المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايها الامام العسكري : ادرك أمة جدك


احمد الزينبي
29-03-2010, 12:39 AM
أدرك أمة جدك
عبارة قالها الخليفة العباسي المعتمد للإمام الحسن العسكري (ع) حين تعرضت الأمة الإسلامية الى ابتلاء كبير في ذلك العصر عندما أجدبت السماء وانقطع قطرها فخرج الناس للإستسقاء وصلوا صلاة الاستسقاء طالبين استجابة دعائهم دون جدوى وقد تكرر فعلهم ثلاثة أيام دون أن ينزل المطر فتقدم راهب فدعى فنزل المطر غزيرا اثر دعائه وقد تكرر الامر ثلاثة أيام متتالية مما استدعى الريبة في قلوب بعض الضعفاء من المسلمين فاحتار الخليفة واراد الخروج من هذا المأزق وقد أشار عليه أحد مستشاريه أن الحل عند سجين في أحد سجونه هو الإمام الحسن العسكري (ع) وقد كان مسجونا في ثلة من أصحابه. وقبل استكمال ذكر هذه الواقعة لنلق نظرة سريعة على شخصية الإمام العسكري ومن هو:
هو الإمام الحسن بن علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
ولد في العاشر من ربيع الآخر سنة 232هـ واستشهد في الثامن من ربيع الأول عام 260 هـ بعمر 28 عام .
ألقابه: الخالص، العسكري ، السراج. وكنيته أبو محمد، وكان يطلق عليه وعلى أبيه وجده من قبله (ابن الرضا)
من مناقبه.. قال عنه كمال الدين بن طلحة في (مطالب السؤول ص 78): "كفى أبا محمد شرفا أن جعل الله تعالى محمد المهدي من كسبه، وأخرجه من صلبه وجعله معدودا من حزبه ولم يكن لأبي محمد ذكر سواه، وحسب ذلك منقبة وكفاه ولم تطل مدة أيامه ومثواه ولا امتدت أيام حياته فيها لتظهر للناظرين مآثره ومزاياه".
وقال عنه العلامة عبد الله بن محمد بن عامر البشراوي الشافعي في كتاب (الاتحاف بحب الأشراف ص68): " ويكفيه شرفا أن الامام المهدي المنتظر من أولاده، فلله در هذا البيت الشريف والنسب المنيف وناهيك به من فخار وحسبك به من علو مقدار"
وقال عنه الشبلنجي في نور الأبصار ص166: "ومناقبه رضي الله عنه كثيرة ففي درر الاصداف وقع للبهلول معه ان رآه وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: أشتر ي لك ما تلعب به؟ فقال (ع): ما للعب خلقنا.
فقال له: فلماذا خلقنا؟
قال: للعلم والعبادة.
فقال له: من أين لك ذلك؟
فأجابه: من قوله تعالى ((أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون))
وقال عنه أحمد بن عبيد الله بن خاقان: "ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وما سألت عنه أحدا من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم ولم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه (أعيان الشيعة ج2 ص40)
أدرك أمة جدك
قد جعلنا هذه الجملة عنوانا لموضوعنا حول قضية الاستسقاء واليك القصة كما رواها ابن حجر في صواعقه ص207: "أبو محمد الحسن الخالص العسكري ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولما حبسه المعتمد بن المتوكل وقع قحط شديد فخرج المسلمون للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا، وخرج النصارى ومعهم راهب فلما مد الراهب يده الى السماء غيمت فأمطرت في اليوم الأول ثم في اليوم الثاني كذلك فشك بعض جهلة المسلمين وارتد بعضهم، فشق ذلك على المعتمد فأمر بإحضار الحسن العسكري وقال له: أدرك أمة جدك قبل أن يهلكوا، فقال الحسن في اطلاق أصحابه من السجن فأطلقهم كلهم له. فلما رفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء فأمر الحسن (ع) رجلا بالقبض على يد الراهب فقبض فإذا عظم آدمي في يده فاخذه منه وقال: استسق. فرفع يده الى السماء فزال الغيم وظهرت الشمس. فعجب الناس من ذلك فقال المعتمد: ماهذا يا أبا محمد؟ فقال: هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر وامتحنوا ذلك العظم الشريف فزالت الشبهة ورجع الحسن الى داره"
من أقواله (ع):
بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها.
من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة، لكل زارع ما زرع لا يسبق بطئ بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له.
بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن أعطي حسده وان ابتلي خانه.
حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن.
جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب.
من كان الورع سجيته والإفضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه.
لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له.
اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره.
السهر ألذ للمنام، والجوع أزيد في طيب الطعام.