ندااء الاسلام
29-03-2010, 01:41 PM
http://http://www.nidalislam.com/pic/2010323-1.jpg
رسالتنا للمسلم المغترب
رسالتنا للمغتربين في العالم
سماحة السيد محمد علي الحسيني
رسالتنا للمسلم المغترب
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الوجود بعدما كنا عدماً، وميّزنا عن سائر الموجود بالعقل الذي هو الأمانةُ الالهية، وأكرمنا بأن، جعلَنا مسلمين، وبنبوة محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم (صلى الله عليه وآله وسلم).
أما بعد: فقد طلب منيّ ـ لحسنِ الظنِّ بي ـ بعض الإخوة في أميركا، أن أكتب رسالة مختصرة وخاصة للمسلم المغترب، فاستجبنا لهم وهذه وظيفتنا، بل وأجبنا. خصوصاً في ظل هذه الظروف التي تعصف بنا. فنقول:
إعلم ـ رعاك الله ـ أنَّ الدنيا دار ممرٍّ، والآخرة دار مقرٍّ، والمجنون من باع المقرَّ بالممرِّ، ولكن اعمل لدنياك كأنَّكَ تعيشُ أبدا واعمل واستعدَّ لآخرتك كأنّكَ تموتُ غداً.
لذا عليك أنّ تعرف أن الأرض لله، وهو قد أوجبَ عليك عبادتَهُ وطاعتهُ بقوله جلّ من قائل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)فحيثما كنت، في الدول الغربية العربية، أو أي بقعة من بقاع الأرض، فالله ربُّك وهو معك وقريبٌ منك ولا يتركك ابداً (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)فلا تتركه انت بعدما تمسكت به في بلاد المسلمين، ولا تتراجع عنه بعدما تقدمت إليه، ولا تضلَّ الطريق بعدما هداك إلى الطريق المستقيم. ولا تكفر به بعدما آمنت به، واعلم أنّ الصلاة عمود دينك إن قبلت قبل ما سواها وإن رُدَّت، ردَّ ما سواها، والفرق بين الإيمان والكفر ترك الصلاة ـ وليس منَّا من استخفَّ بالصلاة ـ والصوم جُنة ووقاية من النار، والحجاب لباسُ العفاف والطَّهارة، والخمس تطهيرٌ لك واختبار من ربِّكَ، ومساعدة للمحتاج فقال تعالى (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالَْمحْرُومِ) فلا تبخل فالله الرازق وهو أكرم الأكرمين، والحج واجب على كل مكلَّف مستطيع فلا تتركه فتموت يهودياً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدف عظيم، استشهد من أجله إمامُك الحسين (عليه السلام).
وطهارة طعامك وعملك لا يكون إلا من حلال، ولا تظلم فتظلم، ولا تسبّ ولا تغشَّ ولا تخن ولا تزنِ ولا تشرب ولا تأكل الذي حرمّ الله عليك، وأخلص لربِّك، وموعدك معه قريب، حيث الموت الفراق الذي لابد منه. أبن نبيُّك أبن إمامك أين أجدادك؟ كلُّهم ماتوا وإلى القبر وصاروا، القبر الذي ينادي كلّ يوم. أنا بيتُ الوحشة، أنا بيت الدود، أنا بيت الظلمة، أنا إمَّا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
فاعمل يا نور عيني، أيُّها المسلم لآخرتك، واستعدَّ لقبرك ووحشتك وسؤالك، فاليوم عملٌ بلا حساب وغداً حسابٌ بلا عمل. فهل من متَّعظ؟
أخي المسلم المغترب :
إعلم جيداً أيها الحبيب، بأنّنا نمرّ ـ نحن المسلمين ـ في وقت حرج، خصوصاً في بلاد الغرب. ومسؤوليتك كبيرةٌ وهي داخلية وخارجية :
الداخلية:
وهي المحافظة على دينك ومن معك، من زوجتك أو اُمِّك أو اختك أو بنتك، وعلى أخيك وابنك ومن حولك. فالدنيا غرورةٌ تزيِّن للإنسان نفسها، وهي جيفة رائحتها نتنة، وأيُّ نعيم بها يفنى، وكلُّ لذّة لا تبقى. فاحمِ نفسكَ وأهلَكَ منها ومن شرورها وفسادها، بل وفساد المجتمع الذي تعيش فيه، فمسؤوليتك يا عزيزي كما قال ربُّك تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)فاعمل على التمسك بدينك، وعلِّم أهلك وفقِّهم وأدِّبهم وعلِّمهم العقائد الحقَّة، وراقبهم مع من يمشون ويتكلمون ويصاحبون، فالمرأة تفسد المرأة والرَّجل يفسد الرجل، فاختر لهم من يستفيدوا منه ويقوى به دينهم، ولا يكن كل همك جمع المال لمستقبلك في بلدك، لبناء منزل أو ما شابه. فمستقبلك أيضاً هو الآخرة فمإذا تستفيد ـ لا سمح الله ـ لو ضلَّ أو فسدّ قريبك أو ولدك؟ فلا تهمل أو تتهاون عن مسؤوليتك، الدينية فأنت المسؤول الأوّل عنهم، فلا تغفل.
الخارجية:
أيُّها الأخ العزيز، هل عرفت أنَّ جعفر بن أبي طالب عندما هاجر إلى الحبشة ـ بلاد النَّصارى ـ اتّفق مع ملكها على أنّ الله موجودٌ وعبادته واجبةٌ، وأخذ يتكلّم بالنقاط المشتركة بينهما، نحن كمسلمين وهم كمسيحيين أبدى احتراماً للسيد عيسى المسيح(عليه السلام)والسيدة مريم العذراء، وهكذا اخي فإنّ مسؤوليتك الكبرى الآن أن تبلِّغ أنت، نعم فلا تستصغر شأنك أو لست مسلماً؟ فالإسلام اليوم بخطر بيِّن لهم ديننا، دين السَّلام والرحمة ودين الإنسانية الذي يحترم حتى الحيوان ويأبى له الظلم، فكيف بالإنسان. ولا تنسَ أنّ نبيَّك الأكرم بعث رحمة للعالمين، ولإتمام مكارم الأخلاق، هذا دينكم عرِّفوه للغرب ولمن يسأل أفهمهم أنّ دينك لا يرضى بالظلم والفساد والسّرقة والسبِّ والشتيمة والخيانة وما شابه .
قل لهم قول أميرك علي بن أبي طالب (عليه السلام): «الخلق نوعان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» الإنسانية يا حبيبي هي الجامع المشترك بين كلّ الناس فانطلق بهذه المفاهيم ; لتكون بحجم مسؤوليتك تجاه الآخرين.
أختي المسلمة المغتربة:
سلام الله على اُمِّكِ خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء وزينب الحوراء، القدوة لَكُنَّ في العفاف والحياة والمعيشة والظروف الصعبة والسهلة وفي البيت والبلد وعالم الاغتراب.
يا اختي الكريمة سواء أكنت أماً أو أختاً فاعلمي ـ وفقكِ الله ـ أنّ مسؤوليتك كبيرة جدّا، لعلَّها أكبر من مسؤولية الرجل في الغربة، لأنّ الأم هي المدرسة والأم التي تهز السرير في يمينها تهز العالم بيسارها وراء كل رجل، بل كل مجتمع امرأة عظيمة. فيا أيَّتها العظيمة، زوجك وأهلك كلهم من مسؤوليتك يحتاجون لإيمانك ولدينك ولتوجيهك في كل أمر، انتبهي لبنتك فإنها تستمع الغناء وتريد أن تخلع الحجاب، بل عليك أن ترغبيها بالدين وكيفية تطبيق أحكام ربِّ العالمين، وابنك محتاج لك خصوصاً في هذا المجتمع الذي قد يخلو من مسجد أو حسينية أو عالِم أو محاضرات، وتكثر فيه النوادي اللَّيلية والفساد هو أقرب للصلاح. وزوجُك أو أخوك ذكِّريه بأن العمل والمال هو مقسوم ومكتوب لكلِّ مرزوق، فلا يضيِّع أولاده وأهله ونفسه من أجله، وانتبهي للمخدِّرات والأمراض فعليك تقع المسؤولية في صنع عائلتك، يا أختاه وتمسّكي بحجابك، فإنّه هُويتُّك الإسلامية، فإذا خلقت هويتك فهذا الضلال بعد الهدى والتعرب بعد الهجرة .
أيُّها الشاب المسلم، أيَّتها الشابة المسلمة، في بلاد الغرب :
يامن تعيش أجمل وقت يعيشه الإنسان يا أيُّها الحبيب، فأنت في عمر النشاط والقوة والطاقة، اغتنموا هذه المرحلة، فإن بعد القوة يأتي الضّعف وبعد الحياة المماتُ، ويأتي السؤال لك: أين ضيّعتَ شبابك؟ أين قضيت وقتك؟ في فائدة وحلال أو لغو وحرام؟
يا نور العين، إنّ الحياة صعبة، اعلم هذا ولكن عليك أنْ لا تسقط في الهاوية، بل كن حذراً جيِّداً، وحافظ على دينك واطرد الشياطين من دارك ونفسك، وعجِّل بالزَّواج من مؤمنة كريمة الأصل، عفيفة، فهو أوّلُ النَّجاة، واختر عملاً يُعينك على معيشتك بالحلال، فكلُّ يوم يأتي رزقه معه، وحافظ على استقامتك، وابتعد عن أصحاب وأصدقاء السوء منهم وأعطِ الآخرين درساً: كيف يكون شباب المسلمين؟ وما هي صفاتهم؟ سواءُ في المدرسة أم الجامعة أم العمل. حيث يتصف المسلم بالصدق والإمانة، كما كان نبيُّك (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصف (الصادق الأمين) ولا تقرب الزِّنى «فبشر الزاني بخراب بيته» وكُنْ كمصعب بن عمير، لم تغرَّهُ الدنيا ببناتها ومالها وجاهها أبداً، واعمل على هداية إخوانك وأهلك فأنت مسؤول عنهم، فلا تكسل.
اخوكم
محمّد عليّ الحسينيّ
لبنان / بيروت
j_b_hashem*************
رسالتنا للمسلم المغترب
رسالتنا للمغتربين في العالم
سماحة السيد محمد علي الحسيني
رسالتنا للمسلم المغترب
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الوجود بعدما كنا عدماً، وميّزنا عن سائر الموجود بالعقل الذي هو الأمانةُ الالهية، وأكرمنا بأن، جعلَنا مسلمين، وبنبوة محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم (صلى الله عليه وآله وسلم).
أما بعد: فقد طلب منيّ ـ لحسنِ الظنِّ بي ـ بعض الإخوة في أميركا، أن أكتب رسالة مختصرة وخاصة للمسلم المغترب، فاستجبنا لهم وهذه وظيفتنا، بل وأجبنا. خصوصاً في ظل هذه الظروف التي تعصف بنا. فنقول:
إعلم ـ رعاك الله ـ أنَّ الدنيا دار ممرٍّ، والآخرة دار مقرٍّ، والمجنون من باع المقرَّ بالممرِّ، ولكن اعمل لدنياك كأنَّكَ تعيشُ أبدا واعمل واستعدَّ لآخرتك كأنّكَ تموتُ غداً.
لذا عليك أنّ تعرف أن الأرض لله، وهو قد أوجبَ عليك عبادتَهُ وطاعتهُ بقوله جلّ من قائل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)فحيثما كنت، في الدول الغربية العربية، أو أي بقعة من بقاع الأرض، فالله ربُّك وهو معك وقريبٌ منك ولا يتركك ابداً (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)فلا تتركه انت بعدما تمسكت به في بلاد المسلمين، ولا تتراجع عنه بعدما تقدمت إليه، ولا تضلَّ الطريق بعدما هداك إلى الطريق المستقيم. ولا تكفر به بعدما آمنت به، واعلم أنّ الصلاة عمود دينك إن قبلت قبل ما سواها وإن رُدَّت، ردَّ ما سواها، والفرق بين الإيمان والكفر ترك الصلاة ـ وليس منَّا من استخفَّ بالصلاة ـ والصوم جُنة ووقاية من النار، والحجاب لباسُ العفاف والطَّهارة، والخمس تطهيرٌ لك واختبار من ربِّكَ، ومساعدة للمحتاج فقال تعالى (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالَْمحْرُومِ) فلا تبخل فالله الرازق وهو أكرم الأكرمين، والحج واجب على كل مكلَّف مستطيع فلا تتركه فتموت يهودياً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدف عظيم، استشهد من أجله إمامُك الحسين (عليه السلام).
وطهارة طعامك وعملك لا يكون إلا من حلال، ولا تظلم فتظلم، ولا تسبّ ولا تغشَّ ولا تخن ولا تزنِ ولا تشرب ولا تأكل الذي حرمّ الله عليك، وأخلص لربِّك، وموعدك معه قريب، حيث الموت الفراق الذي لابد منه. أبن نبيُّك أبن إمامك أين أجدادك؟ كلُّهم ماتوا وإلى القبر وصاروا، القبر الذي ينادي كلّ يوم. أنا بيتُ الوحشة، أنا بيت الدود، أنا بيت الظلمة، أنا إمَّا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
فاعمل يا نور عيني، أيُّها المسلم لآخرتك، واستعدَّ لقبرك ووحشتك وسؤالك، فاليوم عملٌ بلا حساب وغداً حسابٌ بلا عمل. فهل من متَّعظ؟
أخي المسلم المغترب :
إعلم جيداً أيها الحبيب، بأنّنا نمرّ ـ نحن المسلمين ـ في وقت حرج، خصوصاً في بلاد الغرب. ومسؤوليتك كبيرةٌ وهي داخلية وخارجية :
الداخلية:
وهي المحافظة على دينك ومن معك، من زوجتك أو اُمِّك أو اختك أو بنتك، وعلى أخيك وابنك ومن حولك. فالدنيا غرورةٌ تزيِّن للإنسان نفسها، وهي جيفة رائحتها نتنة، وأيُّ نعيم بها يفنى، وكلُّ لذّة لا تبقى. فاحمِ نفسكَ وأهلَكَ منها ومن شرورها وفسادها، بل وفساد المجتمع الذي تعيش فيه، فمسؤوليتك يا عزيزي كما قال ربُّك تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)فاعمل على التمسك بدينك، وعلِّم أهلك وفقِّهم وأدِّبهم وعلِّمهم العقائد الحقَّة، وراقبهم مع من يمشون ويتكلمون ويصاحبون، فالمرأة تفسد المرأة والرَّجل يفسد الرجل، فاختر لهم من يستفيدوا منه ويقوى به دينهم، ولا يكن كل همك جمع المال لمستقبلك في بلدك، لبناء منزل أو ما شابه. فمستقبلك أيضاً هو الآخرة فمإذا تستفيد ـ لا سمح الله ـ لو ضلَّ أو فسدّ قريبك أو ولدك؟ فلا تهمل أو تتهاون عن مسؤوليتك، الدينية فأنت المسؤول الأوّل عنهم، فلا تغفل.
الخارجية:
أيُّها الأخ العزيز، هل عرفت أنَّ جعفر بن أبي طالب عندما هاجر إلى الحبشة ـ بلاد النَّصارى ـ اتّفق مع ملكها على أنّ الله موجودٌ وعبادته واجبةٌ، وأخذ يتكلّم بالنقاط المشتركة بينهما، نحن كمسلمين وهم كمسيحيين أبدى احتراماً للسيد عيسى المسيح(عليه السلام)والسيدة مريم العذراء، وهكذا اخي فإنّ مسؤوليتك الكبرى الآن أن تبلِّغ أنت، نعم فلا تستصغر شأنك أو لست مسلماً؟ فالإسلام اليوم بخطر بيِّن لهم ديننا، دين السَّلام والرحمة ودين الإنسانية الذي يحترم حتى الحيوان ويأبى له الظلم، فكيف بالإنسان. ولا تنسَ أنّ نبيَّك الأكرم بعث رحمة للعالمين، ولإتمام مكارم الأخلاق، هذا دينكم عرِّفوه للغرب ولمن يسأل أفهمهم أنّ دينك لا يرضى بالظلم والفساد والسّرقة والسبِّ والشتيمة والخيانة وما شابه .
قل لهم قول أميرك علي بن أبي طالب (عليه السلام): «الخلق نوعان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» الإنسانية يا حبيبي هي الجامع المشترك بين كلّ الناس فانطلق بهذه المفاهيم ; لتكون بحجم مسؤوليتك تجاه الآخرين.
أختي المسلمة المغتربة:
سلام الله على اُمِّكِ خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء وزينب الحوراء، القدوة لَكُنَّ في العفاف والحياة والمعيشة والظروف الصعبة والسهلة وفي البيت والبلد وعالم الاغتراب.
يا اختي الكريمة سواء أكنت أماً أو أختاً فاعلمي ـ وفقكِ الله ـ أنّ مسؤوليتك كبيرة جدّا، لعلَّها أكبر من مسؤولية الرجل في الغربة، لأنّ الأم هي المدرسة والأم التي تهز السرير في يمينها تهز العالم بيسارها وراء كل رجل، بل كل مجتمع امرأة عظيمة. فيا أيَّتها العظيمة، زوجك وأهلك كلهم من مسؤوليتك يحتاجون لإيمانك ولدينك ولتوجيهك في كل أمر، انتبهي لبنتك فإنها تستمع الغناء وتريد أن تخلع الحجاب، بل عليك أن ترغبيها بالدين وكيفية تطبيق أحكام ربِّ العالمين، وابنك محتاج لك خصوصاً في هذا المجتمع الذي قد يخلو من مسجد أو حسينية أو عالِم أو محاضرات، وتكثر فيه النوادي اللَّيلية والفساد هو أقرب للصلاح. وزوجُك أو أخوك ذكِّريه بأن العمل والمال هو مقسوم ومكتوب لكلِّ مرزوق، فلا يضيِّع أولاده وأهله ونفسه من أجله، وانتبهي للمخدِّرات والأمراض فعليك تقع المسؤولية في صنع عائلتك، يا أختاه وتمسّكي بحجابك، فإنّه هُويتُّك الإسلامية، فإذا خلقت هويتك فهذا الضلال بعد الهدى والتعرب بعد الهجرة .
أيُّها الشاب المسلم، أيَّتها الشابة المسلمة، في بلاد الغرب :
يامن تعيش أجمل وقت يعيشه الإنسان يا أيُّها الحبيب، فأنت في عمر النشاط والقوة والطاقة، اغتنموا هذه المرحلة، فإن بعد القوة يأتي الضّعف وبعد الحياة المماتُ، ويأتي السؤال لك: أين ضيّعتَ شبابك؟ أين قضيت وقتك؟ في فائدة وحلال أو لغو وحرام؟
يا نور العين، إنّ الحياة صعبة، اعلم هذا ولكن عليك أنْ لا تسقط في الهاوية، بل كن حذراً جيِّداً، وحافظ على دينك واطرد الشياطين من دارك ونفسك، وعجِّل بالزَّواج من مؤمنة كريمة الأصل، عفيفة، فهو أوّلُ النَّجاة، واختر عملاً يُعينك على معيشتك بالحلال، فكلُّ يوم يأتي رزقه معه، وحافظ على استقامتك، وابتعد عن أصحاب وأصدقاء السوء منهم وأعطِ الآخرين درساً: كيف يكون شباب المسلمين؟ وما هي صفاتهم؟ سواءُ في المدرسة أم الجامعة أم العمل. حيث يتصف المسلم بالصدق والإمانة، كما كان نبيُّك (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصف (الصادق الأمين) ولا تقرب الزِّنى «فبشر الزاني بخراب بيته» وكُنْ كمصعب بن عمير، لم تغرَّهُ الدنيا ببناتها ومالها وجاهها أبداً، واعمل على هداية إخوانك وأهلك فأنت مسؤول عنهم، فلا تكسل.
اخوكم
محمّد عليّ الحسينيّ
لبنان / بيروت
j_b_hashem*************