m-mahdi.com
05-03-2007, 06:44 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الأولى من دائرة معارف الغيبة
دائرة معارف الغيبة
الأبدال:
مصطلحٌ يطلق على مجموعة من الأخيار المؤمنين الذين يصطفيهم الله تعالى لمهمة نصرة الإمام المهدي(عليه السلام)، والظاهر أنهم من أهل الشام، ويبدو أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت(عليه السلام) في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولائهم هذا في ظروفٍ قاهرةٍ جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام(عليه السلام) فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) يصف الإمام(عليه السلام) بقوله: هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عبائتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة [أي يرى كابن أربعين سنة] فيخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم.[1]
ابن بابا القمي:
الحسن بن محمّد بن بابا القمي أحد مدعي الوكالة عن الإمام المهدي(عليه السلام).
راجع النميري.
ابن صياد:
راجع الدجال.
أبو بكر البغدادي:
محمّد بن أحمد البغدادي وهو ابن أخ الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري.
ممن ادعى السفارة الكاذبة، حيث انتابت الأوساط الشعبية موجة من الادعاءات الباطلة والانحرافات الضالة وكان أخطرها دعوى السفارة الكاذبة، وكونها خطيرة لأنها تغوي الكثير عن الحق وتعرقل مسيرة الإمام(عليه السلام) التي تتجه نحو بناء مجتمعٍ واعٍ متكاملٍ فضلاً عن تلكؤ مهمة السفارة الحقة التي سوف تنشغل بأمورٍ جاثية أخرى وهو محاولة تكذيب دعاوى هؤلاء.
إلاّ أن الملاحظ أن مهمة السفارة الثالثة التي يتزعمها الشيخ حسين بن روح كانت في صدد الحد من هذه الدعاوى وايقاف الناس على الدعاوى الباطلة وكان الشيخ حسين بن روح رضوان الله عليه موفقاً في مهمته ومحاولة انحسار هذه الدعاوى بشكل لا يُكاد يذكر.
يبدو أن هناك عدة عوامل ساعدت في هذا الاتجاه منها:
أوّلاً: الحالة النفسية الخاصة التي يعيشها المدعي للسفارة فهو ينطلقُ دائماً من فرغٍ اجتماعي وخلل في علاقاته العامة مما يدفعه إلى محاولة معالجة ذلك بتوجيه الانظار إليه ومحاولة انشغال الناس بالحديث عنه وهو أدنى ما يحققه لروم الهوة بينه وبين الآخرين، وهذا مطردٌ في أكر حالات الانحراف حيث يحاول الشخص من الحصول على ضمانة اجتماعية تأخذُ به في موقعٍ اجتماعي تتوجه إليه الأنظار.
لذا فالمعروف عن أبي بكر البغدادي أنه قليل العلم، ولهذه ظاهرة يتعاطى الناس معه مما يعني أنه يشعر بحالةٍ دونية تُملي عليه أن يعالجها باسلوبٍ ما يكسبُ من خلاله توجهات الآخرين.
ثانياً: ضعف الإيمان وقلة التقوى أو انعدامهما يمليان على الشخص أن يسلك مسالك منحرفة من أجل الحصول على هدفه، وقد عُرف عن أبي دلف الكاتب أنه كان يُعرف عند البعض بالالحاد والانحراف الفكري.
في حين لا تبيح التقوى أن يتبؤ الشخص مقاماً غير مقامه كما حدث لأبي سهل النوبختي فهو مع علمه ومكاتبه وتوجه الناس إليه أو كما في أحمد بن متيل الذي عرف باختصاصه بأبي جعفر محمّد بن عثمان وكونه من اقرب مساعديه فانهما مع ما عرفا به من مكانةٍ علمية واجتماعية فهما لم يخطيا بمقام السفارة، وحين صدور الأمر بتعيين الحسين بن روح سفيراً عن الإمام(عليه السلام) تلقى النوبختي وابن متيل الأمر بكل رضا وقبول وسلماً للحسين بن روح وصارا تحت طاعته وقيادته ومن مساعديه.
ثالثاً: الجهل آل ينتاب بعض القواعد التي تكون أرضاً خصبة لنمو الحالات المنحرفة وتلقي الدعاوى الباطلة.
فالثقافة العامة والوعي الفكري لهما أثرهما في انحدار المجتمع وتلقيه مثل هذه الانحرافات، فانك لا تجد مجتمعاً سعيداً بثقافته وهو يعيش تحت مطرقةِ الأكاذيب والضلالات، في حين يتراجع المجتمع الجاهل إلى أدنى المستويات لتصديق الدعاوى الضالة والمنحرفة كأسرع ما يكون.
قال الشيخ الطوسي في غيبته: وأمر أبي بكر البغدادي في قلة العلم والمروة أشهر وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا تشغل كتابنا بذلك...
وروى عن الحسين بن عبد الرحيم الابراروري قال: أنفذني أبي عبد الرحيم عن أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري(رحمه الله) في شيء كان بيني وبينه فحضرت مجلسه وقيه جماعة من أصحابنا وهم يتذاكرون شيئاً من الروايات وما قاله الصادقون(عليهم السلام) حتّى أقبل أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن اخي أبي جعفر العمري فلما بصر به أبو جعفر(رحمه الله) قال للجماعة: امسكوا فان هذا الجاني ليس من أصحابكم.[2]
وهكذا كان أبو بكر البغدادي معروفاً بضعف الإيمان لذا أشار الشيخ أبي جعفر العمري بأنه ليس من أصحابهم، إشارة إلى انحرافه وانخراطه في مسالك منحرفة باطلة.
وهكذا تكون السفارات الكاذبة إلا أن حياتها قصيرة لافتضاحها بأسرع وقت وتكذيبها بشواهد عدة وقرائن غير خفية.
أبو دلف الكاتب:
محمّد بن المظفر الكاتب الأزدي.
ادعى السفارة كذباً وزوراً وكان معروفاً بين أوساط الناس بالالحاد ثم أظهر الغلو ثم جُن وسُلسل ثم صار مفوضاً.
ادعى السفارة بعد وفاة عليّ بن محمّد السمري السفير الرابع وكانت تلك احدى علامات كذبه وافتضاحه، إذ كانت رسالة الإمام(عليه السلام) صريحة في عدم العهد لأحد بعد السمري وأن من ادعى المشاهدة بعد ذلك فهو كذاب، إلاّ أن أبي دلف الكاتب لم يلتفت إلى كل ذلك فحاول ادعاء السفارة وبث اكذوبته التي لم تنطِل على أحد حتّى استضعفه الناس فأخذوا يهزؤن به في مجالسهم ومنتدياته.
راجع أبو بكر البغدادي، في أسباب دعوى السفارة.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 142.
[2] الغيبة للشيخ الطوسي: 256
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الأولى من دائرة معارف الغيبة
دائرة معارف الغيبة
الأبدال:
مصطلحٌ يطلق على مجموعة من الأخيار المؤمنين الذين يصطفيهم الله تعالى لمهمة نصرة الإمام المهدي(عليه السلام)، والظاهر أنهم من أهل الشام، ويبدو أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت(عليه السلام) في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولائهم هذا في ظروفٍ قاهرةٍ جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام(عليه السلام) فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) يصف الإمام(عليه السلام) بقوله: هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عبائتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة [أي يرى كابن أربعين سنة] فيخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم.[1]
ابن بابا القمي:
الحسن بن محمّد بن بابا القمي أحد مدعي الوكالة عن الإمام المهدي(عليه السلام).
راجع النميري.
ابن صياد:
راجع الدجال.
أبو بكر البغدادي:
محمّد بن أحمد البغدادي وهو ابن أخ الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري.
ممن ادعى السفارة الكاذبة، حيث انتابت الأوساط الشعبية موجة من الادعاءات الباطلة والانحرافات الضالة وكان أخطرها دعوى السفارة الكاذبة، وكونها خطيرة لأنها تغوي الكثير عن الحق وتعرقل مسيرة الإمام(عليه السلام) التي تتجه نحو بناء مجتمعٍ واعٍ متكاملٍ فضلاً عن تلكؤ مهمة السفارة الحقة التي سوف تنشغل بأمورٍ جاثية أخرى وهو محاولة تكذيب دعاوى هؤلاء.
إلاّ أن الملاحظ أن مهمة السفارة الثالثة التي يتزعمها الشيخ حسين بن روح كانت في صدد الحد من هذه الدعاوى وايقاف الناس على الدعاوى الباطلة وكان الشيخ حسين بن روح رضوان الله عليه موفقاً في مهمته ومحاولة انحسار هذه الدعاوى بشكل لا يُكاد يذكر.
يبدو أن هناك عدة عوامل ساعدت في هذا الاتجاه منها:
أوّلاً: الحالة النفسية الخاصة التي يعيشها المدعي للسفارة فهو ينطلقُ دائماً من فرغٍ اجتماعي وخلل في علاقاته العامة مما يدفعه إلى محاولة معالجة ذلك بتوجيه الانظار إليه ومحاولة انشغال الناس بالحديث عنه وهو أدنى ما يحققه لروم الهوة بينه وبين الآخرين، وهذا مطردٌ في أكر حالات الانحراف حيث يحاول الشخص من الحصول على ضمانة اجتماعية تأخذُ به في موقعٍ اجتماعي تتوجه إليه الأنظار.
لذا فالمعروف عن أبي بكر البغدادي أنه قليل العلم، ولهذه ظاهرة يتعاطى الناس معه مما يعني أنه يشعر بحالةٍ دونية تُملي عليه أن يعالجها باسلوبٍ ما يكسبُ من خلاله توجهات الآخرين.
ثانياً: ضعف الإيمان وقلة التقوى أو انعدامهما يمليان على الشخص أن يسلك مسالك منحرفة من أجل الحصول على هدفه، وقد عُرف عن أبي دلف الكاتب أنه كان يُعرف عند البعض بالالحاد والانحراف الفكري.
في حين لا تبيح التقوى أن يتبؤ الشخص مقاماً غير مقامه كما حدث لأبي سهل النوبختي فهو مع علمه ومكاتبه وتوجه الناس إليه أو كما في أحمد بن متيل الذي عرف باختصاصه بأبي جعفر محمّد بن عثمان وكونه من اقرب مساعديه فانهما مع ما عرفا به من مكانةٍ علمية واجتماعية فهما لم يخطيا بمقام السفارة، وحين صدور الأمر بتعيين الحسين بن روح سفيراً عن الإمام(عليه السلام) تلقى النوبختي وابن متيل الأمر بكل رضا وقبول وسلماً للحسين بن روح وصارا تحت طاعته وقيادته ومن مساعديه.
ثالثاً: الجهل آل ينتاب بعض القواعد التي تكون أرضاً خصبة لنمو الحالات المنحرفة وتلقي الدعاوى الباطلة.
فالثقافة العامة والوعي الفكري لهما أثرهما في انحدار المجتمع وتلقيه مثل هذه الانحرافات، فانك لا تجد مجتمعاً سعيداً بثقافته وهو يعيش تحت مطرقةِ الأكاذيب والضلالات، في حين يتراجع المجتمع الجاهل إلى أدنى المستويات لتصديق الدعاوى الضالة والمنحرفة كأسرع ما يكون.
قال الشيخ الطوسي في غيبته: وأمر أبي بكر البغدادي في قلة العلم والمروة أشهر وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا تشغل كتابنا بذلك...
وروى عن الحسين بن عبد الرحيم الابراروري قال: أنفذني أبي عبد الرحيم عن أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري(رحمه الله) في شيء كان بيني وبينه فحضرت مجلسه وقيه جماعة من أصحابنا وهم يتذاكرون شيئاً من الروايات وما قاله الصادقون(عليهم السلام) حتّى أقبل أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن اخي أبي جعفر العمري فلما بصر به أبو جعفر(رحمه الله) قال للجماعة: امسكوا فان هذا الجاني ليس من أصحابكم.[2]
وهكذا كان أبو بكر البغدادي معروفاً بضعف الإيمان لذا أشار الشيخ أبي جعفر العمري بأنه ليس من أصحابهم، إشارة إلى انحرافه وانخراطه في مسالك منحرفة باطلة.
وهكذا تكون السفارات الكاذبة إلا أن حياتها قصيرة لافتضاحها بأسرع وقت وتكذيبها بشواهد عدة وقرائن غير خفية.
أبو دلف الكاتب:
محمّد بن المظفر الكاتب الأزدي.
ادعى السفارة كذباً وزوراً وكان معروفاً بين أوساط الناس بالالحاد ثم أظهر الغلو ثم جُن وسُلسل ثم صار مفوضاً.
ادعى السفارة بعد وفاة عليّ بن محمّد السمري السفير الرابع وكانت تلك احدى علامات كذبه وافتضاحه، إذ كانت رسالة الإمام(عليه السلام) صريحة في عدم العهد لأحد بعد السمري وأن من ادعى المشاهدة بعد ذلك فهو كذاب، إلاّ أن أبي دلف الكاتب لم يلتفت إلى كل ذلك فحاول ادعاء السفارة وبث اكذوبته التي لم تنطِل على أحد حتّى استضعفه الناس فأخذوا يهزؤن به في مجالسهم ومنتدياته.
راجع أبو بكر البغدادي، في أسباب دعوى السفارة.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 142.
[2] الغيبة للشيخ الطوسي: 256