رامي العكراتي
15-03-2010, 02:08 AM
ماهي اصل الفتنة بالعالم المعاصر والتي حدثت بالتاريخ الاسلامي والغربي واصل تاجيج نارها واتقائها عند بني البشر واين يمكن ان نجدها ونشم رائحتها
إن الفتنة طفل سوء تتمخض عنه أحشاء الجدل والمراء، فهي ثمرة من ثمراته، بل هي آفةُ آفاتهِ... وأكثر ما تنجم الفتنة على «وهم» أو ماهو كالوهم، فيكون رأس الفتنة وشرها المستطير «الخوض» و«الجدال» لا «المصدر» و«الموضوع»; وتمشي حبال الفتنة وعصيها حيّات كذب تسعى فاغرات نافثات
ومن الاساليب التي استخدمت في إثارة الفتنة في الاُمة المسلمة، الضرب على وتر العنصرية مستخدمةً اللافتة المذهبية، رغم أن الاسلام ينفي العنصرية ويدحضها، فيقولون مثلاً: إن الايرانيين ـ في أكثريتهم ـ شيعيو المذهب، لكي يعزلوا الشيعة عن بقية الشعوب المسلمة، وكأن الشيعة هم إيرانيون قبل ان يكونوا مسلمين. وجهل هؤلاء أن مذهب الشيعة (الاثني عشرية) هو أيضاً ذو انتشار في بلاد العرب، في أرض النبوة، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفي غيرها، بل إن التشيع ومذهب الشيعة عربي المنبت. إن ما أرادوهُ هو بث التفرقة والاختلاف بين المسلمين حتى تواجه الشعوب المسلمة جلاديها مختلفة منفردة. إن على هؤلاء النافخين في أتون الفتنة ان يتذكروا التاريخ وأن يقرأوا صفحاته الحديثة منه ـ على الاقل ـ ليعلموا منها جميعاً أنهم أخوة في الاسلام، تباينت اجتهاداتهم في فهم الكتاب والسنّة، كما اختلفت المدارس الفقهية جميعاً; الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والظاهرية، فما ذهبت اُخوّتهم وما أدى هذا التباين إلى أن يكون أحدهم في نظر الاخر خارجاً عن ملّة الاسلام وكان حسبَ هؤلاء الحاقدين المروجين للفتنة الوقوف عند مؤتمر القدس الذي عقد في أول ديسمبر 1931م بشأن فلسطين، وهي قضية الاسلام الاولى، وفيه التقى الشيعي والسني، وجلس المصري إلى جانب العراقي والايراني والمغربي والشامي والتركستاني والهندي، فقد شهده جماعة من أعيان الشيعة، وجماعة من علمائهم العامليين (من جبل عامل في لبنان)، ورئيس حكومة تركستان التي غزاها الشيوعيون الروس، ودعاة اسلاميون من الهند وغيرهم كثيرون. وقد صلّى اعضاء المؤتمر الممثلون لجميع العالم الاسلامي مرتين بإمامة المجتهد الكبير محمد حسين آل كاشف الغطاء، ولم يخطر ببال أحد الاعتراض على ذلك، بل ابتهج به المسلمون جميعاً، إذ كان انبثاق فجر الوحدة الاسلامية، ولو بين المؤمنين بها وليس بين الحكام وكان حسب هؤلاء الذين يحملون مباخر الفتنة وينفخون في أتونها على السواء من أشياخ وعاظ للسلاطين وكتّاب مرتزقة ومن يقف وراءهم تذكر ما كتبهُ (روبار جاكسون) مراسل جريدة «نيويورك كرونيكل» عام 1951م في مقاله الذي كتبه عن مرشد الاخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، ولقائه بآية اللّه الكاشاني، فقال في وقتها: «... وقد تقرر ان الرجل آية اللّه الكاشاني كان بعيد الاثر في كثير من الاحداث العالمية التي وقعت في الشرق، بل إن ما وقع في ايران (يقصد ما تلا تأميم البترول عام 1951م) والاحداث التي تلتهُ، كان خليقاً ان يقع في كل بلدان الشرق لو طال عمر هذا الرجل. وكان يمكن أن يتحقق لهذهِ البلاد الكثير لو اتفق حسن البنا وآية اللّه الكاشاني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة... لقد التقى الرجلان في الحجاز سنة 1948م، ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال»(1).
أرأيت النار حين تشب ضئيلة هزيلة فتغذوها الريح الصرصر السافية والعواصف السموم العاتية؟ أرأيت كيف تتطاير ألسنة النيران هنا وهناك في لمحة الطرف وومضة البرق، فتعم الاخضر واليابس، وتعمّ الخراب والعمار؟ فذلك مثل الفتنة في انتشارها وبلائها تعم البرّ والفاجر.
(1) : جريدة الاخوان المسلمون، العدد 11، 29 يونيه 1954.
إن الفتنة طفل سوء تتمخض عنه أحشاء الجدل والمراء، فهي ثمرة من ثمراته، بل هي آفةُ آفاتهِ... وأكثر ما تنجم الفتنة على «وهم» أو ماهو كالوهم، فيكون رأس الفتنة وشرها المستطير «الخوض» و«الجدال» لا «المصدر» و«الموضوع»; وتمشي حبال الفتنة وعصيها حيّات كذب تسعى فاغرات نافثات
ومن الاساليب التي استخدمت في إثارة الفتنة في الاُمة المسلمة، الضرب على وتر العنصرية مستخدمةً اللافتة المذهبية، رغم أن الاسلام ينفي العنصرية ويدحضها، فيقولون مثلاً: إن الايرانيين ـ في أكثريتهم ـ شيعيو المذهب، لكي يعزلوا الشيعة عن بقية الشعوب المسلمة، وكأن الشيعة هم إيرانيون قبل ان يكونوا مسلمين. وجهل هؤلاء أن مذهب الشيعة (الاثني عشرية) هو أيضاً ذو انتشار في بلاد العرب، في أرض النبوة، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفي غيرها، بل إن التشيع ومذهب الشيعة عربي المنبت. إن ما أرادوهُ هو بث التفرقة والاختلاف بين المسلمين حتى تواجه الشعوب المسلمة جلاديها مختلفة منفردة. إن على هؤلاء النافخين في أتون الفتنة ان يتذكروا التاريخ وأن يقرأوا صفحاته الحديثة منه ـ على الاقل ـ ليعلموا منها جميعاً أنهم أخوة في الاسلام، تباينت اجتهاداتهم في فهم الكتاب والسنّة، كما اختلفت المدارس الفقهية جميعاً; الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والظاهرية، فما ذهبت اُخوّتهم وما أدى هذا التباين إلى أن يكون أحدهم في نظر الاخر خارجاً عن ملّة الاسلام وكان حسبَ هؤلاء الحاقدين المروجين للفتنة الوقوف عند مؤتمر القدس الذي عقد في أول ديسمبر 1931م بشأن فلسطين، وهي قضية الاسلام الاولى، وفيه التقى الشيعي والسني، وجلس المصري إلى جانب العراقي والايراني والمغربي والشامي والتركستاني والهندي، فقد شهده جماعة من أعيان الشيعة، وجماعة من علمائهم العامليين (من جبل عامل في لبنان)، ورئيس حكومة تركستان التي غزاها الشيوعيون الروس، ودعاة اسلاميون من الهند وغيرهم كثيرون. وقد صلّى اعضاء المؤتمر الممثلون لجميع العالم الاسلامي مرتين بإمامة المجتهد الكبير محمد حسين آل كاشف الغطاء، ولم يخطر ببال أحد الاعتراض على ذلك، بل ابتهج به المسلمون جميعاً، إذ كان انبثاق فجر الوحدة الاسلامية، ولو بين المؤمنين بها وليس بين الحكام وكان حسب هؤلاء الذين يحملون مباخر الفتنة وينفخون في أتونها على السواء من أشياخ وعاظ للسلاطين وكتّاب مرتزقة ومن يقف وراءهم تذكر ما كتبهُ (روبار جاكسون) مراسل جريدة «نيويورك كرونيكل» عام 1951م في مقاله الذي كتبه عن مرشد الاخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، ولقائه بآية اللّه الكاشاني، فقال في وقتها: «... وقد تقرر ان الرجل آية اللّه الكاشاني كان بعيد الاثر في كثير من الاحداث العالمية التي وقعت في الشرق، بل إن ما وقع في ايران (يقصد ما تلا تأميم البترول عام 1951م) والاحداث التي تلتهُ، كان خليقاً ان يقع في كل بلدان الشرق لو طال عمر هذا الرجل. وكان يمكن أن يتحقق لهذهِ البلاد الكثير لو اتفق حسن البنا وآية اللّه الكاشاني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة... لقد التقى الرجلان في الحجاز سنة 1948م، ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال»(1).
أرأيت النار حين تشب ضئيلة هزيلة فتغذوها الريح الصرصر السافية والعواصف السموم العاتية؟ أرأيت كيف تتطاير ألسنة النيران هنا وهناك في لمحة الطرف وومضة البرق، فتعم الاخضر واليابس، وتعمّ الخراب والعمار؟ فذلك مثل الفتنة في انتشارها وبلائها تعم البرّ والفاجر.
(1) : جريدة الاخوان المسلمون، العدد 11، 29 يونيه 1954.