لبيك داعي الله
26-03-2010, 12:31 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ينقل آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله عن أحد العراقيين ما وقع له ولمجموعته خلال مسيرة المشي إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه في أحد الاعوام التي منع فيها طاغوت العراق (صدام) المشي ضمن محاربته للشعائر الحسينية، وقال :
لما منع (صدام) المشي إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه بثّ الشرطة السرية بين المدن في الطرق المؤدية إلى كربلاء وكانوا يقتلون من يظفرون به من الزوّار المشاة، لذلك لم يكن الناس يذهبون على شكل جماعات كبيرة بل كانوا يتشكلون في أعداد صغيرة ليتسنى لهم الهرب ان رصدهم أعوان الظالم، ومع ذلك ما أكثر من استشهد منهم في هذا السبيل. وهنيئاً لهم، فإنّ من يذهب في هذا الطريق يكون يوم القيامة محدّثه الإمام الحسين سلام الله عليه، يقول ناقل الواقعة :
كنا مجموعة صغيرة نرتدي ملابس سوداء أو غامقة ولا نحمل حتى العصيّ رغم أنها تعين الماشي لمسافات طويلة، كل ذلك مخافة أن تعكس النور فيرانا شرطة النظام ومن يسمّون برجال الأمن، وكنّا في المناطق التي فيها أبنية أو أشجار أو حواجز أخرى نسير نهاراً ونتوقف ليلاً، أما في الصحاري والمناطق المكشوفة فكنا نسير ليلاً لعدم وجود ما نختبئ خلفه تجنباً من عيون العدوّ.
وفي إحدى الليالي وصلنا إلى نهر ماء وكانت القنطرة في منطقة مكشوفة وبعيدة عنا، ولم تكن في منطقة عبورنا قنطرة نعبر عليها، فبحثنا عن خشبة نجعل منها جسراً نعبر عليه، فلم نجد سوى خشبة كانت أقصر من عرض النهر، فتبرع أحدنا وكان شاباً قويّ البنية بأن يحمل طرفها على كتفه ويوضع الطرف الآخر على الساحل الآخر للنهر، وعبرنا عليها واحداً بعد الآخر ثم أخرجنا ذلك الشاب من النهر بعد أن كان قد انغمس في الطين وأصيب بإعياء شديد لأنّ المهمّة لم تكن يسيرة، فقد كان الطين رخواً والثبات عليه مع حمل الخشبة ومرورنا عليها جميعاً صعباً ومنهكاً، وقد وفّق لذلك، كما وفّقنا لإخراجه سالماً معافى بحمد الله تعالى، ولكن في تلك اللحظة خرجت حية من النهر ولدغته في رجله فتورمت واسودّت بسرعة وسقط يتلوّى من الألم، وسُقط بأيدينا، ولم ندر ما نفعل ولا توجد مستشفى قريبة ننقله إليها ولا سبيل آخر نلجأ إليه، ولم يكن من الصلاح أن نتأخر كثيراً، وكنا نخشى أن يدركنا الشرطة وقد أيسنا من حاله كما أيس هو أيضاً، وأدرك أن لا فائدة من بقائنا عنده ولا حيلة لنا بإنقاذه فقال لنا: إني ميت لا محالة، وخاطب الإمام الحسين سلام الله عليه قائلاً: كنت أحبّ أن آتي لزيارتك، ولكني معذور كما ترى.
فودّعناه وواصلنا سيرنا مضطرين بسبب الخوف، حتى اختفى عن أنظارنا وقرّرنا أن نسرع في السير لأنه كان علينا أن نقطع صحراء طويلة قبل أن يدركنا الصباح.. ولكن ما إن تقدّمنا حتى سمعنا صوتاً يشبه صوته ينادينا من الخلف فالتفتنا فإذا به وقد التحق بنا. تعجّبنا كيف استطاع المشي ولم يكن يستطيع الوقوف قبل قليل، ونظرنا إلى رجله فإذا هي معافاة لا ورم فيها ولا اسوداد.
ولما سألناه عما جرى له قال: بعد أن ذهبتم توجّهت إلى الإمام الحسين سلام الله عليه بالسلام وكنت آيساً من الشفاء، لذلك طلبت منه أن يشفع لي في الآخرة.. وبينما أنا كذلك وإذا بشخص حضر عندي، فخفت بادئ الأمر لئلا يكون من أعوان النظام، ولكني سرعان ما اطمأننت لأني لست مع جماعة ليقال إني سائر إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه. ثم عندما ألقيت نظرة على وجهه شرعت بارتياح شديد واطمأننت إليه.
وبعد أن سأل عن حالي اقترب منّي ثم مسح يده على رجلي، وقال: ما بك شيء، انهض. ثم رحل.
انتبهت إلى نفسي وقلت: هل أستطيع القيام؟ شعرت بخدر ولكني وجدت أني أستطيع القيام. فقمت ومشيت والتحقت بكم.
تحياتي .. لبيك داعي الله
ينقل آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله عن أحد العراقيين ما وقع له ولمجموعته خلال مسيرة المشي إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه في أحد الاعوام التي منع فيها طاغوت العراق (صدام) المشي ضمن محاربته للشعائر الحسينية، وقال :
لما منع (صدام) المشي إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه بثّ الشرطة السرية بين المدن في الطرق المؤدية إلى كربلاء وكانوا يقتلون من يظفرون به من الزوّار المشاة، لذلك لم يكن الناس يذهبون على شكل جماعات كبيرة بل كانوا يتشكلون في أعداد صغيرة ليتسنى لهم الهرب ان رصدهم أعوان الظالم، ومع ذلك ما أكثر من استشهد منهم في هذا السبيل. وهنيئاً لهم، فإنّ من يذهب في هذا الطريق يكون يوم القيامة محدّثه الإمام الحسين سلام الله عليه، يقول ناقل الواقعة :
كنا مجموعة صغيرة نرتدي ملابس سوداء أو غامقة ولا نحمل حتى العصيّ رغم أنها تعين الماشي لمسافات طويلة، كل ذلك مخافة أن تعكس النور فيرانا شرطة النظام ومن يسمّون برجال الأمن، وكنّا في المناطق التي فيها أبنية أو أشجار أو حواجز أخرى نسير نهاراً ونتوقف ليلاً، أما في الصحاري والمناطق المكشوفة فكنا نسير ليلاً لعدم وجود ما نختبئ خلفه تجنباً من عيون العدوّ.
وفي إحدى الليالي وصلنا إلى نهر ماء وكانت القنطرة في منطقة مكشوفة وبعيدة عنا، ولم تكن في منطقة عبورنا قنطرة نعبر عليها، فبحثنا عن خشبة نجعل منها جسراً نعبر عليه، فلم نجد سوى خشبة كانت أقصر من عرض النهر، فتبرع أحدنا وكان شاباً قويّ البنية بأن يحمل طرفها على كتفه ويوضع الطرف الآخر على الساحل الآخر للنهر، وعبرنا عليها واحداً بعد الآخر ثم أخرجنا ذلك الشاب من النهر بعد أن كان قد انغمس في الطين وأصيب بإعياء شديد لأنّ المهمّة لم تكن يسيرة، فقد كان الطين رخواً والثبات عليه مع حمل الخشبة ومرورنا عليها جميعاً صعباً ومنهكاً، وقد وفّق لذلك، كما وفّقنا لإخراجه سالماً معافى بحمد الله تعالى، ولكن في تلك اللحظة خرجت حية من النهر ولدغته في رجله فتورمت واسودّت بسرعة وسقط يتلوّى من الألم، وسُقط بأيدينا، ولم ندر ما نفعل ولا توجد مستشفى قريبة ننقله إليها ولا سبيل آخر نلجأ إليه، ولم يكن من الصلاح أن نتأخر كثيراً، وكنا نخشى أن يدركنا الشرطة وقد أيسنا من حاله كما أيس هو أيضاً، وأدرك أن لا فائدة من بقائنا عنده ولا حيلة لنا بإنقاذه فقال لنا: إني ميت لا محالة، وخاطب الإمام الحسين سلام الله عليه قائلاً: كنت أحبّ أن آتي لزيارتك، ولكني معذور كما ترى.
فودّعناه وواصلنا سيرنا مضطرين بسبب الخوف، حتى اختفى عن أنظارنا وقرّرنا أن نسرع في السير لأنه كان علينا أن نقطع صحراء طويلة قبل أن يدركنا الصباح.. ولكن ما إن تقدّمنا حتى سمعنا صوتاً يشبه صوته ينادينا من الخلف فالتفتنا فإذا به وقد التحق بنا. تعجّبنا كيف استطاع المشي ولم يكن يستطيع الوقوف قبل قليل، ونظرنا إلى رجله فإذا هي معافاة لا ورم فيها ولا اسوداد.
ولما سألناه عما جرى له قال: بعد أن ذهبتم توجّهت إلى الإمام الحسين سلام الله عليه بالسلام وكنت آيساً من الشفاء، لذلك طلبت منه أن يشفع لي في الآخرة.. وبينما أنا كذلك وإذا بشخص حضر عندي، فخفت بادئ الأمر لئلا يكون من أعوان النظام، ولكني سرعان ما اطمأننت لأني لست مع جماعة ليقال إني سائر إلى زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه. ثم عندما ألقيت نظرة على وجهه شرعت بارتياح شديد واطمأننت إليه.
وبعد أن سأل عن حالي اقترب منّي ثم مسح يده على رجلي، وقال: ما بك شيء، انهض. ثم رحل.
انتبهت إلى نفسي وقلت: هل أستطيع القيام؟ شعرت بخدر ولكني وجدت أني أستطيع القيام. فقمت ومشيت والتحقت بكم.
تحياتي .. لبيك داعي الله