البحرانية
13-05-2007, 01:56 PM
السلام عليكم ورحمه الله
ان شاء الله تعم الفائدة علينا جميعا في هذا الموضوع...
1- لماذا لم يذكر اسم الإمام علي فى القرآن؟
إن القرآن الكريم تكفّل أموراً كثيرة تصدى في تبليغها وإيضاحها ، وأجمل أموراً
أخرى لم يفصلها فجعلها في عداد المتشابه التي يرجع بها إلى الراسخين في العلم ،
فكانت المصلحة الإلهية تفصيل أمور وإجمال أخرى لمصلحة لا يعلمها إلاّ هو جل
شأنه وعظمت قدرته ، قال تعالى : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ
أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم .
آل عمران : 7 .
فقد تبين أن القرآن الكريم تبنى إيضاح بعض الأحكام وترك الباقي إلى النبي
الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأهل بيته "عليهم السلام" ، وخذ مثالاً في
ذلك فان القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة إلاّ أنه لم يذكر تفاصيل ذلك وعدد
ركعاتها وكم هي صلاة الفجر وصلاة الظهريين والعشاء ين بل ترك تفصيل ذلك إلى
رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" وهكذا أوجب الصوم إلاّ أنه لم يبيّن
أحكامه ، وهكذا في باقي الأحكام كالحج والخمس والزكاة وغير ذلك فإن تفاصيلها
متروكة إلى مهمة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، وذلك لمصلحة تقتضيها
الحاجة لا يعلمها إلاّ الله تعالى .
ومن ذلك الإمامة فان القرآن أشار إلى صفة الإمام وأعرض عن اسمه تاركاً ذلك إلى
تصريح النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" والنص عليه من قبله تماماً كما أشار
إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" .
ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى : إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ المائدة : 55 فأشار القرآن إلى
صفة الإمام دون ذكر اسمه وعلمنا من الخارج . أي من روايات صحاح ـ أن المؤمنين
الذين صفتهم هكذا منحصرة في علي بن أبي طالب "عليه السلام" كما أخرج ذلك
السيوطي في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في المتفق عن ابن عباس قال : تصدّق
علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" للسائل "من أعطاك
هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله "إنما وليكم الله ورسوله" . وأخرج
عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله "إنما وليكم الله ورسوله" قال : نزلت في علي بن
أبي طالب . وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر قال : وقف بعلي سائل وهو
راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فآتى رسول الله "صلى الله عليه
وآله وسلّم" فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" هذه
الآية "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون" فقرأ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" على أصحابه ثم قال : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه . راجع الدر المنثور
للسيوطي في تفسيره للآية 105:3 .
وهكذا تعهد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" النص على علي بن أبي طالب دون أن
يتعرض القرآن الكريم إلى اسمه لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ومن يدري
فلعل مصلحة عدم التعرض إلى اسم الإمام كان خوفاً على القرآن من أن يتعرض إلى
التحريف أو الإنكار من قبل قومٍ أنكروا مئات الأحاديث في النص على إمامته "عليه
السلام" وكانوا شهوداً في ذلك ، ولعلهم ينكرون أن هذا القرآن لم يكن قد نزل من
قبل الله تعالى لمصالحهم السياسية التي دفعتهم أن ينكروا ما شاهدوه ، ولا حول
ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .
وثم إن القرآن نزل على خطاب ( إيّاك اعني واسمعي يا جارة ) أي على الاستعمال
المجازي والكنائي فان الكناية أبلغ من التّصريح ، فذكر أمير المؤمنين علي وكذلك
الائمة من بعده كناية ومجازاً .
وإن من ثقافة القرآن الكريم انه يبين القوانين العامة كما هو متعارف في كتب
الدستور لكل دولة، إلاّ انّه يلحق به التبصرات والمواد الاخرى تفسّر الكليّات
في الدستور ، فالقرآن يبيّن الأصل الكلي للإمامة التكوينية والتشريعيّة ، وان
الائمة على قسمين ائمة ضلال وائمة هدى يهدون بأمر الله، ثمّ بيّن أوصافهم
بالكناية والمجاز ، وان منهم أمير المؤمنين علي « عليه السلام » كما في آية
إكمال الدين ، وآية التطهير ، وآية الإطاعة ، وآية الولاية ، وان الولي من اعطى
الزكاة في صلاته اي تصدّق بالخاتم ولم يكن ذلك إلاّ الامام علي « عليه السلام »
كما اتّفق عليه المفسرون السنة والشيعة .
فالقرآن الكريم يتكلّم بنحو عام والسنة الشريفة هي التي تبيّن المصاديق
والجزئيات ، فان القرآن يقول (أقم الصلاة ) ، والسنة تقول صلاة الصبح ركعتين ،
وهكذا باقي الموارد .
والرسول الاعظم في روايات كثيرة جداً نقلها الموافق والمخالف انّه نصّ على
إمامة وخلافة أمير المؤمنين علي « عليه السلام » ، كما في حديث الغدير المتواتر
عند الفريقين ، إلاّ ان الناس ارتدوا بعد رسول الله عن الولاية ولم ينصروا
علياً « عليه السلام » ، واعرضوا عن الأحاديث النبويّة التي قالها في شأنه
وخلافته، فلو كان اسمه مذكوراً في القرآن الكريم لأدّى ذلك ان ينكروا القرآن
أيضاً ويقولوا ان النبي ليهجر كما قالها البعض في مرض النبي عندما طلب منهم
الدواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده ، وهذا يعني إنكار الدستور الاسلامي
وإنكار الاسلام كلّه ، وهذا يتنافى مع الحكمة الالهية ، فاقتضت الحكمة ان لا
يذكر اسم علي « عليه السلام » في القرآن ، وانما يذكر في ترجمانه وفي عدل
القرآن أي السنّة الشريفة ، ليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر فما ذلك لله بضار ،
وما أكثر الأحاديث والمصادر من طرق السنة تدل على امامة وخلافة أمير المؤمنين
علي « عليه السلام ». راجع احقاق الحقّ المجلد 38 مع تعليقات السيد المرعشي
النجفي "قدّس سرّه".
جاء في الكافي بسندٍ صحيح عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله "عليه السلام" :
عن قول الله عزّ وجلّ : " أطيعو الله وأطيعوا الرّسول واُولي الأمر منكم " فقال
: نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين " عليهما السلام " ، فقلت له : إنّ
النّاس يقولون : فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته "عليهم السلام " في كتاب الله
عزّ وجلّ ؟ قال : فقال : قولوا لهم : إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم
" نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً ، حتّى كان رسول الله
" صلى الله عليه وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم
يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهمٌ ، حتّى كان رسول الله " صلى الله عليه
وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعاً
حتّى كان رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ،
ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول واُولي الأمر منكم" ـ ونزلت في عليّ
والحسن والحسين ـ فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " : في عليّ : من
كنتُ مولاه فعليّ مولاه ؛ وقال " صلى الله عليه وآله وسلّم " اُوصيكم بكتاب
الله وأهل بيتي ، فإنّي سألت الله عزّ وجلّ أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما
عليّ الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ؛ وقال : إنّهم
لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله " صلى
الله عليه وآله وسلّم " فلم يبيّن مَن أهل بيته ، لادّعاها آل فلان وآل فلان ،
لكنّ الله عزّ وجلّ أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه " صلى الله عليه وآله وسلّم
" " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً " فكان عليّ
والحسن والحسين وفاطمة "عليهم السلام" ، فأدخلهم رسول الله " صلى الله عليه
وآله وسلّم " تحت الكساء في بيت اُمّ سلمة ، ثمّ قال : اللهمّ إنّ لكلّ نبيّ
أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت اُمّ سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال:
إنّك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ... الكافي 1/287 ح1 .
2/ لماذا نذكر الامام على فى الاذان والاقامة؟
هذا وقد اتفق علماء الشيعة الإمامية على جواز الشهادة الثالثة في الأذان .
ولكن ذهب بعضهم الى انّها جزء مستحب من اجزاء الاذان كما هو الحال في
القنوت بالنسبة الى الصلاة .
وذهب اكثر علماءنا الى انّها مستحبة لا بقصد الجزئية ـ أي ليست جزء ولا
فصلا من فصول الاذان ـ مستفيدين الاستحباب من بعض العمومات والاطلاقات في
الروايات المؤكّدة على المقارنة بين اسم النبي (ص) واسم الامام عليّ (ع) ، كما
هو الحال في الصلاة على محمد وآل محمد بعد الشهادة الثانية .
من تلك العمومات والاطلاقات :
1 ـ روي عن الامام جعفر الصادق (ع) انه قال : ( فإذا قال أحدكم لا اله
إلاّ الله محمداً رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين ) .
الاحتجاج : 158 .
والحديث لم يتقيد بزمان ولا مكان ولا في فعل خاص فهو عام يشمل الاذان
وغيره .
مضافا الى هذه الرواية نجد في روايات أهل السنة ما يدعم مفاد هذه الرواية
.
2 ـ عن ابي الحمراء عن رسول الله (ص) قال : لمّا اسري بي الى السماء إذا
على العرش مكتوب لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ايّدته بعلي .
الشافي / القاضي عياض : 138 .
المناقب / ابن المغازلي : 39 .
الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة : 2 / 227 .
درر السمطين : 120 .
الدر المنثور / السيوطي : 4 / 153 .
الخصائص الكبرى / السيوطي : 1 / 7 .
3 ـ عن ابن مسعود عن رسول الله (ص) قال : أتاني ملك فقال : يا محمّد واسأل
من ارسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا . قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على
ولايتك وولاية علي بن ابي طالب .
معرفة علوم الحديث / الحاكم النيسابوري : 96 .
4 ـ عن حذيفة عن رسول الله (ص) قال : لو علم الناس متى سمّي علي أمير
المؤمنين ما انكروا فضله ، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال
الله تعالى : وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم واشهدهم على انفسهم
الست بربّكم ـ قالت الملائكة ـ بلى فقال : أنا ربّكم محمد نبيّكم علي أميركم .
فردوس الاخبار / الديلمي : 3 / 399 .
5 ـ رواية يرويها السيد نعمة الله الجزائري عن شيخه المجلسي مرفوعاً عن
رسول الله (ص) قال : يا علي اني طلبت من الله ان يذكرك في كل مورد يذكرني
فأجابني واستجاب لي .
ففي كل مورد يذكر رسول الله يذكر علي معه والاذان من جملة الموارد ، ومن
شواهدها من كتب السنّة قوله (ص) لعلي : ما سئلت ربّي شيئا في صلاتي إلاّ اعطاني
وما سألت لنفسي شيئا إلاّ سألت لك . مجمع الزوائد : 9 / 110 .
كنز العمّال : 13 / 113 .
الرياض النضرة : 2 / 213 .
والخلاصة : ان الشهادة لعلي (ع) بالولاية في الاذان ـ عند اكثر علماءنا ـ
مكمّلة للشهادة الثانية بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزء من الاذان
كما اشار الى هذا سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في كتابه منهاج
الصالحين : 1 / 191 .
ونلفت انتباهكم الى ان ما قد يفهم من ظاهر كلمات بعض الاعلام من منعها في
الاذان فهو وقوعها على نحو الجزئية لا على نحو انها مستحبة في نفسها .
جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (ع)
اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
والسلام ، وأسألكم الدعاء
منقول..... للفائدة
ان شاء الله تعم الفائدة علينا جميعا في هذا الموضوع...
1- لماذا لم يذكر اسم الإمام علي فى القرآن؟
إن القرآن الكريم تكفّل أموراً كثيرة تصدى في تبليغها وإيضاحها ، وأجمل أموراً
أخرى لم يفصلها فجعلها في عداد المتشابه التي يرجع بها إلى الراسخين في العلم ،
فكانت المصلحة الإلهية تفصيل أمور وإجمال أخرى لمصلحة لا يعلمها إلاّ هو جل
شأنه وعظمت قدرته ، قال تعالى : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ
أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم .
آل عمران : 7 .
فقد تبين أن القرآن الكريم تبنى إيضاح بعض الأحكام وترك الباقي إلى النبي
الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأهل بيته "عليهم السلام" ، وخذ مثالاً في
ذلك فان القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة إلاّ أنه لم يذكر تفاصيل ذلك وعدد
ركعاتها وكم هي صلاة الفجر وصلاة الظهريين والعشاء ين بل ترك تفصيل ذلك إلى
رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" وهكذا أوجب الصوم إلاّ أنه لم يبيّن
أحكامه ، وهكذا في باقي الأحكام كالحج والخمس والزكاة وغير ذلك فإن تفاصيلها
متروكة إلى مهمة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، وذلك لمصلحة تقتضيها
الحاجة لا يعلمها إلاّ الله تعالى .
ومن ذلك الإمامة فان القرآن أشار إلى صفة الإمام وأعرض عن اسمه تاركاً ذلك إلى
تصريح النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" والنص عليه من قبله تماماً كما أشار
إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" .
ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى : إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ المائدة : 55 فأشار القرآن إلى
صفة الإمام دون ذكر اسمه وعلمنا من الخارج . أي من روايات صحاح ـ أن المؤمنين
الذين صفتهم هكذا منحصرة في علي بن أبي طالب "عليه السلام" كما أخرج ذلك
السيوطي في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في المتفق عن ابن عباس قال : تصدّق
علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" للسائل "من أعطاك
هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله "إنما وليكم الله ورسوله" . وأخرج
عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله "إنما وليكم الله ورسوله" قال : نزلت في علي بن
أبي طالب . وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر قال : وقف بعلي سائل وهو
راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فآتى رسول الله "صلى الله عليه
وآله وسلّم" فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" هذه
الآية "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون" فقرأ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" على أصحابه ثم قال : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه . راجع الدر المنثور
للسيوطي في تفسيره للآية 105:3 .
وهكذا تعهد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" النص على علي بن أبي طالب دون أن
يتعرض القرآن الكريم إلى اسمه لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ومن يدري
فلعل مصلحة عدم التعرض إلى اسم الإمام كان خوفاً على القرآن من أن يتعرض إلى
التحريف أو الإنكار من قبل قومٍ أنكروا مئات الأحاديث في النص على إمامته "عليه
السلام" وكانوا شهوداً في ذلك ، ولعلهم ينكرون أن هذا القرآن لم يكن قد نزل من
قبل الله تعالى لمصالحهم السياسية التي دفعتهم أن ينكروا ما شاهدوه ، ولا حول
ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .
وثم إن القرآن نزل على خطاب ( إيّاك اعني واسمعي يا جارة ) أي على الاستعمال
المجازي والكنائي فان الكناية أبلغ من التّصريح ، فذكر أمير المؤمنين علي وكذلك
الائمة من بعده كناية ومجازاً .
وإن من ثقافة القرآن الكريم انه يبين القوانين العامة كما هو متعارف في كتب
الدستور لكل دولة، إلاّ انّه يلحق به التبصرات والمواد الاخرى تفسّر الكليّات
في الدستور ، فالقرآن يبيّن الأصل الكلي للإمامة التكوينية والتشريعيّة ، وان
الائمة على قسمين ائمة ضلال وائمة هدى يهدون بأمر الله، ثمّ بيّن أوصافهم
بالكناية والمجاز ، وان منهم أمير المؤمنين علي « عليه السلام » كما في آية
إكمال الدين ، وآية التطهير ، وآية الإطاعة ، وآية الولاية ، وان الولي من اعطى
الزكاة في صلاته اي تصدّق بالخاتم ولم يكن ذلك إلاّ الامام علي « عليه السلام »
كما اتّفق عليه المفسرون السنة والشيعة .
فالقرآن الكريم يتكلّم بنحو عام والسنة الشريفة هي التي تبيّن المصاديق
والجزئيات ، فان القرآن يقول (أقم الصلاة ) ، والسنة تقول صلاة الصبح ركعتين ،
وهكذا باقي الموارد .
والرسول الاعظم في روايات كثيرة جداً نقلها الموافق والمخالف انّه نصّ على
إمامة وخلافة أمير المؤمنين علي « عليه السلام » ، كما في حديث الغدير المتواتر
عند الفريقين ، إلاّ ان الناس ارتدوا بعد رسول الله عن الولاية ولم ينصروا
علياً « عليه السلام » ، واعرضوا عن الأحاديث النبويّة التي قالها في شأنه
وخلافته، فلو كان اسمه مذكوراً في القرآن الكريم لأدّى ذلك ان ينكروا القرآن
أيضاً ويقولوا ان النبي ليهجر كما قالها البعض في مرض النبي عندما طلب منهم
الدواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده ، وهذا يعني إنكار الدستور الاسلامي
وإنكار الاسلام كلّه ، وهذا يتنافى مع الحكمة الالهية ، فاقتضت الحكمة ان لا
يذكر اسم علي « عليه السلام » في القرآن ، وانما يذكر في ترجمانه وفي عدل
القرآن أي السنّة الشريفة ، ليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر فما ذلك لله بضار ،
وما أكثر الأحاديث والمصادر من طرق السنة تدل على امامة وخلافة أمير المؤمنين
علي « عليه السلام ». راجع احقاق الحقّ المجلد 38 مع تعليقات السيد المرعشي
النجفي "قدّس سرّه".
جاء في الكافي بسندٍ صحيح عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله "عليه السلام" :
عن قول الله عزّ وجلّ : " أطيعو الله وأطيعوا الرّسول واُولي الأمر منكم " فقال
: نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين " عليهما السلام " ، فقلت له : إنّ
النّاس يقولون : فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته "عليهم السلام " في كتاب الله
عزّ وجلّ ؟ قال : فقال : قولوا لهم : إنّ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم
" نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً ، حتّى كان رسول الله
" صلى الله عليه وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم
يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهمٌ ، حتّى كان رسول الله " صلى الله عليه
وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعاً
حتّى كان رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " هو الّذي فسّر ذلك لهم ،
ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول واُولي الأمر منكم" ـ ونزلت في عليّ
والحسن والحسين ـ فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلّم " : في عليّ : من
كنتُ مولاه فعليّ مولاه ؛ وقال " صلى الله عليه وآله وسلّم " اُوصيكم بكتاب
الله وأهل بيتي ، فإنّي سألت الله عزّ وجلّ أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما
عليّ الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ؛ وقال : إنّهم
لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله " صلى
الله عليه وآله وسلّم " فلم يبيّن مَن أهل بيته ، لادّعاها آل فلان وآل فلان ،
لكنّ الله عزّ وجلّ أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه " صلى الله عليه وآله وسلّم
" " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً " فكان عليّ
والحسن والحسين وفاطمة "عليهم السلام" ، فأدخلهم رسول الله " صلى الله عليه
وآله وسلّم " تحت الكساء في بيت اُمّ سلمة ، ثمّ قال : اللهمّ إنّ لكلّ نبيّ
أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت اُمّ سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال:
إنّك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ... الكافي 1/287 ح1 .
2/ لماذا نذكر الامام على فى الاذان والاقامة؟
هذا وقد اتفق علماء الشيعة الإمامية على جواز الشهادة الثالثة في الأذان .
ولكن ذهب بعضهم الى انّها جزء مستحب من اجزاء الاذان كما هو الحال في
القنوت بالنسبة الى الصلاة .
وذهب اكثر علماءنا الى انّها مستحبة لا بقصد الجزئية ـ أي ليست جزء ولا
فصلا من فصول الاذان ـ مستفيدين الاستحباب من بعض العمومات والاطلاقات في
الروايات المؤكّدة على المقارنة بين اسم النبي (ص) واسم الامام عليّ (ع) ، كما
هو الحال في الصلاة على محمد وآل محمد بعد الشهادة الثانية .
من تلك العمومات والاطلاقات :
1 ـ روي عن الامام جعفر الصادق (ع) انه قال : ( فإذا قال أحدكم لا اله
إلاّ الله محمداً رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين ) .
الاحتجاج : 158 .
والحديث لم يتقيد بزمان ولا مكان ولا في فعل خاص فهو عام يشمل الاذان
وغيره .
مضافا الى هذه الرواية نجد في روايات أهل السنة ما يدعم مفاد هذه الرواية
.
2 ـ عن ابي الحمراء عن رسول الله (ص) قال : لمّا اسري بي الى السماء إذا
على العرش مكتوب لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ايّدته بعلي .
الشافي / القاضي عياض : 138 .
المناقب / ابن المغازلي : 39 .
الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة : 2 / 227 .
درر السمطين : 120 .
الدر المنثور / السيوطي : 4 / 153 .
الخصائص الكبرى / السيوطي : 1 / 7 .
3 ـ عن ابن مسعود عن رسول الله (ص) قال : أتاني ملك فقال : يا محمّد واسأل
من ارسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا . قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على
ولايتك وولاية علي بن ابي طالب .
معرفة علوم الحديث / الحاكم النيسابوري : 96 .
4 ـ عن حذيفة عن رسول الله (ص) قال : لو علم الناس متى سمّي علي أمير
المؤمنين ما انكروا فضله ، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال
الله تعالى : وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم واشهدهم على انفسهم
الست بربّكم ـ قالت الملائكة ـ بلى فقال : أنا ربّكم محمد نبيّكم علي أميركم .
فردوس الاخبار / الديلمي : 3 / 399 .
5 ـ رواية يرويها السيد نعمة الله الجزائري عن شيخه المجلسي مرفوعاً عن
رسول الله (ص) قال : يا علي اني طلبت من الله ان يذكرك في كل مورد يذكرني
فأجابني واستجاب لي .
ففي كل مورد يذكر رسول الله يذكر علي معه والاذان من جملة الموارد ، ومن
شواهدها من كتب السنّة قوله (ص) لعلي : ما سئلت ربّي شيئا في صلاتي إلاّ اعطاني
وما سألت لنفسي شيئا إلاّ سألت لك . مجمع الزوائد : 9 / 110 .
كنز العمّال : 13 / 113 .
الرياض النضرة : 2 / 213 .
والخلاصة : ان الشهادة لعلي (ع) بالولاية في الاذان ـ عند اكثر علماءنا ـ
مكمّلة للشهادة الثانية بالرسالة ومستحبة في نفسها وان لم تكن جزء من الاذان
كما اشار الى هذا سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في كتابه منهاج
الصالحين : 1 / 191 .
ونلفت انتباهكم الى ان ما قد يفهم من ظاهر كلمات بعض الاعلام من منعها في
الاذان فهو وقوعها على نحو الجزئية لا على نحو انها مستحبة في نفسها .
جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (ع)
اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
والسلام ، وأسألكم الدعاء
منقول..... للفائدة