نووورا انا
26-03-2010, 08:53 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
سبعة ايام في رفقة امام الزمان (عليه السلام)
لا يرضى الامام بقية الله (روحي و أرواح العالمين له الفداء) لمحبيه أن تشتمل عليهم الأحزان و الأشجان . و إذا ما أصابتهم معضلة فإن الامام (عليه السلام) يدفعها عنهم بألطافه الخفية أو الجلية .
إنه الامام الرؤف . سيد الكل ، و مولى الإنس و الجن ، و حجة الله على العالمين.
ورد في كتاب (المعجزات و الكرامات) عن العالم الجليل الزاهد الذي ليس له بديل السيد عزيز الله أنه قال :
في زمان إقامتي في النجف الأشرف ، ذهبت مرة يوم عيد الفطر المبارك إلى كربلاء المقدسة لزيارة الامام أبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليه) . و هناك نزلت ضيفاً على صديق لي في مدرسة الصدر . فكنت أنفق جل أوقاتي في الحرم المطهر الحسيني .
و دخلت المدرسة في أحد الأيام .. فرأيت جمعاً من الأصدقاء يتهيئون لزيارة النجف الأشرف ، فسألوني عن الوقت الذي أروم فيه السفر إلى النجف.
قلت : اذهبوا أنتم إلى النجف ؛ فإني عازم على السفر من هنا إلى بيت الله الحرام.
قالوا : و كيف ؟!
قلت لهم : دعوت تحت قبة سيد الشهداء (عليه السلام) أن أوفق للذهاب إلى حبيبي مشياً على الأقدام ، فأكون أيام الحج في حرم الله .
فما كان من هؤلاء الأصدقاء إلا أن أخذوا يعنـّفونني و يلومونني قائلين : يبدوا أن عقلك قد تحجر من كثرة العبادة و الرياضة ، و أصابك الجنون ؟ كيف تسافر ، بهذه البنية الضعيفة و هذا البدن العليل ، وحدك عبر الصحراء العريضة ؟! سوف تقع في أول مرحلة من مراحل الطريق بأيدي أعراب البادية ، و تكون نهايتك !
انكسر قلبي من هذا التأنيب و التعنيف ، و تضايقت كثيراً . خرجت من الغرفة أبكي ، و مضيت من فوري إلى حرم سيد الشهداء (عليه السلام) . زرت زيارة مختصرة ، و أنتبذت مكاناً عند الرأس المقدس . . و رحت أدعو بدعاء التوسل في بكاء و نواح. في تلك الحالة .. حدث أمر . أحسست دفعة واحدة بكف يد الله الامام بقية الله (روحي فداه ) تستقر على كتفي . ثم قال (صلوات الله عليه ) : أتود أن تذهب معي إلى بيت الله مشياً على الأقدام؟
قلت : نعم .
فقال عليه السلام: إذن يكفيك مقدار من الخبز الجاف لمدة أسبوع ، و خذ معك ثياب الإحرام . في يوم (كذا) و ساعة (كذا) كن هنا ، و زر زيارة الوداع .. لنمضي معاً
من هذا المكان المقدس تلقاء المقصود.
قلت : على عيني ، أنا في رسم الخدمة .
ذهب الامام (عليه السلام) و خرجت في الحرم الحسيني . ثم هيأت من الخبز الجاف المقدار الذي أوصى به الامام ، و حملت ثياب الإحرام .. و قصدت الحرم الطاهر ، و زرت زيارة الوداع في المكان .. حيث ألتقيت بالامام (عليه السلام).
خرجت من الحرم برفقة الامام و سرنا حين غدونا خارج كربلاء . مشينا ساعة .. لا الامام يكلمني و لا أنا قادر على أن أحدثه و أشغل وقته . كان الوضع عادياً .. حتى بلغنا في الصحراء موضعاً فيه ماء.
عندها خط الامام (عليه السلام) خطاً على الأرض ، و قال هذه هي القبلة . امكث هنا . صل و استرح . أعود إليك عصراً ، لنذهب إلى مكه .
سلمت لما أراد ، فمضى (عليه السلام) .. و عاد في وقت العصر قال : هيا ..نذهب نهضت و حملت خرج الخبز و مقداراً من الماء . و لدى الغروب بلغنا مكاناً فيه ماء .
قال لي : اقض الليلة هنا . و خط خطاً يعـّين اتجاه القبلة ، و قال : هذه هي القبلة ، و سآتيك صباح غد ، لنمضي تلقاء مكه.
مر أسبوع على هذه الشاكلة . و في صبيحة اليوم السابع قال لي الامام (عليه السلام) – و قد كنا قرب ماء في الصحراء : اغتسل بهذا الماء ، و أرتد ثياب الاحرام ، و أفعل ما أفعل ، و لب معي كما ألبـّي .. فها هنا ميقات.
كنت أردد ما يقول الامام و أفعل مثلما يفعل . حتى إذا سرنا قليلاً و صرنا على مقربة من جبل .. طرقت سمعي أصوات.
سألت : ما هذه الأصوات ؟
أجاب الامام (عليه السلام) : اصعد الجبل ترى مدينة هناك ، فادخل المدينة . قال الامام هذا .. ثم غاب عني .
صعدت الجبل .. ثم اتخذت طريقاً أنحدر فيه نحو المدينة . و هناك سألت رجلاً : ما أسم هذه المدينة ؟ قال :هذه مدينة مكة ، و هذا بيت الله .
و فجأة تفطنت إلى حالي ، فأخذت ألوم نفسي :سبعة أيام كنت برفقة امام الزمان و لم استفد منه ؟! لماذا تعاملت مع هذا الموضوع الفائق الأهمية بكل هذه البساطة و العفوية ؟!
و على أي حال .. فقد أقمت في مكه شهري شوال و ذي القعدة و أياماً من شهر ذي الحجة . ثم التقيت باصدقائي الذين كانوا قد وصلوا إلى مكة بالسيارة .
خلال هذه المدة كنت عاكفاً على التعبد و الزيارة و الطواف .. و تعرفت فيها على عدة أشخاص . و لما رآني أصدقائي و معارفي الذين جاءوا من بعدي إلى مكه .. وضعوا أيديهم في أفواههم من الدهشة ، وشاعت بينهم حكايتي.
المصدر
الكمالات الروحية للسيد حسن الابطحي
سبعة ايام في رفقة امام الزمان (عليه السلام)
لا يرضى الامام بقية الله (روحي و أرواح العالمين له الفداء) لمحبيه أن تشتمل عليهم الأحزان و الأشجان . و إذا ما أصابتهم معضلة فإن الامام (عليه السلام) يدفعها عنهم بألطافه الخفية أو الجلية .
إنه الامام الرؤف . سيد الكل ، و مولى الإنس و الجن ، و حجة الله على العالمين.
ورد في كتاب (المعجزات و الكرامات) عن العالم الجليل الزاهد الذي ليس له بديل السيد عزيز الله أنه قال :
في زمان إقامتي في النجف الأشرف ، ذهبت مرة يوم عيد الفطر المبارك إلى كربلاء المقدسة لزيارة الامام أبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليه) . و هناك نزلت ضيفاً على صديق لي في مدرسة الصدر . فكنت أنفق جل أوقاتي في الحرم المطهر الحسيني .
و دخلت المدرسة في أحد الأيام .. فرأيت جمعاً من الأصدقاء يتهيئون لزيارة النجف الأشرف ، فسألوني عن الوقت الذي أروم فيه السفر إلى النجف.
قلت : اذهبوا أنتم إلى النجف ؛ فإني عازم على السفر من هنا إلى بيت الله الحرام.
قالوا : و كيف ؟!
قلت لهم : دعوت تحت قبة سيد الشهداء (عليه السلام) أن أوفق للذهاب إلى حبيبي مشياً على الأقدام ، فأكون أيام الحج في حرم الله .
فما كان من هؤلاء الأصدقاء إلا أن أخذوا يعنـّفونني و يلومونني قائلين : يبدوا أن عقلك قد تحجر من كثرة العبادة و الرياضة ، و أصابك الجنون ؟ كيف تسافر ، بهذه البنية الضعيفة و هذا البدن العليل ، وحدك عبر الصحراء العريضة ؟! سوف تقع في أول مرحلة من مراحل الطريق بأيدي أعراب البادية ، و تكون نهايتك !
انكسر قلبي من هذا التأنيب و التعنيف ، و تضايقت كثيراً . خرجت من الغرفة أبكي ، و مضيت من فوري إلى حرم سيد الشهداء (عليه السلام) . زرت زيارة مختصرة ، و أنتبذت مكاناً عند الرأس المقدس . . و رحت أدعو بدعاء التوسل في بكاء و نواح. في تلك الحالة .. حدث أمر . أحسست دفعة واحدة بكف يد الله الامام بقية الله (روحي فداه ) تستقر على كتفي . ثم قال (صلوات الله عليه ) : أتود أن تذهب معي إلى بيت الله مشياً على الأقدام؟
قلت : نعم .
فقال عليه السلام: إذن يكفيك مقدار من الخبز الجاف لمدة أسبوع ، و خذ معك ثياب الإحرام . في يوم (كذا) و ساعة (كذا) كن هنا ، و زر زيارة الوداع .. لنمضي معاً
من هذا المكان المقدس تلقاء المقصود.
قلت : على عيني ، أنا في رسم الخدمة .
ذهب الامام (عليه السلام) و خرجت في الحرم الحسيني . ثم هيأت من الخبز الجاف المقدار الذي أوصى به الامام ، و حملت ثياب الإحرام .. و قصدت الحرم الطاهر ، و زرت زيارة الوداع في المكان .. حيث ألتقيت بالامام (عليه السلام).
خرجت من الحرم برفقة الامام و سرنا حين غدونا خارج كربلاء . مشينا ساعة .. لا الامام يكلمني و لا أنا قادر على أن أحدثه و أشغل وقته . كان الوضع عادياً .. حتى بلغنا في الصحراء موضعاً فيه ماء.
عندها خط الامام (عليه السلام) خطاً على الأرض ، و قال هذه هي القبلة . امكث هنا . صل و استرح . أعود إليك عصراً ، لنذهب إلى مكه .
سلمت لما أراد ، فمضى (عليه السلام) .. و عاد في وقت العصر قال : هيا ..نذهب نهضت و حملت خرج الخبز و مقداراً من الماء . و لدى الغروب بلغنا مكاناً فيه ماء .
قال لي : اقض الليلة هنا . و خط خطاً يعـّين اتجاه القبلة ، و قال : هذه هي القبلة ، و سآتيك صباح غد ، لنمضي تلقاء مكه.
مر أسبوع على هذه الشاكلة . و في صبيحة اليوم السابع قال لي الامام (عليه السلام) – و قد كنا قرب ماء في الصحراء : اغتسل بهذا الماء ، و أرتد ثياب الاحرام ، و أفعل ما أفعل ، و لب معي كما ألبـّي .. فها هنا ميقات.
كنت أردد ما يقول الامام و أفعل مثلما يفعل . حتى إذا سرنا قليلاً و صرنا على مقربة من جبل .. طرقت سمعي أصوات.
سألت : ما هذه الأصوات ؟
أجاب الامام (عليه السلام) : اصعد الجبل ترى مدينة هناك ، فادخل المدينة . قال الامام هذا .. ثم غاب عني .
صعدت الجبل .. ثم اتخذت طريقاً أنحدر فيه نحو المدينة . و هناك سألت رجلاً : ما أسم هذه المدينة ؟ قال :هذه مدينة مكة ، و هذا بيت الله .
و فجأة تفطنت إلى حالي ، فأخذت ألوم نفسي :سبعة أيام كنت برفقة امام الزمان و لم استفد منه ؟! لماذا تعاملت مع هذا الموضوع الفائق الأهمية بكل هذه البساطة و العفوية ؟!
و على أي حال .. فقد أقمت في مكه شهري شوال و ذي القعدة و أياماً من شهر ذي الحجة . ثم التقيت باصدقائي الذين كانوا قد وصلوا إلى مكة بالسيارة .
خلال هذه المدة كنت عاكفاً على التعبد و الزيارة و الطواف .. و تعرفت فيها على عدة أشخاص . و لما رآني أصدقائي و معارفي الذين جاءوا من بعدي إلى مكه .. وضعوا أيديهم في أفواههم من الدهشة ، وشاعت بينهم حكايتي.
المصدر
الكمالات الروحية للسيد حسن الابطحي