرى أغلب السلفيين أنهم كافرون ملحدون. وهناك المسلمون الذين يعيشون بين ظهراني الكافرين، وهم المسلمون الذين يعيشون في الغرب، ويمتد بها بعضهم حتى إلى (المسلمين) الذين يذهبون إلى هناك بغرض النزهة أو السياحة، وهؤلاء يرى بعض أقطاب التيار المتشدد من السلفيين إنهم (موالون) للكفار، بمجرد استيطانهم أو زيارتهم لبلدانهم، على اعتبار أن الزيارة فيها حب وإعجاب ومودة. وموالاة الكفار في الفكر السلفي تعني في وجه من وجوهها: مساسٌ بالعقدي ..
خطورة هذا التقسيم انه يقود إلى واقع لا يمكن أن يتناسبَ ـ إطلاقاً ـ مع الواقع العالمي المعاصر، ولا مع فكرة التعاون بين الأمم، فالأصل في التعامل مع الآخر (الكافر) لدى السلفي هو الحرب، وان كان سلماً، فهو على سبيل (الهدنة) التي يجب أن تُلغى بمجرد انتفاء أسبابها، ليعود التعامل إلى الأصل، أي إلى وضع الحرب والقتال.. وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن علي بن أبي طالب قال: (بُعِثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعَةِ أَسْيَاف: سَيْف لِلْمُشْرِكِينَ"فَإِذَا اِنْسَلَخَ الأشهر الْحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ" وَسَيْف لِكُفَّارِ أَهْل الْكِتَاب " قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ" وَسَيْف لِلْمُنَافِقِينَ "جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ" وَسَيْف لِلْبُغَاةِ " فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه) .. هنا، يصبح التعامل مع الآخر هو ((القتال))، سواء كان هذا الآخر مشركاً، أو ذمياً (يهود أو نصارى)، أو منافقاً، أو باغياً !! ..
أما التعامل في السلم، فيدلنا عليه ما جاء في صحيح مسلم: (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)..
رابعا .هناك مفصل هام في هيكلية الذهنية السلفية، وهو انشداده إلى الماضي، وكرهه للحاضر، وخوفه من المستقبل. فالزمن في الذهنية السلفية عبارة عن (منحنى)، يبدأ من عهد النبوة، ثم ينحدر مع الأيام، ليصبح ألامس هو الأفضل على الإطلاق، والغد هو الأسوأ مقارنة بالماضي، واليوم هو مرحلة زمنية هي أسوأ من الماضي، وأفضل من المستقبل. ودليلهم حديثٌ جاء فيه: (أفضل العصور عصري ثم الذي يليه ثم الذي يليه) ..
خامسا.ما هو التفكير الرغبوي، أو ما يسمى في الغرب (Wishful thinking) ؟ ..
انه ضربٌ من التفكير الذي ُتسيطر على ذهنية صاحبه رغباته، وتستعبده أهواؤه وأمنياته، فلا يستطيع لذلك أن يرى الأمور بواقعية، ولا أن يُحللها بموضوعية وعدالة، فهو (لا يريد) أن يقتنع إلا بما يتوافقُ مع عواطفه وما يتمنى أن تكون عليه الأمور، ويتهربُ عادة من التفكير المنطقي السليم إذا كانت نتيجة هذا التفكير تتناقض مع قناعاته المبدئية، ولعل ذلك من أهم الأسباب التي جعلتهم ((يحرمون)) دراسة وتعلم المنطق والفلسفة، بحجة أنها علمٌ لا ينفع وجهل لا يضر، أو كما قال ابن تيمية: لا يحتاجها الذكي ولا يفهمها الغبي. لذلك ترى السلفي انتقائياً في الاستدلال، ينتقي من الأدلة ما يتوافق مع أهوائه، ويترك، أو يتجاوز، أو ُيضَـعف، كل الأدلة الأخرى التي تدل إلى عكس ما ذهب إليه. ولأنه كذلك، تجد أن سياق خطابه المنطقي (مضطرب)، بعيداً عن العقلانية، ُمفعماً بالعواطف، لا يصمد طويلاً أمام النقد العقلي، أو المنهجي ..
وكما ترون، لا يمكن لهذا المنهج اللاعقلي أن يصمدَ أمام المنهج العقلي. ولأن حضارتنا المعاصرة حضارة علم يعتمدُ أساساً على المنطق في الدرجة الأولى، وخصوصاً فيما يتعلق بالاستدلال والاستنباط والاكتشاف؛ لذلك فإن الفكر السلفي المعاصر لا يمكن له، وهو بهذه الصورة الغيبية، المهمشة لكل ما هو عقلي، أن ينتج حلاً حضارياً، قادراً على خلقِ البواعث والأسباب التي من شأنها إفراز حضارة حقيقية قادرة على المواكبة والمنافسة، وإقالة عثرتنا الحضارية المتمثلة في كل المجالات، وليست مجرد حضارة لغة وأدب وفقه، مثلما كانت عليه ما تسمى بالحضارة العربية الإسلامية. ولعل هذه النقطة على وجه التحديد هي من أهم المعوقات الحضارية التي جعلت العربَ والمسلمين اليوم في ذيل ركب الحضارة المعاصرة ..
بعضه مستند الى احاديث من التاريخ السلفي ومن نظريات لاحد الزملاء متطابقة مع وجهة نظري للسلفية السنية مع انه نجد الان بعض او تشابه السلفية الشيعية المتشددة التي تسقط الاخرين بطرق غير علمية مبنية على الاوهام لاتستند الى الواع العلمي
ان تحليلي للسلفية انما هو قراءة نقدية للواقع الذي يعيشه العالم الاسلامي الان وما جعل من الغرب بظهور مايعرف بالتجني بشتى الوسائل على الرسول الكريم ص وهذا لايخلو من الخطا الذي انتهجهه الفكر السلفي والوهابي والاموي
ارجو التثبيت فهو قراءة مستفيضة لمن يبحث عن منهج الفكر السلفي والوهابي العاصر