نور الغائب
22-03-2010, 11:51 PM
تحت الأضواء بحــوث ومقـالات للرد على ما يثار من تشكيكات وشبهات في العقيدة المهدوية من على شاشات الفضائيات المأجورة / فضائية (صفا) نموذجاً.
((المهدي عليه السلام وجود وهمي!))
الشيخ حميد الوائلي
يتردد على ألسنة بعض من تجلبب بجلباب العلم باطلاً على فضائية صفا المأجورة أن الإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقد به الشيعة هو وجودٌ وهمي.
وبعد ان رجعنا الى الكتب التي يعتمد عليها هؤلاء وجدنا أن جملة منهم يقولون بذلك.
إذ يقول عبد الله الغفاري في كتابه (بروتوكولات آيات قم) أن آخر إمام للشيعة لا وجود له.
ويأتي إحسان إلهي ظهير، وغالب عواجي، وعبد الرحمن الزرعي، وإبراهيم الجبهان، في كتبهم (الشيعة وأهل السنة)، و(فرق معاصرة)، و(رجال الشيعة في الميزان)، و(تبديد الظلام)،ليرموا الشيعة بالإيمان بخرافة المهدي، وأن المهدي شخصية خيالية لا وجود لها إلاّ في أذهان الشيعة، وأن هذه الخرافة من الأساطير التي لا دليل عليها في الكتاب الكريم، وفي كتب السنة المعتمدة، وإن القصص التي اختلقت في المهدي عليه السلام هي من الأساطير المبالغ فيها، وهي إنما جاءت لإثبات مدعيات تم الإيمان بها سلفاً، وعندما وقع القوم في حيرة منها أوجدوا هذه الخزعبلات لترميم تلك المدعيات في نفوس جمهورهم.
هذه جملة ما يقال من تشكيكات في أن (المهدي عليه السلام وجود وهمي) ومن يرغب بالاطلاع على نصوص كلمات هؤلاء المدعين، ما عليه سوى الرجوع إلى المصادر التي سبق ذكرها، مع العلم أننا ذكرنا مضمون كلامهم جميعاً، وبألفاظ جملتهم. هذا وقد برزت هذه الشبهة - أن المهدي عليه السلام خرافة - من نسج خيال الشيعة مكرراً في فضائية صفا على لسان مشايخ التحريف.
والجواب على هذه الشبهة يقع في محاور ثلاثة هي:
1_ المحور الأول: في أن الحقيقة المهدوية ليست من نسج الخيال ونقول عنه إجمالاً: إن كل من يمت إلى العلم أو الثقافة بصلة يعرف ومن دون أدنى مخالجة للشك أن البشرية تؤمن بلا بدّية ختم الحياة الإنسانية بالصلاح والعدالة، وقطع حالة الفساد والظلم، وأن هذا الارتقاب لا يكون إلا على يد رجل إلهي له القدرة على تحقيق الأمنية البشرية وتجسيدها في الواقع, لتصبح سلوكاً عاماً وحياة معاشة بعد أن ظلت ولقرون متمادية حبيسة النفس والوجدان.
وهذا الإيمان البشري يخرج هذه الحقيقة من الوصف الذي ألقاه هؤلاء المشككون، بوهميتها، وانها من نسج الخيال الخرافي، وأن الخزعبلات هي المنشأ لإيجادها, ليجعلها من اكبر الحقائق الانسانية التي تنشدها البشرية, بل قد كتب عنها عباقرة العالم المئات من المصنفات, فمن غير المعقول أن تجتمع البشرية باجمعها على امر تصفه بالحقانية والواقعية, ثم يأتي شرذمة ينكرونه إلا أن يكون الداء في عقولهم انفسهم.
2_ المحور الثاني: أن الكتاب والسنة قد تناولا هذه الحقيقة وأشبعاها بحثاً وتأكيداً وتفصيلاً، بل تناولت السنة أدق تفاصيل هذه العقيدة، وتتبع العلماء كلمات الوحي بالبحث والتحليل حتى غدت هذه الحقيقة من أثرى الحقائق الدينية، دليلاً وتفصيلاً، وبحثاً وتحليلاً.
إذ يكفي فيه أن نتحدث عن عشرات الكتب التي ذكرت المهدوية على أنهاحقيقة إلهية سماوية تحدث عنها القرآن، وأثرتها السنة النبوية، فهذا القرآن تحدثنا العشرات من آياته الكريمات عن المهدي عليه السلام وخروجه وفسر العلماء من الفرق الاسلامية كافة هذه الآيات بالمهدي عليه السلام:
ومنها قوله تعالى: ((وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ )) إذ ذكر الشافعي الحمويني أن المقصود فيها هو ظهور المهدي عليه السلام.
ذكر انها في المهدي أبو بكر الهيثمي في مجمع الفوائد ومنبع الفرائد.
وقوله تعالى: ((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)) فقد ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة انها نزلت في المهدي عليه السلام وذكر ذلك غيره.
ومنها قوله تعالى: ((وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)) إذ ذكر الحافظ القندوزي الحنفي أنها نزلت في المهدي عليه السلام في كتابه (عقد الدرر).
ومنها قوله تعالى: (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ)) حيث ذكر العلامة النيسابوري في تفسيره أنها نزلت في المهدي عليه السلام.
ومنها قوله تعالى: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)) حيث ذكر الحنفي الشيباني في (كشف البيان) نقلاً عن (تفسير البرهان) أنها نزلت في المهدي عليه السلام.
ومنها قوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها)) حيث ذكر السيوطي الشافعي في تفسيره (الدر المنثور) أنها في المهدي عليه السلام.
هذا نزر يسير من الآيات الكثيرة التي ذكر العلماء أنها في المهدي عليه السلام.
اما فيما يرتبط بالسنة النبوية الشريفة فقد ألف العلماء كتباً مستقلة عن الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عمن بوب له أبواباً وفصولاً مستقلة في كتبهم الجامعة للاحاديث النبوية الشريفة, ومن هذه الكتب نذكر:
1. كتاب (عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر عليه السلام) لعبد المحسن بن حمد العباد (الوهابي).
2. (المهدي حقيقة لا خرافة) لمحمد بن أحمد بن إسماعيل حيث ذكر فيه مجموعة من الفصول منها فصل الاحاديث الواردة في شأن المهدي عليه السلام, ومنها فصل اهتمام العلماء باحاديث المهدي عليه السلام, وفصل نصوص أهل العلم في اثبات حقيقة الإمام المهدي عليه السلام.
3. (الائمة الاثنا عشر) تأليف أبو عبد الله شمس الدين محمد بن علي بن محمد الشهير بـ (ابن طولون الدمشقي الحنفي) حيث ذكر تحت عنوان الحجة المهدي عليه السلام أن الثاني عشر منهم هو محمد بن الحسن وهو ابو القاسم عليه السلام.
4. (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر) تأليف الإمام عبد الوهاب الشعراني، حيث ذكر في البحث الخامس والستين من كتابه أخبار خروج المهدي عليه السلام والدجال وعيسى عليه السلام والدابة و غيرها.
5. (منهاج السنة النبوية) تأليف ابن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي, حيث ذكر في الجزء الرابع فيه وفي فصل الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي عليه السلام احاديث صحيحة.
6. (المصنف) تأليف الحافظ الكبير عبد الرزاق الصنعاني المتوفي 211 هجرية, ذكر في باب المهدي عليه السلام جملة من الروايات والاخبار التي تحدثت عن سيرة المهدي عليه السلام.
7. (سنن ابن ماجة) للحافظ ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة المتوفي 275 هجرية, فقد بوب فيه باباً باسم باب خروج المهدي عليه السلام.
8. (سنن أبي داوود) للإمام الحافظ ابي داوود بن الاشعث السجستاني الاسدي المتوفي سنة 275 هجرية, افرد في سننه كتابا باسم كتاب المهدي عليه السلام.
9. (سنن الترمذي) للحافظ ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي المتوفي 297 هجرية, أفرد في كتابه الجامع الصحيح باباً باسم ما جاء في المهدي عليه السلام.
هذا غير العشرات إن لم نقل المئات من العلماء الذين صنفوا وكتبوا وتحدثوا عن المهدي عليه السلام وخروجه وانه حقيقة اسلامية لا غبار عليها.
فلو كان المهدي عليه السلام خرافة، أو وجوداً وهمياً، فهل يا ترى، ومن اللائق بهؤلاء الكبار من العلماء أن ينبروا للكتابة عن الخرافات ويسجلوها؟
3_ المحور الثالث: في أن الحقيقة المهدوية عند الامامية الاثني عشرية حقيقة خارجية نبعت من الأدلة المتنوعة الصحيحة والصريحة في أن الارتباط بحبل السماء لا يكون إلا من خلال العترة الطاهرة عليهم السلام المختومة بهذه الحقيقة المهدوية.
فإن حقيقة المهدي عليه السلام عند الإمامية قد دلت عليها الأدلة المختلفة _من عقلية ونقلية_ من القرآن والسنة، من التاريخ والسيرة والترجمة، من المشاهدة واللقاء.
فضلاً عن الأدلة العامة التي تثبت أن الدين لا يقوم إلا بشخص إلهي، ببركة وجوده تحفظ الأرض ومن عليها، ويتلقى الناس بركات السماء وينعمون بها.
والحديث عن المهدي عليه السلام وانه حقيقة متجسدة يعيشها الشيعة المؤمنون به في كل آن من آناء حياتهم ولو على نحو الاجمال يخرجنا عن الغرض في الرد على هذه الشبهة، إذ لا يخفى أن الادلة العقلية التي ذكرت في قضية المهدي عليه السلام قد الفت فيها كتب مستقلة, فضلاً عما ورد من تفسير للآيات القرآنية بالمهدي عليه السلام.
أما الاخبار والروايات فإن فيما ورد عن كل إمام من أئمة اهل البيت عليهم السلام في المهدي عليه السلام قد صنف فيه مصنفات مستقلة وافردت له العشرات من الابواب في المجاميع الحديثية الكبيرة.
وأما فيما يرتبط بالتاريخ والسيرة فقد صنف الشيعة عشرات الكتب والمجلدات عن المهدي عليه السلام في هذا الباب, بل تعدى الامر إلى اكثر من ذلك حيث افردت لغيبة المهدي عليه السلام الكتب والمؤلفات فضلاً عن طول عمره واسباب غيبته وعلامات ظهوره والانتفاع به في غيبته, وكل مفردة من هذه المفردات نجد لها في المكتبة الاسلامية الشيعية الامامية العشرات من الكتب والمصنفات والرسائل والتحقيقات.
هذا وان الواقع الفقهي والارتباط الديني في المذهب الامامي يقوم على أساس غيبة الإمام عليه السلام وان الفقهاء نواب عنه في استخراج الاحكام واستنباطها, والحديث عن كل ذلك يلزمنا بالإطناب والتفصيل وهو ما يخرجنا عن محل البحث، وذكر جانب من هذه الجوانب ونوع من هذه الادلة دون ذكر الانواع الاخرى اختصار مخل قد يتوهم البعض انحصار الدليل عليه وعلى وجوده وامامته بهذا النوع دون غيره, لذلك اكتفينا بهذه الاشارات الاجمالية لمجمل الأدلة التي يعتمدها المسلمون الشيعة في اثبات أن الحجة ابن الحسن عليه السلام حقيقة معاشة من قبل افراد هذه الطائفة في كل لحظة وآن من آنات حياتهم. فهل يعقل بعد ذلك تصديق من يقول بان المهدي عليه السلام خرافة؟!
صحيفة صدى المهدي العدد11
((المهدي عليه السلام وجود وهمي!))
الشيخ حميد الوائلي
يتردد على ألسنة بعض من تجلبب بجلباب العلم باطلاً على فضائية صفا المأجورة أن الإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقد به الشيعة هو وجودٌ وهمي.
وبعد ان رجعنا الى الكتب التي يعتمد عليها هؤلاء وجدنا أن جملة منهم يقولون بذلك.
إذ يقول عبد الله الغفاري في كتابه (بروتوكولات آيات قم) أن آخر إمام للشيعة لا وجود له.
ويأتي إحسان إلهي ظهير، وغالب عواجي، وعبد الرحمن الزرعي، وإبراهيم الجبهان، في كتبهم (الشيعة وأهل السنة)، و(فرق معاصرة)، و(رجال الشيعة في الميزان)، و(تبديد الظلام)،ليرموا الشيعة بالإيمان بخرافة المهدي، وأن المهدي شخصية خيالية لا وجود لها إلاّ في أذهان الشيعة، وأن هذه الخرافة من الأساطير التي لا دليل عليها في الكتاب الكريم، وفي كتب السنة المعتمدة، وإن القصص التي اختلقت في المهدي عليه السلام هي من الأساطير المبالغ فيها، وهي إنما جاءت لإثبات مدعيات تم الإيمان بها سلفاً، وعندما وقع القوم في حيرة منها أوجدوا هذه الخزعبلات لترميم تلك المدعيات في نفوس جمهورهم.
هذه جملة ما يقال من تشكيكات في أن (المهدي عليه السلام وجود وهمي) ومن يرغب بالاطلاع على نصوص كلمات هؤلاء المدعين، ما عليه سوى الرجوع إلى المصادر التي سبق ذكرها، مع العلم أننا ذكرنا مضمون كلامهم جميعاً، وبألفاظ جملتهم. هذا وقد برزت هذه الشبهة - أن المهدي عليه السلام خرافة - من نسج خيال الشيعة مكرراً في فضائية صفا على لسان مشايخ التحريف.
والجواب على هذه الشبهة يقع في محاور ثلاثة هي:
1_ المحور الأول: في أن الحقيقة المهدوية ليست من نسج الخيال ونقول عنه إجمالاً: إن كل من يمت إلى العلم أو الثقافة بصلة يعرف ومن دون أدنى مخالجة للشك أن البشرية تؤمن بلا بدّية ختم الحياة الإنسانية بالصلاح والعدالة، وقطع حالة الفساد والظلم، وأن هذا الارتقاب لا يكون إلا على يد رجل إلهي له القدرة على تحقيق الأمنية البشرية وتجسيدها في الواقع, لتصبح سلوكاً عاماً وحياة معاشة بعد أن ظلت ولقرون متمادية حبيسة النفس والوجدان.
وهذا الإيمان البشري يخرج هذه الحقيقة من الوصف الذي ألقاه هؤلاء المشككون، بوهميتها، وانها من نسج الخيال الخرافي، وأن الخزعبلات هي المنشأ لإيجادها, ليجعلها من اكبر الحقائق الانسانية التي تنشدها البشرية, بل قد كتب عنها عباقرة العالم المئات من المصنفات, فمن غير المعقول أن تجتمع البشرية باجمعها على امر تصفه بالحقانية والواقعية, ثم يأتي شرذمة ينكرونه إلا أن يكون الداء في عقولهم انفسهم.
2_ المحور الثاني: أن الكتاب والسنة قد تناولا هذه الحقيقة وأشبعاها بحثاً وتأكيداً وتفصيلاً، بل تناولت السنة أدق تفاصيل هذه العقيدة، وتتبع العلماء كلمات الوحي بالبحث والتحليل حتى غدت هذه الحقيقة من أثرى الحقائق الدينية، دليلاً وتفصيلاً، وبحثاً وتحليلاً.
إذ يكفي فيه أن نتحدث عن عشرات الكتب التي ذكرت المهدوية على أنهاحقيقة إلهية سماوية تحدث عنها القرآن، وأثرتها السنة النبوية، فهذا القرآن تحدثنا العشرات من آياته الكريمات عن المهدي عليه السلام وخروجه وفسر العلماء من الفرق الاسلامية كافة هذه الآيات بالمهدي عليه السلام:
ومنها قوله تعالى: ((وَ لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ )) إذ ذكر الشافعي الحمويني أن المقصود فيها هو ظهور المهدي عليه السلام.
ذكر انها في المهدي أبو بكر الهيثمي في مجمع الفوائد ومنبع الفرائد.
وقوله تعالى: ((وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)) فقد ذكر القندوزي الحنفي في ينابيع المودة انها نزلت في المهدي عليه السلام وذكر ذلك غيره.
ومنها قوله تعالى: ((وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)) إذ ذكر الحافظ القندوزي الحنفي أنها نزلت في المهدي عليه السلام في كتابه (عقد الدرر).
ومنها قوله تعالى: (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأْرْضِ)) حيث ذكر العلامة النيسابوري في تفسيره أنها نزلت في المهدي عليه السلام.
ومنها قوله تعالى: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)) حيث ذكر الحنفي الشيباني في (كشف البيان) نقلاً عن (تفسير البرهان) أنها نزلت في المهدي عليه السلام.
ومنها قوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها)) حيث ذكر السيوطي الشافعي في تفسيره (الدر المنثور) أنها في المهدي عليه السلام.
هذا نزر يسير من الآيات الكثيرة التي ذكر العلماء أنها في المهدي عليه السلام.
اما فيما يرتبط بالسنة النبوية الشريفة فقد ألف العلماء كتباً مستقلة عن الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عمن بوب له أبواباً وفصولاً مستقلة في كتبهم الجامعة للاحاديث النبوية الشريفة, ومن هذه الكتب نذكر:
1. كتاب (عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر عليه السلام) لعبد المحسن بن حمد العباد (الوهابي).
2. (المهدي حقيقة لا خرافة) لمحمد بن أحمد بن إسماعيل حيث ذكر فيه مجموعة من الفصول منها فصل الاحاديث الواردة في شأن المهدي عليه السلام, ومنها فصل اهتمام العلماء باحاديث المهدي عليه السلام, وفصل نصوص أهل العلم في اثبات حقيقة الإمام المهدي عليه السلام.
3. (الائمة الاثنا عشر) تأليف أبو عبد الله شمس الدين محمد بن علي بن محمد الشهير بـ (ابن طولون الدمشقي الحنفي) حيث ذكر تحت عنوان الحجة المهدي عليه السلام أن الثاني عشر منهم هو محمد بن الحسن وهو ابو القاسم عليه السلام.
4. (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر) تأليف الإمام عبد الوهاب الشعراني، حيث ذكر في البحث الخامس والستين من كتابه أخبار خروج المهدي عليه السلام والدجال وعيسى عليه السلام والدابة و غيرها.
5. (منهاج السنة النبوية) تأليف ابن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي, حيث ذكر في الجزء الرابع فيه وفي فصل الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي عليه السلام احاديث صحيحة.
6. (المصنف) تأليف الحافظ الكبير عبد الرزاق الصنعاني المتوفي 211 هجرية, ذكر في باب المهدي عليه السلام جملة من الروايات والاخبار التي تحدثت عن سيرة المهدي عليه السلام.
7. (سنن ابن ماجة) للحافظ ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة المتوفي 275 هجرية, فقد بوب فيه باباً باسم باب خروج المهدي عليه السلام.
8. (سنن أبي داوود) للإمام الحافظ ابي داوود بن الاشعث السجستاني الاسدي المتوفي سنة 275 هجرية, افرد في سننه كتابا باسم كتاب المهدي عليه السلام.
9. (سنن الترمذي) للحافظ ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي المتوفي 297 هجرية, أفرد في كتابه الجامع الصحيح باباً باسم ما جاء في المهدي عليه السلام.
هذا غير العشرات إن لم نقل المئات من العلماء الذين صنفوا وكتبوا وتحدثوا عن المهدي عليه السلام وخروجه وانه حقيقة اسلامية لا غبار عليها.
فلو كان المهدي عليه السلام خرافة، أو وجوداً وهمياً، فهل يا ترى، ومن اللائق بهؤلاء الكبار من العلماء أن ينبروا للكتابة عن الخرافات ويسجلوها؟
3_ المحور الثالث: في أن الحقيقة المهدوية عند الامامية الاثني عشرية حقيقة خارجية نبعت من الأدلة المتنوعة الصحيحة والصريحة في أن الارتباط بحبل السماء لا يكون إلا من خلال العترة الطاهرة عليهم السلام المختومة بهذه الحقيقة المهدوية.
فإن حقيقة المهدي عليه السلام عند الإمامية قد دلت عليها الأدلة المختلفة _من عقلية ونقلية_ من القرآن والسنة، من التاريخ والسيرة والترجمة، من المشاهدة واللقاء.
فضلاً عن الأدلة العامة التي تثبت أن الدين لا يقوم إلا بشخص إلهي، ببركة وجوده تحفظ الأرض ومن عليها، ويتلقى الناس بركات السماء وينعمون بها.
والحديث عن المهدي عليه السلام وانه حقيقة متجسدة يعيشها الشيعة المؤمنون به في كل آن من آناء حياتهم ولو على نحو الاجمال يخرجنا عن الغرض في الرد على هذه الشبهة، إذ لا يخفى أن الادلة العقلية التي ذكرت في قضية المهدي عليه السلام قد الفت فيها كتب مستقلة, فضلاً عما ورد من تفسير للآيات القرآنية بالمهدي عليه السلام.
أما الاخبار والروايات فإن فيما ورد عن كل إمام من أئمة اهل البيت عليهم السلام في المهدي عليه السلام قد صنف فيه مصنفات مستقلة وافردت له العشرات من الابواب في المجاميع الحديثية الكبيرة.
وأما فيما يرتبط بالتاريخ والسيرة فقد صنف الشيعة عشرات الكتب والمجلدات عن المهدي عليه السلام في هذا الباب, بل تعدى الامر إلى اكثر من ذلك حيث افردت لغيبة المهدي عليه السلام الكتب والمؤلفات فضلاً عن طول عمره واسباب غيبته وعلامات ظهوره والانتفاع به في غيبته, وكل مفردة من هذه المفردات نجد لها في المكتبة الاسلامية الشيعية الامامية العشرات من الكتب والمصنفات والرسائل والتحقيقات.
هذا وان الواقع الفقهي والارتباط الديني في المذهب الامامي يقوم على أساس غيبة الإمام عليه السلام وان الفقهاء نواب عنه في استخراج الاحكام واستنباطها, والحديث عن كل ذلك يلزمنا بالإطناب والتفصيل وهو ما يخرجنا عن محل البحث، وذكر جانب من هذه الجوانب ونوع من هذه الادلة دون ذكر الانواع الاخرى اختصار مخل قد يتوهم البعض انحصار الدليل عليه وعلى وجوده وامامته بهذا النوع دون غيره, لذلك اكتفينا بهذه الاشارات الاجمالية لمجمل الأدلة التي يعتمدها المسلمون الشيعة في اثبات أن الحجة ابن الحسن عليه السلام حقيقة معاشة من قبل افراد هذه الطائفة في كل لحظة وآن من آنات حياتهم. فهل يعقل بعد ذلك تصديق من يقول بان المهدي عليه السلام خرافة؟!
صحيفة صدى المهدي العدد11